• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الرد على شبهات حول صيام عاشوراء
    د. ثامر عبدالمهدي محمود حتاملة
  •  
    صلة السنة بالكتاب
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    خطبة: ماذا بعد الحج
    د. أيمن منصور أيوب علي بيفاري
  •  
    خطبة في فقه الجزية وأحكام أهل الذمة
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    تفسير: (قل من يرزقكم من السماوات والأرض قل الله ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تحريم الاستعانة بغير الله تعالى فيما لا يقدر عليه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الستر فريضة لا فضيحة (خطبة)
    د. مراد باخريصة
  •  
    فوائد ترك التنشيف بعد الغسل والوضوء
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    إطعام الطعام من خصال أهل الجنة
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    صفة الوضوء
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    التمييز بين «الرواية» و«النسخة» في «صحيح البخاري»
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    أسماء الله الحسنى من خلال الجزء (السابع والعشرون) ...
    محمد نور حكي علي
  •  
    شرح متن طالب الأصول: (1) معنى البسملة
    أبو الحسن هشام المحجوبي ويحيى بن زكرياء ...
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (القريب، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    قبسات من علوم القرآن (3)
    قاسم عاشور
  •  
    من دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم
    الشيخ محمد جميل زينو
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / الرقائق والأخلاق والآداب
علامة باركود

على مشارف الحوض

الشيخ عبدالله المؤدب البدروشي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 28/6/2010 ميلادي - 17/7/1431 هجري

الزيارات: 11012

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

على مشارف الحوض

 

الحمد لله الَّذي أرسل رسولَه بالهُدى بشيرًا و نذيرًا، وداعيًا إلى الله بإذنه وسراجًا منيرًا، أشهد أن لا إلهَ إلاَّ الله وحده لا شريك له، جامع الخلْق ليومٍ لا ريبَ فيه، وسائل الجمع كلّ عمَّا يقرّبه أو يقصيه، وأشهد أنَّ سيِّدنا وحبيب قلوبِنا وإمامنا وقدْوتنا محمَّدًا عبده ورسوله، صاحب المقام المحمود والحوض الموْرود، والشَّافع لأمَّته في اليوم المشْهود، اللَّهُمَّ صلِّ عليه في الأوَّلين والآخرين، وارْض اللَّهُمَّ على آله وأصحابِه الأكرمين، واجعلْنا من أتباع نهْجِه المبين، اللهُمَّ وأورِدْنا حوضَه يوم الدين، واجعلْه شفيعَنا وقائدنا إلى جوارك الأمين.

 

أمَّا بعد، أيُّها الإخوة في العقيدة:

من رحمة الله بعباده: أنَّ السَّاعة لا تقوم على مَن يقول: لا إلهَ إلاَّ الله.

 

أوْرد الإمام مسلم في صحيحه أنَّ الله - جلَّ جلاله - إذا أراد قيام السَّاعة، بَعَثَ رِيحًا طَيِّبَةً فتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ وكُلِّ مُسْلِمٍ، ويَبْقَى شِرارُ النَّاسِ، يتَهارَجُونَ فِيها تَهارُجَ الحُمُرِ، فعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعةُ.

 

عندها يأْذن الله للملَك المكلَّف بالنَّفخ في الصور فينفخ فيه؛ يقول الله - جلَّ وعلا -: ﴿ فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ * وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً * فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الوَاقِعَةُ ﴾ [الحاقة: 13 - 15]، عندها يختلُّ نظام الكون، فترجُّ الأرض رجًّا، وتنسف الجبال نسْفًا، قال - تبارك وتعالى -: ﴿ إِذَا رُجَّتِ الأَرْضُ رَجاًّ * وَبُسَّتِ الجِبَالُ بَساًّ * فَكَانَتْ هَبَاءً مُّنْبَثاًّ ﴾ [الواقعة: 4 - 6]، ثمَّ يعقب ذلك سكون عظيم وصمْت رهيب، ويفنَى كلُّ شيء ويَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الجَلالِ والإكْرامِ.

 

فيقبض الأرض ويطوي معها السماوات، وهو القائل - سبحانه -: ﴿ وَالأَرْضُ جَمِيعاً قَبْضَتُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَالسَّمَوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ﴾ [الزمر: 67].

 

أورد الإمام البخاري في صحيحه: ((يقبض الله الأرضَ يوْم القِيامة ويطوي السَّموات بيمينه، ثمَّ يقول: أنا الملِك, أنا الجبَّار, أين الجبَّارون؟ أين المتكبِّرون؟ أين ملوك الأرْض؟ ثمَّ يُنادي - جلَّ جلالُه -: لِمن الملك اليوم؟)).

 

فلا يُجيب على الله أحد لأنَّه لا يوجَد أحد، ولأنَّه الواحد الأحد، ﴿ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ ﴾ [الحديد: 3]، هو الأوَّل فلا شيْءَ قبلَه، وهو الآخِر فلا شيءَ بعده، وهو الظَّاهر فلا شيءَ فوقه، وهو الباطن فلا شيءَ دونه، وهو السَّميع العليم، لمن الملك اليوم؟ والكون يغرق في صمتٍ رهيب، فلا من مجيب، فيجيب الله ذاته العليَّة فيقول: لله الواحد القهار.

 

ثمَّ يُحيي الله الملَك المكلَّف بالنَّفخ في الصُّور، فينفخ النَّفخة الثَّانية، نفخة البعْث؛ يقول الله - عزَّ وجلَّ -: ﴿ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَإِذَا هُمْ مِنَ الأَجْدَاثِ إِلَى رَبِّهِمْ يَنْسِلُونَ ﴾ [يس: 51]، تنفتح القبور ويُحشر الأموات، كلّ على ما مات عليه، مَن مات على "لا إلهَ إلاَّ الله" قام موحّدًا، ومَن مات في الصَّلاة قام مصلِّيًا، في حجَّة الوداع أُتِي النَّبي - صلَّى الله عليْه وسلَّم - برجُل أسقطتْه ناقته فمات وهو مُحْرِم، فقال - عليْه الصَّلاة والسَّلام -: ((كفِّنوه في ثوبيه)) أي: في ثوبَي الإحرام، ((واغسِلوه بماء وسِدْر)) أي: لا يوضَع له طِيب؛ لأنَّه لا زال مُحرمًا، ((ولا تخمِّروا رأسه)) أي: لا تغطُّوا رأسَه لأنَّه مُحْرِم، قال: ((فإنَّ الله يبعثُه يوم القيامة يلبِّي)).

 

ومَن مات مخمورًا بُعِث مترنِّحًا، لا يقْوى على مشْي، يُدْفَع مع النَّاس إلى الحشْر دفعًا.

 

ومَن مات معتديًا على مال اليتامى بُعِث والنَّار تنطلق من فمِه؛ قال رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((يبعث اللَّه - عزَّ وجلَّ - يوم القيامة قومًا من قُبورهم، تأجج أفواههم نارًا))، قالوا: مَن هُم يا رسول اللَّه؟ فقال: ((ألَم ترَوا أنَّ اللَّه - تعالى - يقول: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ اليَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً ﴾ [النساء: 10]))؛ رواه ابن حبَّان في صحيحه.

 

ومَن مات غافلا عن ذِكْر الله يُبْعَث أعمى؛ يقول ربُّ العزَّة - جلَّ جلالُه -: ﴿ وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً * قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ اليَوْمَ تُنسَى ﴾ [طه: 124 - 126]، وينطلق النَّاس في زحامٍ شديد، حفاة عراة للوقوف بالمحشر، في انتظار العرض والحساب، في يومٍ كان مقداره خَمسين ألف سنة، يجمعون في عرصات القيامة، الإنس والجانّ والحيوان، أوَّلهم وآخرهم، على صعيد واحد، يقول الرَّسول - صلَّى الله عليْه وسلَّم - والحديث في صحيح مسلم: ((تُدْنَى الشَّمْسُ يَوْمَ القِيامةِ مِنَ الخَلْقِ، حتَّى تَكُونَ مِنْهُمْ كمِقْدارِ مِيلٍ، فيَكُونُ النَّاسُ على قَدْرِ أعْمالِهِم في العَرَقِ، فمِنْهُم مَنْ يَكُونُ إلى كَعْبَيْه ومِنْهُم مَنْ يَكُونُ إلى رُكْبَتَيْه، ومِنْهُم مَنْ يَكُونُ إلى حَقْوَيْهِ، وَمِنْهُم مَن يُلْجِمُهُ العَرَقُ إلْجامًا)).

 

فيكون النَّاس في ظمأٍ شديد وهم في أمسِّ الحاجة إلى الرّواء، فمن رحمة الله بعباده أن جعل لهم بأرض المحشر أحواضَ ماء، يقِف عليْها الرُّسل الكرماء، قال رسول الله - صلَّى الله عليْه وسلَّم - والحديث من صحيح الجامع: ((إنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ حَوْضًا، وإنَّهُمْ يَتَبَاهَوْنَ أيُّهُمْ أكْثَرُ وارِدَةً، وإنِّي أرْجُو أَنْ أَكُونَ أكْثَرَهُمْ وَارِدَةً)).

 

فهذا حوض نوح وهذا حوض إبراهيم، وهذا حوض موسى وهذا حوض عيسى، وأعظمهم حوضًا حوض محمَّد - صلَّى الله عليه وسلَّم - حدَّثنا عنْه والحديث في الصَّحيحَينِ وفِي غيرِهِما قال: ((حَوْضِي مَسِيرةُ شَهْرٍ، وزَوَاياهُ سَوَاءٌ)) طوله مسيرة شهر وعرْضه مسيرة شهر، ((ماؤه أبيض من اللَّبن، وريحه أطْيب من المسك، وكِيزانه كنجوم السَّماء في عددِها ونورِها ولمعانِها، وهو أبْرد من الثَّلج، وأحْلى من العسل، يشخب فيه ميزابان من الجنَّة)) من نهر الكوثر ((مَن شرِب منه شربةً لا يظْمأ بعدها أبدًا)).

 

ورسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قائمٌ على حوضه، يَسقي المؤمنين من أمَّته، ويذبُّ عنْه الأمم الأُخْرى؛ جاء في صحيح مسلم قول حبيبِنا - صلَّى الله عليْه وسلَّم -: ((تَرِدُ عليَّ أُمَّتِي الحَوْضَ وأنَا أذودُ النَّاسَ عَنْهُ كَما يَذودُ الرَّجُلُ إبِلَ الرَّجُلِ عَنْ إبِلِه)) قالُوا: يَا نَبيَّ اللَّه، أتَعْرِفُنا؟ قَالَ: ((نَعَمْ، لَكُم سِيما لَيْسَت لأحَدٍ غَيْرِكُم، تَرِدونَ علَيَّ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ آثارِ الوُضُوءِ)) .. العلامة عند الحبيب واضحة، ((تَرِدُونَ عَليَّ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِن آثارِ الوُضُوء)).

 

فماذا أعددْنا لهذا اللقاء؟ هل أطعْنا الله حقَّ طاعته؟ هل عبدْناه حقَّ عبادته؟ هل عمِلْنا بسنَّة حبيبِنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - هل أشعْنا الوئام والوفاق في أُسَرنا؟ هل كان للآيةِ ولِلحديث دَور فاعل في حياتِنا؟ هل تعاملْنا بيْننا بصدق وحقّ؛ لأنَّ السيما قد تتوفَّر، ويأتِي المؤمن بغرَّته وحجلته يوم القيامة، ويقترب من الحوض ويرى حبيبَه، لكن لا يرد الحوض، تَمنعه الملائكة.

 

أورد الإمام مسلم في صحيحِه قولَ رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنِّي على الحَوْضِ حتَّى أنْظُرَ مَنْ يَرِدُ عليَّ مِنْكُم، وسَيُؤْخَذُ أُنَاسٌ دُوني، فأقُولُ: يا رَبِّ إنَّهم مِنِّي، يا ربّ إنَّهم مِنْ أُمَّتي، فيَقُولُ: إنَّكَ لا تَدْري مَا عَمِلُوا بَعْدَكَ، مَا زَالُوا يَرْجِعُونَ على أعْقَابِهِم)).

 

فماذا فعلْنا بعده؟ هل أشركنا؟ لا، هل تركنا الصَّلاة؟ لا، هل هجرنا رمضان؟ لا، هل رفضنا الزَّكاة؟ لا، هل زهدنا في الحج؟ لا، نحن أهل الإيمان نصلّي ونصوم ونزكِّي ونحجّ ونفعل الخير.

 

فماذا حلَّ بنا؟

تعالوا نسمع حبيبَنا - صلَّى الله عليه وسلَّم - وهو في آخر أيَّام حياته الشَّريفة، يوم صعد على المنبر وقال: ((إنِّي فَرَطُكُمْ على الحوض، وأنا شَهِيدٌ عَلَيْكُم، وإنِّي - واللَّهِ - لأَنْظُرُ إلى حَوْضِي الآنَ وإنِّي قَدْ أُعْطِيتُ مَفاتِيحَ خَزَائِنِ الأرْضِ، وإنِّي - واللَّهِ - ما أخَافُ عَلَيْكُمْ أنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي، ولَكِنِّي أخافُ عَلَيْكُمْ أن تَنَافَسُوا فِيهَا)).

 

نعم، أيُّها المؤمنون والمؤمنات، إنَّها الدنيا الَّتي ملأتِ القلوب وخطفت العقول، نعم نَحن نصلِّي لكن كيف هي صلاتنا؟ حملت الدنيا عنها الخشوع، فأمست حركات، فترى المصلّي يصلّي وذهنه في مشاغل الحياة، أين رقَّة القلب؟! أين التذلُّل أمام الله؟! أين تدبُّر الآيات؟! أين الدمعات؟!

 

فإذا أتمَّ الصَّلاة عاد إلى الدنيا، دون أن تؤثر فيه الصلاة، وكذلك حالُنا في باقي الأرْكان، هل صام المسلمون مع صومِهم عن القيل والقال؟ هل صاموا عن الغشِّ والخصام؟ إنَّ العبادة الَّتي طلبها الله منَّا تبدأ من لحظة النهوض من النَّوم، كيف يتعامل المؤمن مع الاستيقاظ، ومع ارتداء الثياب، ومع الأهل، ومع الطعام ومع الخروج من المسكن، ومع العمل، ومع النَّاس؟ حين نجعل الله في تعامُلنا ونتَّبع هدْي الرَّسول في تعايُشِنا، ونحضر القلوب والخشوع في تعبُّدنا، سنضْمن بحوْلِه - تعالى - السَّعادة في الدنيا والآخرة، وسنرد حوْض حبيبِنا بإذنه تعالى، وسيفرح بنا وسنشرب من يده ومن حوضه شربةً لا نظمأ بعدها أبدًا، وسنبلغ معه الجنَّة برحمة الله ومثوبته.

 

اللهم اهد قلوبَنا للحقّ، ونوِّر ألسنَتَنا بالصِّدْق، واجعلْنا نَخشاك كأنَّنا نراك، واجعل دأبَنا وكدنا في مرضاتك وتقْواك.

 

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الكريم لي ولكم.

 

الخطبة الثانية

إنَّ الحمد لله لا هُدى إلاَّ في هداه، ولا حياة إلاَّ في رضاه، أشهد أن لا إلهَ إلاَّ الله، قضى ألاَّ تعْبدوا إلاَّ إيَّاه، وأشهد أنَّ سيِّدنا وحبيبَنا محمَّدًا رسولُ الله، ورضيه ومصطفاه، صلَّى الله عليْه وعلى آله وأصحابِه ومَن اهتدى بهداه.

 

أمَّا بعْدُ، أيُّها المؤمنون والمؤمناتُ، عبادَ الله:

من وصايا رسولِ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - لأمَّته ما أوْصى بهِ خادمَه أنس بن مالك - رضي الله عنْه - قال له: ((يا بُنَيَّ، إنْ قَدَرْتَ أنْ تُصْبِحَ وتُمْسِيَ لَيْسَ في قَلْبِكَ غِشٌّ لأحَدٍ فَافْعَل، يا بُنَيَّ وذَلِكَ مِن سُنَّتي)) - أي: نقاوة القلْب وسلامة الصَّدر - ((ومَنْ أحْيا سُنَّتي فقَدْ أحَبَّني، ومَن أحَبَّنِي كَانَ مَعي في الجَنَّة)).

 

اللَّهُمَّ إنَّا نحبّ حبيبَك فاجعلْه قائدَنا إلى الجنَّة، واهْدِنا للعمل بالكتاب والسنَّة، وعافِنا بفضلِك واعْفُ عنَّا، اللَّهُمَّ اجْعَلْ غِنانا في أنفُسِنا، واليَقينَ في قلوبِنا، والإخْلاصَ في أعمالِنا، والنُّورَ في أبصارِنا، والبَصيرةَ في دِينِنا، ومَتِّعْنا بِجَوارِحِنا، واجْعَلْ سَمْعَنا وبَصَرنا الوارِثَيْنِ مِنِّا، وانْصُرْنا على مَنْ ظَلَمَنا، اللَّهُمَّ اكْشِفْ كُرْبَتنا، واسْتُرْ عَوْرَتنا، واغْفِرْ لِنا خَطِيئَتنا، اللَّهُمَّ اغفر لآبائنا وأمَّهاتنا، وطيب أوقاتنا، ورخص أقواتَنا، وسهِّل معيشتنا، واجعلْنا وبلدَنا من الآمنين.

 

يا عِمَادَ مَنْ لا عِمادَ لَهُ، يا سَنَدَ مَنْ لا سَنَدَ لهُ، يَا ذُخْرَ مَنْ لا ذُخْرَ لَه، يَا حِرْزَ مَنْ لا حِرْزَ لَه، يا أمانَ مَنْ لا أمَانَ لَه، يا فَخْرَ مَنْ لا فَخْرَ لَه، يا عِزَّ مَنْ لا عِزَّ لَه، نسألك الله عزَّة ورِفْعة للإسلام والمسلمين، ونصرًا وتأْييدًا لإخوانِنا على أرض فلسطين، وذلاًّ وخذلانا لكلِّ مَن يُعادي هذا الدين.

 

اللهُمَّ أمِّنَّا في دورنا، ووفق إلى الخير والصَّلاح ولاة أمورِنا، واجعل اللَّهُمَّ بلدَنا آمنًا مطمئِنًّا وسائر بلاد المسلمين،.

 

وآخِر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • إثبات حوض نبينا - صلى الله عليه وسلم - وصفاته
  • عند ضفتي الحوض
  • خلاصة ما دلت عليه أحاديث الحوض

مختارات من الشبكة

  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط(مقالة - المسلمون في العالم)
  • ما هو الحوض يوم القيامة؟ (ثبوته، وجوده، صفته)(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • نسمات من ورد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التوبة إلى الله تعالى (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وتوبوا إلى الله جميعا (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أيها الحجيج (7)(مقالة - موقع د. حيدر الغدير)
  • استثمار العشر الأواخر (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الثورة الرقمية(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • نبي المرحمة ورسول الملحمة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • استقبال رمضان(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ستولاك تستعد لانطلاق النسخة الثالثة والعشرين من فعاليات أيام المساجد
  • موافقة رسمية على مشروع تطويري لمسجد بمدينة سلاو يخدم التعليم والمجتمع
  • بعد انتظار طويل.. وضع حجر الأساس لأول مسجد في قرية لوغ
  • فعاليات متنوعة بولاية ويسكونسن ضمن شهر التراث الإسلامي
  • بعد 14 عاما من البناء.. افتتاح مسجد منطقة تشيرنومورسكوي
  • مبادرة أكاديمية وإسلامية لدعم الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي في التعليم بنيجيريا
  • جلسات تثقيفية وتوعوية للفتيات المسلمات بعاصمة غانا
  • بعد خمس سنوات من الترميم.. مسجد كوتيزي يعود للحياة بعد 80 عاما من التوقف

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 21/1/1447هـ - الساعة: 23:22
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب