• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / نوازل وشبهات / شبهات فكرية وعقدية
علامة باركود

أشراط الساعة بين النصرانية والإسلام

أشراط الساعة بين النصرانية والإسلام
مريم مصطفى علي برناوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 28/9/2013 ميلادي - 23/11/1434 هجري

الزيارات: 93239

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أشراط الساعة بين النصرانية والإسلام

دراسة وموازنة

التمهيد:

ويشتمل على المباحث التالية:

• مكانة الإيمان باليوم الآخر وأشراطها من الدين

• زمان الفتن وكيفية التعامل معه

 

أولا: مكانة الإيمان باليوم الآخر من الدين:

إن الإيمان باليوم الآخر يعد ركنا أساسيا في الدين ودعامة من دعائمه التي لا يقوم الدين إلا بها، وعقيدة من عقائد الإسلام الأساسية، والإيمان بما في اليوم الآخر وعلاماته من الإيمان بالغيب الذي لا يدركه العقل، ولا سبيل لمعرفته إلا بنصوص الوحي [1].

 

ولمكانة اليوم الآخر في الدين فإننا نجد أن الله تعالى ربطه بكثير من الأعمال حيث أن الجزاء على العمل يكون في هذا اليوم العظيم، ومن ذلك قول الله تعالى: ﴿ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ﴾ [الطلاق: 2]

 

والإيمان باليوم الآخر خير موجّه لسلوك الفرد وخير ما يعين العبد على محاسبته لنفسه، فينال بذلك درجة المتقين الذين جعلوا بينهم وبين عذاب الله وقاية، فعلمه بأن إيمانه بهذا اليوم يصل به إلى نعيم سرمدي غير زائل، وعلمه أن المجازاة على العمل بما قدمت يداه، والمحاسبة على أعماله فردية، وأنه لا تزر وازرة وزر أخرى خير ثمرة يناله من آمن باليوم الآخر.

 

قال أحد الشعراء[2]:

إذا المرء لم يلبس ثيابًا من التقى
تقلب عريانًا وإن كان كاسيًا
وخير لباس المرء طاعة ربه
ولا خير فيمن كان لله عاصيًا

 

ثانيا: زمان الفتن وكيفية التعامل معه:

إن الفتنة في الأصل هي الاختبار والامتحان، وهذا الاختبار والابتلاء يكون في الخير وفي الشر قال تعالى: ﴿ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً ﴾ [الأنبياء: 35]، لكنها استعملت في كل أمر يكشفه الامتحان عن سوء.

 

والفتنة متحتمة على بني آدم مؤمنهم وكافرهم قال تعالى: ﴿ الم * أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ ﴾ [العنكبوت: 1، 2].

 

—الفتنة لها صور كثيرة تندرج جميعها تحت نوعين لا ثالث لهما (فتنة الشهوات وفتنة الشبهات).

 

والمطلب الذي يسعى إليه كل مؤمن هو النجاة من الفتن، وأعظم الفتن ما كان سبيلا لدخول النار فكان أعظم النجاة النجاة من النار يقول الله تعالى: ﴿ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾ [آل عمران: 185]

 

والفتنة حاصلة في النعم كنعمة المال والولد وغيرهما قال تعالى: ﴿ وَاعْلَمُوا أَنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلَادُكُمْ فِتْنَةٌ ﴾ [الأنفال: 28]، وفي المصائب والمحن أيضا: ﴿ وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ ﴾ [البقرة: 155].

 

وقد ذكر النبي - صلى الله عليه وسلم - ورود الفتن على القلوب فقال: (تُعْرَضُ الْفِتَنُ على الْقُلُوبِ عَرْضَ الْحَصِيرِ فأي قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَتْ فيه نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ وأي قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَتْ فيه نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ حتى يَصِيرَ الْقَلْبُ على قَلْبَيْنِ أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا لاَ يَضُرُّهُ فِتْنَةٌ ما دَامَتِ السماوات وَالأَرْضُ وَالآخَرِ أَسْوَدَ مُرْبَدٍّ كَالْكُوزِ مجخيا وَأَمَالَ كَفَّهُ لاَ يَعْرِفُ مَعْرُوفاً وَلاَ يُنْكِرُ مُنْكَراً إِلاَّ ما اشرب من هَوَاهُ) [3].

 

وأخبر - صلى الله عليه وسلم - عن فتن آخر الزمان ومن الفتن العظيمة التي تكون شرطا من أشراط الساعة فتنة المسيح الدجال، وقد حذرنا المصطفى - صلى الله عليه وسلم - من الافتتان به، فعن النَّوَّاسِ بن سَمْعَانَ[4] الْكِلَابِيِّ قال: (ذَكَرَ رسول اللَّهِ الدَّجَّالَ فقال إن يَخْرُجْ وأنا فِيكُمْ فَأَنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ فَامْرُؤٌ حَجِيجُ نَفْسِهِ وَاللَّهُ خَلِيفَتِي على كل مُسْلِمٍ فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ فَلْيَقْرَأْ عليه فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ فَإِنَّهَا جِوَارُكُمْ من فِتْنَتِهِ)

 

فبما أن السبيل في هذه الدار مناط بالاختبار والابتلاء والامتحان والتمحيص للمؤمنين، دلنا الرب الرحيم بعباده المؤمنين، وبين لنا أصول الفتن جميعها وسبل الحذر منها وطرق النجاة والسلامة منها في سور عديدة منها سورة عظيمة مباركة وهي (سورة الكهف)

 

فعن أبي سعيد الخدري[5] رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (من قرأ سورة الكهف كما أنزلت كانت له نورا يوم القيامة من مقامه إلى مكة ومن قرأ عشر آيات من آخرها ثم خرج الدجال لم يسلط عليه ومن توضأ ثم قال سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك كتب في رق ثم طبع بطابع فلم يكسر إلى يوم القيامة )[6] وهذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه وروى أبو الدرداء رضي الله عنه: أَنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من حَفِظَ عَشْرَ آيَاتٍ من أَوَّلِ سُورَةِ الْكَهْف عُصِمَ من الدَّجَّالِ)[7].

 

ولقد أوصى المصطفى - صلى الله عليه وسلم - أمّته بالتعوذ من فتن آخر الزمان فعن زيد بن ثابت رضي الله عنه:( أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (تعوذوا بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن)[8].

 

وروى أبو هريرة قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدعو (اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر ومن عذاب النار ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال)[9].

 

فنلخص طرق النجاة من الفتن فيما يأتي[10]:

أ- الابتعاد عن مصادر الفتن ب العبادة وقيام الليل.

 

ب- المبادرة بالأعمال الصالحة د الاعتصام بكتاب الله تعالى.

 

جـ- لزوم جماعة المسلمين و التسلح بالعلم الشرعي.

 

د- وعلى المسلم أن يتفطن لكيفية التعامل مع الفتن.

فعن عُقْبَةَ بن عَامِرٍ[11] قال قلت يا رَسُولَ اللَّهِ ما النَّجَاةُ قال: (أَمْسِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ وَلْيَسَعْكَ بَيْتُكَ وَابْكِ على خَطِيئَتِكَ) [12].

 

وبما أن الفتن واقعة ولا شك فعلى المرء التصبر على ذوق مرارتها إن تعرض لها أو تعرضت له

 

قال الإمام الشاطبي رحمه الله في منظومته [13]:

وهذا زمان الصبر من لك بالذي
كقبض على جمر فتنجو من البلى

 

المبحث الأول: (جانب معرفي) وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول:

المقصود بأشراط الساعة في دين الإسلام وفي النصرانية، والمصطلحات المرادفة لقيام الساعة عند النصارى.

 

المطلب الثاني:

بعض النصوص الواردة التي تشير إلى قيام الساعة في الكتاب والسنة على وجه الإجمال، وأقسام أشراط الساعة في الإسلام عند النصارى.

 

المطلب الثالث:

علامات الساعة في النصرانية على وجه الإجمال، والنصوص الدالة على تلك العلامات في الإنجيل.

المطلب الأول

(التعريف بأشراط الساعة)

معنى الشرط لغة:

الشرط بالتحريك العلامة، والجمع أشراط، وأشرط الساعة أعلامها وهو منه، وفي التنزيل (فقد جاء أشراطها)، والاشتراط العلامة التي يجعلها الناس بينهم [14].

 

قال الأصمعي: هي علاماتها، ومنه الاشتراط الذي يشترط الناس بعضهم على بعض إنما هي علامات يجعلونها بينهم [15].

 

معنى الساعة لغة:

الساعة في الأصل تطلق على معنيين:

أحدهما: تكون عبارة عن جزء من أربعة وعشرين جزءا هي مجموع اليوم والليلة.

 

والثاني: أن تكون عبارة عن جزء قليل من النهار أو الليل، يقال: جلست عندك ساعة من النهار أي وقتا قليلا منه ثم استعير لاسم يوم القيامة، قال الزجاج: معنى الساعة في كل القرآن الوقت الذي تقوم فيه القيامة، يريد أنها ساعة خفيفة يحدث فيها أمر عظيم، فلقلة الوقت الذي تقوم فيه سماها ساعة، وساعة سوعاء: أي شديدة [16].

 

معنى أشراط الساعة:

قال الجوهري وغيره من أهل اللغة: "أشراط الساعة علاماتها". وقال ابن الأثير في "جامع الأصول": "علاماتها ودلائلها التي تتقدم عليها، وواحدها: شَرَط (بالفتح) [17]

 

تعريف أشراط الساعة في الإسلام (الاصطلاح الشرعي):

انطلاقا من الحديث الذي رواه عبدالله بن عمر رضي الله عنهما المشهور بحديث جبريل في إخبار النبي - صلى الله عليه وسلم - جبريل عن علامات الساعة وأشراطها نستنبط التعريف الاصطلاحي في الشرع قال جبريل عليه السلام للنبي - صلى الله عليه وسلم -: (...أخبرني عن الساعة قال: ما المسؤول عنها بأعلم بها من السائل قال: فأخبرني عن أماراتها قال: أن تلد الأمة ربتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان....... ) [18].

 

فأشراط جمع شرط بفتحتين كقلم وأقلام ويستفاد من اختلاف الروايات[19] أن التحديث والاخبار والانباء بمعنى واحد وإنما غاير بينها أهل الحديث اصطلاحا قال القرطبي علامات الساعة على قسمين ما يكون من نوع المعتاد أو غيره والمذكور هنا الأول وأما الغير مثل طلوع الشمس من مغربها فتلك مقاربة لها أو مضايقة والمراد هنا العلامات السابقة على ذلك، والله أعلم [20]

 

♦ وأشراط الساعة: أي علاماتها كما في قوله تعالى: ﴿ فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا ﴾ [محمد: 18]، ويقال أشرط نفسه للأمر إذا جعل نفسه علما فيه [21].

 

وقد روى المستورد بن شداد الفِهري[22] عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (بعثت في نَفَسِ الساعة سبقتها كما سبقت هذه هذه، وأشار بأصبعه السبابة والوسطى)[23] أي بعثت وقد حان قيامها وقرب إلا أن الله أخرها قليلا فبعثني في ذلك النفس وأطلق النفس على القرب وقيل معناه أنه جعل للساعة نفسا كنفس الإنسان أراد إني بعثت في وقت قريب منها أحس فيه بنفسها كما يحس بنفس الإنسان إذا قرب منه يعني بعثت في وقت بانت أشراطها فيه وظهرت علاماتها[24].

 

وروى أنس رضي الله عنه قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (بعثت أنا والساعة كهاتين) وضم السبابة والوسطى [25].

 

فأشراط الساعة:

هي علامات القيامة التي تسبقها وتدل على قرب وقوعها كبعثته - صلى الله عليه وسلم -.

و أشراط الساعة أسبابها التي هي دون معظمها وقيامها [26].

 

قال الشيخ السعدي رحمه الله: (أشراطها) علاماتها الدالة على قرب وقوعها [27].

 

تعريف أشراط الساعة في النصرانية (الاصطلاح النصراني):

لقد بينت نصوص العهد الجديد أن هناك علامات وأشراط للقيامة الثانية [28] قبل أن يبعث الناس من القبور، وهذه العلامات مقدمات ليوم القيامة الكبرى، ومن أهمها رجوع المسيح للأرض من جديد [29].

 

وليس عند النصارى لفظ (أشراط الساعة) كما هو الحال في الاصطلاح الشرعي، ولفظ أشراط بحسب تتبعي غير مستعملة، ولفظ الساعة تأتي بمعان تدل على الوقت الحالي من ليل أو نهار، أي أنه موافق للمعنى اللغوي، فإن قيل:

♦ الساعة الثالثة فالمقصود بها من الساعة السادسة حتى التاسعة صباحا.

 

♦ وإن قيل الساعة التاسعة فتكون من الثانية عشرة إلى الثالثة بعد الظهر، وإن قيل الساعة العاشرة أي الساعة الرابعة مساء... وهكذا [30].

 

لكنهم يعبرون عن الساعة وقرب وقوعها بمصطلحات نشير إليها في المطلب التالي.

 

(المصطلحات المرادفة لقيام الساعة عند النصارى)

لقد تعددت العبارات التي تنبئ عن قرب قيام الساعة وتعبر عن اليوم الآخر عند النصارى منها قولهم:

1) يوم الدينونة، فلقد جاء في إنجيل متى [31]: (إن كل كلمة باطلة يتكلم بها الناس، سوف يؤدون عنها الحساب في يوم الدينونة، فإنك بكلامك تبُرر وبكلامك تدان).

 

2) علامات نهاية الزمان، ويكون بوقوع حروب وكوارث وزلازل، كما جاء في إنجيل مرقس[32]: (ولكن عندما تسمعون بالحروب وأخبار الحروب لا ترتعبوا، فإن ذلك لابدّ أن يحدث، ولكن ليست النهاية بعد)، وفي إنجيل متى[33]: (وتكون مجاعات وأوبئة وزلازل في أماكن، ولكن هذه مبتدأ الأوجاع).

 

3) الضيقة العظيمة، وذلك بوقوع خراب الهيكل كما جاء في إنجيل متى[34] ومرقس [35]: (فعندما ترون رجاسة الخراب قائمة حيث لا ينبغي، عندئذ ليهرب الذين في منطقة اليهودية إلى الجبال).

 

4) اليوم الأخير والقيامة، كما جاء في إنجيل يوحنا [36]: قال مَرثا[37]:(أعرف أنه سيقوم في القيامة، في اليوم الأخي، فرد يسوع: (أنا هو القيامة والحياة. من آمن بي وإن مات سيحيا).

 

5) الساعة الأخيرة، كما جاء في إنجيل يوحنا [38]:(أيها الأولاد هي الساعة الأخيرة، وكما سمعتم أن ضد المسيح يأتي، قد صار الآن أضداد كثيرون، من هنا نعلم أنها الساعة الأخيرة).

 

فمن خلال ما سبق نلاحظ أمرين:

الأول:

أن النصارى يؤمنون بوقوع يوم القيامة ويعتقدون بوقوع علامات تسبقها.

 

الثاني:

النص الأخير يشير إلى أنّ هناك مجيء يكون ضد المسيح[39] أي ضدّ شخصه ودعوته ويقصد يوحنا الإشارة إلى مجيء المسيح الدجال، ولقد جاء في رسالة بولس[40] إلى مؤمني تسالونيكي ما نصّه [41]:

(ثم نسألكم أيها الإخوة من جهة مجيء ربنا يسوع المسيح واجتماعنا إليه ألا تتزعزعوا سريعا عن ذهنكم.... لا يخدعنكم أحد على طريقة ما لأنه لا يأتي إن لم يأت الارتداد أولا، ويستعلن انسان الخطية ابن الهلاك القادم والمرتفع على كل ما يدعى إلها أو معبودا، حتى إنه يجلس في هيكل الله كإله مظهرا نفسه أنه إله)

 

 

المطلب الثاني

(النصوص التي تشير إلى علامات قيام الساعة من الكتاب والسنة) إجمالا:

إن وقوع يوم القيامة أمر محتم لا ريب فيه كما قال تعالى: ﴿ وَإِنَّ السَّاعَةَ لَآتِيَةٌ ﴾ [الحجر: 85]، وقال تعالى: ﴿ وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ﴾ [الحج: 7]

 

لكن علم وقت وقوعها مغيب عنا لا يعلمها إلا الله، قال تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ ﴾ [لقمان: 34].

 

قال ابن كثير رحمه الله في تفسير هذه الآية [42]هذه مفاتيح الغيب التي استأثر الله تعالى بعلمها فلا يعلمها أحد إلا بعد إعلامه تعالى بها فعلم وقت الساعة لا يعلمه نبي مرسل ولا ملك مقرب)[43].

 

(لا يجليها لوقتها إلا هو)

وقد أخبر الله تعالى بأن وقوعها مباغتة، ولذلك لابد من الاستعداد لها، قال تعالى:

﴿ ثَقُلَتْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا تَأْتِيكُمْ إِلَّا بَغْتَةً ﴾ [الأعراف: 187] بالأعراف وقوله تعالى ﴿ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا ﴾ [محمد: 18] بمحمد وقوله تعالى: ﴿ مَا يَنْظُرُونَ إِلَّا صَيْحَةً وَاحِدَةً تَأْخُذُهُمْ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ * فَلَا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً ﴾ [يس: 49، 50]

 

♦ قال الشيخ الشنقيطي رحمه الله: المراد بالصيحة القيامة وقوله تعالى: ﴿ وَهُمْ يَخِصِّمُونَ * فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً ﴾ يدل على أنها تأتيهم وهم في غفلة وعدم شعور بإتيانها إلى غير ذلك من الآيات والعلم عند الله تعالى [44]

 

وهو مما يجب الإيمان به واعتقاده، دون انشغال أو بحث عن وقت وقوعه، ولا يستقيم إيمان المرء إلا بهذا الاعتقاد، إذ أنه يعد من أركان الإيمان الستة (الإيمان باليوم الآخر).

 

فقد أخرج عبد بن حميد وعبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن معاذ بن جبل قال من علم أن الله عز وجل حق وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن الله يبعث من في القبور دخل الجنة [45].

 

أما أشراط الساعة التي تسبق قيامها أخبر الله تعالى عنها في كتابه في قوله تعالى:

1) ﴿ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَنْ تَأْتِيَهُمْ بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا ﴾ [محمد: 18].

فقد جاء أشراطها أي: معالمها كانشقاق القمر، وخروج النبي - صلى الله عليه وسلم - بالقرآن من أعلامها أي معالمها[46].

 

2) ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ * يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ ﴾ [الحج: 1، 2]

 

قال ابن كثير رحمه الله: يقول تعالى آمرا عباده بتقواه ومخبرا لهم بما يستقبلون من أهوال يوم القيامة وزلازلها وأحوالها

 

وقد اختلف المفسرون في زلزلة الساعة هل هي بعد قيام الناس من قبورهم يوم نشورهم إلى عرصات القيامة أو ذلك عبارة عن زلزلة الأرض قبل قيام الناس من أجداثهم كما قال تعالى: (إذا زلزلت الأرض زلزالها وأخرجت الأرض أثقالها؟؟

 

قال قائلون هذه الزلزلة كائنة في آخر عمر الدنيا وأول أحوال الساعة قال ابن جرير: قبل الساعة، وروى عن الشعبي وإبراهيم وعبيد بن عمير نحو ذلك، وقال أبو كدينة عن عطاء عن عامر الشعبي،قال: هذا في الدنيا قبل يوم القيامة [47]

 

وقد ورد في السنة أحاديث كثيرة تشير إلى قيام الساعة وأشراطها منها:

1- حديث جبريل المشهور وقد أشرنا إليه سابقا.

 

2- حديث أنس رضي الله عنه السابق: (بعثت أنا والساعة كهاتين).

 

3- من أشمل الأحاديث التي وردت في أشراط الساعة، في عموم إنذار النبي - صلى الله عليه وسلم - بفساد الزمان وتغيّر الدين، وذهاب الأمانة، فلقد روى أبو هريرة رضي الله عنه قوله - صلى الله عليه وسلم -:

( لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حتى تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ عَظِيمَتَانِ يَكُونُ بَيْنَهُمَا مَقْتَلَةٌ عَظِيمَةٌ دَعْوَتُهُمَا وَاحِدَةٌ وَحَتَّى يُبْعَثَ دَجَّالُونَ كَذَّابُونَ قَرِيبٌ من ثَلَاثِينَ كلهم يَزْعُمُ أَنَّهُ رسول اللَّهِ وَحَتَّى يُقْبَضَ الْعِلْمُ وَتَكْثُرَ الزَّلَازِلُ وَيَتَقَارَبَ الزَّمَانُ وَتَظْهَرَ الْفِتَنُ وَيَكْثُرَ الْهَرْجُ وهو الْقَتْلُ وَحَتَّى يَكْثُرَ فِيكُمْ الْمَالُ فَيَفِيضَ حتى يُهِمَّ رَبَّ الْمَالِ من يَقْبَلُ صَدَقَتَهُ وَحَتَّى يَعْرِضَهُ فَيَقُولَ الذي يَعْرِضُهُ عليه لَا أَرَبَ لي بِهِ وَحَتَّى يَتَطَاوَلَ الناس في الْبُنْيَانِ وَحَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ بِقَبْرِ الرَّجُلِ فيقول يا لَيْتَنِي مَكَانَهُ وَحَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ من مَغْرِبِهَا فإذا طَلَعَتْ وَرَآهَا الناس يَعْنِي آمَنُوا أَجْمَعُونَ فَذَلِكَ حين) لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لم تَكُنْ آمَنَتْ من قَبْلُ أو كَسَبَتْ في إِيمَانِهَا خَيْرًا، وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وقد نَشَرَ الرَّجُلَانِ ثَوْبَهُمَا بَيْنَهُمَا فلا يَتَبَايَعَانِهِ ولا يَطْوِيَانِهِ وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وقد انْصَرَفَ الرَّجُلُ بِلَبَنِ لِقْحَتِهِ فلا يَطْعَمُهُ وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وهو يُلِيطُ حَوْضَهُ فلا يَسْقِي فيه وَلَتَقُومَنَّ السَّاعَةُ وقد رَفَعَ أُكْلَتَهُ إلى فيه فلا يَطْعَمُهَا)[48]

 

4- ورى ابن ماجة في سننه ما رواه أنس بن مالك رضي الله عنه قال:

(ألا أُحَدِّثُكُمْ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ من رسول اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - لَا يُحَدِّثُكُمْ بِهِ أَحَدٌ بَعْدِي سَمِعْتُهُ منه: إِنَّ من أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ يُرْفَعَ الْعِلْمُ وَيَظْهَرَ الْجَهْلُ وَيَفْشُوَ الزنى وَيُشْرَبَ الْخَمْرُ وَيَذْهَبَ الرِّجَالُ وَيَبْقَى النِّسَاءُ حتى يَكُونَ لِخَمْسِينَ امْرَأَةً قَيِّمٌ وَاحِدٌ)[49].

 

وغيرها من الأحاديث التي لا حصر لها، وحسبنا من القلادة ما أحاط بالعنق.

 

(أقسام أشراط الساعة في الإسلام)

تنقسم أشراط الساعة إلى قسمين [50]:

1 - أشراط صغرى:

وهي التي تتقدم الساعة بأزمان متطاولة، وتكون من نوع المعتاد، كقبض العلم، وظهور الجهل، وقد يظهر بعضها مصاحبا للأشراط الكبرى أو بعدها.

 

2 - أشراط كبرى:

وهي الأمور العظام التي تظهر قرب قيام الساعة، وتكون غير معتادة الوقوع، كظهور الدجال، ونزول عيسى عليه السلام، وخروج يأجوج ومأجوج، وطلوع الشمس من مغربها.

 

ولقد استنبط العلماء من حديث البخاري السابق أن علامات الساعة منها ما وقع على وفق ما قاله - صلى الله عليه وسلم -، وهذه من علا مات ثبوته، ومنها ما وقعت مباديه ولم يستحكم بعد، ومنها ما لم يقع منه شئ، ولكنه سيقع [51].

 

قال ابن حجر رحمه الله: "فالنمط الأول تقدم معظمه في علامات النبوة وقد استوفى البيهقي في الدلائل ما ورد من ذلك بالأسانيد المقبولة والمذكور منه هنا اقتتال الفئتين العظيمتين وظهور الفتن وكثرة الهرج وتطاول الناس في البنيان وتمني بعض الناس الموت وقتال الترك وتمني رؤيته - صلى الله عليه وسلم - " [52].

 

ومن النمط الثاني تقارب الزمان وكثرة الزلازل وخروج الدجالين الكذابين ومن النمط الثالث طلوع الشمس من مغربها.

 

وانطلاقا من هذا نجد أن الساعة من حيث ظهورها تقسم إلى ثلاثة أقسام:

1) قسم ظهر وانقضى.

2) قسم ظهر ولا زال يتتابع ويكثر.

3) قسم لم يظهر إلى الآن.

 

(أقسام أشراط الساعة عند النصارى)

تدل نصوص العهد الجديد على اعتقاد النصارى بوجود قيامتين، أطلقت عليهما (الأولى والثانية) بين الواحدة والأخرى ألف سنة.

 

القيامة الأولى أو (المجيء الأول):

وتقع عند رجوع المسيح ليأخذ الأبرار والقديسين إليه في السماء بعد أن يشاركوه في حكم الأرض [53] ومجيئه الأول ليحقق الفداء.

 

القيامة الثانية أو (المجيء الثاني ):

وتكون بعد حكم المسيح للأرض أي في نهاية الألف سنة ويُعد المجيء الثاني الرجاء المبارك للكنيسة لاستكمال ملكوته بشكل تام [54].

 

♦ ويستخدم العهد الجديد للإشارة إلى المجيء الثاني للمسيح " " parousia وهذه الكلمة تشير إلى " ظهور "، " إعلان "، " مجيء " يسوع في مجد مع نهاية الدهر، وتشير إلى توقع الكنيسة للمجيء الثاني للمسيح الموعود به.[55].

 

♦ ♦ ♦ ♦ ♦

المطلب الثالث

(علامات الساعة في النصرانية على وجه الإجمال، والنصوص الدالة على تلك العلامات في الإنجيل)

من أهم العلامات التي تشير لقيام الساعة هو رجوع المسيح، لأن رجوع المسيح وموعد القيامة متلازمان فالمسيح الذي قام أولا من الأموات على حدّ قولهم هو وسيط القيامة ومنجزها " ورجوع المسيح يكون شخصيا ومرئيا، ومجيئه يتضمن ظهوره بشخصه وبذاته، ومجيئه لا يكون سرا، ويصاحبه ظهور سحب مثلما كان الأمر عند صعوده، وتكون هناك أصوات بوق مسموعة بصوت عال، يصاحبها صوت رئيس الملائكة وعند مجيئه تختبر الكنيسة حالة اختطاف تؤخذ في الهواء لمقابلة المسيح عند مجيئه، ولن يكون الاختطاف سرا بل سيتم علانية وبشكل صريح، والغرض من الاختطاف هو أن يتاح للقديسين [56] مقابلة يسوع في الهواء عند مجيئه والانضمام إلى حاشيته أثناء نزوله الانتصاري من السماء، ومجيئه بهذه الطريقة يصاحبه قيامة عامة " الدينونة الأخيرة " عند نهاية العالم " [57].

 

فلقد جاء في إنجيل متى [58] ما نصّه: (وحالا بعد الضيقة في تلك الأيام، تظلم الشمس، ويحجب القمر ضوؤه، وتتهاوى النجوم من السماء، وتتزعزع قوات السماوات. وعندئذ تظهر آية ابن الإنسان في السماء فتنتحب قبائل الأرض كلها، ويرون ابن الإنسان آتيا على سحب السماء بقدرة ومجد عظيم. ويرسل ملائكته بصوت بوق عظيم ليجمعوا مختاريه من الجهات الأربع، من أقاصي السماوات إلى أقاصيها).

 

ولقد بيّنت نصوص العهد الجديد العلامات أو الإشارات الدالة على قرب رجوع المسيح إلى العالم وهي:

الارتداد:

فمن علامات رجوع المسيح ومجيئه الثاني (الارتداد)، وهم يرون قربها في عالمنا الحالي الذي نعيشه، يقول بولس: " لا يخدعنكم أحد على طريقة ما لأنه لا يأتي إن لم يأت الارتداد أولا " [59]

 

الفساد الخلقي:

علامات آخر الزمان قد صارت ملموسة بتوغله في ظلام الفساد والخطيئة، يقول قسيس مسيحي موضحا ذلك: " أما الإحساس بتباطؤ مجيء الرب حسب وعده أصبح يعصف بإيماننا كلما ازداد العالم ضلوعا في الابتعاد عن الحق والعدل والرحمة، وتوغل في ظلام الخطيئة رسميا، وفاحت رائحة النجاسة في كافة أرجائه بلا حياء، حتى صارت علة الزنا هي مرض العالم الأخير الذي يتقدمه إلى القضاء المحتوم " [60]

 

وقوع الحروب والكوارث:

وقد بيّنا ذلك في إنجيل متى[61] على لسان المسيح قوله:

(وتكون مجاعات وأوبئة وزلازل في أماكن، ولكن هذه مبتدأ الأوجاع).

وفي انجيل مرقس[62]: (ولكن عندما تسمعون بالحروب وأخبار الحروب لا ترتعبوا، فإن ذلك لابدّ أن يحدث، ولكن ليست النهاية بعد).

 

ظهور المسيح الدجال:

الذي عبر عنه بأنه رجوع (ضد المسيح)، يقول المسيح عن هذا الدجال: (فإن قال لكم أحد عندئذ؛ ها إن المسيح هنا أو هناك، فلا تصدقوا! فسوف يبرز أكثر من مسيحٍ دجال ونبي دجال، ويقدمون آيات عظيمة وأعاجيب، ليضلوا حتى المختارين لو استطاعوا، فإذا قال لكم الناس ها هو المسيح في البرية! فلا تخرجوا إليها؛ أو ها هو في الغرف الداخلية! فلا تصدقوا) [63].

 

وقد وردت صفات عديدة للدجال [64] في نصوص رؤيا يوحنا نذكر أهمها:

1- أنه يخرج نار من فمه تأكل أعداءه.

2- أنه يعطى سلطانا عظيما بسبب كذبه وتدجيله ويسجد الناس له لهذا السبب.

3- أنه يمنع المطر من السماء عن الناس.

4- أن مدة حكمه اثنين وأربعين شهرا.

5- أن الدجال يقاتل المسيح يسوع وجنده من القديسيين.

6- أن الدجال يقتل على يد المسيح.

 

المبحث الثاني

(جانب عقدي) وفيه مطلبين

المطلب الأول:

توصيف عقيدة أهل السنة والجماعة في اليوم الآخر والساعة وأشراطها، وأهمية الإيمان بها.

 

المطلب الثاني:

توصيف عقيدة النصارى في اليوم الآخر والساعة وأشراطها

 

 

المطلب الأول

(توصيف عقيدة أهل السنة والجماعة في اليوم الآخر وفي الساعة وأشراطها )

هو الإيمان بانتهاء وجود هذا العالم الدنيوي عند انتهاء أجل وجوده في علم الله فينحل نظام هذا الكون فيخرب الكون العلوي كما يخرب الكون السفلي ليكون وجود العالم الأخروي في كون آخر ونظام آخر إذ الذي قدر على خلقه ونظامه قادر على إعدامه وإبطال نظامه وعلى خلق مثله ونظامه [65].

 

لقوله تعالى: ﴿ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ * وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلَّا لِأَجَلٍ مَعْدُودٍ ﴾ [هود: 103، 104]، ﴿ يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّي لَا يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلَّا هُوَ ﴾ [الأعراف: 187].

 

أهمية الإيمان باليوم الآخر وثمرته:

إن الإيمان باليوم الآخر هو أحدُ أرْكان الإيمان السِّتة، التي لا بدَّ منها، وإذا نظرْنا إلى القرآن الكريم وجدْناه مِن أوَّله إلى آخِره يعطي اهتمامًا كبيرًا للتذكير بهذا اليوم، حتى إنَّه ليقرن ذلك بالأحكام الشرعية، فيلمح إلى ضرورة انتباه المكلَّف في تعاطيه للمعاملات الدُّنيويَّة أنَّه موقوفٌ غدًا بين يدي ربِّه مجازًى بعمله، إنْ خيرًا، وإنْ شرًّا فشر.

 

فمِن ذلك: قوله -تعالى- في سورة الطلاق: ﴿ فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ﴾ [الطلاق: 2].

 

وقليلة هي السُّور التي لم يأتِ فيها ذِكْر لقضية البعْث والنشور، ممَّا يدلُّ على أهمية الإيمان باليوم الآخِر في حياة المسلِم خاصَّة، وفي حياة الأمَّة عامَّة.

 

وقد نجد أقواما يؤمنون بالله تعالى لكن لا يؤمنون باليوم الآخر وقد وقع ذلك في قديم الدهْر وحديثه، فقد كان مشرِكو العرب يؤمنون بالله -تعالى- ولكنَّهم لا يؤمنون بالبعْث، ولم ينفعهم إيمانهم بالله إذ أخلّوا بركن من أركان الإيمان قال تعالى: ﴿ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ ﴾ [الزخرف: 87].

 

وإمَّا أن نجد أقواما لا يؤمنون بالله جرّاء غفلة يكون أو ذهول عن قضية البعْث والاستعداد لها ونجد مثاله الصارخ في أفراخ الليبراليِّين والعلمانيِّين، الذين جعلوا الحياةَ الدنيا أكبرَ همهم، ومبلغَ عِلمهم.

 

فأهمية الإيمان باليوم الآخر تكمن في:

1- إخبار الله تعالى عنه في القرآن والسنة، فالذي خلق اليوم الآخر وخلق الجنة والنار قد أخبرنا عما أعد لعباده المؤمنين، وتوعد به الكافرين في الآخرة، وهذا الإخبار يوجب على المؤمن العمل بمقتضى ذلك وهو العمل الصالح الذي يكون من ثماره دخول الجنّة.

 

قال تعالى: ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّهُ يُحْيِ الْمَوْتَى وَأَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * وَأَنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ لَا رَيْبَ فِيهَا وَأَنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ ﴾ [الحج: 6، 7]. وقال تعالى: ﴿ إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ * وَإِنَّ الدِّينَ لَوَاقِعٌ ﴾ [الذاريات: 5، 6].

 

2- استحالة العبث وأن نترك سدى، قال تعالى: ﴿ أَيَحْسَبُ الْإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى ﴾ [القيامة: 36] وقال في آية أخرى: ﴿ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ * فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ﴾ [المؤمنون: 115، 116]

 

 

3- العدل الإلهي: ولم تقم الموازين والحساب في الآخرة إلا لعدله سبحانه قال تعالى: ﴿ أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ ﴾ [القلم: 35]، ﴿ أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ﴾ [الجاثية: 21].

 

4- إن من لا يؤمن بالله واليوم الآخر يعيش في هذه الدنيا كالحيوان، لا يدري ما الحكمة التي من أجلها خلق، فالحياة الدنيا تفقد معناها بدون الإيمان باليوم الآخر.

 

5- من لا يؤمن بالله واليوم الآخر لا يركز همه إلا على هذه الدنيا وما يحقق فيها من مصالح ومنافع شخصية، فهو يبذل كل جهوده ليصارع الناس على ما في أيديهم ليفوز من هذه الدنيا بأعلى نصيب قبل أن يأتيه الموت، ولا يبالي في أي واد هلك.

 

فمن ثمرات الإيمان باليوم الآخر بلوغ الثواب العظيم الذي يرجوه ذلك المؤمن فعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول من مات يؤمن بالله واليوم الآخر قيل له ادخل من أي أبواب الجنة الثمانية شئت رواه أحمد وفي إسناده شهر بن حوشب وقد وثق [66].

 

" فالنعيم الحقيقي الذي ينسي المسلم التعب الذي يتعبه في الدنيا، وهو النعيم الذي يعوض المؤمن عما يفوته الآن من نعيم الدنيا؛ لأنه يعمل لله رب العالمين.


إن النفس إذا علمت عظم العوض استعدت للبذل، ما الذي يجعل المقاتل المجاهد في سبيل الله يدفع روحه ونفسه وماله لله رب العالمين؟ إذا لم يكن هناك عوض أكبر من التضحية بالنفس والمال هل كان سيضحي بنفسه وماله؟ والكفار على النقيض من المؤمنين لا يفكرون في اليوم الآخر مطلقاً، ولا يحسبون له أي حساب: ﴿ إِنَّ هَؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ ﴾ [الإنسان:27] الدنيا، ولكنهم: ﴿ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً ﴾  [الإنسان:27] ثقيلاً عليهم بطوله، كان مقداره خمسين ألف سنة، ثقيلاً عليهم بتبعاتهم لأنهم سيحملون أوزارهم على ظهورهم وينتظرون في ذلك الموقف العظيم تحت الشمس الدانية من رءوسهم والعطش الكبير، ثم يقولون: عطشنا ربنا فاسقنا؛ فإذا جهنم يحطم بعضها بعضاً، فيساقون بالسلاسل ﴿ إِذِ الْأَغْلَالُ فِي أَعْنَاقِهِمْ وَالسَّلَاسِلُ يُسْحَبُونَ * فِي الْحَمِيمِ ثُمَّ فِي النَّارِ يُسْجَرُونَ ﴾ [غافر: 71، 72] فهو يوم: ﴿ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً ﴾ [الإنسان:27] هؤلاء الكفرة الذين لم يكونوا في الدنيا يفكرون بهذا اليوم، سيصبح هذا النسيان وبالاً عليهم يوم القيامة " [67].

 

ومن آثار الإيمان باليوم الآخر الشعور بتمام المسؤولية:

فالمؤمن الذي تعمّق في قلبه الإيمان بالله واليوم الآخر يشعرُ بتمام المسؤولية عن أعماله، فالملائكة الحَفَظَة يكتبون، ويوم الحساب والجزاء قادمٌ لا محالة، والوقوف بين يدي الله عزّ وجلّ كائن، ﴿ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [المجادلة: 6]، ولا يُنجي في هذا الموقف احتيالٌ، ولا يُغني كذبٌ، ولا ينفع نفساً يومئذٍ إلاّ فضلُ الله وعَفوه ومغفرته أولاً، وحُسنُ العمل ثانياً ﴿ الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ﴾ [الملك: 2].

فكيف لا يشعر بالمسؤولية تجاه أعماله من يعلم أن أعماله محصيّة عليه، وأنّه محاسب عليها؟!

 

المطلب الثاني

(توصيف عقيدة النصارى في اليوم الآخر والقيامة وأشراطها)

يعتقد النصارى بوقوع اليوم الآخر، وبوجود قيامتين كما أسلفنا فالقيامة الأولى تقع عند رجوع المسيح ليأخذ الأبرار والقديسين إليه في السماء، ثم بعد ألف سنة من ذلك تقوم قيامة ثانية وأن القيامة الثانية تسبقها أشراط وعلامات فالقيامة الثانية تكون بعد حكم المسيح للأرض بخروج الأموات من القبور بأجسادهم من أجل الحساب، ولا فرق في ذلك بين قدّيس وآثم فقيامة الحياة تكون نهاية للأبرار والأئمة بزعمهم عند خروجهم من قبورهم، وقيامة الدينونة تكون للذين عملوا السيئات وقد جاء في رسالة أعمال الرسل قول المسيح: (أن القيامة ستحدث للأموات الأبرار منهم والأشرار) [68].

 

وقد أكد يوحنا في إنجيله إذ يقول: (الحق أقول لكم: إن الساعة التي يسمع فيها الأموات صوت ابن الله ستأتي بل هي الآن والذين يسمعونه يحيون.......... فسوف تأتي ساعة يسمع فيها جميع من في القبور صوته، فيخرجون منها فالذين عملوا الصالحات يخرجون في القيامة المؤدية إلى الحياة، وأما الذين عملوا السيئات ففي القيامة المؤدية إلى الدينونة) [69].

 

وأن المسيح هو الذي يتولى الحكم بين الناس في القيامة جاء في إنجيل يوحنا: (لأنه كما أن للآب حياة في ذاته، فقد أعطى الابن أيضا أن تكون له حياة في ذاته - وأعطاه سلطة أن يدين، لأنه ابن الإنسان )[70].

 

وأن الأجساد التي تكون خارجة من القبور مشابهة للأجساد التي ماتت، ولكنها تختلف حسب صاحبها إن كان بارا أم شقيا، فإن كانت لأحد الأبرار فهي أجساد ممجدة، وإن كانت للأشرار فهي أجساد غير قابلة للفناء.

 

وقد بيّن بولس ذلك في رسائله إذ يقول: (أما نحن فإن وطننا في السموات التي منها ننتظر عودة مخلصنا الرب يسوع المسيح - الذي سيحول جسدنا الوضيع إلى صورة مطابقة لجسده المجيد، وفقا لعمل قدرته على إخضاع كل شيء لنفسه) [71].

 

وعند اقتراب البعث تظهر الكثير من العلامات التي تدل على قرب الساعة ورد في إنجيل متى ما يعبر عن الضيقة العظيمة: (فعندما ترون رجاسة الخراب....... من كان في الحقل فلا يرجع ليأخذ ثوبه - والويل للحبالى والمرضعات في تلك الأيام......... وحالا بعد الضيقة في تلك الأيام تظلم الشمس، ويحجب القمر ضوؤه وتتهاوى النجوم من السماء، وتتزعزع قوات السماوات) [72].

 

وبعد الفخ في البوق ويتم البعث يحشر الناس أمام يسوع المسيح كما يعتقد النصارى وذلك لأجل أن يحاسبوا ويدانوا كما أشرنا لذلك في الفقرة الثالثة.

 

المبحث الثالث

(جانب نقدي) وفيه مطلبين

المطلب الأول:

ذكر أوجه الشبه والاختلاف بين دين النصارى والإسلام في أشراط الساعة.

 

المطلب الثاني:

توجيه أو رد أشراط الساعة الواردة في الإنجيل المحرف من خلال عرضها على نصوص الكتاب والسنة، أو من خلال نصوص الإنجيل.

 

المطلب الأول

(ذكر أوجه الشبه والاختلاف بين والإسلام والنصرانية في أشراط الساعة)

وبعد أن عرجنا على ذكر علامات الساعة في الإسلام والنصرانية تعيّن لنا أن نبيّن الفرق بينهما بذكر أوجه الاتفاق والاختلاف.

 

أولا: أوجه الاتفاق:

1- يتفق التصور الإسلامي والنصراني في أن وقت وقوع الساعة لا يعلمها إلا الله تعالى، لكن لها إرهاصات ومقدمات، وقد وردت نصوص في القرآن موافقة لنصوص الإنجيل في ذلك، فكان مهيمنا عليه قال تعالى: ﴿ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ ﴾ [المائدة: 48].

 

2- جاءت أشراط الساعة في نصوص الأناجيل المحرفة موافقة في المعنى العام لأشراط الساعة التي وردت في سنة المصطفى - صلى الله عليه وسلم -، مع الاختلاف بين الإجمال عند النصارى والتفصيل عند المسلمين.

 

3- اتفق التصور النصراني والإسلامي في ظهور المسيح الدجال، وأن له صفات وأعمال.

 

4- نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان لقتل الدجال مما يتفق عليه الإسلام والنصرانية.

 

ثانيا: أوجه الاختلاف:

على وجه العموم نقول: لا شئ في نصوص الإنجيل يوافق صراحة نصا من نصوص القرآن لإيماننا التام بأن هذه الأناجيل الصادرة عن الإنجيل الأم الذي أخبرنا الله تعالى بأنه علمه عيسى عليه السلام قد حرفت، فلاعترافنا بأن هذه الأناجيل لها أصلا صحيحا انحرف عنه لا نقول بعدم الاتفاق في بعض الأمور والتشريعات، فلذا علينا قبول ما وافق الكتاب والسنة ونرفض ما كان مخالفا لهما.

1- هناك أشراط انفردت في التصور الإسلامي ولم تذكر في الأناجيل، وهي كثيرة [73].

 

2- اختلوا في صفات الدجال، وهناك صفات لم تذكر إلا في الإسلام ككونه أعور، وهذه صفة أخبر بها النبي - صلى الله عليه وسلم - أمته، وفي ذلك تصديق للنبي - صلى الله عليه وسلم -.

 

3- التناقض العجيب في ألوهية المسيح عليه السلام فهل هو نبيٌ أم إلهٌ أم بشرٌ؟؟

" فالحديث عن طبيعته إنما هو حديث عن أساس عقيدتهم فيه حول شخصيته، فقد عاش بين تلاميذه وحوارييه نبيا كغيره من الأنبياء ثم إنه بعد صلبه من أجل خطاياهم يعود في الأجل القريب ليقضي بين الأحياء والأموات " [74] فهل هو بشر نبي أم إله حاكم!! وكونه لا يعلم الساعة مع قضائه بينهم أمر عجيب، وقد بلغ هذا التناقض أقصى حد في عبارة أحد المفسرين (وباعتباره إنسان لا يعلم وقتها)، ثم إنه هو من يقوم بمحاسبة الناس يوم الدينونة، وهذا يخالف التصور الإسلامي جملة وتفصيلا " [75] فعيسى عليه السلام عبدالله ورسوله كما أخبر بذلك ربنا سبحانه وتعالى في كتابه.

 

4- اختلفت النصرانية مع الإسلام في السبب في نزول المسيح للأرض غير قتله للمسيح الدجال في أن النصرانية تخبر بإنشائه مملكة الله حيث يعيش الصالحون

 

المطلب الثاني

(توجيه ورد أشراط الساعة الواردة في الإنجيل المحرف مما خالف به نصوص الكتاب والسنة من خلال)

إن اعتقاد النصارى برجعة المسيح قبل يوم القيامة أمر متفق عليه ومتيقن عندنا أما انتهاء عقيدتهم إلى أنه هو الذي يحاسب الناس يوم القيامة على ما قدمت أيديهم وليس الله تعالى الذي هو الآب في زعمهم [76] باطل مردود عليه صراحة في القرآن الكريم قال الله تعالى: ﴿ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ [التوبة: 94].

 

إن قولهم في سبب رجوع المسيح ونزوله: ليقضي بين الأحياء والأموات ولينشئ مملكة الله حيث يعيش الصالحون وإذا ما آمن الإنسان به أقيمت له مراسم التعميد!! قول في غاية الضلال، فقد أخبر - صلى الله عليه وسلم -، أن المسيح عليه السلام ينزل حكما مقسطا، يكسر الصليب ويقتل الخنزير، قال - صلى الله عليه وسلم -: (والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً مقسطاً، فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية، ويفيض المال حتى لا يقبله أحد) [77] " وهذه العقيدة ثبتت بالأدلة الصحيحة من السنة وأجمع علماء الإسلام عليها مما لا حاجة لنا معه إلى قول أحد من الناس وتخرّصاته " [78].

 

يُستنيط من موقف النصارى من المسيح بأنه كان بين ظهرانيهم بشرا ورسولا، وقد أخبر الله عن قولهم ببشريته حيث قال ردا على اليهود: (وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله) ثم إن النصارى يزعمون أنه بعد صلبه ورفعه يعود إلها في آخر الزمان

 

وردّا على هذا الزعم نقول: إنه عليه السلام رفع بشرا وسيعود بشرا، قال تعالى: (ما المسيح ابن مريم إلا رسول رقد خلت من قبله الرسل وأمه صديقة، كانا يأكلان الطعام)، وأن رفعه لا يقتضي أن يكون إلها، فالله تعالى هو الذي يحكم بين الناس وليس لأحد ذلك لا لملك مقرب ولا لنبي مرسل، قال الله تعالى: ﴿ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ ﴾ [البقرة: 113]

 

لقد ثبتت بالأدلة القاطعة أن المسيح الدجال سيأتي في آخر الزمان قبل عيسى عليه السلام، وقد ورد في نصوص الإنجيل ما هو موافق لهذا كما جاء في إنجيل متى: (أنه ضد المسيح يأتي)، " وهذا المسيح [79]هو مسيح الضلالة والغواية والدعوة إلى الكفر ونصير الكفار، فهما مسيحان سيأتيان في وقت متقارب جدا إذا ظهر أولهما لحقه الآخر " [80]، أما زعمهم باتباعهم المسيح عيسى عليه السلام زعم باطل ومردود.

 

فلا شك أن المؤمنين الصادقين الموحدين سينتمون إلى عيسى عليه السلام، لا النصارى كما يزعمون فقد ورد في حديث جابر رضي الله عنه أنه قال: سمعت النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، قال: فينزل عيسى ابن مريم عليه السلام، فيقول أميرهم تعال صل لنا فيقول: إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة)[81] أما النصارى فبزعمهم الباطل في عيسى عليه السلام وكفرهم وفساد ديانتهم هم في غاية الانحراف فإن لم يكونوا في غاية الافتتان بالمسيح الدجال ولم يكونوا من أتباعه فمن؟؟؟

 

الخاتمة: وتشتمل على أهم نتائج البحث، وهي:

♦ الإيمان بأشراط الساعة من الإيمان بالغيب الذي أخبر عنه المصطفى - صلى الله عليه وسلم - وهما ضمن ركن أساسي من أركان الإيمان وهو (اليوم الآخر).

 

♦ إن الإيمان بالغيبيات وعدم الاشتغال بكيفياتها دليل على إيمان المؤمن وتصديقه.

 

♦ إن علم الساعة مما استأثر الله تعالى بعلمه، فلم يطلع عليه ملكا مقربا ولا نبيا مرسلا.

 

♦ إن ظهور كثير من أشراط الساعة دليل على خراب العالم وذهابه.

 

♦ اتفاق الإسلام والنصرانية في أن علم الساعة من أمور الغيب وأنها غير معلومة عند البشر.

 

♦ لدى التصور النصراني يقين بالمجيء الثاني للمسيح، وأن مجيئه يكون شخصيا ومرئيا، على سحب المجد كما صعد.

 

♦ لا تعدم الرسالات السماوية المحرفة شيئا من التشريعات الموافقة للحق، حيث أن له أصل صحيح بوحي منزل من عند الله تعالى.

 

♦ من ثمرات الإيمان باليوم الآخر والساعة وأشراطها الاستعداد له بالعمل الصالح.

 

سائلين المولى أن يقينا مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن

 

الفهارس

فهرس المراجع والمصادر مرتبة على الحروف الهجائية

القرآن الكريم

المعجم الكبير لمعجم الكبير، لسليمان بن أحمد بن أيوب أبو القاسم الطبراني، دار النشر: مكتبة الزهراء - الموصل - 1404 - 1983، الطبعة: الثانية، تحقيق: حمدي بن عبدالمجيد السلفي.

اتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة، لحمود بن عبدالله التويجري، موقع رسالة الإسلام، ترقيم الكتاب موافق للمطبوع.

الأسفار المقدسة قبل الإسلام، دراسة لجوانب الاعتقاد في اليهودية والمسيحية للدكتور صابر أبو طهيمة، الطبعة الأولى 1406 ه، دار بيروت (عالم الكتب).

أشراط الساعة ليوسف بن عبدالله بن يوسف الوابل، الطبعة السابعة والعشرون 1430 ه، دار ابن الجوزي للنشر والتوزيع.

أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن، تأليف: محمد الأمين بن محمد بن المختار الجكني الشنقيطي.، دار النشر: دار الفكر للطباعة والنشر. - بيروت. - 1415ه - 1995م.، تحقيق: مكتب البحوث والدراسات

الإنجيل ترجمة (كتاب الحياة) للعهد الجديد 1982، الطبعة الثالثة عشرة 1999، الناشر بمصر: دار الثقافة للنشر والتوزيع.

التاريخ الصغير (الأوسط)، تأليف: محمد بن إبراهيم بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي، دار النشر: دار الوعي، مكتبة دار التراث - حلب، القاهرة - 1397 - 1977، الطبعة: الأولى، تحقيق: محمود إبراهيم زايد

الجامع الصحيح المختصر، تأليف: محمد بن إسماعيل أبو عبدالله البخاري الجعفي، دار النشر: دار ابن كثير، اليمامة - بيروت - 1407 - 1987، الطبعة: الثالثة، تحقيق: د. مصطفى ديب البغا.

التبيان في إعراب القرآن، تأليف: أبو البقاء عبدالله بن الحسين بن عبدالله العكبري، دار النشر: عيسى البابي الحلبي وشركاه، تحقيق: علي محمد البجاوي.

تفسير القرآن العظيم، تأليف: إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي أبو الفداء، دار النشر: دار الفكر - بيروت - 1401.

تفسير كلمات الكتاب المقدس (معجم الألفاظ العسرة) لسعيد مرقص إبراهيم، الطبعة السادسة 2004 مايو، مكتب النسر للطباعة.

تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان، تأليف: عبد الرحمن بن ناصر السعدي، دار النشر: مؤسسة الرسالة - بيروت - 1421هـ- 2000م، تحقيق: ابن عثيمين.

جمهرة الأجزاء الحديثية، تأليف: مجموعة مؤلفين، دار النشر: مكتبة العبيكان - الرياض، السعودية - 1421 ه - 2001م، الطبعة: الأولى.

حقائق وأساسيات الإيمان المسيحي ل: ر. ك. سبرول، ترجمة: نكلس نسيم سلامة، حقوق النشر للنسخة العربية، مكتبة المنار، طباعة: دار نوبار للطباعة 2000.

الدر المنثور، تأليف: عبد الرحمن بن الكمال جلال الدين السيوطي، دار النشر: دار الفكر - بيروت - 1993

دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية للدكتور سعود بن عبد العزيز الخلف، الطبعة الخامسة 1427 ه، دار أضواء السلف للنشر والتوزيع.

سنن ابن ماجه، تأليف: محمد بن يزيد أبو عبدالله القزويني، دار النشر: دار الفكر - بيروت -، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي.

الجامع الصحيح سنن الترمذي، تأليف: محمد بن عيسى أبو عيسى الترمذي السلمي، دار النشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت -، تحقيق: أحمد محمد شاكر وآخرون.

صحيح مسلم تأليف: مسلم بن الحجاج أبو الحسين القشيري النيسابوري، دار النشر: دار إحياء التراث العربي - بيروت، تحقيق: محمد فؤاد عبدالباقي.

لعقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، تأليف: عبد الحميد بن باديس، دار النشر: دار الفتح - الشارقة - الإمارات العربية - 1416هـ - 1995م، الطبعة: الأولى، تحقيق: محمد الصالح رمضان

غريب الحديث، تأليف: القاسم بن سلام الهروي أبو عبيد، دار النشر: دار الكتاب العربي - بيروت - 1396، الطبعة: الأولى، تحقيق: د. محمد عبد المعيد خان.

فتح الباري شرح صحيح البخاري، تأليف: أحمد بن علي بن حجر أبو الفضل العسقلاني الشافعي، دار النشر: دار المعرفة - بيروت، تحقيق: محب الدين الخطيب.

مادة صوتية بعنوان (لا تعرض نفسك للفتنة) للشيخ محمد بن صالح المنجد حفظه الله.

مجمع الزوائد ومنبع الفوائد، تأليف: علي بن أبي بكر الهيثمي، دار النشر: دار الريان للتراث/‏دار الكتاب العربي - القاهرة، بيروت - 1407.

لمستدرك على الصحيحين، تأليف: محمد بن عبدالله أبو عبدالله الحاكم النيسابوري، دار النشر: دار الكتب العلمية - بيروت - 1411ه - 1990م، الطبعة: الأولى، تحقيق: مصطفى عبد القادر عطا.

المعجم الكبير، تأليف: سليمان بن أحمد بن أيوب أبو القاسم الطبراني، دار النشر: مكتبة الزهراء - الموصل - 1404 - 1983، الطبعة: الثانية، تحقيق: حمدي بن عبدالمجيد السلفي.

موقع إسلام ويب.

يوم القيامة في المسيحية ل د. محمد أحمد الخطيب الاستاذ المساعد بقسم العقيدة والدعوة والثقافة جامعة قطر

يوم القيامة بين الإسلام واليهودية والمسيحية للدكتور فرج الله عبد الباري، دار الآفاق العربية 2004

 

فهرس الموضوعات

الموضوع

الصفحة

التمهيد

1

المبحث الأول: (جانب معرفي) وفيه ثلاثة مطالب:

المطلب الأول: المقصود بأشراط الساعة في دين الإسلام والنصرانية، والمصطلحات المرادفة لقيام الساعة عند النصارى

5

المطلب الثاني: بعض النصوص الواردة التي تشير إلى قيام الساعة في الكتاب والسنة على الإجمال، وأقسام أشراط الساعة في الإسلام وفي النصرانية

8

المطلب الثالث: علامات الساعة في النصرانية على وجه الإجمال، والنصوص الدالة على تلك العلامات في الإنجيل

11

المبحث الثاني:( جانب عقدي) وفيه مطلبين:

المطلب الأول: توصيف عقيدة أهل السنة والجماعة في اليوم الآخر والساعة وأشراطها، وأهمية الإيمان بها.

14

المطلب الثاني: توصيف عقيدة النصارى في اليوم الآخر والساعة وأشراطها

16

المبحث الثالث: (جانب نقدي) وفيه مطلبين:

المطلب الأول: ذكر أوجه الشبه والاختلاف بين دين الإسلام والنصرانية المحرفة

18

المطلب الثاني: توجيه أورد أشراط الساعة الواردة في الإنجيل المحرف من خلال عرضها على نصوص الكتاب والسنة، أو من خلال نصوص الإنجيل

19

الخاتمة

20

فهرس المصادر والمراجع العلمية والموضوعات

22-23-24-25



[1] أشراط الساعة ( 27 ).

[2] (التقوى) لأمين بن أحمد الشقاوي / نقلا عن موقع الألوكة.

[3] مسند الإمام أحمد ( 5 / 386 ) حديث ( 233328 ).

[4]النواس بن سمعان الكلابي ابن خالد بن عبدالله بن قرط بن عبدالله بن أبي بكر بن كلاب بن ربيعة بن عامر بن صعصعة، وفد على النبي -صلى الله عليه وسلم- فدعا له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأعطاه نعليه فقبلهما رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وزوجه أخته فلما دخلت على النبي -صلى الله عليه وسلم- تعوذت منه فتركها وهي الكلابية روى عن النواس بن سمعان جبير بن نفيرونفير بن عبدالله وجماعة انظر معجم الصحابة ( 3 / 163 ) والاستيعاب ( 4 / 1534).

[5] أبي سعيد الخدري سعد بن مالك بن سنان الخدري الأنصاري مدني والخدرة قبيلة من الأنصار، صحابي جليل، انظر: التاريخ الأوسط (1/ 139)

[6] المستدرك على الصحيحين (1/752)

[7] صحيح مسلم ( 1 / 555 )

[8] المعجم الكبير (5 / 114) حديث (4784)

[9] متفق عليه

[10] مادة صوتية بعنوان ( لا تعرض نفسك للفتنة ) للشيخ محمد بن صالح المنجد حفظه الله

[11] عقبة بن عامر بن عبس أبو أسد الجهني كان واليا بمصر وكان من الرماة وقد قيل كنيته أبو عامر ويقال أبو حماد وقيل أبو سعاد ويقال أبو عمرو مات عقبة بن عامر سنة ثمان وخمسين في ولاية معاوية وكان يصبغ بالسواد، انظر: الثقات (3 / 280)

[12] سنن الترمذي (4 / 605) حديث (2406)، قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح

[13] حرز الأماني ووجه التهاني في القراءات السبع

[14] لسان العرب (7/329)

[15] غريب الحديث لابن سلام (1/40)

[16] انظر: لسان العرب (8/ 169)

[17] اتحاف الجماعة بما جاء في الفتن والملاحم وأشراط الساعة (2 /5)

[18] صحيح مسلم (1 / 38)

[19] في قوله: سأخبرك عن اشراطها في رواية وفي التفسير ولكن سأحدثك وفي رواية أبي فروة ولكن لها علامات تعرف بها وفي هذه الرواية فأخبرني عن إمارتها

[20] فتح الباري (1 / 121)

[21] التبيان في غريب القرآن (1/ 382)

[22] المستورد بن شداد الفهري القرشي من بنى الحارث بن فهر سكن مصر وهو المستورد بن شداد بن عمرو بن حسل وأمه دعد بنت جابر بن حسل، صحابي نزل الكوفة روى عنه قيس بن أبي حازم وأبو عبد الرحمن الحبلي وعدة،انظر: الثقات (3/ 403 ) والكاشف ( 2 / 255 )

[23] جمهرة الأجزاء الحديثية (1/ 286) قال أبو عيسى هذا حديث غريب لا نعرفه عن المستورد إلا من هذا الوجه قال الألباني ( حديث ضعيف )

[24] لسان العرب (6 /236)

[25] سنن الترمذي (4 / 496 )

[26] لسان العرب (7/ 330)

[27] تيسير الكريم الرحمن (1/ 787)

[28] هذه القيامة تكون بعد حكم المسيح للأرض

[29] يوم القيامة في المسيحية ل د. محمد أحمد الخطيب الاستاذ المساعد بقسم العقيدة والدعوة والثقافة جامعة قطر (1 / 382)

[30] تفسير كلمات الكتاب المقدس (434 470)

[31] متى 12 / 36

[32] مرقس 13 / 7

[33] متى 24 / 8

[34] متى 24 / 3

[35] مرقس 13 / 3

[36] يوحنا 11 / 24 25

[37] مؤنث كلمة آرمية معناها ( ربة ) / انظر: تفسير كلمات الكتاب المقدس (475)

[38] يوحنا 2 / 18

[39] يوم القيامة بين الإسلام والمسيحية واليهودية د. فرج الله عبد الباري استاذ العقيدة والأديان (1/ 118)

[40] بولس: اسم لاتيني معناه " الصغير "

[41] الرسالة الثانية من بولس إلى مؤمني تسالونيكي 2 / 1 2

[42] ءاية الغيبيات الخمس

[43] تفسير ابن كثير (3 / 454)

[44] أضواء البيان (7 /139)

[45] الدر المثور (6 / 11)

[46] تنوير المقباس من تفسير ابن عباس ( 1/429 )

[47] تفسير ابن كثير (3/204)

[48] صحيح البخاري (6 2605 ) حديث ( 6704 )

[49] سنن ابن ماجة ( 2 / 1343 ) حديث (4045 )

[50] أشراط الساعة ليوسف الوابل (1 / 77 )

[51] يوم القيامة في اليهودية والمسيحية ( 112 )

[52] فتح الباري شرح صحيح البخاري (13 / 83 )

[53] يوم القيامة في المسيحية لمحمد أحمد الخطيب (1/382 )

[54] حقائق وأساسيات الإيمان المسيحي ( 1 / 306 )

[55] المصدر السابق

[56] وهم الأولياء

[57] حقائق وأساسيات الإيمان المسيحي (307 )

[58] متى 24 / 2931

[59] الرسالة الثانية من بولس إلى مؤمني تسالونيكي 2 / 1 2

[60] يوم القيامة في المسيحية (1 / 384 )

[61] متى 24 / 8

[62] مرقس 13 / 7

[63] متى 24 / 2325

[64] يوم القيامة في المسيحية ( 386)

[65] العقائد الإسلامية من الآيات القرآنية والأحاديث (1/59 )

[66] مجمع الزوائد (1/ 32)

[67] مادة صوتية من كلام الشيخ المنجد حفظه الله في أهمية الإيمان باليوم الآخر موقع: إسلام ويب

[68] رسالة أعمال الرسل (24 /15 )

[69] يوحنا ( 5 / 25 28 29 )

[70] يوحنا ( 5 / 26 27 )

[71] الرسالة إلى مؤمني فيليبي ( 3 / 20 21 )

[72] متى ( 24 / 15 30 )

[73] للتفصيل الرجوع لكتابي اتحاف الجماعة للتويجري وأشراط الساعة ليوسف الوابل

[74] الأسفار المقدّسة قبل الإسلام ( 227 )

[75] يوم القيامة في اليهودية والمسيحية (1 / 127 )

[76] الأسفار المقدسة قبل الإسلام ( 249 )

[77] صحيح مسلم ( 1 / 135 )

[78] دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية ( 313 )

[79] المسيح الذي سيظهر قبل المسيح عيسى عليه السلام

[80] دراسات في الأديان اليهودية والنصرانية ( 315 )

[81] صحيح مسلم





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • ذكر عدد من أشراط الساعة
  • أشراط الساعة (معناها ودلائلها)
  • من أشراط الساعة: كثرة الزلازل
  • أشراط الساعة الكبرى

مختارات من الشبكة

  • الدار الآخرة ( أشراط الساعة الكبرى - ستة أشراط PDF )(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تقسيم أشراط الساعة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • معنى أشراط الساعة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كتب مفردة في أشراط الساعة، وفي عالم البرزخ والآخرة(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • معنى أشراط الساعة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شروط وجوب الزكاة المتعلقة بالمزكي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أشراط الساعة الصغرى (1) رفع العلم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أقوال السلف في أشراط الساعة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المنهج النبوي في الإخبار بأحاديث أشراط الساعة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • ضياع الأمانة من أشراط الساعة(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
1- من هو السيح الدجال
الجهبذ عبد اللطيف الهوي - مصر 11-09-2016 05:58 AM

المسيح الدجال لم يذكر في القرآن صراحة ،وإنما جاء ذكره في الأحاديث ،ولكن الأحاديث مختلفة في تحديده ،فمن يكون ؟
1- دولة :تغزونَ جزيرةَ العربِ فيفتحُها اللهُ ، ثم فارسَ ، فيفتحُها اللهُ ، ثم تغزونَ الرومَ ، فيفتحُها اللهُ ، ثم تغزونَ الدجَّالَ ، فيفتحُه اللهُ"
2- الشيطان
3- ابن صياد
4- انسان ضخم مقيد في جزيرة
5- كل انسان يدعي النبوة أو الإلوهية
6- كل من ينشر الأكاذيب

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب