• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: إذا استنجى بالماء ثم فرغ، استحب له ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    اختر لنفسك
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون (خطبة) - باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / علوم حديث
علامة باركود

حديث الذكر بعد الوتر (3)

محمد بن عبدالله السريِّع

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 25/11/2010 ميلادي - 18/12/1431 هجري

الزيارات: 7921

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حديث الذكر بعد الوتر: "سبحان الملك القدوس"

دراسة حديثية (3 /5)

توطـئـة


مضى في الحلقة الثانية دراسة روايات شعبة، وعبدالملك بن أبي سليمان، وجرير بن حازم، ومالك بن مغول، ومسعر، ومحمد بن جحادة؛ كلهم عن زبيد.

 

وأستكمل في هذه الحلقة الرواة عن زبيد، وهم: محمد بن طلحة، وعمرو بن قيس، والحسن بن عمارة، وفطر بن خليفة، وأبي حنيفة، وأبي مالك النخعي، ورقبة بن مصقلة، وهاشم بن سعيد.

ثم أبيِّن خلاصة الخلاف عن زبيد، والراجح عنه.

ثم ينتقل الحديث إلى رواية عطاء بن السائب عن ذر بن عبدالله.

 

9- رواية محمد بن طلحة بن مصرف عن زبيد:

التخريج:

أخرجه الطحاوي (1/292) من طريق محمد بن عمر: أبي المطرف بن أبي الوزير، ومن طريق أحمد بن يونس؛ كلاهما عن محمد بن طلحة، عن زبيد، عن ذر، عن سعيد بن عبدالرحمن بن أبزى، عن أبيه، أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم الوتر، فقرأ في الأولى بـ: ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾ [الأعلى: 1]، وفي الثانية: ﴿ قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ [الكافرون: 1]، وفي الثالثة: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1]، فلما فرغ قال: «سبحان الملك القدوس» ثلاثًا، يمدُّ صوته بالثالثة. لفظ أبي المطرف، وعطف الطحاوي رواية أحمد بن يونس على روايته، وقال: (غير أنه قال: وفي الثانية: ﴿ قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ [آل عمران: 12]، يعني:﴿ قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ [الكافرون: 1]، وفي الثالثة: الله الواحد الصمد).

 

دراسة الأسانيد:

لم يُختلف عن محمد بن طلحة في الإسناد.

واختُلف عنه في المتن اختلافًا يسيرًا؛ حيث أطلق على سورة الكافرون: ﴿ قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا ﴾ [آل عمران: 12]، وعلى الإخلاص: الله الواحد الصمد، والمراد واحدٌ -كما بينه الطحاوي -.

 

10- رواية عمرو بن قيس عن زبيد:

التخريج:

أخرجه ابن قانع في معجم الصحابة (2 /149، 150) عن محمد بن أحمد بن داود السراج، والطبراني في الأوسط (682) عن أحمد بن علي الأبار؛ كلاهما عن عباد بن موسى، عن قُرَّان بن تمام، عن عمرو بن قيس، عن زبيد، عن سعيد بن عبدالرحمن بن أبزى، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر بثلاث: بـ: ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾ [الأعلى: 1]، وبـ: ﴿ قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ [الكافرون: 1]، وبـ: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1]. لفظ السراج، وللأبار نحوه.

 

دراسة الإسناد:

قال الطبراني عقبه: (لم يروِ هذا الحديثَ عن عمرو غيرُ قُرَّان).

وقُرَّان المتفرد به صدوقٌ ربما أخطأ، قال ابن سعد: (منهم من يستضعفه)، ووثقه أحمد بن حنبل ويحيى بن معين، وقال أبو حاتم: (شيخٌ ليِّن)، ووثقه الدارقطني[1].

وأما شيخه عمرو بن قيس؛ فثقةٌ متقنٌ من كبار الكوفيين، وروى عنه الكبار، كإسماعيل بن أبي خالد، وسفيان الثوري -وأثنى عليه جدًّا-، وغيرُهما.

وهذا الانفراد عن عمرو بن قيس يجعل الإسناد محلَّ نظر.

 

11- رواية الحسن بن عمارة عن زبيد:

التخريج:

أخرجه أبو الشيخ في طبقات المحدثين بأصبهان (2 /65، 66) من طريق شعبة بن عمران، وأبو نعيم في مسند أبي حنيفة (ص111) من طريق محمد بن الحسن؛ كلاهما عن الحسن بن عمارة، عن زبيد، عن سعيد بن عبدالرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن أبي بن كعب، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقنت في الوتر قبل الركوع. لفظ شعبة بن عمران، ولفظ محمد بن الحسن: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقرأ في الركعة الأولى بـ: ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾ [الأعلى: 1]، وفي الثانية: ﴿ قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ [الكافرون: 1]، وفي الثالثة: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1].

 

دراسة الإسناد:

الحسن بن عمارة متروك الحديث، حُكي الإجماع على تركه[2].

 

12- رواية فطر بن خليفة عن زبيد:

# التخريج:

أخرجه الدارقطني في السنن (2/31) -ومن طريقه البيهقي (3/40)-، وفي الثالث من الأفراد (6)؛ عن أبي بكر ابن أبي داود، عن علي بن خشرم، عن عيسى بن يونس، عن فطر، عن زبيد، عن سعيد بن عبدالرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن أبيِّ بن كعب، قال: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوتر بثلاث: بـ: ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾ [الأعلى: 1]، و: ﴿ قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ [الكافرون: 1]، و: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1]، ويقنت قبل الركوع، وإذا سلم قال: «سبحان الملك القدوس» ثلاث مرات؛ يمدُّ بها صوته في الأخيرة، ويقول: «رب الملائكة والروح»).

 

دراسة الإسناد:

قال الدارقطني عقبه - في الأفراد -: (هذا حديثٌ غريبٌ من حديث أبي بكر فطر بن خليفة الحناط، عن زبيد بن الحارث اليامي؛ بهذا الإسناد عن أبيِّ بن كعب، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، تفرد به عيسى بن يونس عنه، وذكر فيه القنوت قبل الركوع، وأتى به بتمامه).

 

وهذا الإسناد غريبٌ - كما أشار الدارقطني -، ولعيسى بن يونس روايةٌ أشهرُ من هذه، فيها مثلُ لفظ هذه الرواية عنه، وهي روايته عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن سعيد بن عبدالرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن أبيِّ بن كعب - وسيأتي تخريجها والكلام عنها إن شاء الله -.

 

ويظهر أن علي بن خشرم قد أخطأ في روايته هذه، فحوَّلها من رواية عيسى عن ابن أبي عروبة عن قتادة، وجعلها عن عيسى عن فطر عن زبيد؛ فإن أكثر الرواة عن عيسى يروونه على الوجه الأول، وهم: إسحاق بن راهويه -الحافظ الإمام-، والمسيب بن واضح، وسليمان بن عمر ابن الأقطع، وعبدالملك بن سليمان القرقساني.

 

ولم أجد لعلي بن خشرم متابعًا على مخالفة هؤلاء -وفيهم الحافظ والثقة-، وهذا ما يشير إلى أنه قد أخطأ، أو دخل عليه حديثٌ في حديث.

 

13- رواية النعمان بن ثابت أبي حنيفة عن زبيد:

التخريج:

أخرجه أبو يوسف القاضي في الآثار (347) -ومن طريقه الحارثي في مسند أبي حنيفة (835)، والخطيب في تاريخ بغداد (11/415)-، ومحمد بن الحسن الشيباني في الآثار (122) -ومن طريقه الحارثي في مسند أبي حنيفة (831)-، والحارثي في مسند أبي حنيفة (834)، وأبو نعيم في مسند أبي حنيفة (ص108، 109)؛ من طريق زفر بن الهذيل، وأسد بن عمرو، والحارثي (830) من طريق أسباط بن محمد، و(832) من طريق حماد، و(833، 838، 839) من طريق المقرئ، و(833) من طريق عامر بن الفرات، و(836) من طريق النضر بن محمد، وأبي مقاتل، و(837) من طريق الحسن بن زياد، والدارقطني في الأفراد (611/أطرافه)، وأبو نعيم في مسند أبي حنيفة (ص109)؛ من طريق محمد بن ميسر أبي سعد، والدارقطني في الأفراد (611/أطرافه) من طريق بشر بن عمر بن ذر، وأبو نعيم في مسند أبي حنيفة (ص108، 109) من طريق موسى بن طارق أبي قرة؛ جميعهم عن أبي حنيفة، عن زبيد، عن ذر، عن سعيد بن عبدالرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، أنه كان يقرأ في الركعة الأولى من الوتر بـ: ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾ [الأعلى: 1]، وفي الثانية: ﴿ قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ [الكافرون: 1]، وفي الثالثة: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1]. لفظ أبي يوسف، ونحوه للباقين.

 

إلا أن أبا قرة لم يُسَمِّ ابن عبدالرحمن بن أبزى، وأسقطه أسباط، وحماد، والمقرئ -في بعض الروايات عنه-، وعامر بن الفرات،

وجعله بشر بن عمر بن ذر عن أبي حنيفة، عن ذر، فأسقط زبيدًا،

وزاد محمدُ بن ميسر أبيَّ بن كعب في الإسناد[3].

 

دراسة الأسانيد:

اتفق الرواة عن أبي حنيفة على عدم ذكر أبيِّ بن كعب، إلا ما كان من محمد بن ميسر، قال الدارقطني: (جوَّد إسنادَه محمدُ بن ميسر أبو سعد الصغاني عن أبي حنيفة، عن زبيد، عن ذر، عن سعيد، عن أبيه، وأسنده عن أبيٍّ، وغيرُه لا يذكر فيه أبيًّا)[4].

 

واختلفوا عنه فيما بينه وبين عبدالرحمن بن أبزى؛ لكنَّ الأكثرَ والأخصَّ بأبي حنيفة على تجويد روايته عن زبيد، عن ذر، عن سعيد، عن أبيه، به، وهو الأصح عنه.

 

14- رواية أبي مالك النخعي عن زبيد:

التخريج:

أخرجه الدارقطني في الأفراد (611/أطرافه) من طريق عبدالرحمن بن غزوان قراد، عن أبي مالك النخعي، عن زبيد، عن عبدالله بن عبدالرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن أبيِّ بن كعب، به.

 

دراسة الإسناد:

أبو مالك النخعي متروك الحديث، ليس بشيء[5].

 

15- رواية رقبة بن مصقلة عن زبيد:

التخريج:

أخرجه الدارقطني في الأفراد (4122/أطرافه) من طريق أبي حمزة السكري، عن رقبة، عن زبيد، عن ذر، عن سعيد بن عبدالرحمن بن أبزى، عن أبيه، به.

 

دراسة الإسناد:

قال الدارقطني عقبه: (تفرد به أبو حمزة، عن رقبة، عن زبيد بن الحارث، عن ذرٍّ أبي عمر، عن سعيد، عن أبيه).

 

16- رواية هاشم بن سعيد عن زبيد:

التخريج:

أخرجه البزار (3373) من طريق شاذ بن الفياض، عن هاشم بن سعيد، عن زبيد، عن ابن أبي أوفى، قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يوتر بثلاث، فيقرأ فيهن في الأولى بـ: ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾ [الأعلى: 1]، وفي الثانية: ﴿ قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ [الكافرون: 1]، وفي الثالثة:﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1]، فإذا سلم قال: «سبحان الملك القدوس»، ومدَّ بها صوته.

 

دراسة الإسناد:

هاشم بن سعيد ضعيف، قال ابن معين: (ليس بشيء)، وضعفه أبو حاتم، وقال ابن عدي: (مقدار ما يرويه لا يتابع عليه)[6].

 

خلاصة الخلاف عن زبيد بن الحارث، والراجح عنه:

تلخَّص مما سبق أنه اختُلف عن زبيد على ستة أوجه:

الأول: عنه، عن ذر، عن سعيد بن عبدالرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن أبيِّ بن كعب (بذكر ذرٍّ وأبيٍّ):

ورواه عنه كذلك: الأعمش.

 

الثاني: عنه، عن ذر، عن سعيد، عن أبيه (بذكر ذرٍّ، وإسقاط أبيٍّ):

ورواه عنه كذلك: سفيان الثوري، وشعبة بن الحجاج، وجرير بن حازم، ومحمد بن طلحة بن مصرف، وأبو حنيفة، ورقبة بن مصقلة.

 

الثالث: عنه، عن ذر، عن ابن أبزى (بذكر ذرٍّ، وإرسال الحديث):

ورواه عنه كذلك: مالك بن مغول.

 

الرابع: عنه، عن سعيد، عن أبيه، عن أبي (بإسقاط ذرٍّ، وذكر أبيٍّ):

ورواه عنه كذلك: مسعر بن كدام، والحسن بن عمارة، وفطر بن خليفة، وأبو مالك النخعي[7].

 

الخامس: عنه، عن سعيد، عن أبيه (بإسقاط ذرٍّ وأبيٍّ معًا):

ورواه عنه كذلك: عبدالملك بن أبي سليمان، ومحمد بن جحادة، وعمرو بن قيس.

 

السادس: عنه، عن ابن أبي أوفى:

ورواه عنه كذلك: هاشم بن سعيد.

 

الترجيح:

ظاهرٌ أن أبعدَ الأوجه عن الصواب: الوجهُ السادس، قال البزار: (وهذا الحديث أخطأ فيه هاشم بن سعيد؛ لأن الثقات يروونه عن زبيد، عن سعيد بن عبدالرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-...)[8].

 

وبقية الخلاف منحصرٌ في موضعين في الإسناد، هذا بيان الراجح فيهما:

1- الترجيح في ذكر ذر بن عبدالله شيخًا لزبيد:

اتفق رواةُ الأوجه الثلاثة الأولى (الأعمش، والثوري، وشعبة، وجرير، ومحمد بن طلحة، وأبو حنيفة، ورقبة بن مصقلة، ومالك بن مغول) على ذكر ذر، وأسقطه رواة الوجهين الرابع والخامس (مسعر، والحسن بن عمارة، وفطر، وأبو مالك النخعي، وعبدالملك بن أبي سليمان، ومحمد بن جحادة، وعمرو بن قيس).

 

وبالتأمل يظهر كونُ الأكثرِ والأحفظِ والأثبتِ على ذكر ذرٍّ، وعدم إسقاطه، ويظهر أن إسقاطَ مَنْ أسقطه إنما هو تقصيرٌ منه، وتخفُّفٌ في سَوْق الإسناد، هذا إن صحَّت الروايات عمَّن أسقطه؛ فقد سبق أن في رواية مسعر وفطر وعمرو بن قيس نظرًا.

 

2- الترجيح في ذكر أبيِّ بن كعب شيخًا لعبدالرحمن بن أبزى وراويًا للحديث:

اتفق الأعمش، ورواة الوجه الرابع (مسعر، والحسن بن عمارة، وفطر، وأبو مالك النخعي)؛ على ذكر أبي بن كعب، واتفق رواة الوجهين الثاني والخامس (الثوري، وشعبة، وجرير، ومحمد بن طلحة، وأبو حنيفة، ورقبة بن مصقلة، وعبدالملك بن أبي سليمان، وابن جحادة، وعمرو بن قيس)؛ على إسقاط أبيٍّ، وجعلِ الحديث من رواية عبدالرحمن بن أبزى، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-.

 

ورواة الوجه الرابع الموافقون للأعمش إنما هم متروكان (الحسن بن عمارة، وأبو مالك النخعي)، وروايتان فيهما نظر، والأظهر أنها خطأٌ لا تَصِحَّان (روايتا مسعر، وفطر بن خليفة).

 

وكذا فإن في رواية بعض رواة الوجه الخامس نظرًا -كما سبق في رواية عمرو بن قيس-، لكن ثبت منها رواية عبدالملك بن أبي سليمان، ومحمد بن جحادة.

 

واتفاق الثوري، وشعبة، وجرير بن حازم، وموافقة جماعةٍ من الرواة لهم على جعل الحديث من مسند عبدالرحمن بن أبزى في رواية زبيد - أقوى وأظهر؛ لكونهم أكثرَ وأثبتَ ممن ذكر أبيًّا، والثوري وشعبة إماما أهل الحديث وحفاظه، واتفاقهما على وجهٍ مؤيدٌ قويٌّ لراجحيَّته وصوابه.

 

وأما مالك بن مغول؛ فقد قصَّر في الحديث، ولم يُجاوز به شيخَ زبيد، فجعله مرسلاً، ولعله فعل ذلك بسبب الخلاف الواقع في أعلى إسناده.

 

فالوجه الصواب عن زبيد بن الحارث: الوجه الثاني، وهو روايته عن ذر، عن سعيد بن عبدالرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.

 

وقد سبق في كلام البزار ما يشير إلى أنه يرجِّح ذلك في حديث زبيد، ورجَّحه الحافظ عبدالعزيز النخشبي؛ فقال -بعد أن أخرج رواية شعبة-: (هكذا رواه أبو بسطام شعبة بن الحجاج...، عن سلمة بن كهيل الحضرمي، وأبي عبدالرحمن زبيد بن الحارث الأيامي الكوفي، عن ذر بن عبدالله الهمداني المرهبي الكوفي، عن سعيد بن عبدالرحمن بن أبزى الخزاعي مولاهم، عن أبيه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-...، وتابعه على ذلك عبدالرزاق وغيره عن الثوري.

 

وخالفهم على ذلك: مخلد بن يزيد الحراني عن سفيان الثوري، وحفص بن غياث عن مسعر:

فرواه مخلد، عن سفيان الثوري، عن زبيد اليامي، عن ذر بن عبدالله[9]، عن سعيد بن عبدالرحمن بن أبزى، عن أبيِّ بن كعب، ورواه أبو حاتم الرازي، عن عمر بن حفص بن غياث، عن أبيه، عن مسعر، عن زبيد اليامي، عن ذرٍّ[10]، وذَكَرَ فيه أبيَّ بن كعب، وحديث شعبة وعبدالرزاق عن سفيان أقرب إلى الصواب)[11].

 

وأما المتن، فالصحيح عن زبيد: ما اتفق عليه أكثر الرواة عنه من ذكر الوتر بالأعلى، والكافرون، والإخلاص، ومن التسبيح عقب الوتر بقوله: «سبحان الملك القدوس» ثلاثًا، مع رفع الصوت ومدِّه في الثالثة.

 

وقد قال البزار عقب رواية هاشم بن سعيد (التي أخطأ فيها بذكر ابن أبي أوفى): (وزاد هاشمٌ في حديثه: "فإذا سلم قال: «سبحان الملك القدوس»"، وليس هذا في حديث غيره)[12]، إلا أن في هذا نظرًا؛ لورود هذه الزيادة في طرق مختلفةٍ في الحديث، قال العراقي: (بل هذه الزيادة في حديث غيره من الثقات)[13].

 

الثالث عن ذر بن عبدالله: عطاء بن السائب:

التخريج:

أخرجه ابن أبي شيبة (36467)، والمحاملي في أماليه (367) من طريق أبي هشام الرفاعي؛ كلاهما (ابن أبي شيبة، وأبو هشام) عن محمد بن فضيل، والنسائي في الصغرى (3/246)، والكبرى (1435) -وعنه الطبراني في الأوسط (1665)-؛ من طريق روح بن القاسم، وفي الكبرى (10498) من طريق إسحاق بن منصور، وابن قانع في معجم الصحابة (2/150) من طريق موسى بن إسماعيل أبي سلمة التبوذكي؛ كلاهما (إسحاق، وأبو سلمة) عن حماد بن سلمة؛ ثلاثتهم (محمد بن فضيل، وروح بن القاسم، وحماد بن سلمة) عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن عبدالرحمن بن أبزى، عن أبيه، قال: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقرأ في الوتر: ﴿ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى ﴾ [الأعلى: 1]، و: ﴿ قُلْ يَاأَيُّهَا الْكَافِرُونَ ﴾ [الكافرون: 1]، و: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1]). لفظ ابن أبي شيبة عن ابن فضيل، وللباقين نحوه، وزاد أبو هشام الرفاعي عن ابن فضيل: (فإذا فرغ من وتره يقول: «سبحان الملك القدوس» ثلاثًا)، وزاد ذلك إسحاق بن منصور عن حماد بن سلمة بلفظ: أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول في آخر وتره: «سبحان الملك القدوس»؛ ثلاث مرات، يمدُّ في آخرهن.

إلا أن أبا سلمة في راويته عن حماد بن سلمة زاد ذرًّا في الإسناد، فجعله عن عطاء، عن ذر، عن سعيد.

 

دراسة الأسانيد:

اختُلف عن حماد بن سلمة في روايته عن عطاء بن السائب:

فرواه عنه إسحاق بن منصور بذكر ذر،

ورواه عنه أبو سلمة التبوذكي بإسقاطه.

وتوبع حماد بن سلمة على الوجه الذي رواه أبو سلمة؛ تابعه ابن فضيل وروح بن القاسم.

 

وحماد ممن سمع من عطاء بن السائب قبل اختلاطه وبعده -على الأرجح-، وابن فضيل وروح بن القاسم ممن سمع منه بعد اختلاطه[14]، ولعل مردَّ هذا الاختلاف إلى اختلاط عطاء.

فيبقى في رواية عطاء للحديث نظرٌ وتوقف لأجل ذلك.

 

في الحلقة القادمة:

روايات سلمة بن كهيل، وحصين بن عبدالرحمن، وعمر بن ذر؛ ثلاثتهم عن ذر بن عبدالله، ثم خلاصة الخلاف عن ذر بن عبدالله، والراجح عنه.

ثم ينتقل الحديث إلى الطريق الرئيسة الثانية للحديث: طريق قتادة بن دعامة، ويبدأ برواية شعبة بن الحجاج.



[1] انظر: تهذيب الكمال (23 /560، 561).

[2] انظر: تهذيب الكمال (6 /267 - 272).

[3] مع التنبيه إلى أن ما بعد ذرٍّ إلى آخر الإسناد ساقط من أصول كتاب الآثار لمحمد بن الحسن، وأتمه المعتني من آثار أبي يوسف وغيره.

[4] أطراف الغرائب والأفراد (1 /149).

[5] انظر: تهذيب التهذيب (12 /240).

[6] انظر: تهذيب التهذيب (11 /17).

[7] لكنه سمَّى ابنَ عبدالرحمن بن أبزى: عبدَالله، وقد سبق أنه متروك الحديث، فهذا منه شبه لا شيء.

[8] المسند (8 /299، 300)، ووقع فيه زيادة: (عن أبيٍّ)، ونبَّه المحقق إلى أنها ليست في كشف الأستار، ولا مختصر زوائد البزار، لابن حجر، فلعل الصواب حذفها.

[9] كذا قال، ولم أجد في رواية مخلد ذكرَ ذرٍّ في الإسناد.

[10] كذا قال، ولم أجد في رواية مسعر ذكرَ ذرٍّ في الإسناد.

[11] فوائد الحنائي بتخريج النخشبي (1 /544، 545).

[12] المسند (8 /300).

[13] نيل الأوطار (5 /145).

[14] انظر في سماع أصحاب عطاء بن السائب: الكواكب النيرات، وحاشيته (ص322 - 335)، وانظر بحثًا في سماع حماد بن سلمة -خاصةً- من عطاء في الجرح والتعديل، للشيخ إبراهيم اللاحم (ص150، 151).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حديث الذكر بعد الوتر (1)
  • حديث الذكر بعد الوتر (2)
  • حديث الذكر بعد الوتر (4)
  • حديث الذكر بعد الوتر (5)

مختارات من الشبكة

  • بلغة الأخيار من أحاديث الأذكار: أحاديث الأذكار المتكررة يوميا (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • إتحاف الأبرار بأربعين حديثا في فضائل الذكر والأذكار (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة جزء من حديث أبي نصر العكبري ومن حديث أبي بكر النصيبي ومن حديث خيثمة الطرابلسي(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • نقد النقد الحديثي المتجه إلى أحاديث صحيح الإمام البخاري: دراسة تأصيلية لعلم (نقد النقد الحديثي) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • شرح الحديث الخامس من أحاديث الأربعين النووية (حديث النهي عن البدع)(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • تخريج ودراسة تسعة أحاديث من جامع الترمذي من الحديث (2995) إلى الحديث (3005) (PDF)(رسالة علمية - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة حديث عيسى ابن مريم وحديث الطير مع أبي بكر وحديث الضب مع النبي(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • الأحاديث التي وردت في ذكر المهدي، صفاته وظهوره، وأحاديث أخرى يحتمل كونها في شأن المهدي (WORD)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • من فوائد ذكر الله تعالى (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حديث بسرة بنت صفوان في "مس الذكر" تخريجا ودراسة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب