• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / علوم حديث
علامة باركود

حديث الذكر بعد الوتر (1)

محمد بن عبدالله السريِّع

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 11/11/2010 ميلادي - 4/12/1431 هجري

الزيارات: 11575

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حديث الذكر بعد الوتر

"سبحان الملك القدوس"

دراسة حديثية (1/5)


توطـئـة

الحمد لله رب العالمين، وصلواته وسلامه على أشرف الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد:

 

فإن مما لا شكَّ فيه: أن النوافل تكملةٌ للفرائض، وجبرٌ لنواقصها، وتسديدٌ لخللها، وأن العبد ما يزال يتقرب إلى ربِّه بالنوافل حتى يحبه الله، فيكون سمعَه الذي يسمع به، وبصرَه الذي يبصر به، ورجلَه التي يمشي بها، ويدَه التي يبطش بها، وإذا استعاذه أعاذه، وإذا سأله أعطاه.

وإن من آكد نوافل العبادات وأظهرها، ومما لم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- يتركه في حضره ولا في سفره: صلاةَ الوتر.

ولصلاة الوتر في سنة المصطفى -صلى الله عليه وسلم- صفاتٌ متنوعة، وورد تخصيص بعض سور القرآن بالقراءة فيها، كما ورد تخصيص بعض الأذكار بعقبها.

وإن أحدَ ما ورد في ذلك: حديثُ عبدالرحمن بن أبزى -رضي الله عنه- في صلاة الوتر والذِّكر بعدها، وهو حديثٌ جليل، مخرَّجٌ في كثيرٍ من دواوين الإسلام، وعليه الاعتماد في بعض أبواب صلاة الوتر.

إلا أنه قد وقع في أسانيده وطرقه اختلافٌ كثير، فتفاوتت رواياته بين جعله من مسند عبدالرحمن بن أبزى، ومن مسند أبيِّ بن كعب، ومن مسند عائشة، ومن مسند عمران بن حصين، ومن مسند أبي هريرة، ومن مسند عبدالله بن أبي أوفى، ومن مسند عبدالله بن عباس، ومن مسند عمر بن الخطاب - رضي الله عنهم جميعًا -.

كما اختُلف في متنه، فذُكر فيه قراءةُ بعض السور في الوتر، والقنوتُ قبل الركوع، والذكرُ في آخر الوتر، واختُلف في جميع ذلك.

 

وقد عقدتُ العزم على تحرير ذلك في هذا البحث؛ نظرًا لأهمية موضوع الحديث، وكونه مما يعود على المسلم في اليوم والليلة، ونظرًا لأهمية الخلاف في الحديث، واهتمام أئمة المحدثين به، وكلامهم عليه، وكونه مما يفتق الذهن، وينمِّي مَلَكة البحث في علل الحديث، ويبيِّن عظم مقدار الأئمة المتكلمين في العلل والترجيح بين الروايات، وصعوبة عملهم، وكونهم إنما كانوا يتكلمون في ذلك عن علمٍ وفهم، وسعة حفظٍ واطلاع.

 

وهذا أوان الشروع في المقصود، والله الموفق والهادي إلى سبيل الرشاد.

 

تخـريج الحديث ودراسة أسانيـده ومتـونه

ورد الحديث من ثلاث طرق رئيسة، هذا إجمالها، ثم بعدُ تفصيلها:

الطريق الأولى: طريق ذر بن عبدالله المرهبي:

وعنه ستة:

1- طلحة بن مصرف.

2- زبيد بن الحارث:

وعنه ستة عشر راويًا، هم: الأعمش، وسفيان الثوري، وشعبة، وعبدالملك بن أبي سليمان، وجرير بن حازم، ومالك بن مغول، ومسعر بن كدام، ومحمد بن جحادة، ومحمد بن طلحة بن مصرف، وعمرو بن قيس، والحسن بن عمارة، وفطر بن خليفة، وأبو حنيفة، وأبو مالك النخعي، ورقبة بن مصقلة، وهاشم بن سعيد.

3- عطاء بن السائب.

4- سلمة بن كهيل.

5- حصين بن عبدالرحمن.

6- عمر بن ذر بن عبدالله.

 

الطريق الثانية: طريق قتادة بن دعامة:

وعنه ستة:

1- شعبة بن الحجاج.

2- سعيد بن أبي عروبة.

3- همام بن يحيى.

4- هشام الدستوائي.

5- معمر.

6- حجاج بن أرطاة.

 

الطريق الثالثة: طريق علقمة بن مرثد.

 

وفيما يلي تفصيل تخريج هذه الطرق، ودراسة أسانيدها:

أولى الطرق الرئيسة: طريق ذر بن عبدالله المرهبي:

ورواه عنه ستة، وهم يختلفون عنه، ويُختَلَف عنهم وعمَّن دونهم:

الأول: طلحة بن مصرف:

• التخريج:

أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه (6888، 36468) -وعنه عبدالله بن أحمد في زوائده على المسند (5/123)-، وأبو داود (1430) -ومن طريقه البيهقي في الكبرى (3/41)، والدعوات الكبير (434)-، والنسائي في الصغرى (3/244)، والكبرى (1433، 10497)، وابن الجارود (271)، والشاشي (1434، 1435)، وابن حبان (2450)؛ من طريق محمد بن أبي عبيدة بن معن، عن أبيـه، وعبد بن حميد في مسنده (176/المنتخب)، والنسائي (3/244) -وعنه الطبراني في الأوسط (1666)-، والشاشي (1433)، والدارقطني (2/31) -ومن طريقه البيهقي (3/38)-؛ من طريق عيسى بن عبدالله بن ماهان أبي جعفر الرازي، وأبو داود (1423)، وابن ماجه (1171)، وعبدالله بن أحمد في زوائده على المسند (5/123) -ومن طريقه الضياء في المختارة (3/418)-، وأبو الشيخ في الأقران (11) -وعنه أبو نعيم في مسند أبي حنيفة (ص110)- عن جعفر بن محمد الفريابي، والضياء في المختارة (3/418، 419) من طريق أبي يعلى؛ خمستهم (أبو داود، وابن ماجه، وعبدالله بن أحمد، والفريابي، وأبو يعلى) عن عثمان بن أبي شيبة، وأبو زرعة الدمشقي في الفوائد المعللة (179)، وابن حبان (2436)، والحربي في الأول من حديثه (28/مخطوط) -ومن طريقه الضياء (3/420)-؛ من طريق يحيى بن معين؛ كلاهما (عثمان بن أبي شيبة، وابن معين) عن عمر بن عبدالرحمن بن قيس أبي حفص الأبار، وأبو داود (1423)، والشاشي (1436)، والحاكم (2/257)؛ من طريق محمد بن أنس، والدارقطني (2/31) -معلقًا- عن يحيى بن زكريا بن أبي زائدة؛ خمستهم (أبو عبيدة بن معن، وأبو جعفر الرازي، وأبو حفص الأبار، ومحمد بن أنس، وابن أبي زائدة) عن سليمان بن مهران الأعمش،

 

ومحمد بن منده في التاسع من حديثه (34/مخطوط) عن بكر بن بكار، عن فطر بن خليفة؛

 

كلاهما (الأعمش، وفطر) عن طلحة، عن ذر، عن سعيد بن عبدالرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن أبيِّ بن كعب[1]، أن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يوتر بـ: ﴿سبح اسم ربك الأعلى﴾، و: ﴿قل يا أيها الكافرون﴾، و: ﴿قل هو الله أحد﴾، ويقول في آخر صلاته: "سبحان الملك القدوس" ثلاثًا. لفظ ابن أبي شيبة عن أبي عبيدة بن معن، وللبقية نحوه، ولفظ محمد بن أنس -عند أبي داود والشاشي-: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوتر بـ: ﴿سبح اسم ربك الأعلى﴾، و: ﴿قل للذين كفروا﴾، و: الله الواحد الصمد)، ولم يذكر الذكر بعد الوتر إلا أبو عبيدة عن الأعمش، وفطر عن طلحة.

 

إلا أن أبا داود أسقط ذرًّا في روايته عن عثمان بن أبي شيبة، عن أبي حفص الأبار،

وأسقطه محمد بن أنس في روايته عن الأعمش،

وأسقط فطر بن خليفة ذرًّا وأبيَّ بنَ كعب في روايته عن طلحة.

 

• دراسة الأسانيد:

اختُلف عن عثمان بن أبي شيبة في روايته عن أبي حفص الأبار لهذه الطريق:

فرواه عنه أبو داود في سننه، فأسقط ذرًّا،

ورواه الجماعة: ابن ماجه، وعبدالله بن أحمد، وجعفر الفريابي، وأبو يعلى الموصلي؛ عن عثمان، فأثبتوا ذرًّا.

وجاءت متابعة يحيى بن معين لعثمان بذكر ذر.

فالراجح ذكره وعدم إسقاطه، ولعل مرجع إسقاط أبي داود له: أنه قرن روايته برواية محمد بن أنس، وهذا أسقط ذرًّا في روايته، وقد نبَّه أبو داود إلى أنه ساق لفظ محمد بن أنس، فلعله ساق إسناده أيضًا.

 

ومن ثم، فقد اختُلف عن الأعمش:

فرواه عنه أبو عبيدة بن معن، وأبو جعفر الرازي، وأبو حفص الأبار؛ عن طلحة، عن ذر،

ورواه محمد بن أنس عنه، عن طلحة، عن سعيد، بإسقاط ذر.

ومحمد بن أنس صدوق، قال ابن حبان: (يُغرب)[2]، وقال العقيلي: (محمد بن أنس... عن الأعمش بأحاديث لم يتابعه عليها أحد)[3]، فهذا الحديث من ذلك، والراجح رواية الثلاثة.

وقد صحح الحاكمُ إسنادَ رواية محمد بن أنس، فقال عقبها: (هذا حديث صحيح الإسناد)، فتعقبه الذهبي بقوله: (قلت: محمد رازيٌّ تفرد بأحاديث)[4].

هذا، وقد قال الطبراني عقب رواية أبي جعفر الرازي: (لم يروِ هذا الحديث عن أبي جعفر إلا الدشتكي، ولا رواه عن الأعمش إلا أبو جعفر ومحمد بن أبي عبيدة)، وحكمه بتفرد أبي جعفر ومحمد بن أبي عبيدة عن الأعمش يردُّه صحة رواية أبي حفص الأبار بموافقتهما.

والرواية عن الأعمش صحيحةٌ باجتماع الثلاثة على روايتها عنه، على أنها محل غرابة؛ لعدم رواية أصحاب الأعمش المشاهير الكبار لها.

 

ثم اختُلف عن طلحة بن مصرف:

فرواه الأعمش عنه، عن ذر، عن سعيد بن عبدالرحمن بن أبزى، عن أبيه، عن أبيِّ بن كعب،

ورواه بكر بن بكار، عن فطر بن خليفة، عن طلحة، عن سعيد، عن أبيه.

وبكر ضعَّفه جمهور العلماء، وبعضهم شدد في أمره[5]، فلا تصح روايته عن فطر، فضلاً عن أن تصح رواية فطر عن طلحة.

 

فالصحيح عن طلحة إسنادًا: رواية الأعمش، وقد انتقاها ابن الجارود فأخرجها في منتقاه، وصححها ابن حبان بإخراجه لها في صحيحه، واختارها الضياء في المختارة.

ولعل الصحيح عن الأعمش متنًا: مجموع ما ذكره جميع الرواة؛ لكون جميعه جاء في الروايات الأخرى للحديث، وليس فيه انفرادٌ أو مخالفة.

وأما لفظ محمد بن أنس؛ فإنه سمَّى سورة الكافرون بـ: ﴿قل للذين كفروا﴾، والإخلاص بـ: الله الواحد الصمد، وهذا ذُكر أنه تسمية عبدالله بن مسعود لهما، وذُكر أنه تسمية أبيِّ بن كعب[6]، والمراد في الرواية واحد؛ فإنه قد جاء نحوُ هذا اللفظ عن بعض الرواة -وسيأتي-، فقال محمد بن الحسن الشيباني: (وفي الثانية: ﴿قل للذين كفروا﴾، يعني: ﴿قل يا أيها الكافرون﴾)[7]، وقال الطحاوي: (غير أنه قال: وفي الثانية: ﴿قل للذين كفروا﴾، يعني: ﴿قل يا أيها الكافرون﴾...)[8]، وقال العيني: (قوله: ﴿وقل للذين كفروا﴾ أراد به: ﴿قل يا أيها الكافرون﴾، وأراد بقوله: "و: الله الواحد الصمد": ﴿قل هو الله أحد﴾؛ يدلُّ على ذلك: رواية النسائي، وابن ماجه، وفي روايتيهما: ﴿قل يا أيها الكافرون﴾، و﴿قل هو الله أحد﴾)[9]، وقال السخاوي -بعد أن ساق هذه الرواية-: (...، فسمَّى السورتين الأخيرتين بالمعنى)[10].

 

الثاني عن ذر بن عبدالله: زبيد بن الحارث:

وروايته أشهر روايات الحديث، وأوسعها خلافًا، وفيما يلي تخريجها ودراستها حسب الرواة عنه:

1- رواية الأعمش عن زبيد:

وهي نفسها روايته عن طلحة بن مصرف؛ حيث إنه قرن زبيدًا بطلحة، إلا أن أبا عبيدة بن معن لم يروِ عن الأعمش ذكر زبيد، قال الدارقطني: (رواه أبو عبيدة بن معن عن الأعمش عن طلحة وحدَه)[11]، ولم يخرج الشاشي روايةَ الأعمش عن زبيد من طريق محمد بن أنس.

ويقال في هذه الرواية ما قيل في تلك تخريجًا ودراسة.

 

2- رواية سفيان الثوري عن زبيد:

• التخريج:

أخرجه عبدالرزاق (4696) -وعنه أحمد (3/406)-، وابن أبي شيبة (6873، 29712)، وأحمد (3/407)، ومحمد بن نصر المروزي في الوتر (76/مختصره)؛ من طريق وكيع، وأحمد بن حازم ابن أبي غرزة في مسند عابس الغفاري وغيره (38)، والنسائي في الصغرى (3/250)، والكبرى (10504)، والطحاوي في شرح معاني الآثار (1/292)، وأبو نعيم في مسند أبي حنيفة (ص110)؛ من طريق الفضل بن دكين أبي نعيم، وابن أبي غرزة في مسند عابس وغيره (38) عن عبيدالله بن موسى، وقبيصة بن عقبة، وابن ماجه (1182)، والنسائي في الصغرى (3/235)، والكبرى (1436، 10502) -ومن طريقه الضياء (3/422)-، وأبو نعيم في مسند أبي حنيفة (ص110)، والضياء (3/419، 420)؛ من طريق علي بن ميمون، والطوسي في مستخرجه على الترمذي (444) عن محمد بن علي الجرجاني، والطحاوي في شرح مشكل الآثار (4503) من طريق إسحاق بن زريق، ومحمد بن موسى؛ أربعتهم (علي بن ميمون، والجرجاني، وإسحاق بن زريق، ومحمد بن موسى) عن مخلد بن يزيد، والنسائي في الصغرى (3/250)، والكبرى (10503)؛ من طريق محمد بن عبيد الطنافسي، وفي الصغرى (3/249) من طريق قاسم بن يزيد، والبيهقي في الدعوات الكبير (435) من طريق الحسين بن حفص؛ تسعتهم (عبدالرزاق، ووكيع، وأبو نعيم، وعبيدالله بن موسى، وقبيصة، ومخلد بن يزيد، ومحمد بن عبيد، وقاسم بن يزيد، والحسين بن حفص) عن سفيان الثوري، عن زبيد، عن ذر، عن سعيد بن عبدالرحمن بن أبزى، عن أبيه[12]، قال: (كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوتر بـ: ﴿ سبح اسم ربك الأعلى ﴾، و: ﴿ قل يا أيها الكافرون ﴾، و: ﴿ قل هو الله أحد ﴾، فإذا أراد أن ينصرف من الوتر قال: "سبحان الملك القدوس" ثلاث مرات، ثم يرفع صوته في الثالثة). لفظ عبدالرزاق، ووقع في بعض فقرات متن الحديث اختلافٌ يسير، مع التنبيه إلى أنه لم يُسَق لفظ قبيصة للحديث:

ففي موضع قول "سبحان الملك القدوس": قال وكيع: (ويقول إذا جلس في آخر صلاته...)، وقال مخلد بن يزيد: (فإذا سلم وفرغ قال عند فراغه...)، وقال محمد بن عبيد وقاسم بن يزيد: (بعدما يسلم...)، ولأبي نعيم والحسين بن حفص نحو لفظ عبدالرزاق، ولم يحدد عبيدالله بن موسى الموضع،

 

وفي صفة قول "سبحان الملك القدوس": قال وكيع: (يمدُّ بالآخرة صوته)، وقال أبو نعيم ومحمد بن عبيد وقاسم بن يزيد: (يرفع بها صوته)، وقال عبيدالله بن موسى: (ويمد بها صوته)؛ ولم يخصص أبو نعيم ومحمد وقاسم وعبيدالله ذلك بالثالثة، وقال مخلد بن يزيد: (يطيل في آخرهن)،

وزاد مخلد: (ويقنت قبل الركوع).

إلا أن مخلد بن يزيد أسقط ذرًّا من الإسناد، وزاد أبيَّ بن كعب؛ فجعله من رواية عبدالرحمن بن أبزى عنه.

وأسقط محمدُ بن عبيد وقاسمُ بن يزيد ذرًّا.

 

• دراسة الأسانيد:

اختُلف في هذه الطريق عن الثوري:

فرواه عبدالرزاق، ووكيع، وأبو نعيم، وعبيدالله بن موسى، وقبيصة بن عقبة، والحسين بن حفص؛ عنه، عن زبيد، عن ذر، عن سعيد بن عبدالرحمن بن أبزى، عن أبيه، به.

ووافقهم قاسم بن يزيد، ومحمد بن عبيد، إلا أنهما أسقطا ذرًّا.

ورواه مخلد بن يزيد، عن الثوري، عن زبيد، عن سعيد، عن أبيه، عن أبيِّ بن كعب، به.

وظاهرٌ أن أصحاب الثوري الحفاظ المقدَّمين فيه اتفقوا على ذكر ذر، وإسقاط أبيِّ بن كعب.

وأما الباقون فلا يقارنون بهؤلاء ثبتًا وحفظًا وتقدُّمًا في الثوري.

 

وقد قرن محمدُ بن عبيد روايةَ الثوري وعبدالملك بن أبي سليمان عن زبيد -وستأتي رواية عبدالملك-، فربما كان حمل هذه على هذه، فأدمجهما في رواية واحدة، وقرن الروايات محل خطأ يقع فيه الرواة.

وقد أخرج النسائي رواية قاسم بن يزيد محمد بن عبيد، وأعقبهما برواية أبي نعيم، ثم قال: (أبو نعيم أثبت عندنا من محمد بن عبيد، ومن قاسم بن يزيد...).

وأما رواية مخلد بن يزيد، فقد زاد فيها على إسقاط ذرٍّ: إدراجَ أبيِّ بن كعب، ومخلد صدوق، قال أحمد بن حنبل: (لا بأس به، وكان يهم)[13]، وهذه الرواية من أوهامه.

 

وقد قال الطوسي عقب تخريج روايته: (هذا حديث حسن غريب)،

وقال الحافظ عبدالعزيز النخشبي -بعد رواية شعبة عن زبيد الآتية، وليس فيها ذكر أبيِّ بن كعب-: (وتابعه على ذلك عبدالرزاق وغيره عن الثوري، وخالفهم على ذلك: مخلد بن يزيد الحراني عن سفيان الثوري...، فرواه مخلد، عن سفيان الثوري، عن زبيد اليامي، عن ذر بن عبدالله[14]، عن سعيد بن عبدالرحمن بن أبزى، عن أبيِّ بن كعب...، وحديث شعبة وعبدالرزاق عن سفيان أقرب إلى الصواب)[15].

 

وقد وهم مخلد بن يزيد في المتن أيضًا، فزاد ذكر القنوت قبل الركوع، وهذا لم يذكره غيرُه ممن روى عن الثوري من أصحابه الثقات، ولا غيرُ الثوري ممن روى عن زبيد -كما سيتضح إن شاء الله-، قال النسائي -عقب رواية مخلد-: (وقد روى هذا الحديثَ غيرُ واحد عن زبيد، فلم يذكر أحد منهم فيه: "ويقنت قبل الركوع")[16]، فهذه الرواية شذوذٌ وغلط.

 

وأما المتن عند البقية؛ فقد اختُلف في لفظ موضع الذِّكر، فاتفق عبدالرزاق وأبو نعيم والحسين بن حفص على قوله: (إذا أراد أن ينصرف)، وقال وكيع: (إذا جلس في آخر صلاته)، وحدَّد مخلد بن يزيد وقاسم بن يزيد ومحمد بن عبيد موضع ذلك بأنه بعد السلام والفراغ من الوتر، ولعل اتفاق الثلاثة الثقات عن الثوري أقرب إلى الصواب عنه،

 

وأما صفة الذِّكر؛ فقد اتفق عبدالرزاق ووكيع ومخلد بن يزيد والحسين بن حفص على ذكر رفع الصوت -أو: مدِّه- في الثالثة، ولم يخصص الباقون ذلك بها، ولعل ذلك من الاختصار والرواية بالمعنى، وأن المراد: أنه يجهر بالثلاث، لكن يزيد رفعًا لصوته في الثالثة مع المدّ.

 

في الحلقة القادمة:

روايات شعبة، وعبدالملك بن أبي سليمان، وجرير بن حازم، ومالك بن مغول، ومسعر، ومحمد بن جحادة؛ كلهم عن زبيد.



[1] سقط ذكر أبي بن كعب في مطبوعة (الأقران) لأبي الشيخ، لكنه ثابت في رواية أبي نعيم عنه، وبينهما اختلافٌ في اللفظ أيضًا، والصواب منه ما أسنده أبو نعيم عن أبي الشيخ.

[2] تهذيب الكمال (24/505).

[3] ضعفاء العقيلي (4/29).

[4] المستدرك وتلخيصه (2/257).

[5] انظر: تهذيب التهذيب (1/420)، لسان الميزان (2/48).

[6] انظر في كونها تسمية ابن مسعود: الآثار، لمحمد بن الحسن (1/327)، وفي كونها تسمية أبيٍّ: حاشية سنن أبي داود (2/253 ط. عوامة).

[7] الآثار (1/327).

[8] شرح معاني الآثار (1/292).

[9] شرح سنن أبي داود (5/334).

[10] فتح المغيث (3/128).

[11] السنن (2/31).

[12] وقع في مسند أبي حنيفة في هذا الموضع من رواية أبي نعيم عن الثوري: (روايته عن النبي -صلى الله عليه وسلم-...)، فجاء مرسلاً من رواية سعيد بن عبدالرحمن بن أبزى عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو تحريف عن (عن أبيه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم-).

[13] انظر: تهذيب الكمال (27/345).

[14] كذا قال، ولم أجد في رواية مخلد ذكر ذر في الإسناد.

[15] فوائد الحنائي بتخريج النخشبي (1/544، 545).

[16] السنن الكبرى (2/167).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حديث الذكر بعد الوتر (2)
  • حديث الذكر بعد الوتر (3)
  • حديث الذكر بعد الوتر (4)
  • حديث الذكر بعد الوتر (5)
  • في الذكر بعد الصلوات المكتوبة

مختارات من الشبكة

  • أيهما أفضل: الوتر بثلاث ركعات متصلة أو الوتر بثلاث منفصلة؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حديث: من نام عن الوتر أو نسيه فليصل إذا أصبح أو ذكر(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • من أحكام صلاة الوتر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الذكر بعد الوتر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الذكر عقب السلام من الوتر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حديث: إني خشيت أن يكتب عليكم الوتر(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • دراسة حديث الحسن بن علي - رضي الله عنه وعن آله - في دعاء القنوت في الوتر(مقالة - موقع الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الزومان)
  • أحاديث وآثار القنوت في الوتر (WORD)(كتاب - موقع الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الزومان)
  • أقوال العلماء الأعلام على أحاديث عمدة الأحكام ( صلاة الوتر )(مقالة - موقع الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك)
  • بلغة الأخيار من أحاديث الأذكار: أحاديث الأذكار المتكررة يوميا (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب