تخريج حديث: نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن تحلق المرأة رأسها

تخريج حديث: نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن تحلق المرأة رأسها

نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن تحلق المرأة رأسها. (1/ 124).

ضعيف.

أخرجه الترمذي (914)، والنسائي في «المجتبى» (5049)، وفي «الكبرى» (9251)، والمحاملي في «أماليه» (128)، وتمام في «فوائده» (1411)، من طريق همام بن يحيى، عن قتادة، عن خلاس بن عمرو، عن علي رضي الله عنه، قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تحلق المرأة رأسها.

وهذا الإسناد فيه علتان:

العلة الاولى: خلاس بن عمرو، وهو متكلم فيه، لا سيما في حديثه عن علي.

قال العقيلي في «الضعفاء» (2/ 262): «حدثنا عبد الله بن أحمد، قال: قال أبي: كان يحيى لا يحدث عن قتادة، عن خلاس، عن علي شيئا، يعني كأنه لم يسمع منه، وكان يحدث عن قتادة، عن خلاس، عن غيره، عن عمار، كان يتوقى حديث خلاس، عن علي وحده، يقول: ليس هي صحاح، أو لم يسمع منه» اهـ.

وقال ابن عدي في «الكامل» (4/ 387): «لخلاس بن عمرو هذا أحاديث صالحة، منه ما يروي عن أبي هريرة، ومنه ما يروي عن أبي رافع، عن أبي هريرة، ويروي عن خلاس، عن عمار، وعائشة، وعلي، وبعض من يروي خلاس عنهم عندي يرسله عنه، إلا أني لم أر بعامة حديثه بأسا» اهـ.

العلة الثانية: عنعنة قتادة.

وأخرجه الترمذي أيضا (915)، قال: حدثنا محمد بن بشار، قال: حدثنا أبو داود، عن همام، عن خلاس، نحوه، ولم يذكر فيه: عن علي.

قال الترمذي: «حديث علي فيه اضطراب، ورُوي هذا الحديث، عن حماد بن سلمة، عن قتادة، عن عائشة، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تحلق المرأة رأسها» اهـ.

وسئل الدارقطني في «العلل» (3/ 195) عن حديث خلاس بن عمرو، عن علي، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تحلق المرأة رأسها.

فقال: رواه همام بن يحيى، عن قتادة، عن خلاس، عن علي، وخالفه هشام الدستوائي، وحماد بن سلمة، فرواه عن قتادة مرسلا، عن النبي صلى الله عليه وسلم، والمرسل أصح» اهـ.

والحديث له شاهدان:

الشاهد الأول: عن عائشة رضي الله عنهما.

أخرجه البزار في «مسنده» (92)، وابن عدي في «الكامل» (9/ 609)، من طريق معلى بن عبد الرحمن الواسطي، عن عبد الحميد بن جعفر، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن تحلق المرأة رأسها.

قال البزار: «وهذا الحديث لا نعلم أحدا تابع معلى بن عبد الرحمن على روايته، وقد حدث عن عبد الحميد بأحاديث لم يتابع عليها» اهـ.

وقال الهيثمي (3/ 263): «رواه البزار، وفيه معلى بن عبد الرحمن، وقد اعترف بالوضع، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به» اهـ.

قلت: معلى بن عبد الرحمن، كان وضاعا كذابا، كما قال الهيثمي.

قال العقيلي في «الضعفاء» (6/ 63): «حدثني أبو أسامة البصري، قال: سمعت أبا داود السجستاني يقول: سمعت يحيى بن معين، وسئل عن المعلى بن عبد الرحمن، فقال: أحسن أحواله عندي، أنه قيل له عند موته: ألا تستغفر الله؟ فقال: ألا أرجو أن يغفر لي، وقد وضعت في فضل علي بن أبي طالب رضي الله عنه، سبعين حديثا» اهـ.

وقال ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (8/ 334): «سألت أبي عنه، فقال: ضعيف الحديث، كأن حديثه لا أصل له. وقال مرة: متروك الحديث» اهـ.

وقال الدارقطني في «العلل» (8/ 275): «كان كذابا».

الشاهد الثاني: عن عثمان رضي الله عنه.

أخرجه البزار في «مسنده» (447)، قال: حدثنا عبد الله بن يوسف الثقفي، قال: أخبرنا روح بن عطاء بن أبي ميمونة، قال: حدثني أبي، عن وهب بن عمير، قال: سمعت عثمان، يقول: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن تحلق المرأة رأسها.

قال البزار: «ووهب بن عمير لا نعلم روى إلا هذا الحديث، ولا نعلم حدث عنه إلا عطاء بن أبي ميمونة، وروح، فليس بالقوي».

وقال الهيثمي (3/ 263): «رواه البزار، وفيه روح بن عطاء، وهو ضعيف».

• روح بن عطاء.

قال أحمد في «العلل» (3926): «منكر الحديث».

وقال ابن معين في «رواية الدوري» (3947): «ضعيف».

وقال أبو حاتم في «الجرح والتعديل» (3/ 497): «لين الحديث».

وقال ابن حبان في «المجروحين» (1/ 374): «كان يخطئ ويهم كثيرا حتى ظهر في حديثه المقلوبات من حديث الثقات، لا يعجبني الاحتجاج بخبره إذا انفرد. تركه أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين جميعا رحمهما الله» اهـ.

• ووهب بن عمير، مجهول.

ترجمه البخاري في «التاريخ الكبير» (8/ 164)، وابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (9/ 24)، ولم يذكرا فيه جرحا ولا تعديلا.

وقال عنه البزار: «لا نعلم روى إلا هذا الحديث، ولا نعلم حدث عنه إلا عطاء بن أبي ميمونة».

• وعبد الله بن يوسف الثقفي، لم أجد من ترجم له، ولم يرو عنه البزار إلا هذا الحديث.

وقد قال الألباني في «الضعيفة» (2/ 125): «عبد الله بن يوسف الثقفي، لم أعرفه، فهو إسناد مظلم، ولذلك فلم ينشرح القلب لتقوية الحديث بمثله، والله أعلم» اهـ.