• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / دراسات شرعية / علوم حديث
علامة باركود

الأماني في الجمع والتقريب بين صحيحي مسلم والبخاري (1)

الأماني في الجمع والتقريب بين صحيحي مسلم والبخاري (1)
أبو البراء محمد بن عبدالمنعم آل عِلاوة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 24/3/2012 ميلادي - 1/5/1433 هجري

الزيارات: 17083

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بلوغ الأماني في الجمع والتقريب بين صحيحي مسلم والبخاري

(المقدمة -  الحديث الأول)

 

المقدمة:

إنَّ الحمد لله، نحمده ونستعينُه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيِّئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إلهَ إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمدًا عبده ورسوله.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70 - 71].

 

أما بعدُ:

فإن أصدقَ الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هدي محمد صلَّى الله عليه وسلَّم وشرَّ الأمور محدَثاتها، وكل محدثةٍ بدعة، وكل بدعةٍ ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار[1].


وبعدُ:

فقد منَّ الله على هذه الأمة بأنْ حفِظَ لها دينها وأتمَّه، وأيَّد من يقوم به إلى قيام الساعة من الجهابذة الحفَّاظ الذين أفنَوْا أعمارهم وأموالهم في خدمة هذا الدين ونشرِه، فأعلى الله ذكرَهم، وشكَر لهم سعيَهم، فلا يخلو زمان ولا مكانٌ من هؤلاء المنصورين؛ لذا قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - كما في حديث معاويةَ: ((لا تزال طائفةٌ من أمَّتي قائمةً بأمر الله، لا يضرُّهم مَنْ خذَلهم أو خالفهم، حتى يأتي أمرُ الله وهم ظاهرون على النَّاس))[2].

 

وفي حديث جابر بن عبدالله يقول: سمعتُ رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((لا تزال طائفةٌ من أمَّتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة))[3].

 

لذا بوَّب البخاري باب قول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا تزال طائفةٌ من أمتي ظاهرين على الحق))، قال عقِبه: وهم أهلُ العلم.

 

وحاجةُ الناس إلى وجود هؤلاء العلماء الربَّانيِّين الذين يعلِّمون الناس صغار العلم قبل كِباره - أكثرُ من حاجتهم إلى الطعام والشراب؛ لأنَّ الإنسان قد لا يموت جوعًا ولا عطشًا، إنما قد يموت بسبب جهله، وقد سُئل الإمام أحمدُ عن المسألة: متى تحِلُّ؟

 

فقال: إذا لم يكن عنده ما يغدِّيه ويعشِّيه، قيل: فإن اضطر إلى المسألة؟ قال: هي مباحة له إذا اضطر، قيل له: فإن تعفَّف؟ قال: ذلك خير له، ثم قال: ما أظن أحدًا يموت من الجوع، واللهُ يأتيه برزقه[4].

 

ويكفيك في معرفة مدى احتياج الناس للعلم، قصةُ هذا الرجل الذي قتل تسعة وتسعين نفسًا، وعندما فتح الله قلبَه لنور الإيمان، وأراد أن يعود لطريق الهداية والرشاد؛ فسأل عن أعلم أهل الأرض، فدلُّوه على راهبٍ، فأفتاه خطأً بأنْ ليس له توبةٌ فأتمَّ به المائةَ[5].


فانتبهْ - رعاك الله وحفِظك من كل سوءٍ - إلى أنَّ السبب في قتل هذا الراهب هو جهلُه، فقد جهِل بأن الله يقبل التوبة من عباده، قال - تعالى -: ﴿ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ﴾ [الزمر: 53].

 

وانتبه - أخي الكريم - إلى أنه لا بد من سؤال أهل العلم؛ لأن مَنْ أفتى بغير علم ضلَّ وأضل، ويدل على ذلك القصةُ نفسُها؛ ما الذي فعله هذا الرجل عندما أفتاه خطأً هذا الراهب؟ زاد في معصيته وأتم بالرَّاهب المائة.

 

وتأمَّل معي هذه الواقعةَ التي حدثتْ مع أبي موسى الأشعري - رضي الله عنه - فعن هُزَيْل بن شُرَحبيل، قال: سئل أبو موسى عن بنتٍ وابنة ابنٍ وأختٍ، فقال: للبنت النِّصفُ، وللأخت النِّصف، وأْتِ ابن مسعودٍ فسيتابعني، فسُئل ابن مسعودٍ وأخبر بقول أبي موسى، فقال: لقد ضللتُ إذًا وما أنا من المهتدين، أقضي فيها بما قضى النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: "للابنة النِّصف، ولابنة ابنٍ السدس تكملةُ الثُّلثين، وما بقِي فللأخت، فأتينا أبا موسى فأخبرناه بقول ابن مسعودٍ، فقال: لا تسألوني ما دام هذا الحبرُ فيكم"[6].

 

انظر ماذا قال ابن مسعودٍ من فتوى أبي موسى - رضي الله عنهما - عندما رآها خطأً؟ قال: "لقد ضللتُ إذًا وما أنا من المهتدين"، إذًا فمن أفتى الناس خطأً، فقد أضلَّ.

 

بل الأجمل ما قاله أبو موسى - رضي الله عنه - عندما تبيَّن له الحق في المسألة: ((فقال لا تسألوني ما دام هذا الحبرُ فيكم))، فأين مَن يتصدرون للفتوى بغير علم، وإذا تبيَّن أنه مخطئ تكبَّر، وأخذتْه العزة بالإثم، ولم يعترفْ بخطئه؟ ولا حول ولا قوة إلا بالله!

 

قال النَّووي - رحمه الله -: إن مَن كان سببًا لضلالة أو سببَ منعٍ مِن هداية، كان آثمًا؛ لقول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((وإنْ تولَّيت عليك إثمُ الأرِيسيِّينَ))[7]، ومِن هذا المعنى قول الله - تعالى -: ﴿ وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالًا مَعَ أَثْقَالِهِمْ ﴾ [العنكبوت: 13][8].


ومن المهم لِمَن يتصدَّر لتعليم الناس أن يكون أهلاً لهذا، وأن يكون قد حصَّل علمًا كافيًا لكي يعلم الناس، وأن يضع دائمًا قصة قاتل المائة أمامه، وأن يعتبر بأمر هذا الرَّاهب الذي كان سببًا في قتل نفسه؛ إذ لا بدَّ للدَّاعي للإسلام أن يدل الناس على خيرَيِ الدنيا والآخرة، ولا يقنِّطهم من رحمة الله تعالى.

 

فالعلم والفقه في الدين من أشرف الوظائف التي يتشرف الإنسان بها؛ فقد قال النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((من يُرِد الله به خيرًا، يفقِّهْه في الدين))[9]، وقال - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((خيرُكم من تعلَّم القرآن وعلَّمه))[10]، وغير ذلك من الأدلَّة التي تدل على شرَف هذا الأمر.

 

ومن هؤلاء العلماء الذين أضاؤوا الدنيا بعلمهم وبفقههم الإمامانِ: البخاريُّ ومسلمٌ صاحبا الصحيحين، أصحُّ الكتب بعد كتاب الله - عز وجل - لذا لهما من الفضل والمَيْزة ما ليس لغيرهما من كتب السنة؛ فقد اهتمَّ العلماء قديمًا وحديثًا بهما؛ فمن شارحٍ لهما، ومن مختصر، ومن مستدرك، ومن مستخرِج، ومن ناقد نقْدًا بناءً لبعض أحاديثهم من حيث الصَّنعةُ الحديثية؛ فكل هذا إن دلَّ فإنما يدل على أهمية هذين الكتابين، وحسبُك ما قاله الإمام أبو عمرِو بنُ الصلاح في كتابه علوم الحديث، قال: "أوَّل من صنف في الصحيح أبو عبدالله محمَّد بن إسماعيل البخاريُّ، وتلاه أبو الحسين مسلم بن الحجاج القُشيري، ومسلمٌ مع أنه أخذ عن البخاريِّ واستفاد منه، فإنه يشارك البخاريَّ في كثير من شيوخه، وكتاباهما أصحُّ الكتب بعد كتاب الله العزيز"[11].

 

وقد استوقفتني كلمةٌ للشيخ المحدِّث أبي إسحاق الحُويني - حفظه الله - أثناء شرحِه لكتاب الباعث الحثيث، حيث قال: "العنايةُ بالصحيحين ينبغي أن تكون فوق كلِّ عناية؛ فإنَّ مَن أمعن النظر في الصحيحين سهُلَ عليه معرفةُ مفاتيح الكتب الأخرى"، وتكلَّم أيضًا على جمعه للصحيحين، وهو: "مجمَّة الفؤاد، في ما اتفق عليه البخاري ومسلم في المتن والإسناد".

 

لذا وقع في قلبي عملُ جمعٍ وتقريبٍ للصَّحيحين، راجيًا من الله - عز وجل - السَّداد والتوفيق، وأسأل الله في عَليائه أن يكون سببًا في تقريب علمٍ للمسلمين؛ كي ينتفعوا به.

 

وإني قد لاحظت أن كلَّ من تصدى للجمع بين الصحيحين قديمًا وحديثًا على حدِّ علمي القاصر أنه يجمع المتفقَ عليه على حِدَة، والذي انفرد به البخاري على حدةٍ، والذي انفرد به مسلم على حدة، وهذه الطريقة لم تُظهر فِقه البخاري المتمثل في تراجمه التي قال عنها العلماء: "فِقه البخاريِّ في تراجمه".

 

قال القَسْطَلاَّنيُّ - رحمه الله -: "أما بيان موضوعِه، وتفرُّدِه بمجموعه، وتراجمه البديعةِ المثال، المنيعةِ المنال، فاعلم أنه - رحمه الله تعالى - قد التزم مع صحَّة الأحاديث استنباطَ الفوائد الفقهية، والنُّكت الحكمية، فاستخرج بفهمه الثاقب من المتون معانِيَ كثيرةً فرَّقها في أبوابه بحسَب المناسبة، واعتنى فيها بآيات الأحكام، وانتزع منها الدَّلالات البديعة، وسلك في الإشارات إلى تفسيرها السُّبل الوسيعةَ"[12].

 

وقال أيضًا: "وبالجملة، فتراجمُه حيَّرت الأفكار، وأدهشت العقول والأبصار، ولقد أجاد القائلُ حين قال:

أَعْيَا فُحُولَ العِلْمِ حَلُّ رُمُوزِ مَا ♦♦♦ أَبْدَاهُ فِي الأَبْوَابِ مِنْ أَسْرَارِ" [13]

 

لذا؛ فقد رأيتُ أن أسير في الجمع على طريقة البخاري، وأنْ أجمع أطراف الحديث في موضع واحد، ثم أُردفه بالحديث عند مسلم مع تبويبات النَّووي، وبهذا نتعرَّف كيف استفاد البخاري ومسلم والنَّووي من الحديث من الناحية الفقهية، كذلك نستفيد من ذكر أطرافِ الحديث في موضع واحد على فهم ما يستغلق ويستعجمُ من الأحاديث، ولقد أعجبني ما قاله الشَّيخ الفاضل عبدالكريم الخضير حينما سُئل: هل من الأفضل بالنسبة للمبتدئ أن يقرأ في كتاب الجمع بين الصحيحين للشامي، قبل البدء بالقراءة في الصحيحين نفسيهما؟

 

فأجاب قائلاً: "لا، إذا قرأ المتون وتدرَّج فيها - قرأ الأربعين، ثم العُمدة، ثم البلوغ، وقرأها قراءةَ بحث وتنقيب، وحفِظها إن أمكن - ترقَّى إلى الأصول مباشرة، يبدأ في البخاري ثم مسلم، وأما كونُ هذه الكتب (يعني البخاري ومسلم) فيها تَكرار، وفيها الأسانيد، هذه هي زينتها، لا شكَّ أن التكرار مما يُعين على الحفظ، ويعين على الاستنباط؛ لأنَّ في كلٍّ طريقًا، وفي بعض الطرق ما ليس في بعضٍ، مما يعين على الفهم؛ لأنَّ الإمامَ البخاريَّ أحيانًا يختصر الحديثَ في موضع بحيث يستغلق على القارئ، فإذا اطَّلع عليه في الموضع الآخر والثاني والثالث إلى آخر المواضع، ينجلي له"[14].

 

ثم بعد ذلك، أستخرج الفوائدَ من الإسناد، والفوائد من المتن، على النحو التالي:

أولاً: فوائد الإسناد:

1- ذكرُ شيوخ البخاريِّ ومسلم في الحديث.

2- ذكرُ مدارِ الحديث عند البخاري ومسلم بطريقة مختصَرة.

 

3- ذكرُ بعض اللطائف في الإسناد؛ من أسماء الرواة، والأحاديث المعلقة، وغير ذلك بالنَّظر في شرح الحديث في "فتح الباري" لابن حجر، و"إرشاد الساري" للقسْطلاَّني، وشرح مسلم للنَّووي، و"تهذيب الكمال" للمِزِّي، وغيرها من الكتب التي تعتني بالصحيحين.

 

4- ذكرُ الحديث، هل متفق عليه في المتن والإسناد معًا، أم متَّفق عليه متنًا فقط، أم انفرد به البخاري، أم انفرد به مسلم؟

 

ثانيًا: فوائد المتن:

1- ذكرُ الفوارق في الألفاظ والزِّيادات في المتن، مع ذكر موضعِها.

2- ذكرُ غريب الحديث.

3- ذكرُ بعض الفوائد المستفادة من الحديث[15].

4- ذكرُ ما استشكل من مناسبة تراجم البخاري مع الحديث.

 

5- في آخر كلِّ كتاب أذكر:

أ- شيوخ البخاري ومسلم، وعدد أحاديثهم.

 

ب- عدد الأحاديث التي اتفق عليها البخاري ومسلم في المتن والإسناد معًا، وكذلك المتَّفق عليه في المتن فقط، والتي انفرد كل واحد منهما بها.

 

وقد سميته: "بلوغ الأمانيّ في الجمع والتقريب بين صحيحَيْ مسلمٍ والبخاريّ"؛ مقتبسًا مطلع اسمه من شيخنا عادل بن يوسف العزازي - حفظه الله - كما في كتابه: "بلوغ الأماني في تهذيب فتح الباري".


وإليك كتاب "بَدء الوحي" سائلاً الله - عز وجل - أن يكون عند حسن الظنِّ، وأن يكون مفيدًا نافعًا لطلبة العلم، وأن أوفَّق في إتمامه، وأن ينفعني به يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.

 

انتهيت منه يوم الخميس قبل العصر

3 من شعبان 1431 هجريًّا

الموافق 14/ 7 /2010م

جمعه ورتبه

أبو البَراء محمد بن عبدالمنعم آل عِلاوة

 

أولاًّ: كتاب بدء الوحي، وفيه ستَّة أبواب، وسبعة أحاديث.

بسم الله الرَّحمن الرَّحيم

قال الشيخ الإمام الحافظ أبو عبدالله محمَّد بن إسماعيل بن إبراهيم بن المغيرةِ البخاريُّ - رحمه الله تعالى، آمين.

 

الحديث الأوَّل "الأعمالُ بالنيَّاتِ"

ذكرَه البخاري في سبعةِ مواضعَ، وهي:

قال - رحمه الله - في كتاب بدء الوحي - باب كيف كان بَدء الوحي إلى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وقول الله - جل ذكرُه - : ﴿ إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ ﴾ [النساء: 163][16]:

1- حدَّثنا الحميديُّ عبدالله بن الزبير، قال: حدَّثنا سفيان[17] قال: حدثنا يحيى بن سعيدٍ الأنصاريُّ، قال: أخبرني محمد بن إبراهيم التيمي أنه سمع علقمةَ بن وقاصٍ الليثيُّ يقول: سمعت عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - على المنبر قال: سمعتُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((إنَّما الأعمال بالنيَّات، وإنما لكل امرئٍ ما نوى، فمَن كانت هجرتُه إلى دنيا يصيبها أو إلى امرأةٍ ينكحها، فهجرتُه إلى ما هاجر إليه)).

 

وقال في كتاب الإيمان: باب ما جاء أنَّ الأعمال بالنيَّة والحِسبة[18]، ولكلِّ امرئٍ ما نوى، فدخل فيه الإيمان والوضوء والصلاة والزَّكاة والحج والصوم والأحكام، وقال الله - تعالى -: ﴿ قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ ﴾ [الإسراء: 84]؛ على نيَّته، نفقةُ الرجل على أهله يحتسبُها صدقةٌ، وقال: ولكنْ جهادٌ ونيةٌ.

 

54 - حدثنا عبدالله بن مَسلمة قال: أخبرنا مالكٌ[19] عن يحيى بن سعيدٍ، عن محمد بن إبراهيم، عن علقمةَ بن وقاصٍ، عن عمر أن رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((الأعمال بالنيَّة، ولكل امرئٍ ما نوى، فمن كانت هجرتُه إلى الله ورسولِه، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرته لدنيا يصيبها أو امرأةٍ يتزوَّجُها، فهجرته إلى ما هاجر إليه)).

 

وقال في كتاب العتق: باب الخطأ والنسيان في العَتَاقةِ والطلاق ونحوه، ولا عَتاقة إلا لوجه الله، وقال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لكلِّ امرئٍ ما نوى))، ولا نيَّة للناسي والمخطئ[20].

 

2529 - حدثنا محمد بن كثيرٍ عن سفيان، حدثنا يحيى بن سعيدٍ، عن محمد بن إبراهيم التيميِّ، عن علقمة بن وقاصٍ الليثي، قال: سمعت عمر بن الخطَّاب - رضي الله عنه - عن النَّبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((الأعمالُ بالنيَّة، ولامرئٍ ما نوى)).

 

وقال في كتاب مناقب الأنصار: باب هجرة النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - وأصحابه إلى المدينة:

3898 - حدثنا مسدَّدٌ[21] حدثنا حمادٌ - هو ابنُ زيدٍ - عن يحيى عن محمد بن إبراهيم عن علقمة بن وقاصٍ قال: سمعتُ عمر - رضي الله عنه - قال: سمعتُ النبيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((الأعمال بالنيَّة؛ فمَن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأةٍ يتزوَّجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه، ومن كانت هجرتُه إلى الله ورسولِه فهجرتُه، إلى الله ورسوله)).

 

وقال في كتاب النكاح: باب من هاجر أو عمِل خيرًا لتزويج امرأةٍ، فله ما نوى[22]:

5070- حدثنا يحيى بن قزعة، حدثنا مالكٌ عن يحيى بن سعيدٍ، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن علقمة بن وقاصٍ، عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: قال النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((العملُ بالنيَّة، وإنما لامرئٍ ما نوى؛ فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ومَن كانت هجرته إلى دنيا يصيبها أو امرأةٍ ينكحُها، فهجرته إلى ما هاجر إليه)).

 

وقال في كتاب الأيمانِ والنذور: باب النية في الأيمان.

6689 - حدثنا قتيبة بن سعيدٍ، حدثنا عبدالوهاب[23]، قال: سمعت يحيى بن سعيدٍ يقول: أخبرني محمد بن إبراهيم أنه: سمع علقمة بن وقَّاصٍ الليثيَّ يقول: سمعتُ عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يقول: سمعتُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((إنما الأعمال بالنيَّة، وإنما لامرئٍ ما نوى؛ فمن كانت هجرتُه إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، ومن كانت هجرتُه إلى دنيا يصيبها أو امرأةٍ يتزوجها، فهجرتُه إلى ما هاجر إليه)).

 

وقال في كتاب الحِيَل: باب في تركِ الحِيَل، وأنَّ لكل امرئٍ ما نوى في الأيمان وغيرها[24]:

6953 - حدثنا أبو النعمان[25]، حدثنا حماد بن زيدٍ، عن يحيى بن سعيدٍ، عن محمد بن إبراهيم، عن علقمة بن وقاصٍ قال: سمعتُ عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - يخطب قال: سمعتُ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - يقول: ((يا أيها الناس، إنَّما الأعمال بالنيَّة، وإنما لامرئٍ ما نوى؛ فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرتُه إلى الله ورسولِه، ومَن هاجر إلى دنيا يصيبها أو امرأةٍ يتزوَّجها، فهجرتُه إلى ما هاجر إليه)).

 

بينما رواه مسلم: في كتاب الإمارة، قال النَّووي: باب قولِه - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنَّما الأعمال بالنيَّة))، وأنه يدخل فيه الغزوُ وغيرُه من الأعمالِ.

 

1907 - حدثنا عبدالله بن مسلمة بن قَعْنبٍ، حدثنا مالكٌ عن يحيى بن سعيدٍ، عن محمد بن إبراهيم، عن علقمة بن وقاصٍ، عن عمر بن الخطاب قال: قال رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إنما الأعمال بالنيَّة، وإنما لامرئٍ ما نوى؛ فمَن كانت هجرتُه إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسولِه، ومن كانت هجرتُه لدنيا يصيبُها أو امرأةٍ يتزوَّجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه)).

 

((...)) حدَّثنا محمد بن رُمْح بن المهاجر، أخبرنا اللَّيث ح، وحدثنا أبو الربيع العَتَكيُّ، حدثنا حماد بن زيدٍ ح، وحدثنا محمد بن المثنَّى، حدثنا عبدالوهاب - يعنى الثقفيَّ - ح، وحدثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا أبو خالدٍ الأحمر سليمان بن حيان ح، وحدثنا محمَّد بن عبدالله بن نُمَيرٍ، حدثنا حفصٌ - يعنى ابنَ غِياثٍ - ويزيدُ بن هارون ح، وحدثنا محمد بن العلاء الهَمْدانيُّ، حدثنا ابنُ المبارك ح، وحدثنا ابن أبي عُمر[26]، حدثنا سفيانُ كلُّهم عن يحيى بن سعيدٍ بإسناد مالكٍ ومعنى حديثه، وفى حديث سفيان: سمعتُ عمر بن الخطاب على المنبر يُخبر عن النبيِّ - صلَّى الله عليه وسلَّم[27].



[1] خطبة الحاجة، وردت عن ثمانية من الصحابة - رضي الله عنهم - وقد جمعها العلامة الألباني في رسالة مفيدة.

[2] البخاري (3116)، ومسلم (1924).

[3] مسلم (1923).

[4] التمهيد لابن عبدالبر (4/ 120).

[5] متفق عليه: من حديث أبي سعيد الخدري، البخاري (3470)، ومسلم (2766).

[6] البخاري (6736)، أبو داود (2890)، والترمذي (2093)، وابن ماجه (2721).

[7] المقصود: الفلاحون، وقيل غير ذلك؛ انظر فتح الباري (1/ 49).

[8] شرح مسلم (12/ 154).

[9] البخاري (71)، مسلم (2436) من حديث معاوية بن أبي سفيان.

[10] البخاري (5027) من حديث عثمان بن عفان.

[11] مقدمة فتح الباري (17).

[12] إرشاد الساري (1/ 34).

[13] إرشاد الساري (1/ 36).

[14] مقارنة بين شروحات الكتب الستة؛ للشيخ عبدالكريم الخضير - حفظه الله - (1/ 23).

[15] مستفاد من كتاب "فتح الباري على مختصر البخاري"؛ لأبي عبدالله محمد بن يسري، و"تهذيب فتح الباري"؛ لشيخنا أبي عبدالرحمن عادل بن يوسف العزازي - وفَّقهم الله وحفظهم من كل سوء.

[16] مناسبة الآية للترجمة واضح؛ من جهة أن صفة الوحي إلى نبينا - صلَّى الله عليه وسلَّم - توافِقُ صفة الوحي إلى مَن تقدَّمه مِن النبيين، ومن جهة أن أوَّل أحوال النبيين في الوحي بالرؤيا؛ كما رواه أبو نعيم في الدلائل بإسناد حسن عن علقمة بن قيس صاحب ابن مسعود، قال: إن أوَّل ما يؤتى به الأنبياء في المنام حتى تهدأَ قلوبهم، ثم ينزل الوحي بعدُ في اليقظة. قاله الحافظُ في الفتح (1/ 9).

*** أما عن مناسبة الحديث للترجمة، قيل: لم يقصد البخاري بإيراده سوى بيان حسن نيته في هدا التأليف؛ قاله ابن رُشيد، وقيل: إن الكتاب لَمَّا كان موضوعًا لجمع وحي السنَّة، صدَّره ببَدء الوحي، ولَمَّا كان الوحي لبيان الأعمال الشَّرعية، صدَّره بحديث الأعمال.

قيل: إن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - خطب به حين قدم المدينة مهاجرًا، فناسب إيراده في بدء الوحي؛ قاله (المُهلب)، وتعقبَّه (ابن حجر) قائلاً: إلا أني لم أرَ ما ذكره من كونه - صلَّى الله عليه وسلَّم - خطب به أوَّل ما هاجر منقولاً، وقيل غير ذلك؛ انظر الفتح (1/ 10 - 11).

[17] هو ابن عيينة بن أبي عمران الهلاليُّ، أبو محمَّد المكي، أصله ومولده الكوفة، وقد شارك مالكًا في كثير من شيوخه، وعاش بعده عشرين سنة، وكان يذكر أنه سمع من سبعين من التابعين؛ قاله ابن حجر في الفتح (1/ 10).

[18] المراد بالحِسْبة: طلب الثواب، ولم يأت بحديثٍ لفظُهُ: (الأعمال بالنيَّات والحسبة)؛ وإنما استدل بحديث عمر على أنَّ الأعمال بالنيَّة، وبحديث ابن مسعود على أن الأعمال بالحسبة، يُشير إلى حديث: ((إذا أنفق الرجُل على أهلِه يحتسبُها فهو له صدقةٌ))؛ قاله ابن حجر (1/ 170).

** غرَض المؤلف من إيراد هذا الحديث - هنا - الرد على من زعم من المرجئة: أنَّ الإيمان قولٌ باللسان دون عَقد القلب، فبيَّن أن الإيمان لا بدَّ له من نيَّةٍ واعتقادِ قلب، فافهم؛ قاله القسطلاني (1/ 217 - 218 ).

[19] هو مالك بن أنس بن مالك بن أبي عامر بن عمرو بن الحارث بن غيمان بن خثيل بن عمرو بن الحارث وهو ذو أصبح الأصبَحيُّ الحِمْيريّ، أبو عبدالله، المدني، إمام دار الهجرة؛ تهذيب الكمال (27/ 93).

[20] أشار البخاري بهذا الاستنباط إلى بيان أخذ الترجمة من حديث: ((الأعمال بالنيَّات))، ويحتمَل أن يكون أشار بالترجمة إلى ما ورد في بعض الطرق كعادته، وهو الحديث الذي يذكره أهل الفقه والأصول كثيرًا بلفظ: ((رفع الله عن أمَّتي الخطأ والنِّسيان وما استكرهوا عليه))؛ قاله ابن حجر (5/ 192).

[21] مُسَدَّد: هو ابنُ مُسَرْهَد بن مُسَرْبَلٍ الأسدي، أبو الحسن البصري؛ تهذيب الكمال (27/ 443 ).

[22] ما ترجم به من الهجرة منصوصٌ عليه في الحديث، ومن عمِل الخير مستنبطٌ؛ لأن الهجرة من جملة أعمال الخير؛ قاله ابن حجر (9/ 18)

[23] هو ابن عبدالمجيد الثقفي؛ قاله ابن حجر في الفتح (11/ 636).

[24] الحِيَل: جمع حِيلة، وهي ما يُتوصَّل به إلى المراد بطريقٍ خفيٍّ، ووجه مطابقة الحديث للترجمة - التي هي الحِيل - أنَّ مهاجرَ أمِّ قيس جعل الهجرة حيلةً إلى تزوُّج أم قيس؛ قاله القسطلاني (14/ 381)، وقال ابن المنير: أدخل البخاري الترك في الترجمة؛ لئلاَّ يتوهَّم إجازةُ الحيل؛ فتح الباري (12/ 398)

[25] أبو النعمان: هو محمد بن الفضل السَّدوسي، أبو النعمان، ولقبه عارم، تهذيب الكمال (26/ 287)؛ قاله القسطلاني (14/ 380).

[26] هو محمد بن يحيى بن أبي عُمر العدانِيُّ، أبو عبدالله، نزيل مكة، وقد يُنسب إلى جده، وقيل: إن أبا عُمر كُنية أبيه يحيى؛ تهذيب الكمال (26/ 639).

[27] - أولاًّ: الفوائد في الإسناد:

شيوخ البخاري في الحديث سبعةٌ، وهم:

(الحُميدي عبدالله بن الزبير - عبدالله بن مسلمة بن قَعنب - محمد بن بكير - مسدَّد بن مُسرهَد - يحيي بن قزعة - قتيبة بن سعيد - أبو النعمان محمد بن الفضل).

بينما شيوخُ مسلم في الحديث ثمانية، وهم:

(عبدالله بن مسلمة بن قَعنب - محمد بن رُمح بن المهاجر - أبو الربيع العَتَكي - محمد بن المثنَّى - إسحاق بن إبراهيم - محمد بن عبدالله بن نُمير - محمد بن العلاء الهَمْداني - ابن أبي عمر).

مدار الحديث عند البخاري ومسلم على (يحيي بن سعيد الأنصاري، عن محمد بن إبراهيم التيمي، عن علقمة بن وقَّاصٍ الليثي، عن عمر بن الخطاب، عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - به....).

اتَّفقوا على تخريج الحديث من طريق (عبدالله بن مسلمةَ، عن يحيي بن سعيدٍ، عن محمد بن إبراهيم، عن علقمة بن وقَّاص، عن عمر بن الخطاب به...) مع اختلافٍ يسيرٍ في المتن.

اتفق عليه البخاري ومسلمٌ في المتن من حديث عمر بن الخطاب، ولم يصحَّ إلا عنه من هذا الطريق؛ فهو حديث غريبٌ، ولكنه متواتر من حيث المعنى، ورُوي بمعناه عن جماعة؛ انظر الفتح (1/ 20).

قال الحافظ في الفتح (1/ 10): "ويحيى من صغار التابعين، وشيخُه محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، من أوساط التابعين، وشيخ محمَّدٍ علقمةُ بن وقاص الليثي من كبارهم، ففي الإسناد ثلاثةٌ من التابعين في نسَقٍ، وفي المعرفة لابن مَنْدَهْ ما ظاهره: أن علقمةَ صحابي، فلو ثبت، لكان فيه تابعيان وصحابيان".

ثانيًا: الفوائد في المتن:

عند البخاري (1) ((إنما الأعمال بالنيَّات))، وعنده (54)، (2529) ((الأعمال بالنيَّة))، وعنده (5070) ((العمل بالنيَّة))، وعنده (6689)، (6953)، وعند مسلم (1907) ((إنما الأعمال بالنيَّة)).

عند البخاري (1) "سمعت عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - على المنبر"، وعنده (6953) زاد: "يا أيُّها الناس".

عند البخاري (1) ((إنما لكل امرئٍ ما نوى))، وعنده (54) ((ولكلِّ امرئ ما نوى))، وعنده (2529) ((ولامرئٍ ما نوى))، وعنده (5070)، (6689)، (6953)، وعند مسلم (1907) ((وإنما لامرئٍ ما نوى)).

ملحوظةٌ: لم يذكرها البخاري في حديث (3898).

عند البخاري (1) لم يذكر: ((فمن كانت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله)).

عند البخاري (1)، (5070) ((ينكحها))، وعنده (54)، (2529)، (3898)، (6689)، (6953)، وعند مسلم (1907) ((يتزوَّجها)).

ما يُستفاد من الحديث:

1 - أهمية استحضار النيَّة الصالحة في كلِّ عمل.

2 - تعظيم أمر أعمالِ القلوب؛ ومنها: الإخلاص.

3 - لا يجوز الإقدامُ على عمل قبل معرفة حُكمه.

4 - الحذر من قوادحِ الإخلاص، وشوائبِ الأعمال.

5 - الثواب والعقاب مرتبط بالقصدِ؛ ["فتح الباري"؛ لمحمد بن يسري (12)]

6 - أن الغافل (المجنون) لا تكليف عليه؛ لأنه لا قصد له و لا نيَّة.

7 - فيه تحقيرُ أمر الدنيا، والاستهانة بها. ["بلوغ الأماني في تهذيب فتح الباري"؛ لشيخنا العزازي (1/ 26)]

أهمية الحديث:

قال أبو عبدالله (يعني البخاري): ليس في أخبار النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - شيء أجمعَ وأغنى وأكثر فائدةً من هذا الحديث، واتفق عبدالرحمن بن مهديٍّ والشافعي فيما نقله البويطي عنه وأحمد بن حنبل وعلي بن المديني وأبو داود والترمذي والدَّارقطني وحمزة والكناني على أنه ثلثُ الإسلام، ومنهم من قال: ربعه، واختلفوا في تعيين الباقي، وقال ابنُ مهديٍّ أيضًا: يدخل في ثلاثين بابًا من العلم، وقال الشافعي: يدخل في سبعين بابًا، وقال عبدالرحمن بن مهدي أيضًا: ينبغي أن يُجعل هذا الحديث رأسَ كلِّ باب؛ قاله ابن حجر (1/ 23).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الإمام البخاري وكتابه "الصحيح"
  • دلالة مصطلح السيرة عند الإمام البخاري في صحيحه (1)
  • الأماني في الجمع والتقريب بين صحيحي مسلم والبخاري (2)
  • الأماني في الجمع والتقريب بين صحيحي مسلم والبخاري (3)
  • الأماني في الجمع والتقريب بين صحيحي مسلم والبخاري (4)
  • الأماني في الجمع والتقريب بين صحيحي مسلم والبخاري (5)
  • الأماني في الجمع والتقريب بين صحيحي مسلم والبخاري (6)
  • الأماني في الجمع والتقريب بين صحيحي مسلم والبخاري (7)
  • وصول الأماني بذكر تعقبات العسقلاني على العلامة الكرماني في شرحه لصحيح البخاري (1)

مختارات من الشبكة

  • الإيمان أمن وأمان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وصول الأماني بذكر تعقبات العسقلاني على العلامة الكرماني في شرحه لصحيح البخاري (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • وصول الأماني بذكر تعقبات العسقلاني على العلامة الكرماني في شرحه لصحيح البخاري (16)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وصول الأماني بذكر تعقبات العسقلاني على العلامة الكرماني في شرحه لصحيح البخاري (15)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وصول الأماني بذكر تعقبات العسقلاني على العلامة الكرماني في شرحه لصحيح البخاري (14)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وصول الأماني بذكر تعقبات العسقلاني على العلامة الكرماني في شرحه لصحيح البخاري (13)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وصول الأماني بذكر تعقبات العسقلاني على العلامة الكرماني في شرحه لصحيح البخاري (12)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وصول الأماني بذكر تعقبات العسقلاني على العلامة الكرماني في شرحه لصحيح البخاري (11)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وصول الأماني بذكر تعقبات العسقلاني على العلامة الكرماني في شرحه لصحيح البخاري (10)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وصول الأماني بذكر تعقبات العسقلاني على العلامة الكرماني في شرحه لصحيح البخاري (9)(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
8- طبع الكتاب
أبو البراء محمد بن عبد المنعم آل علاوة - مصر 23-02-2021 02:20 AM

في مكتبة المبدع الصغير ( السلف الصالح سابقا)، بدرب الأتراك.
طبع بدء الوحي مع مقدمات ، ونسأل الله العون في إتمامه.

7- أين طبع؟
أحمد كمال - Egypt 17-02-2021 06:14 PM

فتح الله لكم ونفع بكم،
أين طبع الكتاب يا سيدنا؟

6- طبع
أبو البراء محمد بن عبد المنعم آل علاوة - مصر 18-01-2020 01:43 AM

لقد طبع بفضل الله أول جزء يحوي كتاب بدء الوحي، مع مقدمات مفيدة بعنوان: (غاية الأماني في الجمع والتقريب بين صحيحي مسلم البخاري)

5- ما شاء الله
الفاروق عمر - مصر 12-09-2013 11:35 PM

جزاكم الله خير على هذا الموضوع لقد استفدت منه كثيراوأسأل الله التوفيق والثبات وأدعو الله لكم دائما بأن يتم أعمالكم ويصلح بالكم

4- تصحيح
أبو البراء محمد بن عبد المنعم آل علاوة - مصر 12-09-2013 06:55 PM

بارك الله فيك أخي أبا زارع المدني على التنبيه

3- جزاك الله خيرًا
أبو البراء محمد بن عبد المنعم آل علاوة - مصر 13-08-2013 02:21 PM

بارك الله فيك أخي أبا زرعة المدني على التنبيه

وما أنوي فعله إن شاء الله أن أصنع فصل خاص أتناول فيه الكتب التي جمعت بين صحيحي البخاري ومسلم وطريقة كل منهما .

2- تنبيه
أبو زارع المدني - السعودية - جدة 05-06-2013 12:49 AM

شكر الله للشيخ محمد بن عبدالمنعم فقد أفاد بطريقته الفذة هذه, وليت الكتاب يكمل على هذا المنوال ويطبع.

وهذا تنبيه لطيف على قول الشيخ:
"وإني قد لاحظت أن كلَّ من تصدى للجمع بين الصحيحين قديمًا وحديثًا على حدِّ علمي القاصر أنه يجمع المتفقَ عليه على حِدَة، والذي انفرد به البخاري على حدةٍ، والذي انفرد به مسلم على حدة، وهذه الطريقة لم تُظهر فِقه البخاري المتمثل في تراجمه التي قال عنها العلماء: "فِقه البخاريِّ في تراجمه".

فإن العلامة المحدث عبدالحق الإشبيلي رحمه الله تعالى قد جمع بين الصحيحين بطريقة دقيقة وعجيبة وغالبًا فهو لم يترك شاردة ولا واردة إلا أثبتها.
وضمن كتابه المتفق والزوائد, وأجود طبعات الكتاب هي التي خرجت عن دار الغرب في 4 مجلدات بتحقيق الأستاذ طه بوسريح وتقديم العلامة بشار عواد معروف.

ومن قبل الإشبيلي جمع الحميدي رحمه الله تعالى.

وأشير عليكم باقتناء كتاب الإشبيلي فهو والله درة من الدرر..

هذا, وجزاكم الله خيرًا وبارك فيكم

1- الله أكبر
محمد ابو تلت - مصر 11-09-2012 08:45 PM

الله أكبر يا أبوالبراء

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب