• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    من مائدة السيرة: إيذاء قريش للمسلمين
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    خالق الناس بخلق حسن (خطبة)
    ساير بن هليل المسباح
  •  
    فضل زيارة المسجد الحرام والمسجد النبوي
    الداعية عبدالعزيز بن صالح الكنهل
  •  
    مدينة أشباح
    سمر سمير
  •  
    تفسير قوله تعالى: { قل آمنا بالله وما أنزل علينا ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    خطبة: فضل أبي بكر وعمر رضي الله عنهما
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الحرص على الوقت (خطبة)
    أحمد إبراهيم الجوني
  •  
    خاطرة تربوية: على ضفاف حالة
    د. عوض بن حمد الحسني
  •  
    تحريم الحلف بالله تعالى كذبا
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    حديث القرآن عن خلق الأنبياء عليهم السلام
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    فوائد وعبر من قصة قارون (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    الاستبشار بنزول الأمطار (خطبة)
    د. عبد الرقيب الراشدي
  •  
    اتباع الحق معيار للأدب
    شعيب ناصري
  •  
    من محاسن الدين الإسلامي وجود بدائل لكل عمل صالح ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    دعاء يجمع خيري الدنيا والآخرة
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    عبرة اليقين في صدقة أبي الدحداح (خطبة)
    د. محمد بن عبدالله بن إبراهيم السحيم
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / السيرة والتاريخ / التاريخ
علامة باركود

عبر ودروس من قصة آل عمران عليهم السلام (خطبة)

عبر ودروس من قصة آل عمران عليهم السلام (خطبة)
الشيخ إسماعيل بن عبدالرحمن الرسيني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 19/8/2025 ميلادي - 25/2/1447 هجري

الزيارات: 42

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

عبر ودروس من قصة آل عمران عليهم السلام

 

الخطبة الأولى

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.

 

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً نرجو بها النجاة يوم الوقوف بين يديه، وأشهد أن محمدًا عبدُ الله ورسولُه وصفيُّه وخليلُه وخيرُته مِن خلقه، ترك أُمَّته على المحجَّة البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وصحبه ومن اقتفى أثره واستنَّ بسُنَّته إلى يوم الدين؛ أما بعد:

عباد الله، من يتق الله يجعل له مخرجًا، ويرزقه من حيث لا يحتسب، ومن يتق الله يكفِّر عنه سيئاته ويعظم له أجرًا؛ فاتقوا الله عباد الله لتفوزوا بالنجاة والجوائز.

 

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

 

عباد الله، مما جرت به عادة الناس التطلُّعُ إلى معالي الأمور ولو بالأماني، فكل أحدٍ كانت له أحلامٌ في نفسه يريد تحقيقها، ورغبات يؤمل الحصول عليها، سواء أكانت أحلامه لنفسه أو لأسرته من زوجٍ وولد. والسعي لذلك هو ما يصدق الأماني أو يكذبها.

 

واليوم، عباد الله، نقلب صفحات بيتٍ ناجحٍ من بيوت الناجحين، اصطفاه الله على العالمين، فكان الأب عابدًا من العباد، وزاهدًا من الزُّهَّاد، عُرِف بصلاحه وورعه وتقواه، وتزوَّج امرأةً صالحةً طاهرةً عفيفةً، قريبةً من ربها بعباداتها، خَلَّد القرآن دعوتها، وأجرى على لسان العالمين ذكرها، فأنجبت صدِّيقة محصنة، أعلى الله شأنها، ورفع ذكرها، وسمَّى سورة من القرآن باسمها، هي مريم بنت عمران، وأمها حنَّة، وولدها عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام.

 

فما خبر هذا البيت الصالح؟

 

لنأخذ من حياتهم عظةً وعبرةً، فنستزيد من العلم والمعرفة، ثم ننظر في حياتنا، لنُعزِّز الصواب، ونُصحِّح الخطأ؛ قال الله جل جلاله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى آدَمَ وَنُوحًا وَآلَ إِبْرَاهِيمَ وَآلَ عِمْرَانَ عَلَى الْعَالَمِينَ * ذُرِّيَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ * فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ * فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا ﴾ [آل عمران: 33 - 37].

 

كلما دخل عليها زكريا المحراب وجد عندها رزقًا، قال: يا مريم، أنَّى لك هذا؟ قالت: هو من عند الله، إن الله يرزق من يشاء بغير حساب.

 

فإلى كل مقبل على الزواج، الزوجة الصالحة خير معين على عبادة الله، وعليك بوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تُنْكَح المرأة لأربع: لمالها، ولحسبها، ولجمالها، ولدينها، فاظْفَر بذات الدين تَرِبَتْ يداك».

 

وإلى كل مريد للنجاح لنفسه وبيته، ساعٍ في تحقيقه لزوجه وذريته من بعده: أعظم وأهم ما تقدم لبيتك صلاح نفسك؛ لأن مَنْ تقرَّب إلى الله أعانه، وسدَّد رأيه، ووفَّقه.

 

فعِمران كان من العُبَّاد الصالحين، فلما تُوفي، احتاجت مريم عليها السلام لمن يكفلها، فببركة صلاح والديها، ودعوة أمها، تنافس الصالحون لكفالتها.

 

فاجتمعوا وألقوا أقلامهم، قال تعالى: ﴿ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يُلْقُونَ أَقْلَامَهُمْ أَيُّهُمْ يَكْفُلُ مَرْيَمَ وَمَا كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ﴾ [آل عمران: 44].

 

فأقرعوا، فخرجت على زكريا عليه السلام زوج خالتها، فتكَفَّل بها.

 

وما قصة اليتيمين صاحبي الجدار في قصة الخضر عنا ببعيد: ﴿ وَأَمَّا الْجِدَارُ فَكَانَ لِغُلَامَيْنِ يَتِيمَيْنِ فِي الْمَدِينَةِ وَكَانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمَا وَكَانَ أَبُوهُمَا صَالِحًا ﴾ [الكهف: 82]، فكان صلاحُ الأب سببًا لحفظ مال الأبناء بعده.

 

وما أعظم قول الله جل جلاله، ووصيته لمن خاف على ذريته: ﴿ وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافًا خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا ﴾ [النساء: 9].

 

فصلاحك ونجاحك هو أول طريقٍ لنجاح مسيرتك.

 

ومن العِبَر في بيت آل عمران، ما ذكره ابن كثير رحمه الله في تفسيره: أن حنَّة – والدة مريم – رأت يومًا طيرًا يطعم فرخه، فحنَّت إلى الولد، فدعت ربَّها، فأجابها.

 

وهنا وقفة مهمة: كم نغفل عن مراعاة مشاعر المحرومين؟ طير يطعم فرخًا حرَّك في قلب امرأة مشاعر الأمومة، فكُسِر قلبها، فدعت ربها، فأكرمها.

 

فيا من أنعم الله عليك بالمال، أو الجاه، أو الولد، لا تتفاخر بنعمة عند محروم، فتكسر قلبه، وربما آذاك بعين أو حسد.

 

ومن الخطأ أن تتحدَّث عن تجارتك عند فقير، أو عن أولادك عند عقيم، أو عن جمال حالك وأُنْسك مع زوجتك عند مطلقة، فكن فطنًا، نبيهًا.

 

وقد دلَّت أم مريم على الطريق الأمثل عند فقد النعمة وتمنيها: اللجوء إلى الله وسؤال من أعطى النعمة أن يعطيك، فربي لا يعجزه شيء، وانظر إلى ما بين يديك من وسائل التواصل:

كم أفسدت من بيوت! وكم خبَّبت من زوجات على أزواجهن! فتأمَّل، وتأنَّ، وتعقَّل.

 

يا كل محروم من المال، اسأل ربك. ويا محرومًا من الولد، اسأل ربك. ويا من حُرمت الحياة الهنيئة، اسأل ربك.

 

فالله عظيم كريم، لا يعجزه شيء، ولكننا نُقصِّر كثيرًا في طلبه، والخضوع بين يديه.

 

من دروس آل عمران: المسارعة لشكر النِّعَم، فأول ما تحرَّك الجنين في بطن أم مريم، نذرته لله خالصًا، ظنًّا منها أنه ذكر، فلما وضعتها أنثى، قالت: ﴿ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى… وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ… ﴾.

 

ومريم في لغة قومها: خادمة الرب.

 

فيا أهل النعم، أدركوا نعم الله قبل زوالها. يا من تريدون استقرارها، اشكروا ربكم يزدكم؛ قال تعالى: ﴿ وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ﴾ [إبراهيم: 7].

 

وانظر إلى أحوال الدنيا من حولك، واشكر الله بلسانك، وقلبك، وجوارحك.

 

ولا تعصِ الله، ثم تطلب استقرار النعم.

 

فشكر النعمة يكون بـ:

• الاعتراف بها بالقلب.

• والثناء بها باللسان.

• واستعمالها في طاعة الله.

 

ومن دروس آل عمران: عظيمُ أمر الدعاء ونفعه، فامرأة عمران لما دعت ربها واستعاذت به، جاءتها الخيرات من كل جانب:

• مريم صِدِّيقة مصطفاة.

 

• وولدها عيسى نبي من أولي العزم.

 

قال تعالى: ﴿ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 42].

 

وروى الطبراني بإسناد صحيح على شرط مسلم، عن جابر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «سيدات نساء أهل الجنة بعد مريم: فاطمة، وخديجة، وآسية امرأة فرعون».

 

فكيف نغفل عن الدعاء وأثره؟ والله يأمرنا بالدعاء، ويثني على عباده الداعين، ومن دعائهم: ﴿ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74].

 

ومن دروس آل عمران: عظم المسؤولية والقيام بحقها،فلما تكفل زكريا بمريم قام على شؤونها، وربَّاها، واعتنى بها، وكان يجد عندها رزقًا في غير أوانه، فيسألها: أنَّى لك هذا؟ فتقول: هو من عند الله.

 

فإلى كل مُرَبٍّ، وأبٍ مشفق، وأمٍّ ناصحة، ومعلم أمين: كن فطنًا، ذكيًّا، لمّاحًا. راقب التغير في سلوك ولدك؛ فالعادات يصعب تغييرها، لكنها ليست مستحيلة.

 

ولو أننا تنبهنا لكثير من المشكلات منذ بدايتها، لخفَّ أثرُها والعلاج فيها متنوع، ربما يكون بالتلميح، وربما بالمصارحة والمناصحة، لكن: تحسَّس ولا تتجسَّس، ولا يعني ذلك انعدام الثقة.

 

فالتنبه المبكر أسهل وأيسر. نُكمِل بحمد الله:

 

ومن دروس آل عمران: أن الإنسان يتشوق لعطاء الله جل وعلا، كلما رأى نعمةً على غيره، أو تجدَّدَتْ له نعمةٌ في نفسه، تاقت روحه لما عند الله من الخير.

 

فأُمُّ مريم عليها السلام لما رأت الطير يُطعِم فرخه حنَّت إلى الولد، فدعت ربها فرُزِقت مريم.

 

وزكريا عليه السلام، لما رأى الرزق يأتي إلى مريم في محرابها من غير حساب، تاقت نفسه إلى الذرية؛ فقال كما أخبر الله: ﴿ هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ ﴾ [آل عمران: 38]، فنادته الملائكة وهو قائم يصلي في المحراب: ﴿ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى ﴾ [آل عمران: 39].

 

فما أعظم مقام الدعاء! وما أكرم عطاء الكريم جل جلاله! قال تعالى في بشارته لمريم: ﴿ قَالَ كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ ﴾ [مريم: 9]، فسبحانه لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء.

 

ومن دروس آل عمران: أن طريق الفلاح والنجاح في الدنيا والآخرة هو عبادة الله وطاعته،

فأول ما أمرت به مريم بعد اصطفائها: ﴿ يَامَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ ﴾ [آل عمران: 43].

 

فجاءتها الكرامات:

• الرزق في محرابها.

• وبشارة زكريا بيحيى وهو قائم يصلي.

 

والنبي صلى الله عليه وسلم لما ضاق صدره من أقوال المشركين، أمره الله بالعبادة: ﴿ وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾ [الحجر: 97 - 99].

 

ومن دروس آل عمران: أهمية التهيئة والإعداد لمواجهة التحديات، فالله جل وعلا هيَّأ مريم برؤية آيات عظيمة، وأراها إنعامه على زكريا بالولد مع كِبَر سنه وعُقم زوجه، ليتهيَّأ قلبها وعقلها لما ينتظرها من أمر عظيم.

 

وحين جاء وقت الولادة، ناداها من تحتها: ﴿ أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا ﴾ [مريم: 24]، لتطمئن وتتهيَّأ لمواجهة الناس، فقال تعالى: ﴿ فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا ﴾ [مريم: 26].

 

ومن دروس آل عمران- واحفظوها وعوها وبلِّغوها- أن المرأة العفيفة تتعامل مع الرجال الأجانب بالحذر والحشمة، فمريم قالت لجبريل عليه السلام: ﴿ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا ﴾ [مريم: 18].

 

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما خلا رجل بامرأة إلا كان الشيطان ثالثهما».

 

فالاحتياط في العلاقة بين الرجال والنساء الأجانب واجب شرعي.

 

ومن دروس آل عمران: أن بعض المشكلات لا يمكن حلها مباشرة، فلا تجعلها تُفسد عليك حياتك، وإذا ضاق الأمر، فاصمت، وادْع الله، وانتظر الفرج، فمريم أُمرت ألا تُكلم أحدًا: ﴿ فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنْسِيًّا ﴾ [مريم: 26].

 

فالصمت في بعض المواقف حكمة. بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم.

 

أقول ما تسمعون، وأستغفر الله العظيم لي ولكم، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه، والشكر له على توفيقه وامتنانه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيمًا لشأنه، وأشهد أن محمدًا عبدُه ورسولُه، الداعي إلى رضوانه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهديه، واقتفى أثره إلى يوم الدين، أما بعد:

عباد الله، من أعظم دروس آل عمران: أن الله جل جلاله ناصرٌ لأوليائه، ومُعِزٌّ لهم، ومؤيدٌ لهم، تتغير لأجلهم نواميس الكون، وتُخرق لأجلهم العادات، فكن قريبًا من الله، يكن الله معك.

 

عيسى عليه السلام يتكلم في المهد، ويفتتح كلامه بأعظم ما يُفتتح به: ﴿ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا أَيْنَ مَا كُنْتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا * وَبَرًّا بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّارًا شَقِيًّا * وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا ﴾ [مريم: 30 - 33].

 

فأعظم المهمات:

• عبادة الله.

• الدعاء بالبركة في القول والعمل والمكان والولد.

• البر بالوالدين.

• التواضع وترك الجبروت والفظاظة.

 

فهل دعوت يومًا أن تكون مباركًا؟ وأن يكون ولدك مباركًا؟ ووقتك مباركًا؟ ومالك مباركًا؟

 

اطلبها من الله، فالله هو الكريم.

 

اللهم اجعلنا مباركين أينما كنا. اللهم أعِنَّا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.

 

اللهم اغفر لنا أجمعين، وارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين.

 

اللهم أعِزَّ الإسلام والمسلمين، وأذِلَّ الشرك والمشركين، ودمِّر أعداء الدين، وانصر عبادك الموحِّدين.

 

اللهم انصر من نصر الدين، واخذل من خذله، يا قوي يا متين.

 

اللهم آمنا في أوطاننا، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا.

 

اللهم وفِّق ولاة أمرنا لما تحب وترضى، وخذ بنواصيهم للبر والتقوى، واجعلهم هداة مهتدين.

 

اللهم من أرادنا وأراد بلادنا وشبابنا ونساءنا وأمننا بسوء، فأشغله بنفسه، واجعل كيده في نحره، واجعل تدبيره تدميره، يا سميع الدعاء.

 

اللهم أصلح أحوال المسلمين في كل مكان، واجمع كلمتهم على الحق، ووفقهم لما تحب وترضى.

 

اللهم اغفر لآبائنا وأمهاتنا، وجازهم عنا خير الجزاء، ومن كان منهم حيًّا، فأطل عمره على طاعتك، ومن كان ميتًا، فاغفر له وارحمه، واجعل قبره روضة من رياض الجنة.

 

اللهم اغفر لنا ولأزواجنا وذرياتنا وإخواننا وأخواتنا، ولمن له حق علينا، يا أرحم الراحمين.

 

اللهم لا تدع لنا في هذا المقام ذنبًا إلا غفرته، ولا همًّا إلا فرجته، ولا مريضًا إلا شفيته، ولا مبتلًى إلا عافيته، ولا دينًا إلا قضيته، ولا ضالًّا إلا هديته، ولا ميتًا إلا رحمته، ولا حاجة من حوائج الدنيا والآخرة هي لك رضًا ولنا فيها صلاح إلا قضيتها يا أرحم الراحمين.

 

ثم اعلموا- رحمكم الله- أنكم في يومٍ فاضل، فأكثروا من الصلاة والسلام على نبيِّكم، فمن صلى عليه صلاةً صلى الله عليه بها عشرًا.

 

اللهم صلِّ وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد، وعلى آله وصحبه، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • إبراهيم والبلاء المبين: عبر ودروس (خطبة)
  • القصص القرآني: عبر ودروس
  • غزوة تبوك وما فيها من عبر ودروس (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • الحياة عبر الزمن(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • أتعرض للابتزاز بسبب علاقة محرمة عبر الكاميرا(استشارة - موقع الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي)
  • السراج الوهاج من عبر ودروس الإسراء والمعراج(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • عبر من قصة موسى عليه السلام والعبد الصالح الخضر (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • عبر من قصة نوح عليه السلام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقد يجمع الله الشتيتين: 4- ولا أنشد الأشعار إلا تداويا(مقالة - حضارة الكلمة)
  • حادثة الإفك... عبر وعظات (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • زوجتي تمارس العلاقة المحرمة عبر الإنترنت(استشارة - الاستشارات)
  • ممارسة العادة مع الفتيات عبر الإنترنت(استشارة - الاستشارات)
  • جرائم الابتزاز عبر وسائل التواصل الاجتماعي (خطبة)(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • كوبريس تستعد لافتتاح مسجد رافنو بعد 85 عاما من الانتظار
  • 57 متسابقا يشاركون في المسابقة الرابعة عشرة لحفظ القرآن في بلغاريا
  • طلاب هارفارد المسلمون يحصلون على مصلى جديد ودائم بحلول هذا الخريف
  • المعرض الرابع للمسلمين الصم بمدينة دالاس الأمريكية
  • كاتشابوري تحتفل ببداية مشروع مسجد جديد في الجبل الأسود
  • نواكشوط تشهد تخرج نخبة جديدة من حفظة كتاب الله
  • مخيمات صيفية تعليمية لأطفال المسلمين في مساجد بختشيساراي
  • المؤتمر السنوي الرابع للرابطة العالمية للمدارس الإسلامية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 24/2/1447هـ - الساعة: 9:22
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب