• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الدبابة بين اللغة والتاريخ (WORD)
    د. أحمد محمود الخضري
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (11) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    العناية بالشَّعر في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الدعوة الاسلامية في كوريا الجنوبية لوون سوكيم
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المرأة والاستهلاك: رؤية اقتصادية
    د. زيد بن محمد الرماني
  •  
    البشرة الجافة والتشققات الجلدية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    منشأ المنظومة الأخلاقية عند البشر معرفيا
    غازي أحمد محمد
  •  
    وسائل صناعة الكراهية بين الثقافات: منهج السماحة
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    تخليل الأصابع حماية من الفطريات
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    قصة فيها عبرة (الأصمعي والبقال)
    بكر البعداني
  •  
    العناية بالقدمين في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    العناية بالأظافر في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    قراءات اقتصادية (60) نهب الفقراء
    د. زيد بن محمد الرماني
  •  
    الوسطية منهج وقيمة
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    قراءات اقتصادية (59) الثلاثة الكبار في علم ...
    د. زيد بن محمد الرماني
  •  
    سيرة المحدث المربي فضيلة الشيخ الدكتور خلدون ...
    أ. أيمن بن أحمد ذو الغنى
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر / مقالات في الطب النبوي
علامة باركود

العناية بالشَّعر في السنة النبوية

العناية بالشَّعر في السنة النبوية
د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 28/7/2025 ميلادي - 3/2/1447 هجري

الزيارات: 136

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

العناية بالشَّعر في السنة النبوية

 

الناس في العناية بالشَّعر طرفان ووسط؛ فطائفة تهتم بالشَّعر عناية يتجاوز عناية الفتيات، وطائفة تترك الشَّعر شعثًا بلا تنظيف، وسنستعرض الهدي النبوي في العناية الصحية بالشَّعر بلا إفراط ولا تفريط.

 

مشروعية العناية بتنظيف الشَّعر في الأغسال المشروعة:

يُشرع زيادة دلك الرأس وتنظيفه في الغسل من الجنابة؛ ففي صحيح مسلم برقم: (327)، عن جبير بن مطعم قال: ((أنهم ذكروا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم الغسل من الجنابة، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أما أنا، فأفيض على رأسي ثلاثًا، وأشار بيديه كلتيهما)).

 

وفي البخاري برقم: (255)، ومسلم برقم: (329)، عن جابر بن عبدالله قال كان النبي صلى الله عليه وسلم: ((يفرغ على رأسه ثلاثا)).

 

ويشرع للمرأة أن تدلك رأسها عند الاغتسال بعد الطُّهر من الحيض والنِّفاس دلكًا شديدًا؛ فقد ثبت عن أسماء بنت شكل عن غسل المحيض فقال صلى الله عليه وسلم: ((تأخذ إحداكن ماءها وسدرتها، فتطهر، فتُحسن الطهور، ثم تصب على رأسها فتدلكه دلكًا شديدًا، حتى تبلغ شؤون رأسها، ثم تصب عليها الماء، ثم تأخذ فِرصةً ممسَّكةً - أي: قطعة قماش فيها مسك - فتطهر بها، فقالت أسماء: وكيف تطهر بها؟ فقال: سبحان الله! تطهرين بها، فقالت عائشة لها: تتبعين أثر الدم))؛ [رواه البخاري ومسلم]، ولا يشترط أن تفك ضفائرها؛ فقد روى مسلم (330) عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: ((قلت: يا رسول الله، إني امرأة أشد ضفر رأسي، فأنقضه لغسل الجنابة؟ قال: لا، إنما يكفيك أن تحثي على رأسك ثلاثَ حثَيات، ثم تفيضين عليك الماء فتطهرين))، وفي رواية: ((فأنقضه للحيضة والجنابة؟ فقال: لا)).

 

كما يشرع في الأغسال المستحبة؛ فقد روى مسلم برقم: (849)، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((حقُّ لله على كل مسلم أن يغتسل في كل سبعة أيام، يغسل رأسه وجسده)).

 

وفي صحيح البخاري برقم: (3486)، عن أبي هريرة مرفوعًا: ((على كل مسلم في كل سبعة أيام، يوم يغسل رأسه وجسده)).

 

وروى أبو داود برقم: (346)، عن أوس بن أبي أوس مرفوعًا: ((من غسل رأسه يوم الجمعة واغتسل...)).

 

قال البيهقي: "وإنما أفرد الرأس بالذكر؛ لأنهم كانوا يجعلون فيه الدهن والخطمي ونحوهما، وكانوا يغسلونه أولًا ثم يغتسلون".

 

استخدام السدر لتنظيف الشَّعر:

يعد السدر ziziphus، من المنظفات الطبيعية للشعر، ولعل في السدر خاصية تنفع الشَّعر والجلد، وليس فيها ما في المنظفات الكيميائية الرديئة، وقد قال الحافظ الذهبي: "الاغتسال بالسدر ينقي الرأس أكثر من غيره، ويُذهب الحرارة، وقد ذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم في غسل الميت".

 

وقد صحت الأحاديث بالحث على استخدام السدر لتنظيف الشَّعر، في الأغسال الواجبة والمستحبة، وبيانها فيما يأتي:

أولًا: مشروعية غسل الشَّعر بالسدر عند الإسلام:

روى أبو داود: (355)، عن قيس بن عاصم رضي الله عنه قال: ((أتيت النبي صلى الله عليه وسلم أريد الإسلام، فأمرني أن أغتسل بماء وسدر))؛ [صححه الألباني في الإرواء جزء: 1، صفحة: 164].

 

ثانيًا: مشروعية غسل شعر الميت بماء وسدر:

بوَّب البخاري: باب غسل الميت ووضوئه بالماء والسدر، وروى فيه برقم: (1253)، عن أم عطية قالت: ((دخل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ونحن نغسل ابنته، فقال: اغسلنها ثلاثًا، أو خمسًا، أو أكثر من ذلك، بماء وسدر، واجعلن في الآخرة كافورًا، فإذا فرغتن فآذنني، فلما فرغنا آذناه، فألقى إلينا حقوه فقال: أشعرنها إياه)).

 

وفي حديث ابن عباس عند البخاري (1256) ومسلم (1206): ((بينما رجل واقف بعرفة، إذ وقع عن راحلته، فوقصته - أو قال: فأوقصته - قال النبي صلى الله عليه وسلم: اغسلوه بماء وسدر، وكفنوه في ثوبين، ولا تحنطوه، ولا تخمروا رأسه، فإنه يُبعث يوم القيامة ملبيًا)).

 

وقد سُئل شيخنا ابن باز رحمه الله: هل في حديث ابن عباس دليل على وجوب استخدام السدر؟ فأجاب: "هو مشروع، والأمر عند العلماء للاستحباب؛ لأنه أبلغ في الإنقاء، وإذا لم يتيسر سدر، فيجعل بدله صابونًا أو أشنانًا، أو ما يقوم مقامهما"؛ [مجموع فتاوى ومقالات الشيخ ابن باز (13/ 113)].

 

وقال القاري في المرقاة: "وإنما أمره عليه الصلاة والسلام بالغسل بالماء والسدر؛ للمبالغة في التنظيف؛ لأنه يطيب الجسد".

 

ثالثًا: مشروعية تنظيف الشَّعر بالماء والسدر بعد الطهر من الحيض:

روى مسلم (332) عن عائشة أن أسماء سألت النبي صلى الله عليه وسلم عن غسل المحيض، فقال: ((تأخذ إحداكن ماءها وسدرتها، فتطهر فتحسن الطهور، ثم تصب على رأسها فتدلكه دلكًا شديدًا حتى تبلغ شؤون رأسها، ثم تصب عليها الماء، ثم تأخذ فرصةً ممسكةً فتطهر بها فقالت أسماء: وكيف تطهر بها؟ فقال: سبحان الله! تطهرين بها، فقالت عائشة كأنها تخفي ذلك: تتبعين أثر الدم، وسألته عن غسل الجنابة، فقال: تأخذ ماءً فتطهر فتحسن الطهور، أو تبلغ الطهور، ثم تصب على رأسها فتدلكه حتى تبلغ شؤون رأسها، ثم تفيض عليها الماء، فقالت عائشة: نِعمَ النساء نساء الأنصار، لم يكن يمنعهن الحياء أن يتفقهن في الدين، وفي رواية: نحوه، وقال: قال: سبحان الله! تطهري بها واستتر)).

 

وسُئل أحمد عن امرأة اغتسلت بعد الحيض بماء فقط فقال: أحب أن تعيد.

 

سنة إكرام الشَّعر:

صحَّ عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من كان له شعر فليكرمه))؛ [رواه أبو داود (4163)، وحسنه الحافظ ابن حجر في "فتح الباري" (10/368)، وصححه الألباني].

 

قوله: (فليكرمه): "أي: فليزينه ولينظفه بالغسل والتدهين والترجيل، ولا يتركه متفرقًا، فإن النظافة وحسن المنظر محبوب..."؛ [عون المعبود (9/1183)].

 

وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكرم شعره؛ فقد صح عن عائشة رضي الله عنها قالت: ((كنت أرجِّل رأس رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا حائض))؛ [رواه البخاري (291)]، ومن إكرامه أن يجعله ضفائرَ إذا طال؛ فقد صحَّ عن أم هانئ رضي الله عنها قالت: ((قدِم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وله أربع غدائر))؛ [رواه الترمذي (1781)، وأبو داود (4191)، وابن ماجه (3631)، والحديث: حسنه ابن حجر في "فتح الباري"، وصححه الألباني في "مختصر الشمائل" (23)].

 

عدم الإكثار من تسريح الشَّعر وتمشيطه منعًا لتساقط الشَّعر:

((نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الترجل إلا غبًّا)؛ [رواه أبو داود (3628)، والترمذي (1678)، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله].

 

قال ابن الأثير رحمه الله: "الترجُّل والترجيل: تسريح الشَّعر وتنظيفه وتحسينه..."؛ [غريب الحديث (2/494)].

 

وقوله: (إلا غبًا): قال الإمام أحمد رحمه الله: "يدهن يومًا ويومًا لا"؛ [المغني (1/67)].

 

وقال الشوكاني رحمه الله: "والحديث يدل على كراهة الاشتغال بالترجيل في كل يوم؛ لأنه نوع من الترفه، وقد ثبت من حديث فضالة بن عبيد عند أبي داود قال: ((إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ينهانا عن كثير من الإرفاه)).

 

والإرفاه: الاستكثار من الزينة وألَّا يزال يهيئ نفسه"؛ [نيل الأوطار (1/159)].

 

وقال ابن القيم رحمه الله: "والصواب أنه لا تعارض بينهما – أي: بين حديث: ((من كان له شعر فليكرمه))، وبين حديث: ((النهي عن الترجل إلا غبًّا)) - فإن العبد مأمور بإكرام شعره، ومنهيٌّ عن المبالغة والزيادة في الرفاهية والتنعم، فيكرم شعره ولا يتخذ الرفاعية والتنعم ديدنه، بل يترجل غبًّا، هذا أولى ما حمل عليه الحديثان"؛ [حاشية السنن (11/147)].

 

وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أنه قال: ((أتانا النبي صلى الله عليه وسلم فرأى رجلًا ثائر الرأس فقال: أما يجد هذا ما يسكن به شعره؟))؛ [رواه أحمد (14321)، وأبو داود (3540)، والنسائي (5141)، وصححه الشيخ الألباني رحمه الله].

 

وروى مالك في الموطأ (1494) عن زيد بن أسلم، أن عطاء بن يسار أخبره قال: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد، فدخل رجل ثائر الرأس واللحية، فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده أنِ اخرج؛ كأنه يعني إصلاح شعر رأسه ولحيته، ففعل الرجل ثم رجع، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أليس هذا خيرًا من أن يأتي أحدكم ثائر الرأس كأنه شيطان؟)).

 

قال ابن عبدالبر رحمه الله: "ولا خلاف عن مالك أن هذا الحديث مرسل وقد يتصل معناه من حديث جابر وغيره... وفيه الحض على ترجيل شعر الرأس واللحية، وكراهية إهمال ذلك والغفلة عنه، حتى يتشعث ويسمج"؛ [التمهيد (5/50)].

 

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ويستحب الترجل غبًّا؛ وهو تسريح الشَّعر ودهنه، وكذلك دهن البدن... قال أحمد: معناه يدهن يومًا ويومًا لا.

 

والقصد: أن يكون ادِّهانه في رأسه وبدنه متوسطًا على حسب حاله، حتى لو احتاج إلى مداومته؛ لكثرة شعره وقحول بدنه، جاز؛ لِما رُوي عن أبي قتادة: ((أنه كانت له جمة ضخمة، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم، فأمره أن يحسن إليها، وأن يترجل كل يوم))؛ [رواه النسائي].

 

وروى أبو هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: ((من كان له شعر فليكرمه))؛ [رواه أبو داود]، وعن جابر قال: ((رأى النبي صلى الله عليه وسلم رجلًا ثائر الرأس فقال: أمَا يجد هذا ما يسكن به شعره؟))؛ [رواه أحمد وأبو داود والنسائي].

 

استعمال زيت الزيتون في الشَّعر وقاية وعناية:

ودليل ذلك ما رواه أبو أسيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((كلوا الزيت وادَّهنوا به؛ فإنه يخرج من شجرة مباركة))[1]، ولا يزال الطب الحديث يكتشف منافع جديدة لزيت الزيتون في الوقاية من أمراض الجلد والشَّعر.

 

وينصح بوضع زيت الزيتون للشعر غير الدهني بكميات مناسبة، وينتفع الشَّعر به من عدة جهات:

1. ترطيب الشَّعر الجاف، لكون زيت الزيتون غنيًّا بالأحماض الدهنية وفيتامين E، مما يساعد على ترطيب الشَّعر بعمق.

 

2. تقوية الشَّعر ومنع التكسر، لكون الزيت يغلف الشَّعرة بطبقة حماية تقلل من تقصُّف الأطراف وتكسُّر الشَّعر.

 

3. تهدئة فروة الرأس، لخصائص الزيت المضادة للالتهاب، وقد يفيد في تقليل الحكة الناتجة عن الجفاف أو القشرة الخفيفة.

 

4. زيادة لمعان الشَّعر، فالزيت يعطي مظهرًا صحيًّا ولامعًا خاصة للشعر الباهت أو التالف.

 

5. فك تشابك الشَّعر، فالزيت يساعد في تنعيم الشَّعر وتسهيل تسريحه، خاصة للأطفال أو لمن يعانون من شعر مجعد.

 

وينصح بعد وضع قناع الزيت أن يُغسل الشَّعر بالشامبو بشكل جيد.

 

تغطية الرأس من الشمس والجفاف:

من سنة المسلمين منذ قرون تغطية رؤوسهم بالعمائم والطاقيات ونحوها، وكانوا يكرهون أن يصلي الرجل حاسرَ الرأس، ولذا نجد في بعض البلاد قبعات موقوفة عند مدخل كل مسجد، ليرتديها من نسيَ قبعته؛ وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية في "مجموع الفتاوى" (22/117): "فتُؤخذ الزينة لمناجاته سبحانه؛ ولهذا قال ابن عمر لغلامه نافع لما رآه يصلي حاسرًا: أرأيت لو خرجت إلى الناس كنت تخرج هكذا؟ قال: لا، قال: فالله أحق من يُتجمل له".

 

وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يغطي رأسه بالعمامة، وكذا صحابته، بل كان يمسح على العمامة في الوضوء؛ كما في صحيح مسلم برقم: (274)، عن المغيرة: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ فمسح بناصيته، وعلى العمامة وعلى الخفين))، وفي صحيح البخاري برقم: (205)، عن عمرو بن أمية قال: ((رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يمسح على عمامته وخفَّيه)).

 

وفي تغطية الرأس حماية لفروة الرأس من الجفاف والشمس، ومن تعرضه للأوساخ والغبار.

 

تلبيد الشَّعر بصمغ ونحوه حماية للشعر من التقصف والتساقط والاتساخ:

كما كان في حال سفره صلى الله عليه وسلم يلبد شعر رأسه؛ ففي حديث عائشة: ((قلت: يا رسول الله، ما شأن الناس حلوا ولم تحلل أنت؟ قال: إني لبدت رأسي، وقلدت هديي، فلا أحل حتى أحل من الحج))؛ [رواه البخاري برقم: (1697)، ومسلم برقم: (1229)]، وفي صحيح البخاري (1540)، ومسلم (1184)، عن ابن عمر قال: ((سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يهل ملبدًا)).

 

والتلبيد هو وضع مادة على الرأس كالحنَّاء تلصق الشَّعر بعضه ببعض، وتمنع دخول التراب ونحوه إليه،حتى يجتمع الشَّعر ويكون أبعد عن الوسخ ولا يحتاج على غسل، فيكون أرفق بالمحرِم، لا سيما فيما سبق من الزمن مع كثرة تعرض المحرم للوسخ وقلة المياه.

 

الحناء للشعر:

صحَّ عن أبي ذر عنه صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أحسن ما غيرتم به الشيب الحناء والكتم))؛ [رواه الترمذي (1753) وأبو داود (4205) وابن ماجه (3622)، قال الترمذي: حديث حسن صحيح]، وقد خضب أبو بكر رضي الله عنه بالحناء والكتم؛ [رواه مسلم (2341)].

 

قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في حديثه عن الخِضاب - يعني: بالحناء - وخلاف السلف فيه: "الخضاب مطلقًا أولى؛ لأنه فيه امتثال الأمر في مخالفة أهل الكتاب، وفيه صيانة الشَّعر عن تعلق الغبار وغيره به، إلا إن كان من عادة أهل البلد ترك الصبغ، وأن الذي ينفرد بدونهم بذلك يصير في مقام الشهرة، فالترك في حقه أولى"؛ [فتح الباري (10/ 367، 368)].

 

وفي الموسوعة الفقهية (2/280): "يستحب الاختضاب بالحناء والكتم؛ لحديث: ((غيِّروا الشيب))، فهو أمر، وهو للاستحباب، وورد عنه صلى الله عليه وسلم: ((إن أحسن ما غيرتم به الشيب الحناء والكتم))، فإنه يدل على أن الحناء والكتم من أحسن الصباغات التي يغير بها الشيب، وأن الصبغ غير مقصور عليهما، بل يشاركهما غيرهما من الصباغات في أصل الحسن؛ لما ورد من حديث أنس رضي الله عنه قال: ((اختضب أبو بكر بالحناء والكتم، واختضب عمر بالحناء بحتًا))".

 

وفوائد الحناء لفروة الرأس:

1) تنظيم إفراز الدهون (الزهم)، فهو مفيد للشعر الدهني، ويساعد في امتصاص الدهون الزائدة من فروة الرأس.

 

2) مضادة للبكتيريا والفطريات، لِما في الحناء من خصائص مطهرة ومضادة للميكروبات، فهو يقلل القشرة والحكة.

 

3) تهدئة فروة الرأس المتهيجة، وخاصة بعد التعرض لأشعة الشمس أو مستحضرات كيميائية قوية.

 

4) تحفيز نمو الشَّعر وتقوية الجذور.

 

5) تبريد طبيعي لفروة الرأس.

 

نسأل الله للجميع الهدى والسداد، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.



[1] أخرجه عبد بن حميد (13) وابن ماجه (3319) والترمذي (1851) وهو في صحيح الجامع (4498)، وحسنه شعيب الأرنؤوط في شرح مشكل الآثار (4450).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • العناية بتحفيظ الصغار القرآن الكريم (خطبة)
  • من أقوال السلف في العناية بالقلب
  • العناية بالأظافر في السنة النبوية
  • العناية بالقدمين في السنة النبوية

مختارات من الشبكة

  • البشرة الجافة والتشققات الجلدية في السنة النبوية(مقالة - موقع د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر)
  • السنة النبوية وبناء الأمن النفسي: رؤية سيكولوجية للذات المعاصرة (PDF)(كتاب - آفاق الشريعة)
  • صلة السنة بالكتاب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الصحة الجنسية في السنة النبوية (PDF)(كتاب - موقع د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر)
  • من هو السني؟ وهل يخرج المسلم من السنة بوقوعه في بدعة جاهلًا أو متأولا؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح كتاب السنة لأبي بكر اشرح كتاب السنة لأبي بكر الخلال (رحمه الله) المجلس (70)(مادة مرئية - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • شرح كتاب السنة لأبي بكر الخلال (رحمه الله) المجلس (71)(مادة مرئية - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • بطلان القول بعرض السنة على القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مكارم الأخلاق على ضوء الكتاب والسنة الصحيحة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تأملات في المساواة والعدالة الاجتماعية في القرآن الكريم والسنة(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بدأ تطوير مسجد الكاف كامبونج ملايو في سنغافورة
  • أهالي قرية شمبولات يحتفلون بافتتاح أول مسجد بعد أعوام من الانتظار
  • دورات إسلامية وصحية متكاملة للأطفال بمدينة دروججانوفسكي
  • برينجافور تحتفل بالذكرى الـ 19 لافتتاح مسجدها التاريخي
  • أكثر من 70 متسابقا يشاركون في المسابقة القرآنية الثامنة في أزناكاييفو
  • إعادة افتتاح مسجد تاريخي في أغدام بأذربيجان
  • ستولاك تستعد لانطلاق النسخة الثالثة والعشرين من فعاليات أيام المساجد
  • موافقة رسمية على مشروع تطويري لمسجد بمدينة سلاو يخدم التعليم والمجتمع

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 3/2/1447هـ - الساعة: 15:20
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب