نتائج وتوصيات حول كتاب البرهان في علوم القرآن

نتائج وتوصيات حول كتاب البرهان في علوم القرآن

الحمد لله على ما منَّ به عليَّ في إتمام هذا البحث وإكماله، وذلك بعد رحلةٍ ممتعةٍ في كتاب البرهان في علوم القرآن، وفي ختام هذا البحث يمكن استخلاص النتائج والتوصيات الآتية:

أولاً: النتائج:

1- كتاب البرهان في علوم القرآن من أوسع كتب علوم القرآن وأشهرها، ومن الكتب التي تحتل مكانة مرموقة في هذا الفن، وقد استقى الزركشي مادتها من العلماء السابقين، مضيفًا إليها من علمه الغزير.

2- الإمام الزركشي رغم قصر عمره - 49 عامًا تقريباً - إلا أنه ترك تراثًا ضخمًا في سائر الفنون نظرًا لتأثره بالحركة العلمية والفكرية التي كانت سائدة في مصر وتتلمذه على عددكبير من علماء عصره.

3- علم التفسير من هذه العلوم التي كان للإمام الزركشي دورٌ بارزٌ في تدوينه بمؤلفٍ مستقلٍ مأثورٍ عنه وهو التفسير إلى سورة مريم، أو بما ذكره في كتبه والتي منها كتابه النفيس البرهان في علوم القرآن؛ حيث إنه تميز بغزارة المادة وعمق الفهم وكثرة العطاء والثراء.

4- المبحث الذي عقده الزركشي في أول كتابه عن علم التفسير لم يتجاوز (3) صفحات، والنوع الذي عقده بعنوان "معرفة تفسيره" لم يتجاوز (42) صفحة إلا أنه رحمه الله في كل مباحث علوم القرآن جاء بآراء تفسيرية وذَكَرَ أوجهًا ولطائف لم يتطرق إليها من سبقه من العلماء في هذا الفن.

5- الإمام الزركشي رحمه الله جمع في تفسيره للآيات القرآنية بين التفسير بالمأثور والتفسير بالرأي، وشاع في تفسيره بالمأثور تفسيره للقرآن بالقرآن، وفي تفسيره بالرأي عنايته بالجانب البلاغي في الآيات القرآنية.

6- الإمام الزركشي رحمه الله أَضْرَب صفحاً عن ذكر الإسرائيليات في كتابه البرهان، وهذا مما يحسب له رحمه الله.

ثانياً: التوصيات:

1- العناية بالمباحث اللغوية والنحوية والبلاغية في كتابالبرهان في علوم القرآن؛ لغناء الكتاب بها.

2- تخريج الأحاديث الواردة في كتاب البرهان.

3- دراسة المسائل العقدية الواردة في كتاب البرهان.

4- القراءات الشاذة والمتواترة الواردة في البرهان ودلالاتها، من المواضيع التي تحتاج إلى بحث من طلاب الدراسات العليا.

وعموماً فإن كتاب البرهان بحاجة ماسةٍ إلى مزيد من الدرسات الأكاديمية المتخصصة فيما تم الإشارة إليه أو فيما لم يتم الإشارة إليه في هذه التوصيات وذلك حتى تضع الكتاب وصاحبه في المكان اللائق بهما.

والله أسأل أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، كما أرجوه سبحانه أن أكون قد وُفِّقت في تحقيق الخطة التي رسمتها في بداية البحث.

وإن كان من صوابٍ فمن الله وحده، وإن كان من خللٍ أو تقصيرٍ فمن نفسي ومن الشيطان، وأستغفر الله وأتوب إليه.

والحمد لله رب العالمين.