• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    شرح التصريف العزي للشريف الجرجاني تحقيق محمد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    نكبات أصابت الأمة الإسلامية وبشائر العودة: عين ...
    علاء الدين صلاح الدين عبدالقادر الديب
  •  
    في ساحة المعركة
    د. محمد منير الجنباز
  •  
    لوط عليه السلام
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    الصحيفة الجامعة فيما وقع من الزلازل (WORD)
    بكر البعداني
  •  
    شرح البيقونية للشيخ محمد بن عبد الباقي الزرقاني
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المؤثرون المسلمون والمنابر الإلكترونية معترك
    عبدالمنعم أديب
  •  
    مناهج التصنيف في علم الدعوة في العصر الحاضر ...
    رانيه محمد علي الكينعي
  •  
    الدكتور محمد عبدالمنعم خفاجي سيوطي العصر
    د. ماجد محمد الوبيران
  •  
    سفرة الزاد لسفرة الجهاد لشهاب الدين الألوسي
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    غزوة بدر
    د. محمد منير الجنباز
  •  
    محيي الدين القضماني المربِّي الصالح، والعابد ...
    أ. أيمن بن أحمد ذو الغنى
  •  
    إبراهيم عليه السلام (5)
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    سفراء النبي صلى الله عليه وسلم لمحمد بن عبد ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    مواقف من إعارة الكتب
    د. سعد الله المحمدي
  •  
    رسالة في المطلق والمقيد للشيخ محمد حسنين مخلوف
    محمود ثروت أبو الفضل
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / فكر
علامة باركود

الكتابة أهم طرق إثبات العلم في الإسلام

د. أحمد مصطفى نصير

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 27/10/2013 ميلادي - 23/12/1434 هجري

الزيارات: 74870

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الكتابة أهم طرق إثبات العلم في الإسلام


بسم الله الرحمن الرحيم

يقول الله - تعالى -: ﴿ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ﴾ [العلق: 4].

 

والله - سبحانه وتعالى - يؤكد على أهمية المذاكرة بالكتابة، وليس مجرد القراءة بالعين فحسب، وإنما كان للكتابة أثرٌ عظيم في إدخال المعلومة في القلب والعقل معًا، وليس فحسب إلى ذاكرة الإنسان؛ حيث تحقِّق العينُ ذلك؛ فالكتابة لها مدلول عظيم على تفاعل الجسد مع تلك الكلمات التي يكتُبها الإنسان؛ إذ لو كان في مخ الإنسان مراكزُ للرؤية، وتلك المراكز تسجِّل ما يراه الإنسان، فإن مراكز الكتابة كذلك تسجِّل ما يكتبه الإنسان، وقد أقسم الله - تعالى - بالكتابة، آلتها وفِعلها، فقال - سبحانه -: ﴿ ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ ﴾ [القلم: 1]، وهو - سبحانه - لا يُقسِم إلا بعظيم.

 

فالكتابة تعبِّر عن الشعور الداخلي للإنسان، فكلما رأت العينُ الأشياء، دخل في المخ معلومة عن الشيء الذي رأتْه بصورة تلقائية لا إرادية، أما القلم فإنه يُخرج هذه المعلومة في صورة مكتوبة، لكن بعد أن تمرَّ تلك المعلومة بمراكز معالجة هذه المدخلات، وذلك بعد أن يصحِّح المخُّ تلك المعلومة التي رأتها العين إذا كانت خاطئةً، أو يحلِّلها إذا كانت معقّدة، أو يركِّبها مع معلومة أخرى إذا كانت جزئية، أو يستنبط منها معلومة أخرى إذا كانت مجمَلة، وهكذا لا ينتهي عقل الإنسان الذي خلَقه الله - تعالى - عن الفكر والتفكير؛ حيث يكون هذا القلم شاهدًا على ما وصل إليه الإنسانُ مِن فكر، سواء أكان هذا الفكر دليلَ تقدُّمه، أو شاهدًا على تأخُّره.

 

والله - تعالى - هو أولُ مَن كتب، وأول ما خلَق خلَق القلم لكَتْبِ كل شيء؛ قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إن أول ما خلق الله القلم، فقال له: اكتُب، قال: رب، وماذا أكتب؟ قال: اكتُبْ مقاديرَ كل شيء حتى تقومَ الساعة))[1]، وعن ابن عباس - رضي الله عنهما - عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما يرويه عن ربه - تبارك وتعالى - قال: ((إن اللهَ كتَب الحسنات والسيئات، ثم بيَّن ذلك؛ فمن هَمَّ بحسنة فلم يعملْها، كتبها الله عنده حسنةً كاملة، وإن همَّ بها فعملها، كتبها الله عنده عشرَ حسنات، إلى سبعمائة ضِعف، إلى أضعاف كثيرة، وإن هَمَّ بسيئة فلم يعمَلْها، كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن همَّ بها فعمِلها كتبها الله سيئة واحدة))؛ رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما بهذه الحروف.

 

وقد وردت العديدُ من الآثار الصحيحة التي تؤكد اهتمامَ الصحابة - رضوان الله عليهم - بالكتابة، وتعليم أولادهم إياها؛ فعن ابن عباس قال: "لم يكن لأناسٍ من أسارى بدرٍ فداءٌ، فجعَل رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - فداءَهم أن يعلِّموا أولاد الأنصار الكتابة"[2]، وكان للنساء حظُّهن من تعليم الكتابة كذلك؛ فعن الشفاء - رضي الله عنها - قالت: دخَل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على حفصةَ وأنا عندها فقال لي: ((ألا تُعلِّمينَ هذه رقية النملة كما علَّمتها الكتابة))[3]، وتبِعهم في ذلك التابعون وتابعو التابعين؛ فعن عبدالملك بن عمير عن ورَّاد كاتبِ المغيرة بن شعبة قال: "كتب معاويةُ إلى المغيرة: اكتب إلي بما سمعتَ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال ورَّاد: فأملى علي، وكتبتُ بيدي: إني سمعته ينهى عن كثرة السؤال، وإضاعةِ المال، وعن قيل وقال"[4]، وفي رواية عن ورَّاد كاتب المغيرةِ قال: "كتب معاوية إلى المغيرة: اكتُبْ إليَّ ما سمعتَ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فكتب إليه: إن نبيَّ الله - صلى الله عليه وسلم - كان يقول في دبر كل صلاة: ((لا إله إلا الله وحده، لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كلِّ شيء قدير، اللهم لا مانعَ لما أعطيتَ، ولا معطيَ لِما منعتَ، ولا ينفع ذا الجدِّ منك الجد))، وكتب إليه: إنه كان ينهى عن: قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال، وكان ينهى عن عقوقِ الأمهات، ووأدِ البنات، ومنع وهات"[5].

 

والنبي - صلى الله عليه وسلم - قد نهى عن كتابةِ الحديث عنه في أولِ الأمر؛ حتى لا يختلط القرآنُ بالسنة، ولا تختلط السنة بالقرآن، فقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لا تكتبوا عني شيئًا سوى القرآن، مَن كتب عني شيئًا سوى القرآن فليَمْحُه))[6]، حتى إذا ما استطاع الصحابةُ تمييز الأمر بالحفظ الجيد أجاز الكتابةَ للقرآن والسنَّة كذلك، فعن مجاهدٍ والمغيرةِ بن حكيم عن أبي هريرة، قالا: سمعناه يقول: "ما كان أحدٌ أعلمَ بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مني، إلا ما كان من عبدالله بن عمرو؛ فإنه كان يكتُبُه بيده، ويَعيه بقلبه، وكنت أعيه بقلبي ولا أكتُب بيدي، واستأذن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الكتابة عنه فأذن له"، ثم انتشرت كتابة الأحاديث النبوية، حتى أضحى ذلك أمرًا مشهورًا بينهم؛ حرصًا منهم على تطبيقها، والعمل بها؛ فعن عمرو بن ميمونٍ الأودي قال: كان سعدٌ يعلِّم بنيه هؤلاء الكلمات، كما يعلِّم المعلِّمُ الغلمان الكتابة، ويقول: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يتعوَّذ منهن دُبُر الصلاة؛ ((اللهم إني أعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك أن أُرَدَّ إلى أرذل العُمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وأعوذُ بك من عذاب القبر))[7]، وقد أجاز النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - الكتابةَ عنه صراحة؛ فعن أبي هريرة أنه عام فتح مكة قتَلت خزاعةُ رجلاً من بني ليث بقتيل لهم في الجاهلية؛ الحديث.. وفيه: "فقام رجلٌ مِن أهل اليمن، يقال له: أبو شاه، فقال: اكتُبْ لي يا رسول الله، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((اكتبوا لأبي شاهٍ))؛ الحديث[8].

 

بل إن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يحرصُ على الكتابة في الأمور الهامة، فكان يبعث بالكتب والرسائل إلى الملوك، فكان للكتابة شأن عظيم بينه وبين وفود قريش والقبائل المجاورة، والممالك القريبة منه، وكانت وسيلةً هامة للتفاوض مع المشركين، وهو أمرٌ معلوم في صُلح الحديبية؛ فعن أنس أن قريشًا صالحوا النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - فيهم سهيل بن عمرو، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم - لِعَليٍّ: ((اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم))، قال سهيل: أما باسم الله، فما ندري ما بسم الله الرحمن الرحيم، ولكن اكتُبْ ما نعرف: باسمك اللهم، فقال: اكتُب من محمد رسول الله، قالوا: لو علِمْنا أنك رسولُ الله لاتَّبعناك، ولكن اكتُبِ اسمَك واسمَ أبيك، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: اكتُبْ من محمد بن عبدالله، فاشترطوا على النبيِّ - صلى الله عليه وسلم - أن من جاء منكم لم نردَّه عليكم، ومن جاءكم منا رددتموه علينا، فقالوا: يا رسول الله، أنكتُب هذا؟ قال: ((نَعم، إنه مَن ذهَب منا إليهم، فأبعَدَه الله، ومَن جاءنا منهم، سيجعَلُ اللهُ له فرجًا ومخرجًا))[9].

 

والكتابة لها أثرٌ عظيم في تأسيس الدول، ووَضْع دساتيرها، كما فعل النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - أولَ مرة في دستور المدينة المنورة، لما جلَس مع اليهود وغيرهم من أهل القبائل ليتَّفق معهم على الأسس المشتركة لحماية المدينة المنورة، وطُرق الدفاع عنها، وما لهم وما عليهم حال قيادته لها - صلى الله عليه وسلم -[10] فللكتابة أثرُها العظيم في حفظ الحقوق، وتنظيمِ العلاقات في كلِّ كبير أو صغير؛ يقول - سبحانه -: ﴿ وَلَا تَسْأَمُوا أَنْ تَكْتُبُوهُ صَغِيرًا أَوْ كَبِيرًا إِلَى أَجَلِهِ ذَلِكُمْ أَقْسَطُ عِنْدَ اللَّهِ وَأَقْوَمُ لِلشَّهَادَةِ وَأَدْنَى أَلَّا تَرْتَابُوا ﴾ [البقرة: 282][11]، ويقول المستشرق الروماني جيورجيو: "حوى هذا الدستور اثنين وخمسين بندًا، كلها من رأيِ رسول الله، خمسة وعشرون منها خاصة بأمور المسلمين، وسبعة وعشرون مرتبطة بالعلاقةِ بين المسلمين وأصحاب الأديان الأخرى، ولا سيما اليهود وعبدة الأوثان، وقد دُوِّن هذا الدستور بشكل يسمَحُ لأصحاب الأديان الأخرى بالعيش مع المسلمين بحرية، ولهم أن يقيموا شعائرَهم حسب رغبتهم، ومن غير أن يتضايق أحدُ الفُرقاء. وُضِع هذا الدستور في السنة الأولى للهجرة؛ أي عام 623م، ولكن في حال مهاجمة المدينة من قِبَل عدو عليهم أن يتحدوا لمجابهته وطرده"[12].

 

والكتابة أمانة، فبها يُحفَظ الدين، وتحفظ الوصايا، وأمانة الدين وإقامة العدل أولى؛ يقول - سبحانه -: ﴿ كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُتَّقِينَ * فَمَنْ بَدَّلَهُ بَعْدَمَا سَمِعَهُ فَإِنَّمَا إِثْمُهُ عَلَى الَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ * فَمَنْ خَافَ مِنْ مُوصٍ جَنَفًا أَوْ إِثْمًا فَأَصْلَحَ بَيْنَهُمْ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [البقرة: 180 - 182]، فلا حاجة للكتابة متى أدت إلى الإثم والجَنَف، كما أنه لا حاجة للكتابة متى أدت إلى النِّزاع والشِّقاق بين المسلمين؛ فالنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - كان من حرصِه على أن يوصي لأصحابه بأمر، أمر بكتاب ليكتُبَ وصيته لهم، لكنه لم يفعل؛ فعن ابن عباس قال: "لمَّا اشتدَّ بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وجعُه، قال: ((ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابًا لا تضلوا بعده))، قال عمر: إن النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - غلَبه الوجعُ، وعندنا كتابُ الله حسبنا، فاختلفوا وكثُر اللَّغطُ، قال: ((قوموا عني، ولا ينبغي عندي التنازعُ))، فخرج ابن عباس يقول: "إن الرزية كل الرزية ما حال بين رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وبين كتابه"[13]، وفي ذلك تعليمٌ لنا أن الكتابة تنفع ما لم يكثُرِ الخلاف بيننا، فإذا كثُر الخلاف، فلا أثر للكتابة لنزع ما بيننا من تنازع.



[1] رواه أبو داود، ج12 ص 309، رقم 4078، وصححه الألباني: الجامع الصغير، ج1 ص 379، رقم 3781.

[2] رواه البيهقي في سننه الكبرى، ج6 ص 124، رقم 12016.

[3] رواه البيهقي في سننه الكبرى، ج9 ص 349، رقم 20082.

[4] رواه البخاري في الأدب المفرد، ج1 ص 20، رقم 16، وصححه الألباني.

[5] رواه البخاري، ج22 ص 260، رقم 6748.

[6] رواه الحاكم في المستدرك، ج1 ص 216، رقم 437.

[7] رواه البخاري، ج9 ص 404، رقم 2610.

[8] رواه البخاري، ج21 ص 175، رقم 6372.

[9] رواه مسلم، ج9 ص 258، رقم 3337.

[10] أورد ابن إسحاق، وهو أول من وصَلنا كتابه عن سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - نصًّا طويلاً لا يوازيه في طوله إلا معاهدةُ الرسول لأهل نجران، أطلق على النص اسم: "صحيفة" و "كتاب".

[11] نصوص الوثيقة: السيرة النبوية لابن كثير، ج2 ص 322، سيرة ابن هشام ج1 ص 502، السيرة النبوية لابن هشام ج2 ص 33، البداية والنهاية لابن كثير ج3 ص 274، ومن كتب السنن: سنن البيهقي الكبرى ج8 ص 106، رقم 16808.

بسم الله الرحمن الرحيم

هذا كتاب من محمد النبي (رسول الله) بين المؤمنين والمسلمين من قريش وأهل يثرب، ومن اتبعهم فلحِق بهم، وجاهَد معهم.

إنهم أمةٌ واحدة من دون الناس.

المهاجرون من قريش على ربعتهم، يتعاقلون بينهم، وهم يَفْدون عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.

وبنو عوف على ربعتهم، يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تَفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.

وبنو الحارث (من الخزرج) على ربعتهم، يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تَفدي عانيَها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.

وبنو سعادة على ربعتهم، يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.

وبنو جُشم على ربعتهم، يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.

وبنو النجَّار على ربعتهم، يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.

وبنو عمرو بن عوف على ربعتهم، يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.

وبنو النَّبيت على ربعتهم، يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.

وبنو الأوس على ربعتهم، يتعاقلون معاقلهم الأولى، وكل طائفة تفدي عانيها بالمعروف والقسط بين المؤمنين.

وإن المؤمنين لا يتركون مفرحًا بينهم أن يعطوه بالمعروف في فداء أو عقل، وألا يخالف مؤمن مولى مؤمن دونه.

وإن المؤمنين المتقين أيديهم على كل مَن بغى منهم، أو ابتغى دسيعة ظلم، أو إثمًا، أو عدوانًا، أو فسادًا بين المؤمنين، وإن أيديهم عليه جميعًا ولو كان وَلَدَ أحدِهم.

ولا يقتل مؤمن مؤمنًا في كافر، ولا ينصر كافرًا على مؤمن.

وإن ذمة الله واحدة، يُجير عليهم أدناهم، وأن المؤمنين بعضُهم موالي بعضٍ دون الناس.

وإنه مَن تبِعنا من يهود، فإن له النصرَ والأسوة، غير مظلومين ولا متناصر عليهم.

وإن سِلم المؤمنين واحدة، لا يسالم مؤمن دون مؤمن في قتال في سبيل الله إلا على سواءٍ وعدلٍ بينهم.

وإن كل غازية غزت معنا يعقب بعضهم بعضًا.

وإن المؤمنين يُبيء بعضهم عن بعض بما نال دماءَهم في سبيل الله.

وإن المؤمنين المتقين على أحسن هدًى وأقومه.

وإنه لا يجير مشرك مالًا لقريش، ولا نفسًا، ولا يحول دونه على مؤمن.

وإنه من اعتبط مؤمنًا قتلًا عن بينة، فإنه قَوَد به، إلا أن يرضى ولي المقتول (بالعقل)، وإن المؤمنين عليه كافة، لا يحل لهم إلا قيام عليه.

وإنه لا يحل لمؤمن أقرَّ بما في هذه الصحيفة وآمن بالله واليوم الآخر أن ينصر محدِثًا أو يؤويه، وأنه مَن نصَره أو آواه، فإن عليه لعنةَ الله وغضبه يوم القيامة، ولا يؤخَذُ منه صَرفٌ ولا عدل.

وإنكم مهما اختلفتم فيه من شيء، فإن مرَدَّه إلى الله، وإلى محمد.

وإن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين.

وإن يهود بني عوف أمةٌ مع المؤمنين، لليهود دِينُهم، وللمسلمين دينهم، مواليهم وأنفسهم إلا من ظلم أو أثِم؛ فإنه لا يُوتِغ إلا نفسَه وأهلَ بيته.

وإن ليهود بني النجار مثلَ ما ليهود بني عوف.

وإن ليهود بني الحارث مثل ما ليهود بني عوف.

وإن ليهود بني ساعدة مثل ما ليهود بني عوف.

وإن ليهود بني جشم مثل ما ليهود بني عوف.

وإن ليهود بني الأوس مثل ما ليهود بني عوف.

وإن ليهود بني ثعلبة مثل ما ليهود بني عوف، إلا مَن ظلم وأثِم، فإنه لا يُوتِغ إلا نفسَه وأهل بيته.

وإن جفته بطن من ثعلبة كأنفسهم.

وإن لبني الشطبية مثل ما ليهود بني عوف، وإن البِرَّ دون الإثم.

وإن موالي ثعلبة كأنفسهم.

وإن بطانة يهودَ كأنفسهم.

وإنه لا يخرج منهم أحدٌ إلا بإذن محمد.

وإنه لا ينحجز على ثأر جرح، وإنه من فتك فبنفسه وأهل بيته، إلا مَن ظلم، وإن الله على أبر هذا.

وإن على اليهود نفقتهم، وعلى المسلمين نفقتهم، وإن بينهم النصرَ على من حارب أهل هذه الصحيفة، وإن بينهم النُّصحَ والنصيحة، والبِر دون الإثم.

وإنه لا يأثم أمره بحليفه، وإن النصر للمظلوم.

وإن اليهود ينفقون مع المؤمنين ما داموا محاربين.

وإن يثرب حرامٌ جوفها لأهل هذه الصحيفة.

وإن الجار كالنفس غير مضارٍّ ولا آثم.

وإنه لا تُجَارُ حرمة إلا بإذنِ أهلها.

وإنه ما كان بين أهل هذه الصحيفة من حدث أو اشتجار يخاف فساده، فإن مرَدَّه إلى الله وإلى محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن الله على أتقى ما في هذه الصحيفة وأبرِّه.

وإنه لا تُجَارُ قريشٌ ولا مَن نصرها.

وإن بينهم النصر على من دهَم يثرب.

وإذا دعوا إلى صلح يصالحونه ويلبسونه، فإنهم يصالحونه ويلبسونه، وإنهم إذا دعوا إلى مثل ذلك، فإنه لهم على المؤمنين إلا مَن حارب في الدين.

على كل أناس حصتهم من جانبهم الذي قبلهم.

وإن يهودَ الأوس مواليهم ذ هذه الصحيفة، مع البر المحض من أهل هذه الصحيفة، وإن البر دون الإثم، لا يكسب كاسب إلا على نفسه، وإن الله على أصدق ما في هذه الصحيفة وأبرِّه.

[12] ك. جيورجيو: نظرة جديدة في سيرة رسول الله، ص 192.

[13] رواه البخاري، ج 1 ص 194، رقم 111.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات

مقالات ذات صلة

  • الكتابة وثقلها
  • الكتابة
  • نعمة القراءة والكتابة
  • علاقتي بالكتابة
  • شهوة الكتابة
  • الكتابة الكونية والكتابة الشرعية
  • بداية العلم في الإسلام
  • غموض الكتابة

مختارات من الشبكة

  • حلية الأطفال في الكتابة: الجزء الأخير (دروس مهمة للرقي بمستوى الكتابة بخط النسخ) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • ماهية عمليات الكتابة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • أنواع الكتابة وأهدافها وأبعادها(مقالة - حضارة الكلمة)
  • كتابة في الكتابة(مقالة - حضارة الكلمة)
  • حلية الأطفال في الكتابة: الجزء الثاني (تعلم كتابة حروف الهجاء مركبة بخط النسخ) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • حلية الأطفال في الكتابة: الجزء الأول (تعلم كتابة حروف الهجاء مفردة) بخط النسخ (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الدعوة بالكتابة (وسيلة الكتابة الدعوية)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التصالح مع الكتابة (نقد الكتابات الحداثية)(مقالة - موقع أ. حنافي جواد)
  • تعريف الكتابة ومفهومها(مقالة - حضارة الكلمة)
  • طرق اكتساب ملكة الكتابة(مقالة - حضارة الكلمة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • التحضير لإطعام المئات خلال شهر رمضان بمدينة فيلادلفيا
  • أعداد المسلمين تتجاوز 100 ألف بمقاطعة جيرونا الإسبانية
  • فيلا بارك يستضيف إفطار للصائمين للمرة الأولى
  • مدينة بيفيرتون تحتفل بأول شهر للتراث الإسلامي
  • إفطار جماعي على أرضية ملعب ستامفورد بريدج
  • 3 دورات للغة العربية والتربية الإسلامية بمدينة أليكانتي الإسبانية
  • بنك الطعام الإسلامي يلبي احتياجات الآلاف بمدينة سوري الكندية
  • متطوعون مسلمون يحضرون 1000 حزمة طعام للمحتاجين في ديترويت

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1444هـ / 2023م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 29/8/1444هـ - الساعة: 14:40
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب