• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    منع انتقال عدوى أمراض الباطنة في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    النوم الصحي والارتجاع المريئي في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    انحراف الفكر مجلبة لسوء العمل
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    الحلوى في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الخل إدام وغذاء ودواء
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    دور التربية الإسلامية في مواجهة التحديات لشبكات ...
    د. حميد سيف قاسم ثابت القادري
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (12) كتاب ...
    محمد تبركان
  •  
    وسائل صناعة الكراهية بين الثقافات: الاستشراق ...
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
  •  
    الهداية والعقل
    إبراهيم بن سعد العامر
  •  
    مفهوم الإنسانية الحقة، في ميزان الله والخلق
    د. نبيل جلهوم
  •  
    الحبة السوداء شفاء من كل داء
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    علي بن أبي طالب أبو الحسنين
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    العلاج بأبوال الإبل في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    قراءات اقتصادية (62) كتب غيرت العالم
    د. زيد بن محمد الرماني
  •  
    المزيد في شرح كتاب التوحيد لخالد بن عبدالله
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    وسائل صناعة الكراهية بين الثقافات: الاستشراق ...
    أ. د. علي بن إبراهيم النملة
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / طب وعلوم ومعلوماتية
علامة باركود

منع انتقال عدوى أمراض الباطنة في السنة النبوية

منع انتقال عدوى أمراض الباطنة في السنة النبوية
د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/9/2025 ميلادي - 14/3/1447 هجري

الزيارات: 85

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

منع انتقال عدوى أمراض الباطنة في السنة النبوية


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده أما بعد:

فإن في الهدي النبوي ما يصلح أمور الناس في دينهم ودنياهم، ومن ذلك ما ورد في آداب الأكل والشرب مما يمنع انتقال العدوى وما فيه تمام النظافة والطهارة، والأمراض منها ما هو فيروسي ومنها ما هو بكتيري، وقد تنتقل الأمراض بسبب سلوكيات في الأكل والشرب، وقد جمعت ذلك في هذا البحث ومن الله أستمد العون.


المبحث الأول: الأكل من جهة الآكل يقلل من العدوى:

إذا كان الطعام مشتركا في صحن واحد، فلا يسوغ أن يأكل الآكل من مكان غيره، وقد صح عن ابن عباس أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «البركة تنزل في وسط الطعام فكلوا من حافتيه ولا تأكلوا من وسطه» رواه أحمد (1/ 270، 300، 343، 364)، ابن ماجه (2/ 1090) (3277)، الترمذي (4/ 260) (1805)، ابن حبان (12/ 50) (5245)، والحاكم (4/ 129)، والنسائي في "الكبرى" (4/ 175)، والدارمي (2/ 137) (2046)، والحميدي (1/ 243) (529).


ومن الأدب أن يأكل الإنسان مما يليه، حتى لا يختلط لعابه بلعاب الآخرين فقد قال صلى الله عليه وسلم: لعمرو بن أبي سلمة: " يَا غُلامُ: سَمِّ اللَّهَ، وَكُلْ بِيَمِينِك، وَكُلُّ مِمَّا يَلِيك "، رواه البخاري ( 3576 ) ومسلم ( 2022 ).


المبحث الثاني: استخدام اليد اليمنى للطعام والشراب، واليسرى لإزالة الأذى

من آدابنا الإسلامية أن تخصص اليد اليمنى للأكل والشرب وتكون اليد اليسرى لإزالة الأذى، ففي حديث ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: " لا يَأْكُلَن أَحَدٌ مِنْكُمْ بِشِمَالِهِ، وَلَا يَشْرَبَنَّ بِهَا، فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يَأْكُلُ بِشِمَالِهِ وَيَشْرَبُ بِهَا " رواه مسلم ( 2020 ).


المبحث الثالث: قطع اللحم بالسكين لا باليد تقليل للعدوى:

من العادات المنتشرة تقطيع اللحم للآخرين، وهذه العادة لها حالان:

1- إن كره الضيف ذلك، فلا يقطع اللحم له، قال الحجاوي الحنبلي في الإقناع: وينبغي ألا يبادر إلى تقطيع اللحم الذي يقدم للضيفان حتى يأذنوا له في ذلك.


2- فإن كان يحب ذلك فلا بأس، في البخاري قول أنس رضي الله عنه فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يتتبع الدباء من حوالي الصحفة فجعلت أجمع الدباء بين يديه .


وقد ثبت عن عمرو بن أمية الضمري رضي الله عنه قال: «رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يحتز من كتف شاة فأكل منها فدعا إلى الصلاة فقام وطرح السكين وصلى ولم يتوضأ» متفق عليه.


وعن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه قال: «ضفت النبي - صلى الله عليه وسلم - ذات ليلة فأمر بجنب مشوي قال: فأخذ الشفرة فجعل يحتز لي بها منه» رواه أحمد (4/ 252، 255)، أبو داود (1/ 48) (188)، الترمذي في "الشمائل" (1/ 139) (167).


المبحث الرابع: التنظف بعد الأكل

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «من بات وفي يده غمر ولم يغسله فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه» رواه أبو داود (3/ 366) (3852)، الترمذي (4/ 289) (1859، 1860)، ابن ماجه (2/ 1096) (3297)، أحمد (2/ 263، 344، 537)، ابن حبان (12/ 329) (5521)، وهو عند النسائي في "الكبرى" (4/ 203) (6905، 6906)، والحاكم (4/ 152)، والدارمي (2/ 142) (2063)، وقال الترمذي: في أحد الطرق التي أخرجها منه: حديث حسن غريب، وصححه الحافظ.


وعن أبي سعيد رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من بات وفي يده ريح غمر فأصابه وضح فلا يلومن إلا نفسه» رواه الطبراني في "الكبير" (6/ 35) (5435) وحسنه البيهقي (3)، قال المنذري: إسناده جيد.

وله شاهد من حديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعًا عند الطبراني في "الأوسط" (1/ 159) (598) ورجاله ثقات.


المبحث الخامس: النهي عن التنفس في إناء الشرب:

إذا كان الإناء مشتركاً، فإن من الأدب النبوي ألا يتنفس الشارب في الإناء، فقد ثبت عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء» البخاري (1/ 69، 5/ 2133) (152، 153، 5307)، مسلم (1/ 225، 3/ 1602) (267).


وعن ابن عباس رضي الله عنهما «أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن يتنفس في الإناء، أو ينفخ فيه» وهو عند أبي داود (3/ 338) (3728)، والترمذي (4/ 304) (1888)، وابن ماجه (2/ 1094، 1134) (3288، 3429)، وأحمد (1/ 220)

‌‌
المبحث
السادس: النهي عن الشرب من أفواه الأسقية:

الشرب من أفواه القرب مدعاة لانتقال العدوى، وكذلك الشرب من ثلمة القدح، وقد ورد النهي عن ذلك في حديث أبي سعيد رضي الله عنه «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن الشرب من ثلمة القدح وأن ينفخ في الشراب» رواه أبو داود (3/ 337) (3722)، وابن حبان (12/ 135) (5315)، أحمد (3/ 80)، وقال المنذري: في إسناده قرة بن عبد الرحمن بن حوبل المصري أخرج له مسلم مقرونًا بعمرو بن الحارث وغيره، وقال أحمد: منكر الحديث جدًا. وقال ابن معين: ضعيف وتكلم فيه غيرهما.


وصح عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن اختناث الأسقية أن يشرب من أفواهها» رواه البخاري (5/ 2132) (5303)، مسلم (3/ 1600) (2023) في رواية «واختناثها أن يقلب رأسها ثم يشرب منه» رواه البخاري (5/ 2132) (5302)، مسلم (3/ 1600) (2023).


وعن أبي هريرة رضي الله عنه «أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - نهى أن يشرب من في السقاء» رواه البخاري (5/ 2132) (5304، 5305) وأحمد (2/ 230، 487) وزاد «قال أيوب: فانبيت أن رجلًا شرب من في السقاء فخرجت حية».


وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الشرب من فيّ السقاء» رواه البخاري (5/ 2132) (5306).


وعن عبد الرحمن بن أبي عمرة عن جدته كبشة رضي الله عنها قالت: «دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فشرب من في القربة معلقةً قائمًا، فقمت إليها فقطعته» رواه ابن ماجه (2/ 1132) (2423)، الترمذي (4/ 306) (1892)، وأحمد (6/ 434) وصححه الترمذي.


المبحث السابع: الإذن بالشرب من أفواه القرب إذا كانت خاصة بالشارب

الحكم متعلق بعلته، فإذا كان القدح خاصا بالشارب ولا يوجد تقذير على الغير فلا مانع من الشرب من ثلمة القدح أو فم القربة، فقد ثبت عن أم سليم رضي الله عنها قالت: «دخل علي رسول الله عليه السلام وفي البيت قربة معلقة فشرب منها وهو قائم فقطعت فاها وإنه لعندي» رواه أحمد ومسلم والترمذي في "الشمائل" (1) (1) أحمد (6/ 376، 431)، وهو عند الطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 274)، والطبراني في "الكبير" (25/ 126) (307) من حديث أم سليم رضي الله عنها. وأخرجه أحمد (3/ 119)، والترمذي في "الشمائل" (215)، وابن أبي شيبة (5/ 103)، والطحاوي في "شرح معاني الآثار" (4/ 274) من حديث أنس رضي الله عنه.


المبحث الثامن: منع التجشؤ

التجشؤ هو إخراج هواء مصحوب بصوت من المعدة بسبب التخمة، وهو قبيح بحضرة الآخرين، وخروج الهواء بهذه الطريقة وما يصحب ذلك من رائحة ما في المعدة إيذاء للحاضرين، وقد صح عن أبي جحيفة رضي الله عنه قال: «أكلت ثريدة من خبز ولحم ثم أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - فجعلت أتجشأ فقال: يا هذا! كف من جشائك فإن أكثر الناس شبعًا في الدنيا أكثرهم جوعًا يوم القيامة» رواه الحاكم (4/ 135، 346)، والطبراني في "الكبير" (22/ 132) (351)، والبزار (3669-كشف)، وهو عند الترمذي وابن ماجه من حديث ابن عمر الآتي، وليس لهما من حديث أبي جحيفة وانظر "الترغيب والترهيب" للمنذري (3/ 99)


المبحث التاسع: إقفال الفم عند التثاؤب والعطاس:

من أقبح المناظر فتح الفم أثناء التثاؤب والعطاس، وقد صح عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إذا تثاءب أحدكم ‌‌فليمسك بيده على فيه، فإن الشيطان يدخل» وفي رواية: «فليكظم ما استطاع فإن الشيطان يدخل» أخرجه مسلم (4/ 2293) (2995).


وصح عن أبي هريرة رضي الله عنه «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا عطس غطى وجهه بيديه أو بثوبه وغض بها صوته» رواه الترمذي (5/ 86) (2745) وقال: حديث حسن صحيح.


المبحث العاشر: السنة في إخراج النوى من الفم تقليل للعدوى

تكثر الأمراض التنفسية في بعض الأشهر من السنة وخصوصا في الربيع والخريف، حتى إن الإمام ابن القيم رحمه الله الزرعي يقول: قد جرت عادة الصيادلة ومجهزي الموتى أنهم يستدينون، ويتسلّفون في الربيع والصيف على فصل الخريف، فهو ربيعهم، وهم أشوق شيء إليه، وأفرح بقدومه. ‏زاد المعاد 4/ 41.


إن من أهم أسباب انتقال العدوى اختلاط ريق الصحيح بريق المريض، وقد رأيت سنة مهجورة لإخراج النوى من الفم دون أن تمس اليد اليمنى التي هي محل للمصافحة.


فقد ثبت في صحيح مسلم عن عبدالله بن بسر رضي الله عنه قال:

نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي، قال: فقربنا إليه طعاما ووطبة، فأكل منها، ثم أتي بتمر فكان يأكله ويلقي النوى بين إصبعيه، ويجمع السبابة والوسطى....


وقوله: (ووَطْبَةً) أي طَعامٌ يُتَّخَذُ مِن التَّمرِ حيث يُخرَجُ نَواهُ ويُعجَنُ باللَّبَنِ.


وقد ثبت عن الإمام أحمد تطبيقه لهذه السنة فقد قال أبو بكر بن حماد: رأيت الإمام أحمد يأكل التمر، ويأخذ النوى على ظهر إصبعيه السبابة والوسطى.


وفي تفسير ذلك قال صاحب عون المعبود (كتاب الأشربة): أي: يجمعه على ظهر الأصبعين لقلته ثم يرمي به ولم يلقه في إناء التمر لئلا يختلط به.


قال السيوطي: قلت: لأنه - صلى الله عليه وسلم - " نهى أن يجعل الآكل النوى على الطبق " رواه البيهقي وعلله الترمذي بأنه قد يخالطه الريق ورطوبة الفم، فإذا خالطه ما في الطبق عافته النفس.


فما أحرانا لإحياء هذه السنة التي في مصالح علمنا بعضها وغاب عنا بعضها، ويكفينا بركة تطبيق سنته صلى الله عليه وسلم.


وكان أنس رضي الله عنه يكره أن يضع النوى مع التمر على الطبق. وسنده (حسن)، أخرجه الحربي في غريب الحديث    861/ 2 والبيهقي 14751.


المبحث الحادي عشر: بل الأصابع عند تقليب الورق

‏من العادات المستقبحة لدى البعض عند قراءة القرآن أو الكتب؛ أن يبل القارئ أصابعه بريقه، ثم يقلب الورق، فكيف يرضى من يفعل ذلك لغيره بملاقاة الريق، وما فيه.


قال ابن العربي رحمه الله : اعتاد كثير من الناس إذا أرادوا أن يقرؤوا في مصحف أو كتاب علم يطرقون البزاق عليهم، ويلطخون صفحات الأوراق ليسهل قلبها، وهذه قذارة كريهة، وإهانة قبيحة ينبغي للمسلم أن يتركها ديانة. ‏عارضة الأحوذي 10 / 240.


المبحث الثاني عشر: تغطية الأواني تقليلا من انتشار الأوبئة

من أكثر أسباب انتقال الأوبئة عدم تغطية الأواني، وقد صح عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقُولُ: ( غَطُّوا الْإِنَاءَ، وَأَوْكُوا السِّقَاءَ، فَإِنَّ فِي السَّنَةِ لَيْلَةً يَنْزِلُ فِيهَا وَبَاءٌ، لَا يَمُرُّ بِإِنَاءٍ لَيْسَ عَلَيْهِ غِطَاءٌ، أَوْ سِقَاءٍ لَيْسَ عَلَيْهِ وِكَاءٌ، إِلَّا نَزَلَ فِيهِ مِنْ ذَلِكَ الْوَبَاءِ ) رواه مسلم (2014).وفي حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه ، قَالَ: ( كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَاسْتَسْقَى، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ! أَلَا نَسْقِيكَ نَبِيذًا؟ فَقَالَ: بَلَى. قَالَ: فَخَرَجَ الرَّجُلُ يَسْعَى، فَجَاءَ بِقَدَحٍ فِيهِ نَبِيذٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَلَّا خَمَّرْتَهُ وَلَوْ تَعْرُضُ عَلَيْهِ عُودًا! قَالَ: فَشَرِبَ ) رواه مسلم (2011).


وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "خمروا الآنية وأوكؤوا الأسقية وأجيفوا الأبواب..."[1] ، وفي حديث آخر: " غطوا الإناء وأوكؤوا السقاء، فإن في السنة ليلة ينزل فيها وباء لا يمر بإناء ليس عليه غطاء أو سقاء ليس عليه وكاء إلا نزل فيه من ذلك الوباء"[2].


وصح عَنْ جَابِرٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: ( أَطْفِئُوا المَصَابِيحَ إِذَا رَقَدْتُمْ، وَغَلِّقُوا الأَبْوَابَ، وَأَوْكُوا الأَسْقِيَةَ، وَخَمِّرُوا الطَّعَامَ وَالشَّرَابَ - وَأَحْسِبُهُ قَالَ - وَلَوْ بِعُودٍ تَعْرُضُهُ عَلَيْهِ ) رواه البخاري (5624). لكن ورد في لفظ لمسلم: ( لَا يَمُرُّ بِإِنَاءٍ لَيْسَ عَلَيْهِ غِطَاءٌ، أَوْ سِقَاءٍ لَيْسَ عَلَيْهِ وِكَاءٌ، إِلَّا نَزَلَ فِيهِ مِنْ ذَلِكَ الْوَبَاءِ ) ؛ وهذا قد يشمل – بظاهره -: الإناء الفارغ، وفي حديث جابر عند مسلم أيضا (2012) بهَذَا الْحَدِيثِ غَيْرَ أَنَّهُ، قَالَ: وَأَكْفِئُوا الْإِنَاءَ، أَوْ خَمِّرُوا الْإِنَاءَ.


وذلك لأن الحشرات تنشط بالليل كما أن لبعض الميكروبات فصولا معينة في السنة تنشط خلالها[3].


من أمثلة ذلك: أن الحصبة، وشلل الأطفال، تكثر في سبتمبر وأكتوبر، والتيفوئيد يكثر في الصيف أما الكوليرا فإنها تأخذ دورة كل سبع سنوات، والجدري كل ثلاث سنين وهذا يفسر لنا الإعجاز العلمي في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: " إن في السنة ليلة ينزل فيها وباء " أي: أوبئة موسمية ولها أوقات معينة[4].


المبحث الثالث عشر: نظافة الثياب والأيدي وقاية من الأمراض

من أعظم ما يدل على الاهتمام البليغ بالنظافة والطهارة أن من أوائل ما نزل من القرآن سورة المدثر وفيها قوله تعالى: " وثيابك فطهر"(المدثر:4) قال ابن سيرين: أي اغسلها بالماء[5].


ومن النظافة والطهارة؛ الأمر بغسل الأيدي بعد أكل ما فيه دسم عند إرادة النوم، دليله ما صح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " من نام وفي يده غمر* ولم يغسله فأصابه شيء فلا يلومن إلا نفسه"[6].


ومن هدي ، ففي السنن الكبرى للنسائي برقم (10133) مستدرك الحاكم برقم 2029 صحيح ابن حبان برقم 5219 عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: دعا رجُلٌ مِن الأنصارِ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم قال: فانطلَقْنا معه فلمَّا طعِم وغسَل يدَه قال: ( الحمدُ للهِ الَّذي أطعَم ولا يُطعَمُ مَنَّ علينا فهدانا وأطعَمَنا وسقانا وكلَّ بلاءٍ حسَنٍ أبلانا الحمدُ لله الَّذي أطعَم مِن الطَّعامِ وسقى مِن الشَّرابِ وكسا مِن العُرْيِ وهدى مِن الضَّلالةِ وبصَّر مِن العمى وفضَّل على كثيرٍ ممَّن خلَق تفضيلًا الحمدُ للهِ ربِّ العالَمينَ ). وثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلمأكل كتفَ شاةٍ فمضمضَ وغسل يديهِ وصلَّى. رواه ابن ماجه برقم 405 بسند صحيح. وفي حديث عائشة رضي الله عنها قالت: - كان رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ إذا أراد أن ينامَ وهو جُنُبٌ توضَّأ وضوءَه للصلاةِ ، وإذا أراد أن يأكلَ أو يشربَ يغسلُ يدَيه ، ثم يأكلُ أو يشربُ. أخرجه أبو داود (223)، والنسائي (257)، وأحمد (24714)


وقد أخذ بذلك الصحابة رضي الله عنهم، فمن ذلك ما رواه مالك في الموطأ برقم : 74 عن أبان بن عثمان ، أن عثمان بن عفان رضي الله عنه ‌أكل ‌خبزا ‌ولحما، ثم مضمض، وغسل يديه، ومسح بهما وجهه، ثم صلى ولم يتوضأ. وفي حديث الغادية اليَمَامِيَّ قال : أتيتُ المدينةَ، فجاء رسولُ كَثِيرِ بنِ الصَّلْتِ، فدعاهم، فما قام إلا أبو هريرةَ وخَمْسَةٌ معهم أنا أحدُهم، فذهَبوا فأكَلوا ثم جاء أبو هريرةَ رضي الله عنه ، فغسَل يدَهُ، ثُمَّ قال وَاللهِ، يا أهلَ المسجِدِ، إنكم لَعُصاةٌ لأَبي القاسِمِ صلى اللهُ عليه وسلَّم. رواه أحمد : 15/ 5 وحسنه أحمد شاكر، وفي حديث علقمة بن قيس قال:أُتِينا بقصعةٍ ونحن مع ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه فأمر بها فوُضِعَت في الطريقِ فأكل منها وأكلنا معَه وجعل يدعو مَن مرَّ به ثم مضينا إلى الصلاةِ فما زاد على أن غسلَ أطرافَ أصابعِه ومضمض فاه ثم صلَّى وفي روايةٍ أُتِينا بقصعةٍ من بيتِ ابنِ مسعودٍ رضي الله عنه فيها خبزٌ ولحمٌ فذكره. أخرجه الطبراني ((9/ 250)) (9234) وعبد الرزاق (650) ، وعن عنِ ابنِ عباسٍ رضي الله عنهما قال : لو أكَلتُ لحمًا وشرِبتُ لبنَ اللقاحِ ثم أصلِّي ولم أتوضَّأْ ما باليتُ ، إلا أنْ أُمَضمِضَ فَمي وأغسِلَ يدي مِن غمرِ الطعامِ.أخرجه مسدد كما في ((إتحاف الخيرة المهرة)) (623)، والبيهقي (762)، والبغوي في ((مسند ابن الجعد)) (97)


ومن النظافة الأمر بغسل الأيدي بعد الاستيقاظ من النوم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا استيقظ أحدكم من نومه فليغسل يديه قبل أن يدخلهما في وضوئه فإن أحدكم لا يدري أين باتت يده"[7].


المبحث الرابع عشر: الوقاية من انتشار الأوبئة بمنع قضاء الحاجة في موارد الناس

من المعلوم أن كثيرا من الأمراض تنتشر في الأرياف خصوصا بسبب عدم وجود أماكن لقضاء الحاجة، وقد جاء النهي من النبي صلى الله عليه وسلم عن قضاء الحاجة في موارد الناس- أي الأماكن التي يرتادونها كحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اتقوا اللاعنين" قالوا: وما اللاعنان يا رسول الله؟ قال: " الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلهم"[8]. وفي حديث معاذ رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اتقوا الملاعن الثلاثة: البراز في الموارد وقارعة الطرق والظل"[9]. كما ورد النهي عن البول في المغتسل في حديث أبي هريرة رضي الله عنه[10].


المبحث الخامس عشر: منع النفخ في الطعام والشراب منعا للتلويث:

النفخ في الطعام أو الشراب مدعاة لانتقال الأمراض إذا كان الطعام مشتركا، وقد ورد النهي عن ذلك، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه «أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن النفخ في الشراب، فقال رجل: القذاة أراها في الإناء. فقال: أهرقها. فقال: إني لا أرى من نفس واحد. قال: فأبن القدح إذًا عن فيك»[11]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا شرب أحدكم فلا يتنفس في الإناء"[12]. ومثله ما جاء عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اختناث الأسقية – أن يشرب من أفواهها"[13]. وبمعناه حديث أبي هريرة في النهي عن الشرب من فيِّ السقاء[14].


المبحث السادس عشر: حماية الشراب من وقوع الذباب

من السنة تغطية الأواني حتى لا تقع فيها الحشرات أو الأتربة، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "خمروا الآنية وأوكؤوا الأسقية وأجيفوا الأبواب..."[15] ، فإذا وقع الذباب في الشراب فيغمس فيه، ولا مانع من شربه أو إراقة ما أصابه منه، فقد ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه فإن في أحد جناحيه داء وفي الآخر شفاء وإنه يتقي بجناحه الذي فيه الداء"[16].


نسأل الله للجميع العافية والصحة الدائمة.


والحمد لله أولا وآخرا.



[1] أخرجه البخاري 6/ 355 والترمذي 10/ 294 وأبو داود2/ 305.

[2] أخرجه البخاري (3304) مسلم (2012) وابن حبان(1271)

[3] الوقاية الصحية / 56 عن مقال: نحو وعي صحي أفضل، مجلة التمدن الإسلامي 187/ 51.

[4] من كتاب " الإعجاز العلمي في الإسلام والسنة النبوية " محمد كامل عبد الصمد.

[5] تفسير ابن جرير 10/ 91.

* الغمر الدسم كما في النهاية 3/ 170.

[6] رواه البخاري في الأدب المفرد(1220) والترمذي(1860) أبوداود 2/ 330 وابن ماجه 2/ 1096 وأحمد 2/ 263 وابن حبان (5521) وقال ابن مفلح في الآداب الشرعية 3/ 238: إسناده جيد.

[7] رواه البخاري 1/ 263 ومسلم 1/ 233 والترمذي 1/ 40.

[8] رواه مسلم(269).

[9] رواه أبو داود(26) وله شاهد عن ابن عباس عند أحمد(1/ 371).

[10] رواه أبو داود (28) والنسائي (238) وسنده صحيح.

[11] رواه أحمد (3/ 26، 32)، والترمذي (4/ 303) (1887) وقال: حديث حسن صحيح، ومالك في "الموطأ" (2/ 925) (1650)، وابن حبان (12/ 144-145) (5327)، والحاكم (4/ 155)، والدارمي (2/ 161) (2121)

[12] رواه البخاري 10/ 92 والنسائي 1/ 43 وابن ماجه 2/ 1133 وأحمد 4/ 383.

[13] رواه البخاري (5625) ومسلم(2023).

[14] رواه البخاري (5628).

[15] أخرجه البخاري 6/ 355 والترمذي 10/ 294 وأبو داود2/ 305.

[16] أخرجه البخاري (3320) وأبو داود(3844).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • التعرض لحرارة الشمس في السنة النبوية
  • فوائد ترك التنشيف بعد الغسل والوضوء
  • بطلان موت الصحابي الجليل عبيدالله بن جحش رضي الله عنه على النصرانية
  • الخل إدام وغذاء ودواء
  • الحلوى في السنة النبوية
  • المولد النبوي: رؤية تاريخية
  • النوم الصحي والارتجاع المريئي في السنة النبوية

مختارات من الشبكة

  • على الأب منع ابنه من السفر إلى بلاد الكفر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صلة السنة بالكتاب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من هو السني؟ وهل يخرج المسلم من السنة بوقوعه في بدعة جاهلًا أو متأولا؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • العناية بالأظافر في السنة النبوية(مقالة - موقع د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر)
  • حف الشارب وإزالة شعر الإبطين والعانة في السنة النبوية(مقالة - موقع د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر)
  • شرح كتاب السنة لأبي بكر اشرح كتاب السنة لأبي بكر الخلال (رحمه الله) المجلس (70)(مادة مرئية - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • هل يشرع قول: "ما شاء الله" عند رؤية نعمة غيرك أم ذلك خلاف السنة؟(كتاب - آفاق الشريعة)
  • شرح كتاب السنة لأبي بكر الخلال (رحمه الله) المجلس (79)(مادة مرئية - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • خطبة: فضائل الصلاة وثمارها من صحيح السنة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح كتاب السنة لأبي بكر الخلال (رحمه الله) المجلس (76)(مادة مرئية - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • اختتام فعاليات المسابقة الثامنة عشرة للمعارف الإسلامية بمدينة شومن البلغارية
  • غوريكا تستعد لإنشاء أول مسجد ومدرسة إسلامية
  • برنامج للتطوير المهني لمعلمي المدارس الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • مسجد يستضيف فعالية صحية مجتمعية في مدينة غلوستر
  • مبادرة "ساعدوا على الاستعداد للمدرسة" تدخل البهجة على 200 تلميذ في قازان
  • أهالي كوكمور يحتفلون بافتتاح مسجد الإخلاص الجديد
  • طلاب مدينة مونتانا يتنافسون في مسابقة المعارف الإسلامية
  • النسخة العاشرة من المعرض الإسلامي الثقافي السنوي بمقاطعة كيري الأيرلندية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/3/1447هـ - الساعة: 11:36
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب