• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حقوق الطريق (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    بطلان موت الصحابي الجليل عبيدالله بن جحش رضي الله ...
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    عثمان بن عفان ذو النورين
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    قصة سلمان الفارسي رضي الله عنه
    عبدالستار المرسومي
  •  
    العلاقات الجنسية غير الشرعية وعقوبتها في الشريعة ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    من مائدة الصحابة: سعيد بن زيد رضي الله عنه
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    مغني المحتاج إلى معرفة ألفاظ المنهاج للخطيب ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    الذكاء الاصطناعي والتعليم
    حسن مدان
  •  
    القاضي عياض (ت 544 هـ) وجهوده من خلال كتابيه: ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    الإمام أبو بكر الصديق ثاني اثنين في الحياة وبعد ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدبابة بين اللغة والتاريخ (WORD)
    د. أحمد محمود الخضري
  •  
    حول مصنفات وآثار الإمام ابن جرير الطبري (11) الرد ...
    محمد تبركان
  •  
    العناية بالشَّعر في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    الدعوة الاسلامية في كوريا الجنوبية لوون سوكيم
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    المرأة والاستهلاك: رؤية اقتصادية
    د. زيد بن محمد الرماني
  •  
    البشرة الجافة والتشققات الجلدية في السنة النبوية
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم
علامة باركود

حقوق الطريق (1)

حقوق الطريق (1)
د. أمير بن محمد المدري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/8/2025 ميلادي - 11/2/1447 هجري

الزيارات: 86

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

حقوق الطريق (1)

 

الحمد لله رب العالمين الذي جعل الطاعة شعار المفلحين، وجعل المعصية عادة إخوان الشياطين.

 

وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولي الصالحين وأشهد أن سيدنا محمداً رسول الله إمام المتقين وسيد المرسلين اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله الطيبين وصحابته البررة المكرمين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

و بعد:

لا زلنا مع سلسلة الحقوق في الإسلام. واليوم نقف معكم مع حقوق الطريق في الإسلام.

 

حقوق الطريق في الإسلام هل للطريق حقوق في الإسلام؟ نعم.

 

أيها الأخوة: إن دينكم دين شامل لكل جوانب الحياة فهو دين ودولة مصحف وسيف، سياسة واقتصاد، في المسجد وفي السوق، في البيت وفي الوظيفة.

 

دين الإسلام وشرائعه استوعبت شتى جوانب الحياة وشؤونها، واهتمت لكل ما يتعرض للإنسان من مهده إلى لحده.

 

حتى آداب الطريق، ومجالس الأسواق، وحقوق المارة، وأدب الجماعة.

 

إن للناس أندية ومجالس يجتمعون فيها، ويتحدث بعضهم إلى بعض، وما جلس قوم مجلساً في مكان لا يذكرون الله فيه إلا كان عليهم حسرة وندامة يوم القيامة، وقد كان السلف الصالح يقولون: المجالس أمانة فكل مجلس جلسه الناس سواء كانوا أفراداً أم جماعات يعتبر أمانة يحاسب عليها صاحبه يوم القيامة، فاسمَع نبيَّك حيثُ يقول: «الإيمانُ بِضعٌ وستّون ـ أو قال: ـ بضعٌ وسبعون شعبة، أعلاها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطةُ الأذى عن الطريق» [أخرجه البخاري في الإيمان (9)، ومسلم في الإيمان (35) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه].

 

كان أحد السلف إذا رفع أذى من الطريق يقول لا اله إلا الله، فسُئل عن ذلك فقال:" أجمع بين أعلى شعبة وأدنى شعبة من شعب الإيمان".

 

جاء في محكم التنزيل: ﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا ﴾ [الفرقان: 63]. وقال تعالى: ﴿ وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ ﴾ [القصص: 55]. وقال تعالى: ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا * وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّكَ لَنْ تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَنْ تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا ﴾ [الإسراء: 36، 37].

 

حَدِيثٌ عَظِيمٌ جَمَعَ خِصَالاً وَآدَابًا مِنْ آدَابِ السَّيرِ فِي الطَّريقِ، رَوَى البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ وغَيرُهُمَا عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللهِ -صلى الله عليه وسلم- خَرَجَ عَلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ: «إِيَّاكُمْ وَالجُلُوسَ فِي الطُّرُقَاتِ»، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا لَنَا مِنْ مَجَالِسِنَا بُدٌّ نَتَحَدَّثُ فِيهَا، فَقَالَ: «فَإِذَا أَبَيْتُم إِلاَّ المَجْلِسَ فَأعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ»، قَالُوا: وَمَا حَقُّ الطَّرِيقِ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: «غَضُّ البَصَرِِ وَكَفُّ الأَذَى وَرَدُّ السَّلاَمِ وَالأَمرُ بِالمعْرُوفِ وَالنَّهْيُ عَنِ المُنْكَرِ»،


وفي حديث أخرجه الترمذي والبخاري في الأدب المفرد وابن حبان عدَّ النبي -صلى الله عليه وسلم- من أبواب الخير: «تبسمك في وجه أخيك لك صدقة وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة، وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة، وبصرك الرجل الرديء البصر لك صدقة، وإماطتك الحجر والشوكة والعظم عن الطريق لك صدقة، وإفراغك من دلوك في دلو أخيك لك صدقة» [ أخرجه أيضا البخاري في الأدب المفرد (891)، والبزار (4070)، وصححه ابن حبان (529)، وله شواهد كثيرة أشار إليها الترمذي، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة (572). ].

 

﴿ وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا ﴾ [الفرقان: 63].

 

عباد الرحمن: هم خُلاصة البشر يمشون في الطريق سواء بسياراتهم أو على أقدامهم هوناً، لا تصنُّع ولا تكلف، ولا كبر ولا خيلاء، مشية وقارٌ وسكينةٌ، وجدٌّ وقوةٌ من غير تماوتٍ أو مذلة، تأسياً بالقدوة الأولى محمد فهو غير صخَّابٍ في الأسواق حين يمشي يتكفَّأ تكفؤاً، أسرع الناس مشية وأحسنها وأسكنها، هكذا وصفه الواصفون، تلك هي مشيةُ أولي العزم والهمة والشجاعة، يمضي إلى قصده في انطلاقٍ واستقامةٍ لا يُصعر خده استكباراً، ولا يمشي في الأرض مرحاً. لا خفق بالنعال، ولا ضرب بالأقدام، لا يقصد إلى مزاحمة، ولا سوء أدب في الممازحة، يحترم نفسه في أدب جمٍّ، وخلقٍ عالٍ لا يسير سير الجبارين، ولا يضطرب في خفة الجاهلين. إنه المشي الهون المناسب للرحمة في عباد الرحمن، وحين يكون السير مع الرفاق فلا يتقدم من أجل أن يسير الناس خلفه، ولا يركب ليمشي غيره راجلاً بابي وأمي -صلى الله عليه وسلم-.

 

إن المجتمع الإسلامي الذي وضع القرآن الكريم قواعده المتينة الراسخة، وأرسى لبناته على يد المصطفى، مجتمع فريد في كل شيء مجتمعٌ سليم العقيدة، مجتمعٌ صحيح العبادة، مجتمعٌ نقى السريرة، مجتمعٌ طاهر اللسان، مجتمعٌ نظيف المشاعر والأخلاق، ما ترك النبي شراً للمجتمع الإسلامي في دينه ودنياه إلا وضّحه وحذّره منه فهو بالمؤمنين رؤوفٌ رحيم.

 

ومن هذه الضمانات الوقائية التي تجلب المصالح وتدفع المفاسد والشرور قوله: « إياكم والجلوس في الطرقات» لماذا؟ لأن الطريق العام يختلط فيه الحابل بالنابل وأرجو ألا تنسوا أن في أول الوصية النبوية كانت لمجتمع الصحابة مجتمع الطهر والعفة.

 

فكيف لو رأى النبي مجتمعات المسلمين الآن؟

 

الرسول يحذر من الجلوس على الطرقات، يحذر من؟ يحذر الأطهار، يحذر الأبرار، يحذر الصحابة الأخيار، الذين زكاهم العزيز الغفار وعدلهم النبي المختار يقول لهم: « إياكم والجلوس في الطرقات» ولماذا لا نجلس في الطرقات؟ لأن الطريق العام يختلط فيه الحابل بالنابل فهو طريق للأشراف، والسفهاء، وهو طريق للعقلاء الملتزمين، وهو طريق في الوقت ذاته للتافهين والساقطين ممن لا يحملون هماً يؤرقهم ولا ديناً يحركهم فتراهم يجلسون على الطرقات من أجل النظر للنساء خرجن من بيوتهن.

 

من هنا حذر النبي من الجلوس على الطرقات بما فيها من هذه الفتن قال: « إياكم والجلوس في الطرقات» قالوا: يا رسول الله ما لنا بد من مجالسنا نتحدث فيها، وفى رواية مسلم نتحدث في ما لا بأس، إنما نجلس لنتذاكر ونتحدث يعنى: لا نجلس لمعصية فبين النبي لهم أن من اضطر لحاجة أن يجلس على الطريق فعليه أن يؤدى للطريق حقه فقالوا: ما حقه يا رسول الله قال: « غض البصر».

 

أول حق للطريق هو غض البصر

البصر نعمة، من أعظم النعم، ما أنعم الله بها علينا لنستخدمها في معصيته ما أنعم الله بها علينا لنطلق لها العنان، وإنما لتُستخدم هذه النعمة في مرضاة الله وطاعة الله ﴿ قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [العنكبوت: 20].

 

. وقال تعالى: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لَآيَاتٍ لِأُولِيالْأَلْبَابِ * الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [آل عمران: 190، 191].

 

هذا البصر ستسأل عنه قال تعالى: ﴿ وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ﴾ [الإسراء: 36].

 

وانتبه فقد ينظر الرجل أو الشاب على قارعة الطريق إلى امرأة متبرجة متمايلة فاتنة، ويدفق النظر ويعاود ثم يرجع إلى بيته فيرى قلبه متقلباً على امرأته حتى لو وقف في الصلاة بين يدي الله يرى صورة المرأة أمام عينه في بيت الله، حتى لو فتح الشاب من أبنائنا كتابه للمذاكرة، والدرس رأى صورة المرأة وسط الصفحة، فإن أغمض حتى عينيه يراها وهو مغمض لعينيه. انظروا إلى خطر البصر لماذا؟

 

لأن البصر إن نظر ودقق تنطبع الصورة التي رأتها العين في القلب، فلا تفارق الصورة القلب بعد ذلك إلا إذا شاء من بيده القلوب.

 

اسمع لحبيب القلوب محمد الذي يقول كما في صحيح مسلم من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: « تُعرض الفتن على القلوب كعرض الحصير عوداً عوداً، فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء، وأي قلبٍ أنكرها نُكتت فيه نكتة بيضاء حتى تعود القلوب على قلبين: الأول: قلب أسود مرباداً كالكوز مجخياً لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً، إلا ما أشرب من هواه والثاني: قلب أبيض لا تضره فتنة ما دامت السماوات والأرض».

 

ففي سورة النور في آية واحدة يجمع الله عز وجل فيها بين غض البصر وحفظ الفروج.

 

وكأن غض البصر وحفظ الفروج خطوتان متتاليتان كلتاها قريب لا تنفصل إحداهما عن الأخرى، قال تعالى: ﴿ قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَأَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ﴾ [النور: 30]، وفى الآية الثانية: ﴿ وَقُلْلِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَفُرُوجَهُنَّ ﴾ [النور: 31]، فحفظ البصر وغض البصر مقدمة حتمية طبيعية لحفظ الفرج أو حفظ الفرج نتيجة حتمية لحفظ البصر.

 

وفى صحيح مسلم قال المصطفى-صلى الله عليه وسلم-: «العينان تزنيان وزناهما النظر، والأذنان تزنيان، وزناهما الاستماع، واللسان يزنى وزناه الكلام، واليد تزني وزناها البطش، والرجل تزني وزناها الخطأ، والقلب يهوى ويتمنى والفرج يصدق ذلك أو يكذبه». فأول حق من حقوق الطريق غض البصر.

 

الحق الثاني: كف الأذى

ففي الصحيحين من حديث أبى هريرة رضي الله عنه أن النبي قال: « الإيمان بضع وستون أو بضع وسبعون شعبة أفضلها لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان».


فمن الأذى أن تضع سيارتك في الطريق؛ لتعطل سير المسلمين.

 

نتكلم عن حقوق الطريق ونحن نسمع عن عددٍ من حوادث السير المفجعة التي تحصد الأرواح أكثر مما تحصدُ الحروب.

 

لا بد أن تعقد المؤتمرات واللقاءات لعلاج هذه المسألة التي من أسبابها ضيق الطريق فليس أمام السائق إلا الموت، ومن أسبابها الحفر التي تعدت المليون مطب ودخلت بلادنا موسوعة جينيس للأرقام القياسية وأصبحنا بلاد المليون مطب فأين وزارة الأشغال والطرق وعمر يقول لو عثرت بغلة ونحن يتعثر آلاف البشر بل لا يتعثرون فقط بل يموتون. ومن أسباب ذلك السرعة الزائدة والإفراط في السرعة مصدر لإلقاء الرعب والخوف في قلوب الآمنين وإفساد في الأرض وإهلاك لأنفس بريئة واعتداء على أثمن شيء يملكه الإنسان في هذا الوجود، ألا وهو حق الحياة، وليعلم الذين يتعجَّلون أن خلْفَهُم نساءً وأطفالاً هم بأشد الحاجة إليهم، وعليهم أن يفكروا في مصير أسرهِم وأولادهم. وهناك فئة من الناس ينسى نفسه عندما يقود سيارته فيسرع متكبرا متبخترا. وكأن الطريق له وحده.

 

وبناءً على هذا فإنه لا يحل لنا بهذه الوسائل التي سخرها اللهُ لنا أنْ نُبَدِّلَ نعمةَ اللهِ كُفْرًَا، وذلك بالتسبب في إزهاق الأرواح وترويع الآمنين، وفي الحديث الشريف يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: «لا يحل لمسلم أن يروِّع مسلمًا»[ أخرجه أحمد (5/ 362)، وأبو داود في الأدب (5004) وصححه الألباني في صحيح السنن].

 

هل هناك ترويعٌ أشدُّ من السُّرعةِ الزائدة عن حدِّها التي تؤدي إلى قَتْل وتمزيقِ الإنسان، بالإضافة إلى ما تخلفه من جروح وعاهات وتشوهات تدمى لها القلوب. ولذلك كانت الفتوى الشرعية بأن من تجاوز الحدَّ المقرر للسرعة فتسبب في قَتْلِ نفسه أو قتْلِ غيرِه كان مسؤولاً أمام الله، قال تعالى: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا ﴾ [النساء: 29]، وقال: ﴿ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّابِالْحَقِّ ﴾ [الأنعام: 151].

 

من الأذى أن تترك ماء بيتك سواءً كان هذا الماء طاهراً أو نجساً؛ ليتسرب إلى شوارع وطرقات المسلمين ليؤذي المارة.

 

من الأذى أن يميل غصن من أغصان شجرتك المزروعة أمام بيتك؛ ليعطل سير المارة. فكف الأذى سواءً كان مادياً أو معنوياً من حق الطريق.

 

قال كما في الصحيحين من حديث أبى موسى الأشعري رضي الله عنه قال -صلى الله عليه وسلم-: «المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده».


أخي المسلم:

إن جلست على الطريق فلا تغمز ولا تلمز لا تغتب أحداً ولا تجلس بالنميمة بين هذه المجموعة لتنتقل بكلامها إلى مجموعة أخرى.

 

يقول عليه الصلاة والسلام: «لقد رأيت رجلاً يتقلّب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي الناس»[ أخرجه مسلم في كتاب البر (1914) عن أبي هريرة رضي الله عنه نحوه. ].

 

وحينما طلب أبو برزة رضي الله عنه من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أن يعلمه شيئاً ينتفع به قال: «اعزل الأذى عن طريق المسلمين». وهذه بشارة لرجال المرور كتب الله أجرهم إن اخلصوا النية في عملهم وابتعدوا عن المال الحرام بشرى بأُجور عظيمة.

 

وفي خبر آخر: «بينما رجل يمشي بطريق وجد غصن شوك على الطريق، فأخَّره، فشكر الله له؛ فغفر له» [أخرج ذلك كله مسلم في صحيحه رحمه الله].

 

رفعَ معاذ بنُ جبل حجرًا من الطريق، فقيل له: لماذا؟ فقال: إني سمعتُ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «ع كتب الله له به حسَنة، ومن كتب الله له به حسنة غفر له، ومن غفر له أدخله الله الجنة».


وإذا كان هذا الثواب العظيم لمن يكف الأذى، فكيف تكون العقوبة لمن يتعمد إيذاء الناس في طرقاتهم ومجالسهم، ويجلب المستقذرات، وينشر المخلفات في متنزهاتهم، وأماكن استظلالهم.

 

أخرج الطبراني من حديث حذيفة بن أسيد رضي الله عنه أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «من آذى المسلمين في طرقهم؛ وجبت عليه لعنتهم» [وقال: حديث حسن صحيح].

 

الألفاظ البذيئة: أول ما يُصافح سمع الداخل إلى وسط أبناء الطريق قاموس طويل من السب والشتم والتجريح والعياذ بالله، وإنك لتجد أسهل شيء على لسان هؤلاء السب والشتم واللعن.

 

وفي حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - عند مسلم قال -صلى الله عليه وسلم-: «اتقوا اللعَّانين» قالوا: وما اللعانان يا رسول الله؟ قال: «الذي يتخلى في طريق الناس أو في ظلِّهم»[ أخرجه مسلم في الطهارة (269) عن أبي هريرة رضي الله عنه بلفظ اللّعّانين، وهذا لفظ أبي داود في الطهارة (25)].

 

أسأل الله تعالى أن يجعلني من الهداة المهتدين، والصلحاء المصلحين إنه جواد كريم، والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • حقوق المظلوم
  • حقوق الزوجة على زوجها (1)
  • حقوق الزوجة على زوجها (2)
  • حقوق الزوج على زوجته
  • حقوق اليتيم (1)
  • حقوق الجيران

مختارات من الشبكة

  • حقوق الحيوان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حقوق المرأة (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حقوق المرأة (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حقوق اليتيم (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ما هي المصادر التي يأخذ منها الأصوليون علم أصول الفقه؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • في حقوق الأخوة من النسب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من حقوق الطريق(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حقوق الطريق في الإسلام (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بريطانيا: استبيان لمفوضية حقوق الإنسان عن حقوق المسلمين(مقالة - المسلمون في العالم)
  • خطبة المسجد الحرام 23 / 10 / 1434 هـ - حقوق الجار في الإسلام(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • التخطيط لإنشاء مسجد جديد في مدينة أيلزبري الإنجليزية
  • مسجد جديد يزين بوسانسكا كروبا بعد 3 سنوات من العمل
  • تيوتشاك تحتضن ندوة شاملة عن الدين والدنيا والبيت
  • مسلمون يقيمون ندوة مجتمعية عن الصحة النفسية في كانبرا
  • أول مؤتمر دعوي من نوعه في ليستر بمشاركة أكثر من 100 مؤسسة إسلامية
  • بدأ تطوير مسجد الكاف كامبونج ملايو في سنغافورة
  • أهالي قرية شمبولات يحتفلون بافتتاح أول مسجد بعد أعوام من الانتظار
  • دورات إسلامية وصحية متكاملة للأطفال بمدينة دروججانوفسكي

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 10/2/1447هـ - الساعة: 21:56
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب