• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | الثقافة الإعلامية   التاريخ والتراجم   فكر   إدارة واقتصاد   طب وعلوم ومعلوماتية   عالم الكتب   ثقافة عامة وأرشيف   تقارير وحوارات   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    {ويقولون طاعة فإذا برزوا من عندك بيت طائفة منهم ...
    أ. د. فؤاد محمد موسى
  •  
    صدام الحضارات بين زيف الهيمنة الغربية وخلود ...
    د. مصطفى طاهر رضوان
  •  
    المرض الاقتصادي: أشكاله وآثاره
    د. زيد بن محمد الرماني
  •  
    منهج القرآن الكريم في تنمية التفكير العلمي: كيف ...
    محمد نواف الضعيفي
  •  
    حقوق البيئة
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    الأرض: رؤية من الخارج
    سمر سمير
  •  
    من أعلام الأدب الرشيد (عماد الدين خليل أنموذجا)
    د. منير لطفي
  •  
    شرح منهاج البيضاوي لعز الدين الحلوائي التبريزي ...
    محمود ثروت أبو الفضل
  •  
    إشكالية اختيار الثغر: كيف يجد الشاب المسلم دوره ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    أسباب فيروس كورونا
    د. صباح علي السليمان
  •  
    قراءات اقتصادية (68) الانهيار الكبير
    د. زيد بن محمد الرماني
  •  
    أسباب الطاعون والوقاية منه
    د. صباح علي السليمان
  •  
    التغيير
    أ. محاسن إدريس الهادي
  •  
    نماذج لفقهاء التابعين من ذوي الاحتياجات الخاصة ...
    سلامة إبراهيم محمد دربالة النمر
  •  
    الإدارة بين الإتقان الشرعي والنجاح الدنيوي
    د. أحمد نجيب كشك
  •  
    القسط الهندي من دلائل النبوة وأفضل ما يتداوى به
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / فكر
علامة باركود

معنى الفكر الإسلامي

معنى الفكر الإسلامي
أ. د. أبو اليزيد أبو زيد العجمي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/6/2017 ميلادي - 7/9/1438 هجري

الزيارات: 98211

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

معنى الفكر الإسلامي


يقتضينا تحديدُ هذا المعنى أن نُوضِّح معنى الفكر، باعتباره عملًا إنسانيًّا، ثم نميز الفكر الإسلامي بما تميز به باعتباره فكرًا له خصائصه المرجعية والمنهجية، وهذا الأخير يتطلب أن نُظهِر الصلة بين هذا الفكر ومصادره من جهة، وبينه وسلوك الملتزِمين به من جهة أخرى.

 

أ‌- معنى الفكر:

إذا كان الإنسان مميزًا مكرمًا بالعقل بما يستلزمه هذا من اختزان الصور، والقدرة على استدعائها، وربط الأسباب بالنتائج بشكل أو بآخر، بساطةً أو عمقًا، فإن الفكر وإدراك المعلومات يُصبِح شيئًا من طبيعة هذا المخلوق يمارسه، فيُعمِل عقله حين يجد نفسه حيالَ مشكلة من المشكلات، باحثًا لها عن حل، في ضوء المبادئ السائدة وظروف البيئة التي يتوجه إليها بالخطاب[1].

 

وهنا نُشير إلى حقيقتين:

الأولى: أن هذه العملية العقلية التي تسمَّى (الفكر) يتفق فيها - أعني أصل القضية - مَن له علم بالمناهج وطرق التفكر مع مَن لم يُتَح له ذلك لسبب أو لآخر؛ ذلك أن كليهما يملك عقلًا فطريًّا أو غريزيًّا، ويواجه بما يحتاج إلى حلول أو توجيهات أو اختبارات بين بدائل، فلا بد له من ممارسة هذه الوظيفة على قدر ثقافته، وهنا يظهر الاختلاف في الكمِّ بين مقدار ثقافة كل منهما وتوظيفه لها، لكن المؤكد أن كلًّا منهما له صلة بثقافة البيئة ومبادئها في صورتها البسيطة على الأقل.

 

ومِن هنا جاز أن يقال: إن مَن يرفضون التفكير يفكرون كي يرفضوه، وإن مَن يرفضون الفلسفة يتفلسفون من حيث لا يشعرون؛ لأن الفكر واحد من أبرز خصائص الإنسان.

 

وما التفكير الذي نسميه بالبدائي إلا دليل على صحة ما نشير إليه من ضرورة أن يفكر الإنسان - بطريقة أو بأخرى - في إيجاد ما يتلاءم به مع زمانه ومكانه، وأما حكمنا على هذا الفكر أو ذاك، فتلك نسبية في القياس؛ إذ يمكن أن يوصف فكرنا نحن بالأوصاف نفسها من جيل يأتي بعدنا في زمان لا نعلمه نحن الآن.

 

الثانية: أن لكلِّ فكرٍ مبادئه التي ينطلق منها باعتبارها ثقافته وجو بيئته، وأن لكل فكر غيبيَّاته التي تمثل معتقده، أيًّا كان نوع هذا الاعتقاد دينيًّا أو ماديًّا، ويبقى المقياس في النهاية قدر الاتِّساق بين الغيبيات المعتقدة لفكر ودين، وبين واقع أصحاب هذا الفكر أو ذاك، كذلك تقاس غيبيات الأفكار بمدى تحقيقها السلام الروحي للإنسان الذي يَدين بهذا الفكر أو ذاك، (وليس هناك في الأرض إنسان متحرك مِن غير عالم غيب، وعتاةُ الماديين يتحركون في إطار علم غيب خاص بهم)[2]، وهذه الحقيقة لها أهميتها؛ حيث يتميز كل فكر بغيبياته وصلاحيتها للحياة، مما يلزمنا بضرورة أن نوضح غيبيات حضارتنا، وعقيدتنا التي أخرجت فكر هذه الحضارة، وأن نرسخه في أذهان شبابنا، وبين يدي دعوتِنا غيرَنا للإسلام إذا كنا نريد أن نقيم بعثنا الجديد على أسس عقَدية وعملية في آنٍ معًا، غير مخدوعين برواج شكلي للحضارة الغربية، وغير مُتجنِّين عليها في آنٍ معًا.

 

وإذا كانت عقلية الإنسان الغربي قد صِيغت وَفْقَ أفكار معينة؛ مثل نظرية التطور، أو صراع الطبقات عند ماركس، أو الجنس عند فرويد، أو الوضعية في صورتها الجديدة، وقد أدَّى هذا إلى تعميمٍ ساد كلَّ المواقف للإنسان الغربي، حتى إنه في مجموعه لم يهتمَّ بمراجعة المقياس الذي أشرنا إليه وصار تُرسًا في آلة النمط الفكري الذي فرضه غيب هذه الحضارة المادية.

 

أقول: إذا كان هذا صنيع الغيب الغربي بأهله، فإن الغيب في الفكر الإسلامي ينطلق مِن عقيدة التوحيد بما تَعنيه من جمع همة إنسان الحضارة، ومِن العبادةِ غاية الوجود الإنساني بما تعنيه من ترشيد السلوك وترقية الحس والروح، ومن معيار الأفضلية (التقوى) تقويمًا للجهد الإنساني في مساره وغايته، ومن مكان طاقات الإنسان في العقيدة من قلب وعقل وحواسَّ، طريقًا إلى تكامل كيان الإنسان وهو يسلك طريقه حلًّا للمشكلات في الدنيا، وطلبًا لثواب الله في الآخرة، كل هذا في ضوء مسؤوليةٍ انبَنَت على الاختيار الحر الذي أراده الله للإنسان طريقًا للتكليف[3].

 

وبهذا فإنَّ الحاجة ماسَّة إلى التعرُّف على غيبِنا وعقيدتنا تعرفًا يغلغل فاعليتها في الحياة ويجعل الفكر طريقًا لتجسيد هذا الغيب، وخطوة على الطريق استخلاف الإنسان للعبادة والعمارة لهذا الكون.

 

ب‌- الفكر الإسلامي:

إذا كان من المقرَّر أن التفكير عمليةٌ ترتبط بوجود الإنسان وامتلاكه لقدراته واستخدامه لها، وأن الفرق في ناتج هذه العملية هو في الكَمِّ لا في النوع - مع التجوز في استخدام لفظتَي الكم والنوع هنا - وأن لكل فكرٍ مبادئه ووسائله وغاياته.

 

أقول: حين يتقرَّر هذا - من وجهة نظرنا على الأقل - فإن المسلمين لا بد أن يُمارِسوا التفكير، وأن يكون لهم فكرٌ يتمايز عن غيره بمقدار ما يلتزم مبادئه ومعتقداته، ويستمر وجوده وفاعليته بقدر ما يقدم للحياة من عطاء تحتاجه الحياة، ويسهم في خدمة الأحياء وبصفة خاصة الإنسان، وإذا كان الفكر عملية يمارسها كل الناس، فإن التفكير العلمي خاص بالعلماء.

 

ولذا فنحن نَعني بالفكر الإسلامي ما أنتجه وما ينتجه العقلُ المسلم من خلال تعامله مع النصوص الإسلامية وَفْقَ منهج علمي؛ ذلك أن بحوث علماء المسلمين في أية قضية إنما تجمع بين اجتهادهم كمطلب للبحث لا بد فيه من إعمال العقل، ونصوص من الكتاب والسُّنة يستندون إليها نقطة انطلاق ومرجع تحكيم، كل ذلك في ضوء ربط نتائج البحوث بحياة الناس في إطار مقاصد الشريعة الإسلامية.

 

فهناك موضوع للفكر هو المشكلات المتعلقة بالدِّين والفكر والحياة، وهناك منهج عقلي لتناوله، وهناك إلى جانبِهما مرجعية معينة أو أصول مرعيَّة في ضمير المجتمع وثقافته، وهذا حال كل فكر اجتماعي فيما أزعم، والفرق إنما يتمثَّل في نسبة الالتزام بهذه المرجعية، ومراعاة هذه الأصول الفكرية، والاستهداء بتلك المبادئ المشتركة في التماس الحلول، فقد يتفاوت ذلك كله من حالة إلى أخرى.

 

وللفكر الإسلامي دون مراءٍ وضعية خاصة في هذا الصدد، ومن حيث قوة الالتزام - ولو في زعم المؤلِّف وحسب تأويله الخاص - بأصول الشريعة المتضمَّنة في القرآن الكريم والسُّنة الصحيحة، والراسخة في ضمير الأمة باعتبارها مصدرَ الشرعية العليا، والتي تتيح للفكر الذي يظهر بين المسلمين أن يوصف بأنه (فكر إسلامي)[4].

 

ووَفْقَ هذا الفهم لمعنى الفكر الإسلامي عرَفت الحضارة الإنسانية علومًا إسلامية دار بعضها حول النص القرآني؛ أمثال علوم اللغة والتفسير ونحوها، كما كان بعضها بيانًا لِما جاء في المصادر الإسلامية (الكتاب والسنة) من عقائد، وسنن اجتماعية، وضوابط تفكير، فكانت علوم العقيدة، ومناهج البحث، وعلوم أصول الحديث والرجال ونحوها، كما كان بعضها استجابةً لدعوة الإسلام إلى إعمال العقل، والتأمُّل في الكون؛ مثل الكيمياء، والفلك، والرياضيات، ونحوها، وهكذا كان المفكر المسلم مستجيبًا لضوابط عقيدته، وحاجات الحياة حوله.

 

(والحق أن الأمر بالنسبة للفكر والمفكر المسلم، يختلف عنه في كل حضارة أخرى أو فهم آخر؛ لأن الفكر مِن أول الأمر - وهذا ما يجب أن نؤكِّده دائمًا - قد ارتبط بأصول الإسلام، وهي واضحة بأدلَّتها، بالإضافة إلى أن منهج الإسلام - سواء في مجال علوم الدين، أو في مجال العلم والفلسفة بوجه عامٍّ - منهج عقلي، ولم تكن المشكلةُ في الإسلام هي مشكلةَ التوفيق بين الدين والعقل، بل فهم الدين بالعقل)[5].

 

ووَفْقَ هذا الفهم ينبغي أن نُدرك الفرق بين قدسيَّة المرجع في الفكر الإسلامي، وعملية التفكير ذاتها بما تنتجه من علوم ومعارف؛ إذ يجوز على التفكير باعتباره جهدًا بشريًّا أن يخطئ وأن يصيب، وفي الإسلام لكلٍّ مقدارٌ من الأجر، لكن مرجعية هذا الفكر مَصُونة مقدَّسة؛ لأنها إذا كانت قرآنًا فهو من لدن حكيم خبير، ﴿ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا ﴾ [النساء: 82]، وإذا كانت سُنةً صحيحة فهي مرعية بالوحي من الله سبحانه، ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى ﴾ [النجم: 3، 4].

 

وهذا الفرق يُثير مسألةَ موقف الفكر الإسلامي بين ثبات النص وتغير الواقع والحاجات، وهي قضية شغَلت مفكِّرين إسلاميين في عصرنا[6]، محاولة لتوضيح هذا التعارض الظاهري.

 

وأوجز ما يقال في هذا الصدد ما نقله أستاذنا الدكتور أبو ريدة عن المستشرقة تشريس ودي: (الحق من حيث هو حق في نفسه - بصرف النظر عن معرفة الإنسان به - ليس له تاريخ حياة يتطور، وإنما يوجد ذلك في فهم الأفراد له، وعلى ذلك فإن هناك ثباتًا في الحق وتغيرًا في فهمه، وتاريخ الفكر الإسلامي بوجه عام لا يمكن أن يُفهم الفهم الكامل من طريق الدراسة التطورية لتاريخ الآراء، إن الحقيقة الجوهرية لسعادة الإنسان هي عند المسلم موجودة كلها في القرآن والسُّنة)[7].

 

وإذا كانتِ المسألة قد أثيرت بالطريقة التي تُوهِم تعارضًا بشكل ما، فإن الدكتور الشافعي يرى أن المسألة واضحة؛ لأن (الأمر الذي يرتبط بحدَّينِ؛ أحدهما ثابت والآخر متغير، لا بد أن يكون متغيرًا بالضرورة، والثابت هنا الوحي أو الشرع، والمتغير هو الواقع التاريخي، فالفكر - وهو فهم النص الشرعي في ضوء الوقائع، أو تنزيل النص الثابت على وقائع التاريخ المتجددة - لا شك متغيِّر لو بقدر ما، والخلاف يكون - فيما أحسب - حول مدى التغيير وضوابطه، لا على أصل حدوثه، فهو خلاف في الدرجة لا في النوع كما يقال)[8].

 

ج - الفكر الإسلامي والسلوك الملتزم:

إن الالتزام عند المسلم مرتبطٌ بأشياء لا بد أن تُوجد ليوجد هذا الالتزام، أولها نص أو مبدأ أو عقيدة تحدد دوائر عَلاقات الإنسان بخالقه، ونفسه، والناس، والكون بعامة، وهذا ما أشرنا إليه بالمرجعية التي تتمثل في الكتاب والسنة.

 

لكن هذه النصوص تحتاج إلى عملية عقلية تتأمَّل النصوص وَفْقَ قواعد الاستنباط أو المنهج العلمي للتفكير، والدعوة إلى هذه العملية موجودةٌ في النصوص حفزًا على التعلم والتفكر، ودعوة إلى تتبع روافد المعرفة من نص ومن آيٍّ لله في الكون والناس، وهي ما أسميناه بالتفكير الذي يكون مستحقًّا للقلب (الإسلامي) حين ينضبط بالمرجعية والمنهج في موضوع بحثه.

 

ولأن الإنسان ليس عقلًا فقط؛ فهو مزوَّد بطاقات الحس والقلب ونحوها، احتاج لكي يلتزم بما فهمه العقل من نصوص، احتاج إلى ترسب هذا الفهم في الوجدان فتنفعل به طاقات الإنسان فيخرج سلوكًا ملتزمًا بالفكر المنبثق من عقيدة وغيب خاص به.

 

إذًا، الفكر الإسلامي - أو نتاج العقل المسلم - واسطة بين النص والسلوك، مصدره النص، ووظيفته تغيير السلوك إلى مقتضى ما جاء في الكتاب والسنة.

 

والذين اختارهم الله لهذا العمل، هم مقتدون بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في مهمة الفهم والتبليغ بما يستلزمه من جهد في الاستنباط، ﴿ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ﴾ [النساء: 83]، وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم: ((إنما أنا لكم مثل الوالد أُعلِّمكم))[9]، والرجاء مِن هذا العلم والتبليغ هو الانفعال به، والاقتناع الذي يدفع إلى سلوك، ﴿ فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ ﴾ [التوبة: 122].

 

وفي ضوء هذه الإشارات ينبغي أن نفهم الجانب العملي المعلم في الإسلام (إنما العلم للعمل)، وحرمة كتمان العلم: ((مَن سُئِل عن علم فكتمه جاء يوم القيامة ملجمًا بلجام من نار))[10].

 

ومسؤولية العلماء في نصح الحكام والعامة على السواء، ((العلماء ورثة الأنبياء))[11]، وهذه السِّمة العملية للفكر الإسلامي تُبرِز اهتمامه بالواقع ومحاولة ترشيده وتوجيهه نحو الأفضل والأمثل.

 

وإسهامات العلم الإسلامي في مجالاته المختلفة هو الدليل العملي على تبنِّي العلماء لقضايا عصورهم، وعلى آثارهم في حياة الناس في كل عصر، فضلًا عن أثرهم على الحضارة العالَمية؛ حيث أتيح لها أن تتعرَّف إلى العلم الإسلامي في بغداد وقرطبة وغيرهما من عواصم بلاد المسلمين.

 

ومن هنا كان مِن الفكر الإسلامي ما قدَّمه علماء المسلمين من اهتمام ودراسات بعقيدة السلف، أو الأخلاق، أو التعليم، وكذلك ما تقدمه من تصور لوحدة فكرية للأمة الإسلامية.



[1]حسن محمود عبداللطيف الشافعي، (د)، في فكرنا المعاصر / 5، دار الثقافة بالقاهرة، 1410ه - 1990م.

[2]سيد دسوقي حسن، (د)، مقدمات في البعث الحضاري / 25، المكتب المصري الحديث، د ت.

[3]السابق، 26 - 29.

[4]حسن الشافعي (د) في فكرنا الحديث والمعاصر/ 6، وانظر: محمد أبو ريدة (د)، أمهات المسائل في الفكر الإسلامي، بحث منشور في جريدة القبس الكويتية، الجمعة 6/ 10/ 1989م، ص 12، 13، وأبو اليزيد العجمي (د)، الفكر الإسلامي ومناهج التعليم / 95، الكتاب التذكاري لمؤتمر طه حسين - جامعة المنيا / 1988م.

[5]أبو ريدة / السابق / 13.

[6] أمثال إقبال محمد إقبال، في تجديد الفكر الديني، محمد قطب/ التطور والثبات في حياة البشرية، محمد فتحي عثمان / الفكر الإسلامي والتطور.

[7] أبو ريدة / السابق / 13.

[8] الشافعي، السابق: 8.

[9] رواه أبو داود، والنسائي، وابن ماجه.

[10] مسلم، كتاب العلم.

[11]جزء من حديث؛ فتح الباري، 1/ 160، كتاب العلم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مقدمة حول نظام الخلافة في الفكر الإسلامي
  • وسائل المعرفة في الفكر الإسلامي
  • (وفيكم سماعون لهم) والتحذير من الفكر المنحرف (خطبة)
  • أثر البعد الدولي في الفكر الإسلامي
  • إشكالية الثابت والمتغير في الفكر الإسلامي

مختارات من الشبكة

  • فصل آخر: في معنى قوله تعالى: {فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين}(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فصل آخر في معنى قوله تعالى: (وأيدهم بروح منه)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فصل في معنى قوله تعالى: ﴿وروح منه﴾(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ما ورد في معنى استغفار النبي صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • معنى الحال ورفع المضارع بعد الواو(مقالة - حضارة الكلمة)
  • معنى الحال ونصب المضارع بعد واو المعية(مقالة - حضارة الكلمة)
  • معنى عالمية الدين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شرح متن طالب الأصول: (1) معنى البسملة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إضمار (أن) ومعنى العطف(مقالة - حضارة الكلمة)
  • واو الحال وتعريف الحرف(مقالة - حضارة الكلمة)

 


تعليقات الزوار
1- شكر
إلياس دليبة - الجزائر 29/09/2019 08:43 AM

جزاكم الله خيراً

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • للسنة الخامسة على التوالي برنامج تعليمي نسائي يعزز الإيمان والتعلم في سراييفو
  • ندوة إسلامية للشباب تبرز القيم النبوية التربوية في مدينة زغرب
  • برنامج شبابي في توزلا يجمع بين الإيمان والمعرفة والتطوير الذاتي
  • ندوة نسائية وأخرى طلابية في القرم تناقشان التربية والقيم الإسلامية
  • مركز إسلامي وتعليمي جديد في مدينة فولجسكي الروسية
  • ختام دورة قرآنية ناجحة في توزلا بمشاركة واسعة من الطلاب المسلمين
  • يوم مفتوح للمسجد للتعرف على الإسلام غرب ماريلاند
  • ندوة مهنية تبحث دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في التعليم الإسلامي

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 10/5/1447هـ - الساعة: 9:27
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب