• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع حضارة الكلمة / اللغة .. والقلم / الوعي اللغوي


علامة باركود

البيان اللغوي للنمل

البيان اللغوي للنمل
حامد شاكر العاني


تاريخ الإضافة: 5/1/2015 ميلادي - 15/3/1436 هجري

الزيارات: 100377

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

البيان اللغوي للنمل


لماذا "قالت نملة"؟

ذكر القرآن الكريم كلمة نملة بلفظ المؤنث: ﴿ قَالَتْ نَمْلَةٌ ﴾، فقد ثبت علمياً أن النملة الأنثى العقيمة هي التي تقوم بأعباء المملكة من جمع الطعام، ورعاية الصغار، والدفاع عن المملكة، وتخرج من الخلية للعمل.

 

أما النمل الذكور فلا يظهر إلاَّ وقت التلقيح ولا دور له البتة إلاَّ في تلقيح الملكات، ومن خلال السياق القرآني يتضح لنا مطابقة المنظور العلمي للوحي الإلهي، وأن تلكم النملة هي الراعية لهذا الجمع الكبير من النمل.

 

البيان اللغوي للنمل:

قال الرازي في مختار الصحاح[1]: (النَّمْل) معروف الواحدة (نملة). و(أرضٌ نَمِلَة): ذات نمل، وطعام (منمول): أصابه النمل.

 

وقال ابن منظور: (النمل) معروف واحدته نَمْلة، ونَمُلة، وقد قرئ به فَعَلَّلة الفارسي بأن أصل نَمْلة نَمُلة، ثم وقع التخفيف وغلب وقوله عز وجل: ﴿ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا ٱلنَّمْلُ ٱدْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ ﴾ جاء لفظ (ادخلوا) في النمل وهي لا تعقل، كلفظ ما يعقل، لأنه قال: قالت، والقول لا يحكي إلاَّ للحي الناطق فأجريت مجراه، والجمع نِمَال. قال الأخطل: دبيب نِمال في نقا يتهيل، وأرض نَمِلة كثيرة النمل، وطعام منمول أصابه النمل [2].

 

هل النملة مذكر أم مؤنث؟

اختلف العلماء في النملة التي ذكرها الله عز وجل في القرآن الكريم من تذكير أو تأنيث إلى قولين:

القول الأول: يؤيد بأن النملة المشار إليها في الآية أنها مؤنث بدليل قوله تعالى ﴿ قَالَتْ نَمْلَةٌ ﴾ والتاء هنا للتأنيث.

 

القول الثاني: بأن النملة مثل الحمامة والشاة في وقوعها على الذكر والأنثى لا يتميز فيه المذكر من المؤنث بتذكير الفعل ولا بتأنيثه، بل يتميز بالإخبار عنه بأنه ذكر أو أنثى كقول أبي حيان والآلوسي في روح المعاني وغيرهما، وفيما يأتي تفصيل القولين:

قال المناوي في فتح القدير[3]: (قيل وهذه النملة التي سمعها سليمان هي أنثى بدليل تأنيث الفعل المسند إليها، ورد هذا أبو حيان، فقال: إلحاق التاء في قالت لا يدل على أن النملة مؤنثة بل يصح أن يقال في المذكر قالت، لأن نملة وإن كانت بالتاء فهي مما لا يتميز فيه المذكر من المؤنث بتذكير الفعل ولا بتأنيثه، بل يتميز بالإخبار عنه بأنه ذكر أو أنثى ولا يتعلق بمثل هذا كثير فائدة ولا بالتعرض لاسم النملة).

 

وقال البغوي في تفسيره[4]: (ودليل على أنها أنثى لم تقل: ادخلن، لأنه لما جعل لهم قولاً كالآدميين).

 

وأما ما ذكره النسفي وغيره عن الرواية المنسوبة إلى الإمام أبي حنيفة أنه قال: (إن نملة سليمان كانت أنثى) ففيها رد على من ادعى ذلك واعتبروها فرية على أبي حنيفة وقتادة وأنها لا تصح، لأن العقل يناهضها ونصها: (عن قتادة أنه دخل الكوفة فالتف عليه الناس، فقال سلوا عما شئتم، فسأله أبو حنيفة رضي الله عنه وهو شاب عن نملة سليمان أكانت ذكراً أم أنثى، فأفحم فقال أبو حنيفة رضي الله عنه كانت أنثى، فقيل له بماذا عرفت، فقال: بقوله: (قالت نملة)، ولو كانت ذكراً لقال قال نملة، وذلك أن النملة مثل الحمامة في وقوعها على الذكر والأنثى فيميز بينهما بعلامة نحو قولهم حمامة ذكر وحمامة أنثى، وهو وهي يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم ولم يقل ادخلن، لأنه لما جعلها قائلة والنمل مقولاتهم كما يكون في أولى العقل أجري خطابهن مجرى خطابهم)[5].

 

وقال الزمخشري في كشافه[6]: (وذلك أن النملة مثل الحمامة والشاة في وقوعها على الذكر والأنثى، فيميز بينهما بعلامة نحو قولهم: حمامة ذكر وحمامة أنثى وقولهم وهو وهي..).

 

وقال الآلوسي في روح المعاني[7]: (قالت نملة روعي فيه تأنيث اللفظ وأما المعنى فيحتمل التذكير والتأنيث على حد سواء وكيف يسأل أبو حنيفة رضي الله عنه بهذا ويفحم به قتادة مع غزارة علمه، والأشبه أن ذلك لا يصح عنهما).

 

وقال ابن الحاجب:

(التأنيث اللفظي: هو أن لا يكون بإزائه ذكر في الحيوان كظلمة، وعين، ولا فرق بين أن يكون حيواناً أو غيره كدجاجة وحمامة إذا قصد به مذكر فإنه مؤنث لفظي، ولذلك كان قول من زعم أن النملة في قوله تعالى: ﴿ قَالَتْ نَمْلَةٌ ﴾ أنثى لورود تاء التأنيث في (قالت) وهما لجواز أن يكون مذكراً في الحقيقة وورود تاء التأنيث كورودها في الفعل المؤنث اللفظي نحو: جاءت الظلمة)[8].

 

ورد أحد العلماء على ابن الحاجب كما ينقل الالوسي في روح المعاني بقوله:

(لعمري إنه قد تعسف ههنا ابن الحاجب وترك الواجب حيث اعترض على إمام أهل الإسلام واعتراضه بقوله: وورود تاء التأنيث كورودها... الخ. ليس بشيء إذ لو كان جائزاً أن يؤتى بتاء التأنيث في الفعل المجرد صورة التأنيث في الفاعل المذكر الحقيقي لكان ينبغي جوازاً أن يقال: جاءتني طلحة مع أنه لا يجوز وجوابه عن ذلك في شرحه بقوله: وليس ذلك كتأنيث أسماء الأعلام فإنها لا يعتبر فيها المدلول الثاني، ولو اعتبروا تأنيثها لكان اعتبار للمدلول الأول، فيفسد المعنى، فلذلك لا يقال: أعجبتني طلحة، تناقض محض كأنه نسي ما أمضى في صدر كتابه من قوله فإنه سمى به مذكر، فشرطه الزيادة على ثلاثة أحرف، فلا يخفى على من له أدنى مسكة أن (عقرب) مع أن علامة التأنيث فيه مقدرة العلمية لا تمنعها عن اعتبار تأنيثها حتى تمنع من الصرف، فكيف تمنع العلمية عن اعتبار التأنيث في طلحة مع أن علامة التأنيث فيه لفظية، فإذن ليس طرح التاء عن الفعل إلاَّ لأن التاء إنما يجاء بها علامة لتأنيث الفاعل، والفاعل ههنا مذكر حقيقي، فكذا النملة لو كان مذكراً لكان هو مع طلحة حذو القذة بالقذة)[9].

 

وينصر قول أبي حنيفة رضي الله تعالى عنه ما نقل عن ابن السكيت قوله:

(هذا بطة ذكر، وهذا حمامة ذكر، وهذا شاة إذا عنيت كبشاً، وهذا بقرة إذا عنيت ثوراً، فإن عنيت به أنثى قلت: هذه بقرة. وارتضاه الطيبي، ثم قال: فظهر أن القول ما قالت حذام، والمذهب ما سلكه الإمام: أن التاء في النملة للوحدة، فهي في حكم المؤنث اللفظي جائز أن تعامل معاملته كتمر وتمرة على ما نص عليه في المفصل، ولا يشكل بنحو طلحة حيث لم يجز إلحاق فعله التاء، لأن أسماء الأعلام يعتبر فيها المعنى دون اللفظ خلافاً للكوفيين إلى آخر ما ذكر ابن الحاجب)[10].

 

ويناقش الآلوسي (رحمه الله) المسألة بقوله:

(ولا نقض باعتبار التأنيث في عقرب إن سمي به مذكر ولا في طلحة نفسه باعتبار منع الصرف على ما ظنه بعض فضلاء ما وراء النهر وصوبه شيخنا الطيبي، لأن اعتبار المعنى فيما هو يرجع إلى المعنى لا فيما يرجع إلى اللفظ، وإلحاق العلاقة باعتبار الفاعل، أما التأنيث الحقيقي، وأما لشبه التأنيث مع الوحدة أو الجمعية ونحوها، فإذا لم يبق المعنى أعني التأنيث وشبه التأنيث فلا وجه للإلحاق، وأما منع الصرف فلا نظر فيه إلى معنى التأنيث، بل إلى هذه الزيادة لفظاً أو تقديراً، وذلك غير مختلف في المنقول عنه وكفاك دليلاً لاعتبار اللفظ وحده في هذا الحكم تفرقتهم في (سقر) بين تسمية المذكر به والمؤنث دون عقرب، فلو تأمل المناقض لكان ما أورده عليه لا له هذا، وإن الإمام رضي الله عنه كوفي والقاعدة على أصله مهدومة)[11].

 

وأما ما يثبته العلم الحديث فإن النمل الأنثى يناط له مهمات الحماية والحراسة والواجبات الأخرى.

 

يقول الكحيل: (تبين الدراسات أيضاً أن المهمة الوحيدة لذكور النمل هي التزاوج مع الملكة، أما مهام الدفاع والتحذير وتنظيم المرور وغير ذلك فهي مهمة النملة الأنثى، وهنا ندرك دقة التعبير القرآني بقوله تعالى: ﴿ قَالَتْ نَمْلَةٌ ﴾ بالمؤنث ليدلنا على أن النملة هي التي تتولى مهمة الدفاع والتحذير من الأخطار)[12].

 

والنمل كالنحل فيه الذكر وفيه الأنثى، وكما عُلم من جراء البحث العلمي أن الذكر ليس من واجبه إلاَّ تلقيح الملكات لغرض الإخصاب ولا يظهر إلاَّ في فترة التلقيح كما أشرنا سابقاً، لهذا لم يكن من واجب الذكر أن يبلّغ عن الخطر الذي سيلحق بمجموع النمل من جراء مجيء سليمان وجيشه، وقد ثبت ذلك علمياً بأن الأنثى هي الأكثر اهتماماً بمملكة النمل، وهي الداعية إلى المحافظة على ذلك الكيان من الأخطار الخارجية، وما يحدق بها، ورغم أنه لا يهمنا من كونها ذكراً أو أنثى، ولكننا في معرض الإعجاز العلمي للقرآن، ينبغي لنا أن نتعرف إلى هذه لماذا (قالت نملة)، لأن العلم كشف لنا أن الأنثى هي التي تهتم بشؤون مملكة النمل من حيث تعرضها للأخطار الخارجية، والله أعلم.



[1] ينظر: مختار الصحاح ص680، مادة ن م ل.

[2] ينظر: لسان العرب 11 / 678.

[3] ينظر: فتح القدير 4 / 186.

[4] ينظر: تفسير البغوي ص 150.

[5] ينظر: تفسير النسفي 3/ 207.

[6] ينظر: الكشاف 1/ 901.

[7] ينظر: روح المعاني 19/ 177.

[8] ينظر: روح المعاني 19/ 177.

[9] ينظر: روح المعاني 19/ 177.

[10] ينظر: روح المعاني 19/ 177.

[11] ينظر: روح المعاني 19/ 178.

[12] ينظر: موقع عبد الدائم الكحيل للإعجاز العلمي في القرآن والسنة - نظام المرور عند النمل ص 2.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • اللغة .. والقلم
  • أدبنا
  • من روائع الماضي
  • روافد
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة