الصحراء في قصائد ديوان (مراكب ذكرياتي) للدكتور عبد الرحمن العشماوي

الصحراء في قصائد ديوان (مراكب ذكرياتي)

للدكتور عبد الرحمن العشماوي

تحدث الدكتور عبد الرحمن العشماوي عن الصحراء في قصائد ديوان (مراكب ذكرياتي)؛ حيث بين: أن القلب ينتحب كسالك الصحراء يعاني من العطش والتعب في، ويحاول أن يجد منقذا له، وأن رؤى الفؤاد في صحاري البؤس أنهار وزهر، وأنه سلك صحارى فيها وحوشٌ كواسر، وعبر البيداء والفيافي والقفار، ويبين أنه وهو يسير في صحراء حزنه خبَّأ في الفؤاد لهيب ناره،وفيما يلي بيان ما ذكره في هذا:

العطش والتعب لسالك الصحراء:

يبين الدكتور عبد الرحمن العشماوي أن القلب ينتحب كسالك الصحراء يعاني من العطش والتعب في، ويحاول أن يجد منقذا له فيقول قصيدة (ريحانة القلب):

حسبي من الهم أن القلب ينتحب وإن بدا فرحي للناس والطربُ مسافرٌ في دروب الشوق تحرقُني نارُ انتظاري ووجداني لها لهبُ كأنني فارس لا سيف في يده والحرب دائرةٌ والناس تضطربُ أو أنني مبحر ٌ تاهت سفينته والموج يلطم عينيها وينسحب أو أنني مبحر ٌ تاهت سفينته والموج يلطم عينيها وينسحب أو أنني سالكُ الصحراءِ أظماه قيظٌ، وأوقفه عن سيره التعبُ يمد عينيه للأفق البعيد، فما يبدو له منقذٌ في الدرب أو سببُ [1]

ويبين في قصيدة (مشاتل الألحان) أيضًا أن الصحراء تلهب خاطره عطشًا، وعنده مورد الظمآن فيقول:

هذي هي الصحراءُ تلهب خاطري عطشًا، وعندك مورد الظمآن يا منْ يبثُّ لها الفؤادُ شجونَه لا تُبعدي سفني عن الشطآن كم من مركبٍ في القاع أصبح هامدًا ما زال يشكو غفلة الرُّبان[2]

رؤى الفؤاد في صحاري البؤس أنهار وزهر:

يبين الشاعر في قصيدة(حدثيني) أن رؤى الفؤاد في صحاري البؤس أنهار وزهر فيقول:

يا رؤىً كنت أراها في ظلام الليل فجرا

وأراها في صحاري البؤس أنهارا وزهرا

وأراها في فؤادي أملا يطفح بشرا [3]

الصحارى فيها وحوشٌ كواسر:

ويبين الشاعر في قصيدة (شعري) أنه سلك صحارى فيها وحوشٌ كواسر وخاض بحارًا من السراب زواخر فيقول:

وكم سلكتُ صحارى فيها وحوشٌ كواسرْ وخضت فيها بحارًا من السراب زواخر حتى وصلت إليكم محملا بالبشائر[4]

عبور البيداء والفيافي والقفار:

ويبين الشاعر أنه عبر البيداء والفيافي والقفار ليصل إلى محبوبته (أمته)

وأنه رافق الشواطئ التي تفضي بأسرار البحار فيقول في قصيدة (مراكب ذكرياتي):

قطعت إليك بيداء اشتياقي وألحقت الفيافي بالقفار ورافقت ُ الشواطئ وهي تفضي إليَّ ببعض أسرار البحار وسامرت الظلام فلم تُواصلْ مسامرتي كواكبه الدَّراري[5]

السير في صحراء الحزن:

ويبين الشاعر أنه وهو يسير صحراء حزنه في خبَّأ في الفؤاد لهيب ناره في قصيدة (مراكب ذكرياتي) حيث يقول الشاعر:

هنالك سرتُ في صحراء حزني أخبَّئ ُ في الفؤاد لهيبَ ناري وأكتم ما أعاني عن قريبٍ يعاتبُ أو بعيد لا يداري حزنت فلامني من ليس يدري كأن القلب يحزن باختياري أصبِّر قلبي الشاكي فيأبى موافقتي على معنى اصطباري[6]

المراجع:

عبد الرحمن العشماوي: ديوان مراكب ذكرياتي، الرياض، مكتبة العبيكان، 1424هـ