• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: وسائل السلامة في الحج وسبل الوقاية من ...
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    العشر من ذي الحجة وآفاق الروح (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فضائل الأيام العشر (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    أفضل أيام الدنيا (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    أحكام عشر ذي الحجة (خطبة)
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    أحكام عشر ذي الحجة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    أدلة الأحكام المتفق عليها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    الأنثى كالذكر في الأحكام الشرعية
    الشيخ أحمد الزومان
  •  
    الإنفاق في سبيل الله من صفات المتقين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    النهي عن أكل ما نسي المسلم تذكيته
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الحج: آداب وأخلاق (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    يصلح القصد في أصل الحكم وليس في وصفه أو نتيجته
    ياسر جابر الجمال
  •  
    المرأة في القرآن (1)
    قاسم عاشور
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (11)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الإنصاف من صفات الكرام ذوي الذمم والهمم
    د. ضياء الدين عبدالله الصالح
  •  
    الأسوة الحسنة
    نورة سليمان عبدالله
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / فكر
علامة باركود

البيئة من منظور إسلامي

المهدي بعقيلي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 12/5/2015 ميلادي - 23/7/1436 هجري

الزيارات: 5866

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

البيئة من منظور إسلامي


ربُّ العباد أنعم علينا بنعمٍ كثيرةٍ لا تُعدُّ ولا تُحصى؛ كما قال تعالى: ﴿ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا ﴾ [النحل: 18]، منها ما هو خاصٌّ وما هو عامٌّ، ومنها ما هو ظاهرٌ وما هو باطنٌ، يقول في سورة لقمان: ﴿ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ ﴾ [لقمان: 20]، والبيئة من أَنْفَسِها؛ لذلك كان لزامًا على المؤمن أن يتعرَّف إلى هذه النعمة من منظور إسلامي، وهي مِن: باءَ يَبُوء؛ أي: عاد إلى مُستقَرٍّ، ومن معانيها أيضًا: المنزل أو الحالة.

 

والله سبحانه وتعالى وصف الأنصار قائلاً: ﴿ وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ﴾ [الحشر: 9]، فهم جَمَعوا بين مفهومَيِ الوطن والدين، بينما فقَدَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم والمهاجرون معه المفهومَ الأول بعدما أُخرجوا مِن ديارهم بمكة، وهاجروا متشبِّثين بالثاني الذي هو الدين إلى الذين نصروا الله ورسوله، ووطؤوا الأكناف، وسهَّلوا لهم السبيل؛ فقاسموهم أعزَّ ما لديهم وأحبَّ ما يملكون، وشاطروهم بيئتهم.

 

ولعل أول من استعمل هذا المعنى بما هو معهود لدينا "المحيط المكاني والجغرافي والإحيائي المحيط بالإنسان بما يتبعه مِن مناخٍ سياسيٍّ وأخلاقي وفكري..." العلاَّمة الأندلسي ابن عبدربِّه في كتابه (العِقد الفريد).

 

والبيئة مِن مَنظورٍ إسلامي تتأسس على عدة أسسٍ مِن أهمها:

• شمولية المفهوم: أي: إنها ليستْ معنًى جزئيًّا؛ يقول الله تعالى: ﴿ إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنْفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ مَاءٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ الْمُسَخَّرِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ﴾ [البقرة: 164]، فهي السماء ذات الأبراج، والأرض ذاتُ الفجاج، والجبال المُرساة، والأنهار المُجراة، وهي السحاب المُسخَّر بين السماء والأرض، والرياح المرسلة بين يدي رحمته، وهي الماء والهواء، والإنسان المُكرَّمُ، والحيوان الأعجمُ، والجماد الأصمُّ، والنبات الأخضر؛ فهي الكون الطبيعي والكون البشري.

 

• التوازن البيئي: إن المشكلة الاقتصادية لدى النظامين الاقتصاديين: الرأسمالي والاشتراكي - مردُّها إلى شُحِّ الطبيعة؛ إذ الموارد الطبيعية لا تكفي لسد حاجات الإنسان؛ لأن تزايدَها بمتتالية حسابية، والتكاثر السكاني تزايده بمتتالية هندسية، أما الاقتصاد من منظور إسلامي فيُرجع سببَ هذه المشكلة إلى انحراف سلوك الإنسان، لا إلى غياب التوازن البيئي؛ يقول تعالى: ﴿ وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ ﴾ [الحجر: 19]، ويقول أيضًا: ﴿ وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ ﴾ [الأعراف: 96]، ويقول: ﴿ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا ﴾ [نوح: 10 - 12]، ويندرج تحت هذا الأساس مبدأ الحفاظ على النوع والسُّلالة؛ فالله عز وجل ندب إلى سيدنا نوح أن يحملَ معه على متن السفينة من كلٍّ زوجين اثنين صونًا للأمم؛ قال الله تعالى: ﴿ وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ ﴾ [الأنعام: 38]، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لولا أنَّ الكلاب أُمَّة يسبِّحون اللهَ لأمرتُ بقتلهم)).

 

وكأي من مخلوق إلا وله وظيفتان، إحداهما تعبدية؛ يقول الله تعالى: ﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ﴾ [الإسراء: 44].

 

ومن دلائل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم أن الحجارة والحصى كانت تُسبِّح بين يديه وبين أيدي بعض أصحابه، فيَسمَعُ الناس تسبيحَها؛ فعن أبي ذر قال: "إني انطلقتُ ألتَمِس رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض حوائط المدينة، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد، فأقبلتُ إليه حتى سلمتُ عليه، وحَصَيات موضوعة بين يديه، فأخذهنَّ في يده فسبَّحنَ في يده، ثم وضعهنَّ في الأرض فسكتنَ، ثم أخذهنَّ فوضعهنَّ في يد أبي بكر فسبَّحنَ في يده، ثم أخذهنَّ فوضعهنَّ في الأرض فخَرِسنَ - أي: سكتْنَ - ثم أخذهنَّ فوضعهنَّ في يد عمر فسبَّحنَ في يده، ثم أخذهنَّ فوضعهنَّ في الأرض فخَرِسنَ، ثمَّ أخذهنَّ فوضعهنَّ في يد عثمان فسبَّحنَ، ثم أخذهنَّ فوضعهنَّ في الأرض فخرسن"[1].

 

والوظيفة الثانية: أنه مُسخَّرٌ لخدمة الإنسان، وهذا هو مفهوم الآية: ﴿ أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ اللَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ ﴾ [لقمان: 20]، ووحدة مصدرية الكونين الطبيعي والبشري؛ يقول الله تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ ﴾ [الأنبياء: 30]، ويقول: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

 

• مِلكية الإنسان للموارد الطبيعية مِلكية انتفاع، لا ملكية رقبة، ولو كان كذلك لحرص على إفنائها قبلَ فنائه، ومالكُها الحقيقيُّ هو رب العباد، والمُنْتَفِع بها ملكُ ربِّه، عليه أن يتصرف فيها وَفْقَ مراده، بلا إسرافٍ ولا تقتيرٍ؛ عن ابن عباس قال: "كُلْ ما شئتَ، والبسْ ما شئتَ، ما أخطأتك اثنتان: سرف أو مخيلة".

 

• العَلاقة بين الكونين البشري والطبيعي عَلاقةُ تكاملٍ وانسجام وتآزر، لا علاقة تصادم؛ يقول الله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ آتَيْنَا دَاوُدَ مِنَّا فَضْلًا يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ وَالطَّيْرَ وَأَلَنَّا لَهُ الْحَدِيدَ * أَنِ اعْمَلْ سَابِغَاتٍ وَقَدِّرْ فِي السَّرْدِ وَاعْمَلُوا صَالِحًا إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ [سبأ: 10، 11]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أُحُدًا جبلٌ يُحبُّنا ونحبُّه))[2].

 

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: "صعد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أُحُدٍ، ومعه أبو بكر وعمرُ وعثمانُ، فرجف بهم، فضربه برجله قال: ((اثبُتْ أُحُدُ، فما عليك إلا نبيٌّ، أو صدِّيٌق، أو شهيدان))[3].

 

• الحِفاظ على البيئة وصونها من الإفساد: يقول الله تعالى: ﴿ ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الروم: 41] مُبيِّنًا أمورًا ثلاثة:

فأما الأول: فاكتساح الفساد الذي لا قيودَ له للقارات والأمكنة، ومردُّ ذلك إلى انحراف السلوك الإنساني، وتوظيفه للموارد البيئية في التقتيل والتهجير والحروب والإبادة وهذا هو الأمر الثاني.

 

وأما الأخير فمتعلِّقٌ بالعقوبة، والتي تمثَّلتْ في إهلاك الحرث والنسل؛ يقول الله تعالى: ﴿ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الْأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ ﴾ [البقرة: 205]، والنَّسْلُ موضعُ إنتاج الإنسان، أما الحرثُ فهو موضع إنتاج الزرع والنبات، فإذا أُهلِكا ما عادتْ للحياة قيمة.

 

• الحفاظ على البيئة في مواردها: وذلك بِصَوْن الأنفس البشرية، بتشريع الأحكام التي تكفل تحقيق الذات الإنسانية ومقوماتها، سواء كانتْ هذه الأحكام متعلقة بالفرد أو بالمجتمع كله؛ ففي سورة المائدة نقرأ قوله تعالى عن بني إسرائيل: ﴿ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ ﴾ [المائدة: 32]، والحفاظ على البيئة المائية وحمايتها من التلوث مع عدم استِنْزافها والإسراف في استخدامها؛ يقول الله تعالى: ﴿ كُلُوا وَاشْرَبُوا مِنْ رِزْقِ اللَّهِ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ ﴾ [البقرة: 60]، ويقول: ﴿ يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ ﴾ [الأعراف: 31]، وعن جابر بن عبدالله رضي الله عنه قال: "نهى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن يُبالَ في الماء الراكد"[4]، وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يَبولَنَّ أحدُكم في الماء الدائم الذي لا يجري، ثم يغتسل فيه))[5]، وكذا الأخذ بالتوجيهات القرآنية والنبوية في الحفاظ على الثروات الزراعية والحيوانية بالغرس والزرع وإحياء الموات، ومعاملة الحيوانات معاملةً كريمة، والبعد عن كل فساد وإخلال؛ يقول الله تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً ﴾ [النحل: 97]، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن قطَع سدرةً صوَّب الله رأسَه في النار))[6]، وجاء في وصية أبي بكر الصديق رضي الله عنه لأسامة بن زيد رضي الله عنه عندما وجَّهه إلى الشام قولُه: "ولا تقطعوا شجرة مُثمرةً، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرًا إلا لمأكلة"، ورُوِيَ أن رجلاً مرَّ بأبي الدرداء رضي الله عنه وهو يغرس جوزة (شجرة جوز)، فقال: "أتغرسُ هذه وأنت شيخ كبير، وهي لا تثمر إلا في كذا وكذا عامًا؟! فقال أبو الدرداء: ما عليَّ أن يكون لي أجرُها، ويأكل منها غيري"، ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن قتل عصفورًا فما فوقَها بغير حقِّها سأله الله عز وجل عنها يوم القيامة)).

 

وأخيرًا أختم بالقول بأن صون البيئة والحفاظ عليها في الإسلام مُرتبِطٌ بالجانب الروحي، ومُتعلِّقٌ بمفهوم استخلاف الإنسان في الأرض.



[1] أخرجه البزار والطبراني في الأوسط، وصحَّحه الألباني في ظلال الجنة (1146).

[2] رواه مسلم.

[3] رواه البخاري.

[4] رواه مسلم.

[5] متفق عليه.

[6] رواه أبو داود.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • التوافق بين الإنسان والبيئة
  • صراع الإنسان مع البيئة
  • اقتصاد البيئة
  • المملكة وقضايا البيئة!!
  • الإنسان - البيئة - التنمية
  • ترشيد استخدام عنصر الزمن بمنظور إسلامي
  • صفات نظام المكافآت والمحفزات الرصين من منظور إسلامي

مختارات من الشبكة

  • المؤتمر الإسلامي الثالث لوزراء البيئة : حماية البيئة في خدمة التنمية المستدامة(مقالة - المسلمون في العالم)
  • البيئة وعلاقتها بالإنسان: البيئة بين العالمي والمحلي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الجغرافيا وإشكالية البيئة (البيئة المغربية: واقع وآفاق) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • صحة البيئة واقتصاديات البيئة(مقالة - موقع د. زيد بن محمد الرماني)
  • مشروع قرار حول حماية البيئة(مقالة - موقع أ. د. محمد جبر الألفي)
  • البيئة الدعوية ومعوقات الدعوة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • توازن وتلوث البيئة في القرآن الكريم(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • البيئة بين القانون الوضعي والشريعة الإسلامية(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مفهوم البيئة في الفكر الجغرافي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الحفاظ على البيئة من التلوث(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 1/12/1446هـ - الساعة: 22:18
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب