• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أهم مظاهر محبة القرآن
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الحديث: أنه سئل عن الرجل يطلق ثم يراجع ولا يشهد؟
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    التجارب
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    خطبة مختصرة عن أيام التشريق
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    قالوا عن "صحيح البخاري"
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (12)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    عشر أيام = حياة جديدة
    محمد أبو عطية
  •  
    من مائدة الحديث: فضل التفقه في الدين
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    خطبة: فما عذرهم
    أحمد بن علوان السهيمي
  •  
    خطبة: وسائل السلامة في الحج وسبل الوقاية من ...
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    العشر من ذي الحجة وآفاق الروح (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فضائل الأيام العشر (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    أفضل أيام الدنيا (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    أحكام عشر ذي الحجة (خطبة)
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    أحكام عشر ذي الحجة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    أدلة الأحكام المتفق عليها
    عبدالعظيم المطعني
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / فكر
علامة باركود

نفاذ سنن الله تعالى في المجتمعات (1)

نفاذ سنن الله تعالى في المجتمعات (1)
د. هند بنت مصطفى شريفي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 3/5/2014 ميلادي - 3/7/1435 هجري

الزيارات: 9127

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

نفاذ سنن الله تعالى في المجتمعات (1)

 

من الدروس الدعوية العقدية ذات العبر والعظات، نفاذ السنن الإلهية وتحققها في المجتمع، وسنة الله هي: (الطريقة المتبعة لمعاملة الله للبشر، بناء على سلوكهم وأفعالهم وموقفهم من شرع الله وأنبيائه، وما يترتب على ذلك من نتائج في الدنيا والآخرة).[1]

 

وسنة الله في عباده مطردة لا تتخلف أبدا، وثابتة لا تتغير، وكذلك هي عامة، يسري حكمها على الجميع دون محاباة أو تمييز، قال تعالى: ﴿ فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلًا وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلًا ﴾ [2].

 

وقد وجه القرآن المسلمين للنظر واستقراء المعرفة من هذه السنن وتدبرها، والاستفادة منها، لما للإيمان بها من أثر عظيم في تقويم السلوك الديني للإنسان، وتثبيته على جادة الحق[3]، قال تعالى: ﴿ يُرِيدُ اللَّهُ لِيُبَيِّنَ لَكُمْ وَيَهْدِيَكُمْ سُنَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَيَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴾ [النساء: 26] [4]. ومن هذه السنن:

أ- حتمية التدافع بين الحق والباطل:

والمقصود بالتدافع بين الحق والباطل: أي محاولة تنحية أحدهما للآخر، أو إزالته، ومحوه بالقوة عند الاقتضاء، - وقد يسمى بالصراع بين الحق والباطل- لما بينهما من اختلاف، فيحتدم الصراع نتيجة هذا الاختلاف، لإقرار الحق أو لإقرار الباطل[5]، كما قال تعالى:  [6]. ومن هذا التدافع، دفع المشركين بالمسلمين[7]، وهو الذي عناه تعالى في قوله: ﴿ وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [الحج: 40] [8]، فقد أوضح تعالى في هذه الآية أن القتال والجهاد في سبيله هو الذي يحسم الصراع بقدر منه تعالى لصالح المؤمنين[9].

 

وقد كان هذا التدافع بين النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين وبين قومهم المشركين، لما أعلنوا كلمة الحق وجهروا بدينهم، فحاربوهم واجتهدوا في محق دينهم الحق، وهذا شأن الباطل، حين يطغى بقوته، ليصد عن الحق ويزيله وأهله، كما قال تعالى: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ ﴾ [الأنفال: 36] [10].

 

وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم نهاية هذا الصراع بينه وبين أهل مكة، في ترديده للآية الكريمة - وهو يحطم الأصنام -: ﴿ وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا ﴾ [الإسراء: 81] [11].

 

فالباطل وإن طال أمد تدافعه مع الحق، فهو بلا شك زاهق يوما ما، وذلك لصدق وعد الله لعباده المتقين بالعاقبة، وهذه هي السنة الإلهية الثانية المتحققة في غزوة الفتح:

ب- سنة الله في نصر المؤمنين لا تتخلف أبدا:

فهي إخبار من الله تعالى لعباده في قوله: ﴿ وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا * سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا ﴾[الفتح: 22، 23] [12]، (وهذه سنة الله وعادته في خلقه، ما تقابل الكفر والإيمان في موطن فيصل، إلا نصر الله الإيمان على الكفر، فرفع الحق ووضع الباطل)[13].

 

وكذلك نصر الله نبيه صلى الله عليه وسلم وأصحابه على من خالفهم وناوأهم وكذبهم، فجعل كلمة الله هي العليا، ودينه هو الدين الظاهر على سائر الأديان.

 

وقد حقق الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم، أوجها عديدة من النصر، فنصره بقوة الحجة والبرهان، ثم نصره بحمايته لما أمره بالهجرة من بين ظهراني قومه إلى المدينة، وجعل له فيها أنصارا وأعوانا، ثم منحه أكتاف المشركين يوم بدر، فنصره عليهم، وخذلهم له، ثم بعد مدة قريبة فتح مكة، فقرت عينه ببلده المحرم، فأنقذه الله به من الشرك والكفر، ثم دانت له جزيرة العرب بكمالها، ودخل الناس في دين الله أفواجا، ثم قبضه الله تعالى إليه، فأقام الله أصحابه خلفاء بعده، فبلغوا عنه دين الله، وفتحوا البلاد والمدائن، حتى انتشرت الدعوة في مشارق الأرض ومغاربها، ثم لا يزال هذا الدين قائما منصورا ظاهرا إلى قيام الساعة، ولهذا قال تعالى: ﴿ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴾ [غافر: 51] [14]، فيوم القيامة تكون النصرة أعظم وأكبر وأجل[15].

 

وقد تأخر نصر الله تعالى لنبيه هذه السنين - وهو القادر على نصرته يوم بعثه- لما يريده تعالى له من النصر الأعظم والأدوم والأكثر تأثيرا في واقع الحياة وفي عموم الناس، وبعد أن تهيأ من المؤمنين القاعدة اللازمة لاستحقاقهم هذا النصر الكبير، فلم يحصل هذا إلا بعد مضي أكثر مدة نبوته[16]، وقد كان نزول سورة النصر تبشيرا به، وإعلاما بدنو أجله صلى الله عليه وسلم.

 

وإذا طالعنا أحوال العالم الإسلامي هذه الأيام، وجدنا المسلمين وقد دال عليهم أعداؤهم، وتداعوا عليهم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها، وهم بلا حول ولا قوة - إلا من رحم الله - وينتظرون الفرج والنصر من عند الله، وقد غفل أكثرهم عن حقيقة النصر وقوانينه وسننه[17]، التي منها:

• أن يفقه المسلم، أن النصر ابتداء وانتهاء من عند الله تعالى، يهبه لمن يشاء، ويصرفه عمن يشاء، كما قال تعالى: ﴿ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ ﴾ [آل عمران: 126] [18]، وحين يريده عز وجل، فلن تستطيع قوى الأرض كلها الحيلولة بينه وبين الأمة، لقوله تعالى ﴿ إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ ﴾ [آل عمران: 160] [19].

 

فوعد الله تعالى بالنصر مطلق لم يقيده تعالى - كما هو غالب إخباراته - بزمان ولا مكان ولا صفة[20]، فهي سنة ثابتة لا تتبدل، لكنها قد تتأخر إلى أجل، ولأسباب قد تتعلق باستواء المسلمين واستقامتهم على طريق الحق، أو تتعلق بتهيئة الجو الذي يولد فيه النصر للمؤمنين، والهزيمة للكافرين، أو لغير هذا وذاك، مما يعلمه الله[21].

 

• من الضروري محاسبة النفس واتهامها بالتقصير في طلب أسباب النصر عند تأخره، فكثير من المسلمين اليوم إذا اعترضته العقبات والمصائب، أعاد الأمر إلى غيره وتعلل بقوة أعدائه، قبل أن يعيده إلى نفسه، ويعلله بغفلة المسلمين.

 

ومن توجيهات القرآن السامية في تشخيص المشكلات، وكشف الأخطاء في فهم السنن الربانية، أن يرجع المرء باللوم على نفسه، قبل لوم الآخرين، كما في قوله تعالى ﴿ أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [آل عمران: 165] [22]، وكذلك قوله تعالى ﴿ وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ﴾[23].[24]

 

• أن هذا النصر له عوامل وشروط تؤدي إلى وقوعه، وله موانع وعقبات تحول دون ذلك، فلا بد من تحقيق الشروط، ومن المهم إزالة وتجنب الموانع، ومن الشروط والعوامل المكسبة للنصر ما يلي:

1- تحقيق الإيمان بالله تعالى:

فهو وعد منه تعالى، قال فيه: ﴿ وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ ﴾ [25]، فالمؤمنون الموعودون بالنصر هم الذين تتحقق فيهم معاني الإيمان التي أمر الله بها في كتابه، ونبيه صلى الله عليه وسلم في سنته، لا أن يكونوا مؤمنين بمقاييسهم وأمانيهم، فالمفروض في المؤمنين أن يكونوا أداة تنفيذ طيعة لدين الله، لا أصحاب أهواء يملون إرادتهم الخاصة ويتبعونها، دون تقيد بمنهج الله، أو ينطلقون وفق أهوائهم، على خلاف أوامر الله ونواهيه، وعلى خلاف المنهج الذي رسمه الله لهم، [26] (فقد يظن الإنسان في نفسه أو غيره، كمال الإيمان المستحق للنصر، وأن جند الله الغالبون، ويكون الأمر بخلاف ذلك)[27]، فلا يستحق النصر الموعود به.

 

فعليه حينئذ - إذا تأخر النصر - أن يراجع نفسه، ويعرض أحواله وأفعاله على معاني الإيمان ومقتضياته، ويزنها بميزانها، ليعرف الخلل والنقص الموجود فيه، فيقوم بتصحيحه، ويتدارك ما فاته لتحقيق معاني الإيمان في نفسه، ولتظهر ثمرات هذا الإيمان من تقوى وصبر وغيره في الواقع[28]، ولا يتم ذلك إلا باستصلاح النفوس، والأخذ بها في مجالات الاستقامة، والبعد بها عن محارم الله، ومهابط الرذيلة، لأنها سبب للخذلان وعامل لتسليط العدو، فالنصر يتوقف على الاستقامة على نهج الهدى وسلوك سبيل الطاعة[29].

 

وقد كان تحقق الصبر والمصابرة على الأعداء، وتقوى الله واجتناب محارمه، شرطا من الله تعالى للإمداد بالملائكة ونزول نصره تعالى على المؤمنين، كما في قوله تعالى: ﴿ بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلَافٍ مِنَ الْمَلَائِكَةِ مُسَوِّمِينَ ﴾[30].

 

2- القيام بدينه تعالى، والدعوة إليه:

لاستحقاق النصر منه تعالى وذلك بجهاد أعدائه، ومتى فعل المسلمون ذلك، وقصدوا به وجه الله، فإن الله يربط على قلوبهم، بالصبر والثبات، ويعينهم على أعدائهم، كما في قوله جل وعلا: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ﴾ [محمد: 7] [31]، فهذا وعد من كريم صادق الوعد، أن الذي ينصره بالأقوال والأفعال، فسينصره مولاه وييسر له أسباب النصر والثبات[32].

 

وكذلك قوله تعالى: ﴿ وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ ﴾ [33]، في الآية الكريمة يقسم تعالى بنصر من ينصره، ومعلوم أن نصر الله تعالى، إنما هو بإتباع ما شرعه، بامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، ونصرة رسله وأتباعهم، ونصرة دينه وجهاد أعدائه.

 

وقد تلى هذا القسم الصفات المميزة لمن وُعد بالنصر، في قوله تعالى: ﴿ الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ﴾ [34]، فلا وعد من الله بالنصر إلا مع إقامة الصلاة، وإيتاء الزكاة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، فمن يترك ويدع هذه الأوامر، ثم يطلب التمكين والنصر من الله، فمثله كمثل الأجير الذي يمتنع من عمل ما أجر عليه، ثم يطلب الأجرة، ومن هذا شأنه فلا عقل له[35].

 

3- الإعداد المعنوي والمادي لمواجهة الأعداء:

ويدل عليه قوله تعالى: ﴿ وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ ﴾[36]، فمجرد الإيمان دون الأخذ بأسباب النصر ومقوماته المادية، لا يضمن النص، ولا يكفل الظهور والتمكين في الأرض، الذي وعد الله به عباده المخلصين، [37] فلا بد من الإعداد لتحصيل النصر، ومن ذلك: حسن إعداد المجاهدين في سبيل الله، علميا، وتربويا وسلوكيا وبدنيا.. الخ، إضافة إلى حسن الإعداد المادي بتوفير الموارد المالية وقوة تجهيز الجيش العسكرية.

 

وكذلك من أسباب النصر إعداد القيادة الصالحة المصلحة، الراشدة القوية، التي تضحي في سبيل نصرة الإسلام وإعزازه، فهذه القيادة ركن أساس من أركان النصر[38].

 

وكما أن للنصر أسبابا، فإن له معوقات، وعوامل فشل، جعلها الله سببا للهزيمة، أو لتأخر النصر ومنها:

1- إهمال تحقيق عوامل جلب النصر وكسبه.

 

2- التنازع والاختلاف المذموم، فقد ذم الله تعالى الاختلاف والتفرق المؤدي للفشل والمسبب للضعف والجبن، في قوله تعالى: ﴿ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ [39]، فوحدة الصف ووحدة الكلمة أساس في النصرة، وتفريق الكلمة والاختلاف في الرأي هزيمة ودمار[40].

 

ومجمل العوامل التي أثرت في المسلمين، وأدت إلى تفرقهم وتشتتهم شيعا، نوعين من العوامل:

• عوامل داخلية نشأت داخل الأمة، نتيجة التركيب الاجتماعي، أو الانحراف الفكري، أو الأغراض والمطامع الشخصية، كإتباع الهوى، وإهمال المصالح الشرعية للأمة، أو التعصب لفريق دون الآخر مما يؤدي إلى انقسام الأمة، أو بغي فئة منها على أخرى، أو الجهل بالحق كله أو بعضه.

 

• عوامل خارجية، أثرت في الأمة من خارجها، نتيجة الاحتكاك بمن سواها من الأمم، احتكاكا فكريا واجتماعيا.. الخ، مما استتبع دخول مفاهيم وتصورات وعادات وأفكار غريبة عن الكيان الإسلامي، وعلى المسلمين، فعملت على إشاعة الفرقة، وانشعاب الآراء والأهواء، بعد أن تعددت الموارد التي يستقى منها.[41]



[1] السنن الإلهية في الأمم والجماعات والأفراد في الشريعة الإسلامية ص 13.

[2] سورة فاطر جزء من آية 43.

[3]بتصرف، السنن الإلهية في الأمم والجماعات والأفراد ص 14، وانظر مقال تحت عنوان: العلم بالسنن الإلهية: د. محمد آمحزون، ص 50 في مجلة البيان عدد 115 ربيع الأول 1418 هـ.

[4] سورة النساء آية 26.

[5]بتصرف، السنن الإلهية في الأمم والأفراد والجماعات ص 45.

[6] سورة النساء آية 76.

[7] انظر جامع البيان عن تأويل آي القرآن 17/ 174.

[8] سورة الحج جزء من آية 40.

[9] انظر السنن الإلهية في الأمم والأفراد والجماعات ص 45، ومقال د. محمد آمحزون في مجلة البيان .

[10] سورة الأنفال جزء من آية 36.

[11] سورة الإسراء جزء من آية 81، والحديث سبق تخريجه ص 127.

[12] سورة الفتح الآيتين 22- 23.

[13] تفسير القرآن العظيم 7/ 323.

[14] سورة غافر آية 51.

[15]بتصرف، تفسير القرآن العظيم 7/ 140.

[16]بتصرف، السنن الإلهية في الأمم الجماعات والأفراد ص 51.

[17]بتصرف، المرجع السابق ص 54، وانظر فقه السيرة: منير الغضبان ص 461-، وانظر قل هو من عند أنفسكم: محمد سرور بن نايف زين العابدين ص 76، دار الأرقم بريطانيا ط:1، 1413هـ 1993م.

[18] سورة آل عمران جزء من آية 126.

[19] سورة آل عمران آية 160.

[20] بتصرف، الفتاوى: ابن تيمية 15/184. وتتمة كلامه: وكثيرا ما يعتقد الناس في الموعود به صفات أخرى لم بنزل عليها خطاب الحق، بل اعتقدوها بأسباب أخرى، كما اعتقد طائفة من الصحابة، إخبار النبي صلى الله عليه وسلم أنهم يطوفون بالمسجد الحرام، أن يكون ذلك عام الحديبية، وكان غير ذلك.

[21] بتصرف، في ظلال القرآن 6/3328.

[22] سورة آل عمران 165.

[23] سورة الشورى جزء من آية 30.

[24]بتصرف، المدخل إلى علم الدعوة ص 348، وانظر قل هو من عند أنفسكم ص 68.

[25] سورة الروم جزء من آية 47.

[26]بتصرف، بصائر للمسلم المعاصر: الأستاذ عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني ص 169، دار القلم دمشق ط:1، 1403هـ 1983م.

[27] الفتاوى: ابن تيمية 15/ 194.

[28]بتصرف، السنن الإلهية في الأفراد والأمم والجماعات ص 55.

[29] بتصرف، تأملات في دروب الحق والباطل: عبد الله عبد الغني خياط ص 203، تهامة للنشر جدة ط:1، 1402هـ 1982م.

[30] سورة آل عمران آية 125، واختلف المفسرون في هذا الوعد هل كان يوم بدر أو كان يوم أحد، انظر تفسير القرآن العظيم 2/ 93.

[31] سورة محمد آية 7.

[32]بتصرف، تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان 7/ 66.

[33] سورة الحج جزء من آية 40.

[34] سورة الحج آية 41.

[35]بتصرف، أضواء البيان 5/ 703- 704.

[36] سورة الأنفال جزء من آية 60.

[37]بتصرف، أهل السنة والجماعة، معالم الانطلاقة الكبرى ص 52.

[38] بتصرف، تأملات في دروب الحق والباطل ص 203.

[39] سورة الأنفال جزء من آية 46. وقد عرف الله جل ثناؤه أهل الإيمان به، السيرة في حرب أعدائه من أهل الكفر، والأفعال التي ترجى لهم باستعمالها عند لقائهم النصرة عليهم، والظفر بهم، في آيتين جامعتين، وهي ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيرًا لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ (الأنفال 45-46) فقد ذكر تعالى: صدق الإيمان بالله تعالى، والثبات لقتال أعدائه، وعدم الانهزام عنهم، أو تولية الأدبار، والدعاء بالنصر عليهم، والإكثار من ذكره تعالى، وطاعة الله ورسوله وعدم مخالفتهما في شيء، والابتعاد عن الاختلاف والتنازع، والصبر عند لقاء العدو. بتصرف، جامع البيان عن تأويل آي القرآن 10/14-15.

[40] انظر فقه السيرة: منير الغضبان ص 462.

[41] انظر مقدمة في أسباب اختلاف المسلمين وتفرقهم: محمد العبدة وطارق عبدالحكيم ص 43-46 و ص 113- 116، دار الأرقم الكويت ط: بدون 1405هـ 1984م. وانظر وجوب لزوم الجماعة وترك التفرق: جمال بن أحمد بن بشير بادي من ص 135- 137، دار الوطن للنشر الرياض ط:1، 1412هـ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • سنن الله تعالى في التدافع
  • من سنن الله تعالى في خلقه (1)
  • من سنن الله تعالى في خلقه (2)
  • من سنن الله تعالى في خلقه (3)
  • من سنن الله تعالى في خلقه (4)
  • نفاذ سنن الله تعالى في المجتمعات (2)
  • قراءة التاريخ لمعرفة سنن الله الثابتة في النجاة والهلاك

مختارات من الشبكة

  • نفاذ الإجراء الصحيح(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن محمد بن سعد آل خنين)
  • نفاذ الإجراء الصحيح (PDF)(كتاب - موقع الشيخ عبدالله بن محمد بن سعد آل خنين)
  • من سنن الصلاة (سنن عامة في باب الصلاة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من سنن الصلاة (سنن الأذكار بعد الصلاة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من سنن الصلاة (سنن أدعية الاستفتاح)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من سنن الصلاة (سنن المواقيت)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة مرقاة الصعود إلى سنن أبي داود ( شرح سنن أبي داود )(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • العولمة والسنن الاجتماعية(مقالة - موقع أ.د. مصطفى مسلم)
  • ستمائة عام من الإسلام في يوغوسلافيا(مقالة - المسلمون في العالم)
  • سنن قل العمل بها: 152 سنة موثقة بالدليل (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 2/12/1446هـ - الساعة: 8:23
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب