• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أهم مظاهر محبة القرآن
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الحديث: أنه سئل عن الرجل يطلق ثم يراجع ولا يشهد؟
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    التجارب
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    خطبة مختصرة عن أيام التشريق
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    قالوا عن "صحيح البخاري"
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (12)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    عشر أيام = حياة جديدة
    محمد أبو عطية
  •  
    من مائدة الحديث: فضل التفقه في الدين
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    خطبة: فما عذرهم
    أحمد بن علوان السهيمي
  •  
    خطبة: وسائل السلامة في الحج وسبل الوقاية من ...
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    العشر من ذي الحجة وآفاق الروح (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فضائل الأيام العشر (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    أفضل أيام الدنيا (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    أحكام عشر ذي الحجة (خطبة)
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    أحكام عشر ذي الحجة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    أدلة الأحكام المتفق عليها
    عبدالعظيم المطعني
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم / سير وتراجم وأعلام
علامة باركود

أنموذج من عناية الشيخ ابن جبرين - رحمه الله - بالمرأة وتعليمها

حواء بنت جابو آل جدة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 15/7/2009 ميلادي - 22/7/1430 هجري

الزيارات: 12271

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

جاءَ من المدينة النبويَّة للتوِّ، وقَبِل دعوةً كريمة؛ ليُلقيَ محاضرة في قاعة إحدى المدارس الكبرى بجدة، والتي كان يُقام بها درسٌ عِلميٌّ أسبوعيٌّ.

وافق الشيخُ ابن جبرين - رحمه الله - مع ارتباطه الشديد، وتعنَّى ليُلقيَ على أكثر من 500 امرأةٍ محاضرةً قَيِّمَة مرصَّعة بآيات الله البيِّنات، مُدعَّمة بأحاديث الرسول - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - تُفيض نُصحًا ولُطفًا وتوجيهًا للمرأة؛ لتكميلِ مقامات العبوديَّة لله - جلَّ وعلا - وتوعيه بدَورها ومسؤوليتها وحقوقِها، لقد كانتْ فريدة، أتدرون لِمَهْ؟

لأنَّ الداعيةَ التي كانتْ تُلقي دروسَها المنتظمة في نفس القاعة كانت قد ألبستِ الشيخ - رحمه الله - عباءةَ التحزُّب، ورمتْه لدى خواصِّ تلميذاتها بألوان التُّهم!

ولكنَّ الجميع استمعَ إلى الشيخ - رحمه الله - بإنصاتٍ عجيب، وحُقَّ له ولنا.

قبلَ انتهاء المحاضرة جُمعت الأسئلةُ من الحاضرات، وكانت كثيرةً جدًّا لم يَتسنَّ فرزُها جميعًا، وما زالتِ النساء يبعثنَ بأسئلتهنَّ، واستمرَّ في الإجابة عن الاستفسارات والأسئلة قُرابةَ الساعة، سوى المحاضرة التي استغرقتْ نحو الساعة والنصف، لقد تأخَّر عن موعده المحدَّد بأكثر من نِصف ساعة، حتى توقَّف مَن يقرأ الأسئلة طالبًا من الشَّيخ أن يغادروا؛ ليلحقوا بموعدِهم، فقال الشيخ: لا بأسَ، هؤلاءِ نساءٌ، وحقُّهنَّ علينا كبير، وواصل والنساء يبعثنَ بأسئلتهنَّ التي حُجزت بعضُها رأفةً بالشيخ، هذا هو الشيخ مُقدِّر النِّساء، مقبل على تعليمهنَّ ومُعتَنٍ بهنَّ - رحمه الله.

فَعَلَتْ مكانتُه في نفوس الحاضرات في نفس المكان الذي أُسِيء إليه فيه.

بعدَها بعام أُعلن أنَّه سيُشارِك في الدورة العِلميَّة الصيفية، التي تُقام كلَّ عام في جامع الملك سعود بطريق المدينة الطالع بجدة.

فسررتُ أيَّما سرور، حضرتُ فوجدتُ الجامع ممتلئًا بالنسوة، رغمَ أنَّه الأسبوع الخامس من الدورة، حيث اعتدْنا أن يقلَّ عددُ الطلاَّب والطالبات كلَّما طالَ الأمد.

شرَح جزءًا من كتاب التوحيد للعلاَّمة المقريزي، وجزءًا من أخصر المختصرات لابن بلبان الحنبلي - رحم الله الجميع - بعدَ الفجر مدَّة أسبوع كامل.

كان شرحُه للتوحيد يستقرُّ في النفس دون أن يحتاج إلى تقييد كراريس، وتوضيحُه للفِقه ما فتحتُ كتابًا في الفِقه إلاَّ وأذْكُر طريقتَه الميسَّرة المتفنِّنة.

وإذا قيل له: هذا سؤال من إحدى الأخوات أولاه عِنايةً في تفصيل الجواب، والاستدلال والسبر والتقسيم؛ ليُشعرَ المرأة أنَّها مهمَّة، وأنَّها أختُ الرجل في طلب العِلم وغيره؛ مؤتسيًا بالنبي - صلَّى الله عليه وآله وسلَّم - عندما أقبلَ على النِّساء، وخصَّص لهنَّ يومًا يُعلِّمهنَّ ويُفقههنَّ فيه، كما كان يُخصِّص لهنَّ حديثًا في خُطبة العيد.

وإنَّا لنأمل أن يُنشرَ نِتاجُ الشيخ بشكل أوسعَ، فحتى الآن لا ندري عن اكتمال بعضِ السلاسل، كـ"شِفاء العليل شرْح منار السبيل"، ونحوه.

كما نأملُ أن يُطوَّر موقعُ الشيخ - رحمه الله - ليضمَّ شروحاتِ الشيخ الصوتيَّةَ، مخرجة على هيئة كتب رقميَّة، كذا مجموع فتاواه.

رَحِم الله الشيخَ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن بن جبرين، وجزاه خيرَ ما جزى عالِمًا عن أمَّته، وأخلف للأمَّة بخير، وخَلفَه في أهله بخير.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • خواطر ومواقف في وفاة سماحة الشيخ ابن جبرين
  • خاطرة مشيع للعلامة الجبرين
  • ابن جبرين يحدثنا عن الموت وقبض الروح!
  • رحمك الله يا ابن جبرين (قصيدة)
  • الحسد (من درر العلامة ابن جبرين رحمه الله)
  • ابن جبرين الجبل العالم
  • فقيد الأمة
  • ما مت يا مفخرة أهل السنة
  • في رحيل ابن جبرين
  • وقفات مع موت العلماء
  • طبت يا ابن جبرين وطاب الثرى (قصيدة)
  • رحل الذين أحبهم، فعليك يا دنيا السلام
  • زنادقة الإعلام بين مايكل الكافر وابن جبرين الإمام
  • ورحل ثالث الأئمة الأعلام
  • في رثاء الشيخ عبد الله بن جبرين (قصيدة)
  • ابن جبرين: عمل حضاري وحب لأعمال الخير
  • الرِّبِّي (قصة قصيرة)
  • 10 مواقف من حياة العلامة ابن جبرين
  • آهات حزين في فقد ابن جبرين (قصيدة)
  • ابن جبرين..والديار التي خلت!
  • الشيخ د. عبدالله الجبرين في حوار خاص (1)
  • أنموذج من حوارات النبي صلى الله عليه وسلم مع الشباب (1) (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن التويجري في محاضرة: وقفات مع قوله تعالى: {إن الله يأمركم أن تذبحوا بقرة}(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • الشيخ المحدث عبدالله بن عبدالرحمن السعد في محاضرة: مسائل متعلقة بشهري شعبان ورمضان(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • رسالة الشيخ عبدالكريم الدبان إلى شيخه الشيخ أحمد الراوي (PDF)(كتاب - ثقافة ومعرفة)
  • ترجمة الشيخ عبداللطيف بن الشيخ عبدالرحمن بن شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الشيخ د. عصام بن صالح العويد في محاضرة بعنوان (أركان تربية القرآن)(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • الشيخ المحدث خالد بن عبد العزيز الهويسين في محاضرة: السنة في تحقيق الصيام(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • الشيخ جبران سحاري في محاضرة بعنوان (اختيارات الشيخ ابن عقيل في أوائل كتاب البيوع)(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • نبذة عن سماحة الشيخ ابن باز بقلم الشيخ العلامة عبدالله بن عقيل(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • الشيخ د. عبد العزيز بن محمد السدحان في محاضرة: تنبيهات للصائمين والقائمين(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • مسند الديار النجدية وفقيهها الشيخ محمد بن عبدالرحمن بن إسحاق آل الشيخ(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 


تعليقات الزوار
7- رحمك الله شيخنا الجليل
نمارق - السعودية 26-07-2009 12:26 PM

السلام عليكم ورحمة الله ...

رحم الله الشيخ وأسبغ عليه نعمه تترى ...

شكر الله لكِ أستاذتنا العزيزة ... وأنار الله دربك ... في حفظ الله

6- رحم الله الشيخ الجليل ابن جبرين
أمة الله 25-07-2009 09:15 AM

رحم الله الشيخ الجليل ابن جبرين بقدر ماأعطى لهذه الأمة رحمة من الرحمّن الرحيم العظيم الكريم, وجعل البركة فى علمه وتلاميذه وكل من سار على النهج السليم والطريق القويم. بارك الله فيكم وزادكم علما ونورا ، ونفع بكم البشرية جمعا.

5- جزاك الله خيراً
أمل قادم - السعودية 19-07-2009 09:08 PM

يا أخية منذ قرأت مقالك وأنا أتردد عليه يوميا أقف أمام هذه الأسطر وأعيد قراءتها :


قبلَ انتهاء المحاضرة جُمعت الأسئلةُ من الحاضرات، وكانت كثيرةً جدًّا لم يَتسنَّ فرزُها جميعًا، وما زالتِ النساء يبعثنَ بأسئلتهنَّ، واستمرَّ في الإجابة عن الاستفسارات والأسئلة قُرابةَ الساعة، سوى المحاضرة التي استغرقتْ نحو الساعة والنصف، لقد تأخَّر عن موعده المحدَّد بأكثر من نِصف ساعة، حتى توقَّف مَن يقرأ الأسئلة طالبًا من الشَّيخ أن يغادروا؛ ليلحقوا بموعدِهم، فقال الشيخ: لا بأسَ، هؤلاءِ نساءٌ، وحقُّهنَّ علينا كبير، وواصل والنساء يبعثنَ بأسئلتهنَّ التي حُجزت بعضُها رأفةً بالشيخ، هذا هو الشيخ مُقدِّر النِّساء، مقبل على تعليمهنَّ ومُعتَنٍ بهنَّ - رحمه الله.



وأقول من لنا بمن يعنى بالنساء في هذا الباب عناية خاصة ؟

4- ابن جبرين
الأسيف الهروبي - السعودية 16-07-2009 06:20 AM

بسم الله الرحمن الرحيم
*أسد السنة :
وبناني يدبج هذا المقال وكلي جراحات مزمنة وفواجع وقوارع تحيطني إحاطة السوار بالمعصم تعاودني بين الفينة والأخرى كلما أفل منها نجم عاد آخر وكأنه يهمس لي قائلاً لا أحب الآفلين , لم نكد نكفكف دموع الأسى على فقيدنا العلامة بكر أبو زيد رحمه الله . فاجأتنا إذا الفجائية بنبأ رحيل الجبل الأشم والطود الأتم العالم الراسخ والفقيه الشامخ سماحة والدنا :" عبد الله بن جبرين رحمه الله " أسد السنة وقامع البدعة من رحل جثمانه وبقي تأريخه . غيّب في القبر ووسّد التراب ولكن لم يغيّب من ذاكرة التاريخ ولم يمحى من جنان الصحوة الصاعدة بل مازالت صورة ذلك الشيخ الذي كان في الثمانين من عمره تداعب همته مخيّلة أبناء العشرين .. رجل بأمه,سراج بمفرده , علم في رأسه نار، شيخ في طاقة شاب ، في العلم آيه , متواضع تعلم التواضع منه التواضع لطالما مسح دمعه , وأرشد ضال , وعلم جاهل , وأوقف باطل , وأزاح منكر سلسلة متوالية من المكارم والفضائل لا تحيط به أسطر كهذه ولكن حسبي من القلادة ما أحاط بالعنق ، فكما قيل :( قد مات قوم وهم في الناس أحياء ) 
وشيخنا الجبرين منذ نعومة أظفاره ما كان للهو في جدوله نصيب تراه يخرج من بيته الطينيّ في القويعية قد تأبط كتابه وخرج لينهل من المعين الصافي والمورد العذب لم يثنه عن ذلك حرارة الشمس النجدية ولا لهيب الرمضاء ولا طول الطريق ولا قلة السالكين يتنقل بين شيوخ قريته كتلكم النحلة التي تتنقل بين أزهار الربيع كان الناس يرونه بين المزارع والنخيل تارة يمشي على قدميه وتارة قد امتطى جمله طالبا ًالعلوم التي تقربه من مولاه مستلذاً الصعاب في سبيل نيل المعالي فبورك الجد يا شمس الأصيل . لم يلبس الغالي والنفيس ما كان يا طلبة العلم رفيقاً للكسل كلا وربي ما كان خيبة أمل تأريخ مشرق منذ البداية حتى النهاية يذكرني بالإمام الشعبي رحمه الله لما سئل بم نلت هذا العلم كله فقال : " بنفي الاعتماد ، والسير في البلاد ، وصبر كصبر الجماد " . وهكذا يرتقي في سلم العلوم وتجري السنون إثر السنون وليلة تلو ليلة وتمر وكأنها سحابة صيف أو لمحة بصر تذهب آلمها ويبقى حلوها فإذا به يحصل على شهادة الدكتوراه بتقدير** ممتاز** التي تفخر هي به ولا يفخر هو بها وعمره آنذاك في الستين من عمره وكانت بتخريج أحاديث وتنقيح شرح الزركشي على مختصر الخرقي انظر يا رعاك الله يناقش رسالة الدكتوراه ولحيته بيضاء ناصعة ناقشها وطلابه هم دكاترة الجامعات وعمداء الكليات فهل وقف به الحد عند هذا واتكأ على أريكته وألقى بالمسؤولية عن كاهله لا ومن فلق الحبة وبرء النسمة لم يرضى بهذه الحياة التي لا معنى لها لأنّ شيخنا فهم سرّ الوجود بل كان يحمل بين جنبيه همة ً تُصهر الجلمود حقا ً لقد ذهب زمن النوم يا خديجة ترجمها شيخنا على واقعه :: ترجمة ً واقعية فكان ذلك الرحالة الكبير في جبال وسحاري المملكة فبعد أن توفي ابن باز رحمه الله أخذ كل صيف يخرج لمدة شهر أو شهرين في مدن المملكة وقراها يقيم الدورات العلمية ويشرح المتون ويفتي العامة والخاصة وينشر العلم وينزل على القلوب بوعظه الذي ينساب انسياب الماء في العود فتارة ً تراه في المدن الساحلية وتارةً في المدن الجبلية دون كلل أو ملل وهو ذلك الشيخ الذي ناوشته الأمراض وعضته الأوجاع ولكنه عظيم منحنى ولا ركع إلا لربه في صلاته .
* والله إن هذا هو الملك ليس بملك هارون :
أطلت زُبيدة من نافذة قصرها في يوم من أيام حياتها فإذا بها تبصر ذلك الموكب المهيب الذي أثار وجدانها وأنطق أحاسيسها عندما رأت طلبة العلم محلقين على إمامهم ابن المبارك رحمه الله كالبدر من حوله النجوم فذاك يقبل يده وذاك يقبل رأسه يريدون أن يفدوا إمامهم بمهجهم يشفقون عليه من لهيب الشمس ويخافون عليه من وهجها فقالت : " والله إن هذا هو الملك ليس بملك هارون " لعلكم تذكرون الصورة الماضية لشيخنا ابن جبرين رحمه الله وهو يطأ بقدميه أرض القويعية إذ به بعد أن سما في العلم يطأ بقدميه تلك .. البلاط الملكي ، والقصور العامرة ، لما توفي الأمير عبد المجيد ابن عبد العزيز رحمه الله أمير مكة قدموا جثمانه ليصلى عليه في الجامع الكبير حضر مسئولون كثر من الدول الإسلامية وتنادى أفراد الأسرة المالكة - مصبحين وبالليل- الوزراء والأمراء الجامع محاط بالعسكر وفي ثنايا هذا الحدث ووسط هذا الزحام إذ بصاحب السمو الأخلاقي ، والفخامة الرباني ، يطل على الناس كإطلالة البدر بل أحلى ، كالشمس بل أجلى ، فيقدمه الملوك والوزراء على ضيوف الدولة وعلى أبنائهم ليدعوا لفقيدهم ولسان حالهم (تقدم يا إمام فأنت من خير علماء الجزيرة الذين يرتجى منكم الدعاء وبأمثالك تتعز أمتنا ويعلو مجدُها ) .
ابن جبرين اسم برق في سماء المجد عالم فريد ، عملة نادرة ، هو البحر من أي النواحي أتيته فالجود ساحله واليم يمينه بل تعوّد بسط الكفّ حتى لو أنه أراد ثنيها أبت أنامله ، لقد عاش والله عظيما ً ومات عظيما ً فبعد أن طلبه شيخه ابن باز ليكون معه في رئاسة الإفتاء بمرتبة مفت يردّ على الهاتف ويجيب على الأسئلة الشفهية ويراجع البحوث قبل نشرها في مجلة الإفتاء فعشق حياة العلم وأدمن مجالسة العلماء وأشاد بطلبة العلم وفقّه ودرّس ولو لم يكن عنده في المجلس الذي يعقده للعلم سوى طالبين أو أكثر فلا يلتفت لكثرة الطلاب ولا لجمهرة الناس . يقول أحد طلابه : " خرجت مع الشيخ بعد عصر يوم الأربعاء ليلقي الشيخ محاضرة ً تبعد عن الرياض (مئة وخمسون كم ) فذهبنا أنا ومجموعة معي وكلّي فرح وسرو ر البهجة تغمرني من كل جانب وبينما نحن في الطريق كنّا نسأل الشيخ وشيخنا يجيب كالغيث المدرار دون كلل أو ملل بل لربما أخرج أحد الطلاب كتاباً فقرأه على الشيخ وشيخنا يعلق ويشرح وبعد أن وصلنا إلى هناك أقبلوا على الشيخ كإقبال الضمئان على الماء فستمر درسه إلى العشاء وبعد العشاء حضر الشيخ مناسبة ً ثم عدنا إلى الرياض وأنزلنا الشيخ في منزله الساعة الثانية هل انتهى الأمر عند هذا فحسب ؟ فوجئت أن الشيخ بعد الفجر شرع في درسه وبقي مع طلبة العلم حتى الساعة التاسعة. ألم أقل لكم أنه في الصبر معجزة ! يفعل كل هذا دون مقابل مالي أو تكليف رسمي فهكذا العظماء !.
* من استطاع أن يؤثر الله في كل مقام فليفعل :
الشجاعة ركن من أركان شيخنا همه الأعلى و الأسمى أن يرضيَ رب الكون وكفى . يقول كلمة الحق ويؤثر ما عند الله شجاعته أذهلت كل الناس ، لهجته أرهبت أرباب الأقلام ، الحثالة الأقزام ، ذوو زبالات الأذهان ، وأصحاب نجس الأفكار، وقذر القول وخبث اللسان ، ونتن الرضاب المنتسبين إلى مدرسة اللبرالية أو العصرانية أو ما شكلها فإذا قال شيخنا ما قال يتوارى أحدهم من القوم من عظيم ما نزل به أينطقه على هون أم يدسه في التراب ألا ساء ما يحكمون .
إذا قالت حذام فصدقوها *** فإن القول ما قالت حذام
من منا يجهل فتواه تلك التي أقضّت مضاجع أبناء المتعة وأبناء الفرس وحمير اليهود الذين يركبون عليهم في كل فتنة. أطارت النوم من أعينهم لأنهم يريدون الاستمتاع بالفروج المؤجرة وبالبنيات دون التاسعة والعيش في أحضان البغايا فقد رفع هؤلاء الروافض النواكى على شيخنا دعوى : بأنه يدعوا إلى التحريض وإبادة الجنس البشري وطالبوا بمحاكمة الشيخ فقام الشيعي الرافضي ,, علي السّراي ،، الذي نعلُ الشيخ أكرم منه وبولهُ أطهر منه فرفع على الشيخ هذه الدعوى واستعان على قضيته ببعض المحامين من بني جلدته ومن المضحك المبكي أن جلال الصغير إمام حسينية براثا فارسيّ الأصل متهم ببعض القضايا الأخلاقية التي مازالت المحكمة لم تفرغ من قضاياه هو يكفّر الشيخ ويستبيح دمه .
فوا عجبا ًكم يدعي الفضل ناقـص
ووا أسفا ً كم يظهر النقص فاضل
وإذا وصف الطائي بالبخل مارد
وعيّر قســـــاً بالفهــاهــــة با قـــل
وقال السهى للشمــس أنت خفيفة
وقال الدجــــى لصبح لونك حائـــل
فيا موت زر إن الحيــاة ذميــمة
ويا نفس جدي إن دهــــرك هــازل
فلله درك يا شيخنا قصاصة من كلامك ، وكتيبة من جملك ، قلبت الدنيا عليهم رأساً على عقب فانظر يا رعاك الله تعالت صيحات الرافضة في محاكمة شيخ في الثمانين من عمره وهو طريح الفراش يخضع للعلاج في ألمانيا فهل رأيتم مريضاً يقض مضاجع الأصحاء ؟
* اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة :
لم يأبه شيخنا للمناصب التي قطّعت نياط قلوب بعض دعاتنا وأسلمتهم للتنازلات والإتيان بالغرائب التي تضحك الجاهل فضلاَ عن العالم أتدرون ما كان منصب شيخنا رحمه الله (( دكتور , خطيب لجامع عادي في الرياض ، وعضو إفتاء متقاعد )) هكذا بدون زيادة لكن منصبه الرفيع ــ في قلوب العامة والخاصة ورحم الله مجاهد إذ قال : " من أعز نفسه أذل دينه ومن أذل نفسه أعز دينه " ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين .
وكان الشاطبي رحمه الله كثيرا ً ما يقول : " آخر الأشياء نزولاً من قلوب الصالحين حب السلطة والتصدر" .
* أبكي على ( 5374 ) حديثاً تدفن في هذا القبر:
من أعظم الجنائز التي شهدها عصرنا جنازة الإمام العلامة ابن باز رحمه الله , شهدها كوكبة من الأمراء والوزراء والسادة والعلماء وطلبة العلم والعامة من الناس ففي تلك الساعة الممزقة لقلب كل غيور بعد أن غيّب ذلك الإمام تحت أطباق الثرى دعا من دعا وبكى من بكى يقول أحد الحاضرين بعد أن خرجت جحافل الناس وذهبت المواكب الرسمية بصرت بشيخ كبير ذو لحية بيضاء واقف على قبر ذلك العلم متحملاً حرارة الشمس ومرارة الموقف يُسمع نشيجه وتتسابق دموعه على وجنتيه إنها دموع الحب والوفاء لمشايخه ودعاته فهل كان ذلكم الرجل غريباً إنه سماحة الوالد ابن جبرين يقول هذا الأخ : فكان هذا الموقف مؤثراً كتأثير الجنازة نفسها وهاهي الأيام تدور دورتها ويقلّب الله الليل والنهار إن في ذلك لعبرةً لأولي الأبصار فإذا بقاصمة الظهر، وألم الخطب ، وسياط الألم ، تعود من جديد وتدخل في خلجات نفسي بلا استئذان
ــ مات ابـــن جبريـــن ــ
فمن يبكي على قبرك يا أسد السنة ؟

يا شباب الصحوة هاهي معالم السنوات الخداعة تكشر عن أنيابها وترفع راياتها من لهذا السيل العارم من الفتن التي يتبع بعضها بعضاً هل أحد منكم ينبري لها ويقول أنا لها فلئن مات ابن جبرين فلأسدنّ ثغره فلله أوس قادمون و خزرج




أبو جميل الأنصاري

3- رحمك الله أيها الشيخ الجليل.
حنان 15-07-2009 07:22 PM

شكرًا لراقمة المقال سابقًا.

ولفتة قيمة فيما يتعلق بنتاجه -رحمه الله- وموقعه، نأمل أن هناك من يحقق الأمل.

وعجبًا ممن يجرؤ على الطعن في العلماء ويصمهم بما هم منه براء.

رحم الله الشيخ الفقيد رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته.

2- شكرًا حواء
أنهار - السعودية 15-07-2009 03:50 PM

كثيرة هي المواقف الدالة على حرص الشيخ بالمرأة، أذكر قبل قرابة الثمان سنوات، أقيم مركز صيفيّ للفتيات في حيّ صغير من أحياء فقراء مكة، وكان الطريق إليه وعرٌ، جاء الشيخ ابن جبرين إلى هذا المكان، ليقام معه لقاءٌ مفتوح مع الفتيات! واستمر لأكثر من ساعة يجيب ويفصل ويسمع باهتمام

غفر الله لشيخنا وعوضنا خيرًا، اجبر مصابنا يا الله!

1- رائعة
أسماء محمد - السعودية 15-07-2009 03:46 PM

رائعة، شكرا للأخت الكريمة على المقالة الرائعة.

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 2/12/1446هـ - الساعة: 8:23
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب