• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حكم زواج المسيار
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    خطبة (المسح على الشراب)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    سلسلة تذكير الأمة بشرح حديث: "كل أمتي يدخلون ...
    الشيخ حسن حفني
  •  
    شرح لفظ "كواعب" (في ضوء كلام العرب والقرآن
    د. أورنك زيب الأعظمي
  •  
    مكانة إطعام الطعام في الإسلام
    أشرف شعبان أبو أحمد
  •  
    منهج القرآن في بيان الأحكام
    د. أحمد عبدالمجيد مكي
  •  
    قبسات من الإعجاز البياني للقرآن (1)
    قاسم عاشور
  •  
    ماذا أخذت من السعودية؟
    أ. محمود توفيق حسين
  •  
    يعلمون.. ولا يعلمون
    أشرف شعبان أبو أحمد
  •  
    تبديد الخوف من المستقبل المجهول (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    عظة مع انقضاء العام (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (العلي، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تفسير قوله تعالى: ﴿وما كان لنفس أن تموت إلا بإذن ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    تفسير: (ولقد صدق عليهم إبليس ظنه فاتبعوه إلا ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى أن ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    من فوائد الدعاء
    الشيخ محمد جميل زينو
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / عالم الكتب
علامة باركود

عرض لكتاب: دولة النبي صلى الله عليه وسلم

علاء سعد حسن حميده

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 28/5/2011 ميلادي - 25/6/1432 هجري

الزيارات: 39542

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

دولة النبي صلى الله عليه وسلم

 

تأليف

علاء سعد حسن حميدة

عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية

 

تقديم

دكتور كامل حمدي عبدالكريم

دكتوراه في الدراسات الإسلامية

 

تقديم:

أسعدني كثيرًا الابنُ الفاضل الأستاذ علاء سعد حميدة بهذا البحثِ الجيد، وزاد من سعادتي طلبُه تقديمي لكتابِه "دولة النبي - صلى الله عليه وسلم"، وقد علمت- ولعهدٍ قريب - أنَّ الأستاذ علاء أديبٌ مرهفُ الحسِّ، رقيقُ الوجدان، كاتبٌ للقصة الواقعية بأسلوبٍ متميز أخَّاذ جذَّاب، ولم أعهدْه باحثًا سياسيًّا، ولكنني بعدما طالعتُ هذه الأطروحةَ القيمة بنظرةِ أديبٍ لبيب وجدتُه ذا نظرةٍ سياسية رصينة، استطاعَ أن يلجَ بقلمِه المتأدِّبِ الرَّقيقِ الدَّقيق موضوعاتٍ ذاتِ طابعٍ فكري متخصص، فجزاه الله خيرًا على ما قدَّمه، وعلى تشريفي بتقديمِ هذا العملِ المشكور.

 

موضوع هذا البحث "دولة النبي - صلى الله عليه وسلم - في المدينةِ المنورة"، والدَّولة هي جمعٌ من البشرِ يقطنُ بقعةً جغرافية محدَّدة بصفةٍ دائمة ومستقر فيها، ويخضعُ لنظامٍ معلن تضعُه سلطةٌ سياسية معينة، هذا هو التعريفُ المصطلحُ عليه في علومِ السياسة على اختلافِها، وكلُّ التعريفاتِ الواردة في أدبياتِ هذا العلم تدورُ حول هذا المعنى.

 

إنَّ كلمةَ "الدَّولة" وردتْ لفظًا ومعنىً في القرآنِ الكريم؛ فاللَّفظُ جاء في الآيةِ السابعة من سورةِ الحشر، وهو قوله - تعالى -: ﴿ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ ﴾ [الحشر : 7]، وهذه الآيةُ تشير إلى تداولِ المالِ بين الأغنياء، وسُمِّيت الدَّولة بهذا اللفظِ لأنَّها تشيرُ إلى أهمِّ خاصيةٍ من خواصِّ الدَّولة وهي خاصية التداول؛ أي: تداول السلطةِ بين جماعاتٍ مختلفة، فهي تشبه المال في هذا النطاق؛ (ابن منظور: لسان العرب، مادة "دَوَلَ").

 

هذا من ناحيةِ اللفظ، أمَّا من ناحيةِ معنى وكينونة الدَّولة وسماتِها فقد ورد مفهومُ الدَّولة في القرآنِ الكريم في آياتٍ كثيرة تناولتْ جوانبَ الدَّولة؛ فعلى سبيل المثال لا الحصر نجدُ في قولِه - تعالى -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا ﴾ [النساء : 58 ، 59]، ويصفُ الشيخ "محمد رشيد رضا" هاتين الآيتين بأنَّهما أساسُ الحكومة الإسلامية، ولو لم ينزل في القرآنِ غيرهما لكفتا المسلمين في ذلك إذا هم بنوا جميعَ الأحكامِ عليهما؛ (محمد رشيد رضا: تفسير المنار، جـ5، ص168)، ويسمي الإمام "ابن تيمية" الآيةَ الأولى آيةَ الأمراء، ويقول عنها: "إذا كانت الآيةُ قد أوجبتْ أداءَ الأماناتِ إلى أهلها والحكم بالعدل، فهذا جماعُ السياسةِ العادلة والولاية الصَّالحة"؛ (ابن تيمية: السياسة الشرعية، ص5)، وكلتا الآيتين تحدِّدان أهمَّ مكوناتِ الدَّولة وهي مكون الأمَّةِ أو الشعب، ومكون الحكومة أو السُّلطة والنظام أو السياسة.

 

ومن هنا نستطيعُ القولَ أنَّ مدلول الدَّولة المعروف الآن عند المفكِّرين السياسيين المعاصرين قد تناولَه القرآنُ الكريم في رؤية متكاملة، وإن شئت قلت: في نظريةٍ سياسية موجزة جامعة، وبالتالي فعلى ضوءِ هذه النظرية أو الرؤية أسَّسَ رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - دولتَه الأولى في مدينتِه الناشئة المنورة؛ حيث كان فيها المجتمعُ أو الشعب أو الأمَّة، وكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هو القائد أو الحاكم لهذه الأمَّةِ، وكان معه أجلاءُ الصحابةِ بعقولِهم الفاحصة المدقِّقة وآرائِهم الثرية الناضجة وفقههم المعتبر، وكان ينظمُ هذه العَلاقةَ القائدُ وصحابتُه مع شعبه وأمته سياسةً وكياسة، ودرايةً ورعاية، ودقَّةَ نظرٍ واعتبار في الأحوالِ والمتغيرات؛ أي: كانت دولته - صلى الله عليه وسلم - مشتملة على أهمِّ أركانِ الدَّولة الثلاثة الرئيسة.

 

اختلاط مفاهيمي: ثار نقاشٌ واسع حولَ مفهومِ الدَّولة الدينية والدَّولة المدنية، ورفعَ العلمانيون شعارَ الدَّولة المدنية التي لا مرجعيةَ للدِّين - أي دين - فيها فلا تدخُّلَ ولا اعتبارَ للثوابتِ الدينية في السياسة، وأصحابُ هذا الاتجاه يرون أنَّه نموذج للتقدم والمعاصرة، وفي رأيهم أنَّ الدَّولة الدينية نموذج للجبروتِ والكبت والتخلُّفِ، وهذا التقسيمُ المجتزأُ من إطارِه التاريخي إجحافٌ وإغفال لنموذجٍ ثالث رأته الدُّنيا في التاريخِ يومًا وهو نموذجُ الدَّولة الإسلامية الأولى، وإن شئت قلت نموذج دولةِ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - في مدينتِه المنورة.

 

هذا الخلطُ أو التجاهل الذي قد يكون عن تجاهلٍ أو عن جهل، مرجعُه التأثرُ بالثقافةِ الغربية، ولحنُ القولِ البرَّاقِ في التنظير السياسي الغربي، الأمر الذي يتباينُ أشد التباين مع نظريةِ الدَّولة الإسلامية؛ لذا أرى في هذا ومن الأهميةِ بمكان المجال لتحرير المفهوم، فإنَّ معظمَ من تناولَ الدَّولة الدينية بالنقدِ نظر إليها من خلالِ نموذجين اثنين في التطبيق السياسي؛ هذان النموذجان هما: نموذجُ دولة "الثيوقراط" ونموذجُ دولةِ "ولاية الفقيه"، أمَّا النموذج الأول "الدَّولة الثيوقراطية" فيعني الحكم بمقتضى التفويضِ الإلهي للحاكمين، مما يُضفي عليهم صفاتِ العصمة والقداسة، فهي دولةٌ تعتبر الحاكمَ فيها نائبًا عن الإله، وهو ظلُّ اللهِ في الأرض، وكان هذا النموذجُ سائدًا بأوربا في القرون الوسطى، وقتما كانت الكنيسةُ تسيطرُ بهواها على كلِّ شيء، وتفرضُ وصايتَها على أفعالِ وأقول النَّاس، حتَّى أفكارهم أيضًا، وكان الإنسانُ حينها يعبدُ إلهين من البشر: الإمبراطور والبابا؛ الأولُ يدَّعي لنفسِه الحقَّ المطلق في حكم الناس، والثاني يؤيدُ ويباركُ حكمَه ويضفي عليه قداسةً، ويأمر الشَّعبَ بطاعته بحجِّيةِ أنَّ ذلك أمرٌ مقدَّسٌ من الله، لقد كانت سلطةُ الكنيسةِ الغربية المطلقة تمثل نمطَ السلطةِ الدينية غيرِ المرغوب فيها الآن، وهو المعنى المفهوم من مصطلح "ثيوقراطية" الذي هو نظامُ حكم يستندُ على أفكارٍ دينية مُستمَدَّةٍ في الأصل من المسيحيةِ واليهودية، وتعني حكمًا بموجبِ حقٍّ إلهي مزعوم، وهو نظامُ حكمٍ كان موجودًا في العصورِ الوسطى نتجَ عنه دولةٌ دينية مستبدة بغيضة.

 

أمَّا النموذجُ الثاني للدولةِ الدينية فهي دولة "ولاية الفقيه" كما هو الحال في الدَّولة "الصفوية" بإيران؛ حيث: "يرى الشيعةُ الاثني عشرية وجوبَ عصمةِ الإمام، بحيث يحصلُ للمكلَّفين القطع بأنَّه حجةُ الله، وأنَّ قولَه قولُ الله - تعالى - وقول رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وحكمه وجوب طاعتِه والتسليم له"؛ (د/ علي السالوس: مع الاثني عشرية في الأصول والفروع، جـ1، ص284)، وكلا النموذجين يخالفُ مفهومَ وتطبيقاتِ دولةِ النبي - صلى الله عليه وسلم - وبالتالي يخالفُ تمامًا مفهومَ الدَّولة في الإسلام عند أهل السنة والجماعة.

 

إنَّ الدَّولة في الإسلام تختلفُ عن الدَّولة في أي نموذج وضعي من صنعِ تفكير البشر، فـ"وظيفةُ الدَّولةِ القيامُ على الدَّعوةِ الإسلامية، وإقامةُ الشريعة الإسلامية، وقيادةُ الأمَّةِ وَفْقَ هذه الشريعة"؛ (د/ عمر سليمان الأشقر: نحو ثقافةٍ إسلامية أصيلة، ص349)، وهذه الدَّولةُ تعتمد في تشريعاتِها على مصدرٍ رباني لا يأتيه الباطلُ من بين يديه ولا من خلفِه، فهو تشريعٌ معصوم، "إنَّ الدَّولة في الإسلام تجعلُ دستورَها مستمَدًّا من كتابِ الله وسنة رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وتستمدُّ منهما أمهاتِ الأخلاق وأساسيات العقائد، فهو قانونهم الأكبر الذي ترجعُ إليه كلُّ القوانينِ الفرعية. إنَّ من أهدافِ مرحلة التمكين وضع نظام نابعٍ من الإسلام ومصادر الشَّريعة، يتناولُ كلَّ مناشطِ حياة النَّاسِ الفردية والعامة"؛ (د/ علي الصلابي: فقه النصر والتمكين في القرآن الكريم، ص440)، ولذلك "فالقوانينُ التي تحكم في الدَّولةِ الإسلامية هي من عندِ الله، وإطاعتُها على ذلك واجبٌ لا بدَّ منه، والإنسانُ تطمئنُّ نفسُه إلى طاعةِ ربِّه وخالقه بقدر ما تنفرُ من طاعةِ قوانين بشرٍ مثله"؛ (د/ عمر سليمان الأشقر: المرجع السابق، ص347)، وعلى ذلك فالدَّولةُ الإسلامية لا تفصلُ بين الدِّين والسياسة، فاللهُ - سبحانه وتعالى - شرع الأحكامَ التي تنظمُ المجتمع، وطالبَ المسلمين بتنفيذِ هذه الأحكام ومعاقبة المتمرِّدين على تلك الأحكام بإقامةِ الحدود والقِصاص من المعتدين، وكلُّ ذلك يحتاجُ إلى سلطةٍ سياسية"؛ (د/ عمر سليمان الأشقر: نحو ثقافة إسلامية أصيلة، ص343)، وهذه السلطةُ السياسية هي الدَّولةُ الإسلامية، وكذلك الحاكمُ في الإسلامِ محاسبٌ على أفعالِه إن خالفَ الشَّرعَ أو قصَّرَ في واجباتِه، أمَّا في مفهومِ الدَّولة الدينية "الثيوقراطية" فالحاكمُ لا يُسأل عمَّا يفعلُ، وهذا عين "الديكتاتورية".

 

إنَّ دولةَ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - لا يمكنُ نسبتُها إلى مسمى "دولة دينية" ولا إلى مسمى "دولة مدنية"، فهذا التقسيمُ من مخرجاتِ التغريب واستعظامِ الغير واحتقارِ الذَّات، وتجاهل التاريخ المشرف للأمَّةِ الإسلامية، وأمَّةُ الإسلام لا حاجةَ لها إلى أن تقيدَ نفسَها بهذه المصطلحاتِ الخاصة ببيئتِها ونشأتها؛ لأنَّ هذه المصطلحاتِ أخذتْ دلالاتٍ ذهنيةً مستقرة عند النَّاسِ تناقضُ صحيحَ الإسلام، وبالتالي فاستخدامُ مصطلح "دولة مدنية" لوصفِ الدَّولة في الإسلام سيكون مثارَ الجدلِ المستمر؛ لأنَّه يحملُ دلالاتِ البيئة التي قدم منها.

 

وهذا البحثُ الطيب تناولَ موضوعاتٍ في غاية الأهمية في هذا المجال، وهو حديثُ الساعة، وجاء في وقتِه ليجيبَ عن كثيرٍ من تساؤلاتٍ في أذهان النَّاسِ الآن وخاصَّةً الشباب منهم، جزى اللهُ أخي الأستاذ علاء خيرَ الجزاء على ما بذله من جهدِ البحث والجمع والترتيب، وجعلَ كلَّ ذلك في ميزانِ حسناتِه يوم القيامة، إنَّه ولي ذلك والقادرُ عليه، وآخرُ دعوانا أن الحمدُ لله ربِّ العالمين.

د/ كامل حمدي عبدالكريم

 

مقدمة:

ستظلُّ السيرةُ النبوية العطرة دائمًا وأبدًا مصدرًا بالغَ الأهمية من مصادرِ تلقي المنهجِ الإسلامي، فالسيرةُ النبوية تتناولُ حياةَ سيد المرسلين محمد - صلَّى الله عليه وسلَّم - الذي كان خلقُه القرآن، أو كان قرآنًا يمشي على الأرض، فالسيرةُ النبوية هي ترجمانُ القرآن الكريم، وهي حاويةُ السنةِ النبوية المطهَّرةِ من قولٍ وفعل وإقرار.

 

ولقد كَثُر الباحثون والكتَّابُ في السيرةِ النبوية، وتعدَّدت مناهجُهم في الكتابة والتناول، فمنهم من اهتمَّ بالخط الزمني للسيرة، ومنهم من تناولها من الجانبِالموضوعي، وتظلُّ السيرة النبوية العطرة غضة طرية تلهمُ كلَّ بناءٍ لمشروعٍ جديد من مشروعاتِ نهضة الأمة، ولا شكَّ أننا في هذه المرحلةِ الدقيقة من تاريخِ أمتنا المجيدة نستلهمُ من سيرة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - ركائزَ المستقبلِ ودعائم البناء المتين.

 

ودولةُ النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - هي مرحلةٌ مفصلية من مراحلِ سيرته العطرة، فهل أقام النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - دولةً بالمفهومِ المتعارف عليه للدولة؟ أم أنه كان - صلَّى الله عليه وسلَّم - رسولاً مبلغًا وفقط؟

 

وهل يحمِّلُ بعضُ الدارسين الأمورَ أكثرَ مما تحتمل عندما يتناولون دولةَ المدينة باعتبارِها الأنموذجَ الأول للدولة الإسلامية؟ أم أنَّ هذه الدَّولة فعلاً أنموذجًا يستحقُّ الدراسةَ والبحث؟

 

لقد عرف القرآنُ الكريم الدَّولةَ والملك، وميَّزَ بين الأنبياء والرُّسلِ المبلِّغين فقط، وبين الأنبياءِ والرسلِ الذين آتاهم الله الملكَ؛ مثل سليمان وداود - عليهما السلام - فكانت لهم دولٌ وممالك.

 

وأقام النبيُّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - دولةً تتكوَّنُ من أرضٍ ذاتِ حدود جغرافية، وأمَّةٍ ذاتِ خصائصَ مميزة، ينظمها دستورٌ عام "صحيفة المدينة"، وتحتكمُ إلى قانونٍ يطبق بالعدل والمساواة، ويحميها جيشٌ يدافعُ عن كيانِها ويجاهدُ في سبيل إعلاء شأنها؛ دولة مُستقلة ذات سيادة.

 

وتميَّزتْ هذه الدَّولةُ بخصائصَ واضحةٍ كتبت لها الخلودَ وعلو الشأنِ والتميُّز الدَّائم وَفْقَ حقيقة قرآنية خالدة: ﴿ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ﴾ [البقرة : 143]، ﴿ كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ﴾ [آل عمران : 110]، وبين دفتي هذا البحثِ حاولتُ أن أجمعَ بعضَ خصائص وسمات دولة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - لتكون نبراسًا مرشدًا ونورًا هاديًا نحو خصائص الدَّولةِ الحديثة التي نريد.

 

ويقعُ هذا البحثُ في ثلاثةِ فصولٍ، ولكلِّ فصلٍ عدة مباحث على النحو التالي:

الفصل الأول: الدَّولة بين التصورِ الإسلامي والفكر الغربي، وفيه أربعة مباحث هي:

المبحث الأول: الحكم والملك في القرآن الكريم.

المبحث الثاني: مفهومُ الدَّولة الحديثة.

المبحث الثالث: الدستور.

المبحث الرابع: الدَّولة بين نظرياتِ العقد الاجتماعي ونظام الحكم في الإسلام.

 

الفصل الثاني: مرحلة تأسيس الدَّولة، وفيه ثلاثةُ مباحث:
المبحث الأول: التهيئةُ للبناء.
المبحث الثاني: دروسٌ من الهجرة.
المبحث الثالث: صعوبات جمَّة في مواجهة الدَّولة الوليدة.

 

الفصل الثالث: من سماتِ دولة النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - وفيه ثلاثة عشر مبحثًا:
المبحث الأول: الرَّبانية.

المبحث الثاني: الدستور.

المبحث الثالث: الأخوة.

المبحث الرابع: المواطنة.
المبحث الخامس: الشورى.

المبحث السادس: التعددية.
المبحث السابع: النيابية.

المبحث الثامن: العدل والمساواة وسيادة القانون.
المبحث التاسع: التخصص والمؤسسية.
المبحث العاشر: الإنتاج وعدالة التوزيع "العدالة الاجتماعية".
المبحث الحادي عشر: التكافُل الاجتماعي.
المبحث الثاني عشر: الأمة مصدر السلطات.
المبحث الثالث عشر: شخصية الحاكم - صلى الله عليه وسلم.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • عرض لكتاب: كوكب الهند
  • عرض لكتاب "فاس في شعر محمد الحلوي"؛ للدكتور علي الغزيوي والأستاذ عبدالقادر النفيسي
  • سمات دولة النبي صلى الله عليه وسلم

مختارات من الشبكة

  • حديث: عرضنا على النبي صلى الله عليه وسلم يوم قريظة فكان من أنبت قتل(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • الدعوة أيام الحج وعرض النبي صلى الله عليه وسلم نفسه على القبائل(مقالة - موقع د. محمد منير الجنباز)
  • مكانة النبي صلى الله عليه وسلم ومكانة أتباعه في شعر الشاعر الدكتور عبدالرحمن العشماوي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • من فضائل النبي: أكرم الله جبريل بأن رآه النبي صلى الله عليه وسلم في صورته الحقيقية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من فضائل النبي: استأذن ملك القطر ربه ليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم: كان صلى الله عليه وسلم رحيما بالمؤمنين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • النبي معلما (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحق الواضح المبين في الذب عن عرض الصادق الأمين لقذلة بنت محمد القحطاني(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • عرض لكتاب: دفاع عن محمد صلي الله عليه وسلم، ضد المنتقصين من قدره(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • خاتم النبيين (31): كتب النبي صلى الله عليه وسلم إلى الملوك والزعماء(مقالة - آفاق الشريعة)

 


تعليقات الزوار
3- كيف يمكن قراءة الكتاب؟
احمد 17-07-2014 05:21 PM

كيف يمكن قراءة الكتاب؟

2- دولة النبي
Ibrahim - alger 04-10-2013 07:00 PM

أريد ان أطلع على الكتاب

1- أين اجد هذا الكتاب؟
اميرة - مصر 22-06-2013 11:20 PM

السلام عليكم،

أنا ابحث عن هذا الكتاب في كل مكان ولا أستطيع أن أجده، هل يمكنكم مساعدتي؟

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • تخرج 220 طالبا من دارسي العلوم الإسلامية في ألبانيا
  • مسلمو سابينسكي يحتفلون بمسجدهم الجديد في سريدنيه نيرتي
  • مدينة زينيتشا تحتفل بالجيل الجديد من معلمي القرآن في حفلها الخامس عشر
  • بعد 3 سنوات أهالي كوكمور يحتفلون بإعادة افتتاح مسجدهم العريق
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 22/12/1446هـ - الساعة: 22:17
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب