تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر بالإمارات

تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني طبعة دار البر بالإمارات

صدر حديثًا كتاب "تهذيب التهذيب"، للحافظ "ابن حجر العسقلاني"، تحقيق: عدد من الباحثين في الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، إشراف وتنسيق: د. "مصلح الحارثي"، في ستة عشر مجلدًا، نشر: "دار البر للنشر والتوزيع"- بالإمارات.

والكتاب عبارة عن تحقيق 15 رسالة ماجستير في كلية الحديث الشريف في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، وإشراف نخبة من الأساتذة المتخصصين في الكلية نفسها.

وكتاب "تهذيب التهذيب" لا يُستغنى عنه من بين كتب الجرح والتعديل وتراجم الرواة وأحوالهم، فقد أتحفه ابن حجر - رحمه الله - بفوائد وملاحظات وتنبيهات كثيرة لا تجدها في غيره، وكان محط نظره وزياداته وتقييداته حتى وفاته.

وهو صورة علمية مشرقة من صور العناية بصحيح البخاري:

فقد جمع "عبد الغني المقدسي" رجال الكتب الستة في "الكمال".

ثم أضاف له "الحافظ المزي" زيادات كثيرة في "تهذيب الكمال".

ونكت عليه "مغلطاي" في "إكمال تهذيب الكمال".

ولخص "الحافظ ابن حجر" ذلك في "تهذيب التهذيب".

ثم ذكر اختياراته في "تقريب التهذيب".

فهذه ٦٠ مجلدًا على مدى سنوات وقرون تدل على التكامل العلمي والمعرفي بين علماء الأمة في الحديث.

وأبرز صفات هذا التحقيق الجديد: ضبط النص ضبطًا متقنًا على نسخة ابن حجر نفسه وعدة نسخ أخرى نفيسة.

ويتميز هذا النص بإضافة نصوص كثيرة من نسخة خطية كان يضيف عليها ويعدل "الحافظ ابن حجر" لم يعتمد عليها في الطبعات السابقة.

والنص فيها أضبط من الطبعات السابقة حيث أصلح المحققون كثير من التصحيف والتحريف في الطبعات السابقة.

والتحقيق مثال للتحقيق الجماعي المتكامل، وإذا كان (تهذيب التهذيب) من أهم كتب الجرح والتعديل الجوامع إن لم يكن أهمها، فإن هذا التحقيق قد قضى دينًا على أهل الحديث بإخراج الكتاب بهذه الحلة القشيبة.

والمحققون بذلوا جهدًا كبيرًا في التعليق على كلام ابن حجر بكلام الأئمة قبله، وناقشوا ابن حجر في آرائه.

وقد حوى كل مجلد فهرسًا للمصادر وآخر للأعلام.

وأما عن مقدمة التحقيق فقد جاءت في مجلد لطيف ذكر فيها المحققون ما امتازت به هذا الطبعة وما فيها من الإضافات على الطبعات السابقة، والتعريف بالمخطوطات المعتمدة ودراسة مختصرة عن الكتاب، وترجمة وافية لمؤلفه الحافظ ابن حجر رحمه الله رحمةً واسعة.

ويُعد كتاب تهذيب التهذيب كتابًا مهمًا جدًا، اقتصر فيه "ابن حجر" على ما يفيد الجرح والتعديل خاصةً في رجال الكتب الستة، وحذف ما طال به "تهذيب الكمال" من الأحاديث والأسانيد الطويلة.

وقد رأى "الحافظ ابن حجر" أن "الحافظ المزي" أطال كتابه بأشياء تركها أولى، وقصر فيه بأشياء ذكرها وإثباتها أولى، وأن من هذا الكتاب أو من تعقبه كالذهبي ومغلطاي قد وقع في أوهام أو تقصير مما دفعه لتأليف الكتاب، إلى جانب اختصار "التهذيب" على طريقة رجا الله أن تكون مستقيمة كما ذكر ذلك في المقدمة موضحًا سبب تأليفه.

ويظهر في هذا الكتاب بيان منهجه في تصويب أخطاء مصادره، والدقة في استقصاء أخباره، وإظهار منهجه النقدي في عدم قبوله للروايات دون تأكد من صحتها، وإظهار ما وقع بها من وهم وتصحيف وأغلاط أثناء النقل، فضلًا عن إيجاده العذر لموارده، وميله أحيانًا لبعض موارده أثناء النقل، وبهذا برزت شخصية "ابن حجر" العلمية في نقده ما وقع به المؤرخون من أغلاط وأخطاء في عرضهم للروايات التاريخية، داعمًا رأيه بالأدلة التاريخية التي تُعضد صحة رأيه، فضلًا عن المشاركة بآرائه وتعليقاته وتحليلاته في الروايات المختلف في صحتها.

وابن حَجَر العَسْقلاني (773 - 852 هـ = 1372 - 1449 م) هو أحمد بن علي بن محمد الكناني العسقلاني، أبو الفضل، شهاب الدين، ابن حَجَر.

• من أئمة العلم والتاريخ. أصله من عسقلان (بفلسطين) ومولده ووفاته بالقاهرة.

• ولع بالأدب والشعر ثم أقبل على الحديث، ورحل إلى اليمن والحجاز وغيرهما لسماع الشيوخ.

• وعلت له شهرة فقصده الناس للأخذ عنه وأصبح حافظ الإسلام في عصره، قال السخاويّ: (انتشرت مصنفاته في حياته وتهادتها الملوك وكتبها الأكابر).

• وكان فصيح اللسان، راوية للشعر، عارفًا بأيام المتقدمين وأخبار المتأخرين، صبيح الوجه.

• وولي قضاء مصر مرات ثم اعتزل.

وله عدد كبير من المصنفات من أهمها:

• (الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة).

• (ذيل الدرر الكامنة).

• (الإصابة في تمييز أسماء الصحابة)

• (لسان الميزان)، تراجم.

• (الإحكام لبيان ما في القرآن من الأحكام).

• (الكافي الشاف في تخريج أحاديث الكشاف).

• (ألقاب الرواة).

• (تقريب التهذيب) في أسماء رجال الحديث.

• (تهذيب التهذيب) في رجال الحديث.

• (تعجيل المنفعة بزوائد رجال الأئمة الأربعة).

• (تعريف أهل التقديس) ويعرف بطبقات المدلّسين.

• (بلوغ المرام من أدلة الأحكام).

• (المجمع المؤسس بالمعجم المفهرس)، أسانيد وكتب.

• (تحفة أهل الحديث عن شيوخ الحديث).

• (نزهة النظر في توضيح نخبة الفكر) في اصطلاح الحديث.

• (المجالس).

• (القول المسدَّد في الذب عن مسند الإمام أحمد).

• (تسديد القوس في مختصر الفردوس للديلي).

• (تبصير المنتبه في تحرير المشتبه).

• (رفع الإصر عن قضاة مصر)

• (إنباء الغمر بأنباء العمر).

• (إتحاف المَهرة بأطراف العشرة) حديث.

• (الإعلام في من ولي مصر في الإسلام).

• (نزهة الألباب في الألقاب).

• (الديباجة) في الحديث.

• (فتح الباري في شرح صحيح البخاري).

• (التلخيص الحبير في تخريج أحاديث الرافعي الكبير).

• (تغليق التعليق) في الحديث.