حقيقة الصراع في تاريخ دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب لفيصل قزار الجاسم

حقيقة الصراع في تاريخ دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب لفيصل قزار الجاسم

صدر حديثًا كتاب "حقيقة الصراع في تاريخ دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب- قراءة تحليلية نقدية"، ويلية بحث بعنوان: "مسألة مظاهرة المشركين على المسلمين بين الإفراط والتفريط"، تأليف: "فيصل بن قزار الجاسم"، نشر: "مكتبة أهل الأثر للنشر والتوزيع".

ويتضمن هذا الكتاب دفاعًا وردودًا على الشبهات التي أثيرت حول الدعوة الوهابية في شبه الجزيرة العربية، وتاريخها ومواقفها.

وقد كثر القيل والقال في تاريخ دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب بالخصوص، ودار الحديث مجددًا حول ما هو مُسطَّرُ ومدون في تواريخ نجد ورسائل أئمة الدعوة ومجاميعهم على سبيل النقد والاتهام بالغلو والتطرف والمجازفة في الأحكام والأفعال.

وهذه الانتقادات التي ارتفعت وتيرتها في هذه الآونة ليست وليدة اليوم، بل إنها تتجدد كل حين، ولم يزل خصوم الدعوة يشغبون بها منذ قيام هذه الدعوة المباركة، وإلى وقتنا هذا، كدعوة الخروج والغلو والتطرف وتكفير المسلمين واستباحة الدماء ونحوها من الافتراءات والاتهامات الباطلة.

وقد تولى أئمة الدعوة أنفسهم الرد عليها وكشف زيفها في حينه، وكتبهم مملوءة بنقضها وبيان زيفها وكشف عوارها.

ويرى الكاتب أن المتأمل في الشبهات المثارة حول الدعوة يجدها أنواعًا:

منها: شبهات متعلقة بأصول الدعوة الإصلاحية؛ كأصل تجريد التوحيد لله تعالى، والاتباع للنبي - صلى الله عليه وسلم - بالخصوص.

ومنها: شبهات متعلقة بالممارسات العملية للدعوة، من جهة تنزيل الأحكام الشرعية على الوقائع والأحداث، كمسألة هدم البناء على القبور، وعقوبة المتخلفين عن الصلاة، والموقف من البدع والمحدثات عمومًا.

ومنها: شبهات متعلقة بموقف الدعوة من خصومها؛ أفرادًا وجماعات، قرى ودولًا وحكومات، وما اتخذته الدعوة تجاه هؤلاء الخصوم من العقوبات، وما أنزلته من أحكام وفق نوع الخصومة ودرجتها.

وقد قام الكاتب بتتبع كل نوع من هذه الشبهات والرد عليها عن طريق العلم بتاريخ الدعوة، والإحاطة بالأحداث والوقائع التي جرت خلال تلك الحقبة، بمعرفة حقيقة وملابسات كل حادثة وأسبابها ودوافعها، مع بيان الأحكام الشرعية التي تناسب تلك الحوادث والوقائع، وتنزيلها تنزيلًا صحيحًا، وعدم العلم بهذين الأمرين أو أحدهما هو منشأ كثير من تلك الاعتراضات التي أوردت على الدعوة قديمًا وحديثًا.

فهذا البحث المختصر يرمي إلى تصوير البيئة والواقع الذي نشأت فيه الدعوة، وما لاقته من الخصومة والنزاع، وتقريبه للباحثين، وذلك من خلال إيضاح حقيقة الصراع، وتفسير المجريات والأحداث، والوقوف على أسبابها ودوافعها، مما يمهد السبيل لتصور الأحكام الشرعية المنزلة في تلك الوقائع وبيان موافقتها لأصول التنزيل وتماشيها مع القواعد الشرعية.

وسيكون البحث على النحو التالي:

الفصل الأول: الحياة العلمية والدينية لنجد قبل دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب.

الفصل الثاني: حكم الشيخ محمد بن عبد الوهاب على أهل زمانه.

الفصل الثالث: موقف العلماء في نجد ومحيطها من دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب.

الفصل الرابع: حكم الخصوم على الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأتباعه.

الفصل الخامس: المنهج العام للشيخ محمد بن عبد الوهاب في التكفير وذكر أصناف من حكم بكفرهم.

الفصل السادس: التكييف الشرعي لأكثر أفعال الخصوم وقوعًا.

الفصل السابع: الدلائل على أن الصراع ديني عقدي لا سياسي.

الفصل الثامن: دفع مواطن النقد عن تاريخي ابن غنام وابن بشر.

الفصل التاسع: إيرادات وجوابها وبعض التنبيهات.

الخاتمة ونتائج البحث.

ثم وضع الكاتب بحثًا مختصرًا حول مسألة مظاهرة المسلم الكفار في قتالهم، وهي من المسائل المهمة والدقيقة التي كثر الكلام حولها والخوض فيها بالحق تارة وبالباطل تارات، وقد جعل الكاتب فيها ردًا على من جعلوا مناط الحكم في مظاهرة المسلم للمشركين على المسلمين هو القلب، ومنشأ هذه الفرية والتخبط العقدي بدعة الإرجاء التي راجت بين بعض طلبة العلم حتى أخرجوا العمل عن حقيقة الإيمان، وهذه المسألة لها ارتباط وتعلق كبير في معرفة حقيقة الأحكام التي أنزلت على بعض خصوم دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب والإحاطة بأسبابها وموجباتها، وتصور حقيقة ما جرى في تلك الحقبة من الصراع والخصومة، والاقتتال، فتحقيق القول في هذه المسألة يظهر براءة الدعوة الإصلاحية التي قام بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب من تكفير المسلمين بغير حق، ويؤكد صحة ما أنزل على بعض خصوم الدعوة من الحكم بالكفر والردة، وبيان كونها أحكامًا شرعية صحيحة موافقة للكتاب والسنة والإجماع.

وجعل الكاتب تحقيق هذه المسألة في ثلاثة فصول وخاتمة:

الفصل الأول: بيان أصول تمهيدية مهمة.

الفصل الثاني: تفصيل القول في حكم مظاهرة المشركين على المسلمين في القتال.

الفصل الثالث: الكلام حول قصة حاطب بن أبي بلتعة وبيان حكم الجاسوس المسلم.

خاتمة تأصيلية ومنهجية مهمة.

ومؤلف الكتاب الشيخ "فيصل بن قزار الجاسم" هو إمام بوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت في مسجد كليب مضحي بمنطقة العارضية - دولة الكويت وخطيب مسجد الشيخ صباح السالم بمنطقة العارضية، وحاصل على شهادة الماجستير في العقيدة. له العديد من الدروس الشرعية والمقامة في مسجده (مسجد كليب مضحي). قدم بعض البرامج التلفزيونية على عدد من القنوات مثل قناة العفاسي وقناة المعالي الفضائيتين. وشارك في المؤتمرات الإسلامية داخل وخارح الكويت مثل جامعة الكويت بكلية الدراسات الإسلامية، وفي لندن والسويد وغيرها من دول العالم.

من مؤلفاته:

• "كشف الشبهات في مسائل العهد والجهاد".

• "حقيقة الخوارج في الشرع وعبر التاريخ".

• "أصول الشيخ عبد العزيز بن باز في الرد على المخالفين".

• "توحيد رب العالمين واتباع سيد المرسلين".

• "إيضاح المحجة في بيان سبيل السلف في أخذ الدين وفهمه والعمل به والدعوة إليه".

• "تجريد التوحيد من درن الشرك وشبه التنديد".

• "الأشاعرة في ميزان أهل السنة".

• "مسائل منهجية حول مفهوم الخلافة الإسلامية".

• "التنظيمات الدعوية أنواعها وحكمها.. تنظيم جمعية إحياء التراث الإسلامي أنموذجًا".