• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    أهم مظاهر محبة القرآن
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    الحديث: أنه سئل عن الرجل يطلق ثم يراجع ولا يشهد؟
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    التجارب
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    خطبة مختصرة عن أيام التشريق
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    قالوا عن "صحيح البخاري"
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (12)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    عشر أيام = حياة جديدة
    محمد أبو عطية
  •  
    من مائدة الحديث: فضل التفقه في الدين
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    خطبة: فما عذرهم
    أحمد بن علوان السهيمي
  •  
    خطبة: وسائل السلامة في الحج وسبل الوقاية من ...
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    العشر من ذي الحجة وآفاق الروح (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فضائل الأيام العشر (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    أفضل أيام الدنيا (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    أحكام عشر ذي الحجة (خطبة)
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    أحكام عشر ذي الحجة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    أدلة الأحكام المتفق عليها
    عبدالعظيم المطعني
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / فكر
علامة باركود

جمال الإسلام وعظمته

جمال الإسلام وعظمته
د. محمد أسعد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 7/5/2016 ميلادي - 29/7/1437 هجري

الزيارات: 54259

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

جمال الإسلام وعظمته


الحمد لله المتفرد بصفات الجمال، المتوحد بنعوت الجلال والكمال، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد: فإن الحديث عن جمال الإسلام منهجا لحياة الناس، بعيداً عن تحريفات الغالين، وانتحالات المبطلين، وتأويلات الجاهلين، هو الحديث نفسه عن أثر من آثار جمال الله الذي لا منتهى لجماله في ذاته وأسمائه وصفاته وأفعاله، ذلك الجمال الذي أبصر آثاره المبصرون، واستشعر عظمته العاقلون...؛ إنه الجمال الذي بهر قلوب المعاندين من قريش وفتن عقولهم حتى قال زعيمهم "الوليد بن المغيرة" وقد سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يتلو قول الله تعالى: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ﴾ [النحل: 90] [1]، قال: "والله إن له لحلاوة، وإن عليه لطلاوة[2]، وإن أسفله لمغدق[3]، وإن أعلاه لمثمر، ما يقول هذا بشر"؟؟!![4].

 

إنه الجمال الذي لفت سماع الجن إليه فقالوا: ﴿ إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ﴾ [الجن: 1، 2] [5].

 

أصالة جمال الإسلام:

إن شريعة الإسلام بمختلف جوانبها وأحكامها، نابعة من جمال المشرع سبحانه في أسمائه وصفاته، حتى إن قواعد الفقه وأصوله التي تستنبط بها الأحكام، إنما بنيت في أساسها على صفات الله تعالى وأسمائه.

 

فما يقتضي منها الرحمة والتيسير على العباد، راجع إلى صفات الله: الرحمن الرحيم، اللطيف، السلام، المؤمن، الكريم، الحنان، المنان، الجواد، المعطي، الوهاب، الغفار، التواب...

 

ومرجع ما يقتضي منها العدل: إلى صفات الله الخبرية في نفي الظلم عنه سبحانه في مثل قوله: ﴿ تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ وَمَا اللَّهُ يُرِيدُ ظُلْمًا لِلْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 108] [6]، وقوله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا ﴾ [النساء: 40][7].

 

وهو ما يعنيه ويرمي إلى تنبيه العقول إليه، ختام آيات الأحكام في القرآن الكريم بما يناسبها من صفات الله وأسمائه؛ الدالة على جمال تلك الأحكام وكمالها، من جمال مشرعها وكمال أسمائه وصفاته سبحانه، في مثل قوله تعالى: ﴿ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا ﴾ [النساء: 11][8]، وقوله سبحانه: ﴿ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [النساء: 176] [9].

 

عموم رعاية الإسلام لجمال حياة الإنسان باطنها وظاهرها:

إن من أهم خصائص الشريعة الإسلامية وسماتها الجمالية الكبرى، ما قامت عليه من الوسطية والاعتدال والتوازن، والشمول والعموم؛ فلم تغفل جانبا على حساب آخر، فأعطت كل ذي حق حقه بميزان العلم والعدل الذي أقام الله عليه السماوات والأرض؛ فجمال الإسلام الحق إذا، هو الذي يكتسي هذا الطابع، ويشمل باطن الإنسان وظاهره، ودنياه وآخرته.

 

لقد وجه الإسلام عنايته إلى تجميل الروح وتزيينها في عامة ما شرعه من أحكام؛ بما هي أساس لجمال الظاهر وقاعدة له، حتى إذا أخذت جمالها، سرى بالضرورة إلى الظاهر فكساه وزينه بمحاسن الإسلام الظاهرة في تشريعاته وأحكامه، ومصداق ذلك: قول النبي صلى الله عليه وسلم: «ألا وإن في الجسد مضغة: إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب»[10].

 

يقول الدكتور"الأنصاري": إن الجمالية في الإسلام اهتمت أساسا بإنتاج جمال الروح...؛ ذلك أن إنتاج الإنسان الجميل، كفيل بإنتاج الحياة الجميلة، والعمران الجميل[11].

 

فمن جمال الإسلام يكتسي المسلم جماله ظاهرا وباطنا، ولك أن تتبين ذلك في ركن الإسلام وعموده؛ الصلاة، التي قال النبي - صلى الله عليه وسلم - عنها: «والصلاة نور»[12]، وقال أيضا: «أرأيتم لو أن نهرا بباب أحدكم يغتسل منه كل يوم خمس مرات، هل يبقى من درنه شيء؟» قالوا: لا يبقى من درنه شيء، قال: «فذلك مثل الصلوات الخمس، يمحو الله بهن الخطايا»[13]؛ ذلك لأن الصلاة هي أكبر شعائر الإسلام نهيا عن الفحشاء والمنكر؛ بما تربيه في النفس من دوام مراقبة الله تعالى وخشيته واستشعار محاسبته، قال تعالى: ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45] [14]، وهكذا سائر العبادات؛ لأن وظيفة الإسلام بما شرعه الله فيه من أحكام: هي إخراج الناس من الظلمات إلى النور، قال تعالى: ﴿ قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ * يَهْدِي بِهِ اللَّهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَهُ سُبُلَ السَّلَامِ وَيُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِهِ وَيَهْدِيهِمْ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ ﴾ [المائدة: 15، 16] [15].

 

ولقد أكد النبي - صلى الله عليه وسلم - هذا المعنى في عموم أمر الله وشرعه فقال: « إن الله كتب الإحسان على كل شيء...»[16]، على كل شيء... حتى المكاره إلى النفوس... كتب الإحسان عليها؛ إذ أمر فيها بالتصرف الجميل الذي يحيل حياة الناس معها إلى سعادة وهناء، ومودة وجمال وإخاء.

 

أمر به في الصبر فقال: ﴿ فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا ﴾ [المعارج: 5] [17]، وفي الهجر فقال: ﴿ وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِيلًا ﴾ [المزمل: 10] [18]، وفي الصفح فقال: ﴿ فَاصْفَحِ الصَّفْحَ الْجَمِيلَ ﴾ [الحجر: 85] [19]، وفي الطلاق فقال: ﴿ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا ﴾ [الأحزاب: 49] [20]. وفي الحديث: «إن الله تعالى جميل يحب الجمال»[21].


جمال الفطرة الإنسانية ورعاية الإسلام لها:

خلق الله تعالى الفطرة الإنسانية سوية نقية صافية جميلة [22]، كما قال تعالى: ﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا ﴾ [الشمس: 7، 8][23]، وشرع من الدين ما يتمم هذا الجمال ويرعاه؛ ليزداد الإنسان جمالا إلى جماله، ونورا إلى نور فطرته وعقله، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: «ما من مولود إلا يولد على الفطرة»[24]، وقال: «إنما بعثت لأتمم صالح الأخلاق»[25]، وقال تعالى: ﴿ فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ ﴾ [الروم: 30] [26] .

 

وهو ما ضرب الله تعالى له المثل فقال: ﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾ [النور: 35] [27].

 

يقول "ابن القيم": ...وهكذا المؤمن: قلبه مضيء يكاد يعرف الحق بفطرته وعقله، ولكن لا مادة له من نفسه، فجاءت مادة الوحي فباشرت قلبه، وخالطت بشاشته، فازداد نورا بالوحي على نوره الذي فطره الله تعالى عليه؛ فاجتمع له نور الوحي إلى نور الفطرة؛ نور على نور، فيكاد ينطق بالحق وإن لم يسمع فيه أثرا، ثم يسمع الأثر مطابقا لما شهدت به فطرته، فيكون نورا على نور[28].


فرعاية الفطرة والتدرج بها في مدارج الكمال، وصيانة جمالها مما يخدشه ويشوهه، مقصد شرعي في كل ما شرعه الله من الأحكام، وهو رعاية لجمال المجتمع وصيانته بوجه عام. وليس لها من دين يحصنها، وينفي خبث ما يعكر صفوها وبهاءها غير دين الإسلام الذي جعله الله زينة الدنيا والآخرة، قال تعالى: ﴿ صِبْغَةَ اللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ صِبْغَةً ﴾ [البقرة: 138] [29]، وقال سبحانه: ﴿ وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ ﴾ [آل عمران: 85] [30].

 

ولهذا تجد الفطر السليمة والعقول الراشدة المستقيمة، حين تلقيها لدعوة الإسلام، تبادر على الفور لقَبولها، وتسارع للاستجابة لها، بما تدركه من عظمة الإسلام، وبما تبصره من جماله الذي يتناسب وجمالها، وشبيه الشيء بالشيء منجذب إليه لا محالة.

 

أروع مثالين لاستجابة الفطر السليمة لجمال الإسلام وعظمته:

وأروع مثالين للفطر السليمة حينما تبصر جمال الإسلام وعظمته: إسلام أعظم رجلين في أعظم موقعين، كانا ولا يزالا مانعين لكثير من الناس من قبول الإسلام والاستجابة لدعوته.

أما أحدهما: فالصحابي الجليل "عبد الله بن سلام" سيد اليهود وابن سيدهم، وأعلمهم وابن أعلمهم، الذي تحدث عن بوادر إسلامه فقال: لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة انجفل الناس إليه[31]، وقيل: قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فجئت في الناس لأنظر إليه، فلما استبنت وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب، وكان أول شيء تكلم به أن قال: «يا أيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام»[32].

 

وأما الثاني: فالنجاشي ملك الحبشة، الذي عرض عليه جعفر بن أبي طالب - رضي الله عنه - الإسلام أجمل عرض، وقد تبعه ومن معه من المهاجرين رجلان بالهدايا لإغراء النجاشي بتسليمهم لقريش، حيث قال له جعفر: أيها الملك، كنا قوما أهل جاهلية نعبد الأصنام، ونأكل الميتة ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار يأكل القوي منا الضعيف، فكنا على ذلك حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه، وصدقه، وأمانته، وعفافه، "فدعانا إلى الله لنوحده، ونعبده، ونخلع ما كنا نعبد نحن وآباؤنا من دونه من الحجارة والأوثان، وأمرنا بصدق الحديث، وأداء الأمانة، وصلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم، والدماء، ونهانا عن الفواحش، وقول الزور، وأكل مال اليتيم، وقذف المحصنة، وأمرنا أن نعبد الله وحده لا نشرك به شيئا، وأمرنا بالصلاة، والزكاة، والصيام " - فعدد عليه أمور الإسلام - فصدقناه وآمنا به واتبعناه على ما جاء به، فعبدنا الله وحده، فلم نشرك به شيئا، وحرمنا ما حرم علينا، وأحللنا ما أحل لنا، فعدا علينا قومنا، فعذبونا وفتنونا عن ديننا ليردونا إلى عبادة الأوثان من عبادة الله، وأن نستحل ما كنا نستحل من الخبائث، فلما قهرونا وظلمونا، وشقوا علينا، وحالوا بيننا وبين ديننا، خرجنا إلى بلدك، واخترناك على من سواك، ورغبنا في جوارك، ورجونا أن لا نظلم عندك أيها الملك. فقال له النجاشي: هل معك مما جاء به عن الله من شيء؟ فقال له جعفر: نعم، فقال له النجاشي: فاقرأه علي، فقرأ عليه صدرا من (سورة مريم) فبكى النجاشي حتى أخضل لحيته، وبكت أساقفته حتى أخضلوا مصاحفهم حين سمعوا ما تلا عليهم، ثم قال النجاشي: إن هذا والذي جاء به موسى ليخرج من مشكاة واحدة، [وقال للرجلين] انطلقا فو الله لا أسلمهم إليكم أبدا، ولا أكاد[33]. وفيه وفي أساقفته نزل قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا سَمِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَى الرَّسُولِ تَرَى أَعْيُنَهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ مِمَّا عَرَفُوا مِنَ الْحَقِّ يَقُولُونَ رَبَّنَا آمَنَّا فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ ﴾ [المائدة: 83] [34].

 

فأنت ترى كيف أدرك الرجلان - رضي الله عنهما - جمال الإسلام وعظمته بما أكرمهما الله به من سلامة الفطرة ورشاد العقل، مع عظم ما يشغلانه من منصب ومكانة.

 

فأما "عبد الله بن سلام" فأول ما رأى النبي - صلى الله عليه وسلم - أبصر جمال الإسلام في جمال وجهه، حيث قال: "فلما استبنت وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب"[35].

لو لم تكن فيه آيات مبينة ••• كانت بديهته تأتيك بالخبر

 

لما سمع "عبد الله" دعوة النبي - صلى الله عليه وسلم - الداعية إلى السلام، والتكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع، وإفراد الله تعالى بالعبادة دون سواه، مما تستحسنه الفطر السليمة بطبيعتها، حينها أخذ جمال الإسلام بمجامعه، وخالطت بشاشته شغاف قلبه، فكان أن أعلن إسلامه؛ كما ورد خبر إسلامه في رواية أخرى[36].

 

وكذلك "النجاشي" في سماعه لذلك العرض الجميل لمحاسن الإسلام وجماله من قبَل الصحابي الجليل الذي انتدبه النبي - صلى الله عليه وسلم - لهذه المهمة لكفاءته وأهليته وقدرته على القيام بها أحسن قيام، حيث ذكر ما كانوا عليه في الجاهلية من عبادة الأصنام، وجهل بخالقهم ومعبودهم الحق، وما كانت عليه أخلاقهم وصلاتهم الاجتماعية من تفكك وانفصام؛ مما تلظوا بحره، وعاشوا الويلات والحروب من جرائه، فأصبحوا في شقاء وتعاسة وخطر يرجون الخلاص منه، فأكرمهم الله تعالى ببعثة هذا النبي الكريم، الذي دعاهم إلى ما يتفق وفطرة الله التي فطرهم عليها، وما تتوق إليه نفوسهم من هناء الإسلام وسعادته وجماله، بعد تعاسة الجاهلية وشقائها.

 

وقرأ عليه من صدر (سورة مريم) في شأن عيسى - عليه السلام - ما أدرك أنه الحق الذي تقبله الفطر السليمة والعقول الراشدة المستقيمة، وتلك أمارات حبه للإسلام ودخوله فيه، الذي أكده النبي - صلى الله عليه وسلم - بالصلاة عليه يوم وفاته[37].

 

جوانب من جمال الإسلام وعظمته:

إن كان من جانب يُستدل به على غيره من جوانب الإسلام في جماله وعظمته - وكله عظمة وجمال - فجانب تشريعاته تجاه خصومه وأعدائه سلما وحربا.

فمن ذلك: أمره تعالى بإقامة العدل مع أي كان، فلا ظلم على أحد في شريعة الإسلام وإن ناصبها العداء، وتكرر التوجيه بهذا الأمر تأكيدا عليه في نصوص كثيرة، منها قوله تعالى: ﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ﴾ [المائدة: 8] [38] وقوله سبحانه: ﴿ لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ ﴾ [الممتحنة: 8] [39].

 

وأوجبت شريعة الإسلام البر بالوالدين وصلة الأرحام والإحسان إلى الجار، ولم تسقط أي حق من ذلك، وإن كان صاحبه على غير دين الإسلام.

وأمر الله تعالى ببذل الخلق الحسن في جملته للناس جميعا، حيث قال: ﴿ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ﴾ [البقرة: 83] [40]. وقال النبي - صلى الله عليه وسلم - في وصيته لمعاذ - رضي الله عنه - حين أرسله إلى اليمن: «وخالق الناس بخلق حسن»[41] وكان أهل اليمن نصارى؛ كما في الصحيحين[42].

 

وقال تعالى: ﴿ وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ﴾ [العنكبوت: 46] [43].

وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - يوصي أمراء الجيش في القتال: "أن لا يقتلوا صبيا ولا امرأة، ولا شيخا كبيرا ولا عابدا في صومعته، ولا يقطعوا شجرا"[44].

 

وحرم التعرض للمعاهَدين بالأذى، وتوعد على مخالفة ذلك حيث قال: «من قتل معاهَدا لم يرح رائحة الجنة، وإن ريحها توجد من مسيرة أربعين عاما»[45].

 

وجانب آخر يقول عنه ابن القيم: "وإذا تأملت شرائع دينه التي وضعها بين عباده، وجدتها لا تخرج عن تحصيل المصالح الخالصة أو الراجحة بحسب الإمكان، وإن تزاحمت قدم أهمها وأجلها وإن أفاتت أدناهما، وتعطيل المفاسد الخالصة أو الراجحة بحسب الإمكان، وإن تزاحمت عطل أعظمها فسادا باحتمال أدناهما، وعلى هذا وضع أحكم الحاكمين شرائع دينه دالة عليه، شاهدة له بكمال علمه وحكمته ولطفه بعباده وإحسانه إليهم"[46].

فالإسلام كله عظمة وجمال، ومهما يحاول أحد أن يعدد محاسنه فلن يبلغ لذلك حدا؛ لأن جماله من جمال الله تعالى الذي لا منتهى لجماله.

 

معجبون بالإسلام قالوا:

لقد أحسن الدكتور "عماد الدين خليل" صنعا في كتابه الذي ألفه بعنوان: "قالوا عن الإسلام" حيث جمع فيه أقوال كثير من علماء الغرب ومفكريه وغيرهم؛ ممن أبانوا إعجابهم بالإسلام، سواء من أسلم منهم أو من لم يسلم، مما يعتبر شاهدا من شواهد الحق التي لا حصر لها على عظمة الإسلام وجماله، أسوق بعض المختارات من تلك الشهادات والأقاويل:

عبر العالم الفرنسي "موريس بوكاي" عن إعجابه بعظمة الإسلام، حين درس القرآن الكريم، محاولا التعرف على مدى التطابق بينه وبين ما توصل إليه العلم الحديث، فلم يجد إلا ما يسند الحقائق العلمية الثابتة ويؤيدها، فعبر عن ذلك قائلا: "لقد قمتُ بدراسة القرآن الكريم وذلك دون أي فكر مسبق وبموضوعية تامة، باحثًا عن درجة اتفاق نصي القرآن ومعطيات العلم الحديث.. فأدركت أنه لا يحتوي على أية مقولة قابلة للنقد من وجهة نظر العلم في العصر الحديث...".[47].

 

وأعرب الدكتور "دوغلاس أرشر" : "عبد الله أرشر" Douglas Archer عن إعجابه بالإسلام الذي قاده إلى اعتناقه، حين انتهى به بحثه في الدكتوراه عن "التربية وبناء الأمة" إلى حقيقة مفادها: أن الأركان الخمسة التي يقوم عليها الإسلام، كفيلة بتحقيق البناء الاجتماعي المتكامل، بما يجعل حياة الفرد والمجتمع في سعادة ورخاء، وطمأنينة وهناء، وهو ما أعرب عنه حيث قال: "إن بحثي لنيل إجازة الدكتوراه كان عن التربية وبناء الأمة، ومن هنا عرفت ما تحتاج إليه الأمم لبنائها الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، وكذلك البناء الروحي، واكتشفت أن أركان الإسلام الأساسية تقدم أساسًا عظيمًا وقاعدة قيمة لإعادة بناء الأمة اجتماعيًا واقتصاديًا وروحيًا. ولذلك فإذا سألتني لماذا اعتنقت الإسلام؟ سأقول لك لأن الإسلام هو دين فريد من نوعه تشكل فيه أركانه الأساسية قاعدة للحكم تهدي كلا من الضمير وكذلك حياة المؤمنين به على حدّ سواء"[48].

 

وأبان الدكتور "علي سلمان بنوا"[49] Dr. Ali Selman Benoist إعجابه هو الآخر بالإسلام، فيما تقوم عليه تشريعاته بمختلف أنواعها، من تحقيق الطهارة الحسية والمعنوية، التي لا حصول للفرد والمجتمع على السعادة بدونها، وهو ما اعتبره من خصائص الإسلام المميزة له عن غيره من الأديان، حيث قال:".. إن أساس الصلاة والعبادة بصورة عامة في الدين الإسلامي النظافة أو الطهارة الحسية والمعنوية. وهذه في الحقيقة هي إحدى خصائص هذا الدين العظيم المميزة له عن سائر الأديان.. إن استخدام الماء في عملية الوضوء قبل الصلاة، يجعل المسلم في قمة النشاط في جسمه وعقله.. فإذا تذكرنا أن المسلم يؤدي خمس صلوات كل يوم، نجد أنه يغسل يديه ووجهه وقدميه ضمن عملية الوضوء خمس مرات يوميًا، فهل هناك وسيلة أفضل من هذه لتحقيق النظافة"[50].

 

وأما الرجل السياسي والمؤلف الصحفي، "كوفهي لال جابا" : "خالد لطيف جابا": [51] K. Lal Gaba فقد أوضح جانبا آخر شد انتباهه وأثار إعجابه، وهو مبدأ المساواة في الإسلام الذي لم ير له نظيرا في غيره من الأديان، ممثلا لإحدى تجلياته بالصلاة في وقوف الناس صفا واحدا بعضهم إلى جانب بعضهم الآخر، لا فرق بين غني أو فقير، أو رفيع أو وضيع... وفي ذلك يقول: ".. إن مبدأ المساواة في الإسلام لا يوجد له مثيل، لا في البلشفية ولا في أي من المبادئ الأخرى.. كما أن المساواة الإسلامية تغاير تمامًا الأديان الأخرى التي تجعل للسود أماكن مستقلة للعبادة.. أما في الإسلام فالناس جميعًا سواسية كأسنان المشط.. وهم يقفون كتفًا إلى كتف في صف واحد مستقيم بين يدي الله سبحانه وتعالى في المسجد.. يعبدون رباً واحدًا لا شريك له.."[52].

 

وأما الشاب الهندي "بيجي رودريك"[53] Peggy Raderik فأعجبه في الإسلام موقفه من الأديان الأخرى، في اعتبار أنها من عند الله قبل أن يطالها التحريف والتبديل، وحرصه - إلى ذلك - على محاورتها ومجادلتها بالحسنى، يقول عن إعجابه:".. لقد أعجبني كثيرًا موقف الإسلام من الأديان الأخرى [حيث] نجد أن الإسلام ينظر إلى الأديان الكبرى في العالم بأن لها أصلاً سماويًّا واحدًا، وهذا نوع من الاعتراف والتقدير للأديان الأخرى، وهو أقرب إلى المنطق والتسامح.."[54].

 

وكذلك "نصري سلهب" يقول: "ليس كالإسلام دين يكرم الأنبياء والرسل الذين سبقوا النبي العربي [صلى الله عليه وسلم]، وهو يفرض على المؤمنين به إكرام هؤلاء والإيمان بهم، وليس كالإسلام دين يحترم الأديان الأخرى المنزلة الموحى بها التي سبقته في النزول والوحي.."[55].

 

وهذه السيدة الأمريكية "قرة العين"[56] Q. Al-Aine وجدَت في الإسلام ما طالما بحثت عنه في غيره فلم تجده، من إجابات مقنعة عن كثير مما كان يدور بخلَدها من تساؤلات، كما وجدت فيه الطمأنينة والرضا الذي ملأ روحها بعد فراغها، تقول عن نفسها: "كنت أشعر أن شيئًا ما فيما أقرأ يقنعني عقليًا ويملأ فراغًا روحيًا من قلبي كذلك، كنت أشعر - والحمد لله - بأنني أقرأ عن دين جديد وليس بجديد على نفسي. كانت القراءة تجيب بالمنطق والحجة على تساؤلات كثيرة كانت تدور داخلي من قبل ولم أكن أجد لها إجابة. باختصار وجدت في الإسلام الرضا الذي كنت أنشده من قبل عندما كنت مسيحية أبحث عن الحقيقة فلا أهتدي إليها"[57].

 

وكذلك قال المصور السينمائي في هليود "ركس انجرام"[58] R. Ingram "إني أعتقد أن الإسلام هو الدين الذي يدخل السلام والسكينة إلى النفس ويلهم الإنسان العزاء وراحة البال والسلوى في هذه الحياة. وقد تسرب روح الإسلام إلى نفسي فشعرت بنعمة الإيمان بالقضاء الإلهي وعدم المبالاة بالمؤثرات المادية من لذة وألم.. لقد درست الدين الإسلامي مدة سنين، ولم أتخذه دينًا إلا بعد بحث قلبي عميق، وتحليل نفسي طويل، لم أغير ديني إلا لكي أجد الراحة من ضجيج الحياة الجنوني، ولأنعم بالسكينة في ظلال الهدوء والتأمل بعيدًا عن متاعب الهموم والمحن التي يسببها التكالب على الكسب والتهالك على المال، الذي أصبح اليوم معبود البشر وإلههم، ولأخلص نفسي من براثن الإغراء، وخدع الحياة الباطلة، والشراب والمخدرات وجنون فرقة الجاز. أسلمت لكي أنقذ ذهني وعقلي وحياتي من الهدم والتدمير"[59].

 

وأما الأستاذ "هارون مصطفى ليون"[60] P. H. M. Lyon فأبصر جانبا من عظمة الإسلام وجماله، فيما تميز به من تحريره للعقل من قيود العبودية التي تكبله عن التفكير ، وتفرض عليه الإيمان بأمور دون أن يفهم معناها، ودون أن يدرك حقيقتها ومغزاها، وهو ما عبر عنه حيث قال:"من روائع الإسلام أنه يقوم على العقل وأنه لا يطالب أتباعه أبدًا بإلغاء هذه الملكة الربانية الحيوية. فهو على النقيض من الأديان الأخرى التي تصرّ على أتباعها أن يتقبلوا مبادئ معينة دون تفكير ولا تساؤل حرّ، وإنما تفرض هذه المبادئ فرضًا بسلطان الكنيسة. أما الإسلام فإنه يعشق البحث والاستفسار ويدعو أتباعه إلى الدراسة والتنقيب والنظر قبل الإيمان.. إن الإسلام يؤيد الحكمة القائلة: برهن على صحة كل شيء ثم تمسّك بالخير. وليس هذا غريبًا، إذ إن الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق الناس بها. فالإسلام دين العقل والمنطق.. لذلك نجد أن أول كلمة نزلت على النبي محمد [صلى الله عليه وسلم] كلمة اقرأ، كما نجد أن شعار الإسلام هو الدعوة إلى النظر والتفكر قبل الإيمان.. فالإسلام هو الحق وسلاحه العلم، وعدوه اللدود هو الجهل.."[61].

 

ولنختم هذه الشهادات بقولة "الأديب الألماني غوته" المقتضبة البليغة الدالة المختصرة حيث قال فيها :"إذا كان هذا هو الإسلام، أفلا نكون جميعنا مسلمين؟"[62].

 

كفى بشهادة الله شهادة:

وصف الله دينه بغاية الحسن والجمال في غير ما آية في كتابه؛ حيث قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ دِينًا مِمَّنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ وَاتَّبَعَ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا ﴾ [النساء: 125] [63]، وقال: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾ [المائدة: 50] [64]، وقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ ﴾ [النحل: 90] [65]، وقال: ﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴾ [الزمر: 23] [66]، وقال: ﴿ وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ﴾ [فصلت: 33] [67].

فكفى بشهادة الله شهادة.

 

مسؤولية الأمة الإسلامية في ترجمة جمال الإسلام للعالمين:

إن مسؤولية إبراز جمال الإسلام وعظمته، مسؤولية الأمة الإسلامية أفرادا وجماعات؛ فهي المؤتمنة على الترجمة الحقيقية لجمال الإسلام في سلوك حياتها، ونمط عيشها في مختلف جوانب الحياة؛ بما خصها الله به من الخيرية والشهادة على الناس.

 

إنه متى أحسنت الأمة هذه الترجمة، كانت هي الكفيلة وحدها بأن تلفت أنظار العالمين إلى هذا الجمال، الذي لن يترددوا في المسارعة للاندراج تحت لوائه، والتجمل بمحاسنه وأخلاقه، مسارعة من في صحراءَ تلفحه الشمس بحرها، إلى واحة وارفة الظلال، عذبة الماء، طيبة الفاكهة.

 

ويوم أحسن المسلمون ترجمة ذلك الجمال، وكانوا أنوارا تمشي على الأرض، معالم للحق، ومنارات للهدى؛ كما قال تعالى: ﴿ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ ﴾ [الأنعام: 122] [68]، فقد كانوا سببا لدخول الناس في دين الله أفواجا.

 

فهذا غيض من فيض، وقليل مما لا يمكن للعبارة الوفاء به في التعبير عن جمال الإسلام الذي لا يبلى وحسنه الذي لا يفنى، جعله الله عزا للمسلمين في التمسك بدينهم، ودافعا لترجمته للناس، بما يبلغهم دعوته، ويكون سببا في دخوله واعتناقه.

 

اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان، واجعلنا من الراشدين.



[1] الإسراء 90.

[2] الطلاوة: الرونق والحسن الفائق.

[3] المغدق: كثير الماء.

[4] الشفا بتعريف حقوق المصطفى، القاضي عياض (المتوفى: 544هـ) دار الفيحاء – عمان، الطبعة الثانية 1407 هـ ج / 506 - 507.

[5] الجن 1 - 2.

[6] آل عمران 108.

[7] نفسها 40.

[8] النساء 11.

[9] نفسها 175.

[10] صحيح البخاري رقم 52 وصحيح مسلم رقم 1599.

[11] نفسه، ص 277.

[12] صحيح مسلم رقم 223.

[13] صحيح البخاري رقم 528 صحيح مسلم رقم 667.

[14] العنكبوت 45.

[15] المائدة 17 - 18.

[16] صحيح مسلم = المسند الصحيح المختصر بنقل العدل عن العدل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، مسلم بن الحجاج النيسابوري (المتوفى: 261هـ) دار إحياء التراث العربي - بيروت رقم 1955.

[17] المعارج 5.

[18] المزمل 9.

[19] الحجر 85.

[20] الأحزاب 49.

[21] صحيح مسلم رقم 147.

[22] الفطرة: "اسم هيأة" وهي الصورة النفسانية الأولى التي خلق الله عليها الإنسان بما سواها عليه من توازن وكمال؛ أي قبل تدخل اليد البشرية العابثة فيها بالخرم والخدش. ففطرة الله التي فطر الناس عليها، هي صورة الروح المؤمنة المجبولة على صفاء الإخلاص لله بما هو رب العالمين الخالق وحده لكل شيء، المستحق وحده للعبادة دون كل شيء، من هنا يبدأ تصور معنى الفطرة، فيتفرع بعد ذلك إلى كل أعمال الدين. انظر: الفطرية، منشورات رسالة القرآن، ص 107 - 108.

[23] الشمس 8.

[24] صحيح البخاري = الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله صلى الله عليه وسلم وسننه وأيامه، محمد بن إسماعيل البخاري، (مصورة عن السلطانية بإضافة ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي) الطبعة الأولى، 1422هـ رقم 1358 وصحيح مسلم رقم 22.

[25] مسند الإمام أحمد بن حنبل، (المتوفى: 241هـ) مؤسسة الرسالة، الطبعة الأولى، 1421 هـ 2001م رقم 8952.

[26] الروم 29.

[27] المائدة 35.

[28] تفسير القرآن الكريم، ابن قيم الجوزية (المتوفى: 751هـ) دار ومكتبة الهلال، بيروت، الطبعة الأولى، 1410 هـ ص 389 - 391 بتصرف.

[29] البقرة 137.

[30] آل عمران 84.

[31] ذهبوا مسرعين إليه. انظر: النهاية في غريب الحديث والأثر، مجد الدين ابن الأثير (المتوفى: 606هـ) المكتبة العلمية - بيروت، 1399هـ 1979م، تحقيق: طاهر أحمد الزاوي - محمود محمد الطناحي، ج 1 /279.

[32] سنن الترمذي (المتوفى: 279هـ) دار الغرب الإسلامي - بيروت، 1998م رقم 2485.

[33] مسند أحمد رقم 1740.

[34] الأنعام 85. انظر: الصحيح المسند من أسباب النزول، مقبل بن هادي الوادعي (المتوفى: 1422هـ) مكتبة ابن تيمية - القاهرة، الطبعة الرابعة، 1408هـ1987م، ص 87.

[35] سنن الترمذي رقم 2485 وصححه الألباني.

[36] انظر: صحيح البخاري الحديث رقم 3329.

[37] صحيح البخاري رقم 1245.

[38] المائدة 09.

[39] الممتحنة 08.

[40] البقرة 82.

[41] سنن الترمذي رقم 1987.

[42] صحيح البخاري رقم 4347 وصحيح مسلم رقم 19.

[43] العنكبوت 46.

[44] صحيح مسلم رقم 1731.

[45] صحيح البخاري رقم 3166.

[46] مفتاح دار السعادة ومنشور ولاية العلم والإرادة، ابن قيم الجوزية، دار الكتب العلمية - بيروت، ج 2 / 22.

[47] قالوا عن الإسلام، عماد الدين خليل، ضمن موقع: صيد الفوائد، ص 38.

[48] نفسه ص 128.

[49] طبيب فرنسي من أسرة كاثوليكية، قرأ كثيرًا عن الإسلام بعد اهتزاز قناعاته بمعطيات المسيحية، ثم أعلن إسلامه في شباط من عام 1953م. هذه الترجمة وغيرها مما يأتي بعدها، مأخوذة من حواشي كتاب: قالوا عن الإسلام؛ ضمن الصفحات الموثقة منها النقول التي تسبقها.

[50] قالوا عن الإسلام ص 137 - 138.

[51] كوفهي لال جابا : خالد لطيف جابا: رجل سياسي ومؤلف وصحفي، ولد في مدينة لاهور، منحدرًا من أسرة هندوكية عظيمة الثراء، عالية التعليم، لها مكانتها بين الهندوس. وبعد أن أعلن إسلامه انتقل للحياة في بومبي. ومن أشهر مؤلفاته كتاب: (الأصوات العامرة)، وآخر بعنوان: (رسول الصحراء).

[52] قالوا عن الإسلام ص 143 - 144.

[53] شاب هندي، نشأ في ظل الاستعمار البريطاني للهند، وكان نصرانيًا فأسلم في منتصف الأربعينات رغم التربية التبشيرية التي تلقاها على يد النصارى الذين كانوا منتشرين في شبه القارة الهندية.

[54] قالوا عن الإسلام ص 157.

[55] نفسه ص 167.

[56] سيدة أمريكية، تنحدر من أسرة مسيحية متدينة، [شرفها الله بالإسلام، فأسلمت]. وقد تسمّت باسمها الجديد بعد إسلامها، تخرجت من جامعة بنسلفانيا، وكانت لديها رغبة جارفة للقراءة والبحث، وبخاصة في مجال الأديان حيث وجدت الجواب على تساؤلاتها كافة في الإسلام.

[57] قالوا عن الإسلام ص 181.

[58] ولد في اسكتلندا، في أواخر القرن الماضي، وشارك في الحرب العالمية الأولى، ثم رحل إلى العديد من بلاد الشرق، ودرس لغاتها وأديانها، وانتهى به المطاف مصورًا سينمائيًا في هوليود. اعتنق الإسلام بعد أن وجد فيه ضالته المنشودة.

[59] قالوا عن الإسلام ص 131.

[60] إنكليزي، اعتنق الإسلام عام 1882م، وكان زميلاً وعضوًا فخريًا في العديد من الجمعيات الدينية في أوروبا وأميركا، وكان أستاذًا قديرًا في علم اللغويات، وهو عالم جيولوجيا له مكانته، وقد تلقى العديد من الأوسمة الفخرية، أحدها من السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله.

[61] قالوا عن الإسلام ص 205.

[62] نفسه 126.

[63] النساء 123.

[64] المائدة 52.

[65] الإسراء 90.

[66] الزمر 22.

[67] فصلت 32.

[68] الأنعام 133.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • عودة إلى جمال الإسلام (قصيدة)
  • جمال الإسلام لا تقبحه اللئام

مختارات من الشبكة

  • إندونيسيا: ملكة جمال الأخلاق الإسلامية ردا على ملكة جمال العالم(مقالة - المسلمون في العالم)
  • منزلة الجمال في أخلاق القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • جمال الظاهر وجمال الباطن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • جمال المرأة وجمال الرجل(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الظاهرة الجمالية في الفقه الحضاري(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • مقاييس جمال النص في صدر الإسلام وموقف الإسلام من الشعر(مقالة - حضارة الكلمة)
  • صناعة الجمال(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • خطبة الأضحى جمال الإسلام(محاضرة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الأضحى 1443: جمال الإسلام(مقالة - ملفات خاصة)
  • جمال الإسلام - باللغة الإيطالية (WORD)(كتاب - موقع د. ناجي بن إبراهيم العرفج)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 2/12/1446هـ - الساعة: 8:23
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب