• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    شموع (114)
    أ. د. عبدالحكيم الأنيس
  •  
    مختارات من كتاب الباعث الحثيث في مصطلح الحديث
    مجاهد أحمد قايد دومه
  •  
    خطبة بدع ومخالفات في المحرم
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    الـعـفة (خطبة)
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    ملاذ الضعفاء: حقيقة اللجوء (خطبة)
    محمد الوجيه
  •  
    حفظ اللسان وضوابط الكلام (خطبة)
    الشيخ أحمد إبراهيم الجوني
  •  
    بين "العلل الصغير" و"العلل الكبير" للإمام الترمذي
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    أبو عاصم البركاتي المصري
  •  
    بيتان شعريان في الحث على طلب العلم
    عصام الدين بن إبراهيم النقيلي
  •  
    من قال إنك لا تكسب (خطبة)
    الشيخ إسماعيل بن عبدالرحمن الرسيني
  •  
    تفسير: (قل إن ضللت فإنما أضل على نفسي وإن اهتديت ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    آداب حملة القرآن: أهميتها وجهود العلماء فيها
    أ. د. إبراهيم بن صالح بن عبدالله
  •  
    السماحة بركة والجشع محق (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    الإمام محمد بن إدريس الشافعي (خطبة)
    د. أيمن منصور أيوب علي بيفاري
  •  
    الله البصير (خطبة) - باللغة البنغالية
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    من ترك شيئا لله عوضه خيرا منه (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / د. صغير بن محمد الصغير / خطب مكتوبة
علامة باركود

التربية على الرقابة الذاتية (خطبة)

التربية على الرقابة الذاتية (خطبة)
د. صغير بن محمد الصغير

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 12/11/2021 ميلادي - 7/4/1443 هجري

الزيارات: 29552

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التربية على الرقابة الذاتية


الحمد لله القائل: ﴿ وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ * كِرَامًا كَاتِبِينَ * يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ ﴾ [الانفطار: 10 – 12]، كرامًا فلا تقابلوهم بالقبائح فإنهم يكتبون عليكم جميع أعمالكم[1]، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله القائل كما في رواية حديث بِلَال بْن الحَارِثِ المُزَنِيَّ، صَاحِبِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ، مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، فَيَكْتُبُ اللَّهُ لَهُ بِهَا رِضْوَانَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ، وَإِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ، مَا يَظُنُّ أَنْ تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ، فَيَكْتُبُ اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا سَخَطَهُ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ»[2] قَالَ: فَكَانَ عَلْقَمَةُ يَقُولُ: «كَمْ مِنْ كَلَامٍ قَدْ مَنَعَنِيهِ حَدِيثُ بِلَالِ بْنِ الْحَارِثِ»[3]. صلى اللهُ على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبعه إلى يوم الدين وسلم تسليمًا كثيرا.

 

وبعد: فاتقوا الله عباد الله، ﴿ وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّهَ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ غَنِيًّا حَمِيدًا ﴾ [النساء: 131].

 

أيها الأحبة: مع تقدم العصر واشتغال الناس بالتقنية والانفتاح الظاهر بين الثقافات والبلدان، يشتكي بعض الآباء والمربين في المجتمع انفلاتًا ظاهرًا في أبنائهم من الشباب والفتيات لم يعهدوه من قبل أدّى إلى قلب المفاهيم والمبادئ، وثمة أمرٌ نغفل عنه كثيرًا قد يمنع الكثير من أبنائنا بإذن الله من هذه الأمور، ألا وهو التربية على الرقابة الذاتية منذ الصغر.

 

فما أن يخرج الطفل إلى الدنيا ويبدأ مستوى الإدراك عنده إلا والمفترض أن يُربّى على: أنّه وإن غفل عنك أبوك أو وليّك أو معلمُك فإن خالقك وخالقهم عز وجل لا يغفل أبدًا؛ ﴿ مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلَا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلَا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلَا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ﴾ [المجادلة: 7].

 

بل إنّ الله تعالى يراقب ظاهرَك وباطنَك حتى مشاعرُك وأحاسيسُك وما تفكر فيه؛ ﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ﴾ [ق: 16]، وقال تعالى: ﴿ يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ ﴾ [غافر: 19]؛ فَلِذَلِكَ فَإِنَّ تَنْمِيَةَ الْمُرَاقَبَةِ الذَّاتِيَّةِ واجبٌ وفرضٌ ملزم. ومن أهمّ ما يعين على ذلك بإذن الله:

أولًا: تعظيم الله تعالى في كل مناسبة وحين، وغرس عبادة التفكر في خلقه والالتجاء إليه والانطراح بين يديه ودعائه وتوحيده والتوكل عليه، ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [الزمر: 67]؛ إذً فليكن الملجأ هو الله –تعالى- مصدر القوة والعظمة والتثبيت، ولكن الله لا يمنح قوته ونصره إلا لعباده المجتهدين على مجاهدة نفوسهم، قال الله –تعالى-: ﴿ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [العنكبوت: 69].

 

ثانيًا: مُدَارَسَةُ الأبناء والطلاب صِفَاتِ اللهِ لِيُدْرِكُوا مَدَى قُدْرَتِهِ عَلَيْهِمْ؛ فَهُوَ السَّمِيعُ الَّذِي يَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ، وَالْبَصِيرُ الَّذِي يُبْصِرُهُمْ مَهْمَا غَلَّقُوا الْأَبْوَابَ وَأَطْفَئُوا الْأَنْوَارَ وَأَسْدَلُوا السَّتَائِرَ، وَهُوَ الْعَلِيمُ الَّذِي يَعْلَمُ مَا يُخْفُونَ فِي صُدُورِهِمْ، وَهُوَ الرَّقِيبُ الَّذِي يُراقبهم فِي كُلِّ حَرَكَاتِهِمْ وَسَكَنَاتِهِمْ، ثُمَّ هُوَ الشَّكُورُ الْمُثِيبُ لِمَنْ أَطَاعَهُ، وَالْمُنْتَقِمُ الْمُعَذِّبُ لِمَنْ عَصَاهُ...

 

ثالثًا: لتكن أيها المربي قدوة حسنة باستقامتك وأخلاقك لمن تحت يدك من أبناء أو أقارب أو طلاب، ولو أخطأت كمربٍ أمامهم فاعترف بخطئك ولا تبرر لهم فعلك.. يَحْكِي الزُّهْرِيُّ عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهُ تَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ﴾ [فصلت: 30]، قَالَ: "اسْتَقَامُوا وَاللهِ للهِ بِطَاعَتِهِ، وَلَمْ يَرُوغُوا رَوَغَانَ الثَّعَالِبِ"[4]، فَالْمُرَاقَبَةُ ضِدُّ الزَّيْغِ وَالرَّوَغَانِ.

 

رابعًا: عَرْضُ نَمَاذِجَ الْمُرَاقِبِينَ لِرَبِّهِمْ؛ وَمَا أَكْثَرَهَا! وَإِنَّكَ إِنْ نَظَرْتَ فِي كُتُبِ الرَّقَائِقِ فَسَتَجِدُ مِنْهَا شَيْئًا كَثِيرًا، فَهَذَا نَافِعٌ يَرْوِي أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ لَقِيَ رَاعِيًا بِطَرِيقِ مَكَّةَ قَالَ لَهُ: بِعْنِي شَاةً؟ قَالَ: لَيْسَتْ لِي، قَالَ لَهُ: فَتَقُولُ لِأَهْلِكَ أَكَلَهَا الذِّئْبُ؟ قَالَ: فَأَيْنَ اللهُ؟ قَالَ: اسْمَعْ، وَافِنِي هَاهُنَا إِذَا رَجَعْتُ مِنْ مَكَّةَ وَمَرَّ مَوْلَاكَ يُوَافِينِي هَاهُنَا؛ فَلَمَّا رَجَعَ لَقِيَ رَبَّ الْغَنَمِ وَاشْتَرَى مِنْهُ الْغَنَمَ، وَاشْتَرَى مِنْهُ الْغُلَامَ، فَأَعْتَقَهُ وَوَهَبَ لَهُ الْغَنَمَ"[5].

 

وَيُحْكَى أَنَّ أَحَدَ العلماء كَانَ لَهُ جَمْعٌ مِنَ التَّلَامِيذِ، وَكَانَ قَدْ خَصَّ وَاحِدًا مِنْهُمْ بِمَزِيدٍ مِنَ الْعِنَايَةِ، فَسَأَلُوهُ قَائِلِينَ: مَا السَّبَبُ فِي ذَلِكَ؟ فَقَالَ الشَّيْخُ: سَأُبَيِّنُهُ لَكُمْ. وَبَعْدَ حِينٍ أَعْطَى كُلَّ وَاحِدٍ مِنَ التَّلَامِيذِ طَائِرًا، وَقَالَ لِكُلٍّ مِنْهُمْ: اذْبَحْ هَذَا الطَّائِرَ حَيْثُ لَا يَرَاكَ أَحَدٌ! فَمَضَى كُلٌّ مِنْهُمْ إِلَى جِهَةٍ، ثُمَّ رَجَعَ إِلَى شَيْخِهِ، وَقَدْ ذَبَحَ الطَّائِرَ، مَا عَدَا ذَلِكَ التِّلْمِيذَ، فَقَدْ رَجَعَ إِلَى شَيْخِهِ وَالطَّائِرُ فِي يَدِهِ، فَسَأَلَهُ الشَّيْخُ: لِمَا لَمْ تَذْبَحْ هَذَا الطَّائِرَ؟ فَأَجَابَهُ تِلْمِيذُهُ: أَنْتَ أَمَرْتَنِي أَنْ أَذْبَحَ الطَّائِرَ حَيْثُ لَا يَرَانِي أَحَدٌ، وَلَمْ أَجِدْ مَوْضِعًا لَا يَرَانِي اللهُ فِيهِ! فَالْتَفَتَ الشَّيْخُ إِلَى بَقِيَّةِ التَّلَامِيذِ، وَقَالَ: مِنْ أَجْلِ هَذَا خَصَصْتُهُ بِمَزِيدٍ مِنَ الْعِنَايَةِ![6].

 

خامسًا: تحذيرهم وتحذير النفس من ذُنُوبِ الْخَلَوَاتِ؛ وَمَا أَدْرَاكَ مَا ذُنُوبُ الْخَلَوَاتِ، إِنَّهَا الْهَلَاكُ وَالضَّيَاعُ وَحُبُوطُ الْعَمَلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، فَعَنْ ثَوْبَانَ أَنَّ النَّبِيَّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: "لَأَعْلَمَنَّ أَقْوَامًا مِنْ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِحَسَنَاتٍ أَمْثَالِ جِبَالِ تُهَامَةَ بِيضًا، فَيَجْعَلُهَا اللهُ -عَزَّ وَجَلَّ- هَبَاءً مَنْثُورًا"، قَالَ ثَوْبَانُ: يَا رَسُولَ اللهِ صِفْهُمْ لَنَا، جَلِّهِمْ لَنَا أَنْ لَا نَكُونَ مِنْهُمْ، وَنَحْنُ لَا نَعْلَمُ، قَالَ: "أَمَا إِنَّهُمْ إِخْوَانُكُمْ، وَمِنْ جِلْدَتِكُمْ، وَيَأْخُذُونَ مِنَ اللَّيْلِ كَمَا تَأْخُذُونَ، وَلَكِنَّهُمْ أَقْوَامٌ إِذَا خَلَوْا بِمَحَارِمِ اللهِ انْتَهَكُوهَا"[7].

 

أقول قولي هذا وأستغفر الله[8].

 

الخطبة الثانية

الحمد لله حمد الشاكرين، وأشهد ألا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبد الله ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.

 

أما بعد:

فاتقوا الله عباد الله، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

ولنستحضر أيها الإخوة قولَ الله تعالى: ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18].

 

وَقَالَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ: صَاحِبُ الْيَمِينِ يَكْتُبُ الْخَيْرَ وَهُوَ أَمِيرٌ عَلَى صَاحِبِ الشِّمَالِ فَإِنْ أَصَابَ الْعَبْدُ خَطِيئَةً قَالَ لَهُ أَمْسِكْ، فَإِنِ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ تَعَالَى ‌نَهَاهُ ‌أَنْ ‌يَكْتُبَهَا وَإِنْ أَبَى كَتَبَهَا؛ رَوَاهُ ابْنُ أَبِي حَاتِمٍ[9].

 

وَقَالَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ وَتَلَا هَذِهِ الْآيَةَ: ﴿ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ ﴾ [ق: 17] يا ابن آدَمَ بُسِطَتْ لَكَ صَحِيفَةٌ وَوَكَلَ بِكَ مَلَكَانِ كَرِيمَانِ أَحَدُهُمَا عَنْ يَمِينِكَ وَالْآخَرُ عَنْ شِمَالِكَ، فَأَمَّا الَّذِي عَنْ يَمِينِكَ فَيَحْفَظُ حَسَنَاتِكَ، وَأَمَّا الَّذِي عَنْ يَسَارِكَ فَيَحْفَظُ سَيِّئَاتِكَ، فَاعْمَلْ مَا شِئْتَ أَقْلِلْ أَوْ أَكْثِرْ حَتَّى إِذَا مِتَّ طُوِيَتْ صَحِيفَتُكَ وَجُعِلَتْ فِي عُنُقِكَ مَعَكَ فِي قَبْرِكَ حَتَّى تَخْرُجَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَعِنْدَ ذَلِكَ يقول تعالى: {﴿ وَكُلَّ إِنسانٍ أَلْزَمْناهُ طائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ كِتابًا يَلْقاهُ مَنْشُورًا * اقْرَأْ كِتابَكَ كَفى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا ﴾ [الإسراء: 13 ، 14]، ثُمَّ يَقُولُ: عَدَلَ وَاللَّهِ فِيكَ مَنْ جَعَلَكَ حَسِيبَ نَفْسِكَ[10].

 

وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَلْحَةَ عَنِ ابْنِ عباس رضي الله عنهما ﴿ مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ ﴾ [ق: 18]؛ قَالَ: يَكْتُبُ كُلَّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ حَتَّى إِنَّهُ لَيَكْتُبُ قَوْلَهُ أَكَلْتُ شَرِبْتُ ذَهَبْتُ جِئْتُ رَأَيْتُ، حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمُ الْخَمِيسِ عَرَضَ قَوْلَهُ وَعَمَلَهُ فَأَقَرَّ مِنْهُ مَا كَانَ فِيهِ مِنْ خَيْرٍ أو شر وألقي سائره، وذلك قوله تَعَالَى: ﴿ يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتابِ ﴾ [الرعد: 39]، وَذُكِرَ عَنِ الْإِمَامِ أَحْمَدَ أَنَّهُ كَانَ يَئِنُّ ‌فِي ‌مَرَضِهِ فَبَلَغَهُ عَنْ طَاوُسٍ أَنَّهُ قَالَ يَكْتُبُ الْمَلَكُ كُلَّ شَيْءٍ حَتَّى الْأَنِينَ فَلَمْ يَئِنَّ أَحْمَدُ حَتَّى مَاتَ رَحِمَهُ اللَّهُ[11].

 

عباد الله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].



[1] تفسير ابن كثير ت سلامة (8/ 344).

[2] صحيح، أخرجه الترمذي (2319)، وابن ماجه (3969)، وأحمد (15852)، وصححه الألباني في صحيح الترغيب (2247).

[3] ذكره أحمد في المسند بعد الحديث(15852).

[4] أخرجه ابن المبارك في الزهد والرقائق ت الأعظمي (ص110).

[5] أخرجه أبو داود في "الزهد" (ص262).

[6] تذكر رقابة الله تعالى لأزهري أحمد محمود (ص9 بترقيم الشاملة آليا).

[7] أخرجه ابن ماجه (4245)، وصححه الألباني في الصحيحة (505).

[8] ومن مراجع الخطبة: أسباب صلاح الأسرة (2) تعزيز الرقابة الذاتية

https://bit.ly/3FfvXwt

وأيضًا: الرقابة الذاتية خالد بن سعود الحليبي:

https://bit.ly/3HijU2W

[9] أخرجه ابن أبي الدنيا في الصمت (80)، وقال ابن كثير في تفسيره (7/ 373) رواه ابن أبي حاتم، ولم أقف عليه.

[10] انظر تفسير عبد الرزاق (2953).

[11] رواه صالح بن الإمام أحمد في سيرة أبيه. وانظر: تفسير ابن كثير - ط العلمية (7/ 373).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • التربية على أركان الإسلام والإيمان والإحسان (1)
  • التربية على القيم أساس التنمية والإصلاح القويم
  • التربية على الرقابة
  • التربية على التزكية
  • التربية على الوعي الذاتي
  • التربية على القيم
  • التربية على الثبات
  • التربية على مجاهدة النفس ومراقبتها
  • التربية على العزة
  • التربية على السكينة (2)
  • الرقابة الذاتية

مختارات من الشبكة

  • أساليب التربية في ضوء القرآن والتربية الحديثة(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • التربية القرآنية (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: التربية على الإحسان للآخرين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التربية الحديثة وتكريس الاتكالية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • ندوة نسائية وأخرى طلابية في القرم تناقشان التربية والقيم الإسلامية(مقالة - المسلمون في العالم)
  • ملامح تربية الأجداد للأحفاد(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • علم مناهج التربية من المنظور الإسلامي (عرض تقديمي)(كتاب - موقع أ. د. فؤاد محمد موسى)
  • التربية الإسلامية للأولاد: أمانة ومسؤولية شرعية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • دور التربية الإسلامية في مواجهة التحديات لشبكات التواصل الاجتماعي (PDF)(كتاب - ثقافة ومعرفة)
  • الهدي النبوي في التربية والتعليم: بعض سماته وأساليبه(مقالة - مجتمع وإصلاح)

 


تعليقات الزوار
1- رائعة
منصور رحماني - الجزائر 02/12/2021 10:36 PM

بارك الله فيك خطبة رائعة ومناسبة وسوف أقتبس منها بعد إذنك

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • متطوعو أورورا المسلمون يتحركون لدعم مئات الأسر عبر مبادرة غذائية خيرية
  • قازان تحتضن أكبر مسابقة دولية للعلوم الإسلامية واللغة العربية في روسيا
  • 215 عاما من التاريخ.. مسجد غمباري النيجيري يعود للحياة بعد ترميم شامل
  • اثنا عشر فريقا يتنافسون في مسابقة القرآن بتتارستان للعام السادس تواليا
  • برنامج تدريبي للأئمة المسلمين في مدينة كارجلي
  • ندوة لأئمة زينيتسا تبحث أثر الذكاء الاصطناعي في تطوير رسالة الإمام
  • المؤتمر السنوي التاسع للصحة النفسية للمسلمين في أستراليا
  • علماء ومفكرون في مدينة بيهاتش يناقشون مناهج تفسير القرآن الكريم

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 30/5/1447هـ - الساعة: 11:54
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب