• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الكبر
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    الفرق بين إفساد الميزان وإخساره
    د. نبيه فرج الحصري
  •  
    مهمة النبي عند المستشرقين
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (3)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    ماذا سيخسر العالم بموتك؟ (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    ثمرة محبة الله للعبد (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    خطبة: القلق من المستقبل
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    فوائد وعبر من قصة يوشع بن نون عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خطبة: المخدرات والمسكرات
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    فضل الصبر على المدين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
شبكة الألوكة / المواقع الشخصية / مواقع المشايخ والعلماء / الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي / استشارات
علامة باركود

شبهة حول حديث زيد بن عمرو بن نفيل

الشيخ خالد بن عبدالمنعم الرفاعي

استشارات متعلقة

تاريخ الإضافة: 8/12/2016 ميلادي - 8/3/1438 هجري

الزيارات: 20959

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
السؤال:

 

♦ ملخص السؤال:

شاب بينه وبين ملحد نقاشات علمية، وعرض عليه الملحد شُهبات حول بعض الأحاديث، ويسأل عنها.

 

♦ تفاصيل السؤال:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا شابٌّ عمري 17 عامًا، مسلم ولله الحمدُ، كان بيني وبين شخص ملحد مناقشة، وقال لي: اقرأ أحاديث البخاري فقد قال: "ما ذبح على النصب"، أو اقرأ حديث زيد بن عمرو بن نفيل وستجد أنَّ محمدًا قبل أن يصيرَ نبيًّا ذبح للأنصاب، فهل هذا نبي؟! فما الرد على مثل هذه الشُّبهة.


الأمر الثاني: أريد بعض آيات من القرآن تدل على الإعجاز في العلم الحديث.

 

وجزاكم الله خيرًا

الجواب:

 

الحمدُ لله، والصلاةُ والسلامُ على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومَن والاه، أما بعدُ:

بدايةً، أيها الابن الكريم، كُنْ على يقينٍ أنه "ليس في إسلامنا ما نَخْجَل منه، وما نَضطرُّ للدفاع عنه، وليس فيه ما نتدسَّس به للناس تدسُّسًا، أو ما نَتَلَعْثَم في الجهر به على حقيقته؛ إنَّ الهزيمة الرُّوحية أمام الغرب وأمام الشرق، وأمام أوضاع الجاهلية هنا وهناك، هي التي تجعل بعض الناس (المسلمين) يتلمَّس للإسلام موافقات جزئية مِن النُّظُم البشرية، أو يتلمَّس من أعمال "الحضارة" الجاهلية ما يسند به أعمال الإسلام وقضاءه في بعض الأمور...، إنه إذا كان هناك مَن يحتاج للدفاع والتبرير والاعتذار فليس هو الذي يُقدِّم الإسلام للناس، وإنما هو ذاك الذي يحيا في هذه الجاهلية المُهَلْهَلة، المليئة بالمتناقضات وبالنقائض والعيوب، ويريد أن يتلمَّس المبَرِّرات للجاهلية، وهؤلاء هم الذين يهاجمون الإسلام، ويُلجِئون بعض مُحبِّيه الذين يجهلون حقيقته إلى الدفاع عنه، كأنه متَّهم مضطرٌّ للدفاع عن نفسه في قفص الاتهام"؛ قاله أديب الإسلام وحكيمُه الأستاذ سيد قطب، في كتابه: معالم في الطريق (ص: 159-160).


أما الجوابُ عن تلك الشُّبْهة المتهافتة فمن نقاط:

• أولًا: الكتاب والسنة صادران مِن الله الحق؛ فأنَّى للباطل أن يَدْخُلهما، وهما مَحفوظان بأمر الله الذي تَكَفَّل بحفظهما، ولكن الظالمين يَثقُل القرآن والسنة على آذانهم وعلى قلوبهم، ولا يَزيدهم إلا صممًا وعمًى؛ فلا ينتفعون بما فيه من شفاء ورحمة، فيظلُّون في عنادهم وكبريائهم، يشتطُّون في الظلم والفساد.


ومَن نَظَر في دليلٍ يُفيد العلم وجدَ نفسَه عالمةً عند علمه بذلك الدليل، كما يجد نفسَه سامعة رائية عند الاستماع للصوت والترائي للشمس أو الهلال أو غير ذلك، والعلم يحصل في النفس كما تحصل سائر الإدراكات والحركات، بما يَجْعَلُه الله مِن الأسباب، وعامة ذلك بملائكة الله تعالى؛ فإنَّ الله سبحانه يُنزِّل بها على قلوب عباده من العلم والقوة وغير ذلك ما يشاء، ولهذا قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم لحسان: ((اللهم أيِّده بروح القُدُس))، وقال تعالى: ﴿ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ ﴾ [المجادلة: 22]، وقال صلى الله عليه وسلم: ((مَن طَلَبَ القضاء واستعان عليه وُكل إليه، ومن لم يطلب القضاء ولم يَستعِن عليه، أنزلَ الله عليه ملكًا يُسدِّده))، وقال عبدالله بن مسعود: "كنا نتحدَّث أن السَّكِينة تنطق على لسان عُمر"، وقال ابن مسعود أيضًا: "إن للملك لَمَّة، وللشيطان لَمَّة؛ فلَمَّة الملك: إيعادٌ بالخير وتصديقٌ بالحق، ولَمَّة الشيطان إيعاد بالشر وتكذيبٌ بالحق".


وذلك أن العبد له قوة الشعور والإحساس والإدراك، وقوة الإرادة والحركة، وإحداهما أصل الثانية مُستلزِمة لها، والثانية مُستلزِمة للأولى ومكمِّلة لها، فهو بالأولى يصدِّق بالحق ويكذِّب بالباطل، وبالثانية يُحب النافع الملائم له، ويبغض الضار المنافي له، والله سبحانه خلَق عباده على الفطرة؛ التي فيها معرفة الحقِّ والتصديق به، ومعرفة الباطل والتكذيب به، ومعرفة النافع الملائم والمحبة له، ومعرفة الضار المنافي والبغض له بالفطرة...، فما كان حقًّا موجودًا صدَّقتْ به الفطرةُ، وما كان حقًّا نافعًا عرَفته الفطرة فأحبَّته واطمأنَّت إليه، وذلك هو المعروف، وما كان باطلًا معدومًا كذَّبت به الفطرة، فأبغضَتْه الفطرة فأنكرَتْه؛ قال تعالى: ﴿ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ ﴾ [الأعراف: 157]، والإنسانُ كما سمَّاه النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: ((أصدق الأسماء: حارث وهمَّام))؛ فهو دائمًا يَهُم ويعمل، لكنه لا يَعمل إلا ما يرجو نفعه أو دَفْع مَضرَّته، ولكن قد يكون ذلك الرجاء مبنيًّا على اعتقاد باطلٍ، إما في نفس المقصود؛ فلا يكون نافعًا ولا ضارًّا، وإما في الوسيلة؛ فلا تكون طريقًا إليه، وهذا جهلٌ.


فإذا كان النظرُ في دليل هادٍ - كالقرآن - وسلم مِن معارضات الشيطان، تضمَّن ذلك النظرُ العلمَ والهدى، وإذا كان النظر في دليل مُضِل، والناظر يعتقد صحته - بأن تكون مقدمتاه أو إحداهما متضمِّنة للباطل، أو تكون المقدِّمات صحيحة لكن التأليف ليس بمستقيم - فإنه يَصِير في القلب بذلك اعتقادٌ فاسد، وهو غالب شبهات أهل الباطل المخالفين للكتاب والسنة، كذلك إذا كان النظرُ في الدليل الهادي - وهو القرآن - فقد يَضَع الكَلِم مواضعَه، ويفهم مقصودَ الدليل؛ فيهتدي بالقرآن، وقد لا يفهمه أو يُحرِّف الكلم عن مواضعه؛ فيضلُّ به، ويكون ذلك من الشيطان؛ كما قال تعالى: ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا ﴾ [الإسراء: 82]، وقال: ﴿ يُضِلُّ بِهِ كَثِيرًا وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا وَمَا يُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفَاسِقِينَ ﴾ [البقرة: 26]، وقال: ﴿ فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ * وَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْسًا إِلَى رِجْسِهِمْ وَمَاتُوا وَهُمْ كَافِرُونَ ﴾ [التوبة: 124، 125]، وقال: ﴿ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ﴾ [فصلت: 44]، وقال: ﴿ هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [آل عمران: 138]؛ فالناظرُ في الدليل بمنزلة المترائي للهلال؛ قد يراه، وقد لا يراه لِعشًى في بصره، وكذلك أعمى القلب؛ قاله شيخ الإسلام ابن تيميَّة؛ مجموع الفتاوى (4/34- 37) مختصرًا.


• ثانيًا: الأحاديثُ التي صَحَّتْ في هذا الباب رواها البخاري في موضعَيْن مِن صحيحه:

مناقب زيد بن عمرو في كتاب فضائل الصحابة؛ عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لقِيَ زيدَ بن عمرو بن نُفيل بأسفل بَلدَحَ، قبل أن يَنْزِل على النبي صلى الله عليه وسلم الوحي، فقُدِّمتْ إلى النبي صلى الله عليه وسلم سُفرة، فأبَى أن يأكلَ منها، ثم قال زيد: "إني لستُ آكل مما تَذبَحون على أنصابكم، ولا آكل إلا ما ذُكِر اسمُ الله عليه"، وأنَّ زيدَ بن عمرو كان يَعِيب على قريش ذبائحهم، ويقول: "الشاةُ خَلَقَها الله، وأنزل لها مِن السماء الماء، وأَنْبَتَ لها من الأرض، ثم تذبحونها على غير اسم الله"؛ إنكارًا لذلك، وإعظامًا له.


ثم ذكره في باب ما ذُبِح على النُّصُب والأصنام؛ عن عبدالله يُحدِّث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنه لقِيَ زيدَ بن عمرو بن نفيل بأسفل بَلدَح، وذاك قبل أن يَنْزِل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحيُ، فقَدَّم إليه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم سُفرةَ لحمٍ، فأبى أن يأكُلَ منها، ثم قال: ((إنِّي لا آكل مما تَذْبَحونَ على أنصابكم، ولا آكُل إلا مما ذُكِر اسمُ اللهِ عليه)).


فالسُّفرةُ إنما قدَّمَتْها قريشٌ للنبي صلى الله عليه وسلم، فأبى أن يأكُلَ منها، فقدَّمها النبي صلى الله عليه وسلم إلى زيدٍ، فأبى أن يأكُلَ منها، ثم قال لقريش الذين قدَّموها إلى النبي: (أنا لا آكل مما تذبحون على أنصابكم)، ولم يكن زيد في الجاهلية بأفضل مِن النبي، فحين امتنع زيد فالنبيُّ صلى الله عليه وسلم الذى كان حَباه الله لوحْيِه، واختاره ليكونَ خاتم النبيين وسيد المرسلين، أَوْلى بالامتناع منها في الجاهلية أيضًا؛ قاله ابنُ بطَّال في شرح صحيح البخاري؛ (5/ 408).


توهَّم زيد أن اللحمَ المقدَّم إليه مِن جنس ما حرَّم الله، ومن المقطوع به أن بيتَ محمدٍ صلى الله عليه وسلم لا يطعم ذبائح الأصنام، ولكن زيدًا أراد الاستيثاق لنفسه، والإعلان عن مذهبِه، وقد حفظ محمدٌ صلى الله عليه وسلم له ذلك، وسُرَّ به؛ قاله الألباني في تعليقه على فقه السيرة؛ ص65.


فامتناعُ زيد بن عمرو مِن أكلِ ما في السُّفرة إنما كان مِن أجْلِ خوفه أن يكونَ اللحمُ الذي فيها مما ذُبِح على الأنصاب؛ فتَنَزَّه مِن أكله، وقد كان رسولُ الله صلى الله عليه وسلم لا يأكُل مِن ذبائحهم التي كانوا يذبحونها لأصنامهم، فأما ذبائحهم لمأكلتهم فإنا لم نجدْ في شيء من الأخبار أنه كان يتنزَّه منها، ولأنه كان لا يرى الذَّكاة واقعةً إلا بفِعْلِهم قبل نزول الوحي عليه، وقبل تحريم ذبائح أهل الشرك، فقد كان بين ظهرانيهم مقيمًا معهم، ولم يُذكر أنه كان يتميَّز عنهم إلا في أكل المَيْتة، وكانتْ قريشٌ وقبائل مِن العرب تَتَنَزَّه في الجاهلية عن أكل الميتات، ولعله صلى الله عليه وسلم لم يكن يتَّسع إذ ذاك لأن يذبحَ لنفسه الشاة ليأكل منها الشَّلو أو البِضعة، ولا كان فيما استفاض مِن أخباره أنه كان يَهجُر اللحم ولا يأكله، وإذا لم يكن بحضرته إلا ذَكاة أهل الشرك، ولا يجد السبيل إلى غيره، ولم ينزل عليه في تحريم ذبائحهم شيء، فليس إلا أَكْل ما يذبحونه لمأكلتهم، بعد أن تنزَّه من الميتات تنزيهًا مِن الله عز وجل له، واختيارًا من جهة الطبع لتركها استقذارًا لها، وتقزُّزًا منها، وبعد أن يجتنبَ الذبائح لأصنامهم عصمةً مِن الله عزَّ وجل له؛ لئلا يُشاركهم في تعظيم الأصنام بها"؛ قاله الخَطَّابي في "أعلام الحديث"؛ (3/1657).


ومَن قَرَأَ حياةَ النبي صلى الله عليه وسلم قبل المبعث عَلِم أنه كان يُجانب المشركين في تعظيمهم للأصنام، وكان ينهى عن ذلك خاصَّته، كما أنه ليس في روايات الحديث أن الشاة ذُبِحت للأنصاب، ولا أن النبي صلى الله عليه وسلم أكل منها، وأيضًا فإنَّ النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن متعبدًا قبل البعثة بشرع مَن قبلَه، وزيد إنما كان يفعل ذلك برأيٍ يراه، لا بشَرعٍ بلغه، وإنكار زيد ورد بصيغة الجمع؛ فالذي يظهر أنه واجه المشركين بهذا الكلام، وليس النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا في غاية الظهور.


قال الإمام الذهبي في السيرة (1/130-131): "وما زال المصطفى صلى الله عليه وسلم مَحفوظًا محروسًا قبل الوحي وبعدَه، ولو احتمل جواز ذلك، فبالضرورة ندري أنه يأكل مِن ذبائح قريش قبل الوحي، وكان ذلك على الإباحة، وإنما تُوصف ذبائحهم بالتحريم بعد نزول الآية، كما أنَّ الخمرة كانتْ على الإباحة إلى أن نَزَل تحريمها بالمدينة بعد يوم أُحُدٍ، والذي لا ريب فيه أنه كان مَعصومًا قبل الوحي وبعدَه، وقبل التشريع؛ مِن الزنا قطعًا، من الخيانة، والكذب، والسُّكْر، والسجود لوَثَنٍ، والاستقسام بالأزلام، ومن الرذائل والسَّفَه وبذاء اللسان، وكشف العَورة، فلم يكن يَطوف عُريانًا، ولا كان يقف يوم عرفة مع قومه بمُزدلِفة، بل كان يقف بعرفة، وبكل حال لو بدا منه شيءٌ مِن ذلك لَمَا كان عليه تبعة، لأنه كان لا يَعرِف، ولكن رتبة الكمال تأبَى وقوعَ ذلك منه صلى الله عليه وسلم".


فإن اعترضَ الملحد بزيادة في رواية أحمد في المسند لفظها: ((فما رُئِيَ النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك أكل شيئًا مما ذُبِح على النصب))، فالجواب أنها زيادة مُنكَرة لم تصحَّ عند أئمة الحديث.


أما الحديثُ الذي فيه أنه ذَبَح لنُصب، فرُوِيَ من طريق محمد بن عمرو بن علقمة، عن أبي سلمة ويحي بن عبدالرحمن بن حاجب، عن أسامة بن زيد حارثة، عن أبيه في حديث مُطوَّل، وفيه: "وأناخ رسول الله صلى الله عليه وسلم البعير الذي تحته، ثم قَدَّمنا إليه السُّفرة التي كان فيه الشِّواء، فقال: ((ما هذا؟))، قلنا: هذه الشاة ذبحناها لنُصب كذا وكذا، فقال: ((إني لا آكل شيئًا ذُبِح لغير الله))، ثم تفرَّقنا، وكان صَنَمان من نحاس يقال لها: إساف ونائلة، فطاف رسول الله صلى الله عليه وسلم وطُفت معه، فلما مررتُ مسحتُ به، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تمسَّه))، وطفنا، فقلتُ في نفسي: لأمسَّنَّه أنظر ما يقول، فمسحتُه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا تمسَّه، ألم تُنْهَ؟))"؛ رواه النَّسائي في الكبرى، والبَزَّار.


فالجواب: لأنه ليس فيه ما يُنافي عِصمة النبي صلى الله عليه وسلم؛ لأنه حديث ضعيفٌ أعلَّه الإمام الذهبي في السِّيَر (1/ 222)؛ فقال: "في إسناده محمَّد لا يُحتجُّ به، وفي بعضه نَكارة بينة".


وقال أيضًا: "في ذبحها على النُّصُب وجهان: إما أنَّ زيدًا فَعَله عن غير أمر النبيِّ صلى الله عليه وسلم، إلا أنه كان معه فنُسِب ذلك إليه؛ لأن زيدًا لم يكن معه مِن العصمة والتوفيق ما أعطاه الله لنبيِّه، وكيف يجوز ذلك وهو عليه السلام قد مَنَع زيدًا أن يمسَّ صنمًا؟ وما مسَّه هو قبل نبوته، فكيف يرضى أن يُذبَح للصنم؟ هذا محال.


الثاني: أن يكون ذُبِح لله، واتفق ذلك عند صنم كانوا يَذبحون عنده.


قلتُ: هذا حَسَنٌ؛ فإنما الأعمالُ بالنية، أما زيد فأخذ بالظاهر، وكان الباطن لله، وربما سكت النبي صلى الله عليه وسلم عن الإفصاح خوفَ الشر؛ فإنا مع علمنا بكراهيته للأوثان نعلم أيضًا أنه ما كان قبل النبوة مجاهرًا بذمِّها بين قريش، ولا مُعلِنًا بمَقْتها قبل المبعث"؛ السير (3/ 90).


أما مسألةُ الإعجاز فهي أشهر وأكثر مِن أن يخطِّئها أحد، وكانت سببًا لإسلام أناس لا يُحصيهم إلا الله كثرةً، وقد صُنِّفتْ فيها مصنفات كثيرة؛ وأنصحك بقراءة كتاب: (للكون إله) للدمرداش، وكتاب: (الإسلام يتحدى) لوحيد الدين خان، وكتاب: (الإسلام في عصر العلم) لمحمد فريد وجدي، وكتاب: (الله يتجلى في عصر العلم) لجون كلوفر مونسما، وكتب الدكتور زغلول النجار، كما أنه على الشبكة العنكبوتية مواقع إلكترونية كثيرة متخصصة، يمكنك الرجوع إليها بسهولة.


هذا؛ ونحن دائمًا مستعدون للتعاون معك لدحض أي شبهة للملاحدة، كما يسعدنا تواصلك معنا


وفقك الله للخير، وثبتنا وإياك على صراطه المستقيم





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق 
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أريد أن أعرف صحة حديث
  • ماصحة هذا الحديث
  • نوع هذا التوسل في الحديث
  • ما الذي علي دراستُه من الفقه والحديث والعقيدة
  • معنى حديث: ((كل ما يلهو به الرجل المسلم باطل))
  • مشروعية قول " هداكم الله " أثناء الحديث
  • أشعر بأني فقدت إيماني بسبب شبهات الملحدين
  • شبهات حول قصص الأنبياء
  • إشكالات في العزو لتفسير الطبري الذي حققه آل شاكر
  • كيف انتقى البخاري صحيحه من ستمائة ألف حديث؟
  • فتنة الشبهات

مختارات من الشبكة

  • القول الصحيح حول حديث رهن درع النبي صلى الله عليه وسلم وكشف الشبهات حوله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شبهات حول القرآن (2) شبهات علمية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شبهات حول الحديث الحسن وقواعد في علم الحديث والجرح والتعديل (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • خطبة حول التبغ والتدخين ورسائل حوله(مقالة - ملفات خاصة)
  • خاتمة حول عوارض التركيب في مجمهرة عدي بن زيد العبادي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • تدوين السنة النبوية ورد بعض الشبهات المثارة حوله(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • تحقيق في مسألة إرضاع الكبير وتفنيد الشبهات حولها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شبهات المستشرقين حول السيرة النبوية (القائلين بها، أدلتهم، تفنيدها) دراسة نقدية(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • ندوة علمية حول تاريخ الإسلام في شبه جزيرة القرم(مقالة - المسلمون في العالم)
  • ندوة: شبهات وحلول حول صحيح البخاري (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 


مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/11/1446هـ - الساعة: 9:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب