• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / العيد سنن وآداب / مقالات
علامة باركود

أحكام العيد وآدابه (3)

أحكام العيد وآدابه (3)
جلال الشايب

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 21/8/2012 ميلادي - 3/10/1433 هجري

الزيارات: 38146

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أحكام العيد وآدابه (3)


نستكمل سويًا بعضًا من أحكام العيد – أعاده الله تعالى علينا وعلى أمتنا بالنصر - والتي وقفنا عليها جمعًا وترتيبًا [وردت معظم هذه الأحكام؛ كإجابات على بعض أسئلة القراء في موقع: الإسلام سؤال وجواب، وكانت مفرقة؛ فأحببنا جمعها في مقالٍ واحد لسهولة مطالعتها]؛ فنذكر هنا آداب العيد، والأخطاء التي تقع في العيد، والتهنئة بالعيد والمصافحة والمعانقة بعد الصلاة.

 

آداب العيد:

من السنن التي يفعلها المسلم يوم العيد ما يلي:

1- الاغتسال قبل الخروج إلى الصلاة: فقد صح في الموطأ وغيره أن عبدالله بن عمر كان يغتسل يوم الفطر قبل أن يغدو إلى المصلى؛ الموطأ 428.

 

وذكر النووي - رحمه الله - اتفاق العلماء على استحباب الاغتسال لصلاة العيد، والمعنى الذي يستحبُّ بسببه الاغتسال للجمعة وغيرها من الاجتماعات العامة موجود في العيد، بل لعله في العيد أبرز.

 

2- الأكل قبل الخروج في الفطر وبعد الصلاة في الأضحى: من الآداب ألا يخرج في عيد الفطر إلى الصلاة حتى يأكل تمرات؛ لما رواه البخاري عن أنس بن مالك قال: "كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات، ويأكلهن وترًا"؛ البخاري 953.

 

وإنما استُحب الأكل قبل الخروج مبالغةً في النهي عن الصوم في ذلك اليوم، وإيذانًا بالإفطار وانتهاء الصيام، وعلَّل ابن حجر - رحمه الله - بأن في ذلك سدًّا لذريعة الزيادة في الصوم، وفيه مبادرة لامتثال أمر الله؛ فتح 2/446، ومَن لم يجد تمرًا فليُفطر على أي شيء مُباح.

 

وأما في عيد الأضحى فإن المستحب ألا يأكل حتى يرجع من الصلاة فيأكل من أضحيته - إن كان له أضحية - فإن لم يكن له من أضحية فلا حرَج أن يأكل قبل الصلاة.

 

3- التكبير يوم العيد:

وهو من السنن العظيمة في يوم العيد؛ لقوله تعالى: ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185]، وعن الوليد بن مسلم قال: سألت الأوزاعي ومالك بن أنس عن إظهار التكبير في العيدَين، قالا: نعم؛ كان عبدالله بن عمر يُظهره في يوم الفطر حتى يخرج الإمام.

 

وصحَّ عن أبي عبدالرحمن السلمي قال: "كانوا في الفطر أشدَّ منهم في الأضحى"؛ قال وكيع يعني التكبير، انظر: إرواء الغليل 3/122.

 

وروى الدارقطني وغيره أن ابن عمر كان إذا غدا يوم الفطر ويوم الأضحى يَجتهد بالتكبير حتى يأتي المصلى، ثم يكبِِّر حتى يخرج الإمام.

 

وروى ابن أبي شيبة بسند صحيح عن الزهري قال: "كان الناس يكبِّرون في العيد حين يخرجون من منازلهم حتى يأتوا المصلى، وحتى يخرج الإمام، فإذا خرج الإمام سكتوا فإذا كبَّر كبَّروا"؛ انظر: إرواء الغليل 2/121.

 

ولقد كان التكبير من حين الخروج من البيت إلى المصلى وإلى دخول الإمام كان أمرًا مشهورًا جدًّا عند السلف، وقد نقله جماعة من المصنِّفين؛ كابن أبي شيبة، وعبدالرزاق، والفريابي في كتاب "أحكام العيدين" عن جماعة من السلف، ومن ذلك أن نافع بن جبير كان يُكبِّر ويتعجَّب من عدم تكبير الناس فيقول: "ألا تُكبِّرون".

 

وكان ابن شهاب الزهري - رحمه الله - يقول: "كان الناس يُكبِّرون منذ يخرجون من بيوتهم حتى يدخل الإمام".

 

ووقت التكبير في عيد الفطر يَبتدئ من ليلة العيد إلى أن يدخل الإمام لصلاة العيد، وأما في الأضحى فالتكبير يبدأ من أول يوم من ذي الحجَّة إلى غروب شمْس آخِر أيام التشريق.

 

صفة التكبير:

ورد في مصنَّف ابن أبي شيبة بسند صحيح عن ابن مسعود - رضي الله عنه -: أنه كان يكبر أيام التشريق: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد، ورواه ابن أبي شيبة مرةً أخرى بالسند نفسه بتثليث التكبير.

 

وروى المحامليُّ بسند صحيح أيضًا عن ابن مسعود: الله أكبر كبيرًا الله أكبر كبيرًا الله أكبر وأجلُّ، الله أكبر ولله الحمد؛ انظر: الإرواء 3/126.

 

4- التهنئة: ومن آداب العيد التهنئة الطيبة التي يتبادلها الناس فيما بينهم أيًّا كان لفظها؛ مثل قول بعضهم لبعض: تقبَّل الله منَّا ومنكم، أو عيد مبارك، وما أشبه ذلك من عبارات التهنئة المباحة، وعن جبير بن نفير، قال: كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبَّل منا ومنك؛ قال ابن حجر: إسناده حسن، الفتح 2/446.

 

فالتهنئة كانت معروفةً عند الصحابة ورخَّص فيها أهل العلم كالإمام أحمد وغيره، وقد ورد ما يدل عليه من مشروعية التهنئة بالمناسبات وتهنئة الصحابة بعضهم بعضًا عند حصول ما يسرُّ مثل أن يتوب الله تعالى على امرئ فيقومون بتهنئته بذلك إلى غير ذلك، ولا ريب أن هذه التهنئة من مكارم الأخلاق والمظاهر الاجتماعية الحسنة بين المسلمين، وأقل ما يقال في موضوع التهنئة أن تهنئ من هنَّأك بالعيد، وتسكت إن سكَت؛ كما قال الإمام أحمد - رحمه الله -: إن هنَّأني أحد أجبتُه، وإلا لم أَبتدِئه.

 

5- التجمُّل للعيدَين: عن عبدالله بن عمر - رضي الله عنه – قال: أخذ عمر جبةً من إستبرق تُباع في السوق فأخذها، فأتى بها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله ابتع هذه تجمَّل بها للعيد والوفود، فقال له رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:((إنما هذه لباس من لا خلاق له))؛ رواه البخاري 948.

 

فأقر النبي - صلى الله عليه وسلم - عمر على التجمُّل للعيد لكنه أنكر عليه شراء هذه الجبَّة لأنها من حرير.

 

وعن جابر - رضي الله عنه - قال: كان للنبي - صلى الله عليه وسلم - جبَّة يلبسها للعيدَين ويوم الجمعة؛ صحيح ابن خزيمة 1765، وروى البيهقي بسند صحيح أن ابن عمر كان يلبس للعيد أجمل ثيابه؛ فينبغي للرجل أن يلبس أجمل ما عنده من الثياب عند الخروج للعيد.

 

أما النساء فيبتعدْن عن الزينة إذا خرجْن؛ لأنهنَّ منهيات عن إظهار الزينة للرجال الأجانب، وكذلك يحرم على من أرادت الخروج أن تمسَّ الطيب أو تتعرَّض للرجال بالفتنة؛ فإنها ما خرجت إلا لعبادة وطاعة.

 

6- الذهاب إلى الصلاة من طريق والعودة مِن آخَر: عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - قال: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا كان يوم عيد خالف الطريق، رواه البخاري 986.

 

قيل: الحكمة من ذلك ليشهد له الطريقان عند الله يوم القيامة، والأرض تحدِّث يوم القيامة بما عُمل عليها من الخير والشر، وقيل: لإظهار شعائر الإسلام في الطريقَين، وقيل: لإظهار ذكر الله، وقيل: لإغاظة المنافقين واليهود، وليُرهِبهم بكثرة من معه، وقيل: ليقضي حوائج الناس من الاستفتاء والتعليم والاقتداء أو الصدقة على المحاويج أو ليَزور أقاربه، وليَصل رحمه [الإسلام سؤال وجواب].

 

أخطاء تقع في العيد:

إن مما ينبَّه عليه مع إقبال العيد وبهجته بعض الأمور التي يَفعلها البعض جهلاً بشريعة الله وسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ومن ذلك:

1- اعتقاد البعض مشروعية إحياء ليلة العيد: يعتقد بعض الناس مشروعية إحياء ليلة العيد بالعبادة، وهذا من البِدَع المُحدَثة التي لم تثبتْ عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وإنَّما رُوي في ذلك حديث ضعيف: ((مَن أحيا ليلة العيد لم يمتْ قلبه يوم تموت القلوب))؛ وهذا حديث لا يصحُّ، جاء من طريقَين أحدهما موضوع والآخَر ضعيف جدًّا [انظر:"سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة" للألباني (520، 521)].

 

فلا يُشرع تخصيص ليلة العيد بالقيام من بين سائر الليالي، بخلاف من كان عادته القيام في غيرها فلا حرج أن يقوم ليلة العيد.

 

2- زيارة المقابر في يومَي العيدَين: وهذا مع مُناقَضتِه لمقصود العيد وشِعاره من البشر والفرح والسرور، ومُخالفتِه هديه - صلى الله عليه وسلم - وفعل السلف، فإنه يَدخُل في عموم نهيه - صلى الله عليه وسلم - عن اتخاذ القبور عيدًا؛ إذ إنَّ قصْدها في أوقات معيَّنة، ومواسم معروفة من معاني اتخاذها عيدًا، كما ذكر أهل العلم [انظر:"أحكام الجنائز وبدعها" للألباني (ص:219)، (ص:258)].

 

3- تضييع الجماعة والنوم عن الصلوات: إن مما يؤسف له أن ترى بعض المسلمين وقد أضاع صلاته، وترك الجماعة، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر)) [رواه الترمذي 2621 والنسائي 463 وصححه الألباني في صحيح الترمذي] .

 

وقال: ((إن أثقل صلاة على المنافِقين صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حَبوًا، ولقد هممتُ أن آمُر بالصلاة فتُقام، ثم آمُر رجلاً فيُصلي بالناس، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يَشهدون الصلاة فأُحرِّق عليهم بيوتهم بالنار)) [رواه مسلم 651].

 

4- اختلاط النساء بالرجال في المصلى والشوارع وغيرها، ومزاحمتهن الرجال فيها: وفي ذلك فتنة عظيمة وخطر كبير، والواجب تحذير النساء والرجال من ذلك، واتخاذ التدابير اللازمة لمنع ذلك ما أمكن، كما ينبغي على الرجال والشباب عدم الانصراف من المصلى أو المسجد إلا بعد تمام انصرافهنَّ.

 

5- خروج بعض النساء مُتعطِّرات متجمِّلات سافرات: وهذا مما عمَّتْ به البلوى، وتهاون به الناس، والله المستعان، حتى إن بعض النساء هداهنَّ الله إذا خرجن للمساجد للتروايح أو صلاة العيد أو غير ذلك فإنها تتجمل بأبهى الثياب، وأجمل الأطياب، وقد قال عليه الصلاة والسلام: ((أيما امرأة استعطَرتْ فمرَّت على قوم ليَجدوا من ريحها فهي زانية)) [رواه النسائي 5126 والترمذي 2786 وحسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب 2019].

 

وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((صِنفان من أهل النار لم أرهما: قوم معهم سياط كأذناب البقر يَضرِبون بها الناس، ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهنَّ كأسنمة البخت المائلة، لا يدخلْن الجنَّة، ولا يجدْنَ ريحها، وإنَّ ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا)) [رواه مسلم 2128].

 

فعلى أولياء النساء أن يتقوا الله فيمن تحت أيديهم، وأن يقوموا بما أوجب الله عليهم من القوامة؛ لأن ﴿ الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ﴾ [النساء: 34]، فعليهم أن يوجِّهوهنَّ ويأخذوا بأيديهنَّ إلى ما فيه نجاتهنَّ، وسلامتهنَّ في الدنيا والآخِرة بالابتعاد عما حرَّم الله، والترغيب فيما يقرِّب إلى الله.

 

5- الاستماع إلى الغناء المحرَّم: إن من المنكرات التي عمَّت وطمَّت في هذا الزمن الموسيقا والطرب، وقد انتشرت انتشارًا كبيرًا، وتهاون الناس في أمرها، فهي في التلفاز والإذاعة والسيارة والبيت والأسواق، ولا حول ولا قوة إلا بالله، بل إن الجوالات لم تسلم من هذا الشرِّ والمُنكَر، فها هي الشركات تتنافس في وضع أحدث النغمات الموسيقية في الجوال، فوصل الغناء عن طريقها إلى المساجد والعياذ بالله، وهذا من البلاء العظيم والشرِّ الجسيم أن تسمع الموسيقا في بيوت الله، وهذا مِصداق قوله - صلى الله عليه وسلم -: ((ليكونَّن من أمتي أقوام يستحلون الحِرَ والحرير والخمر والمعازف))، (والحِرَ هو: الفرج الحرام، يعني: الزنا، والمعازف هي: الأغاني وآلات الطرب).

 

فعلى المسلم أن يتقي الله، وأن يعلم بأن نعمة الله عليه تستلزم شكرها، وليس من الشكر أن يعصي المسلم ربه، وهو الذي أمدَّه بالنعم.

 

مرَّ أحد الصالحين بقوم يلهون ويلغون يوم العيد فقال لهم: إن كنتم أحسنتم في رمضان فليس هذا شكر الإحسان، وإن كنتم أسأتم فما هكذا يفعل من أساء مع الرحمن [الإسلام سؤال وجواب].

 

التهنئة بالعيد والمصافحة والمعانقة بعد الصلاة:

ورد عن الصحابة - رضي الله عنهم - أنهم كان يهنئ بعضهم بعضًا بالعيد بقولهم: تقبَّل الله منا ومنكم.

 

فعن جبير بن نفير قال: كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبَّل الله منا ومنك؛ قال الحافظ: إسناده حسن.

 

وقال الإمام أحمد - رحمه الله -: ولا بأس أن يقول الرجل للرجل يوم العيد: تقبل الله منا ومنك؛ نقله ابن قدامة في "المغني".

 

وسُئل شيخ الإسلام ابن تيمية [الفتاوى الكبرى: (2: 228)]: هل التهنئة في العيد وما يَجري على ألسنة الناس: "عيدك مبارك " وما أشبهه، هل له أصل في الشريعة، أم لا؟ وإذا كان له أصل في الشريعة، فما الذي يُقال؟

فأجاب: "أما التهنئة يوم العيد يقول بعضهم لبعض إذا لقيه بعد صلاة العيد: تقبل الله منا ومنكم، ونحو ذلك، فهذا قد رُوي عن طائفة من الصحابة أنهم كانوا يفعلونه ورخَّص فيه الأئمة كأحمد وغيره، لكن قال أحمد: أنا لا أبتدئ أحدًا، فإن ابتدأني أحد أجبته، وذلك لأن جواب التحية واجب، وأما الابتداء بالتهنئة فليس سنَّةً مأمورًا بها، ولا هو أيضًا ما نُهي عنه، فمَن فعله فله قدوة، ومن تركه فله قدوة، والله أعلم" اهـ.

 

وسُئل الشيخ ابن عثيمين [مجموع فتاوى ابن عثيمين: (16: 208-210)]: ما حكم التهنئة بالعيد؟ وهل لها صيغة معيَّنة؟

فأجاب:"التهنئة بالعيد جائزة، وليس لها تهنئة مخصوصة، بل ما اعتاده الناس فهو جائز ما لم يكن إثمًا" اهـ.

 

وقال أيضًا: "التهنئة بالعيد قد وقعتْ من بعض الصحابة - رضي الله عنهم - وعلى فرض أنها لم تقع، فإنها الآن من الأمور العادية التي اعتادها الناس، يهنِّئ بعضهم بعضًا ببلوغ العيد، واستكمال الصوم والقيام" اهـ.

 

وسئل - رحمه الله - تعالى: ما حُكم المصافحة، والمعانقة والتهنئة بعد صلاة العيد؟

فأجاب: "هذه الأشياء لا بأس بها؛ لأن الناس لا يتَّخذونها على سبيل التعبُّد والتقرب إلى الله - عز وجل - وإنما يتخذونها على سبيل العادة، والإكرام والاحترام، وما دامت عادة لم يرد الشرع بالنهي عنها فإن الأصل فيها الإباحة" اهـ.

 

مخالفة الطريق في شيء من الصلوات غير العيد، وحكمة إفراد العيد بذلك:

عن جابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - قال: "كان النبي - صلى الله عليه وسلم - إذا كان يوم عيد خالف الطريق" [رواه البخاري (986)]، ومعنى مخالفة الطريق أنه يذهب من طريق ويعود من طريق آخَر، فهذا الحديث يدل على استحباب مخالفة الطريق في صلاة العيد؛ قال الشيخ ابن عثيمين [مجموع الفتاوى" (16: 222)]: "ويُشرع لمن خرج لصلاة العيد أن يخرج من طريق ويرجع من آخر اقتداء برسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا تُسنُّ هذه السنة في غيرها من الصلوات، لا الجمعة ولا غيرها، بل تختص بالعيد، وبعض العلماء يرى أن ذلك مشروع في صلاة الجمعة، لكن القاعدة: (أن كل فعْل وجد سببه في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - ولم يفعله فاتِّخاذه عبادةً يكون بدعة من البدع)" اهـ.

 

وأما عن الحكمة من مخالفة الطريق صلاة العيد: المؤمن مطلوب منه الاقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وإن لم يعلم الحكمة من فعله - صلى الله عليه وسلم - قال الله تعالى: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرً﴾ [الأحزاب: 21]، قال ابن كثير - رحمه الله - (3/756): "هذه الآية الكريمة أصل كبير في التأسِّي برسول الله - صلى الله عليه وسلم - في أقواله وأفعاله وأحواله" اهـ.

 

وقد اختلف العلماء في الحكمة من ذلك على أقوال كثيرة؛ قال الحافظ: وقد اختلف في معنى ذلك على أقوال كثيرة اجتمَع لي منها أكثر من عشرين، وقد لخَّصتها وبينت الواهي منها، قال القاضي عبدالوهاب المالكي: ذكَر في ذلك فوائدَ بعضها قريب، وأكثرها دعاوى فارغة، انتهى؛ فمن ذلك:

1- أنه فعل ذلك ليشهد له الطريقان، وقيل: ليشهد له سكانهما من الجن والإنس.

 

2- وقيل: ليسوي بينهما في مزية الفضل بمروره أو في التبرك به.

 

3- وقيل: لأن طريقه للمصلى كانت على اليمين، فلو رجع منها لرجع على جهة الشمال فرجع من غيرها، وهذا يحتاج إلى دليل.

 

4- وقيل: لإظهار شعائر الإسلام فيهما، وقيل: لإظهار ذكر الله.

 

5- وقيل: ليغيظ المنافقين أو اليهود، وقيل: ليُرهبهم بكثرة من معه، ورجحه ابن بطال.

 

6- وقيل: حذرًا من كيد الطائفتين أو إحداهما، وفيه نظر.

 

7- وقيل: فعل ذلك ليعمَّهم في السرور به، أو التبرك بمروره وبرؤيته والانتفاع به في قضاء حوائجهم في الاستفتاء أو التعلم والاقتداء والاسترشاد أو الصدقة أو السلام عليهم وغير ذلك.

 

8- وقيل: ليزور أقاربه، ويصل رحمه.

 

9- وقيل: ليتفاءل بتغير الحال إلى المغفرة والرضا.

 

10- وقيل: كان في ذهابه يتصدَّق فإذا رجع لم يبقَ معه شيء فيرجع في طريق أخرى؛ لئلا يردَّ من يسأله، وهذا ضعيف جدًّا مع احتياجه إلى الدليل.

 

11- وقيل: كان طريقه التي يتوجه منها أبعد من التي يرجع منها، فأراد تكثير الأجر بتكثير الخطأ في الذهاب، وأما في الرجوع فليُسرِع إلى منزله، وهذا اختيار الرافعي، وتعقَّب بأنه يحتاج إلى دليل، وبأن أجر الخُطا يكتب في الرجوع أيضًا كما ثبَت في حديث أبي بن كعب عند الترمذي وغيره.

 

12- وقيل: لأن الملائكة تقف في الطرقات فأراد أن يشهد له فريقان منهم. اهـ كلام الحافظ باختصار.

 

وذكر ابن القيم [زد المعاد: (1: 449)] بعض هذه الحكم ثم قال: "والأصحُّ أنه لذلك كله ولغيره من الحِكَم التي لا يخلو فعله عنها" اهـ.

 

وقال الشيخ ابن عثيمين: فإن قيل: ما الحكمة من مُخالفة الطريق؟

فالجواب: المتابعة لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - ﴿ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا ﴾ [الأحزاب: 36] فهذه هي الحكمة، ثم ذكر بعض الحِكَم المتقدِّمة في كلام الحافظ [مجموع فتاوى ابن عثيمين: (16: 222)].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • العيد ( خطبة )
  • العيد
  • من أحكام العيد
  • سنن العيد
  • من أحكام العيدين (1 /2)
  • من أحكام العيدين (2 /2)
  • أحكام العيد
  • ملخص أحكام العيد
  • أحكام العيد وآدابه (2)
  • ما يشرع ليلة العيد ويوم العيد
  • العيد آدابه وأحكامه
  • آداب عيد الأضحى

مختارات من الشبكة

  • أحكام الجنائز: مقدمات الموت - تغسيل الميت - تكفينه - دفنه - تعزية أهله - أحكام أخرى (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • من أحكام الحج أحكام يوم التشريق(مادة مرئية - موقع د. علي بن عبدالعزيز الشبل)
  • أحكام الاعتكاف وليلة القدر وزكاة الفطر وما يتعلق بها من أحكام فقهية وعقدية (PDF)(كتاب - ملفات خاصة)
  • مخطوطة أحكام الذريعة إلى أحكام الشريعة(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • قاعدة أحكام النساء على النصف من أحكام الرجال(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله)
  • المختصر الكافي في أحكام الأضاحي، ويليه: الأعياد آداب وأحكام (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • أحكام العيد وآدابه(مقالة - ملفات خاصة)
  • كلمة في أحكام العيد وآدابه(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • أحكام العيد وآدابه (1)(مقالة - ملفات خاصة)
  • خطبة عيد الأضحى وبيان لفضل وأحكام أيام التشريق ومختصر أحكام الأضاحي(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب