• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    من آداب المجالس (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    خطر الميثاق
    السيد مراد سلامة
  •  
    أعظم فتنة: الدجال (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    فضل معاوية والرد على الروافض
    الدكتور أبو الحسن علي بن محمد المطري
  •  
    ما جاء في فصل الشتاء
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرحمن، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تفسير: (فلما قضينا عليه الموت ما دلهم على موته ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تخريج حديث: إذا استنجى بالماء ثم فرغ، استحب له ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    الخنساء قبل الإسلام وبعده
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    اختر لنفسك
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    فاذكروا آلاء الله لعلكم تفلحون (خطبة) - باللغة ...
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / العيد سنن وآداب / مقالات
علامة باركود

التكبير في العيدين من حين الخروج

التكبير في العيدين من حين الخروج
الشيخ ندا أبو أحمد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 26/6/2023 ميلادي - 7/12/1444 هجري

الزيارات: 5932

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التكبير في العيدين من حين الخروج

 

بالنسبة لعيد الفطر، قال تعالى: ﴿ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ [البقرة: 185]، أما بالنسبة لعيد الأضحى، قال تعالى: ﴿ وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ ﴾ [البقرة: 203]، قال ابنِ عبَّاس رَضِيَ اللهُ عنهما: "الأيَّام المعدودات: أيَّامُ التشريقِ؛ أربعة أيَّام: يوم النَّحر، وثلاثة أيَّام"؛ (تفسير ابن كثير: 1 /561).


وقال تعالى: ﴿ كَذَلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الحج: 37].


وأخرج البخاري ومسلم من حديث أمِّ عطيةَ -رَضِيَ اللهُ عنها- قالت: "كُنَّا نُؤمَرُ بالخروجِ في العِيدَينِ، والمُخبَّأةُ، والبِكرُ. قالت: الحُيَّضُ يَخرُجْنَ فيكنَّ خلفَ الناسِ، يُكبِّرْنَ مع الناسِ".


وفي رواية عند البخاري: "كنَّا نُؤمَر أنْ نَخرُجَ يومَ العيدِ، حتى نُخرِجَ البكرَ مِن خِدْرِها، وحتَّى نُخرِجَ الحُيَّضَ، فيكنَّ خلْفَ الناسِ، فيُكبِّرْنَ بتكبيرِهم، ويَدْعون بدُعائِهم، يرجونَ بَركةَ ذلِك اليومِ وطُهرتَه".


قال النوويُّ-رحمه الله-: وقولها: "يُكبِّرن مع النَّاس" دليلٌ على استحبابِ التكبير لكلِّ أحد في العيدين، وهو مجمَعٌ عليه"؛ (شرح النووي على مسلم: 6 /179).


• وعن عُمرَ رضي الله عنه أنَّه كان يُكبِّرُ في قُبَّتِه بمِنًى، فيَسمَعُه أهلُ المسجدِ، فيُكبِّرونَ، فيكبِّرُ أهلُ الأسواقِ، حتى تَرتجَّ مِنًى تكبيرًا"؛ (رواه البخاريُّ معلَّقًا بصيغة الجزم، ورواه موصولًا البيهقي).


• وعن ابنِ عُمرَ- رَضِيَ اللهُ عنهما-"أنَّه كان يُكبِّرُ بمنًى تلك الأيَّامَ، وخَلْفَ الصَّلواتِ، وعلى فِراشِه، وفي فُسطاطِه ومجلسِه، وممشاه تلك الأيَّامَ جميعًا"؛ (رواه البخاري مُعلَّقًا بصيغة الجزم، ورواه موصولًا ابن المنذر في الأوسط).


• وكانتْ ميمونةُ- رَضِيَ اللهُ عنها- تُكبِّر يومَ النَّحرِ؛(رواه البخاريُّ معلقًا بصيغة الجزم).


قال ابنُ تيميَّة-رحمه الله-: "أمَّا التكبيرُ، فإنه مشروعٌ في عيد الأضحى بالاتِّفاق"؛ (مجموع الفتاوى: 24 /221).


ويستحبُّ للرجال رفع الصوت بالتكبير في الأسواق والدور والطرق والمساجد وأماكن تجمع الناس؛ إظهارًا لهذه الشعيرة وإحياءً لها، واقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم وسلف الأمة.


فقد مر بنا الحديث الذي أخرجه البيهقي من حديث ابن عمر-رضي الله عنهما-: أنَّ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كان يخرجُ في العيدينِ مع الفضلِ بنِ عباسٍ وعبدِاللهِ والعباسِ وعليٍّ وجعفرٍ والحسنِ والحسينِ وأسامةَ بنِ زيدٍ وزيدِ بنِ حارثةَ وأيمنَ بنِ أمِّ أيمنَ- رضي اللهُ عنهم- رافعًا صوتَهُ بالتهليلِ والتكبيرِ"؛ (ضعَّفَه البعض، وحسَّنَه الألباني في الإرواء: 3 /123).


وأخرج البيهقي عن عبدالله بن عمر- رضي الله عنهما-: "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يخرج في العيدين رافعًا صوته بالتهليل والتكبير"؛ (صحيح الجامع: 4934) (انظر الإرواء 3 /123).


قال الإمام أحمد -رحمه الله-: "يكبر جهرًا إذا خرج من بيته حتى يأتي المصلى"؛ (المغني: 2 /256).


وأخرج البيهقي عن نافع-رحمه الله- قال: كان عبدالله بن عمر- رضي الله عنهما- يغدو إلى العيد، ويرفع صوته بالتكبير حتى يأتي المصلى؛ (صححه الألباني في الإرواء 650).


وقت التكبير:

بالنسبة لعيد الفطر يبدأ التكبير بعد صلاة الفجر[1] حتى تُقْضى الصلاة.


ودليل ذلك ما أخرجه ابن أبي شيبة عن الزهري -رحمه الله- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخرج يوم الفطر فيكبر حتى يأتي المصلى، وحتى يقضي الصلاة، فإذا قضى الصلاة قطع التكبير"؛ (الصحيحة: 171) (قال الألباني: إسناده صحيح لولا أنه مرسل، لكن له شاهد موصول يتقوَّى به).


وأخرج الدارقطني والحاكم عن ابنِ عُمرَ- رَضِيَ اللهُ عنهما-:"أنَّه كان إذا غدَا يومَ الفِطرِ ويومَ الأضحى يَجهَر بالتكبيرِ[2] حتى يأتيَ المصلَّى، ثم يُكبِّرَ حتى يأتيَ الإمامُ"؛ (صحَّحه الألباني في إرواء الغليل: 650).


• وفي رواية: "أنَّه كان يَجهَرُ بالتَّكبيرِ يومَ الفِطرِ[3] إذا غدا إلى المصلَّى، حتى يخرُجَ الإمامُ".


• وفي رواية: "من حين يخرجُ من بيته حتى يأتيَ المصلَّى"؛ (صحيح الجامع: 5004).


التَّكبيرُ في عِيدِ الفِطرِ يَنقضِي بصلاةِ العيدِ؛ نصَّ على ذلك المالِكيَّة، وهو مذهبُ الشافعيَّة على الأصحِّ، وهو روايةٌ عن أحمد، واختارَه ابنُ باز، وابنُ عثيمين.


أما بالنسبة لعيد الأضحى[4]:

فقد أخرج ابنُ أبي شَيبةَ في المصنَّف والطبرانيُّ عن الأَسودِ قال:"كانَ عبدالله بنُ مَسعودٍ رضي الله عنه يُكبِّر من صلاةِ الفَجرِ يومَ عَرفةَ، إلى صلاةِ العصرِ من النَّحرِ؛ يقول: اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلَّا الله، واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، ولله الحمدُ".


وأخرج الحاكم والبيهقي عن ابنِ عبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عنهما- أنَّه كان يُكبِّرُ من غَداةِ عَرفةَ إلى صَلاةِ العَصرِ من آخِرِ أيَّامِ التَّشريقِ.


وأخرج ابنُ أبي شَيبةَ في المصنَّف عن شقيق: أن عليَّ بن أبي طالب رضي الله عنه كان يُكبِّر بعد صلاةِ الفَجرِ يومَ عَرفةَ، إلى صلاةِ العصرِ من آخر أيام التشريق".


قال الحافظ ابن حجر-رحمه الله- في"فتح الباري: 2 /462": "أصح ما ورد فيه عن الصحابة قول عليٍّ وابن مسعود- رضي الله عنهما-: إنه من صبح يوم عرفة إلى آخر أيام منى"؛ ا هـ.


يعني عصر ثالث أيام التشريق ورابع يوم العيد؛ (انظر مجموع الفتاوى: 24 /220) (إرواء الغليل: 3 /125).


صيغ التكبير:

لم يصحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث في صيغة التكبير، لكن هناك صيغ واردة عن الصحابة منها:

• "الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد"؛ (رواه ابن أبي شيبة والبيهقي عن ابن مسعود رضي الله عنه).


ففي هذا الحديث ثبت تشفيع التكبير، لكن ذكر ابن أبي شيبة في موضع آخر بالسند نفسه بتثليث التكبير.


• "الله أكبر كبيرًا، الله أكبر كبيرًا، الله أكبر وأجل، الله أكبر ولله الحمد"؛ (موقوف على ابن مسعود، راجع الإرواء: 3 /126).


• "الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيرًا"؛ (رواه عبدالرزاق والبيهقي عن سلمان رضي الله عنه).


• "الله أكبر الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر وأجلُّ، الله أكبر على ما هدانا"؛ (رواه البيهقي عن ابن عباس رضي الله عنهما).


قال ابنُ قُدامة -رحمه الله-: "وصفة التكبير: اللهُ أكبرُ اللهُ أكبر، لا إلهَ إلَّا الله، واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، ولله الحمدُ، هذا قولُ عُمرَ، وعليٍّ، وابن مسعود، وبه قال الثوريُّ، وأبو حنيفة، وإسحاق، وابن المبارك، إلَّا أنه زاد: على ما هدانا؛ لقوله: ﴿ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ ﴾ [الحج: 37] (المغني: 2 /293).


وقال ابنُ المنذر-رحمه الله-: "رُوينا عن عُمرَ بن الخطَّاب وعبدِالله بنِ مسعود، أنَّهما كانا يُكبِّران مِن صلاة الغداة يومَ عَرفةَ إلى الصلاة من آخِر أيَّام التشريق، يقولان: اللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، لا إلهَ إلَّا الله، واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، ولله الحمد، ورُوي ذلك عن عليِّ بن أبي طالب... أنَّ عليًّا كان يُكبِّر يومَ عرفةَ مِن صلاة الفَجرِ إلى العصرِ مِن آخِرِ أيَّام التشريق، يقول: اللهُ أكبرُ اللهُ أكبر، لا إلهَ إلَّا الله، واللهُ أكبرُ اللهُ أكبرُ، ولله الحمدُ"، وبه قال النَّخَعيُّ، والثوريُّ، وأحمدُ، وإسحاقُ، وسفيان، ومحمد"؛ (الأوسط:4 /349)، (المجموع للنووي: 5 /40)، (فتح القدير للكمال ابن الهمام: 2 /82).

 

الحكمة من التكبير:

1- المقصود من ذكر الله وتكبيره وحمده هو إحياء عظمة الله وكبريائه في القلوب لتتوجَّه إليه وحده في جميع الأحوال، وتقبل النفوس على طاعته، وتحبه وتتوكَّل عليه وحده لا شريك له؛ لأنه الكبير الذي لا أكبر منه، والرازق الذي كل النعم منه، والملك الذي كل ما سواه عبد له، والخالق الذي خلق كل شيء: ﴿ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ فَاعْبُدُوهُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ وَكِيلٌ ﴾ [الأنعام: 102].


2- إذا عرف القلب ذلك أقبَلَ على طاعة الله، وامتثال أوامره، واجتناب نواهيه، ولهج لسان العبد بذكر الله وحمده وشكره، وتحرَّكت جوارحه لعبادة الله بالمحبة والتعظيم والانكسار.


وقد أخرج البخاري ومسلم من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث له: "ألا وإن في الجسد مضغة، إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب"؛ (موسوعة الفقه الإسلامي لمحمد بن إبراهيم بن عبدالله التويجري: 2 /694).

 

تنبيهات خاصة بالتكبير:

أ- يشرع لكل أحد أن يجهر بالتكبير عند الخروج من المنزل إلى مصلى العيد باتفاق الأئمة الأربعة؛ (مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام: 24 /220).


وقال الشيخ ابنُ عُثَيمين-رحمه الله-: "إنَّ السُّنة أن يجهر به؛ إظهارًا للشعيرة، لكن النِّساء يُكبِّرْنَ سرًّا، إلَّا إذا لم يكُن حولهنَّ رجالٌ، فلا حرجَ في الجهر"؛ (الشرح الممتع: 5 /158).


ب- أحدث الناس زيادات على هذا التكبير، وهذه كلها بدع لا ينبغي التعبد بها.


قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله- في "فتح الباري: 2 /536": "وقد أحدث في هذا الزمان زيادة في ذلك لا أصل لها"؛ ا هـ.


ومن تلك الصيغ المنتشرة بين العوامِّ والتي لم تثبت قولهم: "الله أكبر كبيرًا، والحمد لله كثيرًا، وسبحان الله بكرةً وأصيلًا، لا إله إلا الله وحده، صدق وعده، ونصر عبده، وأعَزَّ جنده، وهزم الأحزاب وحده، لا إله إلا الله، ولا نعبد إلا إياه، مخلصين له الدين ولو كره الكافرون، اللهم صَلِّ على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد، وعلى أصحاب سيدنا محمد، وعلى أنصار سيدنا محمد، وعلى أتباع سيدنا محمد، وعلى أزواج سيدنا محمد، وعلى ذرية سيدنا محمد، وسَلِّم تسليمًا كثيرًا".


قال الشقيري-رحمه الله-: "الزيادة عن الوارد في تكبير العيدين بدعة"؛ (السنن والمبتدعات للشقيري، ص 121).

 

جـ- يرى بعض أهل العلم؛ كالشيخ ابن باز، وابن عثيمين، والألباني -رحمة الله عليهم- أنه لا يشرع في التكبير الاجتماع على صوت واحد كما يفعله الناس اليوم.


قال الشاطبيُّ -رحمه الله-: "إذا ندَب الشرعُ إلى ذكر الله فالْتَزم قومٌ الاجتماع عليه على لسانٍ واحد، وصوت واحد، لم يكن في ندْب الشرعِ ما يدلُّ على هذا التخصيص الملتزَم؛ لأنَّ التزام الأمورِ غيرِ اللازمة يُفهَم على أنه تشريع، وخصوصًا مع مَن يُقتدى به في مجامِع الناس كالمساجد، فإذا أُظهرت هذا الإظهار، ووُضِعت في المساجد كسائرِ الشعائرِ؛ كالأذان، وصلاة العيدين والكسوف، فُهِم منها- بلا شكٍّ- أنها سُنَّة إنْ لم تُفهَم منها الفرضيَّة، فلم يتناولها الدليلُ المستدَلُّ به، فصارتْ من هذه الجِهة بِدَعًا مُحدَثة "؛ (الاعتصام للشاطبي: 1 /249).


قال الشيخ ابنُ باز -رحمه الله-:"أمَّا التكبيرُ الجماعيُّ المبتدع، فهو أن يرفع جماعةٌ- اثنان فأكثر- الصوت بالتكبير جميعًا، يبدؤونه جميعًا، وينهونه جميعًا بصوتٍ واحدٍ، وبصفة خاصَّة، وهذا العمل لا أصلَ له، ولا دليلَ عليه، فهو بدعةٌ في صِفة التكبير ما أنزل الله بها من سُلطان، فمَن أنكر التكبيرَ بهذه الصفة، فهو مُحِقٌّ"؛ (مجموع فتاوى ابن باز: 13 /21).


وقال أيضًا -رحمه الله-: "المشروعُ أن يُكبِّر المسلمُ على الصفة المشروعة الثابتة بالأدلَّة الشرعيَّة، وهي التكبير فُرادَى، وقد أنكر التكبيرَ الجماعيَّ ومنَع منه سماحةُ الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي الديار السعودية رحمه الله، وأصدر في ذلك فتوى، وصدَر منِّي في مَنْعِه أكثرُ من فتوى، وصدَر في منعه أيضًا فتوى من اللَّجنة الدَّائمة للبحوث العلميَّة والإفتاء، وألَّف فضيلة الشيخ حمود بن عبدالله التويجريُّ رحمه الله رسالةً قيِّمة في إنكاره والمنْع منه، وهي مطبوعةٌ ومتداولة"؛ (مجموع فتاوى ابن باز: 13 /22).

 

وقال الشيخ ابنُ عُثَيمين-رحمه الله-: "الذي يَظهرُ أنَّ التكبير الجماعيَّ في الأعياد غيرُ مشروع، والسُّنَّة في ذلك أنَّ الناس يُكبِّرون بصوتٍ مرتفع، كلٌّ يكبِّر وحده"؛ (مجموع فتاوى ورسائل العثيمين: 16 /268).

 

وسُئل الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله-عن التكبير الجماعي في العيدين، فقال السائل: عندنا‏ في بعض المساجد يجهر المؤذن بالتكبير في مكبرات الصوت والناس يُردِّدون وراءه ما يقول، فهل هذا يُعد من البدع أم هو جائز؟

فأجاب الشيخ -رحمه الله- فقال: "هذا من البدع؛ لأن المعروف من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في الأذكار أن كل واحد من الناس يذكر الله تعالى ‏في نفسه، فلا ينبغي الخروج عن هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه"؛ (أسئلة وأجوبة في صلاة العيدين لابن عثيمين، ص 31).


ويقول الشيخ الألباني-رحمه الله- في"السلسلة الصحيحة: 1 /281": "إن الجهر بالتكبير لا يُشرع فيه الاجتماعُ عليه بصوتٍ واحد كما يفعله البعضُ، وكذلك كلُّ ذِكْر يُشرع فيه رفع الصوت، لا يُشرع فيه الاجتماع المذكور، ولنضع نصب أعيننا دائمًا أن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم"؛ ا هـ.


فالتكبير الجماعي لم يفعلْه السَّلفُ الصالحُ؛ لا مِن الصَّحابةِ، ولا مِن التابعين، ولا تابعيهم، وهم القدوةُ، والواجبُ الاتباعُ وعدمُ الابتداعِ في الدِّينِ؛(فتاوى اللَّجنة الدَّائمة- المجموعة الأولى: 8 /311).


د- انقسام الناس إلى فريقين يرد أحدهما على تكبير الآخر هو من البدع المكروهة.


قال الشيخ علي محفوظ -رحمه الله- في كتابه "الإبداع في مضار الابتداع "ص 139": ومن البدع المكروهة اجتماع الناس يوم العيد بالمساجد، وانقسامهم إلى طائفتين كل واحدة منها ترد على الأخرى بالتكبير المعروف، والسنة أن يُكبِّر المسلمون في البيوت والطرقات، ومصلاهم كل على انفراده على ما هو معروف في كتب الفروع؛ ا هـ.


تنبيه:

هناك رسالة للشيخ العلامة حمود التويجري -رحمه الله- في إنكار هذا التكبير الجماعي وهي مطبوعة.


لكن قال الشيخ أبو مالك كمال سيد سالم في كتابه "صحيح فقه السنة: 1 /63": وقد يستدل على مشروعية هذا الاجتماع (أي: الاجتماع على التكبير بصوت موحد) بما علقه البخاري بصيغة الجزم عن ابن عمر أنه كان يكبر في قبته بمنى، فيسمعه أهل المسجد فيكبرون ويكبر أهل الأسواق حتى ترتج مِنًى تكبيرًا، وكان ابنُ عُمرَ وأبو هُرَيرَة -رضي الله عنهم- يَخرُجانِ إلى السوقِ في أيَّامِ العشرِ يُكبِّرانِ، ويُكبِّر الناسُ بتكبيرِهما؛ (رواه البخاري معلَّقًا بصيغة الجزم، وصحَّحه الألباني في إرواء الغليل: 651) وكانت النساء يكبرن خلف أبان بن عثمان، وعمر بن عبدالعزيز ليالي التشريق مع الرجال في المسجد، فالمسألة محل اجتهاد ونظر ولا ينبغي النزاع والشقاق لأجلها"؛ ا هـ.


هـ- الاجتماع يوم عرفة في المساجد في الأمصار والقرى للدعاء من المحدثات.

قال ابن عثيمين-رحمه الله-: إنه من البدع؛ (الشرح الممتع: 5 /227)


و- التكبير عقب الصلوات هو من التكبير المقيد:

"كان ابن عمر-رضي الله عنهما- يكبر بمِنًى تلك الأيام[5]، وخلف الصلوات، وعلى فراشه، وفي فسطاطه، ومجلسه، وممشاه، تلك الأيام جميعًا"؛(علقه البخاري بصيغة الجزم).


وأجازه شيخ الإسلام واعتبر هذا من التكبير المقيد، فقال -رحمه الله-: أصح الأقوال في التكبير الذي عليه الجمهور من السلف والفقهاء من الصحابة والأئمة أن يكبر من فجر يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق عقب كل صلاة لما في السنن: "يوم عرفة ويوم النحر وأيام مِنى عيدنا أهل الإسلام، وهي أيام أكل وشرب وذكر لله".


وقال ابن الحاج -رحمه الله- في "كتابه المدخل: 2 /440": "السنة أن يكبر الإمام في أيام التشريق دبر كل صلاة تكبيرًا يسمع نفسه ومن يليه، ويكبر الحاضرون بتكبيره، كل واحد يكبر لنفسه ولا يمشي على صوت غيره على ما وصف من أنه يسمع نفسه ومن يليه، فهذه هي السنة، أمَّا ما يفعله بعض الناس اليوم من أنه إذا سَلَّم الإمام من صلاته كَبَّر المؤذنون على صوت واحد، والناس يستمعون إليهم ولا يكبرون في الغالب، وإن كَبَّر أحد منهم فهو يمشي على أصواتهم، فذلك كله من البدع؛ إذ إنه لم ينقل أن النبي صلى الله عليه وسلم فعله ولا أحد من الخلفاء الراشدين بعده"؛ ا هـ.



[1] ذهب بعض أهل العلم إلى أنه يبدأ وقتُ تكبيرِ عيدِ الفِطرِ بغُروبِ شَمسِ ليلةِ العِيدِ، وهذا مذهبُ الشافعيَّة، والحَنابِلَة، وقولٌ للمالكيَّة، وبه قالتْ طائفةٌ من السَّلَفِ، واختارَه ابنُ حزمٍ، وابنُ تيميَّة، وابنُ باز وابنُ عثيمين، قال الشيخ ابنُ عُثَيمين-رحمه الله-:" استحبابُ التكبير في ليلة العيد من غروبِ الشَّمس آخِرَ يوم من رمضان إلى حضورِ الإمام للصلاةِ"، وفي موضع آخر سئل- رحمه الله- متى يَبتدئ التكبيرُ لعيد الفطر؟ وما هي صِفتُه؟ فأجاب فضيلتُه بقوله: التكبيرُ يوم العيد يبتدئ من غروب الشَّمس آخِرَ يوم من رمضان، إلى أن يَحضُر الإمامُ لصلاة العيد"؛ (مجموع فتاوى ورسائل العثيمين: 16 /216).

[2]- قال الألباني- رحمه الله-:"في الحديث دليل على مشروعية ما جرى عليه عمل المسلمين من التكبير جهرًا في الطريق إلى المصلى"؛ (الصحيحة: 1 /121).

[3]- وقوله: "كان يجهر بالتكبِّير يوم الفطرِ"، واليوم يبدأ من الفجر.

[4]- المحرم يبتدئ التكبير المقيد من صلاة الظهر يوم النحر إلى عصر آخر أيام التشريق؛ لأنه قبل ذلك مشغول بالتلبية.

[5]- والتكبير مشروع في هذه الأيام العشر جميعها؛ لقوله تعالى: ﴿ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ ﴾ [الحج: 28]، قال ابن عبَّاس رَضِيَ اللهُ عنهما: (الأيَّام المعلومات: أيَّامُ العَشرِ «يعني: العَشر الأُوَل من ذي الحجَّة»)؛ (رواه البخاري معلقًا بصيغة الجزم).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أحكام صلاة العيدين
  • الفرق بين غسل الجمعة والعيدين قبل طلوع الفجر
  • مختصر أحكام زكاة الفطر والعيدين
  • صلاة العيدين في المصلى
  • مختصر أحكام الأضحية والعيدين
  • التكبير: فضله - مواطنه - حكمه (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • متى يرفع المصلي يديه في الصلاة؟(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن حمود الفريح)
  • صلاة العيدين ( الفطر والأضحى )(مقالة - موقع الشيخ فيصل بن عبدالعزيز آل مبارك)
  • التكبير في الأعياد: لماذا نكبر في الأعياد؟(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التكبير في العيدين وعشر ذي الحجة(مقالة - موقع الشيخ أحمد بن عبدالرحمن الزومان)
  • تمام المنة - الصلاة (43)(مقالة - ملفات خاصة)
  • التكبير في عيد الفطر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أحكام وآداب عيد الأضحى المبارك - التكبير - (مطوية)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • بعض أحكام صلاة عيد الفطر والتكبير(مقالة - ملفات خاصة)
  • صيغ التكبير للحاج وغير الحاج(مقالة - مكتبة الألوكة)
  • يوم الدعاء ويوم التكبير (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب