• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: أم سليم صبر وإيمان يذهلان القلوب (2)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    تحريم أكل ما ذبح أو أهل به لغير الله تعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الكبر
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    الفرق بين إفساد الميزان وإخساره
    د. نبيه فرج الحصري
  •  
    مهمة النبي عند المستشرقين
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (3)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    ماذا سيخسر العالم بموتك؟ (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فقه الطهارة والصلاة والصيام للأطفال
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    ثمرة محبة الله للعبد (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    خطبة: القلق من المستقبل
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    فوائد وعبر من قصة يوشع بن نون عليه السلام (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    خطبة: المخدرات والمسكرات
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    {وما النصر إلا من عند الله} ورسائل للمسلمين
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    من أقوال السلف في أسماء الله الحسنى: (الرزاق، ...
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    فضل الصبر على المدين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رمضان / فضائل رمضان / فضائل رمضان والعشر الأواخر / مقالات
علامة باركود

فضل الصيام

عبدالرحمن بن أحمد بن رجب ( ابن رجب الحنبلي )

المصدر: بغية الإنسان في وظائف شهر رمضان
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 30/8/2008 ميلادي - 27/8/1429 هجري

الزيارات: 36644

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
ثَبَتَ في "الصَّحيحينِ" عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((كلُّ عمل ابن آدم له، الحَسَنة بِعَشْر أمثالها إلى سبعمائة ضعف)).

قال الله - عز وجل - في الحديث القدسي: "إلا الصِّيام، فإنه لي، وأنا أجزي به، إنَّه ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، للصَّائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك))، وفي رواية: ((كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام فإنه لي))[1]، وفي رواية للبخاري: ((لكل عمل كفارة، والصوم لي، وأنا أجزي به)).

فعلى الرواية الأولى: يكون استثناء الصوم منَ الأعمال المضاعفة، فتكون الأعمال كلها تضاعف بِعَشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، إلاَّ الصيام، فإنَّه لا ينحصر تضعيفه في هذا العدد؛ بل يضاعفه الله - عز وجل - أضعافًا كثيرة، بغير حصر عدد، فإن الصيام منَ الصبر، وقد قال الله - تعالى -: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10].

ولهذا وَرَد عنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سمى شهر رمضان ((شهر الصَّبر)) [2].

وفي حديث آخر عنه - صلى الله عليه وسلم - قال: ((الصَّوم نصف الصبر))؛ أخرجه الترمذي.

والصَّبر ثلاثة أنواع: صبر على طاعة الله، وصبر على محارم الله، وصبر على أقدار الله المُؤلِمة، وتجتمع الثلاثة كلها في الصوم، فإن فيه صبرًا على طاعة الله، وصبرًا عمَّا حرم الله على الصائم منَ الشهوات، وصبرًا على ما يحصل للصائم فيه من ألم الجوع والعطش، وضعف النفس والبدن.

وهذا الألم الناشئ من أعمال الطاعات يُثَاب عليه صاحبه، كما قال الله - تعالى - في المجاهدين: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا يَطَؤُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ} [التوبة: 120].

وفي حديث سلمان المرفوع الذي أخرجه ابن خُزيمة في "صحيحه"، في فضل شهر رمضان، ((وهو شهر الصَّبر، والصبر ثوابه الجنَّة)) [3].

وفي الطَّبَراني عن ابن عمر مرفوعًا، ((الصِّيام لله، لا يعلم ثواب عمله إلاَّ الله - عز وجل))، وروي مرسلاً، وهو أصح.

واعلم أن مضاعفة الأجر للأعمال تكون بأسباب:
منها: شرف المكان المعمول فيه ذلك العمل كالحرم، ولذلك تضاعف الصلاة في مسجدي مكة والمدينة، كما ثبت ذلك في الحديث الصَّحيح عنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((صلاة في مسجدي هذا، خير من ألف صلاة فيما سواه من المساجد، إلا المسجد الحرام)) وفي رواية: ((فإنه أفضل))، وكذلك روي: ((أن الصيام يضاعف بالحرم)).

وفي "سنن ابن ماجه"[4] بإسناد ضعيف، عن ابن عباس مرفوعًا: ((مَن أدرك رمضان بمكة فصامه وقام منه ما تيسر، كتب الله له مائة ألف شهر رمضان فيما سواه))، وذكر له ثوابًا كثيرًا.

ومنها: شرف الزمان؛ كشهر رمضان، وعشر ذي الحجة، وفي حديث سلمان الفارسي المرفوع الذي أشرنا إليه في فضل شهر رمضان ((مَن تَطَوَّعَ فيه بخصلة من خصال الخير كان كمَن أَدَّى فريضة فيما سواه، ومَن أَدَّى فيه فريضة كان كمَن أدى سبعين فريضة فيما سواه)).

وفي الترمذي عن أنس: سئل النبي - صلى الله عليه وسلم -: أيُّ الصدقة أفضل؟ قال: ((صدقة في رمضان)).

وفي "الصَّحيحين" عنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((عمرة في رمضان تعدل حجة، أو قال: حجة معي)).

وَوَرَدَ في حديث آخر: ((إنَّ عمل الصائم يضاعف))، وذكر أبو بكر ابن أبي مريم، عن أشياخه أنهم كانوا يقولون: إذا حضر شهر رمضان فانبسطوا فيه بالنفقة، فإن النفقة فيه مضاعفة كالنفقة في سبيل الله، وتسبيحة فيه أفضل من ألف تسبيحة في غيره.

قال النخعي [5]: صوم يوم من رمضان أفضل من ألف يوم، وتسبيحة فيه أفضل من ألف تسبيحة، وركعة فيه أفضل من ألف ركعة.

فلمَّا كان الصِّيام في نفسه مضاعفًا أجره بالنسبة إلى سائر الأعمال، كان صيام شهر رمضان مضاعفًا على سائر الصِّيام، لشرف زمانه، وكونه هو الصَّوم الذي فرضه الله على عباده، وجعل صيامه أحد أركان الإسلام التي بنيَ الإسلام عليها.

وقد يضاعف الثواب بأسبابٍ أُخَر:
منها شرف العامل عند الله، وقربه منه، وكثرة تقواه، كما ضوعف أجر هذه الأمة على أجور من قبلهم من الأمم، وأعطوا كفلين من الأجر.

وأما على الرِّواية الثانية [6]، فاستثناء الصيام من بين الأعمال يرجع إلى أن سائر الأعمال للعباد، والصيام اختصه الله - تعالى - لِنَفسه من بين أعمال عباده، وأضافه إليه، وسيأتي ذكر توجيه هذا الاختصاص - إن شاء الله تعالى.وأما على الرواية الثالثة، فالاستثناء يعود إلى التفكير بالأعمال.
ومن أحسن ما قيل في ذلك، ما قاله سفيان بن عيينة [7] - رحمه الله - قال: هذا من أجود الأحاديث وأحكمها، إذا كان يوم القيامة يحاسب الله عبده، ويؤدي ما عليه منَ المظالِم من سائر عمله، حتى لا يبقى إلاَّ الصوم، فيتحمل الله - عز وجل - ما بقي عليه منَ المظالم، ويدخله بالصَّوم الجنة؛ خرجه البيهقي في "شعب الإيمان" وغيره.

وعلى هذا فيكون المعنى: إنَّ الصِّيام لله - عَزَّ وجَلَّ - فلا سبيل لأحد إلى أخذ أجره من الصيام؛ بل أجره مدخر لصاحبه عند الله - عَزَّ وجَلَّ - وحينئذٍ فقد يُقال: إنَّ سائر الأعمال قد يكفر بها ذنوب صاحبها، فلا يبقى لها أجر، فإنه رويَ: إنه يُوَازن يوم القيامة بين الحسنات والسَّيئات، ويقص بعضها من بعض، فإن بقيَ منَ الحسنات حسنة، دخل بها صاحبها الجنة، قاله سعيد بن جبير وغيره.

وفيه حديث مرفوع خَرَّجَه الحاكم مِن حديث ابن عباس مرفوعًا، فيحتمل أن يقال في الصوم: إنه لا يسقط ثوابه بمقاصة ولا غيرها؛ بل يوفر أجره لصاحبه حتى يدخل الجنة، فيوفى أجره فيها.

وأما قوله تعالى [8]: ((فإنه لي))، فإن الله خَصَّ الصِّيام بإضافته إلى نفسه دون سائر الأعمال، وقد كثر القول في معنى ذلك من الفقهاء والصوفية وغيرهم، وذكروا فيه وجوهًا كثيرة، ومن أحسن ما ذكر فيه وجهان:
الوجه الأول: أنَّ الصيام هو مجرد ترك حظوظ النفس، وشهواتها الأصلية، التي جبلت على الميل إليها لله - عز وجل - ولا يوجد ذلك في عبادة أخرى غير الصيام؛ لأن الإحرام إنما يترك فيه الجماعة، ودواعيه منَ الطيب، دون سائر الشهوات من الأكل والشرب، وكذلك الاعتكاف مع أنه تابع للصيام.

وأمَّا الصلاة، فإنه وإن ترك المصلِّي فيها جميع الشهوات، إلا أن مدتها لا تطول، فلا يجد المصلي فقد الطعام والشراب في صلاته؛ بل قد نهيَ أن يصلي ونفسه تَتُوق إلى طعام بِحضرته، حتى يتناول منه ما يسكن نفسه، ولهذا أمر بتقديم العشاء على الصلاة، وذهبتْ طائفة من العلماء إلى إباحة شرب الماء في صلاة التَّطَوُّع، وكان ابن الزبير يفعله في صلاته، وهو رواية عن الإمام أحمد.

وهذا بخلاف الصِّيام، فإنه يستوعب النهار كله، فيجد الصائم فَقْد هذه الشهوات، وتتوق نفسه إليها، خصوصًا في نهار الصيف؛ لِشِدَّة حرِّه وطوله، ولهذا رويَ: إنَّ مِن خصال الإيمان: الصَّوم في الصيف.

وقد كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصوم رمضان في السفر في شدة الحَرِّ دون أصحابه، كما قال أبو الدَّرْداء [9]: كنَّا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - في رمضان في سفر، وأحدنا يضع يده على رأسِه مِن شِدَّة الحَرِّ، وما فينا صائمٌ إلاَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعبدالله بن رواحة.

وفي "الموطأ": أنه - صلى الله عليه وسلم - كان بالعُرْج [10] يصب الماء على رأسه، وهو صائم منَ العطش والحر.

فإذا اشتد توقان النفس إلى ما تشتهيه مع قدرتها عليه، ثم تركته لله - عز وجل - في موضع لا يطلع عليه إلا الله، كان ذلك دليلاً على صحة الإيمان، فإنَّ الصائم يعلم أنَّ له ربًّا يطلع عليه في خلوته، وقد حرم عليه أن يتناول شهواته المجبول على الميل إليها في الخلوة، فأطاع ربه، وامتثل أمره، واجتنب نهيه، خوفًا من عقابه، ورغبة في ثوابه، فشكر الله - تعالى - له ذلك، واختص لنفسه عمله هذا من بين سائر أعماله، ولهذا قال بعد ذلك: ((إنه إنما ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي)).

قال بعض السَّلَف: طوبى لِمَن ترك شهوة حاضرة لموعد غيب، لم يره.

لما علم المؤمن الصائم أن رضا مولاه في ترك شهوته، قَدَّم رضا مولاه على هواه، فصارت لذته فيترك شهوته لله، لإيمانه باطلاع الله، وثوابه وعقابه أعظم من ذلته في تناولها في الخلوة، إيثارًا لرضا رَبِّه على هوى نفسه؛ بل المؤمن يكره ذلك في خلوته أشد من كراهته لألم الضرب، ولهذا كثير منَ المؤمنين لو ضرب على أن يفطر في شهر رمضان لغير عذر، لم يفعل، لعلمه بكراهة الله لفطره في هذا الشهر، وهذا من علامات الإيمان، أن يكره المؤمن ما يلائمه من شهواته إذا علم أن الله يكرهه، فتصير لَذته فيما يرضي مولاه، وإن كان مخالفًا لهواه، ويكون ألمه فيما يكرهه مولاه، وإن كان موافقًا لِهَواه.

وإذا كان هذا فيما حرم لِعَارض الصَّوم منَ الطعام والشراب، ومباشرة النساء، فينبغي أن يتأكد ذلك فيما حرم على الإطلاق كالزنا، وشرب الخمر، وأخذ الأموال والأعراض بغير حق، وسفك الدماء المحرمة.

فإن هذا يسخطه الله على كل، وفي كل زمان ومكان، فإذا كمل إيمان المؤمن كره ذلك كله أعظم من كراهته للقتل والضرب، ولهذا جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - من علامات وجود حلاوة الإيمان: ((أن يكره أن يرجع إلى الكفر، بعد أن أنقذه الله منه، كما يكره أن يقذف في النار))[11].

وقال نبي الله يوسف - عليه السلام -: {رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ} [يوسف: 33].

سُئل ذو النون المصري[12]: متى أحب ربي؟ قال: إذا كان ما يكرهه أَمَرّ عندك من الصبر، وقال غيره: ليس من أعلام المحبة أن تحب ما يكره حبيبك.

وكثيرٌ منَ الناس يَمْشي على العوائد دون ما يوجبه الإيمان ويقتضيه، فلهذا كثير منهم لو ضرب، ما أفطر في رمضان لِغَير عذر، ومِن جهالهم من لا يفطر لعذر، ولو تَضَرَّر بالصَّوم، مع أنَّ الله يحب منه أن يقبل رخصته، جريًا على العادة، ومع ذلك فقدِ اعتاد ما حرم الله منَ الزِّنا، وشرب الخمر، وأخذ الأموال والأعراض والدماء بِغَير حق، فهذا يجري على عوائده في ذلك كله، لا على مقتضى الإيمان، ومن عمل بمقتضى الإيمان، صارت لذته في مصابرة نفسه، عما تميل نفسه إليه، إذا كان فيه سخط الله، وربما يرتقي إلى أن يكره جميع ما يكره الله منه، وينفر منه، وإن كان ملائما للنفوس، كما قيل:
إِنْ كَانَ رِضَاكُمُ فِي سَهَرِي        فَسَلاَمُ   اللهِ   عَلَى   وَسَنِي
وقال آخر:
فـالـجـرح إذا أرضـاكـم ألَـم [13]
وقال آخر:
عَذَابِي   فِيكَ   عَذْبُ        وَبُعْدُكَ   فِيكَ   قُرْبُ
وَأَنْتُ عِنْدِي كَرُوحِي        بَلْ  أَنْتَ  مِنْهَا  أَحَبُّ
حَسْبِي مِنَ الحُبِّ أَنِّي        كَمَا   تُحِبُّ    أُحِبُّ
الوجه الثاني: أن الصيام سر بين العبد وربه، لا يطلع عليه غيره؛ لأنه مركب من نية باطنة لا يطلع عليها إلا الله، وترك لتناول الشَّهوات التي يستخفي بتناولها في العادة، ولذلك قيل: لا تكتبه الحفظة، وقيل: إنه ليس فيه رياء، كذا قاله الإمام أحمد وغيره، وفيه حديث مرفوع مرسل، وهذا الوجه اختيار أبي عبيد وغيره، وقد يرجع إلى الأول، فإن من ترك ما تدعوه نفسه إليه لله - عز وجل - حيث لا يَطَّلع عليه غير من أمره أو نهاه، دلَّ على صحة إيمانه، والله - تعالى - يحب من عباده أن يعاملوه سرًّا بينهم وبينه، بحيث لا يطلع على معاملتهم إيَّاه سواه، حتى كان بعضهم يودُّ لو تَمَكَّن من عبادة لا تشعر بها الملائكة الحفظة[14]، وقال بعضهم لما اطلع على بعض سرائره: إنما كانت تطيب الحياة لما كانت المعاملة بيني وبينه سرًّا، ثم دعا لنفسه بالموت فمات.

المحبون يغارون مِن اطلاع الأغيار على الأسرار، التي بينه وبين مَن يحبهم ويحبونه.
نَسِيمُ صِبَا نَجْدٍ مَتَى جِئْتَ  حَامِلاً        تَحِيَّتَهُمْ فَاطْوِ الحَدِيثَ عَنِ الرَّكْبِ
وَلاَ  تُذِعِ  السِّرَّ   المَصُونَ   فَإِنَّنِي        أَغَارُ عَلَى ذِكْرِ الأَحِبَّةِ مِنْ صَحْبِي
وقوله: ((ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي))، فيه إشارة إلى المعنى الذي ذكرناه، وأن الصائم يُقَرب إلى الله بِتَرْك ما تشتهيه نفسه من الطعام والشراب والنكاح، وهذا أعظم شهوات النفس.

وفي التَّقَرُّب بترك هذه الشهوات بالصيام فوائد:
منها: كسر النفس، فإن الشبع والري ومباشرة النساء، تحمل النفس على الأشر والبطر والغفلة.

ومنها: تَخَلِّي القلب للفكر والذكر، فإن تناول هذه الشهوات قد يُقَسِّي القلب ويعميه، وتحول بين العبد وبين الذِّكر والفكر، ويستدعي الغفلة، وخلو الباطن منَ الطعام والشراب ينور القلب، ويوجب رقته، ويزيل قسوته ويخليه للذِّكر والفكر[15].

ومنها: أنَّ الغني يعرف قدر نعمة الله عليه، بإقداره له على ما منعه كثيرًا منَ الفقراء، من فضول الطعام والشراب والنكاح، فإنه بامتناعه من ذلك في وقت مخصوص، وحصول المشقة له بذلك، يتذكر به من منع من ذلك على الإطلاق، فيوجب له ذلك شكر نعمة الله عليه بالغنى، ويدعوه إلى رحمة أخيه المحتاج، ومواساته بما يمكن من ذلك.

ومنها: أنَّ الصِّيام يضيق مجاري الدم التي هي مجاري الشيطان من ابن آدم، فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، فتسكن بالصيام وساوس الشيطان، وتنكسر سورة الشهوة والغضب، ولهذا جعل النبي - صلى الله عليه وسلم - الصوم وجاءً [16]، لِقَطْعه عن شهوة النكاح.

واعلم أنه لا يتم التَّقَرُّب إلى الله - تعالى - بِتَرْك هذه الشَّهوات المُبَاحة في غير حالة الصيام، إلا بعد التَّقَرُّب إليه بِتَرْك ما حَرَّم الله في كل حال، منَ الكذب، والظلم، والعدوان على الناس في دمائهم وأموالهم وأعراضهم، ولهذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه))؛ خرجه البخاري.

وفي حديث آخر: ((ليس الصيام منَ الطعام والشراب، إنما الصيام منَ اللَّغو والرَّفَث)) [17]، وقال الحافظ أبو موسى المديني: هو على شرط مسلم.

وقال بعض السَّلَف: أهون الصيام ترك الشراب والطعام.

وقال جابر: إذا صمت فليصم سمعك، وبصرك، ولسانك عنِ الكذب والمحارم، ودع أذى الجار، وليكن عليك وقار وسكينة يوم صومك، ولا تجعل يوم صومك ويوم فطرك سواء.
إِذَا لَمْ يَكُنْ  فِي  السَّمْعِ  مِنِّي  تَصَاوُنٌ        وَفِي بَصَرِي غَضٌّ وفِي مَنْطِقِي  صَمْتُ
فَحَظِّي إِذًا مِن صَوْمِيَ  الجُوعُ  والظَّمَا        فَإِنْ قُلْتُ إِنِّي صُمْتُ يَوْمِي فَمَا صُمْتُ

وقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((رُبّ صائم حظه من صيامه الجوع والعطش، ورب قائم حظه من قيامه السهر)) [18].

وسر هذا: أنَّ التَّقَرُّب إلى الله - تعالى - بترك المباحات لا يكمل إلاَّ بعد التَّقَرُّب إليه بترك المحرمات، فمَنِ ارتكب المحرمات، ثم تَقَرَّب إلى الله - تعالى - بترك المباحات، كان بمثابة من يترك الفرائض ويتقرب بالنوافل، وإن كان صومه مجزئًا عند الجمهور، بحيث لا يؤمر بإعادته؛ لأن العمل إنما يبطل بارتكاب ما نهي عنه فيه بخصوصه، دون ارتكاب ما نهي عنه لغير معنى يختص به، هذا هو أصل، عند جمهور العلماء.

وفي "مسند الإمام أحمدح": أنَّ امرأتينِ صامتا في عهد النَّبي - صلى الله عليه وسلم - فكادتا أن تموتا منَ العطش، فذكر ذلك للنبي - صلى الله عليه وسلم - فأعرض، ثم ذكرتا له فدعاهما، فأمرهما أن يتقيآ، فقاءتا ملء قدح قيحًا ودمًا، وصديدًا ولحمًا عبيطًا، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ هاتين صامتا عمَّا أحل الله لهما، وأفطرتا على ما حَرَّم الله عليهما، جلست إحداهما إلى الأخرى، فجعلتا تأكلان لُحُوم الناس))[19].

ولهذا المعنى - والله أعلم - ورد في القرآن بعد ذكر تحريم الطعام والشراب على الصائم بالنهار، ذكر تحريم أكل أموال الناس بالباطل، فإن تحريم هذا عام في كل زمان ومكان، بخلاف الطعام والشراب، فكان إشارة إلى أن مَنِ امتَثَل أمر الله في اجتناب الطعام والشراب في نهار صومه، فلْيَمتثل أمره في اجتناب أكل الأموال بالباطل، فإنه محرم بكل حال، لا يباح في وقت من الأوقات.

وقوله - صلى الله عليه وسلم -: ((وللصَّائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه))، أمَّا فرحة الصَّائم عند فطره، فإنَّ النفوس مجبولةٌ على الميل إلى ما يُلائمها من مطعم ومشرب ومنكح، فإذا امتنعت من ذلك في وقت منَ الأوقات، ثم أبيح لها في وقت آخر، فرحت بإباحة ما منعت منه، خصوصًا عند اشتداد الحاجة إليه، فإنَّ النفوس تفرح بذلك طبعًا، فإن كان ذلك محبوبًا لله كان محبوبًا شرعًا، والصائم عند فطره كذلك، فكما أن الله - تعالى - حرم على الصائم في نهار الصيام تناول هذه الشهوات، فقد أَذِن له فيها في ليل الصيام، بل أحب منه المبادرة إلى تناولها في أول الليل وآخره، فأحب عباده إليه أعجلهم فطرًا، والله وملائكته يصلون على المتسحرين، فالصائم ترك شهواته لله في النهار تقربًا إلى الله وطاعة له، وبادر إليها بالليل تقربًا إلى الله وإطاعة له، فما تركها إلاَّ بأمر ربه، ولا عاد إليها إلا بأمر ربه فهو مطيع له في الحالين، ولهذا نهى عن الوصال في الصيام، فإذا بادر الصائم إلى الفطر تقربًا إلى مولاه وأكل وشرب، وحمد الله، فإنَّه ترجى له المغفرة أو بلوغ الرضوان بذلك.

وفي الحديث: ((إنَّ الله ليرضى عن عبده أن يأكل الأكلة، فيحمده عليها، ويشرب الشربة فيحمده عليها)) [20].

وربما استجيب دعاؤه عند ذلك، كما جاء في الحديث المرفوع الذي خَرَّجه ابن ماجه: ((إن للصائم عند فطره دعوة لا ترد)) [21].

وإن نوى بأكله وشربه تقوية بدنه على القيام والصيام كان مثابًا على ذلك، كما أنه إذا نوى بنومه في الليل والنهار التقوِّي على العمل، كان نومه عبادة.
وفي حديث مرفوع: ((نوم الصائم عبادة)) [22].

قال أبو العالية[23]: الصائم في عبادة ما لم يغتب أحدًا، وإن كان نائمًا على فراشه، قال: فكانت حفصة تقول: يا حبذا، عبادة وأنا نائمة على فراشي، خَرَّجه عبدالرَّزَّاق [24]، فالصائم في ليله ونهاره عبادة، ويستجاب دعاؤه في صيامه وعند فطره، فهو في نهاره صائم صابر، وفي ليله طاعم شاكر.

وفي الحديث الذي خَرَّجه الترمذي وغيره: ((الطَّاعم الشاكر بِمَنزلة الصائم الصَّابر)) [25].

ومن فهم هذا الذي أشرنا إليه لم يتوقفْ في معنى فرح الصائم عند فطره، فإن فطره على الوجه المشار إليه من فضل الله ورمته، فيدخل في قول الله - تعالى -: {قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58].

ولكن شرط ذلك أن يكونَ فطره على حلال، فإن كان فطره على حرام، كان ممن صام عما أحل الله، وأفطر على ما حَرَّم الله، ولم يستجبْ له دعاء، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في الذي يطيل السفر، ((يمد يديه إلى السماء يا ربّ يا ربّ، ومطعمه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام، فأنى يستجاب لذلك)) [26].

وأما فرحه عند لقاء ربه فيما يجده عند الله من ثواب الصيام مدخرًا، فيجده أحوج ما كان إليه، كما قال - تعالى -: {وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِنْدَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا} [المزمل: 20].
وقال تعالى: {يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا} [آل عمران: 30].
وقال تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ} [الزلزلة: 7].

وقد تَقَدَّمَ قول سفيان بن عيينة: إنَّ ثواب الصيام لا يأخذه الغرماء في المظالم؛ بل يدخره الله عنده للصائم، حتى يدخله به الجنة.

وفي "المسند" عن عقبه بن عامر الجهني عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((ليس من عمل يوم إلا يختم عليه)).

وعن عيسى - عليه السلام - قال: إنَّ هذا الليل والنهار خزانتان لأهلها، فانظر ماذا تصنعون فيهما؟ فالأيام خزائن للناس ممتلئة بما خزنوه فيها من خير وشر، وفي يوم القيامة تفتح هذه الخزائن لأهلها، فالمُتقون يجدون في خزائنهم العِز والكرامة، والمذنبون يجدون في خزائنهم الحسرة والندامة.

طبقات الصائمين [27]:
الطبقة الأولى منَ الصائمين: مَن ترك طعامه وشرابه وشهوته لله - تعالى - يرجو عنده عوض ذلك في الجنة، فهذا قد تاجر مع الله وعامله، والله - تعالى - لا يضيع أجر  من أحسن عملاً، ولا يخيب معه من عامله؛ بل يربح عليه أعظم الرِّبح.

وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لِرَجل: ((إنك لن تدع شيئًا اتقاء الله - تبارك وتعالى - إلا آتاك الله خيرًا منه))؛ خرجه الإمام أحمد [28].

فهذا الصائم يعطى في الجنة ما شاء الله، من طعام وشراب ونساء؛ قال الله - تعالى -: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} [الحاقة: 24]؛ قال مجاهد وغيره: نزلتْ في الصائمين.

قال يعقوب بن يوسف الحنفي: بلغنا أنَّ الله - تعالى - يقول لأوليائه يوم القيامة: يا أوليائِي، طالما نظرت إليكم في الدُّنيا، وقد قلصت شفاهكم عنِ الأشربة، وغارتْ أعينكم، وجفت بطونكم، كونوا اليوم في نعيمكم، وتعاطوا الكأس فيما بينكم، {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ} [الحاقة: 24].

وقال الحسن: تقول الحوراء لولي الله، وهو متكئ معها على نهر العسل تعاطيه الكأس: إن الله نظر إليك في يوم صائف، بعيد ما بين الطرفين، وأنت في ظمأ هاجرة من جهد العطش، فباهى بك الملائكة، وقال: انظروا إلى عبدي ترك زوجته وشهوته ولذته وطعامه وشرابه؛ من أجلي، رغبة فيما عندي، اشهدوا أني قد غفرت له، فغفر لك يومئذ وزوجنيك.

وفي "الصَّحيحين" عنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((إنَّ في الجنة بابًا، يقال له: الرَّيان، يدخل منه الصائمون، لا يدخل منه غيرهم))، وفي رواية ((فإذا دخلوا أغلق))، وفي رواية. ((مَن دخل منه شرب، ومَن شرب لم يظمأ أبدًا)).

وفي حديث عبدالرحمن بن سَمُرة، عنِ النبي - صلى الله عليه وسلم - في منامه الطويل، قال: ((ورأيت رجلاً من أمتي يلهث عطشًا، كلما ورد حوضًا منع منه، فجاءه صيام رمضان فسقاه وأرواه))؛ خرجه الطبراني وغيره.

وروى ابن أبي الدنيا بإسناد فيه ضعف، عن أنس مرفوعًا: ((الصائمون ينفح من أفواههم ريح المسك، وتوضع لهم مائدة تحت العرش، يأكلون منها والناس في الحساب)).

وعن أنس موقوفًا: ((إنَّ لله مائدة لم ترَ مثلها عين، ولم تسمع أُذُن، ولا خطر على قلب بشر، لا يقعد عليها إلاَّ الصائمون)).

وعن بعض السَّلَف قال: بلغنا أنه يوضع للصُّوام مائدة يأكلون منها، والناس في الحساب، فيقولون: يا رب نحن نحاسب وهم يأكلون؟ فيقال: إنهم طالما صاموا وأفطرتم، وقاموا ونمتم.

رأى بعضهم بشر بن الحارث [29] في المنام، وبين يديه مائدة وهو يأكل منها، ويقال له: كل يا مَن لم يأكل، واشرب يا مَن لم يشرب.

كان بعض الصالحين قد صام حتى انْحنى، وانقطع صوته، فمات فرآه بعض أصحابه الصالحين في المنام، فسأله عن حاله، فضحك وأنشد:
قَدْ كُسِيَ حُلَّةَ البَهَاءِ وَطَافَتْ        بِأَبَارِيقَ      حَوْلَهُ      الخُدَّامُ
ثُمَّ حُلِّي وقِيلَ يَا  قَارِئ  ارْقَ        فَلَعَمْرِي  لَقَدْ  براكَ   الصِّيَامُ

اجتاز بعض الصالحين بِمُناد ينادِي على السحور في رمضان: "ياما خَبَّأنا للصوام"، فتنبه بهذه الكلمة، وأكثر من الصيام.

رأى بعض العارفين في منامِه كأنه أدخل الجنَّة، فسمع قائلاً يقول له: هل تذكر أنك صمت لله يومًا قط؟ فقال: نعم، قال: فأخذتني صواني النثار[30] من الجنة: من ترك لله في الدنيا طعامًا وشرابًا وشهوة مدة يسيرة، عَوَّضه الله عنده طعامًا وشرابًا لا ينفد، وأزواجًا لا يَمُتْن أبدًا.

شهر رمضان فيه يزوج الصائمون:
في الحديث: ((إنَّ الجنَّة لتُزَخْرَف، وتُنَجد منَ الحول إلى الحول لدخول رمضان، فتقول الحور: يا رب اجعل لنا في هذا الشهر من عبادك أزواجًا تقرُّ أعيننا بهم، وتقر أعينهم بنا)). وفي حديث آخر: ((إنَّ الحور يُنادين في شهر رمضان: هل مِن خاطب إلى الله فنزوجه)).

ومهور الحور العين طول التَّهَجُّد، وهو حاصل في رمضان أكثر من غيره.

كان بعض الصالحين كثير التهجد والصيام، فصلى ليلة في المسجد ودعا فغلبته عيناه، فرأى في منامه جماعة، علم أنهم ليسوا من الآدميين، بأيديهم أطباق عليها أرغفة ببياض الثلج، فوق كل رغيف درة كأمثال الرمان.
فقالوا: كل، فقال: إنِّي أريد الصوم، قالوا له: يأمرك صاحب هذا البيت أن تأكل، قال: فأكلت وجعلت آخذ ذلك الدر لأحتمله، فقالوا له: دعه نغرسه لك شجرًا، ينبت لك خيرًا من هذا، قال: أين؟ قالوا: في دار لا تخرب، وثمر لا يتغير، وملك لا ينقطع، وثياب لا تبلى، فيها رضوى، وعينًا لا تنضب، وقرة أعين، أزواج راضيات مرضيات، لا يغرن ولا يغرن فعليك بالانكماش فيما أنت، فإنما هي غفوة حتى ترتحل.
فنزل الدار، فما مكث بعد هذه الرؤيا إلاَّ جمعتين حتى توفي، فرآه ليلة وفاته في المنام بعض أصحابه الذين حدثهم برؤياه وهو يقول: لا تعجب من شجر غرس لي في يوم حدثتك، وقد حمل، فقال له: ما حمل؟ قال: لا تسأل، لا يقدر أحد على صفته، لم ير مثل الكريم إذا حل به مطيع [31].

يا قوم: ألا خاطب في هذا الشهر إلى الرحمن؟ ألا راغب فيما أعده الله للطائعين في الجنان؟ ألا طالب لما أخبر به من النعيم المقيم، مع أنه ليس الخبر كالعيان؟
مَنْ يُرِدْ مُلْكَ  الجِنَانِ        فَلْيَدَعْ  عَنْه   التَّوانِي
وَلْيَقُمْ   فِي    ظُلْمَةِ        اللَّيْلِ إِلَى نُورِ القُرْآنِ
وَلْيَصِلْ صومًا بِصَوْمٍ        إِنَّ هَذا العَيْش  فَانِي

الطبقة الثانية من الصائمين: مَن يصوم في الدنيا عما سوى الله، فيحفظ الرأس وما حوى، ويحفظ البطن وما وعى، ويذكر الموت والبلى، ويريد الآخرة فيترك زينة الدنيا، فهذا عيد فطره، يوم لقاء ربه، وفرحه برؤيته.
أَهْلُ الخُصُوصِ مِنَ الصُّوَّامِ  صَوْمهمُ        صَوْمُ اللِّسَانِ عَنِ البُهْتَانِ  وَالكَذِبِ
وَالعَارِفُونَ  وَأَهْلُ  الأُنْسِ   صَوْمُهُمُ        صَوْنُ القُلُوبِ عَنِ الأَغْيَارِ وَالحُجُبِ

العارفون لا يسليهم عن رؤية مولاهم بصر، ولا يرويهم دون مشاهدته نَهَر، همهم أجل من ذلك:
كَبُرَتْ    هِمَّة    عَبْدٍ        طمعت  في  أنْ  تَرَاكَ
مَنْ يَصُمْ عَنْ مُفْطِرات        فَصَيامِي  عَنْ   سِوَاكَ
مَن صامَ عن شهواته في الدُّنيا، أدركها غدًا في الجنة، ومَن صام عما سوى الله، فعيده يوم لقائه: {مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآَتٍ} [العنكبوت: 5].
وقَدْ صُمْتُ عَنْ لَذَّاتِ دَهْرِي كُلِّهَا        وَيَوْمَ  لِقَاكُم   ذَاكَ   فِطْر   صِيَامِي
رؤي بشر في المنام، فسُئِل عن حاله، فقال: علم قلة رغبتي في الطعام، فأباحني النظر إليه.

وقيل لبعضهم: أين نطلبك في الآخرة؟ قال: في زمرة الناظرين إلى الله، قيل له: كيف علمت ذلك؟ قال: بِغَض طرفي له عن كل محرم، وباجتنابي فيه كل منكر ومأثم، وقد سألته أن يجعل جنتي النظر إليه:
يَا حِبِيبُ القُلُوبِ مَا لِي سِوَاكَا        ارْحَمِ  اليَوْمَ  مُذْنبًا  قَدْ   أَتَاكَا
لَيْسَ لِي فِي الجِنَانِ مَوْلاَي رَأْيٌ        غَيْر    أَنِّي    أُرِيدُهَا    لأَرَاكَا

يا معشر التائبين:
صوموا اليوم عَنْ شهوات الهوى، لتدركوا عيد الفطر يوم اللقا، ولا يطولن عليكم الأمل، باستبطاء الأجل، فإن معظم نهار الصيام قد ذهب، وعيد اللقاء قد اقترب.
إِنَّ  يَوْمًا  جَامِعًا  شَمْلِي  بِهِمْ        ذَاكَ عِيدِي لَيْسَ لِي عِيدٌ سِوَاهُ
وقوله: ((ولخلوف فم الصائم، أطيب عند الله من ريح المسك)) [32].
خَلُوف الفم: ما يتصاعد منه من الأبخرة؛ لخلو المعدة من الطعام بالصيام، وهي رائحة مستكرهة في مشام الناس في الدنيا، لكنها طيبة عند الله، حيث كانت ناشئة عن طاعته وابتغاء مرضاته.

كما أن دم الشهيد يجيء يوم القيامة وجرحه يثغب دمًا، لونه لون الدم، وريحه ريح المسك، وبهذا استدل من كره السواك للصائم، أو لم يستحبه من العلماء، وأول من علمناه استدل بذلك، عطاء بن أبي رباح [33]، وروي عن أبي هريرة أنه استدل به، لكن من وجه لا يثبت، وفي المسألة خلاف مشهور بين العلماء.
وإنما كرهه مَن كرهه في آخر نهار الصوم؛ لأنَّه وقت خُلُو المعدة وتصاعد الأبخرة، وهل يدخل وقت الكَرَاهة بصلاة العصر أو بزوال الشمس، أو بفعل صلاة الظهر في أول وقتها؟ على أقوال ثلاثة، والثالث هو المنصوص عن أحمد [34].

وفي طِيب ريح خلوف الصائم عند الله - عز وجل - معنيان:
المعنى الأول: أنَّ الصيام لما كان سرًّا بين العبد وبين ربه في الدنيا، أظهره الله في الآخرة علانية للخلق، ليشتهر بذلك أهل الصيام ويعرفون بصيامهم بين الناس، جزاءً لإخفائهم صيامهم في الدنيا.

وروى أبو الشيخ الأصبهاني بإسناد فيه ضعف، عن أنس مرفوعًا: ((يخرج الصائمون من قبورهم يعرفون بريح أفواههم، أفواههم أطيب من ريح المسك)).

قال مكحول [35]: يروح أهل الجنة برائحة، فيقولون: ربنا ما وجدنا ريحًا منذ دخلنا الجنة أطيب من هذا الريح، فيقال: هذه رائحة أفواه الصُّوام، وقد تفوح رائحة الصيام في الدنيا، وتستنشق قبل الآخرة، وهو نوعان:
النوع الأول: ما يدرك بالحواس الظاهرة.
كان عبدالله بن غالب من العباد المجتهدين في الصلاة والصيام، فلما دفن كان يفوح من تراب قبره رائحة المسك، فرؤي في المنام، فسئل عن تلك الرائحة التي توجد من قبره، فقال: تلك رائحة التلاوة والظمأ.
والنوع الثاني: ما تستنشقه الأرواح والقلوب، فيوجب ذلك للصائمين المخلصين المودة والمحبة في قلوب المؤمنين.

وفي حديث الحارث الأشعري [36] عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أن يحيى بن زكريا - عليه السلام - قال لبني إسرائيل: وآمركم بالصيام، فإن مثل ذلك، كمثل رجل في عصابة معه صرة فيها مسك، فكلهم تعجبه ريحه، وإن ريح الصيام أطيب عند الله من ريح المسك))؛ خرجه الترمذي [37] وغيره.

لما كان معاملة المخلصين بصيامهم لمولاهم سرًّا بينه وبينهم، أظهر الله سرهم لعباده فصار علانية، فصار هذا التَّجَلِّي والإظهار، جزءًا لذلك الصون والإسرار.

وفي الحديث: ((ما أسر أحد سريرة إلاَّ ألبسه الله رداءها علانية)) [38].

قال يوسف بن أسباط: أوحى الله - تعالى - إلى نبي منَ الأنبياء: قُل لقومك يخفون لي أعمالهم، وعليَّ إظهارها لهم.
تَذَلَّلَ أَرْبَابُ الهَوَى فِي الهَوَى عَزّ        وفَقْرُهُمْ نَحْوَ الحَبِيبِ  هُوَ  الكَنْزْ
وَسترُهُمْ   فِيهِ   السَّرائرَ   شُهْرَةً        وَغَيْر تلاف النَّفْس فيه هو العَجْزْ
والمعنى الثاني: أن مَن عَبَدَ الله وأطاعه، وطلب رضاه في الدنيا بعمل، فنشأ من عمله آثار مكروهة للنفوس في الدنيا، فإن تلك الآثار غير مكروهة عند الله؛ بل هي محبوبة له وطيبة عنده، لكونها نشأت عن طاعته واتباع مرضاته، فإخباره بذلك للعاملين في الدنيا فيه تطيب لقلوبهم؛ لئلا يكره منهم ما وجد في الدنيا.

قال بعض السَّلَف: وَعَد الله موسى ثلاثين ليلة أن يكلمه على رأسها، فصام ثلاثين يومًا، ثم وجد مِن فِيهِ خلوفًا، فكَرِه أن يناجي ربه على تلك الحال، فأخذ سواكًا فاستاك فيه، فلما أتى لموعد الله إياه، قال له: يا موسى، أما علمت أن خلوف فم الصائم أطيب عندنا من ريح المسك، ارجع فصم عشرة أخرى.

ولهذا المعنى كان دم الشهيد ريحه يوم القيامة كريح المسك، وغبار الجاهدين في سبيل الله ذريرة أهل الجنة، وروي ذلك في حديث مرسل [39].

كل شيء ناقص في عُرف الناس في الدنيا، حتى إذا انتسب إلى طاعته ورضاه، فهو الكامل في الحقيقة.

خلوف أفواه الصائمين له، أطيب من ريح المسك، عُري المحرمين لزيارة بيته أجمل من لباس الحلل، نوح المذنبين على أنفسهم من خشيته، أفضل من التسبيح، انكسار المخبتين لعظمته هو الجبر، ذل الخائفين من سطوته هو العز، تهتُّك المحبينَ في محبته أحسن منَ الستر بذل النفوس للقتل في سبيله هو الحياة، جوع الصائمين لأجله هو الشبع، عطشهم في سبيل مرضاته هو الري، نصب المجتهدين في خدمته هو الراحة.
ذُلُّ الفَتَى فِي الحُبِّ مَكْرُمَةٌ        وَخُضُوعُهُ  لِحَبِيبِه   شَرَفُ
هبت اليوم على القلوب نفحة من نفحات نسيم القرب، سعى سمسار المواعظ للمهجورين في الصلح، وصلت البشارة للمنقطعين بالوصل، وللمذنبين بالعف، وللمستوجبين النار بالعتق، لما سلسل الشيطان في شهر رمضان، وخمدت نيران الشهوات بالصيام، انعزل سلطان الهوى، وصارت الدولة لحاكم العقل بالعدل، فلم يبق للعاصي عذر.

يا غيوم الغفلة عن القلوب تقشعي، يا شموس التقوى والإيمان اطلعي، يا صحائف أعمال القائمين ارتفعي، يا قلوب الصائمين اخشعي، يا أقدام المتهجدين اسجدي لربك واركعي، يا يعون المتهجدين لا تهجعي، يا ذنوب التائبين لا ترجعي، يا أرض الهوى ماءك ابلعي، ويا سماء النفوس أقلعي، يا بروق الأشواق للعشاق المعي، يا خواطر العارفين ارتعي، يا همم المحبين بغير الله لا تقنعي [40].

قد مضت في هذه الأيام موائد الإنعام للصوام، فما منكم إلا من دعي، يا قومنا أجيبوا داعي الله، ويا همم المؤمنين أسرعي، فطوبَى لمن أجاب، فأصاب، وويل لمن طرد عن الباب، وما دعي.

[1] وهي في "الصحيحين" أيضًا، انظر "مختصر صحيح البخاري" 922، و"مختصر صحيح مسلم" 571، وهما للألباني، طبع المكتب الإسلامي.
[2] أي في الحديث القدسي.
[3] هو قطعة من حديثه، وفيه علي بن زيد بن جدعان، وهو ضعيف.
وقال ابن حبان في أوله: إن صح الخبر، انظر "صحيح ابن خزيمة" 3/ 191، بتحقيق الدكتور/ محمد مصطفى الأعظمي، طبع المكتب الإسلامي.
[4] انظر "سنن ابن ماجه" برقم 3154، بتحقيق الصديق الدكتور/ محمد مصطفى الأعظمي.
[5] هو الإمام إبراهيم بن يزيد النخعي، التابعي الجليل، والفَقِيه الرَّاوية، المتوفَّى سنة 96 ﻫـ.
[6] لحديث ((كل عمل ابن آدم...)) المتقدم، الصفحة 13.
[7] هو العالم الجليل سفيان بن عيينة، مُحَدِّث الحرم المكي، الفَقِيه الثقة، المتوفَّى سنة 198 ﻫـ.
[8] أي في الحديث القدسي المتقدم.
[9] هو الصحابي الجليل عويمر بن عامر الأنصاري، الحكيم البليغ، ولاه معاوية قضاء دمشق في خلافة عمر، وكانت وفاته سنة 32.
[10] اسم يطلق على مواضع متعددة؛ ولعل المقصود هنا العقبة بين مكة والمدينة، أو القرية الجامعة من عمل الفرع على أيام من المدينة.
[11] متفق عليه، انظر "مشكاة المصابيح" رقم 8، و"رياض الصالحين" 380، وهما من طبع المكتب الإسلامي.
[12] هو ثوبان بن إبراهيم، أحد مشايخ التصوف، وكان له علم وأدب، وأنكر عليه العلماء أشياء، مات سنة 245 ﻫـ.
[13] هو المتنبي من قصيدته التي مطلعها:
وَأَحَرَّ   قَلْبَاهُ   مِمَّنْ   قَلْبُهُ   شَبِمُ        وَمَنْ بِجِسْمِي وَحَالِي عِنْدَهُ سَقَمُ
وصدره:
إِنْ كَانَ سِرُّكُمُ مَا قَالَ حَاسِدُنَا        فَمَا  لِجُرْحٍ  إِذَا  أَرْضَاكُمُ  أَلَمُ
[14] إن هذا من الغلو في الأمنيات، والأجمل دائما الرِّضا والقبول، بما حكم الله وقضاه، وفيه الخير للعبيد.
[15] وهذا أيضا من الغلو، فالله - سبحانه وتعالى - لم يكلِّفْنا بهذا، وإنما غرس في فطرة الإنسان الميول والرغبات، ولا بد من إعطاء كل شيء حقه.
[16] الوجاء: الترس والحاجز يتقي بها الإنسان الضرر.
[17] رواه ابن خزيمة وابن حبان في "صحيحيهما"، والحاكم، وقال: صحيح على شرط مسلم.
[18] رواه ابن ماجه، والنسائي، وابن خزيمة في "صحيحه" والحاكم وقال: صحيح على شرط البخاري.
[19] رواه أحمد في "المسند" من حديث عبيد، مولى رسول الله – صلى الله عليه وسلم - قال الحافظ العراقي: بسند فيه مجهول.
[20] رواه مسلم عن أنس، انظر "مختصر مسلم" برقم 1305.
[21] رواه ابن ماجه برقم 1757، وفي "الزوائد": إسناده صحيح.
[22] رواه البيهقي، قال الحافظ العراقي: فيه سليمان النخعي، وهو أحد الكذابين، وروي من طريق آخر ضعيف، ذكرها العراقي في "أماليه"، وفي الجامع الصغير، برقم 5984 زيادة: ((وصمته تسبيح، وعمله مضاعف، ودعاؤه مستجاب، وذنبه مغفور))، وهو ضعيف.
[23] هو أبو العالية البراء البصري، ثقة، توفِّي سنة 190 ﻫـ.
[24] هو في مصنف عبدالرزاق الصنعاني عن أبي العالية برقم 7895، توزيع المكتب الإسلامي.
[25] انظر "صحيح الجامع الصغير" برقم 3837.
[26] رواه مسلم عن أبي هريرة - رضي الله عنه.
[27] في بعض الأصول: الصائمون على طبقتينِ.
[28] هو في "المسند" 5/ 79 والصحابي رجل أعرابي، علمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
[29] هو بشر بن الحارث المروزي، الزاهد العابد الورع مع سلامة المذهب والمعتمد، توفي سنة 227.
[30] النثار: هو ما يلقى في الأفراح وغيرها من السكاكر والجوز والدَّراهم على الناس.
[31] إن مثل هذه القصة، مما يرد في المرغبات، تلاحظ عليه الصُّنعة والتَّكَلُّف، وإن كان يسر العامة، فإنه قد ينفر الخاصة، والاعتماد على المنامات وأمثالها لا يقام له وزن.
[32] انظر "المصنف" لعبدالرزاق الصنعاني، الأرقام 7891، 7892، 7893.
[33] هو التابعي الجليل، والفقيه الكبير عطاء بن أسلم بن صفوان، نشأ بمكة، وكان عالمها ومفتيها ومحدثها، توفي سنة 114 ﻫـ.
[34] وذلك من رواية ابنه عبدالله رقم 685 قال: سألت أبي عن السواك للصائم؟ فقال: لا بأس بالسواك والطيب إلى الظهر، ويتوقاه آخر النهار، وكان ابن عمر يستاك عند الظهر؛ انظر "مسائل الإمام أحمد" رواية ابنه عبدالله ص 183.
[35] هو التابعي الجليل مكحول بن أبي مسلم، مولده بكابل، من حفاظ الحديث، والفقهاء الكبار، رحل إلى العديد من البلدان، وأقام في دمشق وكانت وفاته بها سنة 112 ﻫ.بيأ
[36] هو الصحابي الحارث بن الحارث الأشعري الشامي، قال ابن حجر: خلطه غير واحد بأبي مالك الأشعري فوهموا، فإن أبا مالك المشهور بكنيته، المختلف باسمه، متقدم الوفاة على هذا.
[37] وقال: حسن صحيح غريب، وخرجه أحمد في "المسند".
[38] انظر "سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة" لأستاذنا الألباني رقم 237.
[39] رواه أبو داود في مراسيله، والذريرة: نوع منَ الطيب مجموع من أخلاط، والمعنى: إن من تحمل غبار الجهاد كان له مسك أذفر ورائحة طيبة يوم القيامة.
[40] وقد زاد بعضهم في "لطائف المعارف": يا جنيد اطرب، ويا شبلي احضر، ويا رابعة اسمعي، وهذا مستبعد عن ابن رجب أو غيره ممن شم رائحة العلم، فإن الجنيد، والشبل، ورابعة قد أفضوا إلى ما قدموا، وإذا مات ابن آدم انقطع عمله فلا الجنيد يطرب، ولا الشبل يحضر، ولا رابعة تسمع، وإنما الطرب للملائكة فرحًا بالصائم، وحضورًا لتسجيل حسناته، وسماع دعائه، وتوجهه إلى خالقه ليوفى أجره يوم القيامة.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مفسدات الصيام المعاصرة التي تعم بها البلوى
  • من فضائل الصوم
  • تعريف الصيام وتاريخ تشريعه
  • الصيام فرصة لاستجابة الدعاء
  • أثر الصيام على النفوس
  • فضل الصوم وأهميته
  • دعوة الصائم لا ترد
  • الصيام لا عدل له ولا يعلم قدر أجره إلا الله
  • فضل الصيام

مختارات من الشبكة

  • صيام التطوع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من آداب الصيام: صيام ستة أيام من شوال بعد صيام شهر رمضان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أجوبة مختصرة حول أحكام صيام التطوع(مقالة - ملفات خاصة)
  • أحكام متفرقة في الصيام(مقالة - ملفات خاصة)
  • أحكام صيام التطوع(مقالة - ملفات خاصة)
  • من صيام التطوع: صيام الأحد والاثنين والخميس والجمعة(مقالة - ملفات خاصة)
  • من صيام التطوع: صيام السبت(مقالة - ملفات خاصة)
  • من صيام التطوع: صيام أيام البيض(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل صيام الست من شوال: صيام الدهر كله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • صيام الجوارح صيام لا ينتهي (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 17/11/1446هـ - الساعة: 9:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب