• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    آية المحنة
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    توزيع الزكاة ومعنى "في سبيل الله" في ضوء القرآن ...
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    النبي عيسى عليه السلام في سورة الصف: فائدة من ...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أحكام شهر ذي القعدة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    خطبة: كيف نغرس حب السيرة في قلوب الشباب؟ (خطبة)
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    من صيام التطوع: صوم يوم العيدين
    د. عبدالرحمن أبو موسى
  •  
    حقوق الوالدين
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    تفسير سورة الكوثر
    يوسف بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن السيف
  •  
    من مائدة العقيدة: شهادة أن لا إله إلا الله
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    الليلة الثلاثون: النعيم الدائم (3)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    العلم والمعرفة في الإسلام: واجب ديني وأثر حضاري
    محمد أبو عطية
  •  
    حكم إمامة الذي يلحن في الفاتحة
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / ملف الحج / مقالات في الحج
علامة باركود

أسرار الحج ومعاني التسليم فيه

عادل بن سالم الكلباني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 23/10/2012 ميلادي - 7/12/1433 هجري

الزيارات: 16973

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أسرار الحج ومعاني التسليم فيه


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله أيها الأخوة المسلمون:

هل تسمع النداء؟

سؤال طرحه الحبيب - صلى الله عليه وسلم - على رجل أتاه يبحث عن رخصة ليصلي في بيته لأسباب ذكرها ظن أنها تبيح له الانفراد وترك الجماعة فكان جواب الرجل نعم أي اسمع النداء فجاءه الرد من الرحمة المهداة بأبي هو وأمي - صلى الله عليه وسلم - (فأجب) وقياسا عليه فقد نادى الخليل ذلك النداء عبر الزمان (يأيها الناس إن ربكم قد اتخذ بيتا فحجوه - يأيها الناس إن الله كتب عليكم الحج فحجوا) فحق على كل من سمع النداء وليس ثمة مانع يمنعه أن يجيب.

 

إخوة الإسلام:

الحج تلبية لهذا النداء ﴿ وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ ﴾ [الحج: 27] واستجابة لذلك الدعاء (فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم) ألا ترون الناس ترف أعينهم لرؤية ذلك البيت وتحن قلوبهم للطواف به واستلام ركنه وتقبيل الحجر، حتى في صلاتهم يتوجهون إليه كأن صلتهم بربهم موصولة به وكأنهم يسعون لإطفاء حر الشوق بتوجههم إليه ولو من بعيد يحاولون تخفيف أشواقهم وإطفاء لهب نفوسهم فتتجمع القطرات في أعينهم خضوعا ثم ما تلبث أن تسيل منها دموعا وهم يدركون أن الحج ومناسكه في الأصل مشاعر ومواقف عاشها إبراهيم الخليل نفسه - عليه السلام - أو زوجه أو ولده أو هم جميعا، فيعيشون بأحاسيسهم ذكرياته وامتحان الخليل لخليله فيكاد اليأس يغمر قلوبهم كيف يبتلى الخليل وهو الخليل بهذا البلاء المبين ثم تمتلئ أساريرهم بعقبى ذلك الابتلاء ﴿ وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا ﴾ [النساء: 125] فيراه حبيبنا - صلى الله عليه وسلم - ليلة المعراج في السماء السابعة مسندا ظهره إلى البيت المعمور جزاء وفاقا وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان.

 

أيها الأحبة تبدأ قصة الذكريات بقوله ﴿ رَبَّنَا إِنِّي أَسْكَنْتُ مِنْ ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِنْدَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّم ﴾ [إبراهيم: 37] وتعجب من هذا الرجل راسخ الإيمان يترك ابنه الذي رزقه على كبر وأمه بين تلك الجبال المظلمة وفي ذلك الوادي الموحش فلا ترى إلا قوة تعجز عن حملها جبال ذلك الوادي استسلاما وتسليما وربما اعتذر بأنه الخليل فما ظنكم بالمرأة تلك المرأة المخلوق الضعيف تسير خلف زوجها (بعد أن تركها وولى) وهي لا تدري ما هذا المكان ولا ترى أحدا في هذا المكان تسأله ولا يجيب تلحق به ولا يلتفت فتقول بقوة الإيمان وعظمة التسليم (آلله أمرك بهذا؟) فيشر إليها أن نعم فتقول إذن لا يضيعنا، لا اله إلا الله كم في هذه المشاعر من مثير للمشاعر كم في تلك الحصيات من قصص وحكايات ليس فيها قيس ولبنى وليس فيها حب وغرام ولكن فيها تعلق القلوب لذي الجلال والإكرام تستسلم له ولحكمته و تضحي له لا بالكبش الأقرن بل بفلذة الكبد الذي جاء على كبر وتعلقت به النفس أيما تعلق حتى ملأ شغاف قلبها وسكن سويداء فؤادها فيقال لها اذبحيه بيدك لا بيد غيرك، كيف أتحمل موته بيد أن اذبحه بنفسي، لكنه الإيمان لا تردد فيه، ويعود إليك العجب لا من الأب يطأ قلبه ويحمل سكينه ليذبح ثمرة فؤاده فحسب ولكن من الغلام اليافع يصُبر أباه ويدعوه لتنفيذ أمر ربه ﴿ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ ﴾ [الصافات: 102]، وتالله إنها بيوت الإيمان زوج وزوجة وابن كلهم مستسلمون لا اعتراض لا تردد لا ضعف ولكن تنفيذ لكل أمر يأمر به المولى واستسلام له وانقياد ﴿ فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الصافات:103-105].

 

أيها المسلمون:

وتمر بنا الذكريات بهاجر وابنها ولهف ألام وسعيها بين الصفا والمروة، هدها الجهد وأضناها الخوف على نفسها وعلى وابنها فهي تبحث عن الغوث في مكان لا أثر للغوث فيه، حرا ملتهبا ووادي أجرد فيأتيها الغوث من حيث لا تحتسب وتتفجر زمزم ماء مباركا منذ ذلك الحين طعام طعم وشفاء سقم دليلا على أن رحمة الله تنزل ولو في الصحراء القاحلة والأرض المجدبة بل هي في تلك الظروف أقرب و أكثر تنزلا (إن رحمة الله قريب من المحسنين).

 

أخوة الإسلام:

بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا اله إلا الله وان محمدا رسول الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت الحرام لمن استطاع إليه سبيلا وإذا أمعنت النظر وجدت أن الحج هو آخر أركان الإسلام التي تبدأ بالشهادتين شهادة أن لا اله إلا الله ولها من معاني الإسلام والاستسلام ما ليس هذا مقام بيانه وشهادة أن محمد رسول الله التي لها من معاني الإتباع والتأسي ما ليس هنا مقام بينه، إلا أننا نلمح فيهما أعني الشهادتين معنى أن تكونا مفتاح الإسلام وبابه لأنهما أصل يقوم عليه كامل البناء وهي علامة الاقتناع والتسليم والانقياد لله ربا والها عليما حكيما سميعا بصيرا إلى آخر ذلك من صفات الكمال ولرسوله - صلى الله عليه وسلم - بلاغا وبيانا وإخبارا فمن أقر بذلك سمت نفسه ليصلها بربها عبر الركن الثاني وهو الصلاة الصلة بين العبد وربه وأعظم أركان الإسلام بعد الشهادتين وهي عموده فكان تركها كفرا ولا تثقل إلا على منافق معلوم النفاق أو مريض ثم هي تبدأ بالتكبير ثم الحمد ثم التسبيح ثم الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم - ومن ثم التسليمتان ومتى توثقت تلك الصلة بين العبد وربه تاقت نفسه للبذل في سبيل الله وعلت يده للإنفاق على عباد الله فكان الركن الثالث وهو الزكاة ومن هنا نلحظ مدى الترابط بين الصلاة والزكاة التين يقرن الله بينهما في غالب المواضع التي ذكرتا فيها وانك لترى ما ذكرته لك واضحا جليا إذا تأملت قوله- تبارك وتعالى -واصفا المتقين ﴿ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ ﴾ [البقرة: 3] فاعد تأملها ليتبين لك تلاحم أركان الدين تلاحم أصابع اليد الواحدة وأصابع اليد خمسة، ثم انك ترى الصوم (جنة وتقوى) مقابلا لك في كل عام مزكيا نفسك سالكا بها طريق الصبر ﴿ إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [الزمر: 10] ﴿ وَقَلِيلٌ مِنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ ﴾ [سبأ: 13] والعبد لا بد أن يكون شاكرا صابرا، ولما أتم مقام الشكر بما تقدم من أركان دينه جاءه الصوم ليسلك به مقام الصبر بجميع أنواعه مربيا نفسه أن لا تقدم على شيء حتى يأذن به الله وبهذا تتحقق له غاية التقوى.

 

أيها الأحبة:

إن من تأمل الركن الأول وجده عملا للقلب وحده يبعث على الاطمئنان والتسليم ودلائل الإلهية كثيرة في الكون كله وفي أنفسكم أفلا تبصرن كما أن دلائل النبوة كثيرة من أهمها وأبرزها هذا القرآن الذي لو اجتمعت الإنس والجن على أن يأتون بمثله لا يأتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا وإما الركن الثاني فهو عمل للبدن وربما قيل فيه من الفوائد العقلية انه رياضة للبدن فهو تبرير عقلي واضح والركن الثالث عمل للمال وربما قيل فيه انه تكافل اجتماعي وتعاون ثم تعود لعمل البدن مرة أخرى وهو الركن الرابع الصوم وربما قيل فيه انه تربية للنفس على تعلم الصبر وتذكر الفقراء وغير ذلك من حكم بالغة لا تحتاج إلى كثير عناء لرؤيتها ثم تصل إلى الحج جامع لعمل (البدن والمال) فصار جهاد لا قتال فيه ومن تأمل مناسك الحج وجدها تبدأ وتعود إلى التسليم والانقياد لله رب العالمين فمنذ أن ينزع الحاج ملابسه المعتادة فهو يخلع معها التفكير المنطقي كما يقولون فقد ربته تلك الأركان على أن الله - تعالى - حكيم عليم ووصلته به وجعلته صابرا شاكرا فجاء الحج بابتلاء العقل وامتحان صدق تسليمه واستسلامه لله وربما كان من الحكم أن يكون في آخر العام إذ أن مناسك الحج لا تتفق مع العقل اتفاقا منطقيا بل انه ليحار فيها ولهذا فانه أول ما يقول الحاج (لبيك اللهم لبيك لبيك لا شريك لك لبيك) معلنا تمام تسليمه لمن آمن به ربه متصفا بكمال الأسماء والصفات ومتبعا لرسوله - صلى الله عليه وسلم - القائل (خذوا عني مناسككم) وفي كل مشعر هو لله موحد وله ذاكر وإذا أنهى مناسكه ذكر الله ابلغ ما يكون الذكر مستشعرا انه يقتدي بإبراهيم خليل الرحمن الذي كان حنيفا ولم يكن من المشركين.

 

نعم أيها الكرام إننا نسير سير الخليل ونتبع ملته ونقتفي أثره عند كل مشعر محققين التوحيد متبرئين من الشرك وأهله وان لم نعقل بعض مظاهره لأننا قلنا (لبيك) فسلمنا أمرنا واستسلمنا بعقولنا لأمر ربنا فلم يكن في صدورنا حرجا من ما قضى وسلمنا تسليما. إن من العجب أن يأتي الناس من أقطار الدنيا المثمرة اليانعة إلى بلد غير ذي زرع فيفدون إلى مكة فمنى فعرفات فالمزدلفة فمنى مرة أخرى فعودة إلى مكة فرجوع إلى الديار مشقة ونصب وسفر قطعة من العذاب ولا نسأل لماذا؟، والأعجب من هذا أننا نأتي كل ذلك مستعذبين للعذاب منشرحين للمشقة سعداء بالتكليف نترقب الانتقال من مشعر إلى آخر بقلوب يغمرها الفرح والسرور والغبطة أن اختارنا الله لنكون حجاجا لبيته وكل ذلك والله أعلم أننا اتبعنا ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين فأنت محقق للتوحيد تحقيقا تاما بأتباعك الإمام الموحد.

 

أخوة الدين والعقيدة:

كم غفل عن هذا أقوام لم يحققوا معنى الإسلام ولم يشعروا بقيمة الاستسلام وقد قالها الصديق - رضي الله عنه - مواجها الكافرين الحاقدين المعملين عقولهم القاصرة في دين الله (إن كان قال فقد صدق) حتى وان لم اعقل ذلك ولم افهمه، فمضت تلك الكلمة مدوية في الآفاق بمعناها لا بنصها حين هاج المهاجرون والأنصار بعد صلح الحديبية حتى تعجب الفاروق وسأل سؤاله الإنكاري (السنا على الحق (بلى) أليسوا على الباطل (بلى) فعلام نعطي الدنية في ديننا!؟) فقال له الصديق - رضي الله عنه - (الزم غرزه فانه رسول الله) وما لبث الفاروق - رضي الله عنه - أن التزمها وقال قولته المشهورة مخاطبا الحجر الأسود (إني أعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا اني رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقبلك ما قبلتك) وهذا هو التسليم الحق والاتباع الحق ومن اتبع محمدا - صلى الله عليه وسلم - فقد اتبع ملة إبراهيم حنيفا فان الله - تعالى -قال لنبيه - صلى الله عليه وسلم - (ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين).

 

قال ابن القيم - رحمه الله تعالى -(وأما الحج فشان آخر لا يدركه إلا الحنفاء الذين ضربوا في المحبة بسهم وشأنه أجُل من أن تحيط به العبارة وهو خاصة الدين الحنيف حتى قيل في قوله - تعالى -﴿ حُنَفَاءَ لِلَّهِ غَيْرَ مُشْرِكِينَ بِهِ ﴾ [الحج: 31] أي حجاجا فالحج هو خاصة الحنيفية ومعونة الصلاة وسر قول العبد لا اله إلا الله فهو مؤسس على التوحيد المحض والمحبة الخالصة وهو استزارة المحبوب لأحبابه ودعوتهم إلي بيته ومحل كرامته وإذا دخلوا في هذه العبادة فشعارهم (لبيك اللهم لبيك) إجابة محب لدعوة حبيبه ولهذا كان للتلبية موضع عند الله.

 

أيها الأحبة:

من ابرز ما يجمع بين الركنين الأول والأخير من أركان الإسلام أن الأركان الثلاثة التي هي الصلاة والصدقة والصوم لكل منها باب منصوص عليه من أبواب الجنة والشهادة على الرغم من عظمها بل هي ركيزة الأمر كله لم يذكر لها باب كما أن الحج مع عظمه وفضله لم يذكر له باب والسر في ذلك والله اعلم من وجهين الأول أن الشهادتين هما مفتاح الجنة عموما وبالتالي من حققها فلا ضرر عليه أن يدخل من أي أبوابها بل لا يستطيع أن يدخل من أي باب إلا بها فلا يفتح باب الصلاة إلا بالتوحيد وهكذا والثاني أن الحج قد ذكر انه يهدم الذنوب كلها ويخرج المرء منها كما ولدته أمه وليس له جزاء إلا الجنة وربما لم يستطع المرء المسلم أن يحج إلا مرة واحدة في عمره وقد نُظر إليه في الموقف وباهى الله به ملائكته وعُتق من النار وغُفر ت ذنوبه فكان والله أعلم محققا لجميع مراتب الإسلام وأركانه فلعله أن يدعى من جميع أبواب الجنة جعلني الله وإياكم من أهلها بكرمه وفضله أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿ وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلَّا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الْآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ * إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾[البقرة: 130-131].

 

فأوصيكم ونفسي بتقوى الله - تعالى -ومن استطاع إلى الحج سبيلا فلا يتردد ولا يتوانى ﴿ وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ ﴾ [آل عمران: 97]. قال - صلى الله عليه وسلم - (الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة) متفق عليه وسألته عائشة - رضي الله عنها - قالت يا رسول الله نرى الجهاد أفضل العمل أفلا نجاهد؟ قال: لكن أفضل الجهاد حج مبرور) أخرجه البخاري ومن حج فلم يرفث ولم يفسق رجع من ذنوبه كيوم ولدته أمه قال ابن حجر - رحمه الله تعالى - تعليقا على هذا الحديث وظاهره غفران الصغائر والكبائر والتبعات وقال الإمام الطبري - رحمه الله تعالى -( فكان من ذلك قول رسول الله - صلى الله عليه وسلم - معنى قوله - عز وجل - فلا إثم عليه انه خارج من ذنوبه محطوطة عنه آثامه مغفورة له أجرامه ) وهو يشير إلى قوله - عليه الصلاة والسلام - (تابعوا بين الحج والعمرة فإنهما ينفيان الفقر والذنوب كما ينفي الكير خبث الحديد والذهب والفضة) وليس للحجة المبرورة ثواب إلا الجنة.

 

فواعجبا ممن يسمع هذه الأحاديث وتلك الفضائل ثم يؤخر حج فرضه مع استطاعته له والأمٌر من ذلك أن ينفق أضعاف نفقته في الحج في رحلا ت بريه أو سياحية إن سلمت من الإثم والمعاصي و يحتج بحجج واهية ناسيا أو متناسيا أو معرضا عن هدايا الرحمن وعطاياه لوفوده جنات عرضها السماوات والأرض وعتق من النار ومباهاة للملائكة بشعث الحجاج وغبرتهم - بخ بخ...- لإن كانت الأرض ربيعا هذه الأيام فارض الجنة دوما ربيع - فبالله عليكم بكم تشترون المباهاة - ففي يوم عرفة يدني الرب عشيتها ثم يباهي الملائكة ويقول (ما أراد هؤلاء أشهدكم أني قد غفرت لهم).

تالله قولي له في غير معتمة
ماذا أردت بطول المكث في اليمن
إن كنت حاولت دنيا أو ظفرت بها
فما أصبت بترك الحج من ثمن

 

أخوة الدين والعقيدة:

حج الحسن بن علي - رضي الله عنهما - خمس وعشرين حجة ماشيا وحج ابن المسيب أربعين حجة وحج سفيان بن عيينة ثمانين حجة وكان ابن المبارك - رحمه الله - إذا خرج إلى مكة قال.

بغض الحياة وخوف الله أخرجني
وبيع نفسي بما ليس له ثمنا
إني وزنت الذي يبقى ليعدله
ما ليس يبقى فلا والله ما اتزنا

 

فاتقوا الله عباد الله وبادروا بالأعمال الصالحة فملك الموت قد تخطاكم إلى غيركم وسيتخطى غيركم إليكم فاستبقوا الخيرات وسارعوا إلى الجنات وتعرضوا إلى النفحات في عرفات فلعل نظرة من المولى تعتقكم من النار و توجب لكم الرحمة والرضوان وترفع منزلتكم إلى جنة سقفها عرش الرحمن.

 

وأما من لم يستطع الحج فان الفرصة متاحة لنيل وطره من الخير ففي هذه الأيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من غيرها فصم وتصدق وصل رحمك واقرأ كتاب ربك وأكثر من ذكر الله تكبير وتحميدا وتهليلا وتسبيحا ومن أفضل الأعمال الصلاة على المبعوث رحمة للأنام إن الله وملائكتة يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وساموا تسليما.

 

اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم انك حميد مجيد





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • من أسرار الحج - عشر ذي الحجة
  • من أسرار الحج
  • أسرار الحج وحكمه وكلمة للحجيج
  • الحج ألفة ومحبة!!
  • من أسرار الحج
  • أسرار الحج
  • أسرار الحج (خطبة)
  • أسرار الحج
  • خطبة: من معالم وأسرار الحج

مختارات من الشبكة

  • سر من أسرار التكرار في القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الدعاء للأولاد سر من أسرار النجاح والفلاح(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • مخطوطة حل أسرار الأخبار على إعراب إظهار الأسرار(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • أسرار الأسرة والزواج من ناحية فقهية(مقالة - موقع أ. د. علي أبو البصل)
  • سر من أسرار النجاح الإداري(مقالة - موقع موقع الدكتور خالد بن عبدالرحمن بن علي الجريسي)
  • الأسرة السعيدة بين الواقع والمأمول (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أسرار المجالس وأماناتها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التحذير من إفشاء الأسرار(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الحج.. أسرار وحكم (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • من أسرار الحج وحكمه (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 12/11/1446هـ - الساعة: 18:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب