• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حذف الياء وإثباتها في ضوء القراءات القرآنية: ...
    د. حسناء علي فريد
  •  
    تفسير قوله تعالى: {ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    تفسير سورة النصر
    أبو عاصم البركاتي المصري
  •  
    هل الزيادة دنيوية أم دينية في قوله تعالى: {لئن ...
    الشيخ عايد بن محمد التميمي
  •  
    بادروا إلى الأعمال الصالحة (خطبة)
    د. عبد الرقيب الراشدي
  •  
    المصادر الكلية الأساسية التي يرجع إليها المفسر ...
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    هدايات سورة النحل (خطبة)
    ساير بن هليل المسباح
  •  
    تحرير رواية ابن عباس في أن الرفث في الحج ما قيل ...
    الشيخ عايد بن محمد التميمي
  •  
    وجوب الإيمان به صلى الله عليه وسلم
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطورة الغش وأهم صوره
    د. حسام العيسوي سنيد
  •  
    تفسير سورة القارعة
    أ. د. كامل صبحي صلاح
  •  
    أبو الحسن علي (خطبة)
    د. محمد بن عبدالعزيز بن إبراهيم بلوش ...
  •  
    فرص وكنوز ليالي الشتاء
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    {ألم نجعل الأرض مهادا}
    د. خالد النجار
  •  
    الصدقة على النفس كل يوم
    فهد بن عبدالعزيز عبدالله الشويرخ
  •  
    تعريف (القرآن) بين الشرع والاصطلاح: عرض وتحرير
    أحمد بن سليمان المنيفي
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / ملف الحج / خطب الحج
علامة باركود

منافع الحج ومقاصده (2) الذكر والدعاء - التعارف والتعاون والمساواة (خطبة)

منافع الحج ومقاصده (2) الذكر والدعاء - التعارف والتعاون والمساواة (خطبة)
عبدالعزيز محمد مبارك أوتكوميت

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/6/2024 ميلادي - 30/11/1445 هجري

الزيارات: 4050

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

مَنَافِعُ الْحَجِّ وَمَقَاصِدُهُ (2)

(الذِّكْرُ وَالدُّعَاءُ - التَّعَارُفُ والتَّعَاونُ وَالمُسَاوَاةُ)


عَنَاصِرُ الْخُطْبَةِ:

1- مَنْفَعَةُ الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ.

2- مَنْفَعَةُ التَّعَارُفِ والتَّعَاونِ وَالمُسَاوَاةِ.


الْخُطْبَةُ الْأُولَى:

إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّه نَحْمَدُهُ ونَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغفِرهُ ونَعُوذُ بِاللهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ﴾، ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا﴾،﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا﴾.

 

أَمَّا بَعْدُ:فإنَّ أَصْدَقَ الْحَديثِ كِتَابُ اللهِ تَعالَى، وَخَيْرَ الْهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم وَشَرَّ الأمُورِ مُحْدَثَاتُهَا وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدعَةٌ وكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلالَةٌ وكُلَّ ضَلاَلَةٍ فِي النَّارِ. أعَاذَنِي اللهُ وإيَّاكُمْ مِنَ النَّارِ.

 

عِبَادَ اللهِ: تَحَدَّثْنَا فِي الْخُطْبَةِ الْمَاضِيَةِ عَنْ مَنْفَعَةِ الْإِخْلَاصِ، وَمَنْفَعَةِ التَّقْوَى فِي أَدَاءِ فَرِيضَةِ الْحَجِّ. وَحَدِيثُنَا الْيَوْمَ عَنْ مَنْفَعَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ لِلْحَجِّ وَهْمَا: مَنْفَعَةُ؛ إِقَامَةِ ذِكْرِ اللَّهِ وَدُعَائِهِ. وَمَنْفَعَةُ؛ التَّعَارُفِ والتَّعَاونِ وَالمُسَاوَاةِ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ.

 

عِبَادَ اللهِ:مِنْ مَنَافِعِ الْحَجِّ وَمَقَاصِدِهِ:

1-مَنْفَعَةُ الذِّكْرِ وَالدُّعَاءِ؛ شُرِعَ الْحَجُّ لِإِقَامَةِ ذِكْرِ اللَّهِ، قَالَ تَعَالَى:﴿لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ فَاذْكُرُوا اللَّهَ عِنْدَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَاذْكُرُوهُ كَمَا هَدَاكُمْ وَإِنْ كُنْتُمْ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الضَّالِّينَ * ثُمَّ أَفِيضُوا مِنْ حَيْثُ أَفَاضَ النَّاسُ وَاسْتَغْفِرُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ * فَإِذَا قَضَيْتُمْ مَنَاسِكَكُمْ فَاذْكُرُوا اللَّهَ كَذِكْرِكُمْ آبَاءَكُمْ أَوْ أَشَدَّ ذِكْرًا فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلَاقٍ * وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ* أُولَئِكَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِمَّا كَسَبُوا وَاللَّهُ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ [البقرة:198-202]. فَالذِّكْرُ وَالدُّعَاءُ نَبْدَأُ بِهِمَا فَرِيضَةَ الْحَجِّ وَيَسْتَمِرَّانِ أَثْنَاءَ أَدَاءِ الْفَرِيضَةِ وَبَعْدَهَا. فَالْإِخْبَارُ عَنْ نِيَّةِ النُّسُكِ ذِكْرٌ، وَالتَّلْبِيَةُ ذِكْرٌ وَابْتِهَالٌ، وَهِيَ عُنْوَانُ الْحَجِّ وَشِعَارُ الْحَاجِّ. سَأَلَ رَجُلٌ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أَيُّ الْحَجِّ أَفْضَلُ؟ قَالَ:" الْعَجُّوَالثَّجُّ"[1]. وَالْعَجُّ؛ رَفْعُ الصَّوْتِ بِالتَّلْبِيَةِ، وَالثَّجُّ؛ سَيَلَانُ دِمَاءِ الْهَدْيِ وَالْأَضَاحِيِّ. وَفِي الطَّوَافِ وَالسَّعْيِ ذِكْرٌ وَدُعَاءٌ، فَكَانَ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ بَيْنَ الرُّكْنَيْنِ؛ الْيَمَانِيِّ وَالْحَجَرِ الْأَسْوَدِ: رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ. وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ السَّعْيِ يَقُولُ: نَبْدَأُ بِمَا بَدَأَ اللَّهُ بِهِ. وَيَسْتَقْبِلُ الْقِبْلَةَ مُكَبِّرًا وَمُوَحِّدًا وَدَاعِيًا، وَيَقُولُ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ، أَنْجَزَ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الْأَحْزَابَ وَحْدَهُ [2]. وَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ مَاءِ زَمْزَمَ:" مَاءُ زَمْزَمَ لِمَا شُرِبَ لَهُ، فَإِنْ شَرِبْتَهُ تَسْتَشْفِي بِهِ شَفَاكَ اللَّهُ، وَإِنْ شَرِبْتَهُ مُسْتَعِيذًا عَاذَكَ اللَّهُ، وَإِنْ شَرِبْتَهُ لِيَقْطَعَ ظَمَأَكَ قَطَعَهُ". قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ إِذَا شَرِبَ مَاءَ زَمْزَمَ قَالَ:" اللَّهُمَّ أَسْأَلُكَ عِلْمًا نَافِعًا، وَرِزْقًا وَاسِعًا، وَشِفَاءً مِنْ كُلِّ دَاءٍ"[3]. وَالْوقُوفُ بِعَرَفَةَ يَوْمٌ لِلذَّكَرِ وَالدُّعَاءِ، قَالَ صلى الله عليه وسلم:" أَفْضَلُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ. وَأَفْضَلُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ"[4]. وَشُرِعَ رَمْيُ الْجِمَارِ لِإِقَامَةِ ذِكْرِ اللَّهِ وَالدُّعَاءِ بَعْدَهَا، عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:" إِنَّمَا جُعِلَ الطَّوَافُ بِالْكَعْبَةِ، وَبَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ، وَرَمْيُ الْجِمَارِ لِإِقَامَةِ ذِكْرِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ"[5]. وَلِذَلِكَ نُكَبِّرُ مَعَ كُلِّ حَصَاةٍ، وَنَقِفُ بَعْدَ الرَّمْيِ مُسْتَقْبِلِينَ الْقِبْلَةَ نَدْعُو. وَهَذَا الَّذِي ذَكَرْنَاهُ إِنَّمَا هُوَ ذِكْرٌ بِالْمَعْنَى الْخَاصِّ.

 

وَلِلذِّكْرِ مَفْهُومُ عَامٌ وَشَامِلٌ؛ وَهُوَ كُلُّ مَا تَكَلَّمَ بِهِ اللِّسَانُ، وَتَصَوَّرَهُ الْقَلْبُ، مِمَّا يُقَرِّبُ إِلَى اللَّهِ، كَتَعَلُّمِ الْعِلْمِ وَتَعْلِيمِهِ، والأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ، وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ فَهُوَ ذِكْرٌ لِلَّهِ. وَلِهَذَا مِنِ اِشْتَغَلَ بِطَلَبِ الْعِلْمِ النَّافِعِ بَعْدَ أَدَاءِ الْفَرَائِضِ، أَوْ جَلَسَ مَجْلِسًا يَتَفَقَّهُ أَوْ يُفَقِّهُ فِيهِ الْفِقْهَ، فَهَذَا -أَيْضًا-مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ. وَكَذَلِكَ مَنْ أَحَبَّ للَّهَ، وَخَافَهُ، وَرَجَاهُ، فَهُوَ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ. كَمَا يَدْخُلُ فِي الذِّكْرِ تِلَاوَةُ الْقُرْآنِ، وَالدُّعَاءُ، وَالصَّلَاةُ، وَإِفْشَاءُ السَّلَامِ، وَإِصْلَاحُ ذَاتِ الْبَيْنِ، وَمُخَاطَبَةُ النَّاسِ بِالْحُسْنَى. وَيَدْخُلُ فِي ذَلِكَ الصَّدَقَةُ، وَنَشْرُ الْكُتُبِ، وَالدَّعْوَةُ إِلَى اللَّهِ. فَكُلُّ ذَلِكَ وَغَيْرُهُ دَاخِلِ فِي عُمُومِ مَفْهُومِ الذِّكْرِ.

 

فَاللَّهُمَّ أَعِنَّا عَلَى ذِكْرِكَ، وَشُكْرِكَ، وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ، وآخِرُ دَعْوَانَا الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالمِينَ.

 

الْخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ

الْحَمْدُ لِلَّهِ وَكَفَى، وَصَلَّى اللَّهُ وسَلَّمَ عَلَى عَبْدِهِ الْمُصْطَفَى وَآلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَنِ لِآثَارِهِمُ اقْتَفَى.

 

عِبَادَ اللهِ:مِنْ مَنَافِعِ الْحَجِّ وَمَقَاصِدِهِ:

2-مَنْفَعَةُ التَّعَارُفِ والتَّعَاونِ وَالمُسَاوَاةِ؛ قَالَ تَعَالَى:﴿وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ * لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ﴾ [الحج:27-28]. فَهَؤُلَاءِ النَّاسُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسَلَّمَاتِ اِخْتَلَفَتْ أَوْطَانُهُمْ، وَقَبَائِلُهُمْ، وَأَلْوَانُهُمْ وَلُغَاتُهُمْ، لَكِنَّ مَقْصِدَهُمْ وَاحِدٌ؛ وَهُوَ طَاعَةُ اللَّهِ بِأَدَاءِ فَرِيضَةِ الْحَجِّ. وَقِبْلَتُهُمْ وَاحِدَةٌ، إِخْوَةٌ جَمَعَتْهُمُ الْعَقِيدَةُ الْوَاحِدَةُ.

 

وَإِلَى جَانِبِ هَذَا فَالْحَجُّ مُؤْتَمَرٌ سَنَوِيٌّ يَجْمَعُ شَتَاتَ الْأُمَّةِ لِأَجْلِ التَّعَارُفِ وَالتَّعَاوُنِ فِيمَا بَيْنَهُمْ عَلَى خَيْرِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَقَدْ تَرَكُوا خِلَافَاتِهِمْ جَانِبًا وَنَسُوا جِرَاحَاتِهِمْ، وَلَا فَضْلَ لِغَنِيِّهِمْ عَلَى فَقِيرِهِمْ، وَقَدْ وَحَّدَ اللِّبَاسُ بَيْنَهُمْ. وَلَا فَضْلَ لِأَبْيَضِهِمْ عَلَى أَسْوَدِهِمْ، وَلَا لِشَرِيفِهِمْ عَلَى وَضِيعِهِمْ، إِلَّا بِالتَّقْوَى وَمَدَى طَاعَتِهِمْ وَقُرْبِهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ. قَالَ تَعَالَى: ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِير﴾ [الحجرات:13]. وَقَالَ صلى الله عليه وسلم فِي خُطْبَةِ حَجَّةِ الْوَدَاعِ مُنَبِّهًا عَلَى تَرْكِ الْعَصَبِيَّةِ الْجَاهِلِيَّةِ وَالِافْتِخَارِ بِالْأَحْسَابِ وَالْأَنْسَابِ وَالْأَلْوَانِ:" يَاأَيُّهَا النَّاسُ، أَلَا إِنَّ رَبَّكُمْ وَاحِدٌ، وَإِنَّ أَبَاكُمْ وَاحِدٌ، أَلَا لَا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ عَلَى عَجَمِيٍّ، وَلَا لِعَجَمِيٍّ عَلَى عَرَبِيٍّ، وَلَا أَحْمَرَ عَلَى أَسْوَدَ، وَلَا أَسْوَدَ عَلَى أَحْمَرَ، إِلَّا بِالتَّقْوَى أَبَلَّغْتُ "، قَالُوا: بَلَّغَ رَسُولُ اللهِ"[6].

 

وَهَلْ رَأَيْتُمْ مَجْمَعًا لِلنَّاسِ كَالْحَجِّ فِي نِظَامِهِمْ وَانْتِظَامِهِمْ، وَتَعَاوُنِهِمْ؟! إِنَّ السِّرَّ فِي هَذَا الِانْضِبَاطِ وَالتَّعَاوُنِ -دُونَمَا كُلْفَةٍ أَمْنِيَّةٍ كَبِيرَةٍ- هُوَ فِي الْإِيمَانِ الْكَامِنِ فِي قُلُوبِهِمْ، وَحِرْصِهِمْ عَلَى أَنْ يَكُونَ حَجُّهُمْ مَبْرُورًا بِتَجَنُّبِ الْآثَامِ، وَتَجَنُّبِ إِلْحَاقِ الضَّرَرِ بِالْغَيْرِ، فَيُؤَدُّونَ مَنَاسِكَهُمْ كَالْجَسَدِ الْوَاحِدِ، وَيَسْتَحْضِرُونَ قَوْلَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم:" الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ"[7]. فَهَلِ اِسْتَحْضَرْنَا هَذِهِ الدُّرُوسَ الْبَلِيغَةَ مِنَ الْحَجِّ لِنُطَبِّقَهَا فِي حَيَاتِنَا كُلِّهَا؟

 

فَاحْرِصُوا -رَعَاكُمُ اللَّهُ -عَلَى الْإِكْثَارِ مِنْ ذِكْرِهِ، وَكُونُوا إِخْوَانًا مُتَعَاوِنِينَ مُتَرَاحِمِينَ تَفُوزُوا بِرِضْوَانِ رَبِّكُمْ.

 

فَاللَّهُمَّ اجْعَلْنَا مِنْ الذَّاكِرِينَ لَكَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ، وَاجْعَلْنَا مِنْ عِبَادِكَ الْمُتَّقِينَ وَمِنَ الْمُنْتَفِعِينَ بِحَجِّهِمْ، آمِين. (تَتِمَّةُ الدُّعَاءِ).

 

فَاحْرِصُوا - رَعَاكُمُ اللَّهُ - عَلَى تَحْقِيقِ التَّقْوَى فِي حَجِّكُمْ تَفُوزُونَ بِرِضْوَانِ رَبِّكُمْ. فَاللَّهُمَّ اِجْعَلْنَا مِنْ عِبَادِكَ الْمُتَّقِينَ وَمِنْ الْمُنْتَفِعِينَ بِحَجِّهِمْ، آمِين. (تَتِمَّةُ الدُّعَاءِ).

 



[1] - رواه الترمذي، برقم:827.

[2] - رواه مسلم، برقم:1218.

[3] - رواه الحاكم في المستدرك، برقم:1739.

[4]- رواه الإمام مالك في الموطأ، رقم:239.

[5]- رواه أحمد في مسنده، رقم:24351.

[6] - رواه أحمد في مسنده، رقم:23489.

[7] - رواه أحمد في مسنده، رقم:24351.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • منافع الحج ومقاصده (1) الإخلاص - التقوى (خطبة)
  • منافع الحج ومقاصده (3) الإصلاح والتزكية - زيادة الإيمان - تحقيق الرابطة الإسلامية (خطبة)
  • اختيار الذكر والدعاء

مختارات من الشبكة

  • غذاء القلوب في الذكر والدعاء لعلام الغيوب (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • تحرير رواية ابن عباس في أن الرفث في الحج ما قيل عند النساء(كتاب - آفاق الشريعة)
  • الحج المبرور ثوابه الجنة(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • فريضة الحج(مادة مرئية - مكتبة الألوكة)
  • فسخ الحج إلى عمرة: دراسة فقهية مقارنة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • شرح كتاب الأصول الثلاثة: مظاهر التوحيد في الحج (2)(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • شرح كتاب الأصول الثلاثة: مظاهر التوحيد في الحج (1)(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • شرح كتاب الأصول الثلاثة (من قول المؤلف: ودليل الحج...)(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • الحج عبادة وتجارة، دنيا وآخرة(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • إجارة المنافع بالمنافع(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد سنوات من المطالبات... اعتماد إنشاء مقبرة إسلامية في كارابانشيل
  • ندوة متخصصة حول الزكاة تجمع أئمة مدينة توزلا
  • الموسم الرابع من برنامج المحاضرات العلمية في مساجد سراييفو
  • زغرب تستضيف المؤتمر الرابع عشر للشباب المسلم في كرواتيا
  • نابريجني تشلني تستضيف المسابقة المفتوحة لتلاوة القرآن للأطفال في دورتها الـ27
  • دورة علمية في مودريتشا تعزز الوعي الإسلامي والنفسي لدى الشباب
  • مبادرة إسلامية خيرية في مدينة برمنغهام الأمريكية تجهز 42 ألف وجبة للمحتاجين
  • أكثر من 40 مسجدا يشاركون في حملة التبرع بالدم في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 3/7/1447هـ - الساعة: 8:50
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب