• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    طريق لا يشقى سالكه (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    خطبة: مكانة العلم وفضله
    أبو عمران أنس بن يحيى الجزائري
  •  
    خطبة: العليم جلا وعلا
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / ملف الحج / عشر ذي الحجة
علامة باركود

بث السرور والبشر في فضائل الجهاد والعمل الصالح في الأيام العشر

بث السرور والبشر في فضائل الجهاد والعمل الصالح في الأيام العشر
الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 6/7/2022 ميلادي - 6/12/1443 هجري

الزيارات: 3825

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بثُّ السُّرورِ والبِشْر

في فضائلِ الجهادِ والعملِ الصالحِ في الأيامِ العَشْر


إن الحمد لله، نحمَده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، مَن يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ (آل عمران: 102).

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ (النساء: 1).

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ (الأحزاب: 70- 71).

 

أما بعد؛ فإنَّ أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهدي هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.

أعاذني الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين آمين.

 

قَالَ سبحانه وتَعَالَى: ﴿ مَا كَانَ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ وَمَنْ حَوْلَهُمْ مِنَ الْأَعْرَابِ أَنْ يَتَخَلَّفُوا عَنْ رَسُولِ اللهِ وَلَا يَرْغَبُوا بِأَنْفُسِهِمْ عَنْ نَفْسِهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا يَطَئُونَ مَوْطِئًا يَغِيظُ الْكُفَّارَ وَلَا يَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَيْلًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ إِنَّ اللهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ * وَلَا يُنْفِقُونَ نَفَقَةً صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً وَلَا يَقْطَعُونَ وَادِيًا إِلَّا كُتِبَ لَهُمْ لِيَجْزِيَهُمُ اللهُ أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾ (التوبة: 120، 121).

 

هاتان الآيتان تبيِّنان ما يلاقيه المجاهدون في سبيل الله، الذين كانوا يجاهدون مع رسول الله صلى الله عليه وسلم والمخلصون من بعده إلى يوم القيامة، ماذا يصيب هؤلاء؟

الجهادُ ليس متعة، وليس فرصةً للراحة، وليس سياحةً، وإنما الجهادُ فيه الظمأُ والعطش، فيه الجوعُ والنَّصَبُ والتعبُ، فيه يحمل المجاهدُ روحَه على كفِّه، فيُراقُ دمُه لله، وفي سبيل الله سبحانه وتعالى، إذا مشى يمشي غائظًا للكفار، وإذا أنفقَ نفقةً صغيرةً أو كبيرةً، كُتب له بكل ذلك أجرٌ وثواب، كلُّ ما ذكرناه من النَّصَبِ والظمأ والمخمصةِ وما أشبَه ذلك، كلُّه يُكتَبُ أجرًا وعملًا صالحًا لهؤلاء المجاهدين الذين وصفهم ربُّهم بالمحسنين.

 

كذلك قوله صلى الله عليه وسلم الوارد عَنْ أبي عبس عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَبْرٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ اغْبَرَّتْ قَدَمَاهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، حَرَّمَهُ اللهُ عَلَى النَّارِ"، (خ) (907)، (ت) (1632)، (س) (3116)، (حم) (15935).

 

حتى الغبار يؤجرُ عليه، بل يُحوَّل الغبارُ يومَ القيامة إلى روائحَ من أجمل الطيب الذي نشمُّه، والذي سيُشَمَّ يوم القيامة، كما قال صلى الله عليه وسلم، فـعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ رَاحَ رَوْحَةً فِي سَبِيلِ اللهِ، كَانَ لَهُ بِمِثْلِ مَا أَصَابَهُ مِنَ الْغُبَارِ مِسْكًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ"، (جه) (2775)، (طس) (1359).

 

وعندما يرجعُ المجاهد من جهاده؛ أجرُه في الغبار والتعبِ والخُطى، كأجره وهو سائرٌ إلى غزو الكفار، فـعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "قَفْلَةٌ كَغَزْوَةٍ"، (د) (2487)، (حم) (6625)، و(القَفْلَةُ): هِيَ الْمَرَّةُ مِنْ الْقُفُول، وَهُوَ الرُّجُوعُ مِنْ سَفَر.

 

واعلموا عباد الله أنَّ أجرَ المجاهدين والجهاد عظيم، فالمجاهدون لهم درجات عند ربهم، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ"، هل الجنةُ فيها مائةُ درجة فقط؟ لا! الجنة درجات لا يعلم عددَها إلا الله سبحانه وتعالى، لكن هناك مائة درجة، "أَعَدَّهَا اللهُ لِلْمُجَاهِدِينَ فِي سَبِيلِهِ، مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ"، (خ) (2790)، (ت) (2529)، ولفظه عند الترمذي: "مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ مِائَةُ عَامٍ"، مائة سنة، هذه الدرجات عندما سمع الصحابة رضي الله عنهم، هل هي كدرجات منبر (عشرون سنتمترًا)، بين كل درجة والثانية؟ أم عتبة البيت؟ فـعَنْ كَعْبِ بْنِ مُرَّةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("ارْمُوا، مَنْ بَلَغَ الْعَدُوَّ بِسَهْمٍ") ("فِي سَبِيلِ اللهِ")، ("رَفَعَهُ اللهُ بِهِ دَرَجَةً") ("فِي الْجَنَّةِ")، فَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي النَّحَّامِ رضي الله عنه: (يَا رَسُولَ اللهِ! وَمَا الدَّرَجَةُ؟!) قَالَ: ("أَمَا إِنَّهَا لَيْسَتْ بِعَتَبَةِ أُمِّكَ")، ليس العتبة التي جعلتها الأم أمام البيت، ("وَلَكِنْ مَا بَيْنَ الدَّرَجَتَيْنِ مِائَةُ عَامٍ")، الحديث بزوائده عند: (س) (3143)، (3144)، (حم) (18063)، (حب) (4616)، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ: (1287).

 

هذه المقدمةُ في هذه الخطبة لهذا السؤال: ما الذي يعدلُ ثوابَ الجهادِ والمجاهدين؟!

نحن هنا في فلسطين، نحن هنا مرابطون، نريد ثواب الجهاد، نريد أعمالًا تَعدِلُ الجهادَ في سبيل الله، وهذا ما أجابه صلى الله عليه وسلم، فـعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ أَيَّامٍ الْعَمَلُ الصَّالِحُ فِيهِنَّ أَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ"، فَقَالُوا: (يَا رَسُولَ اللهِ! وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ؟!) قَالَ: "وَلَا الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ"، وأنتم علِمتم بعض فضائل الجهاد، وبعض فوائد المجاهدين، "إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعْ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ"، (ت) (757)، (خ) (969)، (د) (2438)، (جه) (1727)، (حم) (1968).

 

أعمالٌ صالحةٌ تفعلها في هذه الأيام الفضيلة تعادل ما سمعتم أو تزيد.

 

وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَفْضَلَ أَيَّامِ الدُّنْيَا أَيَّامُ الْعَشْرِ"، قَالُوا: (يَا رَسُولَ اللهِ، وَلَا مِثْلُهُنَّ فِي سَبِيلِ اللهِ؟!) قَالَ: "وَلَا مِثْلُهُنَّ فِي سَبِيلِ اللهِ، إِلَّا مَنْ عَفَّرَ وَجَهَهُ فِي التُّرَابِ"؛ أخرجه البزار كما في كشف الأستار: (2/ 28، رقم: 1128)، قال الهيثمي (4/17): رَوَاهُ الْبَزَّارُ، وَإِسْنَادُهُ حَسَنٌ، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ. انظر صَحِيح الْجَامِع: (1133)، صَحِيح التَّرْغِيبِ: (1150).

 

عفَّرَ وجهه في التراب؛ أي: استُشْهِد، هذا لا يَعدِله شيءٌ من الأعمال، لم يرجع بمال ولم يرجع بنفس، لم يرجع من ذلك بشيء، هذا لا يعدله شيء.

 

نتكلم عمَّن غزا وجاهد وقاتل ورجَع، الأعمالُ الصالحة في هذه الأيام في الميزان قد تفوقُ عملَ هذا المجاهد الذي ذهب ورجع، فـمن الأعمال الصالحة التي يحثُّ عليها النبي صلى الله عليه وسلم أعمالٌ يسيرة، قصَّر فيها كثيرٌ من المسلمين ونحن منهم، منها:

 

ذكر الله سبحانه وتعالى، هل يكلِّفنا شيئًا؟ فمَن مِنَّا يذكر الله كثيرًا؟ الخيرُ موجود والحمد لله، لا نجعل الناس تيئَس، وأفضل هذه الأذكار ما ورد النصُّ فيه خصوصًا في هذه الأيام؛ التوحيد: لا إله إلا الله والتكبير: الله أكبر والتحميد: الحمد لله، والتسبيح: سبحان الله، فلنكثرْ من هذه الأربعِ كلماتٍ في قيامنا وقعودنا، في جلوسنا وحديثنا مع الناس، فلنكثر من ذكر الله؛ لما ثبت عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا مِنْ أَيَّامٍ أَعْظَمُ عِنْدَ اللهِ وَلَا أَحَبُّ إِلَيْهِ الْعَمَلُ فِيهِنَّ مِنْ هَذِهِ الْأَيَّامِ الْعَشْرِ، فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنْ التَّهْلِيلِ، وَالتَّكْبِيرِ، وَالتَّحْمِيدِ"، (حم) (5446)، (6154)، انظر مسند أحمد ت شاكر (5/ 68) ح (5446)، وقال: إسناده صحيح، وانظر صَحِيح التَّرْغِيبِ: (1248).

 

ومن الأعمال الصالحة أيضًا في هذه الأيام: صوم يوم عرفة، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ"، (ت) (749)، (م) 196- (1162)، (د) (2425)، (حم) (22588).

 

يكفر ذنوب سنتين يا عباد الله، لا تقصِّروا في صيام يوم عرفة.

 

ومن الأعمال الصالحة قيام الليل: وخصوصًا في الثلث الأخير من الليل، في آخر ساعتين اجلِس استيقِظ، اذكُر الله، صلِّ على رسول الله، صلِّ ركعات لله سبحانه وتعالى، اقرأْ كتاب الله، ادعُ لنفسك وللمسلمين بالخير، خيري الدنيا والآخرة، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "إِذَا اسْتَيْقَظَ الرَّجُلُ مِنَ اللَّيْلِ، وَأَيْقَظَ امْرَأَتَهُ، فَصَلَّيَا رَكْعَتَيْنِ [جَمِيعًا]؛ كُتِبَا مِنَ الذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرًا وَالذَّاكِرَاتِ"، (د) (1309)، (1451)، (جه) (1335)، انظر صَحِيح الْجَامِع: (333)، صَحِيح التَّرْغِيبِ: (626).

 

ومن الأعمال الصالحة في هذه الأيام وغيرها، لكن أكثِرْ منها في هذه الأيام، أكثِرْ من الأعمال الصالحة التي تمدُّ في الأعمار، وتزيد في الأرزاق، وتعمِّرُ الديار، بِرُّ الوالدين، وصلة الأرحام، وحسن الخلق والإحسان إلى الجار، هكذا قال صلى الله عليه وسلم، فـعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُمَدَّ لَهُ فِي عُمْرِهِ، وَأَنْ يُزَادَ لَهُ فِي رِزْقِهِ؛ فَلْيَبَرَّ وَالِدَيْهِ، وَلْيَصِلْ رَحِمَهُ"، (حم) (13401)، (خ) (2067)، (5986)، (م) 21- (2557).

 

وَفي رواية أخرى عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "صِلَةُ الرَّحِمِ"، العمَّات والأعمام، والأخوال والخالات، والإخوان والأخوات، لا هِجران ولا مخاصمة ولا مقاطعة، ولا قطيعة بين المسلمين، انْسَ ذلك في هذه الأيام؛ حتى تأخذَ الأجر والثواب، معظمنا محتاج إلى عمل وشغل يريد فلوسًا ومادة، يريد رزقًا في هذه الأيام وغيرها.

 

بابُ الرزق مفتوحٌ لكنَّك لا تَطرُقه! تطرُق أبواب البنوك والمنح، تطرق أبواب العمل في الداخل والخارج لا مانع، لكن لم لا تطرق بابَ الله سبحانه وتعالى، وإذا سألت: بأيِّ شيء أطرقه؟

 

اطرقه بما قاله صلى الله عليه وسلم ببر الوالدين، و"صِلَةُ الرَّحِمِ، وَحُسْنُ الْخُلُقِ، وَحُسْنُ الْجِوَارِ، يَعْمُرَانِ الدِّيَارَ وَيَزِيدَانِ فِي الْأَعْمَارِ"، (حم) (25259)، الصَّحِيحَة: (519)، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: (2524)، وقال شعيب الأرناؤوط: إسناده صحيح.

 

وبهذا يكون الإنسان في هذه الأيام قد أخذ من الثواب ما لو وُضِعَ في الميزان يوم القيامة، فقد يساوي أو يزيد على ثواب الجهاد والمجاهدين في سبيل الله.

 

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

 

الخطبة الآخرة:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أمَّا بعد:

فهذه بعض الأعمال نذكرها بدون أدلَّة، وإنما تذكيرٌ لي ولكم، لعلَّنا نغتنم مثلَ هذه الأعمالِ في هذه الأيام المباركات، التي هي أفضل أيام الدنيا عند الله، فهيَّا لنتذكَّر في هذه الأيام المباركات بعضَ الأعمال الصالحات،ولنعملْ ببرنامجٍ أو جدولٍ للعبادات والطاعات، في هذه الأيام المباركات، هذا الجدول والبرنامج أذكره عرْضًا لكم، لا فرضًا عليكم:

• أولها: المحافظة على صلاة الجماعة في المساجد؛ لأنها كلَّما جئتَ إلى المسجد، ورحت منه إلى بيتك؛ أعد الله لك نزلًا في الجنة، والنُّزل هي الضيافة التي تقدَّم للضيف، تكون ضيفًا على الله، لو ذهبت إلى إنسان عزيزٍ عليك ماذا سيقدم لك؟ أنت قادم على الله، أنت ضيف على الله في كل صلاة، إذا أتيت بيتًا من بيوت الله تؤدي فريضة من فرائض الله، ففيه شبه قفلة كغزوة لا تنسوا ذلك.

 

• تلاوة كلام الله القرآن الكريم كاملًا في هذه الأيام مقسَّما، فوزِّعه على تسعة أيام، كل يوم اقرأ فيه أجزاء معينة، بحيث إذا جاء اليوم التاسع أو العاشر، تكون قد أنهيت تلاوة القرآن الكريم كاملًا في التسعة أيام، أو في العشرة أيام.

 

• اذكروا الله كل وقت وحين، أكثِروا من ذكر الله في هذه الأيام وهذا اسمه ذكرٌ مطلق، سواء هذا الذكر المنصوص عليه، (لا إله إلا الله، والله أكبر، وسبحان الله، والحمد لله)، هذا ورد عن عبد الله بن عمر، أو تذكر الله بأي صيغة كانت، وثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذه الأيام وغيرها.

 

ولكن هناك ذكر مقيد، والذكر المقيد يكون مقيد بوقت معين، يبدأ من فجر يوم عرفة، إلى بعد العصر من آخر أيام العيد، وهو اليوم الرابع، وهذه مقيدة وذكرها الصحابة رضي الله عنهم، (الله أكبر الله، الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد)، وهذه لا تقال هذه الأيام، وإنما تقال من فجر يوم عرفة إن شاء الله سبحانه وتعالى.

 

• كذلك الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يوميًّا عشرات أو مئات المرات، كل يوم، فإن لم يكن مئات المرات فليكن بعشرات المرات، وعندنا وقتٌ طويلٌ وكثيرٌ ضائعٌ فيما لا فائدة فيه، فلنغتنمْه في ذكر الله والصلاة والسلام على رسول الله.

 

• الاستغفار، استغفِر اللهَ مئات المرات يوميًّا، أكثِر من ذلك صباحًا ومساءً، وظهرًا وعصرًا وليلًا، فاذكر الله.

 

• الدعاء من خيري الدنيا والآخرة، لك ولأقاربك ولعموم المسلمين، حتى تأخذ بكل مؤمن ومؤمنة حسنة، تُكتب لك.

 

• ولا تنسَ عيادة مريض.

 

• وصلة الرحم.

 

• وتفقُّد أرملةٍ أو مسكينٍ أو فقير أو يتيم، أو أو ... أدخل البسمة على حزين، والفرحة على إنسان مكروب، فرِّج عنه همَّه، ولو بكلمة طيبة تسليه بها.

 

• قيام ليالي التسعة أيام، خصوصًا في الثلث الأخير من كل ليلة، وذكرناه في الخطبة السابقة، في الثلث الأخير قبل الأذان بساعتين أو نحوهما، تقوم فتصلي لله عز وجل ما قُدِّرَ لك.

 

• صيام التسعةِ أيام أو بعضها، خصوصًا يوم عرفة.

 

• كذلك حضورُ درسِ علمٍ؛ من علوم الشرع والدين، من باب التذكير بالآخرة، تحضره أنت إمَّا إلقاءً أو استماعًا.

 

• اجتنابُ الهجرانِ والخصامِ والمقاطعة لإخوانك المسلمين.

 

• اجتنابُ المحرمات، والغيبةِ والنميمةِ، واللغوِ ونحو ذلك من المحرمات.

 

ونذكر في آخر خطبتنا هذه بحديث أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها؛ أَنَّ النَّبِيَّ صلى اللهُ عليه وسلَّم قَالَ:

 

("إِذَا دَخَلَتْ الْعَشْرُ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ؛ فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا")، (م) 39 - (1977)، وفي رواية: ("إِذَا رَأَيْتُمْ هِلَالَ ذِي الْحِجَّةِ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلْيُمْسِكْ عَنْ شَعْرِهِ وَأَظْفَارِهِ")، (م) 41- (1977) ("فَلَا يَأخُذَنَّ مِنْ شَعْرِهِ وَلَا مِنْ أَظْفَارِهِ شَيْئًا حَتَّى يُضَحِّيَ") (م) 42- (1977).

 

يعني لا يقص أظافره ولا يحلق شعر إلى أن يضحي يوم العيد، وذلك من باب السنة والاستحباب، ومن قصَّ فلا شيء له، ولا شيء عليه، لا يأخذ مثل أجرِ ذلك الذي تمسك بالسنة، ولا إثم عليه ولا كفارة، هذه كلها من إرشادات خليل الله وحبيبه محمدٍ ومصطفاه الذي صلى عليه في كتابه وملائكته فقال: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ (الأحزاب: 56).

 

اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، وارضَ اللهمَّ عن الخلفاءِ الأربعة؛ أبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ، وسائر الصحابة أجمعين يا رب العالمين، وارضَ عنَّا معهم بمنِّك وكرمِكَ، يا أكرمَ الأكرمين.

 

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين.

 

اللهم لا تدَع لنا في مقامنا هذا ذنبًا إلا غفرته، ولا همًّا إلا فرَّجته، ولا دَينًا إلا قضيتَه، ولا مريضًا إلا شفيتَه، ولا مبتلىً إلا عافيته، ولا غائبًا إلا رددتَه إلى أهله سالِمًا غانِمًا يا رب العالمين.


﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ (العنكبوت: 45).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الأيام العشر من ذي الحجة
  • الأيام العشر من ذي الحجة (فضائلها وما يستحب فيها)
  • أبواب الأجر في الأيام العشر
  • أعمال الخير في الأيام العشر
  • يوم عرفة والأيام العشر
  • الجهاد والولاء والحكم (س/ج)
  • وأقبلت الأيام العشرة يا خاطب الجنان الحسان

مختارات من الشبكة

  • السرور والبشر في فضائل أيام ذي الحجة العشر (خطبة)(مقالة - ملفات خاصة)
  • بشرى البث الثالث لمصحف الشيخ الحصري المرتل في إذاعة القرآن الكريم بالقاهرة مع بداية بث إرسالها(مقالة - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • جلب السرور والبشر في الحث على الأعمال الصالحة في هذه الأيام العشر(مقالة - ملفات خاصة)
  • فضائل رمضان والعمل الصالح فيه (WORD)(كتاب - ملفات خاصة)
  • محضر سماع (الأربعون في فضائل الأعمال) على مؤلفها فضيلة الشيخ محمد بن لطفي الصباغ(مقالة - موقع د. محمد بن لطفي الصباغ)
  • من فضائل النبي: سرور الفرس بركوب النبي وخضوع البراق له(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من فضائل عشر ذي الحجة وفضل العمل الصالح فيها(مقالة - ملفات خاصة)
  • من فضائل النبي: منزلة الفضيلة ومعجزة القرآن الكريم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • 45 فضيلة من فضائل أذكار الصلاة(كتاب - آفاق الشريعة)
  • 30 فضيلة من فضائل أذكار الصباح والمساء(كتاب - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب