• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    علامات الساعة (1)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    تفسير: (يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    تحية الإسلام الخالدة
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    الشباب والإصابات الروحية
    د. عبدالله بن يوسف الأحمد
  •  
    من فضائل الصدقة (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / محمد صلى الله عليه وسلم / وصف النبي
علامة باركود

زهد النبي صلى الله عليه وسلم

زهد النبي صلى الله عليه وسلم
د. خالد بن محمد الشهري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 10/4/2016 ميلادي - 2/7/1437 هجري

الزيارات: 52416

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

زهد النبي صلى الله عليه وسلم


ذكرنا فيما سبق فضل المال الصالح للعبد الصالح وضوابط الاستمتاع به وطرق كسبه وإنفاقه ولا بد لنا من التذكير بمنهج النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المال وزهده فيه، إذ لم يكن زهده صلى الله عليه وسلم عن عدم مقدرة على الغنى والكسب لكنه أراد أن تتأسى به أمته في الصبر على شظف العيش وتحمل اللأواء والإعراض عن الدنيا وزهرتها والإقبال على الآخرة، فإذا نظر الناس إلى سيرته صلى الله عليه وسلم وحياته ورأوا زهده وقناعته من الدنيا باليسير زادهم ذلك حرصاً على الزهد في الدنيا إتباعاً له واقتداءً بسنته محبة له صلوات ربي وسلامه عليه وامتثالا لأمر العزيز الجليل بإتباع سنته وغلق جميع الأبواب الموصلة إليه إلا بابه عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم قال تعالى: (قل إن كنتم تُحبون الله فاتبعوني يحببكم الله)؛ فكلما كان العبد أشدّ إتباعاً واقتداءً وتشبهاً بالنبي صلى الله عليه وسلم كان أقرب من رحمة ربه وأرجى لجنته وثوابه وكل عامل بحسب عمله، وخيرُ حياة يُمكن للمرء أن يحياها ما كان أقرب إلى التأسي به صلى الله عليه وسلم وفيما يلي نماذج من عيشه صلى الله عليه وسلم وصور من زهده بأبي هو وأمي ليقتدي بها العبد المسلم الموفق:

• عن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: (ألستم في طعام وشراب ما شئتم؟ لقد رأيت نبيكم صلى الله عليه وسلم وما يجد من الدقل ما يملأ بطنه) رواه مسلم والترمذي. والدقل: هو التمر الرديء.

 

• عن عائشة رضي الله عنها قالت: أرسل إلينا آل أبي بكر رضي الله عنه بقائمة شاة ليلاً فأمسكت وقطع النبي صلى الله عليه وسلم. قال فيقول الذي تحدثه هذا على غير مصباح. رواه أحمد وصححه الألباني.

 

• وعن عروة عن عائشة رضي الله عنه أنها كانت تقول: والله يا ابن أختي إن كنا لننظر إلى الهلال ثم الهلال ثم الهلال ثلاثة أهلة في شهرين، وما أوقد في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار. قلت: يا خالة فما كان يعيشكم: قالت: الأسودان التمر والماء. رواه الشيخان.

 

• وعن سهل بن سعد رضي الله عنه قال: (ما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم النقي. من حيث ابتعثه الله حتى قبضه الله، وما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم منخلاً من حيث ابتعثه الله حتى قبضه، فقيل: كيف كنتم تأكلون الشعير غير منخول؟ قال: كنا نطحنه وننفخه فيطير ما طار وما بقي ثريناه) رواه البخاري. النقي: الدقيق الجيد. ثريناه: جعلناه صالحاً للطعام.

 

• وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: نام رسول الله صلى الله عليه وسلم على حصير، فقام وقد أثَّر في جنبه، قلنا: يا رسول الله لو اتخذنا لك وطاءً، فقال: (مالي وللدنيا ما أنا في الدنيا إلا كراكب استظل تحت شجرة، ثم راح وتركها) رواه الترمذي وابن ماجه وصححه الألباني.

 

• وعن عمرو بن الحارث رضي الله عنه قال: (ما ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته درهماً ولا ديناراً ولا عبداً ولا أمةً ولا شيئاً، إلا بغلته البيضاء التي كان يركبها، وسلاحه وأرضاً جعلها لابن السبيل صدقة) رواه البخاري.

 

• وعن علي بن رباح قال سمعت عمرو بن العاص رضي الله عنه يقول: (لقد أصبحتم وأمسيتم ترغبون فيما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزهد فيه، أصبحتم ترغبون في الدنيا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يزهد فيها، والله ما أتت على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلةٌ من دهره إلا كان الذي عليه أكثر من الذي له) قال فقال بعض أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قد رأينا رسول الله صلى الله عليه وسلم يستلف) رواه أحمد وصححه الألباني.

 

وزهد النبي صلى الله عليه وسلم في الدنيا زهد اختياري[1]وليس فقراً كما قد يظنه بعض الناس إذ يظن بعضهم أنه فقر وأنه صبر عليه والصحيح أنه صلى الله عليه وسلم زهد في الدنيا اختياراً منه وإيثارا لما عند الله عز وجل وادخاراً لثوابه ولتتأسى به أمته صلى الله عليه وسلم وقد جاء في الحديث عن أبي هريرة قال: (جلس جبريل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى السماء، فإذا ملك ينزل، فقال له جبريل: هذا الملكُ ما نزل منذ خُلق قبل هذه الساعة، فلما نزل قال: يا محمد! أرسلني إليك ربك، أملكاً أجعلك، أم عبداً رسولاً؟ قال له جبريل: تواضع لربك يا محمد! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا بل عبداً رسولاً) رواه ابن حبان وصححه الألباني.

 

• وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: استأذنت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخلت عليه في مَشرُبَةٍ، وإنه لمضطجع على خصفةٍ إن بعضه لعلى التراب، وتحت رأسه وسادة محشوة ليفاً، وإن فوق رأسه لإهاباً عطناً، وفي ناحية المشربة قرظ، فسلمت عليه فجلست فقلت: أنت نبي الله وصفوته، وكسرى وقيصر على سرر الذهب وفرش الديباج والحرير! فقال: (أولئك عُجلت لهم طيباتهم وهي وشيكة الانقطاع، وإنا قوم أخّرت لنا طيباتنا في آخرتنا) رواه ابن حبان والحاكم وحسنه الألباني. عطناً: أي منتناً، و القرظ: شجر يُدْبَغُ به وقيل: هو ورَقُ السَّلَم يُدْبَغُ به الأَدَمُ.

 

• وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (اللهم اجعل رزق آل محمدٍ كفافاً) متفق عليه.

 

• وعن عائشة رضي الله عنها قالت: دخلت عليَّ امرأة من الأنصار، فرأت فراش رسول الله صلى الله عليه وسلم قطيفة مثنية، فبعثت إليَّ بفراش حشوهُ الصوفُ، فدخل عليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: (ما هذا يا عائشة؟!) قالت: قلت: يا رسول الله: فلانةُ الأنصارية دخلت فرأت فراشك، فذهبت فبعثت إليَّ بهذا، فقال: (رُديه يا عائشة فوالله لو شئت لأجرى الله معي جبال الذهب والفضة) رواه البيهقي وحسنه الألباني.

 

فهذه الأحاديث تبين لنا أنه صلى الله عليه وسلم اختار الكفاف في العيش مع غناه صلى الله عليه وسلم وأنه لو شاء لآتاه الله الملك ولأجرى معه جبال وخزائن الأموال من ذهب وفضة وما شاء من فضل الله عليه، ولكنه اختار الزهد في الدنيا ليزداد رفعة في الآخرة، وقد كانت تتوفر عنده الأموال العظيمة وخاصة بعد الفتوحات التي فتحت عليه، فلم يكن يمسك منها شيئاً بل كان ينفقها منذ أن تقع في يده ولقد جاء في سيرته صلى الله عليه وسلم أعاجيب القصص في الكرم والإنفاق وكان أجود الناس و كان ينفق الأموال العظيمة ولا يدخر منها شيئاً، وقد كان يُربي أصحابه على الزهد في الدنيا ويعلمهم الصبر على اللأواء والشدة فعن فضالة بن عبيد رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا صلى بالناس يَخرُّ رجالٌ من قامتهم في الصلاة من الخصاصة، وهم أصحاب الصُفَّةِ، حتى يقول الأعراب هؤلاء مجانين، فإذا صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف إليهم فقال: (لو تعلمون ما لكم عند الله لأحببتم أن تزدادوا فاقةً وحاجةً) رواه الترمذي وابن حبان وصححه الألباني. الخصاصة: الفاقة والجوع.

 

وهؤلاء الصحابة ممن أصابتهم الفاقة، لم يسألوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يفرج عنهم ولم يطلبوا منه أن يدعو لهم بالتوسعة في الدنيا وذلك لما علمهم أن الخير لهم فيما هم فيه، ولمّا رأوه صلى الله عليه وسلم لم يتوسع في الدنيا ورفض الغنى والملك حينما عُرض عليه علموا أن الخير كل الخير لهم أن يتأسوا به في الزهد في الدنيا ولم يردّهم فقرهم وجوعهم عن دينهم ولو رجعوا لوجدوا في بلادهم ما يغنيهم عن هذا الجوع ولكنهم لما خالط الإيمان بشاشة قلوبهم لم يعودوا ليهتموا بالجوع والفاقة في مقابل ما يلقونه من الإيمان مع نبيهم صلى الله عليه وسلم ولذة العيش في كنفه.

 

وقد تعلم سائر الصحابة هذا الخلق من نبيهم صلى الله عليه وسلم حتى إنهم لمَّا فتحت عليهم الدنيا لم يتوسعوا في العيش وإنما حافظوا على سنة النبي صلى الله عليه وسلم وزهده فربما رأيت أحدهم يملك الأموال الطائلة وينفقها في وجوه البرّ والخير ولا يوسع بها على نفسه مع أنه ربما وسّع على الناس، يقول أنس رضي الله عنه: (رأيت عمر وهو يومئذٍ أمير المؤمنين وقد رقع بين كتفيه برقاع ثلاثٍ، لبد بعضها على بعض) رواه مالك وصححه الألباني موقوفاً.

 

وعن عبدالله بن شداد بن الهاد قال: (رأيت عثمان بن عفان يوم الجمعة على المنبر عليه إزارٌ عدني غليظ، ثمنه أربعة دراهم أو خمسة، وريطة كوفية ممشقةٌ، ضرب اللحم، طويل اللحية، حسن الوجه) رواه الطبراني وصححه الألباني.

 

فلولا أن الصحابة كانوا يرون أن الزهد من سنة النبي صلى الله عليه وسلم لما زهد عمر بن الخطاب وهو خليفة عنده أموال المشرق والمغرب ولما كان لباس عثمان غليظاً وهو أمير للمؤمنين وهو قبل ذلك من أثرياء العالم وربما أنفق الأموال الطائلة في اليوم الواحد على المسلمين.

 

وبكى[2]بعض الصحابة عند موته فلما سألوه قال عهد إلينا النبي صلى الله عليه وسلم (ليكفي المرء منكم كزاد الراكب).

 

وعن قيس قال: أتيت خباباً وهو يبني حائطاً له فقال: (إن أصحابنا الذين مضوا لم تنقصهم الدنيا شيئاً، وإنا أصبنا من بعدهم شيئاً لا نجد له موضعاً إلا في التراب) رواه البخاري.

 

وفي البخاري أيضاً أن عبدالرحمن بن عوف أُتى بطعام وكان صائماً فقال: (قتل مصعب بن عمير وهو خير مني، كفن في بردة إن غُطي رأسه بدت رجلاه، وإن غطي رجلاه بدا رأسه. وأُراه قال: وقتل حمزة وهو خير مني. ثم بُسط لنا من الدنيا ما بسط أو قال: أعطينا من الدنيا ما أعطينا وقد خشينا أن تكون حسناتنا عجلت لنا، ثم جعل يبكي حتى ترك الطعام).

 

فما تُراه عسى أن يكون طعامه رضي الله عنه لعله خبز الشعير مع تمرات وماء رضي الله عنه[3]، و كان يتصدق بالأموال الكثيرة على الصحابة ويخص أمهات المؤمنين بالشيء الكثير من الهدية بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، ومع ذلك كان يخشى أن يكون هذا المال الذي أنفقه في البرّ وفي الطاعة قد نقص حظه في الآخرة وبعض التجار اليوم إذا أنفق دراهم معدودة في السنة ظنَّ أنه أخذ صكاً بالجنة.

 

لهذا كله أصبح الزهد شعاراً[4]للصالحين اقتداءً بالنبي صلى الله عليه وسلم وصحابته الكرام، كما أن التقلل من الدنيا مما أوصى به النبي صلى الله عليه وسلم أمته كما سبق في الأحاديث التي مرت في ذمّ الدنيا والتوسع فيها وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يوصي أصحابه بالزهد كما جاء في حديث سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله دّلني على عملٍ إذا عملته أحبني الله، وأحبني الناس؟ فقال: (ازهد في الدنيا يحبك الله، وازهد فيما في أيدي الناس يحبك الناس) رواه ابن حبان وحسنه النووي والألباني.

 

يقول ابن رجب الحنبلي في شرح هذا الحديث: [فهذا الحديث (ازهد في الدنيا يحبك الله) يدل على أن الله يحب الزاهدين في الدنيا، قال بعض السلف: قال الحواريون لعيسى عليه السلام: يا روح الله، علمنا عملاً واحداً يحبنا الله عز وجل عليه، قال: أبغضوا الدنيا يحبكم الله عز وجل.

 

وقد ذمَّ الله تعالى من يحب الدنيا ويؤثرها على الآخرة، كما قال تعالى ﴿ كَلَّا بَلْ تُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ * وَتَذَرُونَ الْآخِرَةَ ﴾ [القيامة: 20، 21].

وقال: ﴿ وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا ﴾ [الفجر: 20].

وقال: ﴿ وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ ﴾ [العاديات: 8].


والمراد حب المال، فإذا ذمَّ من أحب الدنيا دل على مدح من لا يحبها، بل يرفضها ويتركها.

 

وفي المسند وصحيح ابن حبان عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من أحب دُنياه أضرَّ بآخرته، ومن أحبَّ آخرته أضرَّ بدُنياه فآثروا ما يبقى على ما يفنى).

 

وفي المسند وسنن ابن ماجه عن زيد بن ثابت، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من كانت الدنيا همه، فرق الله عليه أمره، وجعل فقره بين عينيه، ولم يأته من الدنيا إلا ما كتب له، ومن كانت الآخرة نيته، جمع الله له أمره، وجعل غناه في قلبه وأتته الدنيا وهي راغمة).

 

ومن كلام جندب بن عبدالله الصحابي: (حب الدنيا رأس كل خطيئة).

 

قال الحسن: من أحب الدنيا وسرته، خرج حُب الآخرة من قلبه.

 

وقال عون بن عبدالله: الدنيا والآخرة في القلب ككفّتي الميزان بقدر ما ترجح إحداهما تخفُّ الأخرى.

 

وقال وهب: إنما الدنيا والآخرة كرجل له امرأتان: إن أرضى إحداهما أسخط الأخرى.

 

وبكل حال، فالزهد في الدنيا شعار أنبياء الله وأوليائه وأحبائه، قال عمرو بن العاص: ما أبعد هديكم من هدي نبيكم صلى الله عليه وسلم إنه كان أزهد الناس في الدنيا وأنتم أرغب الناس فيها، خرجه الإمام أحمد.

 

وقال ابن مسعود لأصحابه: أنتم أكثر صوماً وصلاة وجهاداً من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وهم كانوا خيراً منكم، قالوا: وكيف ذلك؟ قال: كانوا أزهد منكم في الدنيا وأرغب منكم في الآخرة.

 

وقال أبو الدرداء: لئن حلفتم لي على رجل أنه أزهدكم، لأحلفن لكم أنه خيركم. [5]



[1] جاء في معجم المناهي اللفظية للعلامة بكر أبوزيد عند لفظ فقير النقل التالي: (...لم يكن صلى الله عليه وسلم فقيرًا من المال قط، ولا حاله حال فقير، بل كان أغنى الناس، فقد كفي أمر دنياه في نفسه وعياله...) من جملة كلام للسبكي فراجعه فإنه مهم.

[2] ورد هذا عن أبي هاشم بن عتبة وعن سلمان الفارسي رضي الله عنهما. راجع صحيح الترغيب للألباني.

[3] جاء في بعض السير أن عبدالرحمن بن عوف كان له ألف مملوك فإذا جاءه أحد لا يعرفه من بينهم لأنه يُلبسهم مما يلبس.

[4] قال عمر بن الخطاب في كتاب لأبي موسى الأشعري: ( وقد بلغ أمير المؤمنين أنه فشا لك ولأهل بيتك هيئة في لباسك ومطعمك ومركبك ليس للمسلمين مثلها فإياك يا عبدالله أن تكون بمنزلة البهيمة التي مرت بوادٍ خصبٍ فلم يكن لها همّةٌ إلا السمن وإنما حتفها في السمن) البيان والتبيين، ج2، ص 375.

[5] جامع العلوم والحكم لابن رجب ( شرح الحديث 31 ).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الزهد طريق المرسلين
  • من الشمائل والصفات المحمدية .. الزهد
  • زهد النبي صلى الله عليه وسلم (قصة للأطفال)
  • زهد النبي صلى الله عليه وسلم وصفة حوضه
  • زهد النبي صلى الله عليه وسلم وتقلله من الدنيا

مختارات من الشبكة

  • وصايا النبي صلى الله عليه وسلم في الزهد(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الزهد في بيت النبي صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • زهد النبي (صلى الله عليه وسلم)(مقالة - ملفات خاصة)
  • من فضائل النبي: أكرم الله جبريل بأن رآه النبي صلى الله عليه وسلم في صورته الحقيقية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من فضائل النبي: استأذن ملك القطر ربه ليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • درر مختصرة من أقوال السلف رحمهم الله (7)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من فضائل النبي: زهده في الدنيا(مقالة - آفاق الشريعة)
  • زهد النبي(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • بركات الصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام وقوله تعالى: ( إن الله وملائكته يصلون على النبي ) الآية(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • من فضائل النبي: سرور الفرس بركوب النبي وخضوع البراق له(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب