خواطر حول العلم والكتابة والمطالعة

"ألَمْ يَحدث معك مرَّة أن شعرتَ وأنت تَكتب دون رغبة أنَّ القلم يتثاءب؟"


***القلم يتثاءب***

أسجل إعجابي بهذه الصورة البيانية الساحرة الآسرة

وصليتَ معي منذ سنوات في مسجد الكرمة ببومرداس ـ لو تذكر ـ وكانت خطبة محشوة بنوادر التصحيف، حتى ذكر الإمام حديثا ثم عقب قائلا:


رواه ابن حجر والفتح وهما عالمان..

أمطرتنا أستاذي بسيل من النوادر الطريفة..


ولكنّ القصص كلها من الكتب، كأنّك لم تشهد مشهدا من ذلك؟

أمّا أنا فقد سألني أحدم في المكتبة: ما معنى كلمة "مَنَاقِطْ"

فنظرتُ في الكتاب فإذا هي: مِنَّا قَطُّ.

قرأ بعضهم قول الفقهاء عن صفة القبر ، وأنه يستحب أن يسوىَّ اللَّبِنُ تحته ، فلما حضر دفن أحد الموتى ، أحضر معه قدر لبنٍ وأراقه في القبر ، فلما قيل له في هذا ، قال :

لقد قرأت هذا في الكتاب ، وأنه يندب أن يسوى الَلَّبَنُ في القبر قبل الدفن ... وليبرهن على صدق كلامه ، أحضر الكتاب ، فكان البرهان على سوء فهمه .

ةقد ذكر بعضهم ؛أن رجلاً كان في المسجد يقرأ ويشرح للناس في أحد كتب الحديث

وجاء إلى حديث (المؤمن كيِّسٌ فَطِن ) فالتبس عليه الأمر أثناء القراءة فقرأه

(المؤمن كِيسُ قُطْن) وعلى هذا استرسل في الشرح بما يتلاءم مع صفات كيس القُطن.

وقد قرأت لبعضهم مايلي :


وِمن طَريفِ ما ذُكر في التصحيفِ في لفظِ الحديثِ أو معناه ما أَوردَه العلَّامة السَّخاويُّ رحمه الله تعالى في كتابِه ( فَتحُ المغيثِ بشَرحِ ألفيَّـة الحديثِ للعراقي : 3/467 ) قالَ :
( و ) قد ( صحَّف المعنى ) فقطْ بعضُ شيوخ الخطَّابيِّ في الحديث فيما حكاه عنه ، وأنَّـه لما رَوى حديثَ النهي عن التَّحليق يومَ الجمعةِ قبلَ الصَّلاةِ قالَ : " مُنذُ أربعينَ سنة ما حلقتُ رأسي قبلَ الصلاةِ . " فهمَ منه حلقَ الرؤوس ، وإنمَّا هو تحلِيقُ الناس حِـلَـقًا .

كان أحدهم يذهب إلى المكتبة ليطالع فيها ، وفي أحد الايام بحث عن ترجمة أحد الرواة بحثًا طويلآ فلم يجد شيئاحتى أعياه البحث لدرجة أنه أصبح ثائرًا، وكان يوجد وقتها أحد المشايخ المتخصصين في علم الحديث، فسأله الشيخ عما يبحث عنه لعله يستطيع مساعدته، فقال له :
(( طول اليوم أبحث عن راو تكرر اسمه كثيرًا في الأسانيد، ومع ذلك لم أجد من ترجمه )) ، فقال له الشيخ:
((وما اسم هذا الراوي؟))، فقال الطالب:

(( اسمه ثنا )).

وكان أحدهم يقرأ حديثًا وهو أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلم عن يمينه وعن شماله - أي في الصلاة - حتى يرى بياض خده.
وكان يقرأ ( يرى ) بفتح الياء، فلما صلى أراد أن يتبع السنة فشق عليه ذلك حتى كادت عينه أن تصاب بالحول.!!

يقول صاحبها :


يَظُنُّ الْغُمْرَ أَنَّ الْكُتْبَ تَهْدِي** أَخَا فَهْمٍ لإدراكِ الْعُلُومِ
وَمَا يَدْرِي الْجَهُولُ بأنَّ فِيْها **غوامضَ حَيَّرَتْ عَقْل الْفَهِيْمِ
إذَا رُمْتَ الْعُلْومَ بِغَيْرِ شَيْخٍ ** ضَلَلْتَ عَنِ الْصِّراطِ الْمُسْتَقِيْمِ
وَتَلْتَبِسُ الأمورُ عَلَيْكَ حَتَّى ** تَكونَ أَضَّلَ مِنْ تُوْمَا الْحَكِيْمِ

شبهت مرورك أستاذي رياض بطريقة الرشّ المحوري التي يستعملها الزراع في السقي..

أظنّك فهمتَ أنّك زارك أفكار نصّوصي..

وأنك تتعهدها بالسقي..


أمّا الماءُ فتعليقاتك الراقية.