فتاة مسيحية اعتنقت الإسلام (قصة مترجمة)

فتاة مسيحية اعتنقت الإسلام (قصة مترجمة)

ما الذي يدفع قلبًا نبت في ظلال الصُّلبان، وتغذى على ترانيم الكنائس، أن يهتف: لا إله إلا الله؟ كيف تُخترق جدران العقيدة الموروثة، لتفتح نوافذ الروح على نور جديد، يُبدِّد ضباب العقائد المحرَّفة؟ لم تكن هذه قصة امرأة قرأت كتابًا فتأثرت، بل قصة قلب صرخ بالحقيقة بعد طول صمتٍ، وعقل رفض أن يُغمض عينيه حين أبصر النور في كلام الله المنزل، إنها رحلة عقلٍ باحث، وقلب خاشع، ونفس تاقت إلى الحق كما يتوق العطشان إلى الماء الزُّلال، رحلة فتاة مسيحية لم يكن يخطر ببالها أن آيةً واحدة من كتاب ما كانت تؤمن به، ستقلب كيانها رأسًا على عقب، وتعيد صياغة وجودها من جديد، والآن إلى القصة المترجمة وعنوانها الأصلي: (Christian girl converted to Islam[1]):

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

بسم الله الرحمن الرحيم

لماذا تُقبل فتاة مسيحية على الإسلام؟

ما الذي جعلها تختار هذا الطريق، وتترك الطريق الذي اتبعته عائلتها لسنوات عديدة؟

أود أن أشارككم قصتي اليوم على موقعكم على الإنترنت:

لقد نشأت في عائلة مسيحية بروتستانتية محبة للمسيحية، ولم أكن أعرف طريقًا آخر غير أن أعيش حياتي كمسيحية بروتستانتية.

كنت أذهب إلى الكنيسة كل يوم أحَد، وفي طفولتي كنت أصلي أيضًا قبل النوم، كنت أحضر دروس الأحد في الكنيسة، كنت أعتقد أن عيسى عليه السلام هو الله وكل الأديان الأخرى مزيفة، كبرت على هذا النحو، كنت أعبد المسيح حتى سن السادسة عشرة من عمري.

وفي سن السابعة عشرة التحقت بالكلية من أجل التخرج، وشيئًا فشيئًا فقدت الاهتمام بالصلاة والذهاب إلى الكنيسة وقراءة الكتاب المقدس وما إلى ذلك، وبعد بضع سنوات أكملت تخرجي وكنت أنتظر حفل تخرجي.

شاركني أحد أصدقائي مقطع فيديو لذاكر نايك ظهر على شاشة هاتفي المحمول، وكان عنوان الفيديو: "سيدة مسيحية تقبل الإسلام".

بدأت في مشاهدة هذا الفيديو الذي استغرق 30 دقيقة وأنا أشعر بالإحباط والكراهية، في ذلك الفيديو، قال الدكتور ذاكر نايك: إن المسيح ليس إلهًا بل رسولًا من عند الله، وذكر العديد من المراجع من الكتاب المقدس، ركضت إلى رفِّي، والتقطت الكتاب المقدس وبدأت في البحث في تلك المراجع.

كان ما قاله صحيحًا، كنت مفتونةً وفي هذه المرحلة من حياتي كان لديَّ اهتمام كبير بمعرفة المزيد عن الإسلام، فاشتريت مصحفًا من صديقي، لم أكن أعلم أن اللغة العربية تبدأ من الجانب الأيمن فكنت أظن أن الصفحة الأخيرة من المصحف هي الصفحة الأولى، فتحت الجزء الأخير من مصحفي، وقرأت سورة الإخلاص؛ حيث يقول الله سبحانه وتعالى عن نفسه: ﴿ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ * اللَّهُ الصَّمَدُ * لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ * وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ﴾ [الإخلاص: 1 - 4].

لقد غيَّرت هذه السورة حياتي كلها، الآية الأولى جعلتني أفكر "نعم، الإله واحد"، فكيف يكون الإله ثلاثة؟ لن يكون هناك آلهة متعددة.

الإقرار بأن الله سبحانه وتعالى إله وأن عيسى عليه السلام نبي مرسل:

﴿ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ﴾ [الإخلاص: 3]، هذه الآية هزتني كثيرًا، كيف يمكن أن يتخذ الله ولدًا في الأرض؟ كيف يمكن للخالق أن يصبح مخلوقًا؟ سبحان الله! كنت أظن أنني أرتكب خطأ فادحًا بإهمالي لخالقي وعبادتي لمن بعثه الله رسولًا، ولكن لا يزال قلبي يعتصر ألمًا في كل مرة أرى فيها الكفار، أشعر بأنني أريد أن أقوم بدعوتهم، لديَّ اهتمام كبير بدعوة أصدقائي المقربين وأهلي.

المسيحية والإسلام:

في الواقع من السهل على المسيحيين أن يفهموا الإسلام، ولكنهم لا يلتفتون إلى فهم أو معرفة ما في القرآن، فهم ببساطة يؤمنون بكل ما قاله أسلافهم، وأنا قبِلت دين الإسلام؛ لأن الإسلام هو الدين الوحيد على وجه الأرض الذي يركز على الإيمان بمفهوم الإله الواحد الأحد، والتمسك بذلك الإيمان؛ فمفهوم الإله الواحد في الإسلام واضح جدًّا، وأساسه كله قائم على التوحيد.

يعتقد المسيحيون أن المسيح هو الله، ولكن المسيح نفسه كان له إله أعلى منه، في الإسلام، ليس لله أب ولا ابن ولا أحد أسمى منه.

في الوصايا العشر في الكتاب المقدس، ذُكر أن الله واحد فقط، وعلينا أن نعبده وحده، ولكننا لا نتبع هذه الأوامر، بينما لم أجد هذا المفهوم شديدَ الوضوح إلا في القرآن.

إن مفهوم كون عيسى نبيًّا واضح ومنطقي جدًّا؛ حيث ذُكر عدة مرات في الكتاب المقدس أنه كان نبيًّا من عند الله، يُقدِّم القرآن الكريم دليلًا واضحًا على أن عيسى لم يكن إلهًا ولا ابنًا لله، بل كان نبيًّا ورسولًا من الله.

لقد كانت صدمة بالنسبة لي أن أعرف أن يسوع لم يُذكر في الكتاب المقدس أنه الله، جعلني هذا الأمر أشكك في إيماني بأن يسوع هو الله، فبدأت أقرأ عنه حتى وصلت إلى أنه ليس الله.

وبينما كنت أدرس الإيمان، فُوجئت بأن الكثير من تعاليمه تتوافق معي، سُررت عندما وجدت أن الإسلام يعلِّم أتباعه أن يكرموا جميع الأنبياء، من موسى إلى عيسى إلى محمد، وكلهم علَّموا البشرية أن يعبدوا إلهًا واحدًا، وأن يكون سلوكهم ذا هدف أسمى.

قصة حجابي:

لقد واجهت الكثير من الكراهية والتعليقات السلبية عليه، ولكن لأنني لست هنا لإرضاء أي مخلوق فأنا هنا لإرضاء ربي، أنا فخورة بارتدائي النقاب، يمكنك أن تسميه وشاحًا، وشاحي لا يربط يدي خلف ظهري وليس أداة قمع، إنه لا يمنع الأفكار من الدخول إلى رأسي، والخروج من فمي.

الإسلام والعلم الحديث:

إن علوم القرآن ألهمتني كثيرًا للتفكر في مخلوقات الله تعالى، هناك العديد من الشواهد في القرآن عن العلم، لقد وجدت الكثير من الحقائق العلمية التي تم اكتشافها حديثًا باستخدام الأجهزة والتكنولوجيا الحديثة، ولكن كيف يمكن أن يقول القرآن ذلك قبل 1400 سنة؟ تخيل كيف يمكن لشخص لا يعرف القراءة والكتابة أن يقول هذه الأشياء عن العلم؟ لذلك قبِلت كون الإسلام هو دين الحق، الإسلام هو الصراط المستقيم.

لقد قرأت تقريبًا كل الحقائق العلمية التي جعلتني عاجزةً عن الكلام، في هذه المرحلة من حياتي قررت أن أكون مسلمة، وذهبت إلى الكلية الإسلامية في اليوم التالي، ونطقت الشهادتين (كلمة التوحيد)، والشعور الذي انتابني عندما نطقت تلك الكلمات، سبحان الله! لم أستطع أن أعبر عن شعوري وأنا أنطق الشهادتين: أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله.

بعد قولي هذا عانقني جميع الحاضرين هناك بالكثير من الحب والسعادة، وقالوا لي: أنتِ مثل المولود الجديد، غُفرت ذنوبكِ السابقة، كنت سعيدةً جدًّا لكوني مسلمة جديدة.

بعد اعتناقي للإسلام، درست وتعلمت المزيد عن الأديان الأخرى، خاصة المسيحية، والهندوسية، واليهودية؛ وذلك للقيام بالدعوة.

كمسيحية تعلمت أن آخذ كل ما يُقال لي على أنه الحقيقة، لم يتم تشجيعي على التحقيق والبحث عن الحقيقة، في الإسلام قيل لنا أن نتأكد من أن ما يخبرنا به شخص ما حتى لو كان إمامًا فيما يتعلق بديننا أنه شيء صحيح، لقد تم تشجيعنا على أن نقرأه بأنفسنا إما في القرآن أو في الحديث الشريف، ولا يجوز لنا أن نقبل كلام غيرنا قبولًا أعمى وإلا ارتكبنا بدعة.

إن تغيير ديننا ليس بالأمر الهين، كوني فتاة أواجه الكثير من العواقب كل يوم، ولكنني ما زلت أتذكر دائمًا هذه الآيتين: ﴿ فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا ﴾ [الشرح: 5، 6].

لديَّ توكل قويٌّ على الله بأنه سيجعل كفاحي وصعوبتي في يوم من الأيام أهونَ بكثير إن شاء الله.

أنا سعيدة أن الله سبحانه وتعالى قد هداني إلى الصراط المستقيم الذي اختاره له، فالحمد لله.

زايرة