• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: فما عذرهم
    أحمد بن علوان السهيمي
  •  
    خطبة: وسائل السلامة في الحج وسبل الوقاية من ...
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    العشر من ذي الحجة وآفاق الروح (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    فضائل الأيام العشر (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    أفضل أيام الدنيا (خطبة)
    د. محمد بن مجدوع الشهري
  •  
    أحكام عشر ذي الحجة (خطبة)
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    أحكام عشر ذي الحجة
    د. فهد بن ابراهيم الجمعة
  •  
    أدلة الأحكام المتفق عليها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    الأنثى كالذكر في الأحكام الشرعية
    الشيخ أحمد الزومان
  •  
    الإنفاق في سبيل الله من صفات المتقين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    النهي عن أكل ما نسي المسلم تذكيته
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    الحج: آداب وأخلاق (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    يصلح القصد في أصل الحكم وليس في وصفه أو نتيجته
    ياسر جابر الجمال
  •  
    المرأة في القرآن (1)
    قاسم عاشور
  •  
    ملخص من شرح كتاب الحج (11)
    يحيى بن إبراهيم الشيخي
  •  
    الإنصاف من صفات الكرام ذوي الذمم والهمم
    د. ضياء الدين عبدالله الصالح
شبكة الألوكة / ثقافة ومعرفة / التاريخ والتراجم / سير وتراجم / سير وتراجم وأعلام
علامة باركود

الأديبات اللاتي ترجم لهن ياقوت الحموي في (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب) المسمى (معجم الأدباء)

بهجت الرشيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 1/2/2016 ميلادي - 21/4/1437 هجري

الزيارات: 7795

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الأديبات اللاتي ترجم لهن ياقوت الحموي

في (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب)

المسمى (معجم الأدباء)


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا وحبيبنا محمد سيد المرسلين، الذي بعَثه الله تعالى بنهْجٍ قوَّمَ به الملَّة العَوجاء، وفتح به أعينًا عُميًا، وآذانًا صمًّا، وقلوبًا غلفًا، وعلى آله الأطهار، وصحبه الأبرار، ومَن تبعَهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

أما بعد، فقد كنتُ أتنزَّه في رياض الموسوعة العملاقة (إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب) والمعروف بـ (معجم الأدباء)، للأديب ياقوت الحموي رحمه الله تعالى، وأتنقل بين أزاهيرها النَّضِرة، أستظلُّ بواحتها الوارفة، وأمتِّع ناظريَّ بحدائقها الغناء، وبساتينها الفيحاء، وأتلذَّذ بثمارها اليانعة، فإذا ببارقة تومض في ذهني، وتلوح في خاطري، سرعان ما حوَّلتُها إلى عمل، وهو أن أتتبع تراجم النساء اللاتي ذكرهنَّ ياقوت الحموي في كتابه، وأجمعها في مكان واحد.

 

وبعدما تفحَّصتُ الكتاب رأيتُ أنهنَّ ستُّ نساء لا سابع لهن، فعمدت إلى تراجمهن وأخبارهن، ولكني لم أكتف بما في الكتاب وحده، بل ذهبتُ أستقصي أخبارهنَّ في كتب الأدب والتاريخ الأُخَر، فأضفتُ ورتَّبت، وبيَّنت بعض الألفاظ التي رأيتُ أنها تحتاج إلى بيان.

 

وقد اعتمدتُ نسخة (دار الغرب الإسلامي في بيروت، سنة 1414 هـ) بتحقيق الأستاذ الدكتور إحسان عباس رحمه الله تعالى، وذكرت في آخر البحث أسماء الكتب التي رجعت إليها في هذا الاستقصاء.

 

أولًا: حفصة بنت الحاج الركوني:

شاعرة أديبة من أشراف غرناطة، مشهورة بالحسَب والأدب والجمال والمال، جيِّدة البديهة، رقيقة الشِّعر والنثر.

 

أستاذة ولِيَتْ تعليم النساء في دار المنصور، حفيد أمير المؤمنين عبدالمؤمن بن علي، سألها يومًا أن تُنشده فقالت ارتجالًا:

يا سيد الناس يا من
يؤمِّل الناسُ رفدَه
امنن عليَّ بطرْسٍ
يكون في الدهر عدَّه[1]
تخط يمناك فيه
"الحمد لله وحده

 

تشير بقولها "الحمد لله وحده" إلى شعار دولة الموحِّدين والعلامة السلطانية؛ إذ إن السلطان كان يكتب بيده في رأس المنشور بخط غليظ "الحمد لله وحده"، فمنَّ عليها وكتب لها بيده ما طلبت.

 

وتولَّع بها عثمان ابن أمير المؤمنين عبدالمؤمن المذكور وتغيَّر بسببها على أبي جعفر أحمد بن عبدالملك بن سعيد العنسي، وكان عاشقًا لها متَّصلًا بها يتبادلان رسائل الغرام ويَتجاوَبان تَجاوب الحمَام، وقد أدى عثمان بن عبدالمؤمن ولعه بها إلى قتل أبي جعفر.

 

ومما كتبته حفصة إلى أبي جعفر:

رأستَ فما زال العِداة بظلمهم
وحقدِهم النامي يَقولون ما رأَسْ
وهل مُنكرٌ أن سادَ أهلَ زمانِه
جَموحٌ إلى العَليا نقيٌّ مِن الدنَسْ

 

وذاتَ يوم كان أبو جعفر في منزله وقد خلا ببعض أصحابه وجلسائه، فضرَب الباب فخرجت جاريته تنظر مَن بالباب، فوجدت امرأةً فقالت لها: ما تريدين؟ فقالت: ادفعي لسيِّدك هذه البطاقة، فإذا فيها:

زائر قد أتى بجِيدِ غزال
طامِعٌ مِن مُحبِّه بالوِصالِ
بلحاظٍ مِن سحر بابلَ صيغَتْ
ورضاب يفوق بنتَ الدَّوالي
يَفضح الوردَ ما حوى منه خدٌّ
وكذا الثَّغرُ فاضحٌ للآلي
أتراكم بإذنكُم مُسعِفِيهِ
أم لكم شاغلٌ مِن الأشغالِ

 

فما قرأ الرُّقعة قال: وربِّ الكعبة ما صاحب هذه الرقعَة إلا حفصة، فبادَرَ إلى الباب فلم يجدْها، فكتَب إليها:

أيُّ شغل عن المحبِّ يَعوقُ
يا صباحًا قد آنَ منه الشُّروقُ
صلْ وواصِلْ، فأنت أشهى إلينا
مِن لذيذ المُنى، فكم ذا نشوقُ؟!
لا وحبَّيك لا يَطيب صبوحٌ
غبت عنه ولا يَطيب غبوقُ
لا وذلِّ الجَفا وعزِّ التلاقي
واجتماع إليه عزَّ الطريقُ

 

وقالت:

أغارُ عليكَ مِن عيني وقلبي
ومنكَ ومن زمانكَ والمكانِ
ولو أني جعلتُكَ في عُيوني
إلى يوم القيامة ما كَفاني

 

ماتت حفصة بمراكش سنة ست وثمانين وخمسمائة (586 هـ).

ترجمتها في معجم الأدباء: (3 / 1182 - 1185).

 

ثانيًا: حمدة، ويقال (حمدونة) بنت زياد بن بقي:

الأديبة النَّبيلة، شاعِرة الأندلس، وخنساء المَغرب، إحدى المتأدِّبات المتصرِّفات المتغزِّلات المتعفِّفات، من أهل الجمال والمال والمعارف والصَّون، إلا أنَّ حُبَّ الأدب كان يحملها على مخالطة أهلِه، مع صيانةٍ مشهورة، ونزاهة موثوق بها.

 

وهي من قرية بادي من أعمال وادي آش، وكان أبوها زياد مؤدِّبًا.

 

روى عنها أبو القاسم بن البراق قال: أنشدتنا حمدة العوفية لنفسها وقد خرجت متنزهة بالرملة من نواحي وادي آش، فرأت ذات وجه وسيم أعجبها، فقالت:

أباحَ الدمعُ أَسراري بوادي
له في الحسن آثارٌ بَوادي
فمِن نَهر يطوفُ بكلِّ روضٍ
ومِن رَوض يرفُّ بكلِّ وادي
ومِن بين الظباء مهاة أنس
سبتْ لبِّي، وقد ملكتْ فؤادي
لها لحظٌ تُرقِّده لأمرٍ
وذاك الأمر يَمنعُني رُقادي
إذا سدلتْ ذوائبَها عليها
رأيتَ البدرَ في أفقِ السَّوادِ
كأنَّ الصبحَ مات له شقيق
فمِن حزن تسربَلَ بالسَّوادِ

 

ومن شِعرها أيضًا:

ولما أبى الواشون إلا فراقَنا
وما لهم عندي وعندك مِن ثارِ
وشنُّوا على أسماعِنا كل غارة
وقلَّ حُماتي عند ذاك وأنصاري
غزوتُهمُ مِن مقلتَيكَ وأدمُعي
ومِن نفَسي بالسَّيفِ والماء والنار

 

تُوفيت نحوًا من سنة (600) هجرية.

(ترجمتها في معجم الأدباء: (3 / 1211 - 1213)

 

ثالثًا: حميدة بنت النعمان بن بشير الأنصاري الخزرجي:

شاعرة ابنة شاعر، دمشقية، أصلها من المدينة، من جميلات نساء العرب، وأعلمهنَّ بفنون الأدب، وكانت في القرن الأول للهِجرة، رُبِّيت في حجْر أبيها مع أختيها: هند وعمرة، وكان أبوها واليًا على حمص، فنشأت هي على عزِّ النفس، وصارت لا يُرى لها من قرين يقوافها[2]، ومِن عزَّة نفسها تلك أنها كانت كلَّما تزوَّجت برجل ورأت فيه عيبًا تَهجوه بالشِّعر حتى خافت مِن لسانِها العرب.

 

تزوَّجت خالد بن المهاجر بن خالد بن الوليد بدمشق لما قدم على عبدالملك بن مروان، فهجته.

 

تقول:

 

نكحتُ المدينيَّ إذ جاءني
فيا لك مِن نكحة غاويةْ
كُهولُ دمشق وشُبانها
أحبُّ إلينا مِن الجاليةْ[3]
صنانٌ لهم كصِنان التُّيو
سِ أعيا على المسك والغاليه[4]

 

فقال يُجيبها:

أسنا ضوء نار ضمرة بالقف
رة أبصرتُ أم سنا ضوء برْقِ
قاطنات الحُجون أشهى إلى قل
بي مِن ساكنات دور دمشْقِ
يتضوَّعن لو تضمَّخن بالمس
ك صنانًا كأنه ريح مرْقِ

 

فطلَّقها، ثم تزوَّجت الحارث بن خالد المخزومي، ثم روح بن زنباع، ولها معهما مساجلات شعرية.

 

ومن تلك المساجلات: أن روح بن زنباع نظر إليها يومًا تنظر إلى قومه جذام وقد اجتمعوا عنده، فلامها فقالت: وهل أرى إلا جذامًا فوالله ما أُحبُّ الحلال منهم، فكيف بالحرام؟! وقالت تهجوه:

بكى الخزُّ مِن رُوحٍ وأنكَرَ جلدَه
وعجَّت عَجيجًا مِن جذام المَطارفِ
وقال العبا قد كنت حينًا لباسهم
وأكسية كرديَّة وقطائفُ

 

فقال روح يُجيبها:

فإن تبكِ منا تَبكِ ممَّن يُهينها ♦♦♦ وما صانها إلا اللئام المقارفُ

 

وقال لها:

أثني عليَّ بما علمتِ فإنَّني ♦♦♦ مُثنٍ عليكِ، لبئس حشو المنطقِ

 

فقالت:

أُثني عليك بأن باعك ضيِّق ♦♦♦ وبأنَّ أصلك في جذام ملصق

 

فقال روح:

أثني عليَّ بما علمتِ فإنني ♦♦♦ مُثنٍ عليك بنتن ريح الجَوربِ

 

ثم تزوَّجتْ بعدهما - أي: بعد الحارث بن خالد المخزومي ثم روح بن زنباع - فيض بن محمد بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي، فأحبَّته، وولدت له ابنة تزوجها الحجاج بن يوسف.

 

تُوفيَتْ بالشام في أواخر ولاية عبدالملك بن مروان، نحوًا من سنة (85) هجرية.

 

ترجمتها في معجم الأدباء: (3 / 1227 - 1228)

 

رابعًا: شهدة بنت أحمد بن أبي الفرج بن عمر الدينوري ثم البغدادي الأبري:

الكاتبة، فخر النساء ومُسنِدة العراق، ولدت بعد الثمانين وأربعمائة.

 

امرأة من أولاد المحدِّثين، متميزة فصيحة، حسَنة الخطِّ، تَكتب على طريقة الكاتبة بنت الأقرع، وما كان ببغداد في زمانها مَن يَكتُب مثل خطِّها.

 

وكانت ديِّنةً عابدةً صالحةً، ذات برٍّ وخير، سمَّعها أبوها الكثير من المشايخ، وعمرت حتى حدَّثت وأُخذ عنها الحديث، وكان لها السماع العالي، ألحقتْ فيه الأصاغر بالأكابر.

 

سمعت مِن: أبي الفوارس طراد الزينبي، وابن طلحة النعالي، وأبي الحسن بن أيوب، وأبي الخطاب بن البطر، وعبدالواحد بن علوان، وأحمد بن عبدالقادر اليوسفي، وثابت بن بندار، ومنصور بن حيد، وجعفر السراج، وعدة.

 

حدث عنها: ابن عساكر، والسمعاني، وابن الجوزي، وعبدالغني، وعبدالقادر الرهاوي، وابن الأخضر، والشيخ الموفَّق، والشيخ العماد، والشهاب بن راجح، والبهاء عبدالرحمن، والناصح، والفخر الإربلي، وتاج الدين عبدالله بن حمويه، وأعز بن العليق، وإبراهيم بن الخير، وبهاء الدين بن الجميزي، ومحمد بن المني، وأبو القاسم بن قميرة، وخلق كثير.

 

قال الذهبي: ولها مشيَخة سمعناها.

 

وهي مِن مَشايخ الإمام أبي الفرج عبدالرحمن بن الجوزي.

 

تزوج بها ثقة الدولة ابن الأنباري، وكان من أخصاء المقتفي لأمر الله، وعاشت مخالطة للدار ولأهل العلم.

 

وعمرت حتى قاربت المائة، وتوفيت ليلة الاثنين رابع عشر المحرم سنة أربع وسبعين وخمسمائة (574 هـ)، وصلي عليها بجامع القصر وأزيل شباك المقصورة لأَجلِها، وحضرها خلق كثير، وعامة العلماء، ودُفنت بمقبرة باب أبرز.

ترجمتها في معجم الأدباء: (3 / 1422 - 1423)

 

خامسًا: فاطمة بنت الحسن بن علي البغدادي العطار:

أم الفضل، الكاتبة المعروفة ببنت الأقرع، جوَّد الناس على خطِّها لبراعة حسنه، وهي التي نُدبت لكتابة كتاب الهدنة إلى طاغية الروم مِن جِهة الخلافة، وبكتابها يُضرب المثل.

 

وكان لها سماع عالٍ.

سافرت إلى بلاد الجبل إلى العميد أبي نصر الكندري، وكتب الناس على خطِّها، وكانت تَكتب طريقة ابن البواب.

 

قال ياقوت الحموي: سمعت أبا بكر محمد بن عبدالباقي بن محمد البزاز العرضي يقول: سمعت الكاتبة بنت الأقرع تقول: كتبتُ ورقةً لعميد الملك أبي نصر الكندري وأعطاني ألف دينار.

وقال: أخبرنا أبو البركات عبدالوهاب بن المبارك بن أحمد الحافظ بقراءتي عليه، أخبرتنا فاطمة بنت الحسن بن علي العطار المقرئ قالت: أخبرنا أبو عمر عبدالواحد بن محمد بن عبدالله بن مهدي الفارسي، حدثنا أبو عبدالله الحسين بن إسماعيل المحاملي، حدثنا أبو هشام الرفاعي، حدثنا ابن فضيل، حدثنا الأعمش عن عبدالعزيز بن رفيع عن تميم بن طرفة عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((مَن حلَف على يمين فرأى غيرها خيرًا منها فليأتِ الذي هو خير وليكفِّر عن يمينه))[5].

 

وقال: وجدت بخطها رقعة هذه نسختها:

"الأمة الكاتبة، بسم الله الرحمن الرحيم، ثقتي بالله وحده، خشعت لصولة عزِّ المجلس العالي العادل المؤيدي المظفري المنصوري العزي السعدي الركني النصيري المجدي الشرفي الأميري، أعزَّ الله أنصاره، وضاعف اقتداره، عقب الدهور، وامتدت إلى نواله آمال السؤال، وأناخت بفنائه رواحل الرجال، فما إنسان إلا موفور ببره، فأعطاه الله تعالى من الآمال في نفسه وذويه ما لا يرنو إليه طرف، ولا يأتي عليه وصف:

حتى تَسير مسيرَ الشمس رايتُه
وتَعتلي باسمه العالي على القمَرِ
ويَختمُ الأرض طرًّا طينُ خاتمه
ويَغتدي أمره أمضى مِن القدَرِ

 

ومن بعد، فقد ذهبت - أطال الله بقاء المجلس العالي وأعز سلطانه - في درج قد قرنته بهذه الرقعة، مذهب المطرف المعجب، وهو مما لم أُسبَق إلى مثله من مقدَّمي أهل هذه الصناعة من الذكور دون الإناث، أظهرتُ فيه المعجز من عاجز، والكامل من ناقص، كما قال قابوس بن وشمكير: وقد يستعذب الشريب من منبع الزعاق، ويُستطاب الصهيل من مخرج النهاق، جعلت في ذلك إقبال المجلس العالي - ضاعف الله اقتداره قائدًا إلى طرق الرشاد، وعز سلطانه هاديًا مبصرًا إلى سبل الإصابة والمراد - وأظهرت الحروف مفصولة وموصولة، ومعماة ومفتَّحة، في أحسن صيَغِها، وأبهج خلقها، منخرطة المحاسن في سلك نظامها، متساوية الأجزاء في تجاورها والبناء، فهي لينة المعاطف والأرداف، متناسبة الأوساط والأطراف، ظاهرها وقور ساكن، ومفتشها رهج مائن، وإن استخدمت إلى مهمٍّ يسنح أوفيت فيه على كل مرتسم في هذا الشأن قديمًا وحديثًا، وسالفًا وآنفًا، أؤمِّل بذلك الحظوة من إحماده وجميل رعايته، سمع الله سبحانه فيه كل دعاء مستجاب من الأمة الكاتبة ومَن يتعلَّق عليها من وليدة ومولود، وشريف ومشروف، وعجوز داعية، وأمة خادمة، لما يوليها وينعم عليها ويعرف موضع خدمتها ومحل صنعتها، لا سلبها الله وسائر الخلق ظله بمنه.

 

قد ترادف الإنعام عليها دفعة بعد أخرى، وثانية بعد أولى، على يد الشيخ الأجل السيد فخر الكفاة أبي الحسين، أدام الله تأييده وتولى عني من غير حق عارفته ما لا تقوم بوسعه ألسنة القائلين، وشكْرُ الشاكرين، فإذا أنعم على ما أصدرته من الخدم بلحظة، وأحسن إليه بلمحة، أدركت حظي، وحزتُ أملي، والرأي السامي في إجابتي إلى ما سألتُ، وإثباتي في جملة المغمورين بالإحسان من الأدباء والحشم والعبيد والخدم، دام علوه وشرفه إن شاء الله تعالى".

 

توفيت يوم الأربعاء، الحادي والعشرين من المحرم من شهور سنة ثمانين وأربعمائة (480 هـ).

ترجمتها في معجم الأدباء: (5 / 2154 - 2156)

 

سادسًا: بنت الكنيري:

النحوية، كانت في الجانب الشرقي من بغداد، كانت نهايةً في الفضل، ولها أخ غايةً في الجهل، وكانت حسنة المعرفة بالنحو واللغة ولها تصانيف فيهما تعرف بها.

 

اختصمت وأخوها في ميراث أبيهما وطال النزاع بينهما في مجلس الحكم وزاد الكلام ونقص، فاغتاظ الحاكم من تفيهقها وحوشي كلامها وسقط أخيها وعاميته.

 

فقالت: أغاظ سيدنا ما رأى مني ومن هذا الأخ أصلحه الله؟

قال: كلا، ولكن جردي الدعوى فإنه أقرب للإنجاز.

 

فقالت: لي - أيَّد الله الشيخ - في ذمته اثنان وعشرون دينارًا مطيعية سلامية.

فقال له: ما الذي تقول؟

فقال: ما لها عندي اثنان وسكت.

وأراد أن يقول مثلما قالت فلم يقدر، فقال: بالله يا سيدي كيف قالت؛ فقد والله صدَّعتنا؟

فقال له: فضولك قُلْ كما تُحسن.

فضحك أهل المجلس، وصار طنزًا[6]، واندفعت الخصوم ذلك اليوم.

ترجمتها في معجم الأدباء: (5 / 2243).

 

والكتب الأخرى التي رجعت إليها هي:

• الإحاطة في أخبار غرناطة؛ محمد بن عبدالله بن سعيد السلماني الشهير بلسان الدين ابن الخطيب (المتوفى: 776هـ)، دار الكتب العلمية - بيروت، ط1، 1424 هـ.

 

• إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب "معجم الأدباء"؛ شهاب الدين أبو عبدالله ياقوت بن عبدالله الرومي الحموي (المتوفى: 626هـ)، تحقيق: إحسان عباس، دار الغرب الإسلامي - بيروت، ط1، 1414 هـ - 1993م.

 

• الأعلام؛ خير الدين بن محمود بن محمد الزِّركلي الدمشقي (المتوفى: 1396هـ)، دار العلم للملايين، ط15، 2002م.

 

• إنباه الرواة على أنباه النحاة؛ جمال الدين أبو الحسن علي بن يوسف القفطي (المتوفى: 646هـ)، تحقيق: محمد أبو الفضل إبراهيم، دار الفكر العربي - القاهرة، ومؤسسة الكتب الثقافية - بيروت، ط1، 1406 هـ - 1982م.

 

• تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام؛ شمس الدين أبو عبدالله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي (المتوفى: 748هـ)، تحقيق: الدكتور بشار عواد معروف، دار الغرب الإسلامي، ط1، 2003م.

 

• سير أعلام النبلاء؛ شمس الدين أبو عبدالله محمد بن أحمد بن عثمان بن قايماز الذهبي (المتوفى: 748هـ)، تحقيق: مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، ط3، 1405 هـ - 1985م.

 

• شذرات الذهب في أخبار من ذهب؛ عبدالحي بن أحمد بن محمد بن العماد العكري الحنبلي، أبو الفلاح (المتوفى: 1089هـ)، تحقيق: محمود الأرناؤوط، خرج أحاديثه: عبدالقادر الأرناؤوط، دار ابن كثير - دمشق - بيروت، ط1، 1406 هـ - 1986م.

 

• لسان العرب؛ محمد بن مكرم بن منظور الإفريقي المصري، دار صادر - بيروت، ط1.

 

• الدر المنثور في طبقات ربات الخدور؛ زينب بنت علي بن حسين بن عبيدالله بن حسن بن إبراهيم بن محمد بن يوسف فواز العاملي (المتوفى: 1332هـ)، المطبعة الكبرى الأميرية - مصر، ط1، 1312 هـ.

 

• المغرب في حلى المغرب؛ أبو الحسن على بن موسى بن سعيد المغربي الأندلسي (المتوفى: 685هـ)، تحقيق: د. شوقي ضيف، دار المعارف - القاهرة، ط3، 1955م.

 

• المُطرب مِن أشعار أهل المغرب؛ عمر بن حسن الأندلسي الشهير بابن دحية الكلبي (المتوفى: 633هـ)، تحقيق: الأستاذ إبراهيم الأبياري، الدكتور حامد عبدالمجيد، الدكتور أحمد أحمد بدوي، راجعه: الدكتور طه حسين، دار العلم للجميع للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت، 1374 هـ - 1955م.

 

• المنتظم في تاريخ الأمم والملوك؛ جمال الدين أبو الفرج عبدالرحمن بن علي بن محمد الجوزي (المتوفى: 597هـ)، تحقيق: محمد عبدالقادر عطا، مصطفى عبدالقادر عطا، دار الكتب العلمية - بيروت، ط1، 1412 هـ - 1992م.

 

• نزهة الجلساء في أشعار النساء؛ عبدالرحمن بن أبي بكر، جلال الدين السيوطي (المتوفى: 911هـ)، اعتنى به: عبداللطيف عاشور، مكتبة القرآن.

 

• نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب؛ وذكَر وزيرها لسان الدين بن الخطيب، شهاب الدين أحمد بن محمد المقري التلمساني (المتوفى: 1041هـ)، تحقيق: إحسان عباس، دار صادر- بيروت، 1997م.

 

• الوافي بالوفيات؛ صلاح الدين خليل بن أيبك بن عبدالله الصفدي (المتوفَّى: 764هـ)، تحقيق: أحمد الأرناؤوط وتركي مصطفى، دار إحياء التراث - بيروت، 1420هـ - 2000م.



[1] الطرس الصحيفة، والجمع أطراس وطروس؛ لسان العرب.

[2] يقوافها: بحثت في المعاجم عن هذا اللفظ بهذا التركيب فلم أجده، والمعنى كما أفدته من أستاذتي الدكتورة صفية الودغيري: لا يرى لها من قرين أي لا يرى لها من شبيه أو مثيل يقدر على أن يناضرها أو يشابهها في عزة نفسها وخلالها من مثيلاتها من نساء عصرها وأوانها، أو من يقوى على أن ينافسها في نظم قوافيها في هجاء من رأت فيه عيبًا ممَّن تزوجتهم من الرجال وتتبُّع آثار مثالبهم ومساوئهم، والله أعلى وأعلم.

[3] الجالية القوم الذين جلوا أو أجلوا عن بلادهم وقيل أنها عنت أهل الحجاز كان أهل الشام يسمونهم بذلك لانهم كانوا يجلون عن بلادهم إلى الشام.

[4] الصنان: الرائحة المنتنة؛ لسان العرب.

[5] الحديث صحيح أخرجه الإمام مسلم في صحيحه، كتاب (الإيمان)، باب (ندب مَن حلف يَمينًا فرأى غيرها خيرًا منها أن يأتي الذي هو خير ويكفِّر عن يمينه).

[6] الطنز: الاستهزاء والسخرية؛ لسان العرب.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفاصيل ندوة (في الأدب الإسلامي) بحضور مجموعة من الأدباء الإسلاميين
  • المشترك وضعا والمفترق صقعا لياقوت الحموي
  • التعبيرات السياقية في معجم الألفاظ لابن السكيت لسلطان طاسجي
  • بغية الأريب من معاني نظم العمريطي "نهاية التدريب" لأمجد رشيد

مختارات من الشبكة

  • ملتقى لجنة الأديبات المسلمات برابطة الأدب الإسلامي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • {وبيوتهن خير لهن} (2)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مكونات القصة القصيرة جدا وسماتها عند الأديبة الكويتية هيفاء السنعوسي(مقالة - حضارة الكلمة)
  • وبيوتهن خير لهن (1)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • { هن لباس لكم وأنتم لباس لهن }(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلا مما تحصنون)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكأ وآتت كل واحدة منهن سكينا)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير قول الله تعالى: (ولكم نصف ما ترك أزواجكم إن لم يكن لهن ولد فإن كان لهن ولد فلكم الربع مما تركن من بعد وصية يوصين بها أو دين ...)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (وإن طلقتموهن من قبل أن تمسوهن وقد فرضتم لهن فريضة فنصف ما فرضتم ...)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أوكرانيا: المسلمات يناشدن الرئيس السماح لهن بالتصوير بالحجاب(مقالة - المسلمون في العالم)

 


تعليقات الزوار
1- بارقة مباركة
أمينة رامي - المغرب 02-02-2016 02:57 PM

لفتة طيبة هذه التي خرجت بها أستاذ بهجت الرشيد
من هذه النزهة المباركة جعلها الله بداية مباركة للفتات أخرى تعنى بعالماتنا وفقيهاتنا المغمورات
بارك الله فيكم

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 1/12/1446هـ - الساعة: 22:18
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب