• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / محمد صلى الله عليه وسلم / مقالات
علامة باركود

الآثار الإيجابية لموقف قريش من النبي والمسلمين على الدعوة الإسلامية (2)

د. هند بنت مصطفى شريفي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 19/10/2013 ميلادي - 14/12/1434 هجري

الزيارات: 28465

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

الآثار الإيجابية لموقف قريش من النبي - صلى الله عليه وسلم -

والمسلمين على الدعوة الإسلامية (2)


الآثار الإيجابية:

أولًا: ظهور دين الحق على الرغم من معارضة قريش ومحاربتها له:

إن سنة الله تعالى في نصر المؤمنين لا تتخلف أبدًا، لأنها إخبار من الله تعالى: ﴿ إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ ﴾[1]، وهذا النصر لا يأتي عادة دون جهد عظيم يبذلونه، وتضحية يقدمونها في مدافعتهم لأهل الباطل، وأذى شديد يلحقهم، وبعض غلبة هؤلاء المبطلين عليهم، وهذا لا يتعارض مع سنة الله تعالى في نصر المؤمنين؛ لأن الأمور بخواتيمها وعاقبتها.

 

ولكن قد يتأخر النصر أحيانًا؛ لأن الله تعالى يريد لهم النصر الأكبر والأعظم والأدوم والأكثر تأثيرًا في واقع الحياة، فنصر الله تعالى لرسوله - صلى الله عليه وسلم - ولمن معه من المؤمنين، لم يحصل في يوم وليلة، ولا في سنة واحدة، وإنما تأخر- لحكمة يعلمها تعالى -فلم يحصل إلا بعد مضي أكثر مدة نبوته - صلى الله عليه وسلم -، وقد حصل هذا النصر بالغلبة والانتصار على قريش، وبفتح مكة في السنة الثامنة للهجرة، ودخول الناس بسبب هذا النصر في دين الله أفواجًا[2].

 

ومن هذا النصر أن تجد أشد الناس عداوة للدعوة وللمسلمين، وقد أراد الله لهم الخير وهداهم للإسلام، تراهم قد انقلبت عداوتهم للإسلام جهادًا في سبيله والدعوة إليه، فتلقي مكة بأفلاذ كبدها -بعد صلح الحديبية- مسلمين، فيسلم عمرو بن العاص وخالد بن الوليد[3] وعثمان بن طلحة رضي الله عنهم، ويدخل زعماء قريش في الإسلام بعد الفتح، وينضمون إلى ركب المجاهدين في سبيل الله، ويساهمون في ظهور دين الإسلام (ومن سنَّة الله أنَّه إذا أراد إظهار دينه، أقام من يعارضه، فيُحق الحق بكلماته، ويقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق)[4]، قال تعالى: ﴿ هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ ﴾[5].

 

ثانيًا: اكتساب الدعوة لمدافعين ومناصرين من المشركين:

مكة بيئة قبلية تتميز بالحميَّة، وبالنخوة العربية، التي تثور للمظلوم الذي يحتمل الأذى ولا يتراجع، وبخاصة إذا كان الأذى واقعا على كرام الناس منهم[6]، وقد تأثر بعض المشركين لما يلقاه المسلمون من اضطهاد ومعاناة، وناصروا المسلمين، وذلك مثل معارضة ابن الدُغُنَّة هجرة أبي بكر الصديق رضي الله عنه إلى الحبشة وعرض جواره وحمايته عليه، وكان ذلك منه لفضل أبي بكر رضي الله عنه وكرم أخلاقه.

 

كما كان غضب حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه[7] إظهارًا لمكنون إيمانه، وحمية لابن أخيه، حين مرّ أبو جهل بالنبي - صلى الله عليه وسلم - عند الصفا، فآذاه وشتمه، وبلغ ذلك حمزة رضي الله عنه، فاحتمله الغضب،وخرج يسعى إلى أبي جهل وشجَّه في رأسه شجَّةً منكرة، ثم قال: أتشتمه؟ فأنا على دينه أقول ما يقول، فرُد ذلك عليَّ إن استطعت[8].

 

بل أن بعضهم قد يكون عونا للمسلمين في بلوغهم مطلبهم، كما فعل عثمان ابن طلحة رضي الله عنه[9] في مرافقته لأم المؤمنين أم سلمة رضي الله عنها[10] في هجرتها إلى المدينة - وكان آنذاك مشركا-حتى أوصلها إلى مشارف المدينة[11].

 

ولما صدت قريش المسلمين عن الحرم في غزوة الحديبية، وأرسلت قريش الحُلَيْس بن عَلْقَمة[12] سيد الأحَابِيش[13]، استعظم ذلك، وقال لهم: يا معشر قريش، والله ما على هذا حالفناكم، ولا على هذا عاقدناكم، أيُصد عن بيت الله من جاء معظمًا له، والذي نفس الحُليس بيده لتخلن بين محمد وبين ما جاء له أو لأنفرن بالأحابيش نفرة رجل واحد، فقالوا له: مه، كف عنا يا حُليس حتى نأخذ لنفسنا ما نرضى به [14].

 

وهناك كثير من النفوس تبدو في ظاهر الأمر من أعمدة الحكم الجاهلي، قد تَملِك في أعماقها رفضًا لهذا الظلم والبغي، وتستغل الفرصة السانحة لمواجهته، وواجب الدعوة إلى الله، أن ترصد هذه النوعيات، وتنفذ إلى أعماقها، وتفضح الحقد الذي يحرك خصومها، فقد تستطيع من خلالها أن تهيئ للدعاة إلى الله وللدعوة أمنًا وحرية وقوة[15].

 

ثالثًا: ظهور التخلخل في صفوف المشركين:

لقد واجه المسلمون المشركين بصفوف متراصة قوية، فقد كانوا على قلب رجل واحد، بينما كانت صفوف المشركين متخلخلة ضعيفة، وتباينت مواقفهم من الدعوة الإسلامية، وذلك لتفاوت دوافعهم في حرب الرسول - صلى الله عليه وسلم -، وحصل شيء من الخلاف بين قادة المشركين وأفرادهم، في بعض معاركهم مع المسلمين، مما أوهن عزائمهم وأضعف قوتهم، وقَوّى الشك في نفوسهم ضد الأهداف والدوافع التي يقاتلون من أجلها.

 

وقد ظهر ذلك جليًا في غزوة بدر [16]، لما رجع الأخنس بن شريق ببني زهرة جميعا، فلم يشهدوا المعركة، وذلك لعدم اقتناعهم بسبب القتال[17]. وكان في جيش قريش طالب بن أبي طالب، فجرى بينه وبين بعض قريش محاورة، فقالوا له: والله لقد علمنا يا بني هاشم، وإن خرجتم معنا، أن هواكم لمع محمد، فرجع طالب مكة مع من رجع.[18]

 

هنا وفي الغزوة ذاتها، حاول حكيم بن حزام [19] وعتبة بن ربيعة [20]، أن يثنيا الجيش عن القتال، ويعودوا به إلى مكة، وقام عتبة خطيبا فقال: يا معشر قريش، إنكم والله ما تصنعون بأن تلقوا محمدا وأصحابه شيئا، والله لئن أصبتموه لا يزال الرجل ينظر في وجه رجل يكره النظر إليه، قتل ابن عمه أو ابن خاله، أو رجلا من عشيرته، فارجعوا وخلّوا بين محمد وسائر العرب، فان أصابوه فذاك الذي أردتم، وإن كان غير ذلك ألفاكم ولم تعرّضوا له ما تريدون.[21] إلا أن أبا جهل أثار الحمية في نفوس المشركين، فصمموا على القتال.

 

وإن من المعلوم (أن من عوامل الانتصار لأي فريق أن يدب الخلاف في صفوف الفريق المقابل، فتتزعزع جبهته الداخلية، وتتفرق كلمته، فيصبح خائر القوى، يمكن تحقيق النصر على حسابه، وهذا الذي كان وهو من فضل الله على المسلمين في بدر).[22]

 

وقد حذر الله تعالى المؤمنين من التنازع وتفرق الكلمة، وذلك في قوله تعالى: ﴿ وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾[23].

 

رابعًا: إعداد قادة ودعاة مؤهلين لحمل الدعوة الإسلامية، يبذلون في سبيلها النفس والنفيس:

أنتجت عداوة قريش للنبي - صلى الله عليه وسلم - ولدعوة الإسلام جيلًا قويًا من الصحابة، يتولى الله ورسوله والمؤمنين، ويبذل النفس والنفيس لنصرة دين الله، يحارب الكفار ويعاديهم، ويلتمس الفرص لجهادهم، بسبب صدهم عن الحق، وأذاهم للرسول - صلى الله عليه وسلم - وللمؤمنين، ويرفع لواء الموالاة لله ولرسوله وللمؤمنين، والبغض والمعاداة للكافرين، يوضح ذلك دعاء سعد بن معاذ رضي الله عنه: (اللهم إنك تعلم أنه ليس أحد أحب إلي أن أجاهدهم فيك من قوم كذّبوا رسولك وأخرجوه، اللهم فإني أظنّ أنك وضعت الحرب بيننا وبينهم، فإن كان بقي من حرب قريش شيء، فأبقني له حتى أجاهدهم فيك..)[24]

 

ولما أسلم ثمامة ابن أثال[25] رضي الله عنه، وقدم إلى مكة معتمرا، (قال له قائل: أصبوت؟ قال: لا ولكني أسلمت مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ولا والله! لا يأتيكم من اليمامة حبّة حنطة، حتى يأذن فيها رسول الله - صلى الله عليه وسلم -)[26].

 

ولقد تحمل المسلمون من المشركين أشد أنواع الأذى والابتلاء المادي والمعنوي، وقد كان لتحملهم وصبرهم وكفاحهم أعظم الآثار في انتشار الإسلام، ونجاح الدعوة، بعد أن علَّمهم إيمانهم القوي وعقيدتهم الثابتة، اقتضاء حكمة الله تعالى امتحان النفوس وابتلاءها، ليظهر بالامتحان طيبها من خبيثها، ولتقوية تلك النفوس على القيام بأمر الدعوة وواجباتها، فكان ما أصابهم من الأذى والمشقة تمحيصًا لإيمانهم ودافعًا لهم إلى التضحية والجهاد في سبيل الدعوة ونشرها[27].

 

وكانت هذه الروح المعنوية العالية عند المؤمنين، تهوّن عليهم الشدائد، وتمدهم بالصبر والثبات في الأزمات، وبهذا الولاء للمسلمين وحبهم والبراء من المشركين وبغضهم، فتح الصحابة البلاد، ونشروا دين الله في أنحاء الأرض.

 

خامسًا: إيجاد قواعد للدعوة خارج مكة:

على الرغم من موقف قريش العدواني من الدعوة الإسلامية، فإنها لم تتوقف أبدًا، ولم يستطع موقفهم العدائي أن يحول دون تبليغ الرسول - صلى الله عليه وسلم - لرسالة ربه، ولم يثن الصحابة عن دينهم أو عن نصرة رسولهم والجهاد معه، بل أنّ تكذيب قريش وصدّهم عن سبيل الله، كان سببا لعرض الرسول نفسه على القبائل، بحثا عمن يحميه وينصره ليبلغ الدعوة.

 

ولما أراد الله إظهار دينه وإعزاز نبيه، سخّر له رهط الخزرج، الذين صدقوه وآمنوا بدعوته، وحملوها إلى قومهم، فدخلوا في الإسلام[28]، وكسبت الدعوة الكثير من المؤمنين والمدافعين عنها، وكانت المدينة هي القاعدة التي آوى إليها النبي - صلى الله عليه وسلم - والمهاجرون، ومنها انطلق الدعاة حاملين دعوة الإسلام، وفيها عقدت ألوية الجيوش الإسلامية.

 

وقبل ذلك كان أذى قريش دافعًا لهجرة المسلمين إلى الحبشة، وسببا في تمكين المسلمين من تبليغ رسالة الإسلام خارج جزيرة العرب، فهذا جعفر بن أبي طالب[29] رضي الله عنه يقف في بلاط النجاشي، ويشرح أصول الإسلام للنجاشي وبطارقته، وذلك لما حاولت قريش إعادة المهاجرين إلى مكة.[30]

 

وقد قدم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو بمكة، عشرون رجلا من نصارى الحبشة لما بلغهم خبره، فكلموه وسألوه، ثم استجابوا له وآمنوا به وصدقوه، ويقال: إنه نزل فيهم قوله تعالى: ﴿ وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ ﴾ إلى قوله تعالى: ﴿ وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ سَلَامٌ عَلَيْكُمْ لَا نَبْتَغِي الْجَاهِلِينَ ﴾.[31]

 

سادسًا: تنوع أساليب الدعوة ووسائلها تبعًا لمراحل الدعوة:

لما اصطفى الله تعالى نبيّه محمدًا - صلى الله عليه وسلم -، (وأنزل عليه قوله تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ ۞ قُمْ فَأَنْذِرْ ۞ وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ ۞ وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ ۞ وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ ۞ وَلَا تَمْنُنْ تَسْتَكْثِرُ ۞ وَلِرَبِّكَ فَاصْبِرْ ﴾[32]، شمّر عليه الصلاة والسلام عن ساق الجد لحمل أمانة الدعوة، وقام في ذات الله أتم قيام، ودعا إلى الله ليلا ونهارا، وسرا وجهارا، ولما نزل عليه قوله تعالى: ﴿ فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ ﴾[33] صدع بأمر الله لا تأخذه فيه لومة لائم)[34].

 

وخاض النبي - صلى الله عليه وسلم - مع صحابته معارك قاسية لتبليغ الرسالة، استمرّت سنين طويلة، ولم يكن جهادهم مع قريش كله جهاد حرب وقتال، بل كان ابتداء جهاد دعوة ومجاهدة وقد تميزت الدعوة في العهد المكي بالحكمة وضبط النفس والصبر على الأذى، والكف عن القتال، مع الصدع بكلمة الحق، والجهر بالدعوة بالحجة والبيان.

 

وبعد هجرة المسلمين لتكوين نواة الدولة الإسلامية الأولى في المدينة، شُرع الجهاد بالسيف لإعلاء كلمة الله، فتميزت الدعوة في العهد المدني -وإن كانت مبنية على بعض الأسس السابقة- بانطلاق جيوش المسلمين يجاهدون في سبيل الله، لإعلاء كلمة الله، وبإرسال الرسل، لنشر دعوة الإسلام داخل جزيرة العرب وخارجها.



[1] سورة غافر آية 51.

[2] بتصرف، السنن الإلهية في الأمم والجماعات والأفراد في الشريعة الإسلامية ص 48- 51.

[3] هو سيف الله خالد بن الوليد بن المغيرة بن عبدالله القرشي المخزومي أبو سليمان، أحد أشراف قريش وكان إليه أعنة الخيل في الجاهلية، شهد مع كفار قريش حربهم ضد المسلمين في صلح الحديبية، ثم أسلم في مدة الصلح، شهد مؤتة وفيها سماه الرسول - صلى الله عليه وسلم - بسيف الله، شهد فتح مكة وأبلى فيه وشهد حنين والطائف، وأبلى في قتال أهل الردة بلاءً عظيماً، ثم تولى حرب فارس والروم في عهد الصديق رضي الله عنه واستخدمه على الشام، ثم عزله عمر بن الخطاب رضي الله عنه، مات رضي الله عنه بمدينة حمص سنة 21 هـ. بتصرف، الاستيعاب 1/405، وسير أعلام النبلاء 1/366، والإصابة 1/413.

[4] فتاوى شيخ الإسلام: أحمد ابن تيمية 28/57، جمع وترتيب عبدالرحمن بن محمد بن قاسم العاصمي النجدي الحنبلي، ط: 1، 1398 هـ.

[5] سورة الصف آية 9.

[6] بتصرف، في ظلال القرآن 2/714.

[7] سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف القرشي الهاشمي، أسد الله أبو عمارة، عم الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأخوه من الرضاعة، أسلم في السنة الثانية من البعثة، ونصر الرسول - صلى الله عليه وسلم - ومنعه من قريش، آخى الرسول - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين زيد بن حارثة رضي الله عنه ثم أرسله في أول سرية وعقد له أول لواء في الإسلام، قتل شهيداً في غزوة أحد ومُثِّل به رضي الله عنه. بتصرف، الاستيعاب 1/271، وسير أعلام النبلاء 1/171، والإصابة 1/353.

[8] بتصرف، سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم -: ابن هشام 1/ 312.

[9] هو عثمان بن طلحة بن أبي طلحة القرشي العبدري، حاجب البيت الحرام، قتل أبوه وعمه يوم أحد كافرين، أسلم في هدنة الحديبية وهاجر مع خالد بن الوليد رضي الله عنه، شهد الفتح مع النبي - صلى الله عليه وسلم - وسلمه مفاتيح الكعبة، توفي سنة 42 هـ رضي الله عنه. بتصرف، الاستيعاب 3/92، وسير أعلام النبلاء 3/10، والإصابة 2/460.

[10] هند بنت أبي أمية بن المغيرة بن عبدالله المخزومية القرشية، كان أبوها يلقب بزاد الركب لكرمه في السفر، كانت قبل النبي - صلى الله عليه وسلم - عند أخيه من الرضاعة أبي سلمة بن عبدالأسد المخزومي، وهاجرت معه الهجرتين، ماتت سنة 61 هـ وهي آخر من مات من أمهات المؤمنين رضي الله عنهن. بتصرف، الاستيعاب 4/421، وسير أعلام النبلاء 2/201، والإصابة 4/423.

[11] وكان زوجها قد تهيأ للهجرة بها وبابنه سلمة رضي الله عنهم، فقام إليه قومها فمنعوه من السفر بها، وغضب قومه لذلك فنزعوا منها صغيرها، وهاجر زوجها ففُرق بينها وبين زوجها وبين ابنها، فمكثت سنة تخرج كل يوم تبكي، حتى رق لها بعض قومها وسمحوا لها باللحاق بزوجها فخرجت تريد السفر وهي وحيدة، فلقيها عثمان بن طلحة -وهو مشرك- فرافقها في سفرها حتى أوصلها المدينة، فكانت تقول رضي الله عنها: والله ما أعلم أهل بيت في الإسلام أصابهم ما أصاب آل أبي سلمة، وما رأيت صاحبا قط أكرم من عثمان بن طلحة. بتصرف، سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم -: ابن هشام 2/ 77.

[12] الحليس بن علقمة الحارثي سيد الأحابيش ورئيسهم يوم أحد، لم يذكر أنه أسلم، كان أعرابيا، وهو الذي قال عنه الرسول - صلى الله عليه وسلم - في الحديبية:(( هذا من قوم يعظمون البدن)). بتصرف، الأعلام: الزركلي 2/270.

[13] الأحابيش هم أحياء من القارة انضموا إلى بني ليث في محاربتهم قريشاً، والتحبيش: التجميع، وقيل: تحالفت قريش وبنو الحرث ابن عبدمناف بن كنانة وعضل والقارة على بني ليث بن بكر، فسموا يومئذ الأحابيش، وكان بنو عبدالمطلب هم الذين عقدوا حلف الأحابيش. بتصرف، تفسير غريب الحديث للحافظ ابن حجر ص 9، دار المعرفة للطباعة والنشر بيروت ط: بدون. وقال ابن هشام: تحالفوا جميعاً فسموا الأحابيش لأنهم تحالفوا بواد يقال له: الأحابيش، أسفل مكة. انظر سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - 1/395.

[14] سيأتي مبحث خاص بصلح الحديبية انظر ص 37.

[15] بتصرف، فقه السيرة النبوية: منير غضبان ص 185.

[16] انظر التاريخ الإسلامي، قبل البعثة والسيرة: محمود شاكر 1/201، المكتب الإسلامي، ط:4، 1405هـ 1985م.

[17] لأن العير التي خرجوا لاستنقاذها قد نجت، وقد كان الأخنس حليفا لهم فقال: يا بني زهرة قد نجى الله أموالكم وخلص لكم صاحبكم وإنما نفرتم لتمنعوه وماله ولا حاجة لكم بأن تخرجوا في غير ضيعة، فرجعوا ولم يشهد بدر زهري واحد، بتصرف، عيون الأثر 1/301.

[18] انظر عيون الأثر 1/302.

[19] حكيم بن حزام بن خويلد بن أسد بن عبدالعزى ابن أخي خديجة أم المؤمنين رضي الله عنها، أبو خالد، حكي أنه ولد في جوف الكعبة، من سادات قريش وكان صديقاً للنبي - صلى الله عليه وسلم - قبل البعثة، تأخر إسلامه إلى يوم الفتح، كان من المؤلفة وحسن إسلامه، شهد بدرا فنجاه الله تعالى فكان إذا اجتهد في اليمين، قال: والذي نجاني يوم بدر، مات رضي الله عنه سنة 50 هـ وقيل غير ذلك، وعمره 120 سنة شطرها في الجاهلية وشطرها في الإسلام. بتصرف، سير أعلام النبلاء 3/44، والإصابة 1/349.

[20] هو عتبة بن ربيعة بن عبدشمس أبو الوليد، كبير قريش وأحد ساداتها في الجاهلية، كان موصوفاً بالرأي والحلم والفضل خطيباً نافذ القول، توسط بين الفريقين في حرب الفجار وانقضت الحرب على يده، قاتل مع المشركين يوم بدر قتالاً شديداً وقتل فيها. بتصرف، الأعلام: الزركلي 4/200.

[21] بتصرف، المصنف: ابن أبي شيبة 14/361 ح 18525، وسيرة النبي - صلى الله عليه وسلم -: ابن هشام 2/263.

[22] مرويات غزوة بدر ص 150.

[23] سورة الأنفال آية 46.

[24] صحيح البخاري كتاب المغازي باب مرجع النبي - صلى الله عليه وسلم - من الأحزاب ومخرجه إلى بني قريظة 5/51، وتتمه الحديث(..وإن كنت وضعت الحرب فافجرها، واجعل موتي فيها، فانفجرت من لبَّتِه، فلم يرُعهم - وفي المسجد خيمة من بني غفار - إلا الدم يسيل إليهم، فقالوا: يا أهل الخيمة ما هذا الذي يأتينا من قبلكم؟، فإذا سعد يغذو جرحه دماً فمات منه رضي الله عنه)، ورواه الإمام مسلم في صحيحه، كتاب الجهاد والسير باب جواز قتال من نقض العهد 3/1390 ح 1769. ولبَّته: هي موضع القلادة من الصدر. فتح الباري بشرح صحيح البخاري: الإمام الحافظ لأحمد بن علي بن حجر العسقلاني 7/412 ح 4122، تصحيح وتحقيق وإشراف ومقابلة: الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز، نشر وتوزيع رئاسة إدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد، ط: بدون.

[25] هو ثمامة بن أثال بن النعمان سيد أهل اليمامة، كان النبي - صلى الله عليه وسلم - قد بعث خيلاً قبل نجد فأسروه وربط بسارية من سواري المسجد، ثم أطلقه النبي - صلى الله عليه وسلم - فانطلق فاغتسل ثم دخل المسجد وأسلم، ثبت على إسلامه لما ارتد أهل اليمامة، وارتحل هو ومن أطاعه من قومه، فلحقوا بالعلاء بن الحضرمي وقاتل معه المرتدين من أهل البحرين، فلما ظفر اشترى حُلّة كانت لكبيرهم فرآها عليه ناس من بني قيس فظنوا أنه هو الذي قتله وسلبه، فقتلوه رضي الله عنه. بتصرف، الاستيعاب 1/203، والإصابة 1/203.

[26] صحيح البخاري كتاب المغازي باب وفد بني حنيفة، وحديث ثمامة ابن أثال 5/ 117، وصحيح مسلم كتاب الجهاد والسير باب ربط الأسير وحبسه وجواز المن عليه ح 1764.

[27] بتصرف، أسباب نجاح الدعوة الإسلامية في العهد المدني: عبدالله محمد آل موسى ص 338، دار عالم الكتب للنشر والتوزيع الرياض ط: 1، 1405 هـ 1985 م.

[28] انظر سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم -: ابن هشام 2/38.

[29] هو جعفر بن أبي طالب بن عبدالمطلب القرشي الهاشمي، ابن عم الرسول - صلى الله عليه وسلم - وأحد السابقين للإسلام، أسلم بعد 25 رجلاً، آخى النبي - صلى الله عليه وسلم - بينه وبين معاذ بن جبل رضي الله عنه، كان يحب المساكين ويجلس إليهم يخدمهم ويخدمونه، قال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((اشبهت خَلقي وخُلقي)) هاجر إلى الحبشة وأسلم النجاشي ومن تبعه على يديه، استشهد في معركة مؤتة وعمره 40 سنة رضي الله عنه. بتصرف، سير أعلام النبلاء 1/206، والإصابة 1/237.

[30] سبق ذكر ذلك ص 16.

[31] سورة القصص من آية 52 إلى آية 55، وانظر سبب نزول الآيات في تفسير القرآن العظيم 6/255.

[32] سورة المدثر الآيات 1- 7.

[33] سورة الحجر آية 94.

[34] زاد المعاد 3/12.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • الآثار السلبية لموقف قريش من النبي والمسلمين على الدعوة الإسلامية (1)
  • الأدلة العقلية على صدق النبي صلى الله عليه وسلم في دعوته

مختارات من الشبكة

  • الآثار الإيجابية للترجمة(مقالة - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • الآثار الإيجابية والسلبية لألعاب الفيديو(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • خبراء مصرفيين يؤكدون الآثار الإيجابية للبنوك غير الربوية(مقالة - المسلمون في العالم)
  • كتاب تهذيب الآثار: أثر من آثار الطبري في خدمة السنة(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة مباني الأخبار في شرح معاني الآثار ج18 ( شرح معاني الآثار )(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • الإعلام وآثاره الإيجابية والسلبية في حياة الأقليات المسلمة (PDF)(كتاب - موقع د. علي بن إبراهيم النملة)
  • مفهوم الأثر عند المحدثين وبعض معاني الأثر في القرآن(مقالة - موقع الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي)
  • الإيجابية(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • كيف تبنى عاداتك الإيجابية لمشعل عبد العزيز الفلاحي(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • الآثار: إحباط محاولة تهريب مخطوط أثري بمطار القاهرة(مقالة - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب