كيف ننصر رسول الله - صلى الله عليه وسلم؟

كيف ننصر رسول الله -صلى الله عليه وسلم-؟

بسم الله الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على أشرف الخلق سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.

كيف ننصر نبيَّنا وحبيبنا - صلى الله عليه وسلم؟

الإجابة يسيرة:

إنه الجهاد في سبيل الله، ولا شيء غير الجهاد في سبيل الله، نعم وبكل تأكيد، إنه القتال، والحرب، والنِّزال، والمعارك.

إنه الجهاد، فحيَّ على الجهاد.

مهلاً، أيُّ جهاد؟ هل تقصد قتل السفراء، والسيَّاح، ومهاجمة المصالح الغربية؟ أم مهاجمة الدول الداعمة للمسيئين للنبي -صلى الله عليه وسلم-؟ أم إحراق وتفجير كل ما له علاقة بالغرب؟ أم ماذا؟

لا يا أخي، لا أعني هذا -ولعلمك، فهذا ليس جهادًا- بل إنني أقصد الجهاد، الجهاد ذا المعنى الحقيقي، الجهاد الواجب على كل فرد منا، والذي يستطيعه كل واحد منا، الجهاد الذي هو فرض عين عليَّ وعليكَ وعليك... إنه الجهاد الأكبر؛ جهاد النفس، جهاد الحياة في سبيل الله، (الذي يأتي قبل ومع جهاد الموت في سبيل الله).

هذا هو الجهاد الذي أقصده يا أخي، فهيا بنا نجاهد؛ نصرة لنبينا -صلى الله عليه وسلم.

لكن كيف بجهادنا هذا نرد على هذه الإساءة وهذه الأفلام؟

الإجابة يسيرة:

لأنه بجهادنا هذا سنواجه مَكْمَن الضعف الذي جرَّأ الحقراء الأنذال الذين لا وزن لهم على رسول الله -صلى الله عليه وسلم.

وما هو هذا المكمن؟

إنه نحن بأنفسنا، فلولا ضعفنا لما تجرؤوا، ولأنهم يعلمون أننا سنثور، ونصيح، ونحرق، ونقتل، ثم نعود إلى سالف عهدنا كأن شيئًا لم يكن، لما قاموا بما قاموا مرة تلو الأخرى.

إذًا فنحن بابتعادنا عن كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- وبفتح أبواب أنفسنا للعدو - نكون السبب الأول لهذه الإساءة (بل نحن مَن يحمل أوزار هذه الإساءة - غفر الله لنا)، وبالتأكيد لن ننكر حقد وبغض وكيد الأعداء من اليهود والنصارى والمنافقين ومن والاهم.

وبما أن نقطة الضعف التي يأتينا منها العدو هي أنفسنا الضعيفة، والبعيدة عن منهج الله؛ إذًا فحي على الجهاد، جهاد النفس، هيا بنا إلى المعركة الحقيقية والقتال الحقيقي.

هيا بنا نقتل ونطرد سفراء الشبهات والشهوات والفتن في أنفسنا، بالقرآن الكريم، والسنة الشريفة، ونهج السلف الصالح.

هيا بنا نهاجم قنصليات ومؤسسات الغرب: (الثقافة، الشهوات، العادات،...) في أنفسنا، ونعلن قطع علاقاتنا معها قطعًا نهائيًّا.

هيا بنا نُعلِن مقاطعة ووقف استيراد منتجاتهم الثقافية (فهي أخطر من المادية)؛ من أفلام، وأغانٍ، وكتب (غير المفيدة: قصص، وروايات، ومجلات غير هادفة)، وأخبار، وأسلوب حياة وغيرها.

نعم، هل تريد أن تنصر نبيك وحبيبك - صلى الله عليه وسلم؟

إذًا هيا بنا نجاهد، وانتقامًا لعِرض رسول الله -صلى الله عليه وسلم- هيا نقصف قواعد الكفر والشرك، والهوان والمذلة في أنفسنا؛ بتجديد إيماننا وتقويته، وبإقامة قواعدَ جديدةٍ في أعماق أنفسنا لسنن رسول الله - صلى الله عليه وسلم.

هيا بنا نوزِّع السلاح على الناس؛ ليجاهدوا معنا، هيا لننشر كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم- فإنها السلاح الحقيقي.

هيا بنا -وكردٍّ سريع وعملي على هذه الإساءات- نحيي في أنفسنا سنة من سننه، وننشرها بين الناس: (صلاة، أو صدقة، أو أمر بمعروف، أو عون لأخ، أو...).

هيا بنا نُعلِي رايته -صلى الله عليه وسلم- في سماء أنفسنا، ونجيِّش لها الجيوش، ونَعُد العدة لمحاربة أهوائنا وشهواتنا وشبهاتنا؛ وذلك بمعرفة الله - عز وجل - ورسوله -صلى الله عليه وسلم- وقراءة القرآن، وحفظه، واتباع هَدْيه - صلى الله عليه وسلم.

هيا بنا نُشعِل النار، نار الصبر والعمل؛ لنغير حياتنا وأنفسنا، ونقترب أكثر من الله -عز وجل- ومن رسوله - عليه أفضل الصلاة والسلام.

نعم أيها الإخوة، حيَّ على الجهاد.

إذا كنا نريد حقًّا نصرة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ونرد على هذه الاستهزاءات والإساءات بشكل عملي حق العمل، وقد كفاه الله ذلك، قال -تعالى-: ﴿ إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ ﴾ [الحجر: 95].

فهيا بنا نجاهد أنفسنا، ونعلي راية الإسلام حقًّا في دولة أنفسنا؛ لأنه لا علوَّ لراية الله ورسوله -صلى الله عليه وسلم- على الأرض بشكل ظاهر وجلي، إلا بعلوِّها أولاً وابتداءً في نفوس فئة مؤمنة تحملها في قلوبها وعقولها، وتكابد لتكون نسخة لفئة الصدر الأول من الصحابة والتابعين، في إيمانهم، وعملهم، واتباعهم لكتاب الله، ولسنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بالطبع مع الأخذ بعين الاعتبار متغيرات زماننا ومكاننا.

إخوتي، ردُّنا على كل مَن يستهزئ بالإسلام وبرسوله -صلى الله عليه وسلم- لا يكون إلا بإقامة هذا الدين حقًّا في حياتنا كلها، ولا يتحقَّق ذلك إلا بالجهاد في سبيل الله، جهاد الحياة في سبيل.

فهيا بنا نَحْيَا في سبيل الله؛ استعدادًا للموت في سبيل الله، على منهج رسوله - صلى الله عليه وسلم.

اللهم وفِّقنا للحياة في سبيلك، واختم حياتنا بموت في سبيلك.

اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. والله أعلم.