نماذج من الجهود المبذولة في محاربة التدخين

نماذج من الجهود المبذولة في محاربة التدخين

1- استنادًا على فتوى العلماء المحقِّقين من أهل العلم - ومن أئمة الدعوة في نجد وتلامذتهم - بِحُرمة الدُّخَان، وضرورة تعزير متعاطيه؛ شربًا أو اتجارًا؛ لضرره على الدِّين والأخلاق، والصحة والمال.

وحدَثَ أن أُحْرِقت بضاعة الدُّخَان في قلب العاصمة الرياض في عهد الملك عبدالعزيز آل سعود رحمه الله وكانت البضاعة تُصادَر دائمًا، والمروِّج يُطارَد ويؤدَّب.

وليس ذلك بغريب على دولة التوحيد التي تنهج نَهْجَ محمد صلى الله عليه وسلم وتَتبعُ سُنته، وقد صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لَمَّا حُرِّمَتِ الخمر، أمرَ بإراقتها وكَسْر جِرارها ودِنَانها، وكان بعضُ القُضاة في البلاد النجديَّة يَجلد شاربَ الدُّخَان أربعين جلدة، وقد يَرُدُّ شهادته؛ لأنَّ شُرْبَ الدُّخَان من أسباب الفِسق وأماراته غالبًا.

2- وحدَث قبلَ ذلك أنْ أصدر السلطان العثماني مراد الرابع مرسومًا حرَّم فيه ممارسة التدخين تحريمًا شرعيًّا مَبنيًّا على نصوص الشريعة الإسلامية، وكان القضاة آنذاك يعزرون شارِبَه أشدَّ التعزير، ويعاقبون مُتَعاطيه أبلغَ العقوبة.

3- وقد أخذ بهذا المنهج غيرُ المسلمين من النصارى وغيرهم؛ لِمَا رأوه في التدخين من الضرر العظيم على الإنسانيَّة؛ فقد أمر قيصر روسيا ميخائيل رومانف في عَهْده بجلد أي إنسان يمارس مادة التدخين، وصدرتِ الأوامر القيصرية بتحريم التدخين تحريمًا قطعيًّا، وبإنزال أشدِّ العقوبات بِمَنْ يخالف ذلك.

4- وفي أوروبا - سابقًا - حرَّم باباوات الكنيسة الكاثوليكية على أتباعهم ممارسة التدخين، بل أصْدَرَ بعضُهم قرارات بابويَّة بمنْع دخول المدخِّنين الكنائسَ، وجعلوا من الوصايا المهمَّة النهي عن التدخين.

5- وفي العصر الحديث قد تصدَّى العديد من العلماء والأطبَّاء الغربيين لمكافحة التدخين؛ بإظهار مضارِّه وبيانها للناس، منهم: العالمان الإنكليزيان هيل - دول، والدكتور الأمريكي دورن الذي أجرى دراسات شاملة على مائتي ألف مدخِّن، والدكتور الأمريكي ألتون أوكسفر، الذي شغل مناصبَ عالية وهامَّة في عالَم الطب، والدكتور أرنست وندر الأخصائي المختص في الجراحة الصدريَّة، وغير أولئك كثير.

6- وتألَّفت جمعيات علمية عالَميَّة تدرِّس أضرار التدخين، وما يتركه من آثارٍ في جسم الإنسان، منها: الجمعية الأمريكيَّة للسرطان، والجمعية الطبيَّة الأمريكية، ومؤتمر الأبحاث الطبي البريطاني، وقد أثبتتِ البحوث والدراسات العلمية كلُّها مضارَّ التدخين المتعدِّدة.

7- وتبذل العديد من الحكومات في دولٍ مختلفة جهودًا ليستْ بالسهلة في مُحَاربة عموم المخدِّرات، ومنها: التدخين، وأسَّسَتْ من أجل ذلك دوائرَ خاصَّة لهذا الغرض، لها نظامُها وإمكانيَّاتها، وكان لها أثرٌ بارزٌ، إلاَّ أنَّ كثيرًا منها يَفْقِد الجديَّة والحماس أحيانًا، كما أنَّ سلوك بعض أفرادها المتناقِض، مع ما أُسِّسَتْ من أجْله جَعَلها تسير بخطوات مُتعثِّرة، وتُخفق في بعض الأحيان، وأفْقَدَها تعاوُن الآخَرين معها.

8- كما أنَّ كثيرًا من الدُّول تمنع الدعاية للتدخين منعًا باتًّا، ومنعت التدخين في أماكن التجمعات العامَّة، مثل: المواصلات، وقاعات المحاضرات، والمسرح، كما تمنعه كثير من التنظيمات أثناء العمل، وتقوم بحملات إعلاميَّة وتثقيفيَّة واسعة الانتشار؛ للتحذير من مَخاطره، أسْهم في ذلك إسهامًا فعَّالاً الأطباءُ والعلماء والاقتصاديون وغيرهم، وينقلُ من التلفزيون في تلك البلاد برامج خاصَّة توضِّح مَدَى المخاطر التي تُصِيب المدخِّنين، والأضرار التي تُصيب المجتمع.

9- وتُطالب الهيئات الطبيَّة بزيادة الضرائب على الدُّخَان (التبغ) إلى درجة تُثقل كاهِلَ المدخِّن، وتَدفعه إلى الإقلاع عن التدخين.

من كتاب: البيان في أضرار الدخان