• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    في تحريم تعظيم المذبوح له من دون الله تعالى وأنه ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    كل من يدخل الجنة تتغير صورته وهيئته إلى أحسن صورة ...
    فهد عبدالله محمد السعيدي
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / تفسير القرآن
علامة باركود

أعظم آيات القرآن

محمد بديع موسى

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 26/6/2011 ميلادي - 24/7/1432 هجري

الزيارات: 940788

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

أعظم آيات القرآن

 

أيها الإخوة، القرآن كلام الله - تعالى - لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ولقد فضَّل الله - عزَّ وجلَّ - بعض السور على بعض، كما سمِعْنا عن فضْل سورة الفاتحة، كما فضَّل بعض الآيات على بعض، ففي صحيح مسلم عن أُبَي بن كعب، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟))، قال: قلت: الله ورسوله أعلم، قال: ((يا أبا المنذر، أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟))، قال: قلت: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾، قال: فضرَب في صدري، وقال: ((والله ليَهْنِك العلم أبا المنذر))، إنها آية الكرسي: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾ [البقرة: 255].


فهنَّأه النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - على هذا العلم النافع الذي حوَاه صدْره، فهو أقْرَأُ الأمة بكتاب الله، والقارئ زمن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - لَم تكنْ قراءته دون علْمٍ، وها هو قد عَلِم أعظمَ آية؛ لِمَا فيها من أصول الدين وقواعده، ولِمَا تحويه من أسماء الله الحسنى وصفاته العُلى.

فأي علْمٍ ينفع صاحبه مثل العلم بكتاب الله؟ وقد قال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((سَلوا الله عِلمًا نافعًا، وتعوَّذوا بالله من علْمٍ لا ينفع))؛ الصحيحة.

والنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان يقول إذا صلَّى الصبح حين يُسَلِّم: ((اللهم إني أسألك علْمًا نافعًا، ورزقًا طيبًا، وعملاً مُتقبَّلاً))؛ صحيح ابن ماجه.


إنَّ كثيرًا من العلوم التي يبذُل لها بعضُ الناس أعمارَهم وأموالهم، ويفرحون بها ويبتهجون، تكون وَبالاً عليهم وخسارًا؛ قال - تعالى -: ﴿ ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى ﴾ [النجم: 30].


أيها الإخوة، هذه الآية مشتملة على عشر جمل مُستقلة:

1- فقوله - تعالى -: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾، إخبار بأنه المنفرِد بالإلهية لجميع الخلائق، فلا معبود بحقٍّ إلاَّ هو - سبحانه - وهو المستَحق للعِبادة، وبهذه الكلمة أرْسَل الله الرُّسل، وأنزَل الكُتُب، وعليها قامت السماوات والأرض، ومِن أجْلها خَلَق الله الجنَّة والنار؛ قال - تعالى -: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ ﴾ [الأنبياء: 25] وقال - تعالى -: ﴿ يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِ ﴾ [النحل: 2].


2- ﴿ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾؛ أي: الحي في نفسه الذي لا يموت أبدًا، القَيِّم لغَيْره، ولا قوام للموجودات دون أمره؛ وقد ورَد أنَّ النبِيَّ - صلَّى الله عليه وسلَّم - كان يقول: ((أعوذ بعزَّتك الذي لا إله إلا أنت، الذي لا يموت، والجن والإنس يموتون))، وقال - تعالى -: ﴿ كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ * وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ ﴾ [الرحمن: 26 - 27].

من هنا - أخي المسلم - تعلَّم أنَّ الذين في القبور والمقامات والأضرحة أموات ليسوا أحياءً، كما يزعُم بعض الجَهَلة، والميِّت لا يقدر على شيء؛ ﴿ إِنْ تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءَكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ ﴾ [فاطر: 14].


فاحْذَرْ من الاستغاثة بهم، أو دعائهم والطلب منهم، وإيَّاك أن تعتقدَ بهم ما ليس فيهم، حتى لو كان مَن في القبر سيد البشر - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال - تعالى -: ﴿ وَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ ﴾ [القصص: 88]، ﴿ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ يَدْعُو مِنْ دُونِ اللَّهِ مَنْ لَا يَسْتَجِيبُ لَهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَهُمْ عَنْ دُعَائِهِمْ غَافِلُونَ ﴾ [الأحقاف: 5].

والحي القيوم: هو اسم الله الأعظم، وقد كان النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - إذا حَزَبه أمرٌ، قال: ((يا حي يا قيُّوم، برحمتك أستغيث))؛ الصحيحة.

وكان يقول في أذكار الصباح والمساء: ((يا حي يا قيوم، برحمتك أستغيث، أصلِحْ لي شأني كله، ولا تَكِلني إلى نفسي طرْفة عينٍ أبدًا)).


فهذه الآية فيها اسم الله الأعظم، الذي إذا دُعِي به أجَاب، وإذا سُئِل به أعْطَى؛ كما جاء في الحديث الحسن: ((اسم الله الأعظم لفي ثلاث سُوَرٍ من القرآن: في البقرة وآل عمران وطه))، أمَّا في البقرة، فقوله: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ [البقرة: 255]، وأمَّا في آل عمران، فقوله: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ [آل عمران: 2]، وأمَّا في طه، فقوله: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾ [طه: 8].


3 - ﴿ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلَا نَوْمٌ ﴾: لا تَغْلبه سِنة، وهي النُّعاس؛ ولهذا قال - تعالى -: ﴿ وَلَا نَوْمٌ لَهُ ﴾؛ لأنه أقوى من النُّعاس.

جاء في صحيح مسلم: عن أبي موسى، قال: قام فينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بخمس كلمات، فقال: ((إن الله - عز وجل - لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفِض القِسْط ويرفعه، يُرْفَع إليه عملُ الليل قبل عمل النهار، وعمل النهار قبل عمل الليل، حجابه النور، لو كشَفَه لأَحْرَقَتْ سُبُحات وجْهه ما انتهى إليه بصرُه من خَلْقه)).

فالله لا ينام، بل هو حي قيُّوم، وسيرى المكذِّبون ذلك: ﴿ يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُوا أَحْصَاهُ اللَّهُ وَنَسُوهُ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ [المجادلة: 6].


4- ﴿ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ﴾: إخبار بأنَّ الجميع عبيده وفي مُلكه، وتحت قهْره وسلطانه؛ ﴿ قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ * تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَتُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [آل عمران: 26 - 27].


5- ﴿ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ ﴾، كقوله - تعالى -: ﴿ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى ﴾ [الأنبياء: 28].

وهذا من عَظَمته وكبريائه وجلاله - عزَّ وجلَّ - وأنَّه لا يَتَجاسَر أحَدٌ على أن يشفَعَ لأحدٍ عنده إلاَّ من أذن له في الشفاعة؛ كما جاء في حديث الشفاعة الذي في الصحيح: عن النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - الذي قال فيه: ((فأَنْطَلِقُ حتى أستأذِنَ على ربِّي، فيؤذَنَ لي، فإذا رأيتُ ربي، وقعتُ ساجدًا، فيَدَعُني ما شاء الله، ثم يُقال: ارفعْ رأْسَك، وسَلْ تُعْطَه، وقلْ يُسْمع، واشفَعْ تُشَفَّعْ، فأرفعُ رأْسي، فأحمدُه بتحميد يُعَلِّمنيه، ثم أشفعُ، فيَحُدُّ لي حدًّا، فأُدْخِلُهم الجنة، ثم أعود إليه، فإذا رأيتُ ربي مثله، ثم أشفعُ، فيَحُدُّ لي حدًّا، فأُدْخِلُهم الجنة)).


فلا شفاعة إلا بإذن الله؛ إذْن لِمَن يَشفع (الشافع)، وإذْن لِمَن يُشفَع له؛ قال - تعالى -:﴿ وَلَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ عِنْدَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ ﴾ [سبأ: 23]، وقال: ﴿ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ ﴾ [الأنبياء: 28].

فلا تَطلب الشفاعة - أخي المسلم - إلاَّ من الله الذي بيده الأمر كله، واعلمْ أنَّ الشفاعة لا يأْذن بها الله للمشركين؛ ﴿ فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ ﴾ [المدثر: 48].


6- ﴿ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ ﴾: هذا دليل على إحاطة علْمِ الله بجميع الكائنات؛ ماضيها وحاضرها ومستقبلها؛ كما قال - تعالى - إخبارًا عن الملائكة: ﴿ وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا ﴾ [مريم: 64]، وقال: ﴿ وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ ﴾ [الأنعام: 59].


7- ﴿ وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ﴾؛ أي: لا يطَّلع أحدٌ على شيءٍ مِن عِلْم الله، إلاَّ بما أعْلَمَه الله - عزَّ وجلَّ - كما قال - سبحانه -: ﴿ عَالِمُ الْغَيْبِ فَلَا يُظْهِرُ عَلَى غَيْبِهِ أَحَدًا * إِلَّا مَنِ ارْتَضَى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَدًا * لِيَعْلَمَ أَنْ قَدْ أَبْلَغُوا رِسَالَاتِ رَبِّهِمْ وَأَحَاطَ بِمَا لَدَيْهِمْ وَأَحْصَى كُلَّ شَيْءٍ عَدَدًا ﴾[الجن: 26 - 28].

وكل ما وصَل إليه الإنسان من عِلْم، فهو بإذن الله؛ كما قال الملائكة لربِّهم: ﴿ قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ﴾ [البقرة: 32].


8- ﴿ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ ﴾، وقد صحَّ عن ابن عباس قولُه: "الكرسي: موضع القَدَمين، والعرش لا يقدر قَدْرَه إلاَّ الله - تعالى".

9- ﴿ وَلَا يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا ﴾؛ أي: لا يثقله ولا يَكترثه، ولا يشتدُّ عليه حِفْظُ السماوات والأرض، ومَن فيهما وما بينهما - سبحانه وتعالى - بل ذلك سهْلٌ عليه، يسير لَدَيه، وهو قائم على كل نفس بما كسبت، الرقيب على جميع الأشياء، فلا يَعْزُب عنه شيء، ولا يغيب عنه شيء، والأشياء كلُّها حقيرة بين يديه، متواضعة ذليلة صغيرة بالنسبة إليه، محتاجة فقيرة إليه، وهو الغني الحميد، الفعَّال لِمَا يريد، الذي لا يُسْأَل عما يفعل وهم يُسْأَلون، وهو القاهر لكلِّ شيء، الحسيب على كل شيء، الرقيب العَلِي العظيم، لا إله إلا هو، ولا إله غيره، ولا ربَّ سواه.


10- ﴿ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ﴾، فهو العَلِي بذاته على جميع مخلوقاته؛ عُلُو منزلة، وعلو قهْرٍ وسلطان، وهو العظيم - سبحانه وتعالى - الكبير المتعال، لا مَلْجأ ولا مَنْجا منه إلاَّ إليه، وهو حسبُنا ونِعم الوكيل.


الخطبة الثانية

• أخرَج البخاري عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: "وكَلَني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بحِفْظ زكاة رمضان، فأتاني آتٍ، فجعَل يحثو من الطعام، فأخذتُه وقلتُ: والله لأرفعنَّك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: إني محتاج، وعليّ عِيال، ولي حاجة شديدة، قال: فخلَّيْتُ عنه، فأصبحتُ، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((يا أبا هريرة، ما فعَل أسيرك البارحة؟))، قال: قلتُ، يا رسول الله، شكا حاجة شديدة وعيالاً، فرَحِمتُه، فخلَّيْتُ سبيلَه، قال: ((أما إنه قد كَذَبَك وسيعود))، فعَرَفْتُ أنه سيعود؛ لقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إنه سيعود))، فرصدتُه، فجاء يحثو من الطعام، فأخذتُه، فقلتُ: لأرفعنَّك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: دَعْني؛ فإني محتاج وعليَّ عيالٌ، لا أعود، فرَحِمتُه، فخَلَّيْتُ سبيلَه، فأصبحتُ، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((يا أبا هريرة، ما فعل أسيرك؟))، قلتُ: يا رسول الله، شكا حاجة شديدة وعيالاً، فرَحِمته، فخَلَّيْتُ سبيلَه، قال: ((أما إنه قد كَذَبك وسيعود))، فرصدتُه الثالثة، فجاء يحثو من الطعام، فأخذتُه، فقلتُ: لأرفعنَّك إلى رسول الله، وهذا آخر ثلاث مرات، أنك تزعُم لا تعود، ثم تعود، قال: دَعْني أُعَلِّمك كلمات، ينفعك الله بها، قلتُ: ما هو؟ قال: إذا أويتَ إلى فراشك، فاقرأ آية الكرسي: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّوم ﴾، حتى تختم الآية؛ فإنك لن يزال عليك من الله حافظٌ، ولا يَقْرَبنَّك شيطان حتى تُصبح، فخَلَّيْتُ سبيلَه، فأصبحت، فقال لي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((ما فعل أسيرك البارحة؟))، قلت: يا رسول الله، زعَمَ أنه يعلِّمني كلمات ينفعني الله بها، فخَلَّيت سبيلَه، قال: ((ما هي؟))، قلت: قال لي: إذا أويتَ إلى فراشك، فاقرأ آية الكرسي من أوَّلها حتى تَختم الآية: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّوم ﴾، وقال لِي: لن يزال عليك من الله حافظٌ، ولا يَقرَبك شيطان حتى تُصبِح، وكانوا أحرصَ شيء على الخير، فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((أما إنه قد صَدَقك وهو كذُوب، تعلمُ مَن تُخاطِب منذ ثلاث ليالٍ يا أبا هريرة؟ قال: لا، قال: ((ذاك شيطان)).


• عن أُبَي بن كعب - رضي الله عنه - أنه كان له جُرْن من تَمر، فكان ينقص، فحرَسه ذات ليلة، فإذا هو بدابَّة شِبْه الغلام المحتلم، فسلَّم عليه، فردَّ عليه السلام، فقال: ما أنت؟ جِني أم إنسي؟ قال: جني، قال: فناوِلْني يدَك، فناوَلَه يدَه، فإذا يده يد كلبٍ، وشعره شعر كلْبٍ، قال: هذا خَلْق الجن، قال: قد عَلِمت الجن أنَّ ما فيهم رجلٌ أشدُّ مني، قال: فما جاء بك، قال: بلغنا أنك تحبُّ الصدقة، فجِئنا نُصيب من طعامك، قال: فما يُنجينا منكم، قال: هذه الآية التي في سورة البقرة: ﴿ اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾ [البقرة: 255].

مَن قالها حين يُمسي، أُجِير منَّا حتى يُصبِح، ومَن قالها حين يُصبح، أُجِير منَّا حتى يُمسي، فلمَّا أصبَح، أتى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكَر ذلك له، فقال: ((صدَق الخبيث)).


• عن أبي أُمامة أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((مَن قرأ آية الكرسي دُبر كل صلاة مكتوبة، لَم يمنعْه من دخول الجنة إلاَّ أن يموت)).

فهذه الآية العظيمة التي هي أعظم آية في القرآن، حِرْز من الشيطان لِمَن قرأها، وتكون سببًا في دخول الجنة لِمَن حضَر الصلاة ثم قرأها مع أذكار الصلاة، إذًا الأجر العظيم والحِرز من الشيطان يكون لِمَن قرأها؛ كما وردت الأحاديث، وليس لِمَن عَلَّقها أو زيَّن بها المجالس، أو وضَعها على جُثمان الميِّت، إن هذه الأمور كلها مُحْدَثات لَم يفعلْها الصحابة ولا التابعون، ولا الأئمة الأربعة، ولا مَن سار على نَهجهم، إنما كانوا يقرؤون القرآن ويعملون به، وخير الهدْي هدْي محمد - صلى الله عليه وسلم - وعلينا الالتزام بسُنته - أيها الإخوة - حتى نفوزَ ونَسعدَ في الدَّارين.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • تفسير سورة القارعة
  • تفسير سورة الضحى
  • تفسير سورة المسد
  • تفسير سورة الهمزة

مختارات من الشبكة

  • تفسير أعظم آية في القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أعظم الأعمال بأعظم الأيام(مادة مرئية - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • الشيخ سليمان بن جاسر الجاسر في محاضرة بعنوان ( أعظم الأعمال بأعظم الأيام )(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل العقيل)
  • خطبة: أعظم سورة في القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بين يدي أعظم سورة في القرآن (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أعظم سورة في القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مواعظ القرآن الكريم أعظم المواعظ(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير أعظم سورة في القرآن(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أعظم سورة في القرآن (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • هل تعلم قصة تأليف أعظم كتاب في الدنيا بعد القرآن الكريم؟(مقالة - ثقافة ومعرفة)

 


تعليقات الزوار
7- آية الكرسي
رؤوف ايزونطار - الجزائر 17-02-2022 05:39 PM

بارك الله فيكم على هذه المجهودات أنتم كثيرا مشكورين

6- لا إله إلا الله
إبراهيم - المغرب 15-10-2019 10:32 PM

أحسنتم جزاكم الله خيرا

5- شكر
يوسف - الجزائر 10-04-2019 05:13 PM

بارك الله فيك وأعطاك ما تتمنى في دنياك وأدخلني الجنة وإياك إن شاء الله

4- بارك الله أخي العزيز
زائر - اليمن 20-02-2019 04:59 AM

الحمد لله على نعمة الإسلام اللهم أسألك موجبات رحمتك وخزائن جنتك.

3- شكر
هاجر سعد - مصر 26-06-2016 12:52 AM

بارك الله فيك وأدخلك الجنة

2- شكر لكاتب هذا المقال
أحمد سعيد الساحلي - ليبيا 06-03-2013 09:42 PM

اسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يوفقك ويثبت خطاكم {سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم‏}‏

1- بارك الله فيك
محمد - الاردن 06-08-2012 04:18 PM

بارك الله فيك وبجهودك الطيبة والقوية دم على هذا بارك الله فيك

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 11/11/1446هـ - الساعة: 0:55
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب