• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    سفيه لم يجد مسافها
    محمد تبركان
  •  
    ليس من الضروري
    د. سعد الله المحمدي
  •  
    خطبة: إذا أحبك الله
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    هل الخلافة وسيلة أم غاية؟
    إبراهيم الدميجي
  •  
    إساءة الفهم أم سوء القصد؟ تفنيد شبهة الطعن في ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    تعظيم شعائر الله (خطبة)
    ساير بن هليل المسباح
  •  
    كثرة أسماء القرآن وأوصافه
    الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
  •  
    عفة النفس: فضائلها وأنواعها (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    لا تغضب
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    من مائدة السيرة: تحنثه صلى الله عليه وسلم في
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أوصاف القرآن الكريم في الأحاديث النبوية الشريفة
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    تحريم أكل ما لم يذكر اسم الله عليه
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    أفضل أيام الدنيا (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    الحج وما يعادله في الأجر وأهمية التقيّد بتصاريحه ...
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    تفسير قوله تعالى: { إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / السيرة والتاريخ / السيرة
علامة باركود

تبسم وضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم (خطبة)

تبسم وضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم (خطبة)
السيد مراد سلامة

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 14/12/2024 ميلادي - 12/6/1446 هجري

الزيارات: 3841

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

تبسم وضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم


الخطبة الأولى

الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب، أظهَر الحق بالحق وأخزى الأحزاب، وأتم نوره، وجعل كيد الكافرين في تباب، أرسَل الرياح بشرى بين يدي رحمته، وأجرى بفضله السحاب، وأنزل من السماء ماءً، فمنه شجر ومنه شراب، جعل الليل والنهار خلفة فتذكَّر أولو الألباب، نحمده تبارك وتعالى على المسببات والأسباب، ونعوذ بنور وجهه الكريم من المؤاخذة والعتاب، ونسأله السلامة من العذاب وسوء الحساب.

 

وأشهد أنْ لا إله إلا الله العزيز الوهاب، الملك فوق كل الملوك، ورب الأرباب، الحكم العدل، يوم يُكشف عن ساق وتوضَع الأنساب، غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب، خلَق الناس من آدم، وخلَق آدم من ترابٍ، خلق الموت والحياة ليبلونا وإليه المآب، فمن عمِل صالحًا فلنفسه، والله عنده حسن الثواب، ومن أساء فعليها وما متاع الدنيا إلا سراب.

 

وأشهد أن سيدنا محمدًا عبده ورسوله المستغفر التواب، المعصوم صلى الله عليه وسلم في الشيبة والشباب، خلقه الكتاب ورأيه الصواب، وقوله فصلُ الخطاب، قدوة الأمم وقِمة الهمم، ودُرة المقرَّبين والأحباب، عُرضت عليه الدنيا بكنوزها، فكان بلاغه منها كزاد الرُّكاب، ركب البعير ونام على الحصير، وخصف نعله، ورتَق الثياب، أضاء الدنيا بسنته، وأنقذ الأمة بشفاعته، وملأ للمؤمنين براحته من حوضه الأكواب، اللهم صلِّ وسلم وبارك عليه وعلى الآل والأصحاب ما هبَّت الرياح بالبشرى، وجرى بالخير السحاب، وكلما نبت من الأرض زرعٌ أو أينَع ثمرٌ وطاب.

 

إخوة الإسلام، إن الإسلام دين السماحة واليسر، لا يرفض الضحك ولا يمنَعه، وإنما يقبل منه ما يقوِّي أواصر الود والترابط بين أفراد المجتمع المسلم، وما يخفِّف من هموم النفس وآلامها ومتاعبها.

 

والإسلام دين الفطرة يحرِص على رسم الابتسامة الدائمة على شفاه المسلمين، ويجعل بشاشة الوجه سمةً أساسية من سمات المؤمن الصالح.

 

والابتسامة الصافية دليلٌ على الود والصداقة، وحسن المعاملة وحسن النية، وهي تساعد على التلطف والمشاركة بين أفراد المجتمع.

 

والضحك يفرِّج الكروب، ويروِّح عن النفس، وينشِّط العقول والأذهان، ويريح الأعصاب، ويخلص العضلات من التوتر، ويحافظ على التوازن النفسي للإنسان؛ سُئل عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما -: هل كان أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضحكون؟ قال: نعم والإيمان في قلوبهم أعظم من الجبل.

 

ويقول ابن عيينة: البشاشة مصيدة المودة، والبر شيء هين: وجه طليق وكلام لين.

 

وسُئل الصحابي جابر بن سمرة - رضي الله عنه -: أكنت تجالس رسول الله - صلى الله عليه وسلم؟ قال: نعم، كثيرًا كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح أو الغداة حتى تطلع الشمس، فإذا طلعت الشمس قام، وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية، فيضحكون ويبتسم[1].

 

صفة ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم:

عن جابر بن سمرة قال: كان في ساقي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حُمُوشة[2]، وكان لا يضحك إلا تبسمًا"[3].

 

قال أبو هريرة رضي الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ضحك كاد يتلألأ في الجدر[4].

 

‌‌نماذج من ضحك الرسول صلى الله عليه وسلم:

حينما يقلِّب المسلم سيرة النبي - صلى الله عليه وسلم - لا ينقضي عجبه من جوانب العظمة والكمال في شخصيته العظيمة صلوات ربي وسلامه عليه، ومن جوانب تلك العظمة ذلك التوازن والتكامل في أحواله كلها، واستعماله كلَّ وسائل تأليف القلوب وفي جميع الظروف، ومن أكبر تلك الوسائل التي استعملها الرسول صلى الله عليه وسلم في دعوته، هي تلكم الحركة التي لا تكلف شيئًا، ولا تستغرق أكثر من لمحة بصر، تنطلق من الشفتين، لتصل إلى القلوب عبر بوابة العين، فلا تسَل عن أثرها في سلْب العقول، وذهاب الأحزان، وتصفية النفوس، وكسْر الحواجز مع بني الإنسان! تلكم هي الصدقة التي كانت تجري على شفتيه الطاهرتين، إنها الابتسامة!

 

الابتسامة التي أثبتها القرآن الكريم عن نبي من أنبيائه، وهو سليمان عليه السلام حينما قالت النملة ما قالت! إنها الابتسامة التي لم تكن تفارق محيَّا رسولنا - صلى الله عليه وسلم - في جميع أحواله، فلقد كان يتبسم حينما يلاقي أصحابه، ويتبسم في مقامٍ إن كتم الإنسان فيه غيظه فهو ممدوح، فكيف به إذا تبسم؟! وإن وقع من بعضهم خطأٌ يستحق التأديب، ويبتسم - صلى الله عليه وسلم - حتى في مقام القضاء!

 

لم يكن الرسول - صلى الله عليه وسلم - عابث الوجه قاطبَ الجبين، كما يظن كثير ممن يزعم التدين أو الزهد، ولكن كان للضحك والمرح جزءٌ من حياته، خاصة مع الناس، أما الخوف والبكاء، فكان فيما بينه وبين الله دعاءً واستغفارًا وتضرعًا، أو رحمة لمصاب المسلمين.

 

وكان ضحكه - صلى الله عليه وسلم - لا يتنافى مع الحق، فهو لا يضحك للباطل وعلى الباطل.

 

فهيا ننظر في ضحكه لننشر البهجة والسرور والفرح بين المسلمين، ويكون قدوة لنا في الوسطية والحق وعدم الإسراف.

 

‌‌الرسول - صلى الله عليه وسلم - والفاروق - رضي الله عنه -:

عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، قَالَ: اسْتَأْذَنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَعِنْدَهُ نِسَاءٌ مِنْ قُرَيْشٍ يُكَلِّمْنَهُ وَيَسْتَكْثِرْنَهُ، عَالِيَةً أَصْوَاتُهُنَّ عَلَى صَوْتِهِ، فَلَمَّا اسْتَأْذَنَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، تَبَادَرْنَ الْحِجَابَ، فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - فَدَخَلَ عُمَرُ، وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَضْحَكُ، فَقَالَ عُمَرُ: أَضْحَكَ اللَّهُ سِنَّكَ، بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «‌عَجِبْتُ مِنْ هَؤُلاءِ اللاتِي كُنَّ عِنْدِي، فَلَمَّا سَمِعْنَ صَوْتَكَ تَبَادَرْنَ الْحِجَابَ»، فَقَالَ عُمَرُ: فَأَنْتَ كُنْتَ أَحَقَّ أَنْ يَهَبْنَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْهِنَّ، فَقَالَ: أَي عَدُوَّاتِ أَنْفُسِهِنَّ أَتَهَبْنَنِي وَلَمْ تَهَبْنَ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم؟ قُلْنَ: نَعَمْ، أَنْتَ أَغْلَظُ وَأَفَظُّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِنَّهَا يَا بْنَ الْخَطَّابِ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا لَقِيَكَ الشَّيْطَانُ قَطُّ سَالِكًا فَجًّا، إِلا سَلَكَ فَجًّا غَيْرَ فَجِّكَ»[5].

 

‌‌تصديق الحَبْر:

ومن مواطن ضحكه - صلى الله عليه وسلم -: ضحكه لما أخبره حبر اليهود ببعض ما يكون من عِظم الله تعالى يوم القيامة، فضحك بأبي هو وأمي تصديقًا لما قال، قال عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا محمد، إنا نجد أن الله يضع السماء على إصبع، والأرض على إصبع، والجبال على إصبع والشجر والأنهار على إصبع، وسائر المخلوقات على إصبع، فيقول: أنا الملك، فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقال: ﴿ وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ ﴾ [الزمر: 67][6].

 

أَطْعِمْهُ أَهْلَكَ:

ومن مواطن ضحكه - صلى الله عليه وسلم - أيها الأحباب: ضحكه ممن جامع زوجته في نهار رمضان لَما أعطاه تمرًا ليكفِّر عن يمينه، فقال: لا يوجد أحد أفقر مني، فضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعن أبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: «بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلَكْتُ، قَالَ: مَا لَكَ، قَالَ: وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِي وَأَنَا صَائِمٌ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: هَلْ تَجِدُ رَقَبَةً تُعْتِقُهَا، قَالَ: لَا، قَالَ: فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ، قَالَ: لَا، فَقَالَ: فَهَلْ تَجِدُ إِطْعَامَ سِتِّينَ مِسْكِينًا، قَالَ: لَا، قَالَ: فَمَكَثَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - فَبَيْنَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ أُتِيَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - بِعَرَقٍ فِيهَا تَمْرٌ، وَالْعَرَقُ الْمِكْتَلُ، قَالَ: أَيْنَ السَّائِلُ، فَقَالَ: أَنَا، قَالَ: خُذْهَا فَتَصَدَّقْ بِهِ، فَقَالَ الرَّجُلُ: أَعَلَى أَفْقَرَ مِنِّي يَا رَسُولَ اللهِ؟ فَوَاللهِ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا يُرِيدُ الْحَرَّتَيْنِ أَهْلُ بَيْتٍ أَفْقَرُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي، فَضَحِكَ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - حَتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَطْعِمْهُ أَهْلَكَ»[7].

 

‌‌ما الكوثر؟

ومن مواطن ضحكه - صلى الله عليه وسلم - وفرحه: ضحكه لَمَّا أنزل الله عليه سورة الكوثر عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - قال: بينا رسول - صلى الله عليه وسلم - ذات يوم بين أظهرنا، إذا أغفى إغفاءة، ثم رفع رأسه مبتسمًا، فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله؟ قال: أنزلت عليَّ آنفًا سورة، فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم ﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ ﴾ [الكوثر: 1 - 3]، ثم قال: أتدرون ما الكوثر؟ فقلنا: الله ورسوله أعلم، قال: فإنه نهر وعدنيه ربي عز وجل، عليه خير كثير، هو حوض ترد عليه أمتي يوم القيامة، آنيته عدد النجوم، فيُختلج (يقتطع) العبد منهم، فأقول: يا رب، إنه من أمتي، فيقول: ما تدري ما أحدث بعدك"؛ [رواه مسلم].

 

لا تجد هذا إلا قرشيًّا أو أنصاريًّا:

ومن ذلك ضحكه لَما قال الأعرابي: لا تجد هذا إلا قرشيًّا أو أنصاريًّا عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كَانَ يَوْمًا يحدِّث، وَعِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَادِيَةِ: (أَنَّ رَجُلًا مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ اسْتَأْذَنَ رَبَّهُ في الزرع، فقال له: أو لستَ فِيمَا شِئْتَ؟ قَالَ: بَلَى، وَلَكِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَزْرَعَ، فَأَسْرَعَ وَبَذَرَ، فَتَبَادَرَ الطَّرْفَ نَبَاتُهُ وَاسْتِوَاؤُهُ وَاسْتِحْصَادُهُ وَتَكْوِيرُهُ أَمْثَالَ الْجِبَالِ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى: دُونَكَ يَا بْنَ آدَمَ، فَإِنَّهُ لَا يُشْبِعُكَ شَيْءٌ)، فَقَالَ الْأَعْرَابِيُّ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَا تَجِدُ هَذَا إِلَّا قُرَشِيًّا أَوْ أَنْصَارِيًّا، فَإِنَّهُمْ أَصْحَابُ زَرْعٍ، فَأَمَّا نَحْنُ فَلَسْنَا بِأَصْحَابِ زَرْعٍ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ[8].

 

‌‌تعالى حتى أُسابقك:

معاشر الأحباب من جميل مرحه - صلى الله عليه وسلم - مسابقته للسيدة عائشة رضي الله عنه مرتين، في الأولى فاز السيدة عائشة وفي المرة الثانية فاز النبي - صلى الله عليه وسلم - وسبقها، ثم ضحك؛ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: خَرَجْتُ مَعَ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ وَأَنَا جَارِيَةٌ لَمْ أَحْمِلِ اللَّحْمَ وَلَمْ أَبْدُنْ، فَقَالَ لِلنَّاسِ: "تَقَدَّمُوا"، فَتَقَدَّمُوا، ثُمَّ قَالَ لِي: "تَعَالَيْ حَتَّى أُسَابِقَكِ"، فَسَابَقْتُهُ فَسَبَقْتُهُ، فَسَكَتَ عَنِّي، حَتَّى إِذَا حَمَلْتُ اللَّحْمَ وَبَدُنْتُ وَنَسِيتُ، خَرَجْتُ مَعَهُ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، فَقَالَ لِلنَّاسِ: "تَقَدَّمُوا" فَتَقَدَّمُوا، ثُمَّ قَالَ: "تَعَالَيْ حَتَّى أُسَابِقَكِ"، فَسَابَقْتُهُ، فَسَبَقَنِي، فَجَعَلَ يَضْحَكُ، وَهُوَ يَقُولُ: "هَذِهِ بِتِلْكَ"[9].

 

‌‌آخر أهل الجنة دخولًا:

عن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إني لأعرف آخر أهل النار خروجًا من النار، وآخر أهل الجنة دخول الجنة، يؤتى برجل فيقول: سلوا عن صغار ذنوبه واخبؤوا كبارها، فيقال له: عملت كذا وكذا يوم كذا وكذا، وعملت كذا وكذا، في يوم كذا وكذا.

 

قال: فيقال له: فإن لك مكان كل سيئة حسنة، قال: فيقول: يا رب لقد عملت أشياء ما أراها ها هنا، قال: فلقد رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضحك حتى بدت نواجذه؛ [رواه الترمذي].

 

‌‌أتدرون ممَّ أضحك؟ وها هو - صلى الله عليه وسلم - لا يضحك من مخاطبة العبد لربه سبحانه وتعالى؛ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: «كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - فَضَحِكَ فَقَالَ: هَلْ تَدْرُونَ مِمَّ أَضْحَكُ؟ قَالَ قُلْنَا: اللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ، قَالَ: مِنْ مُخَاطَبَةِ الْعَبْدِ رَبَّهُ، يَقُولُ: يَا رَبِّ، أَلَمْ تُجِرْنِي مِنَ الظُّلْمِ؟ قَالَ: يَقُولُ: بَلَى، قَالَ: فَيَقُولُ: فَإِنِّي لَا أُجِيزُ عَلَى نَفْسِي إِلَّا شَاهِدًا مِنِّي، قَالَ فَيَقُولُ: كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ شَهِيدًا، وَبِالْكِرَامِ الْكَاتِبِينَ شُهُودًا، قَالَ: فَيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ، فَيُقَالُ لِأَرْكَانِهِ: انْطِقِي، قَالَ: فَتَنْطِقُ بِأَعْمَالِهِ، قَالَ: ثُمَّ يُخَلَّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْكَلَامِ، قَالَ: فَيَقُولُ: بُعْدًا لَكُنَّ وَسُحْقًا، فَعَنْكُنَّ كُنْتُ أُنَاضِلُ»[10].

 

عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - أَنَّهُ قَالَ: "آخِرُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ رَجُلٌ يَمْشِي عَلَى الصِّرَاطِ، فَهُوَ يَمْشِي مَرَّةً وَيَكْبُو مَرَّةً، وَتَسْفَعُهُ النَّارُ مَرَّةً، فَإِذَا جَاوَزَهَا الْتَفَتَ إِلَيْهَا فَقَالَ: تَبَارَكَ الَّذِي أَنْجَانِي مِنْكَ لَقَدْ أَعْطَانِي شَيْئًا مَا أَعْطَاهُ أَحَدًا مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالْآخِرِينَ، فَيُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَدْنِنِي مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَلَأَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا، وَأَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا. فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَهُ: يَا بْنَ آدَمَ لَعَلِّي إِنْ أَعْطَيْتُكَهَا تَسْأَلْنِي غَيْرَهَا، فَيَقُولُ: لَا، أَيْ رَبِّ، فَيُعَاهِدُهُ أَلا يَسْأَلَهُ غَيْرَهَا، فَيُدْنِيهِ مِنْهَا، وَرَبُّهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ يَفْعَلُ لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ فَيَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا، وَيَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا، ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ أُخْرَى هِيَ أَحْسَنُ مِنَ الْأُولَى فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ ادْنُنِي مِنْهَا فَلِأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا وَأَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا وَلَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا، وَرَبُّهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَفْعَلُ وَهُوَ يُعْذِرُهُ؛ لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا بْنَ آدَمَ، أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَلَّا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا؟ فَيَقُولُ: بَلَى، أَيْ رَبِّ وَلَكِنَّ هَذِهِ لَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهَا، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: إِنْ أَدْنَيْتُكَ تَسْأَلْنِي غَيْرَهَا، فَيُعَاهِدُهُ ألَّا يَفْعَلَ، فَيُدْنِيهِ مِنْهَا، فَيَسْتَظِلُّ بِظِلِّهَا وَيَشْرَبُ مِنْ مَائِهَا، ثُمَّ تُرْفَعُ لَهُ شَجَرَةٌ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ هِيَ أَحْسَنُ مِنَ الْأُولَتَيْنِ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ ادْنِنِي مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَلِأَسْتَظِلَّ بِظِلِّهَا وَأَشْرَبَ مِنْ مَائِهَا، فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: يَا بْنَ آدَمَ أَلَمْ تُعَاهِدْنِي أَنْ لَا تَسْأَلَنِي غَيْرَهَا؟ فَيَقُولُ: بَلَى، أَيْ رَبِّ، هَذِهِ لَا أَسْأَلُكُ غَيْرَهَا، فَيَقُولُ: لَعَلِّي إِنْ أَدْنَيْتُكَ مِنْهَا تَسْأَلُنِي غَيْرَهَا، فَيُعَاهِدُهُ أَلَا يَفْعَلَ وَرَبُّهُ يَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَفْعَلُ وَرَبُّهُ يَعْذِرُهُ؛ لِأَنَّهُ يَرَى مَا لَا صَبْرَ لَهُ عَلَيْهِ فَيُدْنِيهِ مِنْهَا فَيَسْمَعُ أَصْوَاتَ أَهْلِ الْجَنَّةِ، فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَدْخِلْنِيهَا، فَيَقُولُ: يَا بْنَ آدَمَ مَا يُضْرِينِي مِنْكَ، أَتَرْضَى أَنْ أُعْطِيَكَ الدُّنْيَا وَمِثْلَهَا مَعَهَا؟ فَيَقُولُ: أَيْ رَبِّ أَتَسْتَهْزِئُ بِي وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ فَضَحِكَ ابْنُ مَسْعُودٍ فَقَالَ: أَلَا تَسْأَلُونِي مِمَّ ضَحِكْتُ؟ قَالُوا: وَمِمَّ ضَحِكْتَ؟ فَقَالَ: هَكَذَا فَعَلَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - وَضَحِكَ، فَقَالَ: أَلَا تَسْأَلُونِي مِمَّ ضَحِكْتُ؟ فَقَالُوا: مِمَّ ضَحِكْتَ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: "مِنْ ضَحِكِ رَبِّ الْعَالَمِينَ حِينَ قَالَ: أَتَسْتَهْزِئُ بِي وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ فَيَقُولُ: إِنِّي لَا أَسْتَهْزِئُ بِكَ، وَلَكِنِّي عَلَى مَا أَشَاءُ قَادِرٌ"[11].

 

موقف ونصيحة مضحكة:

عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَتْ: أَتَتْ سَلْمَى مَوْلَاةُ رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - أَوْ امْرَأَةُ أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - إِلَى رَسُولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - تَسْتَأْذِنُهُ عَلَى أَبِي رَافِعٍ قَدْ ضَرَبَهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - لِأَبِي رَافِعٍ: "مَا لَكَ وَلَهَا يَا أَبَا رَافِعٍ؟"، قَالَ: تُؤْذِينِي يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: "بِمَ آذَيْتِيهِ يَا سَلْمَى؟ "قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا آذَيْتُهُ بِشَيْءٍ، وَلَكِنَّهُ أَحْدَثَ وَهُوَ يُصَلِّي، فَقُلْتُ لَهُ: يَا أَبَا رَافِعٍ إِنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - قَدْ أَمَرَ الْمُسْلِمِينَ إِذَا خَرَجَ مِنْ أَحَدِهِمُ الرِّيحُ أَنْ يَتَوَضَّأَ، فَقَامَ فَضَرَبَنِي (2)، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَضْحَكُ وَيَقُولُ: "يَا أَبَا رَافِعٍ إِنَّهَا لَمْ تَأْمُرْكَ إِلَّا بِخَيْرٍ"[12].

 

‌‌آخر ابتسامة في حياة النبي - صلى الله عليه وسلم:

وها هو - صلى الله عليه وسلم - يخرج وهو في مرضه يوم الاثنين، فيجد المسلمين يصلون صلاة الفجر، فيبتسم بأبي هو وأمي فرحًا بهم، وكانت تلك آخر ابتسامة شاهدها المسلمون من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: إن المسلمين بينا هم في الصلاة الفجر من يوم الاثنين، وأبو بكر يصلي لهم، لم يَفْجَأْهم إلا ورسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ كَشَفَ سِتْرَ حجرة عائشة، فنظر إليهم وهم في صفوف الصلاة، ثم تبسم يضحك، فَنَكَصَ أَبُو بَكْرٍ عَلَى عَقِبَيْهِ لِيَصِلَ الصَّفَّ، وَظَنَّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يريد أن يخرج إلى الصلاة، فقال أنس: وَهَمَّ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يَفْتَتِنُوا فِي صَلَاتِهِمْ، فَرَحًا برسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأشار إليهم بيده رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (أن أتِمُّوا صلاتكم)، ثم دخل الحجرة، وأرخى الستر"[13].

 

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم إنه هو الغفور الرحيم.

 

الخطبة الثانية

أما بعد:

فللابتسامة أنواع، إخوة الإسلام اعلموا أن الابتسامة لها أنواع كثيرة نذكر منها:

1- ابتسامة المُغضب: وهي التي تكون عن غضبٍ؛ كما حدث مع أبي بن كعب عندما تخلف عن غزوة تبوك من غير عذرٍ؛ يقول كعب بن مالك رضي الله عنه في قصة تخلُّفه وما كان من شأنه في غزوة تبوك: حَتَّى جِئْتُ، فَلَمَّا رَآنِي تَبَسَّمَ تَبَسُّمَ الْمُغْضَبِ[14].

 

2. ابتسامة المُتعجِّب: وهي الابتسامة عندما يرى المرء شيئًا يتعجَّب منه؛ كما هو حال نبي الله سليمان لَما سمع النملة وهي تخاطب بني جنسها يقول: ﴿ فَتَبَسَّمَ ضَاحِكًا مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ ﴾ [النمل: 19].

 

3. ابتسامة السخرية والاستهزاء والشماتة بالمسلمين: ومن أنواع الابتسامة ابتسامة السخرية التي تصدُر من سفهاء الكفار والمنافقين، ومن نحا نحوهم؛ كما حكى الله عن قوم موسى عليه الصلاة والسلام في معرض استهزائهم بآيات الله: ﴿ وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا إِلَى فِرْعَوْنَ وَمَلَئِهِ فَقَالَ إِنِّي رَسُولُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِآيَاتِنَا إِذَا هُمْ مِنْهَا يَضْحَكُونَ ﴾ [الزخرف: 46-47].

 

4. ابتسامة الملاطفة والترحيب والمضاحكة عند تسلية الناس ولقاؤهم؛ عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ قَالَ: "مَا حَجَبَنِي رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - مُنْذُ أَسْلَمْتُ، وَلَا رَآنِي إِلَّا تَبَسَّمَ فِي وَجْهِي"[15].

 

5. ابتسامة التفاؤل والأمل والبشارة: عَنْ أُمِّ حَرَامٍ بِنْتِ مِلْحَانَ - وَهِيَ خَالَتُهُ - أَنَّ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - نَامَ - أَوْ قَالَ فِي بَيْتِهَا - فَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا يُضْحِكُكَ؟ فَقَالَ: "عُرِضَ عَلَيَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي يَرْكَبُونَ ظَهْرَ هَذَا الْبَحْرِ الْأَخْضَرِ كَالْمُلُوكِ عَلَى الْأَسِرَّةِ"، قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، فَقَالَ: "إِنَّكِ مِنْهُمْ"، ثُمَّ نَامَ فَاسْتَيْقَظَ وَهُوَ يَضْحَكُ، فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا أَضْحَكَكَ؟ قَالَ: "عُرِضَ عَلَيَّ نَاسٌ مِنْ أُمَّتِي يَرْكَبُونَ ظَهْرَ هَذَا الْبَحْرِ الْأَخْضَرِ كَالْمُلُوكِ عَلَى الْأَسِرَّةِ"، قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللهَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ، قَالَ: "أَنْتِ مِنَ الْأَوَّلِينَ"، قَالَ فَتَزَوَّجَهَا عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ فَأَخْرَجَهَا مَعَهُ، فَلَمَّا جَازَ الْبَحْرَ بِهَا رَكِبَتْ دَابَّةً فَصَرَعَتْهَا فَقَتَلَتْهَا"[16].

 

6. ابتسامة النفاق والعياذ بالله: وهي أكثر ما يروَّج بين كثير من الناس اليوم إلا ما رحم ربي، فيبتسم هذا لهذا، والقلوب في الغالب مليئة بنوع من البغضاء والشحناء والكراهية.

 

اللهم استُرنا ولا تفضَحنا، وأكرِمنا ولا تُهنا، وكن لنا ولا تكُن علينا.

 

اللهم لا تدَع لأحدٍ منا في هذا المقام الكريم ذنبًا إلا غفَرته، ولا مريضًا إلا شفيتَه، ولا دَينًا إلا قضيته، ولا همًّا إلا فرَّجته، ولا ميتًا إلا رحِمته، ولا عاصيًا إلا هديته، ولا طائعًا إلا سدَّدته، ولا حاجة هي لك رضا ولنا فيها صلاحٌ إلا قضيتَها يا رب العالمين.

 

اللهم اجعَل جمعنا هذا جمعًا مرحومًا، وتفرُّقنا من بعده تفرُّقًا معصومًا، ولا تجعل فينا ولا منَّا ولا معنا شقيًّا أو محرومًا.

 

اللهم اهدِنا واهدِ بنا، واجعلنا سببًا لمن اهتدى.

 

اللهم إن أردتَ بالناس فتنةً، فاقبِضنا إليك غيرَ خزايا ولا مفتونين ولا مغيِّرين ولا مبدِّلين، برحمتك يا أرحم الراحمين.



[1] مُسْلِمٌ [686/ 670]، وَأَبُو دَاوُدَ [1522] في الصلاة، وَالنسَائِيُّ [3/ 80].

[2] رجل أحمش الساقين: دقيقهما، وكذلك: حمش الساقين.

[3] أخرجه أحمد (5/ 105)، والترمذي (3645)، وفي «الشمائل» (226)، وعبد الله بن أحمد (5/ 97) قال الشيخ الألباني: (صحيح)؛ انظر حديث رقم: 4861 في صحيح الجامع.

[4] جامع معمر بن راشد (3/ 295)، ومصنف عبد الرزاق (11/ 259).

[5] أخرجه البخاري (3294) (3683)، ومسلم (2396)، وأبو يعلى (810).

[6] مسلم (4/ 2148 رقم 2787)، البخاري (8/ 551 رقم 4812)، وانظر (6519، 7382، 7413).

[7] وأخرجه البخاري "1936" في الصوم: باب إذا جامع في رمضان ولم يكن له شيء فتصدق فليكفر، والطحاوي 2/ 61 من طريق أبي اليمان، عن شعيب بن أبي حمزة، بهذا الإسناد، وانظر "3523" و"3524" و"3526" و"3527".

[8] رواه البخاري في الحرث والزراعة (2348)، وفي التوحيد (7519).

[9] أبو داود 3/ 29 (2578)، والنسائي الكبرى، 5/ 303 (8942)، وابن حبَّان 10/ 545 (4691)، صحيح الجامع: 7007، والصحيحة: 131.

[10] أخرجه مسلم في صحيحه (الزهد 4/ 2280 رقم 17).

[11] رواه مسلم في الإيمان (187).

[12] أخرجه أحمد (6/ 72) ، والبزار (1/ 146/ 280) ، والطبراني في " المعجم الكبير" (24/ 301/ 765) انظر الصَّحِيحَة: 3070 ، وقال الشيخ شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن

[13] البخاري في صحيحه برقم: (1206)، ومسلم في صحيحه برقم: 419 / عبد الباقي]

[14] أخرجه: البخاري 6/ 3 (4418)، ومسلم 8/ 105 (2769) (53) و (54) و (55)

[15] وأخرجه ابن أبي شيبة 12/ 152، وأحمد 4/ 358 و362، والبخاري "3035"، ومسلم "2475"، 135.

[16] أخرجه أحمد (27921)، والدارمي (2577)، والبخاري (2799)، ومسلم (4970)، وابن ماجه (2776)، وأبو داود (2490)، والنسائي (4366).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • القول الجلي في بيان اسم الله الولي (خطبة)
  • تذكرة أولي الألباب ببعض خصائص النبي الأواب صلى الله عليه وسلم (خطبة)
  • نبي الله داود عليه السلام أنموذجا لبناء قوة الأمم (خطبة)
  • مظاهر التوفيق في رحلة الإسراء والمعراج (خطبة)
  • رسول الله صلى الله عليه وسلم كأنك تراه (1) (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • الأربعين في ضحك وتبسم سيد المرسلين صلى الله عليه وسلم (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • ما رآني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا تبسم في وجهي (بطاقة دعوية)(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • أحكام الضحك والتبسم في الصلاة - جمعا ودراسة فقهية مقارنة - (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • ضحك رسول الله فصار الضحك سنة(مقالة - ملفات خاصة)
  • الخلال النبوية (22) تبسم النبي صلى الله عليه وسلم(مقالة - موقع الشيخ إبراهيم بن محمد الحقيل)
  • من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في التبسم(مقالة - ملفات خاصة)
  • ما جاء في ضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من هدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الضحك(مقالة - آفاق الشريعة)
  • دواعي اختيار مدينة رسول الله عاصمة لدولة رسول الله صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إقرار رسول الله صلى الله عليه وسلم لعبارة: "إلا رسول الله"(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 22/11/1446هـ - الساعة: 16:33
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب