• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الدرس التاسع عشر: الشرك (2)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    الحذر من استبدال الأدنى بالذي هو خير
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    خطبة: اغتنام عشر ذي الحجة خير الأيام
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    إعلام النبلاء بفضل العلم والعلماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تفسير: (فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    التحذير من الإسراف والتبذير
    الشيخ صلاح نجيب الدق
  •  
    استحباب أخذ يد الصاحب عند التعليم والكلام والمشي
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    مفهوم الخصائص لغة واصطلاحا وبيان أقسامها
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    خطبة: عشر ذي الحجة فضائل وأعمال
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    علام يقتل أحدكم أخاه؟! خطورة العين وسبل الوقاية ...
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    أحكام القذف - دراسة فقهية - (WORD)
    شهد بنت علي بن صالح الذييب
  •  
    إلهام الله لعباده بألفاظ الدعاء والتوبة
    خالد محمد شيت الحيالي
  •  
    الإسلام يدعو لحرية التملك
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    تفسير قوله تعالى: ﴿ قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    تخريج حديث: جاءني جبريل، فقال: يا محمد، إذا توضأت ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    قصة الرجل الذي أمر بنيه بإحراقه (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / السيرة والتاريخ / السيرة
علامة باركود

نسيم السحر في هجرة سيد البشر صلى الله عليه وسلم (1)

نسيم السحر في هجرة سيد البشر صلى الله عليه وسلم (1)
وضاح سيف الجبزي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 17/7/2024 ميلادي - 10/1/1446 هجري

الزيارات: 3375

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

نسيم السَّحَر في هجرة سيد البَشَر صلى الله عليه وسلم (1)

 

الحمد لله الذي أنشأ وبرا، وخلق الماء والثرى، وأبدع كل شيء وذَرَا، لا يغيب عن بصره صغير النمل في الليل إذا سرى، ولا يعزب عن علمه مثقال ذرة في الأرض ولا في السماء، ﴿ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَمَا تَحْتَ الثَّرَى * وَإِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى * اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى ﴾ [طه: 6 - 8]، خلق آدم فابتلاه ثم اجتباه فتاب عليه وهدى، وبعث نوحًا فصنع الفلك بأمر الله وجرى، ونجَّى الخليل من النار فصار حرُّها بردًا وسلامًا عليه فاعتبروا بما جرى، وآتى موسى تسع آيات فما ادَّكر فرعون وما ارعوى، وأيَّد عيسى بآيات تبهر الورى، وأنزل الكتاب على محمد فيه البينات والهدى، أحمده على نِعَمِه التي لا تزال تترى، وأصلي وأسلم على نبيه محمد المبعوث في أمِّ القرى، صلى الله عليه وعلى صاحبه في الغار أبي بكر بلا مِرا، وعلى عمرَ الملهَم في رأيه فهو بنور الله يرى، وعلى عثمان زوج ابنتيه ما كان حديثًا يُفترى، وعلى ابن عمه عليٍّ بحر العلوم وأسَد الشَّرى، وعلى بقية آله وأصحابه الذين انتشر فضلهم في الورى، وسلم تسليمًا.

 

يا رب صلِّ على النبي وسلِّمِ
واشمل بعفوك كل عبدٍ مسلمِ
صلوا على البدر الذي بضيائه
ولَّت خفافيش الظلام المعتمِ
صلى عليك الله ما قال امرؤ:
يا رب صلِّ على النبي وسلمِ

 

أما بعد عباد الله:

فعنوان هذا اللقاء بحول الله وطوله: نسيم السحر في هجرة خير البشر، صلوات ربي وسلامه عليه، ما ذكره الذاكرون، وما غفل عن ذكره والصلاة عليه الغافلون.

 

صلى الله على محمد، صلى الله عليه وسلم.

 

أيها المسلمون المهاجرون إلى الملك الجليل، بأرواحكم، ومشاعركم، نقف اليوم مع رحلة من أعظم رِحْلات التاريخ، وأدق تحولات الحياة، وأنصعِ القصص تضحية ومخاطرة، وفداءً وإقدامًا.

 

نعيش مع هجرته صلوات ربي وسلامه عليه، وهو يصنع للأمة تاريخًا مجيدًا، وذكرًا تَلِيدًا.

 

الهجرة - يا أيها المحبُّون - فراق المعصوم ومن معه لملاعب الصبا، ومراتع الشباب، ومسارح الطفولة.

 

الهجرة: انفصال عن الأهل والجيران، والدار والسكان، والوطن والخِلَّان.

 

الهجرة: الفرار بالمبدأ قبل أن يُشنَق، وبالعقيدة قبل أن تُهدَم، وبالوحي قبل أن يُوأَدَ.

 

الهجرة: إنقاذ الدعوة من كتائب الزَّيغ، وحماية الملة من فلول الإجرام، وتحصين الرسالة من شِرْذَمة البَغْيِ.

 

الهجرة: مقدمة لبناء دولة، وديباجة لصنع كِيانٍ، ومحطة لإعداد أُمَّة، ومِحْضَن لتربية أجيال.

 

إذا ما ضاق صدرك من بلادٍ
ترحَّل طالبًا أرضًا سواها
عجبتُ لمن يقيم بدار ذلٍّ
وأرض الله متسعٌ فضاها
فنفسك فُزْ بها إن خفتَ ضَيمًا
وخلِّ الدار تنعى من بناها
فإنك واجدٌ أرضًا بأرضٍ
ونفسك لم تجد نفسًا سواها



أيها الناس، حُرِم مشركو مكة الخيرَ كله منذ جحدوا الرسالة، وقعدوا بكل صراط يوعدون، ويصدون عن سبيل الله من آمن به، ويبغونها عوجًا.

 

ولئن نجحت دعايتهم الكاذبة في منع قبائل كثيرة من دخول الإسلام، فإن الحق لا بد أن يعلو، وأن يثوب إليه المضللون والمخدوعون، على شرط أن يظل أهله أوفياء له، حِراصًا عليه، صابرين محتسبين، لا يضرهم من ثبَّط، أو أرجف، أو حتى فتَّ في عضدهم؛ ﴿ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا ﴾ [آل عمران: 199]، ﴿ وَلَا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لَائِمٍ ﴾ [المائدة: 54]، ﴿ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ ﴾ [الكهف: 28]، لحنُ أحدِهم وهَزِيجُه:


في فؤادي دائمًا صوت النبي
آمرًا: جاهدْ وكابدْ واتعبِ
صائحًا: غالِب وطالِب وادأب
صارخًا: كن أبدًا حرًّا أبي

 

أيها المسلمون، لقد قيَّض الله بمنِّه وفضله للإسلام مَنِ استنقذه من البيئة التي صادرته، فأنِسَ بعد وحشة، واستوطن بعد غربة، وشقَّ طريقه في الحياة، بعد أن زالت الجلامد الصَّلدة الْمُلقاة في مجراه، وبدأ هذا التحول على أيدي الوفود القادمة من (يثرب) إلى مكة في الموسم.

 

وعرض النبي نفسه على
قبيلة قبيلة ليحصلا
إيواؤه من بعضهم يبلغُ
رسالة الله فكلٌّ ينزغُ
إليهم الشيطان حتى يُعرضوا
عن قوله ويهزؤوا ويرفضوا
حتى أتاح الله للأنصارِ
فاستبقوا للخير باختيارِ

 

كان أهل يثرب كثيرًا ما يسمعون من اليهود توعُّدَ استعلاء: "إن نبيًّا مبعوثًا الآن قد أظل زمانه نتبعه، فنقتلكم معه قتل عاد وإرم"[1].

 

ويا للغرابة أن يكون اليهود أول كافر به؛ ولذا ندَّد القرآن بمسلكهم المتناقض، وموقفهم المخزي: ﴿ وَلَمَّا جَاءَهُمْ كِتَابٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا مِنْ قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى الَّذِينَ كَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا كَفَرُوا بِهِ ﴾ [البقرة: 89].

 

أما العرب الأُمِّيُّون الذي هُدِّدوا بمبعثه، فقد فتحوا مسامعهم له، وأسرعوا للحاق به، واتباعه.

 

فعندما وافى الموسم، وقدِمت قبائل (يثرب)، ورأوا رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو الناس إلى الله، قال بعضهم لبعض:

"يا قوم، تعلمون والله إنه لَلنبيُّ الذي توعَّدكم به يهود، فلا تسبقنَّكم إليه"[2].

 

وبلغ السيل الزبى من قومِهِ
وكان أمس الكفر دون يومِهِ
فحالف الأنصار حين حجُّوا
وكبت الله الذين احتجُّوا

 

وأخذ الإسلام في المدينة تنتشر أخباره، وتشعُّ أنواره.

 

ولم تمضِ ثلاثة أعوام حتى أصبح الأنصار كهفَه الحصين، ومَوْئِلَه القريب.

 

لقد عاشت مكة في بُحْبُوحة من الحياة أمدًا طويلًا، آمنة مطمئنة، يأتيها رزقها رغدًا من كل مكان، وترجع هذه السعة إلى عاملين:

1- مهارة أهلها التجارية.

 

2- مكانة الحرم الدينية.

 

كلا الأمرين أدرَّ عليها أخلاف الخير، فأثْرَت حتى بطِرت، وشبعت حتى أُتخمت، ثم عراها ما يعرو كل جماعة وبلدة تُواتِيها الحظوظ ويصبُغها التَّرف من: تكبُّر، وقسوة، وجحود، فلما ظهر فيها الإسلام، ودعا محمد صلى الله عليه وسلم إلى الحق، تنكَّرت له، وعادَتْهُ، وأحدقت به وبمن معه، ومَلَكَها العنادُ من أول يوم، وأعلنت أن مركزها الذي أصبح عاصمة للوثنية، ومجمعًا للأصنام، ومثابة للحجيج سيزول إن هي استمعت إلى هذا الدين، وأمْكَنَتْه من البقاء.

 

وحاول الرسول عليه الصلاة والسلام جاهدًا أن يقنع أهل مكة بأن قبولهم للحق لن يحرمهم ذرةً من الخير الذي مُتِّعوا به؛ ﴿ فَأَبَى الظَّالِمُونَ إِلَّا كُفُورًا ﴾ [الإسراء: 99]، وكان رأيهم الأهوج، ومنطقهم الأعوج: ﴿ إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ [القصص: 57].

 

ومن هنا اشتبك سادة مكة في حرب مع الإسلام، اعتبروها دفعًا عن كيانهم المادي، ووضعهم الاقتصادي، إلى جانب ما هنالك من عوامل أخرى، وهذه الحروب معروفة النتائج: ﴿ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَنْ مِنْ بَعْدِهِمْ إِلَّا قَلِيلًا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ ﴾ [القصص: 58].

 

أما الأمر في (يثرب) فكان على النقيض؛ فإن الشحناء المتأصِّلة بين أهليها قد استنزفت دماءهم، وقطَّعت شملهم، وشغلت بعضهم ببعض، حتى أوصلتهم الحروب الدائمة إلى دركٍ أسِف له العقلاء، واستاء منه النُّبلاء.

 

وهكذا شأن الحروب، لا تخلِّف إلا الدمار، ولا تُورِث إلا اليُتْمَ والفقر، والشحناء والبغضاء، هذا شأن الحرب؛ جوعٌ، وذلٌّ، ومهانة، وتسوُّل، وخوف.

 

الحرب أول ما تكون فَتِيَّة
تسعى بزينتها لكل جهولِ
حتى إذا اشتعلت وشبَّ ضِرامها
ولَّت عجوزًا غير ذات حليلِ
شمطاء ينكر لونها وتغيرت
مكروهةً للشمِّ والتقبيلِ

 

وكان الذي وضع جرثومة ذاك الشقاق في المدينة هم اليهود؛ فاليهود حيث حلُّوا يبذلون جهودًا جبارة للسيطرة على زمام التوجيه المالي، ولا يبالون بأساليب المكر لبلوغ أهدافهم، وقد ألِفوا أنفسهم قلةً بين أصحاب البلاد، وخشوا أن يفنَوا إذا اشتبكوا معهم في صراع؛ فاحتالوا حتى زرعوا الضغائن بين الأقرباء، فأخذ العرب يأكل بعضهم بعضًا – وما زالوا - في سلسلة متصلة من المعارك التي لا مبرر لها، على حين قوِيَ اليهود وتكاثروا، ونمت ثرواتهم، واستحكمت حصونهم، وخِيفَ سَطْوُهم، وتمكَّنوا من التأثير والمشاركة في قيادة العالم، والتلاعب بموازين القوة والضعف، والحب والبغض.

 

ففي المدينة وقعت قبل الهجرة ببضع سنين بين الأوس والخزرج معركة (بُعاث)، كان النصر فيها للخزرج، ثم عاد للأوس، وبلغ من حدة الخصام بين الفريقين أن كليهما فكر في استئصال الآخر وإبادة خضرائه، لولا أن تدخَّلَ أولو النُّهى بالنصح، أن يبقوا على أنفسهم وإخوانهم، فجوارهم أفضل من جوار الثعالب؛ يعني اليهود.

 

وهذه الفتن المتلاحقة جعلت أهل المدينة عندما ترامت إليهم أنباء الإسلام يؤمِّلون من ورائه أن يجدد حياتهم، ويهب لهم حياة روحية ترجِّح كِفَّتَهم على اليهود.

 

فعن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان يوم بعاث يومًا قدَّمه الله عز وجل لرسوله صلى الله عليه وسلم؛ فقدِم صلى الله عليه وسلم المدينة، وقد افترق مَلَؤُهم، وقُتلت سرواتهم، ورفقوا لله عز وجل ولرسوله في دخولهم في الإسلام"[3].

 

قال ابن إسحاق: "فلما أراد الله عز وجل إظهار دينه، وإعزاز نبيه صلى الله عليه وسلم، وإنجاز موعده له، خرج صلى الله عليه وسلم في الموسم الذي لقِيَه فيه النفر من الأنصار... فبينما هو عند العقبة لقِيَ رهطًا من الخزرج أراد الله بهم خيرًا... قال لهم: من أنتم؟ قالوا: نفر من الخزرج، قال: أمن موالي يهود؟ قالوا: نعم، قال: أفلا تجلسون أكلمكم؟ قالوا: بلى، فجلسوا معه، فدعاهم إلى الله، وعرض عليهم الإسلام، وتلا عليهم القرآن؛ فأجابوه فيما دعاهم إليه، بأن صدقوه وقبلوا منه ما عرض عليهم من الإسلام، وقالوا: إنا قد تركنا قومنا، ولا قوم بينهم من العداوة والشر ما بينهم، فعسى أن يجمعهم الله بك، فسنقدم عليهم، فندعوهم إلى أمرك، ونعرض عليهم الذي أجبناك إليه من هذا الدين، فإن يجمعهم الله عليك، فلا رجل أعز منك، ثم انصرفوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم راجعين إلى بلادهم، وقد آمنوا وصدقوا"[4].

 

وكان أولئك النفر طليعة الدعاية الموفَّقة للإسلام في يثرب، وقد أثمرت جهودهم على عَجَلٍ.

 

فيُسلم الواحد منهم يسلم
به جميع أهله فرُحموا
لقي ستًّا أو ثمانيًا لدى
عقبة دعاهم إلى الهدى
فآمنوا بالله ثم رجعوا
لقومهم يدعونهم فسمعوا
بيعتهم ليلًا ونعم البيعة
جزاء من بايع فيها الجنة

 

عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال: ((بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة الأولى، فقال وحوله عصابة من أصحابه: تعالَوا بايعوني على ألَّا تشركوا بالله شيئًا، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتون ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوني في معروف، فمن وفى منكم، فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئًا، فعُوقب به في الدنيا، فهو له كفارة، ومن أصاب من ذلك شيئًا فسَتَرَهُ الله، فأمره إلى الله، إن شاء عاقبه، وإن شاء عفا عنه))[5].

 

هذا ما كان صلى الله عليه وسلم يدعو إليه، وكانت الجاهلية تنكره عليه.

 

وهل يكره هذه العهود إلا مجرمٌ يُحب الريبة، ويَوَدُّ للأرض الفساد؟!

 

أتمَّ وفدُ الأنصار هذه البيعةَ، ثم قفل عائدًا إلى (يثرب)، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم معهم شابًّا من أوثق رجاله؛ ليتعهد نماء الإسلام في المدينة، ويقرأ على أهلها القرآن، ويفقههم في الدين، فاختار لهذه السفارة شابًّا من شباب الإسلام السابقين الأولين؛ ألا وهو (مصعب)، كأول سفير في الإسلام رضي الله عنه؛ ليكون المعلم الأمين، والداعية الملهم، والقائد الحكيم.

 

إنه مصعب بن عمير؛ ذاك الفتى الرَّيَّان، غُرَّة فتيان قريش، وأوفاهم بهاء، وأنصعهم جمالًا، وأقومهم شبابًا، حديث حِسان مكةَ، ولؤلؤة ندواتها، وزينة مجالسها، إنه مصعب، أعطر أهل مكة، وُلِدَ في النعمة، وغُذِّيَ بها، وشبَّ تحت خمائلها، ثم صاغه الإسلام، وربَّاه سيد الأنام، ليصبح مصعب الخير، وأسطورة من أساطير الإيمان والفداء، وقصة لا تنتهي، وحكاية لا تُمَلُّ، ونجمًا لا يأفُل، وشمسًا لا تغيب، وسراجًا لا يخبو سَناه، ونجمًا لا يغيم ضحاه.

 

إنه قصة من الحب تُتلى
في حروفٍ فتَّانة ساحراتِ
إنه غرفة من الصدق تسقي
برِواها ضمائرًا صادياتِ
إنه نَسَمة شذاها تجلَّى
في سماء الهوى بمسكٍ فتاتِ

 

ولا تحسبنَّ مصعبًا - يا عبدالله - كأولئك الذين لا همَّ له إلا تحقيق المآرب الشخصية، ومحاولة الإثراء من وراء المهام الموكلة إليهم، كلا، لقد كان مصعبٌ يفقه مهمته، وهو مع ذا يرجو الله واليوم الآخر، وكل ما لديه ثروة من الكِياسة والفِطنة، وإخلاص لله، جعله يضحي بماله وجاهه في سبيل عقيدته، ثم هذا القرآن الذي يتأنَّق في تلاوته، ولسان حاله:

 

ماضٍ وأعرف ما دربي وما هدفي
والموت يرقص لي في كل منعطفِ
وما أبالي به حتى أُحاذره
فخشيةُ الموت عندي أبرد الطرفِ
ولا أبالي بأشواكٍ ولا محن
على طريقي وبي عزمي ولي شرفي
أهفو إلى جنة الفردوس محترقًا
بنار شوقي إلى الأفْيَاء والغُرفِ
وقد أمرُّ على الدنيا وسادتِها
من الطغاة مرور الليث بالجِيَفِ

 

لقد تجلَّى نجاح مصعب وتأثيره العميق في روح المجتمع المدني، تجلى ذلك في تساؤل الرجال الأفذاذ وهم خارجون من المدينة قاصدين البيت العتيق: "حتى متى نترك رسول الله صلى الله عليه وسلم يُطرَد في جبال مكة ويخاف؟"[6].

 

إذا جنَّ ليلي هام قلبي بذكركم
أنوح كما ناح الحمام المطوَّقُ
وفوقي سحاب يُمطر الهمَّ والأسى
وتحتي بحار بالجوى تتدفقُ

 

قلت ما سمعتم، وأستغفر الله.

 

الخطبة الثانية:

الحمد لله حمدًا بالغًا أمَدَ التمام ومنتهاه، حمدًا يقتضي رضاه، ويوجب المزيد من زُلفاه، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، شهادةً نرجو بها عفوَ ربنا ورُحماه، وأشهد أن نبينا وسيدنا محمدًا عبدُه ورسوله، ونبيُّه وصفيُّه، ونجيُّه ووليُّه، ورضيُّه ومجتباه، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن استنَّ بسنته، واهتدى بهداه؛ أما بعد:

فلقد بلغ الإيمان أَوْجَهُ في تلك القلوب الفتِيَّة، وآن لها أن تنفَّس عن حماسها، وأن تفكَّ هذا الحصار الخانق المضروب؟

 

قال جابر: فرحل إليه منا سبعون رجلًا حتى قدموا عليه في الموسم، فواعدناه شعب العقبة... قال كعب: فنمنا تلك الليلة مع قومنا في رحالنا، حتى إذا مضى ثلث الليل، خرجنا من رحالنا لميعاد رسول الله صلى الله عليه وسلم، نتسلل مستخفين تسلُّل القطا حتى اجتمعنا في الشِّعب، قال: فتكلم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتلا، ودعا إلى الله عز وجل، ورغَّب في الإسلام، قال جابر: فقلنا: يا رسول الله، عَلَام نبايعك؟ قال: تبايعوني على السمع والطاعة في النشاط والكسل، والنفقة في العسر واليسر، وعلى الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وأن تقولوا في الله، لا تخافون في الله لومة لائم، وعلى أن تنصروني، فتمنعوني إذا قدمت عليكم مما تمنعون منه أنفسكم، وأزواجكم، وأبناءكم، ولكم الجنة، قال: فقُمنا إليه فبايعناه، وأخذ بيده أسعدُ بن زرارة، فقال: رويدًا يا أهل يثرب، فإنَّا لم نضرب أكباد الإبل إلا ونحن نعلم أنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإن إخراجه اليوم مفارقةُ العرب كافةً، وقتل خياركم، وأن تَعَضَّكم السيوف، فإما أنتم قوم تصبرون على ذلك، وأجركم على الله، وإما أنتم قوم تخافون من أنفسكم جبينةً، فبيِّنوا ذلك، فهو أعذر لكم عند الله، قالوا: أمِطْ عنا يا أسعدُ، فوالله لا نَدَعُ هذه البيعة ولا نسلبها أبدًا.

 

لو حُزَّ بالسيف رأسي في مودتكم
لمرَّ يهوي سريعًا نحوكم رأسي
ولو بَلِيَ تحت أطباق الثرى جسدي
لكنتُ أبلى وما قلبي لكم ناسي
لو يقبض الله روحي صار ذكركم
روحًا أعيش به ما دمت في الناسِ

 

قال: فقمنا إليه فبايعناه، فأخذ علينا، وشرط، ويعطينا على ذلك الجنة، وفي رواية قال كعب: فأخذ البراء بن معرور بيده، ثم قال: نعم والذي بعثك بالحق، لنمنعنَّك مما نمنع منه أُزُرَنا، فبايِعْنا يا رسول الله؛ فنحن أهل الحروب، وأهل الحَلْقَة، ورثناها كابرًا عن كابر، قال: فاعترض أبو الهيثم بن التيهان القولَ، فقال: يا رسول الله، إن بيننا وبين الرجال حبالًا، وإنَّا قاطعوها - يعني العهود - فهل عسيتَ إن نحن فعلنا ذلك، ثم أظهرك الله أن ترجع إلى قومك، وتَدَعَنا؟ قال: فتبسَّم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قال: بَلِ الدَّمَ الدَّمَ، والهدمَ الهدمَ، أنا منكم وأنتم مني، أحارب من حاربتم، وأسالم من سالمتم[7].

 

بِعْنا النفوس فلا خيارَ ببيعنا
أعظِمْ بقومٍ بايعوا المختارا
فأعاضنا ثمنًا أجلَّ من الْمُنى
جناتِ عدن تُتحف الأبرارا

 

لقد تحالف في هذه الليلة جندُ الحق أن يقصموا ظهر الوثنية، وأن يذهبوا بالجاهلية ورجالها إلى الفناء.

 

إنهم بحقٍّ رجال أخلصوا لله طواياهم، وترفَّعت عن المآرب هِمَمُهم، وذهلوا عن المتاع المبذول، والأمان المتاح، واستهوتهم المثل العليا وحدها في عالم يعِجُّ بالصُّمِّ البُكْمِ، وربطوا مستقبلهم بمستقبل الرسالة المبرَّأة التي اعتنقوها، وتبِعوا صاحبها المتجرد المكافح، وهو لا يَنِي صلى الله عليه وسلم يقول: ﴿ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي ﴾ [يوسف: 108].

 

إن المدينة الفاضلة التي تعشقها الفلاسفة، وتخيَّلوا فيها الكمال، وجاءت في سطور الكتب، دون ما صنع المهاجرون الأولون، وأثبتوا به أن الإيمان الناضج يحيل البشر إلى خلائق تباهي الملائكة سناء ونضارة.

 

إن روح اليقين والفداء والاستبسال سادت هذا الجمع، وتمشت في كل كلمة قيلت، وإن بحثت عن مصدر هذه الطاقة المتأجِّجة من الشجاعة والثقة، فإنه القرآن، لئن كان الأنصار قبل بيعتهم الكبرى لم يصحبوا الرسول صلى الله عليه وسلم إلا لِمامًا، فإن الوحي المشعَّ من السماء أضاء لهم الطريق، وأوضح الغاية.

 

كتاب الله أحياني
وزفَّ لمهجتي البشرى
وفكَّ القيد أطلقني
أفاض النورَ والطُّهرا
كأني طائرٌ جَذِلٌ
على الفردوس قد مرَّا

 

لقد نزل بمكةَ قريب من نصف القرآن، سال على ألسنة الحفاظ، وتداولته صحائف السَّفَرة، الكِرام البَرَرة، والقرآن النازل بمكة صوَّر جزاء الآخرة رأيَ العين، فأنت توشك أن تمد يدك تقطف من أثمار الجنة، ويستطيع الأعرابي المتعشِّق للحق أن ينتقل في لحظة توهج مشاعري من رمضاء الجزيرة إلى أنهار النعيم والرحيق المختوم!

 

لقد حكى القرآن أخبار الأولين، وكيف أخلص المؤمنون لله، فَنَجُوا مع رُسُلِهم، وكيف طغى الكفار، وأسكرهم الإمهال، فتعنَّتوا وتجبَّروا، ثم حلَّ العدل الإلهي، فذهب الظالمون بِددًا، وتركوا وراءهم دنيا مُدْبِرة، ودورًا خربة:

 

فأدبروا ووجوهُ الأرض تلعنهم
كباطلٍ من جلال الحقِّ منهزمِ

 

﴿ تِلْكَ الْقُرَى نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَائِهَا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانُوا لِيُؤْمِنُوا بِمَا كَذَّبُوا مِنْ قَبْلُ كَذَلِكَ يَطْبَعُ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِ الْكَافِرِينَ ﴾ [الأعراف: 101].

 

﴿ فَتِلْكَ بُيُوتُهُمْ خَاوِيَةً بِمَا ظَلَمُوا ﴾ [النمل: 52].

 

﴿ فَمَا أَغْنَتْ عَنْهُمْ آلِهَتُهُمُ الَّتِي يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ لَمَّا جَاءَ أَمْرُ رَبِّكَ ﴾ [هود: 101].

 

﴿ وَجَعَلُوا لِلَّهِ أَنْدَادًا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبِيلِهِ قُلْ تَمَتَّعُوا ﴾ [إبراهيم: 30].

 

إن مشركي مكة حسبوا أنهم حصروا الإسلام في نطاق لا يَعْدُوه، وأرهقوا المسلمين حتى شغلوهم بأنفسهم، فناموا نومة المجرم الذي اقترف الإثم وأمِن القِصاص.

 

حسنت ظنك بالأيام إذ حسنت
ولم تخف سوءَ ما يأتي به القدرُ
وسالمتك الليالي فاغتررتَ بها
وعند صفو الليالي يحدث الكَدَرُ

 

﴿ لَا يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الَّذِينَ كَفَرُوا فِي الْبِلَادِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمِهَادُ * لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا نُزُلًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ خَيْرٌ لِلْأَبْرَارِ ﴾ [آل عمران: 196 - 198].

 

ولحديث نسيم السَّحَر بإذن الله بقية، فاللهم اجعل نفوسنا بك عامرة موصولة تقية، ومن الدَّخَل والدَّخَن نقية، واشرح صدورنا بمعرفتك ومحبتك، واجعلها متوثِّبة إلى الحق وبالحق زكية، وقِنا شرَّ البلاء والبليَّة، واجعلنا من خير البرايا والبريَّة.



[1] دلائل النبوة لأبي نعيم (298).

[2] دلائل النبوة لأبي نعيم (298).

[3] رواه البخاري في صحيحه، باب مناقب الأنصار (5/ 30)، وفي باب القسامة في الجاهلية (5/ 44)، وفي باب مقدم النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه المدينة (5/ 67).

[4] السيرة النبوية لابن هشام (1/ 428، 29).

[5] رواه البخاري في صحيحه، باب وفود الأنصار إلى النبي صلى الله عليه وسلم بمكة، وبيعة العقبة (5/ 55)، وفي باب بيعة النساء (9/ 79).

[6] رواه أحمد في مسنده، باب مسند جابر بن عبدالله رضي الله عنه (22/ 346، 47)، وابن حبان في صحيحه، باب ذكر وصف بيعة الأنصار رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة العقبة بمنًى (14/ 172، 73)، والحاكم في المستدرك، كتاب الهجرة الأولى إلى الحبشة (5/ 134، 35).

[7] تخريج الحديث السابق.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • لمحات من العبر في هجرة سيد البشر
  • نسيم السحر في هجرة سيد البشر صلى الله عليه وسلم (2)
  • خطر السحر

مختارات من الشبكة

  • الاحتفال بشم النسيم(مقالة - ملفات خاصة)
  • دروس وعبر من هجرة سيد البشر (صلى الله عليه وسلم) وفضل شهر الله المحرم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • منتقى من "نسيم السحر ومنظوم الدرر" لابن الجوزي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ثمانون موعظة وحكمة من مخطوط "نسيم السحر ومنظوم الدرر"؛ لابن الجوزي رحمه الله(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • نسيم السحر: منظومة غزلية في ألقاب بحور العرب الستة عشر والإشارة إلى عللها على وجه مختصر(مقالة - حضارة الكلمة)
  • مخطوطة نسيم السحر(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • نسائم رمضان تلوح بالأفق(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة نسيم الصبا (النسخة 3)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • رسالة حادب مودع من مقبرة النسيم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تأملات في الحج (5) نسائم العشر وقسم الفجر(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 23/11/1446هـ - الساعة: 18:47
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب