• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    فصلٌ: فيما إذا جُهل حاله هل ذُكر عليه اسم الله أم ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    خطبة (المروءة والخلق والحياء)
    الدكتور علي بن عبدالعزيز الشبل
  •  
    تساؤلات وإجابات حول السنة
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    الأيام المعلومات وذكر الله (خطبة)
    حسان أحمد العماري
  •  
    من تجاوز عن المعسر تجاوز الله عنه
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الدرس التاسع عشر: الشرك (2)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    الحذر من استبدال الأدنى بالذي هو خير
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    خطبة: اغتنام عشر ذي الحجة خير الأيام
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    إعلام النبلاء بفضل العلم والعلماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تفسير: (فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    التحذير من الإسراف والتبذير
    الشيخ صلاح نجيب الدق
  •  
    استحباب أخذ يد الصاحب عند التعليم والكلام والمشي
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    مفهوم الخصائص لغة واصطلاحا وبيان أقسامها
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    خطبة: عشر ذي الحجة فضائل وأعمال
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    علام يقتل أحدكم أخاه؟! خطورة العين وسبل الوقاية ...
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    أحكام القذف - دراسة فقهية - (WORD)
    شهد بنت علي بن صالح الذييب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / السيرة والتاريخ
علامة باركود

خطبة عن أبي بكر الصديق

خطبة عن أبي بكر الصديق
د. سعود بن غندور الميموني

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 2/6/2018 ميلادي - 18/9/1439 هجري

الزيارات: 224705

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

خطبة عن أبي بكر الصديق

 

إنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ ونَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا، وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإحْسَانٍ إلى يومِ الدِّينِ... أَمَّا بَعْدُ:

فَاتَّقُوا اللهَ - عبادَ اللهِ - فإنَّ التقوَى مِفتَاحُ السَّعَادَةِ والسُّرُورِ، ومَرْكِبُ النَّجَاةِ والْعُبُورِ، والتِّجَارةُ التي لَنْ تَبُورُ، قَالَ اللهُ تَعَالَى: ﴿ وَيُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا بِمَفَازَتِهِمْ لَا يَمَسُّهُمُ السُّوءُ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [الزمر: 61]. اتَّقُوا اللهَ فإنَّنَا في شَهرِ التَّقوَى، وخَيرُ زَادٍ لِلعبدِ هوَ التَّقْوَى ﴿ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ ﴾ [البقرة: 197].


أَيُّهَا الْإِخْوَةُ.. إِنَّنَا وَنَحْنُ فِي هَذَا الشَّهْرِ الْكَرِيمِ وَقَدِ انْتَصَفَ عَلَينَا، يَجِبُ عَلَينَا أَنْ نُسْرِعَ الْخُطَى إِلَى اللهِ، وَأَنْ نُشَمِّرَ عَنْ سَاعِدِ الْجَدِّ لِلأَيَّامِ الْمُقْبِلَةِ، وَالَّتِي كَانَ فِيهَا حَبِيبُكُمْ صلى الله عليه وسلم يَشُدُّ مِئْزَرَهُ، وَيُحِيي لَيْلَهُ، وَيُوقِظُ أهْلَهُ.. وَكَذَلِكَ كَانَ أَصحَابُهُ رِضْوانُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ، وهُمُ الَّذينَ كَانَتْ حَيَاتُهُمْ كُلُّهَا عِبَادَةً لِلَّهِ سُبْحَانَه وَتَعَالَى فِي جَمِيعِ أَبْوَابِ الْبِرِّ وَالطَّاعَةِ.


إِنَّ التَّارِيخَ لَمْ يَشْهَدْ رِجَالاً اشْتَدَّ بِاللهِ عَزْمُهُمْ، وَصَدَقَتْ للهِ نَوايَاهُمْ، فِي غَايَاتٍ شَرِيفَةٍ مِنَ الإيمَانِ وَالإِصْلاحِ، نَذَرُوا لَهَا حَيَاتَهُمْ، صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللهَ عَلَيهِ فِي جَسَارَةٍ وَتَضْحِيَةٍ. نَعَمْ! إِنَّ التَّارِيخَ لَمْ يَشْهَدْ ذَلكَ كَمَا شَهِدَهُ مِنْ صَحْبِ رَسُولِ اللهِ -صلَّى اللهُ عليهِ، ورَضِيَ عَنْهُمْ وَأرْضَاهُمْ أجْمَعِينَ- فِي حُبِّهِمْ وَتَضْحِيَتِهِمْ وَعِبَادَتِهِمْ وَزُهْدِهِمْ وَسَمْعِهِمْ وَطَاعَتِهِمْ للهِ وَرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم.


وَالْيَوْمَ نَحْنُ مَعَ رَجُلٍ عَظِيمٍ، جَلِيلِ الْقَدْرِ، رَفِيعِ الْمَنْزِلَةِ، اسْمُهُ عَبْدُاللهِ، وَحَقًّا.. فَقَدْ كَانَ عَبْدًا للهِ، عَبْدَهُ حَقَّ عِبَادَتِهِ، وَجَاهَدَ فِيه حَقَّ جِهَادِهِ، أَنْفَقَ فِي سَبِيلِهِ مَالَهُ كُلَّهُ، وَنَافَحَ عَنْ دِينِهِ، وَنَصَرَ رَسُولَهُ وَصدَّقَهُ وَآمَنَ بِهِ وَأَحَبَّهُ حُبًّا لَوْ قُسِّمَ عَلَى الأُمَّةِ لَدَخَلُوا الْجَنَّةَ بِهِ.


إِنَّهَا سِيرَةُ عَبْدِاللَّهِ بْنِ عُثْمانِ بْنِ عَامِرٍ. أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ، خَلِيفَةُ رَسُولِ اللَّهِ الْأَوَّلُ، وَالْمُؤْمِنُ بِرَسُولِ اللهِ مِنَ الرِّجَالِ الْأَوَّلُ، وَالْمُبَشَّرُ بِالْجَنَّةِ الْأَوَّلُ، رَضِيَ اللهُ عَنْه.


سَبَقَ إِلَى الإيمَانِ، وَبَادَرَ إِلَى الرُّفقَةِ، وَلاَزَمَ الصُّحْبَةَ وَاخْتُصَّ بِالْمُرَافَقَةِ فِي الْغَارِ وَالْهِجرةِ: ﴿ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لَا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْهَا ﴾ [التوبة: 40].


إنه أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ.. حَبِيبُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم وَرَفِيقُهُ، قَالَ عَنْهُ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلاً لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلاً، وَلَكِنَّهُ أَخِي وَصَاحِبَي" رواهُ مُسلمٌ. وَقَدْ قَالَ عَمْروُ بْنُ العَاصِ رضي اللهُ عنه: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الرِّجِالِ أَحَبُّ إِلَيكَ؟ قَالَ: "أَبُو بَكْرٍ" متفقٌ عليهِ.


أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ.. وُلِدَ بَعْدَ عَامِ الْفِيلِ بِسَنَتَيْنِ وسِتَّةِ أَشْهُرٍ، وَصَحِبَ الرَّسُولَ صلى الله عليه وسلم سَنَةً قَبْلَ الْبِعْثَةِ، وَسَبَقَ إِلَى الْإِسْلامِ، وَاسْتَمَرَّ مَعَهُ طِيلَةَ إقامَتِهِ فِي مَكَّةَ وَفِي الْهِجْرَةِ وَالْغَارِ، وَشَهِدَ مَعَهُ الْمَشَاهِدَ كُلَّهَا إِلَى أَنْ تُوفِّيَ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَتِ الرَّايَةُ مَعَه يَوْمَ تَبُوكَ، وَحَجَّ بِالنَّاسِ فِي السَّنَةِ التَّاسِعَةِ فِي حَيَاةِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم، وَاسْتَمَرَّ خَلِيفَةَ الْأرْضِ بَعْدَ وَفَاتِهِ عَلَيهِ الصَّلاَةُ وَالسّلامُ، وَلُقِّبَ بِخَلِيفَةِ رَسُولِ اللهِ.


كَانَ رَضِيَ اللهُ عنه أَبْيَضَ، نَحِيفًا، خَفِيفَ الْعَارِضَيْنِ لاَ يَسْتَمْسِكُ إِزَارُهُ عَلَى حِقْوَيْهِ؛ لِشِدَّةِ نَحَافَتِهِ، قَلِيلَ لَحْمِ الْوَجْهِ، غَائِرَ الْعَيْنَيْنِ، نَاتِئَ الْجَبْهَةِ.


إنَّهُ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ.. إِذَا أَرَدْنَا أَن نَذْكُرَ خُلُقَهُ وَعِبَادَتَهُ فَإِنَّهُ الْبَدْرُ إِنْ رُمْتَ بَدْرًا، وَهُوَ الشَّمْسُ إِنْ أَرَدْتَ شَمْسًا، فَقَدْ جَمَعَ الْفَضَائِلَ كُلَّهَا، فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَشْبَهَ بِالْحَبيبِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم مِنْه؛ كَانَ صَدِّيقًا أَوَّاهً، شَدِيدَ الْحَيَاءِ، كَثِيرَ الْوَرَعِ، حازِمًا، رَحِيمًا، كَرِيمًا، شَرِيفًا، غَنِيًّا بِمَالِهِ وِجَاهِهِ وَأخْلاقِهِ، لَمْ يَشْرَبِ الْخَمْرَ قَطُّ؛ لِأَنَّهُ سَلِيمُ الْفِطْرَةِ، سَلِيمُ الْعَقْلِ. وَلَمْ يَعْبُدْ صَنَمًا قَطُّ، بَلْ يُكْثِرُ التَّبَرُّؤُ مِنْهَا، وَلَمْ يُؤْثَرْ عَنْهُ الْكَذِبُ قَطُّ.

 

إنَّه أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ.. يَكْفِي مِنْ فَضَائِلِهِ أنَّ الذِي مَدَحَهُ هُو رَسولُ اللهِ، فقَد قَالَ عَنهُ صلى الله عليه وسلم: "إِنَّ أَمَنَّ النَّاسِ عَلَيَّ فِي صُحْبَتِهِ وَمَالِهِ أَبُو بَكْرٍ، وَلَوْ كُنْتُ مُتَّخِذًا خَلِيلًا مِنْ أُمَّتِي لاَتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ، وَلَكِنْ أُخُوَّةُ الإِسْلاَمِ وَمَوَدَّتُهُ" متفقٌ عليهِ. وَقَالَ صلى الله عليه وسلم عَنْهُ: "إِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي إِلَيْكُمْ فَقُلْتُمْ كَذَبْتَ، وَقَالَ أَبُو بَكْرٍ صَدَقَ، وَوَاسَانِي بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ" رَوَاهُ البخاريُّ. وَهُوَ القَائلُ صلى الله عليه وسلم: "مَا لِأَحَدٍ عِنْدَنَا يَدٌ إِلَّا وَقَدْ كَافَيْنَاهُ مَا خَلَا أَبَا بَكْرٍ فَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا يَدًا يُكَافِئُهُ اللَّهُ بِهِ يَوْمَ القِيَامَةِ، وَمَا نَفَعَنِي مَالُ أَحَدٍ قَطُّ مَا نَفَعَنِي مَالُ أَبِي بَكْرٍ" رَوَاهُ الترمذيُّ.


إنَّه أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ.. صَاحِبُ الْعِبَادَةِ وَالطَّاعَةِ الَّتِي لَمْ يَلْحَقْ بِهِ أحَدٌ؛ صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْفَجْرَ ذَاتَ يَوْمٍ بِأَصْحَابِهِ، فَلَمَّا قَضَى صَلاَتَهُ قَالَ: "مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ صَائِمًا؟" قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَا، قَالَ: "فَمَنْ تَبِعَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ جَنَازَةً؟" قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَا، قَالَ: "فَمَنْ أَطْعَمَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مِسْكِينًا؟" قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَا، قَالَ: "فَمَنْ عَادَ مِنْكُمُ الْيَوْمَ مَرِيضًا؟" قَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ: أَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا اجْتَمَعْنَ فِي امْرِئٍ، إِلَّا دَخَلَ الْجَنَّةَ" رواهُ مُسلمٌ.


إنَّه أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ.. قَارِئُ القُرآنِ وجَامِعُهُ، رَقيقُ القَلْبِ عِندَ تِلاوتِهِ، لا يَملِكُ دُموعَهُ إذَا قَرأَهُ، كَانَ رَجُلاً أَسِيفًا سَرِيعَ البُكاءِ، إذَا صَلَّى بالناسِ لَمْ يَسمَعُوا قِرَاءَتَهُ مِنَ البُكَاءِ.. كمَا وَصَفَتْهُ ابْنَتُهُ عَائشةُ رَضي اللهُ عَنهَا.


إنَّه أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ.. صَاحِبُ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ الَّتِي يَدْخُلُ مِنْهَا جَمِيعًا؛ ففي الصحيحينِ مِن حديثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، نُودِيَ مِنْ أَبْوَابِ الجَنَّةِ: يَا عَبْدَ اللَّهِ هَذَا خَيْرٌ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلاَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلاَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الجِهَادِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ "، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا عَلَى مَنْ دُعِيَ مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ، فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ كُلِّهَا، قَالَ: "نَعَمْ وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ".


صَدَقةٌ وجِهادٌ.. صَلاةٌ وصِيامٌ.. لَقدْ حُقَّ لِعُمَرَ وَعَلِيٍّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا أَنْ يَقُولا: (مَا اسْتَبَقْنَا إِلَى خَيْرٍ قَطُّ إِلَّا سَبَقَنَا إِلَيْهِ أَبُو بَكْرٍ) رَوَاهُ أَحمدُ والطَّبَرَانِيُّ.


إنَّه أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ.. صَاحِبُ الْحُبِّ الشَّدِيدِ وَالْفِدَاءِ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ يُحَدِّثُ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ رَضِيَ اللهُ عَنْه يَقُولُ: جَلَسَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ يَوْمًا فَقَالَ: "إِنَّ عَبْدًا خَيَّرَهُ اللَّهُ بَيْنَ أَنْ يُؤْتِيَهُ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا مَا شَاءَ، وَبَيْنَ مَا عِنْدَهُ، فَاخْتَارَ مَا عِنْدَهُ" فَبَكَى أَبُو بَكْرٍ وَقَالَ: فَدَيْنَاكَ بِآبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا، فَعَجِبْنَا لَهُ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ المُخَيَّرَ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ هُوَ أَعْلَمَنَا بِهِ. متفقٌ عليهِ.

 

إنَّه أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ.. الذي أَتَى بِأَبِيهِ إلى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمَّا دَخَلَ مَكَّةَ، وَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَلَمَّا رَآهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: "هَلَّا تَرَكْتَ الشَّيْخَ فِي بَيْتِهِ حَتَّى أَكُونَ أَنَا آتِيهِ فِيهِ"، قَالَ أَبُو بَكْرٍ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، هُوَ أَحَقُّ أَنْ يَمْشِيَ إِلَيْكَ مِنْ أَنْ تَمْشِيَ أَنْتَ إِلَيْهِ، قَالَ: فَأَجْلَسَهُ بَيْنَ يَدَيْهِ، ثُمَّ مَسَحَ صَدْرَهُ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: "أَسْلِمْ". فَأَسْلَمَ. رواهُ أَحمدُ. نَعَم.. أَتَى بأَبيهِ مَعَ كِبَرِ سِنِّهِ؛ لأنَّ محبَّةَ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وتَعظِيمَهُ أَكبرُ مِن مَحبَّتِهِ وتَعظِيمِهِ لأَبِيهِ؛ وهذِه لا تَدلُّ على شَيءٍ كَدَلالَتِهَا على صِدقِ المحَبَّةِ وقُوَّةِ الاتِّباعِ.


إنَّه أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ.. صَاحِبُ الصَّدقَةِ والكَرمِ والإِنفَاقِ؛ فلَقَدْ أَنفَقَ مَالَهُ كُلَّهُ طَواعيةً للهِ ولرسُولِهِ صلى الله عليه وسلم؛

قالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ "أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمًا أَنْ نَتَصَدَّقَ، فَوَافَقَ ذَلِكَ مَالًا عِنْدِي، فَقُلْتُ: الْيَوْمَ أَسْبِقُ أَبَا بَكْرٍ إِنْ سَبَقْتُهُ يَوْمًا، فَجِئْتُ بِنِصْفِ مَالِي، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا أَبْقَيْتَ لِأَهْلِكَ؟"، قُلْتُ: مِثْلَهُ، قَالَ: وَأَتَى أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِكُلِّ مَا عِنْدَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "مَا أَبْقَيْتَ لِأَهْلِكَ؟" قَالَ: أَبْقَيْتُ لَهُمُ اللَّهَ وَرَسُولَهُ، قُلْتُ: لَا أُسَابِقُكَ إِلَى شَيْءٍ أَبَدًا. رواهُ أبو دَاودَ.


إنَّه أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ.. الَّذِي نَالَ مِنْه أَقوَامٌ بِأَلْسِنَتِهِمْ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيهِ، ثُمَّ قَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ! لَيْسَ أحَدٌ مِنْكُمْ أَمَنَّ عَلَيَّ فِي ذَاتِ يَدِهِ وَنَفْسِهِ مِنْ أَبِي بَكْرٍ. ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى حَسَانَ فَقَالَ: هَاتِ مَا قُلْتَ فِيَّ وَفِي أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ حَسَّانُ:

إذَا تَذَكَّرْتَ شَجْواً مِنْ أَخٍ ثِقَةٍ

فَاذْكُرْ أَخَاكَ أبا بَكْرٍ بِمَا فَعَلا

التَّالِيَ الثَّانِيَ المَحْمُودُ شِيمَتُهُ

وأَوَّلُ النَّاسِ طُرَّاً صَدَّقَ الرُّسُلا

والثَّانِيَ اثْنَيْنِ في الغَارِ الْمُنِيفِ وَقَدْ

طَافَ العَدُوُّ بهِ إذْ صَعَّدَ الجَبَلا

خَيرُ البَرِيَّةِ أَتقَاهَا وَأَرْأَفُهَا

بَعْدَ النّبيِّ، وأَوْفَاهَا بِمَا حَمَلا

فقَالَ صلى الله عليه وسلم: "صَدَقْتَ يَا حَسَّانُ".

 

تُوفِّيَ الصديقُ يَوْمَ الاثنَيْنِ، أَوْ لَيْلَةَ الثُّلاَثَاءِ، لِثَمانٍ بَقِينَ مِنْ جُمَادَى الْأُوْلَى سَنَةَ ثَلاثَ عَشْرَةَ مِنَ الْهِجْرَةِ، وَهُوَ ابْنُ ثَلاثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً. وَصَلَّى عَلَيهِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي الْمَسْجِدِ، وَدُفِنَ لَيْلاً فِي بَيْتِ عَائِشَةَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَرَضِيَ اللهُ عَنِ الصِّدِّيقِ وَأَرْضَاهُ، وَجَعَلَنَا مِمَّنْ يَقْتَفُونَ أثَرَهُ وَيَسِيرُونَ عَلَى نَهْجِهِ، وَجَمَعَنَا بِهِ فِي جَنَّتِهِ مَعَ الْحَبيبِ الْمُصْطَفَى صلى الله عليه وسلم.. وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.

 

الخطبة الثانية

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لَا نُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْهِ، جَلَّ شَأْنُهُ وَتَقَدَّسَتْ أَسْماؤُهُ وَلَا إلَهَ غَيْرُهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إلَهَ إلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ صلى الله عليه وسلم.. أَمَّا بَعْدُ:

فهَذِهِ هِيَ حَياةُ الصِّديقِ وتِلكَ لَمَحاتٌ مِن حَياتِهِ، كانَ مِثَالاً وقُدوَةً في الصِّدقِ معَ اللهِ ورَسولِهِ، مِثالاً رَائِعاً انقَطَعَ نَظِيرُهُ في مَحبَّةِ النِّبيِّ صلى الله عليه وسلم، قُدوةً صَالِحةً نَافِعةً في العِبَادَةِ والتَّقوَى.. إنَّهُ المحِبُّ الصَّادِقُ، والمُطِيعُ العَابِدُ.. هُوَ الْمُحِبُّ لرَبِّهِ الْمُتَّبِعُ لِنَبِيِّهِ، تَجِدُهُ صَادِقًا في مَحبَّتِهِ، فَلا حَلالَ عِندَه إلاَّ مَا أَحلَّهُ اللهُ ورسولُهُ، ولا حَرامَ إلاَّ ما حَرَّمَهُ اللهُ ورسولُهُ، ولا مَحبوبَ لَديهِ إلاَّ مَن أَحبَّهُ اللهُ ورسولُهُ، ولا مَكروهَ إلاَّ مَنْ كَرِهَهُ اللهُ ورسولُهُ..


فأينَ نحن مِنْ هَذِه المَواقفِ.. أينَ مَن يتُركونَ الصَّلاةَ عَن هذَا الصِّدقِ؟ أينَ مَن يَبْخَلُونَ بأَموَالِهِمْ عَن هَذَا الصِّدقِ؟ أينَ مَن يَهجُرُونَ كِتَابَ اللهِ عَن هذَا الصِّدقِ؟!

أين مَن ينامونَ عَن الفجرِ عَن هذا الصِّدقِ؟ أينَ مَن يشاهدونُ ويَسمعونَ الحرامَ ويتركونَ أَهلِيهمْ وبناتِهِم للشَّاشَاتِ عَن هذَا الصِّدقِ؟! أينَ الذِينَ يُقطِّعُونَ أَرحَامَهُمْ عَن هذَا الصِّدقِ؟! أينَ أَنتُم أيُّها الصَّادِقُونَ.. أَين أَنتُم يا مَن تُحبُّونَ اللهَ ورسُولَه.


نَسْأَلُ اللهَ تعَالى أَنْ يُوَفِّقَنَا لِمَا فِيهِ مَرْضَاتُهُ، وَأَنْ يُوَفِّقَنَا لاتِّبَاعِ سُنَّةِ نَبِيِّهِ والسَّيْرِ علَى هَدْيِهِ، إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ مُجِيبٌ.


اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَجْزِيَ آبَاءَنَا وَأُمَّهَاتِنَا عَنَّا خَيْرَ الْجَزَاءِ.. اللَّهُمَّ اجْزِهِمْ عَنَّا رِضَاكَ وَالْجَنَّةَ.. اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُمْ وَارْحَمْهُمْ وَعَافِهِمْ واعْفُ عَنْهُم

اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا الصَلاةَ والصِّيَامَ والقِيَامَ، اللهُمَّ أَعْتِقْ رِقَابَنَا وَرِقَابَ آبَائِنَا وأُمَّهَاتِنَا مِنَ النَّارِ.

اللهمَّ اجْعَلْنَا في رمضانَ مِنَ الفَائِزِينَ، واجْعَلْنَا عندكَ مِنَ الْمَقْبُولِينَ الْمُقَرَّبِينَ برحمتكَ يا أَرحمَ الراحمينَ.

اللَّهُمَّ انْصُرِ الإِسْلامَ وأَعِزَّ الْمُسْلِمِينَ، وَأَعْلِ بِفَضْلِكَ كَلِمَةَ الْحَقِّ والدِّينِ، وَمَكِّنْ لِعِبَادِكَ الْمُوَحِّدِينَ، واغْفِرْ لَنَا وَلِجَمِيعِ الْمُسْلِمِينَ والْمُسْلِمَاتِ الأَحْيَاءِ مِنْهُمْ والأَمْوَاتِ.

اللهُمَّ انْصُرْ إِخْوَانَنَا فِي مَشَارِقِ الأَرضِ ومَغَارِبِهَا، اللهُمَّ انْصُرْهُمْ علَى عَدُوِّكَ وَعَدُوِّهِمْ، وَرُدَّهُمْ سَالِمِينَ غَانِمِينَ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وبالإِجَابَةِ جَدِيرٌ، وأَنْتَ حَسْبُنَا وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مقتطفات من سيرة أبي بكر الصديق
  • أول خليفة في الإسلام أبو بكر الصديق
  • أبو بكر الصديق الرجل الثاني في الإسلام
  • أبو بكر الصديق القدوة الثاني
  • من هو أبو بكر الصديق؟
  • أبو بكر الصديق رضي الله عنه (خطبة)
  • عشرون وجها على فضل الخليفة أبي بكر من قوله تعالى: إلا تنصروه فقد نصره الله
  • حياة أبي بكر الصديق في مكة
  • حج أبي بكر الصديق بالناس (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • أسماء بنت أبي بكر ذات النطاقين رضي الله عنها وعن أبيها (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مناقب أبي بكر الصديق (رضي الله عنه) (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • نموذج من خطب أبي بكر الصديق - رضي الله عنه(مقالة - موقع د. محمد الدبل)
  • أنواع الخطابة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة جزء من حديث أبي نصر العكبري ومن حديث أبي بكر النصيبي ومن حديث خيثمة الطرابلسي(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • بدائع الفوائد تأليف الإمام أبي عبدالله محمد بن أبي بكر بن أيوب ابن قيم الجوزية (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة مسند الإمام أبي حنيفة النعمان برواية الإمام أبي بكر المقرئ(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • جزء فيه قصيدة الإمام أبي بكر بن أبي داود السجستاني في السنة الشهيرة بالحائية(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة جزء فيه حديث أبي بكر محمد بن أحمد بن أبي الحديد(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة جزء الاعتكاف وحديث أبي بكر بن بجيج والجزء الثاني من أمالي أبي القاسم بن بشران(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 23/11/1446هـ - الساعة: 18:47
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب