• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الدرس التاسع عشر: الشرك (2)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    الحذر من استبدال الأدنى بالذي هو خير
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    خطبة: اغتنام عشر ذي الحجة خير الأيام
    عبدالعزيز أبو يوسف
  •  
    إعلام النبلاء بفضل العلم والعلماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تفسير: (فأعرضوا فأرسلنا عليهم سيل العرم وبدلناهم ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    التحذير من الإسراف والتبذير
    الشيخ صلاح نجيب الدق
  •  
    استحباب أخذ يد الصاحب عند التعليم والكلام والمشي
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    مفهوم الخصائص لغة واصطلاحا وبيان أقسامها
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    خطبة: عشر ذي الحجة فضائل وأعمال
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    علام يقتل أحدكم أخاه؟! خطورة العين وسبل الوقاية ...
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    أحكام القذف - دراسة فقهية - (WORD)
    شهد بنت علي بن صالح الذييب
  •  
    إلهام الله لعباده بألفاظ الدعاء والتوبة
    خالد محمد شيت الحيالي
  •  
    الإسلام يدعو لحرية التملك
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    تفسير قوله تعالى: ﴿ قد خلت من قبلكم سنن فسيروا في ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    تخريج حديث: جاءني جبريل، فقال: يا محمد، إذا توضأت ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    قصة الرجل الذي أمر بنيه بإحراقه (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / السيرة والتاريخ / السيرة
علامة باركود

القدوة والأسوة الحسنة محمد صلى الله عليه وسلم

القدوة والأسوة الحسنة محمد صلى الله عليه وسلم
سامي بن عيضه المالكي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 3/1/2017 ميلادي - 4/4/1438 هجري

الزيارات: 134127

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

القدوة والأسوة الحسنة محمد صلى الله عليه وسلم

 

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

 

﴿ {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

 

أما بعد: فاتقوا الله حق التقوى.

أيها المسلمون: يحكي لنا الصحابي الجليل أنس بن مالك رضي الله عنه قصة حدثت أمامه: تخيلوا هذا المشهد.. اسمعوا ماذا يقول..

 

يقول: كنت أمشي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعليه رداءٌ نجرانيٌ غليظ الحاشية. فأدركه أعرابيٌ، فجبذه جبذةً شديدةً، حتى انشق البُرد، وحتى بقيت حاشيتهُ في عنق رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ونظرت إلى صفحةِ عنقِ رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وقد أثرت بها حاشيةُ الرداء ثم قال: يامحمد، مُر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فضحك، ثم أمر له بعطاء.

 

يشد الرداء ثم يناديه بإسمه، ويطلب منه مال، ثم يلتفت إليه القدوة الحسنة ويضحك.. يالله.. ما أجمل هذا الخلق.. ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].

يأتي الجهول يشده من ثوبه
فانشق من جذبِ الجهولِ الجاني
ضحكَ النبيُ له، وأعطاهُ الذي
يرجو بلا عنفٍ ولا حرمانِ
ويبول جاهلهم بمسجده، فلم
يزجره بالتعنيفِ قبل بيان
إن المساجد عظمت حرماتها
ليست لهذاكَ الأذى بمكان

 

يكفيك قول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (كان خلقه القرآن).. يرضى لرضاه ويغضب لغضبه، لم يكن فاحشاً ولا متفحشاً، ولا صخاباً في الأسواق، ولا يجزي السيئة بالسيئة، ولكن يعفو ويصفح.

 

يقول الرحيم عز وجل: ﴿ لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ﴾ [الأحزاب: 21].

 

قدوةٌ في العفو والصفح، قدوةٌ في الحياء، قدوة في الشفقة والرحمة: عن مالك بن الحويرث قال: (أتيت النبي - صلى الله عليه وسلم - في نفرٍ من قومي، فأقمنا عنده عشرين ليلة، وكان رحيماً رقيقاً... إلى آخر الحديث).

 

كيف لا وقد قال الله عز وجل عنه: ﴿ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ ﴾ [الأنبياء: 107].

 

قدوةٌ في المحافظة على حسن العهد، قدوةٌ في التواضع: كان يمر على الصبيان، فيسلم عليهم، وكانت الجارية تأخذ بيده، وتنطلق به حيثُ شاءت، وكان يخصف نعله، ويرقع ثوبه، ويحلب شاته، ويجالس المساكين، ويمشي مع الأرملة واليتيم في حاجتهما، ويجيب دعوةَ من دعاه ولو إلى أيسر شيء، ويعود المريض، ويشهد الجنازة، ويركب الحمار، ويجيب دعوة العبد.

 

قدوةٌ في الشجاعة: عن البراء بن عازب قال: (كنا والله إذا احمر البأسُ نتقي به، وإن الشجاعَ منا للذي يحاذي به- يعني النبي - صلى الله عليه وسلم -).

 

قدوةٌ في الجود والكرم: عن أنس بن مالك قال: جاء رجلٌ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فأعطاه غنماً بين جبلين، فرجع إلى قومه، فقال: ياقوم، أسلموا، فإن محمداً يعطي عطاءً لا يخشى الفاقة).

 

قدوةٌ في الخشية والخوف من الله: عن مطرفٍ عن أبيه رضي الله عنهما قال: (رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يصلي وفي صدره أزيزٌ كأزيز الرحى من البكاء - صلى الله عليه وسلم -).

 

قدوةٌ في الزهد في الدنيا والتنزه عن مكاسبها: دخل عليه عمر وهو على حصيرٍ ما بينه وبينه شيءٌ وتحت رأسه وسادةٌ من أدمٍ (أي: جلد) حشوها ليف، وعند رأسه أهبٌ معلقةٌ، قال عمر: فرأيت أثر الحصير في جنبه، فبكيت، فقال: (ما يبكيك؟)، فقلت: يارسول الله إن كسرى وقيصر فيما هما فيه، وأنت رسول الله، فقال: (أما ترضى أن تكون لهمُ الدنيا، ولنا الآخرة).

 

قدوةٌ في الثبات مع اليقين بوعد الله، قدوةٌ في الصبر على الناس والعفو عن المسيء، قدوةٌ في كثرة الاستغفار والتوبة، قدوة في العبادة، قدوةٌ في الصدقة، قدوةٌ في ذكره لله تعالى، قدوةٌ في صلاته وصيامه وزواجه، قدوةٌ في الحج: وقد أمرنا أن نقتدي به في الحج بقوله: (لتأخذوا عني مناسككم).

 

الاقتداء بالنبي - صلى الله عليه وسلم - لا يقتصر على صفاته المعنوية، بل يتعدى ذلك، ليشمل الاقتداء به في جوانب حياته العملية، فهديه في ذلك - صلى الله عليه وسلم - أكمل هدي، يقتدي به المسلم.

 

ففي الطعام والشراب: لا يردُ موجوداً، ولا يتكلف مفقوداً.

 

في النوم والاستيقاظ: كان إذا أراد أن ينام وضع يده تحت رأسه ثم قال: (اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك).

 

قدوةٌ في كلامه وسكوته وضحكه وبكائه: كان إذا تكلم، تكلم بكلام مفصل مبين يعده العاد، ليس بهذّ مسرع لا يُحفظ، ولا منقطع تتخلله السكتات بين أفراد الكلام، بل هديه فيه أكمل الهدي، وكان كثيراً ما يعيد الكلام ثلاثاً ليعقل عنه.

 

قدوةٌ في خطبته: كان إذا خطب، احمرت عيناه، وعلا صوته، واشتد غضبه حتى كأنه منذرُ جيشٍ، لا يخطب خطبةً إلا افتتحها بحمد الله.

 

قدوةٌ في المعاملات: كان أحسن الناس معاملةً. باع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واشترى وآجر واستأجر، وشارك غيره، ولما قدم شريكه قال: أما تعرفني؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: (أما كنت شريكي؟ فنعم الشريك كنت لا تداري ولا تماري).

 

قدوةٌ في عيادة المرضى: كان يدنو من المريض، ويجلس عند رأسه، ويسأله عن حاله، فيقول: (كيف تجدك؟)، وكان يمسح بيده اليمنى على المريض، ويقول: (اللهم رب الناس، اذهب البأس، واشفه أنت الشافي، لا شفاء إلا شفاؤك شفاءً لا يغادر سقماً).

 

قدوةٌ في سنن الفطرة: كان يعجبه التيمن في تنعله، وترجله، وطهوره، وأخذه وعطائه، وكانت يمينه لطعامه وشرابه، ويساره لخلائه ونحوه من إزالة الأذى.

كان هديه في حلق الرأس تركه كله، أو أخذه كله، ولم يكن يحلق بعضه، ويدع بعضه.

وكان يحب السواك، ويستاك مفطراً وصائماً، وعند الانتباه من النوم، وعند الوضوء، والصلاة، ودخول المنزل.

 

ماذا بقي من جوانب حياته لم نذكره، جوانب سيرة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - كلها مشرقة، تلكم السيرة العطرة التي تزين الدهر بها، و أضاءت العقول و القلوب، و لم يمر و لن يمر على تاريخ البشرية مثلها.

وسعَ النبيُ بحلمهِ وأناتهِ
أهل النفاقِ على مدى الأيام
متحملاً منهم أذاهم صابراً
يعفو برغمِ فداحةِ الإجرام
لو كانَ عاقبَ واحداً لتلقفت
ولهوّلتهُ وسائلُ الإعلام
ولصوروا الفردَ الوحيدَ كأنه
أممٌ أبيدت في النهارِ الدامي
أما إذا قتلَ الألوفُ وشرّدوا
منا فذلك تحتَ جنحِ ظلام

 

عِبَادَ اللهِ: نحن اليوم في أمسّ الحاجة إلى القدوة الصالحة والمثل الأعلى بسبب الضعف الذي لحق ببعض المسلمين من خلال غياب القدوة وغلبة الأهواء وإيثار المصالح الخاصة، وتشتد الحاجة إلى الأسوة الحسنة في هذه الفترة العصيبة التي تمرُّ بها كثيرا من بلدان المسلمين،فإذا أردنا أن يحقق الله لنا النصر والتمكين فلابد من العمل بالكتاب المبين والإقتداء بسيد المرسلين - صلى الله عليه وسلم - والعودة إلى اتباع سبيل المؤمنين والتابعين ومن تبعهم بإحسان.

 

إلى يوم الدين.ولهذا كان أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - أعظم الناس فوزاً بعد النبيين بالثناء العظيم، والوعد من الله بغاية التكريم، والرضوان والنعيم المقيم، وذلك لحسن اقتدائهم به، وكمال اتباعهم له، وصدق إيمانهم به، وهكذا من اتبعهم بإحسان من قرون الأمة فإنه يلحق بهم ويفوز برفقتهم، قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [التوبة: 100]

أقول قولي هذا وأستغفر الله...

 

الخطبة الثانية

الحمد لله على إحسانه وامتنانه، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، وبعد:

أيها المسلمون: حثنا النبي - صلى الله عليه وسلم - على الاقتداء بأبي بكر وعمر فَعَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: « اقْتَدُوا بِاللَّذَيْنِ مِنْ بَعْدِي أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ » رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.

 

وأوصانا كذلك - صلى الله عليه وسلم - بإِتِّبَاعِ سُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ فعَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ قَالَ وَعَظَنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - يَوْمًا بَعْدَ صَلاَةِ الْغَدَاةِ مَوْعِظَةً بَلِيغَةً ذَرَفَتْ مِنْهَا الْعُيُونُ وَوَجِلَتْ مِنْهَا الْقُلُوبُ فَقَالَ رَجُلٌ إِنَّ هَذِهِ مَوْعِظَةُ مُوَدِّعٍ فَمَاذَا تَعْهَدُ إِلَيْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ « أُوصِيكُمْ بِتَقْوَى اللَّهِ وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ وَإِنْ عَبْدٌ حَبَشِيٌّ فَإِنَّهُ مَنْ يَعِشْ مِنْكُمْ يَرَى اخْتِلاَفًا كَثِيرًا وَإِيَّاكُمْ وَمُحْدَثَاتِ الأُمُورِ فَإِنَّهَا ضَلاَلَةٌ فَمَنْ أَدْرَكَ ذَلِكَ مِنْكُمْ فَعَلَيْهِ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الْخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الْمَهْدِيِّينَ عَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ » رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ الأَلبَانيُّ.

 

عِبَادَ اللهِ: ومن القدوة الصالحة المحمودة اقتداء الذرية بالآباء الصالحين فيما هم عليه من الصلاح والاستقامة، فإن ذلك من أسباب رفعة الدرجات واجتماعهُم بذريتهم في الجنة قَالَ تَعَالَى: ﴿ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ ﴾ [الطور: 21]. قَالَ الْإِمَامُ ابْنُ كَثِيرٍ -يرحمه الله - فِي تَفْسِيرِهِ لِهَذِهِ الْآيَةِ: يُخْبِرُ تَعَالَى عَنْ فَضْلِهِ وَكَرَمِهِ وَامْتِنَانِهِ، وَلُطْفِهِ بِخَلْقِهِ وَإِحْسَانِهِ، أَنَّ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا اتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّاتُهُمْ فِي الْإِيمَانِ، يُلْحِقُهُمْ بِآبَائِهِمْ فِي الْمَنْزِلَةِ، وَإِنْ لَمْ يَبْلُغُوا عَمَلَهُمْ لِتَقَرَّ أعين الآباء بالأبناء، فَيَجْمَعُ بَيْنَهُمْ عَلَى أَحْسَنِ الْوُجُوهِ بِأَنْ يَرْفَعَ النَّاقِصَ الْعَمَلِ بِكَامِلِ الْعَمَلِ، وَلَا يَنْقُصَ ذَلِكَ مِنْ عَمَلِهِ وَمَنْزِلَتِهِ لِلتَّسَاوِي بَيْنَهُ وَبَيْنَ ذَاكَ). انتهى كلامه رحمه الله.

 

عِبَادَ اللهِ: كونوا قدوة صالحة لمن ولاكم الله أمره، وكنوا قدوة حسنة لغيركم لتنالوا الإمامة في الدين وإنما تنال الإمامة في الدين بالصبر واليقين، الصبر على طاعة الله واليقين بصدق وعده قَالَ تَعَالَى: ﴿ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا ﴾ [الفرقان: 74].

 

أيها المسلمون:

يا أمتي والقلب يعصره الأسى *** إن الْجِراح بكل شبرٍ تُسعِرُ

 

ذكر ابن الجوزي أن جيوش النصارى أغارت على بلدة من بلاد الشام, فذهب أبو قدامة الشامي إلى المسجد، وحضر النساء والرجال، فخطب الجموع، وحين خرج، إذا هو بامرأة تعترضه وتقول: يا أبا قدامة! سمعتُ منكَ ما قلتَ على المنبر، وهذا ظرف أقدمه، علَّني أن أكتب عند الله من المجاهدات في سبيله. فقال: ماذا فيه؟ قالت: فيه ضفيرتان من شعري، والله! لم أجد ما أقدمه أغلى من هاتين الضفيرتين، اجعلهما لجاماً لفرسك في سبيل الله، علّ الله أن يكتبني في عداد المجاهدات في سبيله، فأجهش أبو قدامة بالبكاء، وقال: والله! هذا هو أول النصر.

 

هذه بشارة النصر؛ أن تُقدِّم امرأةٌ شعرها يوم لم تجد ما تقدمه إلا هذا، جادت بما لديها يوم لم تجد إلا شعرها وهو أعز ما لديها، فأخذه وجعله لجام فرسه، ونصرهم الله, حين تحمل الكل مسؤوليته، حتى غير الواجد للمال.

 

عبد الله: وقلِّب الطرف في تاريخ المسلمين تجد أن دعم المال له رواج عند المسلمين، وله دور في إعزاز كلمة الدين.

 

كم أنفق عثمان لتجهيز الجيوش, حتى قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما ضرّ عثمان ما فعل بعد اليوم". كم تصدق ابن عوف لشراء النوق للمجاهدين!.

 

في المسلمين خير كثير, وحرقةٌ لنصرة الدين، وذاك خيرٌ, ولكننا نحن ينبغي أن يكون لنا دور في عون إخواننا في بلاد الشام بالمال والدعاء، يقول نبي الأمة -صلى الله عليه وسلم-: "جَاهِدُوا الْمُشْرِكِينَ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَأَلْسِنَتِكُمْ" رواه أبو داود.

 

وقد انطلقت قبل أيام حملة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز (حفظه الله) لمساعدة اخواننا في سوريا، عبر حملة واضحة، وحساب بنكي واضح، للتبرع عن طريقه أو عن طريق الجوال بإرسال الرسائل القصيرة، فالله الله في الوقوف مع إخواننا في حلب وسوريا عامة..... فهناك المريض والجريح والمحتاج والفقير وكبير السن والضعيف واليتيم والارملة. علنا بإذن الله نكتب من المجاهدين في سبيل الله يوم القيامة..

أبر الناس أرحمهم جميعاً
رسول الله، وهو بها جدير
يرى الفقرَا فيحزنُ إذ رآهم
وهم من حوله جمٌ غفيرُ
ويدعو للنّدى حتى إذا ما
كفوهم قام يعلوه السرورُ
يقاسمهم إذا جاءوا غذاهُ
ويؤثرهم به، وهو الأثيرُ

ألا صلوا وسلموا على القدوة الحسنة...

 

اللهم انصر الإسلام والمسلمين.. اللهم دمر اعداءك أعداء الدين.. اللهم أصلح ولاة أمورنا وارزقهم البطانة الصالحة... اللهم انصر جنودنا البواسل الذين يقفون على الحدود، اجمع كلمتهم وسدد رميهم، وردهم إلى أهليهم سالمين غانمين.. اللهم اغفر لنا ولوالدينا.. واعنا على برهم احياءً وامواتا.. اللهم اهد شباب المسلمين... ربنا ظلمنا أنفسنا كثيراً.. ربنا آتنا في الدنيا حسنة.. سبحان ربك رب العزة عما يصفون...





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • رحمة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم
  • محمد صلى الله عليه وسلم والوحي
  • قبسات من أخلاق النبي محمد صلى الله عليه وسلم
  • صور من طفولة النبي محمد صلى الله عليه وسلم
  • أخلاق النبي محمد صلى الله عليه وسلم
  • قالوا عن النبي محمد صلى الله عليه وسلم
  • جمال وجه الرسول وبشاشته صلى الله عليه وسلم
  • الإنسان الكامل محمد صلى الله عليه وسلم
  • أثر القدوة في سرعة الاستجابة

مختارات من الشبكة

  • طرق للوقاية من مشكلات المراهقين(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • معنى القدوة وأقسامها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • النبي - صلى الله عليه وسلم - القدوة والأسوة(مقالة - ملفات خاصة)
  • الأسوة الحسنة وخطر القدوة السيئة(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن صالح القصيِّر)
  • القدوة القدوة أيها الآباء(مقالة - آفاق الشريعة)
  • نبينا صلى الله عليه وسلم القدوة الحسنة(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مفهوم القدوة وأثره على الفرد والمجتمع(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • القدوة الحسنة في ضوء القرآن الكريم لناصر بن محمد عبد الماجد(مقالة - ثقافة ومعرفة)
  • شمولية القدوة في حياة نبي الأسوة صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حاجتنا إلى القدوة الحسنة(محاضرة - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • ختام ناجح للمسابقة الإسلامية السنوية للطلاب في ألبانيا
  • ندوة تثقيفية في مدينة تيرانا تجهز الحجاج لأداء مناسك الحج
  • مسجد كندي يقترب من نيل الاعتراف به موقعا تراثيا في أوتاوا
  • دفعة جديدة من خريجي برامج الدراسات الإسلامية في أستراليا
  • حجاج القرم يستعدون لرحلتهم المقدسة بندوة تثقيفية شاملة
  • مشروع مركز إسلامي في مونكتون يقترب من الانطلاق في 2025
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 23/11/1446هـ - الساعة: 18:47
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب