• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    محاضرة عن الإحسان
    د. عطية بن عبدالله الباحوث
  •  
    ملامح تربوية مستنبطة من قول الله تعالى: ﴿يوم تأتي ...
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    نصوص أخرى حُرِّف معناها
    عبدالعظيم المطعني
  •  
    فضل العلم ومنزلة العلماء (خطبة)
    خميس النقيب
  •  
    البرهان على تعلم عيسى عليه السلام القرآن والسنة ...
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    الدرس السادس عشر: الخشوع في الصلاة (3)
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    القرض الحسن كصدقة بمثل القرض كل يوم
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الليلة التاسعة والعشرون: النعيم الدائم (2)
    عبدالعزيز بن عبدالله الضبيعي
  •  
    حكم مشاركة المسلم في جيش الاحتلال
    أ. د. حلمي عبدالحكيم الفقي
  •  
    غض البصر (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    كيف تقي نفسك وأهلك السوء؟ (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    زكاة الودائع المصرفية الحساب الجاري (PDF)
    الشيخ دبيان محمد الدبيان
  •  
    واجب ولي المرأة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    وقفات مع القدوم إلى الله (9)
    د. عبدالسلام حمود غالب
  •  
    علامات الساعة (1)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    تفسير: (يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان ...
    تفسير القرآن الكريم
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / عقيدة وتوحيد / الملائكة
علامة باركود

التفاضل بين الملائكة وصالحي البشر

التفاضل بين الملائكة وصالحي البشر
الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 22/6/2016 ميلادي - 16/9/1437 هجري

الزيارات: 11091

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

التفاضل بين الملائكة وصالحي البشر

 

إنَّ الحمدَ لله، نحمَدُه ونستعينُه ونستغفرُه، ونعوذُ بالله من شرورِ أنفسِنا ومن سيئاتِ أعمالِنا، من يهدِه اللهُ فلا مضلَّ له، ومن يضللْ فلا هاديَ له، وأشهدُ أن لا إلهَ إلا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، وأشهدُ أنَّ محمَّداً عبدُه ورسولُه.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب:70، 71].

 

أما بعد: فإن أصدق الحديث كتاب الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمَّدٍ صلى الله عليه وآله وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعةٍ ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.

 

أعاذنا الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين.

 

خطبتنا اليوم عن خلقين من خلق الله، الملائكة عليهم السلام، والإنس؛ البشر والصلة بينهما، الملائكة مخلوقات الله عز وجل، خلقهم الله من نور، ولم يمروا بأطوار التخليق، لم يمروا من أصلاب، ولا من أرحام، ولم يمروا بنطفة وعلقة ومضغة وأجنة في البطون، لم يمروا بالطفولة والشباب، والشيخوخة والمراهقة، لم يمروا بمثل هذه الأشياء، خلقهم الله من نور، أجسامهم شفافة، لا يحجزها شيء، تخترق كل ما أمامها، وفي سرعة رهيبة وأحجامهم هائلة، لا يعلم مقدارها إلا من خلقها، وهم مع هذه الأحجام في طاعة مستمرة دائمة لا تنقطع، كما قال الله في وصفهم: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلَائِكَةٌ غِلَاظٌ شِدَادٌ لَا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ ﴾ [التحريم: 6].

 

عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله تعالى عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "أُذِنَ لِي أَنْ أُحَدِّثَ عَنْ مَلَكٍ مِنْ مَلَائِكَةِ اللَّهِ مِنْ حَمَلَةِ الْعَرْشِ، إِنَّ مَا بَيْنَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ إِلَى عَاتِقِهِ مَسِيرَةُ سَبْعِ مِائَةِ عَامٍ". (د) (4727).

 

وإذا كان جبريل عليه السلام كُرْسِيُّه بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ. (خ) (4)، يجلس عليه! فلا يعلم مقدار حجمه إلا الذي خلقه سبحانه!

 

الملائكة؛ هم ذوو أجنحة -هكذا خلقهم الله- كما قال الله تعالى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [فاطر: 1].

 

وثبت أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم «رَأَى جِبْرِيلَ، لَهُ سِتُّمِائَةِ جَنَاحٍ». (خ) (3232).

وهم في عبادة وطاعة، وركوع وسجود، وتقديسٍ لا ينقطع، لا يفترون ولا يسأمون، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله =تعالى= عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("إِنِّي أَرَى مَا لَا تَرَوْنَ، وَأَسْمَعُ مَا لَا تَسْمَعُونَ، أَطَّتْ السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ") =أي صار لها صوت من كثرة ما فيها من مخلوقات، و[الأَطِيطُ: نَقِيضُ صوتِ المـَحامِل والرِّحال إِذا ثَقُل عليها الرُّكبان..]= ("مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعَ، إِلَّا وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا للهِ") (3) ("فَذَلِكَ قَوْلُ الْمَلَائِكَةِ: ﴿ وَمَا مِنَّا إِلَّا لَهُ مَقَامٌ مَعْلُومٌ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الصَّافُّونَ * وَإِنَّا لَنَحْنُ الْمُسَبِّحُونَ ﴾") (ت) (2312)، (جة) (4190)، (طب) (9042)، انظر الصَّحِيحَة: (1059)، (1722)، والصُّعُدات: الطرق. والجُؤار: رَفْع الصَّوت والاسْتِغاثة.

 

خلقهم الله ليقوموا بشئون خلقه، وقد وكلهم الله بالمخلوقات، فمنهم من هو موكَّلٌ بالبرق والرعد والسحب والأمطار يسوقونها بأمر الله حيث يشاء الله، فتسوقها الملائكة بأمر الله سبحانه وتعالى فيروون منها ما يشاءون من الزروع والأشجار والثمار.

ومنهم من هو موكّلٌ بالشمس والقمر والليل والنهار.

ومنهم من هو موكل بالنطفة بعد التخصيب، والعلقة والمضغة المخلقة وغير المخلقة، ونفخ الأرواح في الأجساد.

ومنهم من هو موكل بكتابة أعمال بني آدم.

ومنهم من هم حفظة على الناس، ومنهم من يقبض الأرواح.

ومنهم من يتلقون العبد إذا مات في قبره، فيسألونه فيعذبونه أو ينعمونه.

ومنهم من هو موكل بالجنة وتزيينها وتهيئتها؛ استعدادا لأهلها.

ومنهم من يوقدون النار ويزيدونها لهبا واحتراقا وسعيرا.

 

والملائكة من خلق الله سبحانه كتب الله على الفناء فيموتون، ولم أعلم أن أحدا منهم مات أو سيموت قبل يوم القيامة، يبقى هكذا ملكا وسيموت في آخر الزمان.

 

ومع ذلك هم لا يأكلون ولا يشربون ولا يتزوجون، ولا تعتريهم أمراضٌ ولا أوجاعٌ ولا أسقام، ولا تميل بهم أهواء ولا شهوات.

 

أما نحن البشرَ؛ فأصل ُخلقنا من تراب ثم من طين، ثم صار صلصالا كالفخار، ثم نفخ فيه الروح فصار آدم، وذريته من بعده خُلِقَت أطوارا، من سلالة من ماء مهين، ثم من علقة ثم من مضغة مخلقة وغير مخلقة، ثم نفخت فيه الروح، وصار جنينا، ثم بعد الولادة أصبح طفلا، ثم مراهقا، ثم شابا وكهلا وشيخا وهرما، ثم يتوفاه ملك الموت الذي وكِّل به، وفي قبره يتولاه ملكان يسألانه فيعذبانه أو ينعمانه، ثم يوم القيامة تعيد الملائكة -بأمر الله- أرواحَ المخلوقات إلى أجسادها بأمر ربها، وتسوق فريقا إلى الجنة -نسأل الله أن نكون منهم-، وفريقا إلى السعير، -نعوذ بالله أن نكون منهم.-

 

فانظروا -يا عباد الله- إلى ملائكة الله إلى عباد الله المكرمون ﴿ وَلَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَنْ عِنْدَهُ لَا يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِهِ وَلَا يَسْتَحْسِرُونَ * يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لَا يَفْتُرُونَ ﴾ [الأنبياء: 19، 20].

 

أما نحن البشرَ؛ فينال منهم الفتورُ والتعب ُوالضعف في العبادة، ومع ذلك من البشر -أعاذنا الله منهم- من يستكبر عن عبادة ربهم ﴿ فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لَا يَسْأَمُونَ ﴾ [فصلت: 38]؛ أما نحن فيعترينا الملل والسأَم.

 

فمن جاهدَ المللَ والسأَمَ والفتورَ، وعبَدَ الله بحقٍّ ففيه شَبَهٌ من الملائكة، أيها الصائمون! فيكم شبه من الملائكة، لا تأكلون ولا تشربون ولا تستمتعون بالنساء إلى غروب الشمس، فأبشروا يا عباد الله، وأخلصوا ما بينكم وبين الله، فالملائكة يعبدون الله دون منغِّصات، والمؤمن لا يعبد الله حتى يجاهد شهواتٍ شتى وأهواءٍ مختلفة.

 

فأعداء الإنسان خمسة؛ النفس والهوى والشيطان والدنيا، والخامس؛ وهو من بني البشر؛ من اعتدى على الأرض وانتهك العرض، وسفك الدم الحرام.

 

فالصائم لا يأكل ولا يشرب، ولا يستمتع بالنساء إلى غروب الشمس رغم الحاجة الملحَّة لذلك، والملائكة لا يأكلون ولا يشربون ولا يستمتعون أبدا، ولا حاجة لهم إلى ذلك.

 

المؤمن قد يتسنَّى له زيارة بيت الله الحرامِ مراتٍ عديدة في حياته، بينما الواحد من الملائكة لا يزور بيت الله المعمور في السماء إلا مرة واحدة في حياته، ولا يرجع إليه أبدا.

 

المؤمنون المتقون يوم القيامة لهم امتياز خاص، قال سبحانه: ﴿ يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا ﴾ [مريم: 85]، الوفود الذين يأتون من بلد إلى بلد تُستَقْبل بإكرام وإعزاز، وكذلك المتقون تستقبلهم الملائكة وتحفُّهم من كلِّ مكان، معززين مكرمين، اللهم اجعلنا منهم يا رب العالمين.

 

بينما الكفار والمجرمون تسوقهم الملائكة إلى جهنم كما تساق الحيوانات إلى موضع سقياهم، بكل عنف وشدة، ﴿ وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا ﴾ [مريم: 86]، بكل ذلٍّ وهوان.

 

هذه بعض صفات المؤمنين المتقين، الذين تكون الملائكة في خدمتهم، إنهم ﴿ الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَلَا يَنْقُضُونَ الْمِيثَاقَ * وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ * وَالَّذِينَ صَبَرُوا ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً وَيَدْرَءُونَ بِالْحَسَنَةِ السَّيِّئَةَ أُولَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ * جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ﴾ [الرعد: 20- 24]

 

ما أجملها من مناسبة عظيمة! عندما ينادينا ربنا بأحبِّ صفاتنا عنده: ﴿ يَا عِبَادِ لَا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلَا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ * ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ * يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِصِحَافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَأَكْوَابٍ ﴾.


الملائكة تطوف عليكم يا عباد الله، يا أهل الجنة ﴿ وَفِيهَا مَا تَشْتَهِيهِ الْأَنْفُسُ وَتَلَذُّ الْأَعْيُنُ وَأَنْتُمْ فِيهَا خَالِدُونَ * وَتِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ * لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِنْهَا تَأْكُلُونَ ﴾ [الزخرف: 68-73].

 

هذا هو جزاء المتقين، جزاء المؤمنين، جزاء الصائمين يا عباد الله ﴿ وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا * مُتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا * وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا * وَيُطَافُ عَلَيْهِمْ بِآنِيَةٍ مِنْ فِضَّةٍ وَأَكْوَابٍ كَانَتْ قَوَارِيرَا * قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ قَدَّرُوهَا تَقْدِيرًا * وَيُسْقَوْنَ فِيهَا كَأْسًا كَانَ مِزَاجُهَا زَنْجَبِيلًا * عَيْنًا فِيهَا تُسَمَّى سَلْسَبِيلًا * وَيَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ إِذَا رَأَيْتَهُمْ حَسِبْتَهُمْ لُؤْلُؤًا مَنْثُورًا * وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا * عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا * إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا ﴾ [الإنسان: 12- 22].

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

 

الخطبة الآخرة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله المبعوث رحمة مهداة، للعالمين كافة، وآله وصحبه ومن والاه إلى يوم الدين.

هذا وغيره مما أعدته الملائكة لأهل الجنة ولأجل راحتهم؛ من مطعم ومشرب، وملبس ومسكن، ﴿ كَذَلِكَ وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ ﴾ [الدخان: 54]، ﴿ وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ ﴾ [الواقعة: 22، 23]، ﴿ فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ ﴾ [الرحمن: 56]، ﴿ حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ ﴾ [الرحمن: 72].

 

عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ أَوَّلَ زُمْرَةٍ" =أي أول جماعة= "يَدْخُلُونَ الجَنَّةَ يَوْمَ القِيَامَةِ ضَوْءُ وُجُوهِهِمْ عَلَى مِثْلِ ضَوْءِ القَمَرِ لَيْلَةَ البَدْرِ، وَالزُّمْرَةُ الثَّانِيَةُ عَلَى مِثْلِ أَحْسَنِ كَوْكَبٍ دُرِّيٍّ فِي السَّمَاءِ، لِكُلِّ رَجُلٍ مِنْهُمْ زَوْجَتَانِ؛ عَلَى كُلِّ زَوْجَةٍ سَبْعُونَ حُلَّةً" =تلبس ملابس شفافة رقية= "يُرَى مُخُّ سَاقِهَا مِنْ وَرَائِهَا". (ت) (2535) وأصله في الصحيحين.

 

وفي رواية: (من وراء اللحم). (خ) (3245). وفي رواية عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: (إِنَّ الْمَرْأَةَ مِنَ الْحُورِ الْعَيْنِ لِيُرَى مُخُّ سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ اللَّحْمِ وَالْعَظْمِ، وَمِنْ تَحْتِ سَبْعِينَ حُلَّةٍ كَمَا يُرَى الشَّرَابُ الْأَحْمَرُ فِي الزُّجَاجَةِ الْبَيْضَاءِ). (طب) (9/ 174) رقم (8864) موقوفا على ابن مسعود.

 

إذا كان هذا جمالُ وحسنُ الحورِ العين، اللاتي خلقهن الله هكذا، فلا تسأل عن جمال وحسن المرأة المؤمنة الصالحة؛ الصائمة القائمة، فهي أعلى مقاما، وأحسنُ حالا، وأرفعُ درجات؛ لأنَّ طاعتَها وعبادتها لربها بعد مجاهدة وعناء وتعب.

 

وانظر إلى نساء أهل الجنة اللاتي لم يمنعهن تعبُ الدنيا ومشقتها وشهواتها وزينتُها عن عبادة ربها وطاعتها لمولاها، وامتثال أوامره، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "لَوْ أَنَّ امْرَأَةً مِنْ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ اطَّلَعَتْ إِلَى الْأَرْضِ، لَأَضَاءَتْ مَا بَيْنَهُمَا" =أي بين الجنة والأرض= "وَلَمَلَأَتْ مَا بَيْنَهُمَا رِيحًا" =أي طيبا وعطرا= "وَلَطَابَ مَا بَيْنَهُمَا، وَلَنَصِيفُهَا" =أي خمارها= "عَلَى رَأسِهَا خَيْرٌ مِنْ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا". (خ) (6199)، (ت) (1651)، نساء أهل الجنة تضع على رأسها شيئا يجملها فوق جمالها، هذا الذي تضعه على رأسها الخمار خير من الدنيا وما فيها.

 

وهناك سؤال في الختام؛ هل هناك جماعٌ واستمتاع لأهل الجنة في الجنة؟ هذا سؤال وجه للنبي صلى الله عليه وسلم.

 

عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ رضي الله تعالى عنه قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (هَلْ نَصِلُ إِلَى نِسَائِنَا فِي الْجَنَّةِ؟) =أي هل نستمتع بهن ونجامعهن؟= قَالَ: "نَعَمْ! وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ دَحْمًا دَحْمًا، إِنَّ الرَّجُلَ لَيَصِلُ فِي الْيَوْمِ إِلَى مِائَةِ عَذْرَاءَ، فَإِذَا قَامَ عَنْهَا، رَجَعَتْ مُطَهَّرَةً بِكْرًا"، (حب) (7402)، الصَّحِيحَة (367، 3351). [الدَّحْمُ: النكاح والوطء،..].

 

لمثل هذا فليعمل العاملون، ولمثل هذا فليتسابق المتسابقون، وكلُّ هذا دلَّنا عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ألا صلوا عليه كما أمر الله: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

 

اللهم صلِّ وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات إنك سميع قريب مجيب الدعوات يارب العالمين.

اللهم اغفر لنا ذنوبنا، وإسرافنا في أمرنا، وثبت أقدامنا، وانصرنا على القوم الكافرين.

اللهم وحِّد صفوفَنا، اللهم ألف بين قلوبنا، وأزل الغلَّ والحقد والحسدَ والبغضاء من صدورنا، وانصرنا على عدوك وعدونا، برحمتك يا أرحم الراحمين.

اللهم إنا نسألك الإخلاص في القول والعمل، اللهم إنا نسألك الإخلاص في القول والعمل، اللهم إنا نسألك الإخلاص في القول والعمل.

 

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي لكم، وأنت يا مؤذن أقم الصلاة ﴿ إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت:45].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • علاقة الإنسان بالملائكة
  • خصائص الملائكة وصفاتهم

مختارات من الشبكة

  • التمييز بين الأشياء المتباينة لغرض التفاضل بينها(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حالات التفاضل في الميراث بين المرأة والرجل(مقالة - موقع الشيخ عبدالله بن محمد بن سعد آل خنين)
  • التفاضل بين الأنبياء والرسل(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إقرار ميزان التفاضل بين المسلمين بالسبق بالإيمان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • التفاضل بين الضحايا وشروط ما يضحى به(مقالة - ملفات خاصة)
  • المفاضلة بين الملائكة وصالحي البشر(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الملائكة: تفاضلهم، صفاتهم، عددهم، من أسمائهم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سر توكيد الملائكة بلفظين مؤكدين في قوله تعالى: { فسجد الملائكة كلهم أجمعون }(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الملائكة: كتاب جامع لكل ما صح عن الملائكة: خلقتهم وأخلاقهم وأسماؤهم وأعمالهم (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • التسمية بقاضي القضاة، ملك الأملاك، ملك الملوك(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك
  • ماليزيا تطلق المسابقة الوطنية للقرآن بمشاركة 109 متسابقين في كانجار
  • تكريم 500 مسلم أكملوا دراسة علوم القرآن عن بعد في قازان
  • مدينة موستار تحتفي بإعادة افتتاح رمز إسلامي عريق بمنطقة برانكوفاتش

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 9/11/1446هـ - الساعة: 17:29
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب