في جائحة كورونا تجلت نعمة الوطن الآمن المستقر

في جائحة كورونا تجلت نعمة الوطن الآمن المستقر

الحمد لله، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وبعد:

فإنه لا يخفى أن جائحة كورونا (covid-19) قد أخلَّت بكثير من الموازين والمعايير الحياتية في أرجاء الأرض، واضطربت معها خطط الدول وكثير من قوانينها وأحوالها.

وفي غضون هذه الأحوال المتسارعة والمربكة؛ يتجلّى لنا جانب من نعم الله علينا في هذا الوطن العزيز -المملكة العربية السعودية - وذلك بما وفق الله إليه قيادتنا الكريمة من إجراءات كان فيها الخير للناس في مجالات شتَّى، وظهر فيها أيضًا الحَدَب على الناس والإحسان إليهم كافة، والحرص على تقليل أضرار الجائحة قدر الإمكان.

وقد تجلَّت الحكمة والحنكة والرفق والإحسان من لدن خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي العهد -أيدهما الله- في إدارة ملف جائحة كورونا ودرء أضرارها عن وطننا وعن ساكنيه -من مواطنين ومقيمين- منذ الوهلة الأولى لظهور فيروس كورونا (covid-19)، وهذا يتضح في منظومة الإجراءات التي اتخذتها الدولة -أعزها الله- في المجالات الصحية والتعليمية والاقتصادية والبلدية وغيرها، مما فيه الرفق بهم والعناية بهم، والتي يصعب حصرها في هذا المقام.

والذي يجدر استحضاره هنا: أن هذه النجاحات المتميزة - بفضل الله - لحكومتنا في إدارة ملف كورونا قد قامت على ركيزتين أساسيتين:

الأولى: أمن الوطن واستقراره السياسي والمجتمعي والاقتصادي ورخاؤه الحاضر والسابق، فمع الأمن والاستقرار والإنجازات الوطنية السابقة؛ أمكن ضبط الأمور وإدارة كل ما يتعلق بالجائحة، وكانت جميع أجهزة الدولة، بكل تخصصاتها تعمل بتنسيق منضبط فيما بينها، مع رصد دقيق لكل ما له صلة بمحاصرة الجائحة ومنع اتساع دائرتها، يشترك في ضبط ذلك كله المسئولون في القطاعات العسكرية والأمنية والصحية والتقنية والتجارية والاقتصادية وغيرها.

الركيزة الثانية: وجود قيادة حكيمة يسمع الناس لها ويطيعون، وهذه إحدى ثمرات العمل بالتوجيهات القرآنية والأوامر النبوية في السمع والطاعة لولاة الأمور والاجتماع عليهم والبعد عن الإخلال بحقوقهم، ذلك أن تفرغ ولاة الأمور لمسئولياتهم وعدم وجود ما يشوش عليهم لا ريب أن ذلك مهم لنجاحهم وحسن إدارتهم.

قال الله تعالى: ﴿ وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ ﴾ [النساء: 83].

ولذلك فإن الدول التي تعاني من انفلات عقد الأمن ولديها الاضطرابات السياسية لم تتمكن حكوماتها من إدارة ملف جائحة كورونا كما ينبغي، فاختلال الأمن وفقدان الاستقرار مخلٌّ قطعًا بكل مناحي الحياة.

وقد توالت الشهادات في العالم بتميز القيادة السعودية في التعامل مع ملف كورونا، ولا زال عند ولاة الأمر من الخير للناس ما هو مؤملٌ أن يوفقهم الله إليه.

وكل ذلك يحمل الإنسان على أن يحمد ربه على هذه النعم، ومن أعظمها وجود وطنٍ آمن مستقر وولاة أمر يحرصون عليه ويخدمون رعيتهم.

كما أن من الواجب علينا جميعًا التعاون مع الجهات المختصة في إنجاح خططها وإجراءاتها لمواجهة هذه الجائحة، ويحتاج المسئولون وولاة الأمر أن يُدعى لهم بالتوفيق والسداد لسلوك ما فيه الخير للناس ومزيد النجاح في أعمالهم. وبخاصة أن هذه الجائحة غير مسبوقة بنظائر لها، ولا زالت عواقبها مجهولة، وليس لها من دون الله كاشفة.

حفظ الله الجميع من كل سوء، وكشف الله عن عباده الغُمَّة وأصلح أحوالهم، ووفق الله ولاة أمورنا لما فيه الخير والصلاح والسداد. وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

نشر في جريدة الرياض العدد 19217

الأربعاء 21 جمادى الثاني 1442هـ 03 فبراير 2021م