• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    تحريم النفاق الأكبر وهو إظهار الإسلام وإبطان ...
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    أوقات النهي عن الصلاة (درس 2)
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    المسلم بين النضوج والإهمال (خطبة)
    د. عبدالرزاق السيد
  •  
    ما ورد في معنى استغفار النبي صلى الله عليه وسلم
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    متى تزداد الطيبة في القلوب؟
    شعيب ناصري
  •  
    الثبات على الدين: أهميته، وأسبابه، وموانعه في ...
    الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري
  •  
    سلسلة شرح الأربعين النووية: الحديث (34) «من رأى ...
    عبدالعزيز محمد مبارك أوتكوميت
  •  
    استشعار عظمة النعم وشكرها (خطبة)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    فضل حلق الذكر والاجتماع عليه
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الحياة مع القرآن
    د. مرضي بن مشوح العنزي
  •  
    فوائــد وأحكــام من قوله تعالى: {قل يا أهل الكتاب ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    مرتكزات منهج التيسير في الشريعة الإسلامية
    أ. د. فالح بن محمد الصغير
  •  
    الجامع لغزوات نبينا صلى الله عليه وسلم
    الشيخ صلاح نجيب الدق
  •  
    ومضة: ولا تعجز... فالله يرى عزمك
    نوال محمد سعيد حدور
  •  
    سلسلة آفات على الطريق (2): الإسراف في حياتنا ...
    حسان أحمد العماري
  •  
    نفحات تربوية من الخطب المنبرية (PDF)
    عدنان بن سلمان الدريويش
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / العبادات / الحج والأضحية
علامة باركود

خطبة: وسائل السلامة في الحج وسبل الوقاية من الأضرار بإذن الله

خطبة: وسائل السلامة في الحج وسبل الوقاية من الأضرار بإذن الله
الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي التميمي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 30/5/2025 ميلادي - 3/12/1446 هجري

الزيارات: 1412

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

وَسَائِلُ الْسَّلَامَةِ فِيْ الحَجِّ، وسُبُل الوِقَايَةَ مِنَ الأَضْرَارِ بِإِذْنِ اللهِ


الْخُطْبَةُ الْأُولَى

إنَّ الحمدَ للهِ، نَحْمَدُهُ، ونستعينُهُ، ونستغفِرُهُ، ونعوذُ باللهِ مِنْ شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، مَنْ يهدِ اللهُ فلاَ مُضِلَّ لَهُ، وَمَنْ يُضْلِلْ فَلاَ هَادِيَ لَهُ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إِلَّا اللهُ وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وأشهدُ أنَّ مُحَمَّدًا عبدُهُ ورسُولُهُ، وَخَلِيلُهُ - صَلَّى اللهُ عليهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كثيرًا. أمَّا بَعْدُ ... فَاتَّقُوا اللهَ- عِبَادَ اللهِ- حقَّ التَّقْوَى؛ واعلَمُوا أنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى. وَاِعْلَمُوا بِأَنَّ خَيْرَ الْهَدْيِّ هَدْيُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللهُ عليهِ وَسَلَّمَ، وَأَنَّ شَرَّ الْأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ مُحْدَثَةٍ بِدْعَةٌ، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ، وَكُلَّ ضَلَالَةٍ فِي النَّارِ.


1- عِبَادَ الله: إِنَّ هَذَا الدِّينَ عَظِيمٌ، تَمَيَّزَ بِشُمُولِيَّتِهِ، وَمُرَاعَاةِ مَا يَتَعَلَّقُ بِالنَّاسِ، مِنْ أُمُورِ دِينِهِمْ، وَدُنْيَاهُمْ، وَظَوَاهِرهمْ، وَبَوَاطِنهمْ، وَمُرَاعَاة مَصَالِحِهِمْ، الدِّينِيَّةَ، وَالدُّنْيَوِيَّةَ، وَالْعِنَايَة بِصِحَّتِهِمْ، وَقُوَّتهم، وَاعْتَنَى عِنَايَةً عَظِيمَةً، بِالنَّظَافَةِ، وَسَلَامَةِ الْبَدَنِ، حَتَّى فَرَضَ الوُضُوءَ، وَالغُسْل مِنَ الْجَنَابَةِ، وَالغُسْل فِي الأَوْقَاتِ الَّتِي يَشْتَدُّ فِيهَا الزِّحَامُ، كَصَلَاةِ الجُمْعَةِ، وَالدُّخُول فِي الْحَجِّ، وَيَوْمِ عَرَفَةَ، بَلْ ؛ حَتَّى ثَبَتَ عَنْ عُمَر رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا: " أَنَّهُ كَانَ يَغْتَسِلُ إِذَا ذَهَبَ لِلْجِمَارِ".

 

2- عِبَادَ الله: نَحْنُ عَلَى مَشَارِفِ مَوْسِمِ الْحَجِّ الْعَظِيمِ، وَهُوَ مَوْسِمٌ تَنْتَظِرُهُ الْأُمَّةُ الْإِسْلَامِيَّةُ، فِي نِهَايَةِ كُلّ عَامٍ هِجْرِيٍّ، يَأْتُونَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ، لِيَشْهَدُوا مَنَافِع لَهُمْ، وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ، وَمَعْدُودَاتٍ.

 

3- عِبَادَ الله: وَمِنْ حِرْصِ الإِسْلَامِ عَلَى الْنَّاسِ حَرَّمَ عَلَيْهِمْ، أَنْ يُعَرِّضُوا أَنْفُسهُمْ إِلَى الْمَهَالِكِ، وَأَنْ يَشُقُّوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ، بِأُمُورٍ مَا فَرَضَهَا اللهُ عَلَيْهِمْ، وَمِنْ ذَلِكَ: - التَّعَرُّض لِلشَّمْسِ وَحَرِّهَا، ظَنًَّا مِنْ بَعْضِ النَّاسِ، أَنَّهُ كُلَّمَا عَظُمَتْ الْمَشَقَّةُ، عَظُمَ الْأَجْرُ، وَأَنَّ ذَلِكَ عَلَى إِطْلَاقِهِ؛ فَإِنَّ المَشَقَّةَ الْمُتَكَلِّفَة، إِذَا كَانَ يُوجَدُ مَا يُيَسِّرُهَا غَيْرَ مَحْمُودَةٍ.

 

4- فَالْعَبْدُ مُطَالَبٌ بِالْأَيْسَرِ مَتَّىْ تَوَفَّرَ، فَكَيْفَ بِعِبَادَةٍ لَمْ يَفْرِضهَا اللهُ عَلَى عِبَادِهِ؛ وَلِذَلِكَ لَمَّا رَأَى النَّبِيُّ، صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أَحَدَ أَصْحَابِهِ، قَدْ وَقَفَ فِي الشَّمْسِ فَاسْتَفْهَمَ عَنْ سَبَبِ ذَلِكَ، وَنَصّهُ: عَنْ ابْنِ عَبَّاسَ- رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا - قَالَ: (بَيْنَمَا النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَخْطُبُ إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ قَائِمٍ فَسَأَلَ عَنْهُ فَقَالُوا: أَبُو إِسْرَائِيلَ، نَذَرَ أَنْ يَقُومَ وَلَا يَقْعُدَ, وَلَا يَسْتَظِلَّ, وَلَا يَتَكَلَّمَ, وَيَصُومَ، فَقَالَ النَّبِيُّ - صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ-: مُرُوهُ فَلْيَتَكَلَّمْ, وَلْيَسْتَظِلَّ, وَلْيَقْعُدْ, وَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ) رَوَاهُ البُخَارِيُّ. فَسَبَبُ وَقْفَتِهِ نَذْرٌ جَعَلَهُ عَلَى نَفْسِهِ، فَقَالَ النَّبِيُّ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "مُرْهُ وَلْيَسْتَظِلَّ" مِنْ حَرِّ الشَّمْسِ، فَقَدْ أَمَرَهُ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- بِالطَّاعَةِ واليُسْرِ، والاسْتِظْلَالِ، وَالقُعُودِ، فَالنَّذْرُ لَا يَصِحُّ إِلَّا فِيمَا فِيهِ قُرْبَةٌ، وَمَا لَا قُرْبَة فِيهِ، فَنَذْرُهُ لَغْوٌ لَا عِبْرَةَ بِهِ.

 

5- فَالدِّينُ مَبْنَاهُ عَلَى اليُسْرِ وَعَدَمِ الْمَشَقَّةِ؛ فَلَا يُكلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا؛ إِنَّ اللهَ لَغَنِيٌّ عَنْ تَعْذِيبِ الْعَبْدِ لِنَفْسِهِ وَتَكْلِيفِهَا مَا تَعْجِزُ عَنهُ وَلَا تَقدِرُ عَلَيْهِ (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ).

 

6- فإِنَّ الْعَبْدَ مَأْمُورٌ بِأَنْ يَحْمِيَ نَفْسَهُ مِنْ هَذِهِ الْأَضْرَارِ الْعَظِيمَةِ النَّاتِجَةِ عَنْ حَرارَةِ الشَّمْسِ، وَحِمَايَةِ غَيْرِهِ مِمَّنْ لَهُ عَلَيْهِمْ سُلْطَةٌ وَوِلَايَةٌ؛ فَإِنَّ أَكْثَرَ مَا يَتَعَرَّضُ لَهُ الْحُجَّاجُ مِنْ أَمْرَاضٍ، بِسَبَبِ تَعَرُّضِهِمْ لِضَرَبَاتِ الشَّمْسِ، وَهُمْ يَسْتَطِيعُونَ اتِّقَاءَ ذَلِكَ، بِالْتِزَامِهِمْ بِالتَّعْلِيمَاتِ الصَّادِرَةِ مِنْ وِزَارَةِ الصِّحَّةِ، وَالْجِهَاتِ ذَاتِ الاخْتِصَاصِ، وَذَلِكَ بِالِاسْتِظْلَالِ بِالمَظَلَّاتِ، وَشُرْبِ الْمِيَاهِ.

 

7- وَوِقَايَةِ النَّفْسِ مِنَ الْخُرُوجِ إِلَى الْأَمَاكِنِ الَّتِي لَا عَلَاقَةَ لَهَا بَالْأَنْسَاكِ، كَتَكْلِيفِ بَعْضِ الْحُجَّاجِ أَنْفُسِهِمْ، بِالصُّعُودِ إِلَى جَبَلِ عَرَفَات، أَوْ جَبَلِ النُّورِ، أَوْ غَيْرِهِ مِنْ جِبَالِ مَكَّةَ، مِمَّا يُعَرِّضُهُمْ لِلْخَطَرِ، نَاهِيكَ عَمَّا فِيْ ذَلِكَ مِنْ أَنَّهَا مَدْخَلٌ لِلْبِدَعِ، فَضَرَرُهَا دِينِيٌّ، وَدُنْيَوِيٌّ.

 

8- عِبَادَ الله: وَمِنَ الأُمُورِ الَّتِي يَنْبَغِي عَلَى الْحُجَّاجِ الْعِنَايَةَ بِهِ لِبْسُ الْكَمَّامِ، مَتَى مَا دَعَت الْحَاجَةُ إِلَى ذَلِكَ؛ لِأَنَّهُ وَسِيلَةٌ بِإِذْنِ اللهِ، لِلْوِقَايَةِ مِنْ نَقْلِ العَدْوَى، وَلَا يُعْتَبَر لِبْسَهُ مِنْ مَحْظُورَاتِ الإِحْرَامِ، لَا عَلَى الذُّكُورِ، وَلَا عَلَى الْإِنَاثِ.

 

9- كَذَلِكَ عَلَى الْحَاجِّ الْعِنَايَةَ بِالنَّظَافَةِ فِي كَافَّةِ صُوَرِهَا، وَأَشْكَالهَا، وَالْحِرْصُ عَلَى الاغْتِسَالِ، مَتَى مَا تَيَسَّرَ لَهُ ذَلِكَ، فَنَاهِيكَ عَنْ أَنَّ الاغْتِسَالَ فِي أَوْقَاتٍ فِي الحَجِّ تَعَبُّدًَا لِلَّهِ؛ فَإِنَّ فِيهِ أَيْضًا حِمَايَةً لِلنَّفْسِ، وَلِلْغَيْرِ، مِنَ الأَمْرَاضِ.

 

10- كَذَلِكَ عَلَى الْحُجَّاجِ، تَجَنُّبُ التَّدَافُعِ، وَالزِّحَامِ الشَّدِيدِ، وَالِالْتِزَامُ بِتَعْلِيمَاتِ وِزَارَةِ الْحَجِّ، وَالْجِهَات ذَات الاخْتِصَاصِ، الَّتِي حَدَّدَتْ مَوَاعِيدَ مُعَيَّنَةً لِلْحَمَلَاتِ لِأَدَاءِ الْمَنَاسِكِ؛ وَيَنْبَغِي عَلَى الْحُجَّاجِ أَنْ يَعْلَمُوا أَنَّ هَذِهِ التَّعْلِيْمَاتِ، وَالتَّنْظِيْمَاتِ، قَدْ وُضِعَتْ بَعْدَ دِرَاسَاتٍ، وَأَبْحَاثٍ، وَلِقَاءَاتٍ، فَإِهْمَالُ هَذِهِ التَّعْلِيْمَاتِ، أَوْ عَدَمُ الإِلْتِزَامِ بِهَا يُؤَدِّي إِلَى التَّدَافُعِ، وَيُلْحِقُ الضَّرَرَ بِالْحُجَّاجِ، وَالمُمْتَلَكَاتِ العَامَّةِ عَلَى حَدٍّ سَوَاء.

 

11- كَذَلِكَ عَلَى الحُجَّاجِ، الالْتِزَامُ بِالتَّعْلِيمَاتِ الصَّادِرَةِ، مِنْ وِزَارَةِ الصِّحَّةِ بِأَخْذِ اللَّقَاحَاتِ الطِّبِّيَّةِ، قَبْل الْحَجِّ الَّتِي تَقِيهِمْ بِإِذْنِ اللهِ مِنَ الأَمْرَاضِ الْمُعْدِيَةِ، وَعَدَمِ التَّسَاهُلِ فِي ذَلِكَ.

 

12- كَذَلِكَ عَلَى الْحَاجِّ، وَخَاصَّةً الْبُدَنَاء، الَّذِينَ يَتَعَرَّضُونَ لِتَسَلُّخَاتٍ جِلْدِيَّةٍ، تُؤَدِّي إِلَى احْتِرَاقِ أَجْسَادِهِمْ، وَبُطْءِ حَرَكَتِهِمْ، وَفَقْدهم لِلْخُشُوعِ فِي الْعِبَادَةِ، وَإِضْرَارِهِمْ لِأَنْفُسِهِمْ، وَرُفَقَائِهِمْ، فَلِيَعْلَمُوا عِلْمَ الْيَقِينِ أَنَّ الشَّرِيعَةَ الإِسْلَامِيَّةَ، قَدْ رَخَّصَتْ لَهُمْ فِعْل بَعْض الْمَحْظُورَاتِ، مَع التَّكْفِيرِ، فَلَهُمْ أَنْ يَلْبسُوْا السَّرَاوِيلَ القَصِيرَةِ، وَمَا يُسَمَّى بَالْتبانِ، مَتَى احْتَاجُوا إِلَى ذَلِكَ، مَعَ خِلَافٍ بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ، هَلْ تَجِبُ عَلَيْهِمْ الْكَفَّارَةُ أَمْ لَا؟ وَلَكِنْ لَوْ احْتَاطُوا لِأَنْفُسِهِمْ، وَأَطْعَمُوا، لَخَرَجُوا عَنْ دَائِرَةِ الْخِلَافِ، فَقَدْ قَالَ الرَّسُولُ صَلَّى اَللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، لِكَعْبٍ اِبْنِ عَجْرَة - رَضِيَ اللهُ عَنْهُ - وَكَانَ مُحْرِمًَا (أَيُؤْذِيكَ هَوَامُّكَ هذِه؟ قالَ: نَعَمْ، قالَ: فَاحْلِقْ رَأْسَكَ، وَأَطْعِمْ فَرَقًا بيْنَ سِتَّةِ مَسَاكِينَ، وَالْفَرَقُ ثَلَاثَةُ آصُعٍ، أَوْ صُمْ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ، أَوِ انْسُكْ نَسِيكَةً. أي: اذْبَحْ شَاةً). رَوَاهُ مُسْلِمٌ. فَفِعْلُ المَحْظُورِ لِلْحَاجِّ، مِنْ أَجْلِ سَلَامَتِهِ، يُكَفِّرُه إِطْعَامُ سِتَّةِ مَسَاكِينَ، لِكُلِّ مِسْكِينٍ نِصْفُ صَاعٍ، أَيْ عَلَى قَدْرِ كِيلُو وَنِصْف مِنَ الأَرُزِ، أَوْ ذَبْحِ شَاةٍ، أَوْ صَوْم ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، فِيْ ذَلِكَ الخِيَار.

 

13- عِبَادَ الله: إِنَّ الالْتِزَامَ بِهَذِهِ التَّعْلِيمَاتِ، تُسْهِمُ بِإِذْنِ اللهِ عَلَى سَلَامَةِ الحُجَّاجِ، وَتَقْلِيلِ الأَمْرَاضِ، وَالْأَخْطَارِ، مَا اسْتَطَاعُوا إِلَى ذَلِكَ سَبِيلا، اللَّهُمَّ يَسِّر لِلْحُجَّاجِ حَجَّهُمْ، وَتَقَبَّل نُسُكَهُمْ، وَاجْعَلْ حَجَّهُمْ مَبْرُورًا، وَذَنْبهُمْ مَغْفُورًا، وَسَعْيهُمْ مَشْكُورًا.

 

اللَّهُمَّ رُدَّنَا إِلَيْكَ رَدًّا جَمِيلًا، وَاخْتِمْ بِالصَّالِحَاتِ آجَالَنَا. أَقُولُ قَوْلِي هَذَا وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ العَظِيمَ لِي وَلَكُمْ مِنْ كُلِّ ذَنْبٍ فَاسْتَغْفِرُوهُ.

 

الخُطْبَةُ الثَّانِيَةُ

الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إِحْسَانِهِ، وَالشُّكْرُ لَهُ عَلَى عِظَمِ نِعَمِهِ وَاِمْتِنَانِهِ، وَأَشْهَدُ أَنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، وَحْدَهُ لَا شريكَ لَهُ، تَعْظِيمًا لِشَأْنِهِ، وَأَشَهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًَا عَبْدَهُ وَرَسُولُهُ، وَخَلِيلَهُ، صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ، وَسَلَّمَ تَسْلِيمًا كَثِيرًا.


أمَّا بَعْدُ: فَاِتَّقُوا اللهَ - عِبَادَ اللهِ- حَقَّ التَّقْوَى، وَاِسْتَمْسِكُوا مِنَ الْإِسْلَامِ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى، وَاِعْلَمُوا أَنَّ أَجْسَادَكُمْ عَلَى النَّارِ لَا تَقْوَى.


1- عِبَادَ الله: اعْلَمُوا بِأَنَّ الإِسْلَامَ دِينُ يُسْرٍ لَا عُسْرٍ، وَالتَّكْلِيفَ فِيهِ عَلَى قَدْرِ الاسْتِطَاعَةِ، وَلَا مَشَقَّةَ غَيْرَ مُسْتَطَاعَةٍ فِي شَرْعِ اللهِ -عَزَّ وَجَلَّ-. وَهِيَ مَزِيَّةٌ اخْتَصَّ اللهُ بِهَا أَهْلَ الإِسْلَامِ وَالإِسْلَامَ عَنْ بَاقِي الأُمَمِ وَالدِّيَانَاتِ، وَلِذَا ظَلَّ الإِسْلَامُ بَاقِيًا إِلَى يَوْمِنَا هَذَا، وَسَيَظَلُّ إِلَى أَنْ يَرِثَ اللهُ الأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا؛ لِأَنَّهُ مَوْعُودُ اللهِ تَعَالَى، وَمَوْعُودُ رَسُولِهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-. ومما يتميز بِهِ هَذَا الدِّينُ الحَنِيفُ مِنْ يُسْرٍ وَسَمَاحَةٍ فِي أَوَامِرِهِ وَأَحْكَامِهِ.

 

2- وَدِيْنُ الإِسْلَامِ دَعَا إِلَى السَّكِيْنَة فِيْ جَمِيْعِ الأُمُورِ؛ قال  صلى الله عليه وسلم: (إِذَا قِيلَ أُقِيمَتِ الصَّلَاةُ فَلَا تَأْتُوهَا وَأَنْتُمْ تَسْعَوْنَ، وَأْتُوهَا تَمْشُونَ، وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا)؛ رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.

 

3- قال  صلى الله عليه وسلم: (يَسِّرُوا وَلَا تُعَسِّرُوا، وَسَكِّنُوا وَلَا تُنَفِّرُوا)؛ وَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ.

 

4- وَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عَشِيَّةِ عَرَفَةَ لِلنَّاسِ حِينَ دَفَعُوا: (عَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ)؛ رَوَاهُ مُسْلِمٌ.

 

5- وَالسَّكِينَةُ نعمة مِنَ اللهِ، وهي مِنْ مَقَاصِدِ الحَجِّ العَظِيْمَةِ.

 

6- وَالتَّيْسِيْرُ مَطْلَبٌ فِيْ الحَجِّ، خَاصَةً فِيْ هَذَا الزَّمَان الَّذِي كَثُرَ فِيْهِ النَّاس، فَعَلَيْهِم أَنْ يَتَوَزَّعُوا بَيْنَ أَنْوَاعِ المَنَاسِكِ، فَالْبَعْضُ يَرْمِي، وَالبَعْضُ يَحْلِقُ، وَالبَعْضُ يَطُوفُ، وَهَكَذَا لَا يَجْتَمِعُونَ فِيْ وَقْتٍ وَاحِدٍ.

 

7- وَمِنَ التَّيْسِيْرِ عَلَى النَّاسِ الحَجّ مُفْردًا.

 

8- حَيْثُ تَسَاءَل كَثِيرٌ مِنَ الحُجَّاجِ عَنْ أَيّهم أَفْضَلُ: التَّمَتُّعُ، أَمِ الإِفْرَادُ، أَمِ القِرَانُ؟ والجواب: إذا كَانُوا مِنْ الحُجَّاجِ الَّذِينَ يَتَوَجَّهُونَ لِمَكَّةَ فِي ظُهْرِ يَوْمِ السَّابِعِ وَمَا بَعْدَهُ؟ فَهُوَ الأَيْسَرُ وَالأَفْضَلُ لَهُم.

 

9- حَيْثُ أَجْمَعَ أَهْلُ العِلْمِ عَلَى جَوَازِ الأَنْسَاكِ الثَّلَاثَةِ، وَاخْتَلَفُوا فِي أَفْضَلِهَا.

 

10- وَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ العِلْمِ: إِنَّ الإِفْرَادَ أَفْضَلُ،

 

11- قَالَ النَّوَوِيُّ فِي شَرْحِ المُهَذَّبِ: "وَبِهِ قَالَ عُمَرُ بْنُ الخَطَّابِ، وَعُثْمَانُ، وَعَلِيٌّ، وَابْنُ مَسْعُودٍ، وَابْنُ عُمَرَ، وَجَابِرٌ، وَعَائِشَةُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ-". وَهَذَا قَوْلُ مَالِكٍ، وَأَصْحَابِهِ، وَالشَّافِعِيِّ فِي الصَّحِيحِ مِنْ مَذْهَبِهِ.

 

12- وَقَالَ الشَّنْقِيطِيُّ: "إِنَّ الإِفْرَادَ هُوَ الَّذِي كَانَ الخُلَفَاءُ الرَّاشِدُونَ يَفْعَلُونَهُ، وَهُمْ أَفْضَلُ النَّاسِ وَأَتْقَاهُمْ، وَأَشَدُّهُمْ اتِّبَاعًا لِرَسُولِ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَدْ حَجَّ أَبُو بَكْرٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- بِالنَّاسِ مُفْرِدًا، وَحَجَّ عُمَرُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - عَشْرَ سِنِينَ مُفْرِدًا، وَحَجَّ عُثْمَانُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ- مُدَّةَ خِلَافَتِهِ مُفْرِدًا".

 

13- وَمُدَّةُ هَؤُلَاءِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ الثَّلَاثَةِ نَحْوُ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً، وَهُمْ يَحُجُّونَ بِالنَّاسِ مُفْرِدِينَ، وَلَوْ لَمْ يَكُنِ الإِفْرَادُ أَفْضَلَ مِنْ غَيْرِهِ؛ لَمَا وَاظَبُوا عَلَيْهِ هَذِهِ المُدَّةَ الطَّوِيلَةَ

 

14- وَذَهَبَ الإِمَامُ أَحْمَدُ - رَحِمَهُ اللَّهُ - إِلَى أَنَّ التَّمَتُّعَ أَفْضَلُ. وهو الرَّاجِحُ؛ لِأَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمَرَ أَصْحَابَهُ بِذَلِكَ، وَهَذِهِ الأَفْضَلِيَّةُ لِأَنَّ فِي التَّمَتُّعِ رَحْمَةً وَتَيْسِيرًا؛ ولِأَنَّ الحَاجَّ بَعْدَ قُدُومِهِ يُعَانِي وَعْثَاءَ السَّفَرِ، فَيَحْتَاجُ إِلَى التَّمَتُّعِ بِالحِلِّ. وَلَكِنْ هَذِهِ الفَوَائِدُ الَّتِي يَنَالُهَا المُتَمَتِّعُ يَسْتَفِيدُ مِنْهَا مَنْ قَدِمَ إِلَى مَكَّةَ قَبْلَ الحَجِّ بِأَيَّامٍ. أَمَّا مَنْ قَدِمَ إِلَى الحَجِّ فِي آخِرِ يَوْمِ السَّابِعِ، أَوْ صَبَاحِ الثَّامِنِ، فَإِنَّهُ قَدْ لَا يَتَمَكَّنُ مِنَ التَّمَتُّعِ لِعَدَمِ وُجُودِ الوَقْتِ الكَافِي الَّذِي يَحْصُلُ مِنْ خِلَالِهِ عَلَى هَذِهِ الفَوَائِدِ؛ لِأَنَّ الحَاجَّ يُسَنُّ لَهُ أَنْ يُحْرِمَ فِي صَبَاحِ يَوْمِ الثَّامِنِ. أَمَّا مَنْ قَدِمَ فِي آخِرِ يَوْمِ السَّابِعِ، فَإِنَّهُ قَدْ لَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُنْهِيَ عُمْرَتَهُ - إِذَا كَانَ مُتَمَتِّعًا - إِلَّا فِي آخِرِ اليَوْمِ، بَلْ رُبَّمَا لَمْ يَسْتَطِعْ إِلَّا فِي صَبِيحَةِ يَوْمِ الثَّامِنِ، وَهُنَا لَا يَتَأَتَّى لَهُ التَّمَتُّعُ، بَلْ تَجِدُهُ لَا يَتَمَكَّنُ حَتَّى مِنْ خَلْعِ مَلَابِسِهِ

 

15- وَغَالِبُ حَمَلَاتِ الدَّاخِلِ لَا تَتَوَجَّهُ إِلَى مَكَّةَ إِلَّا فِي ظُهْرِ يَوْمِ السَّابِعِ أَوِ الثَّامِنِ، مِمَّا لَا يُمَكِّنُهُمْ مِنْ أَنْ يَحْصُلُوا عَلَى فَوَائِدِ التَّمَتُّعِ.

 

16- وَالْعَجِيبُ أَنَّ بَعْضَ الحُجَّاجِ يَحُجُّ فِي يَوْمِ السَّابِعِ مُتَمَتِّعًا، ثُمَّ لَا يَدْخُلُ فِي النُّسُكِ إِلَّا فِي صَبَاحِ يَوْمِ التَّاسِعِ (يَوْمِ عَرَفَةَ)، بَلْ بَعْضُهُمْ فِي مُنْتَصَفِهِ، وَهَذَا التَّأْخِيرُ مِنْهُمْ فِي الإِحْرَامِ بِالحَجِّ بِسَبَبِ رَغْبَتِهِمْ فِي التَّمَتُّعِ.

 

17- وَهُنَا خَالَفُوا السُّنَّةَ فِي تَرْكِهِمُ الإِحْرَامَ فِي صَبِيحَةِ يَوْمِ الثَّامِنِ، وَخَالَفُوهَا بِأَنْ بَاتُوا فِي يَوْمِ التَّرْوِيَةِ غَيْرَ مُحْرِمِينَ، وَبَعْضُهُمْ يَتَوَجَّهُ إِلَى عَرَفَةَ غَيْرَ مُحْرِمٍ، فَحَصَلَ لَهُمْ مِنْ ذَلِكَ مُخَالَفَةُ السُّنَّةِ فِي كَثِيرٍ مِنَ الأُمُورِ، وَخَسَارَةُ الحَسَنَاتِ العَظِيمَةِ؛ لِذَا فَالأَفْضَلُ لِمِثْلِ هَؤُلَاءِ أَنْ يَحُجُّوا إِمَّا مُفْرِدِينَ أَوْ قَارِنِينَ.

 

18- وَفَائِدَةُ القِرَانِ وَالإِفْرَادِ فِي مِثْلِ هَذِهِ الحَالِ: أَنَّ فِيهِ مِنَ التَّيْسِيرِ المُعْتَمِدِ عَلَى الدَّلِيلِ، وَفِيهِ مِنَ الرَّحْمَةِ بِالحَاجِّ نَفْسِهِ، وَبِالحُجَّاجِ عَامَّةً، خَاصَّةً مَعَ الزِّحَامِ الشَّدِيدِ؛ لِأَنَّ الحَاجَّ فِي هَذِهِ الحَالِ إِذَا قَدِمَ مُفْرِدًا أَوْ قَارِنًا، فَإِنَّهُ يَطُوفُ طَوَافَ القُدُومِ، ثُمَّ يَسْعَى سَعْيَ الحَجِّ، فَلَا يَبْقَى عَلَيْهِ بَعْدَ عَرَفَةَ إِلَّا طَوَافُ الإِفَاضَةِ وَالوَدَاعِ، وَلَا يَلْزَمُهُ بَعْدَهُمَا سَعْيٌ.

 

وَهُنَا حَصَلَ لَهُ التَّيْسِيرُ؛ إِذْ إِنَّهُ لَمْ يُلْزَمْ إِلَّا بِسَعْيٍ وَاحِدٍ، أَدَّاهُ عِنْدَ قُدُومِهِ، فَخَفَّفَ عَلَى نَفْسِهِ، وَمَنْ مَعَهُ يَوْمَ النَّحْرِ، خَاصَّةً إِذَا كَانَ مَعَهُ نِسْوَةٌ، وَكِبَارُ سِنٍّ، وَأَطْفَالٌ، وَكَذَلِكَ عَلَى بَقِيَّةِ الحُجَّاجِ؛ إِذْ يَكْتَظُّ المَسْعَى يَوْمَ النَّحْرِ، وَبَقِيَّةِ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ بِمِئَاتِ الآلَافِ مِنَ المُتَمَتِّعِينَ، الَّذِينَ قَدِمُوا فِي شَهْرِ ذِي القَعْدَةِ، أَوْ فِي أَوَائِلِ ذِي الحِجَّةِ؛ لِذَا فَإِنَّ الإِفْرَادَ أَفْضَلُ لِمَنْ أَتَى مُتَأَخِّرًا، وَتَتَأَكَّدُ أَفْضَلِيَّتُهُ إِذَا اسْتَحْضَرَ الإِنسَانُ النِّيَّةَ فِي التَّخْفِيفِ عَنْ عِبَادِ اللَّهِ.

 

19- وَأَمَّا مَا يَقُولُهُ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ: بِأَنَّهُ يُرِيدُ التَّمَتُّعَ لِأَجْلِ الهَدْيِ، فَيُقَالُ لَهُ: إِنَّ لَكَ أَنْ تَذْبَحَ هَدْيًا تَطَوُّعًا، لَوْ كُنْتَ مُفْرِدًا، وَلَكَ أَنْ تَحُجَّ قَارِنًا، فَتَحْصُلَ بِذَلِكَ عَلَى أَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ، وَتَلْزَمَ بِذَبْحِ الهَدْيِ. عِلْمًا بِأَنَّ الإِفْرَادَ نَصَّ عَلَى أَفْضَلِيَّتِهِ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ؛ إِذْ نَصَّ الإِمَامُ الشَّافِعِيُّ عَلَى أَنَّ الأَفْضَلَ هُوَ الإِفْرَادُ، وَنَقَلَ الطَّرْطُوشِيُّ أَنَّ هَذَا القَوْلَ هُوَ الَّذِي اتَّفَقَ عَلَيْهِ مَالِكٌ، وَجَمِيعُ أَصْحَابِهِ.

 

20- وَصَفْوَةُ القَوْلِ: الأَيْسَرُ لِمَنْ قَدِمُوا مَكَّةَ فِي آخِرِ يَوْمِ السَّابِعِ، وَمَا بَعْدَهُ، أَنْ يَحُجُّوا قَارِنِينَ أَوْ مُفْرِدِينَ. وَاللَّهُ -جَلَّ فِي عُلَاهِ- أَعْلَى، وَأَعَزُّ، وَأَعْلَمُ.

 

اللَّهُمَّ احْفَظْ وَلِيَّ أَمْرِنَا، وَوَلِيَّ عَهْدِهِ بِحِفْظِكَ، وَأَحِطْهُمْ بِعِنَايَتِكَ، اللَّهُمَّ وَفِّق وَلِيَّ أَمْرِنَا، وَوَلِيَّ عَهْدِهِ لِمَا تُحِبُّ وَتَرْضَى. وَخُذْ بِنَاصِيَتِهِمَا لِلْبِرِّ وَالتَّقْوَى؛ وَأَصْلِحْ بِهِمَا البِلَادُ وَالعِبَادُ. اللَّهُمَّ احْفَظْ لِبِلَادِنَا الْأَمْنَ وَالْإِيمَانَ، وَالسَّلَامَةَ وَالْإِسْلَام، وَالْخَيْرَات، وَالِاقْتِصَاد، وَانْصُرِ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى حُدُودِ بِلَادِنَا؛ وَثَبِّتْ أَقْدَامَهُم، وَانْصُرْهُم عَلَى عَدُوِّكَ وَعَدُوِّنَا، وَانْشُرِ الرُّعْبَ فِي قُلُوبِ أَعْدَائِنَا.


اللَّهُمَّ عَلَيْكَ بِكُلِّ مَنْ يُرِيْدُونَ، ويَسْعَوْنَ لِزَرْعِ الفِتْنَةِ فِيْ بِلَادِنَا، اللَّهُمَّ اكْفِ بِلَادِنَا شَرَّهُم، وَشَرَّ جَمِيْعِ الأَشْرَارِ، وَكَيْدَ الفُجَّارِ، وَمَكْرَهُم، وَاجْعَلْ مَكْرَ كُلّ مَنْ أَرَادَ بِلَادَنَا بِشَرٍّ بَنَحْرِهِ،


اللَّهُمَّ احْفَظْ لِجَمِيعِ بِلَادِ الْإِسْلَامِ، الْأَمْنَ وَالْإِيمَانَ، وَاكْفِهِمْ شَرَّ شِرَارهِمْ، الَّذِينَ يَسْعَوْنَ لِزَرْعِ الفِتْنَةِ فِي بُلْدَانِهِمْ.


اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ مِنْ خَيْرِ مَا سَأَلَكَ مِنْهُ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا اسْتَعَاذَ مِنْهُ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، اللهمَّ أعنِّي على ذكرِك وشكرِك وحسنِ عبادَتِك،اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنَّا، اللَّهُمَّ إِنِّا نَسْأَلُكَ العفو والْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ امْدُدْ عَلَيْنَا سِتْرَكَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ أَصْلِحْ لَنَا النِّيَّةَ وَالذُرِّيَّةَ وَالْأَزْوَاجَ وَالْأَوْلَادَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْنَا هُدَاةً مَهْدِيِّينَ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ، اللَّهُمَّ وَفِّق الْقَائِمِينَ عَلَى مَصَالِحِ حُجَّاجِ بَيْتِ اللهِ الْحَرَامِ، مِنْ جَمِيعِ الْجِهَاتِ الْمَسْؤُولَةِ، الْأَمْنِيَّةِ،، وَالدِّينِيَّةِ، وَالصِّحِّيَّةِ،وَالِاجْتِمَاعِيَّةِ، وَالْخِدْمِيَّةِ، وجميع الحملات، وَاجْعَلْ عَمَلَهُمْ فِي رِضَاكَ سُبْحَانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ، وَسَلَامٌ عَلَى الْـمُرْسَلِينَ، وَالْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • وسائل السلامة في الحج وسبل الوقاية من الأضرار بإذن الله وعشر ذي الحجة (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • خطبة: الذكاء الاصطناعي ووسائل التواصل الاجتماعي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • المسلم بين النضوج والإهمال (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الثبات على الدين: أهميته، وأسبابه، وموانعه في الكتاب والسنة (خطبة)(مقالة - موقع الشيخ عبدالرحمن بن سعد الشثري)
  • استشعار عظمة النعم وشكرها (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • سلسلة آفات على الطريق (2): الإسراف في حياتنا (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • حق الكبير في البر والإكرام (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • كلمة في اجتماع الكلمة (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • وقفات تربوية مع سورة الفيل (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • خطبة: آداب المجالس(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الغايات والأهداف من بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدرسة إسلامية جديدة في مدينة صوفيا مع بداية العام الدراسي
  • ندوة علمية حول دور الذكاء الاصطناعي في تحسين الإنتاجية بمدينة سراييفو
  • مركز تعليمي إسلامي جديد بمنطقة بيستريتشينسكي شمال غرب تتارستان
  • 100 متطوع مسلم يجهزون 20 ألف وجبة غذائية للمحتاجين في مينيسوتا
  • مسابقة الأحاديث النبوية تجمع أطفال دورات القرآن في بازارجيك
  • أعمال شاملة لإعادة ترميم مسجد الدفتردار ونافورته التاريخية بجزيرة كوس اليونانية
  • مدينة نابريجناي تشلني تحتفل بافتتاح مسجد "إزجي آي" بعد تسع سنوات من البناء
  • انتهاء فعاليات المسابقة الوطنية للقرآن الكريم في دورتها الـ17 بالبوسنة

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 30/3/1447هـ - الساعة: 16:48
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب