• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    حفظ اللسان (خطبة)
    الشيخ محمد بن إبراهيم السبر
  •  
    خطبة: التحذير من الغيبة والشائعات
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    {أو لما أصابتكم مصيبة}
    د. خالد النجار
  •  
    خطبة: كيف ننشئ أولادنا على حب كتاب الله؟
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    خطبة قصة سيدنا موسى عليه السلام
    الشيخ إسماعيل بن عبدالرحمن الرسيني
  •  
    شكرا أيها الطائر الصغير
    دحان القباتلي
  •  
    خطبة: صيام يوم عاشوراء والصيام عن الحرام مع بداية ...
    د. أيمن منصور أيوب علي بيفاري
  •  
    منهج المحدثين في نقد الروايات التاريخية ومسالكهم ...
    د. هيثم بن عبدالمنعم بن الغريب صقر
  •  
    كيفية مواجهة الشبهات الفكرية بالقرآن الكريم
    السيد مراد سلامة
  •  
    خطبة: الشائعات والغيبة والنميمة وخطرهم على
    الشيخ الدكتور صالح بن مقبل العصيمي ...
  •  
    أيهما أسهل فتح المصحف أم فتح الهاتف؟ (خطبة)
    عبدالله بن إبراهيم الحضريتي
  •  
    فوائد من سورة الفاتحة جمعتها لك من كتب التفسير ...
    د. محمد أحمد صبري النبتيتي
  •  
    حديث: كان الإيلاء الجاهلية السنة والسنتين
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    من عمل صالحا فلنفسه (خطبة) - باللغة النيبالية
    حسام بن عبدالعزيز الجبرين
  •  
    قصة نجاة (خطبة)
    رمضان صالح العجرمي
  •  
    فقه السير إلى الله تعالى (خطبة)
    د. عبدالرزاق السيد
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / العبادات
علامة باركود

ما يحبه النبي صلى الله عليه وسلم من العبادات (خطبة)

ما يحبه النبي صلى الله عليه وسلم من العبادات (خطبة)
د. محمود بن أحمد الدوسري

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 18/1/2023 ميلادي - 26/6/1444 هجري

الزيارات: 21009

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

ما يُحِبُّه النبيُّ صلى الله عليه وسلم من العِبادات

 

الحمد لله الذي جَعَلَ اتِّباعَ رسولِه صلى الله عليه وسلم؛ دليلاً على حُبِّ اللهِ، وابتغاءِ مَرْضاتِه، وجَعَلَ جَزاءَ اتِّباعِه؛ نَيْلَ مَحَبَّةِ اللهِ ومغفرتِه: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ﴾ [آل عمران: 31]؛ وجَعَلَ التَّولِّي عن طاعَةِ اللهِ ورسولِه؛ دليلاً على الكُفْر: ﴿ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ ﴾ [آل عمران: 32]. والصَّلاةُ والسَّلامُ الأَتَمَّانِ على خَيرِ البَرِيَّةِ، رَسُولِه الكريمِ، وعلى آلِه وصحبِه أجمعين؛ أمَّا بعدُ:

فمِنْ صِفاتِ المُحِبِّ الصَّادِق: أنه يُحِبُّ ما يُحِبُّ مَحْبوبَه، ويَكْرَهُ ما يَكْرَهُهُ؛ فالذي يُحِبُّ اللهَ تعالى، ويُحِبُّ أنْ يكونَ مُؤمِنًا به، يَجِبُ عليه أنْ يَتَّبِعَ رسولَ اللهِ وصَفِيَّه من خَلْقِه صلى الله عليه وسلم، ويَجِبُ عليه أنْ يَسِيرَ على نَهْجِه، ويَقْتَفِي أثَرَه وخُطاهُ، ويَتَأَسَّى به في كُلِّ شيءٍ.

 

وحَدِيثُنا عن مَّا يُحِبُّه النبيُّ صلى الله عليه وسلم من العبادات، ومن ذلك: أنَّه كَانَ يُحِبُّ الإيمانَ؛ وكان يقولُ في دُعائِه: «اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الإِيمَانَ، وَزَيِّنْهُ فِي قُلُوبِنَا» صحيح - رواه أحمد. فأعطاه اللهُ سُؤْلَه: ﴿ وَلَكِنَّ اللَّهَ حَبَّبَ إِلَيْكُمْ الْإِيمَانَ وَزَيَّنَهُ فِي قُلُوبِكُمْ ﴾ [الحجرات: 7].

 

وأَحَبُّ المَحْبوباتِ إليه الصَّلاةُ: ولذا قال صلى الله عليه وسلم: «حُبِّبَ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا: النِّسَاءُ، وَالطِّيبُ، وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاَةِ» صحيح - رواه النسائي.

 

ويُحِبُّ المُداوَمَةَ على العَمَلِ الصَّالِحِ، ولا سِيَّما الصَّلاة: قالتْ عائشةُ رضي الله عنها: «أَحَبُّ الصَّلاَةِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مَا دُووِمَ عَلَيْهِ، وَإِنْ قَلَّتْ، وَكَانَ إِذَا صَلَّى صَلاَةً دَاوَمَ عَلَيْهَا» رواه البخاري. فإذا صَلَّى صَلاةَ تَطَوُّعٍ أثْبَتَهَا، وداوَمَ عليها، وإنْ كانَتْ قَلِيلَةً. ولَمَّا سُئِلَتْ عائشةُ رضي الله عنها: «أَيُّ العَمَلِ كَانَ أَحَبَّ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتِ: الدَّائِمُ» رواه البخاري. وقالتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا عَمِلَ عَمَلاً أَثْبَتَهُ» رواه مسلم. وقالتْ: «كَانَ عَمَلُهُ دِيمَةً» رواه البخاري ومسلم. فالقليلُ الدَّائِمُ أفْضَلُ من الكَثِيرِ المُنْقَطِعِ، والمُداوَمَةُ على الصَّلاةِ - وإنْ قَلَّتْ - أولَى مِنْ جَهْدِ النَّفْسِ في كَثْرَتِها إذا انْقَطَعَتْ.

 

والكَثِيرُ الدَّائِمُ أفْضَلُ - لِمَنْ عَلِمَ مِنْ نَفْسِه قُوَّةً على المُداوَمَةِ؛ كما كان رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُ؛ إذْ تقولُ عائشةُ رضي الله عنها: «كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّى صَلاَةً أَحَبَّ أَنْ يُدَاوِمَ عَلَيْهَا، وَكَانَ إِذَا غَلَبَهُ نَوْمٌ أَوْ وَجَعٌ عَنْ قِيَامِ اللَّيْلِ صَلَّى مِنَ النَّهَارِ ثِنْتَيْ عَشْرَةَ رَكْعَةً» رواه مسلم. وفي الحديث القُدسي: «وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ» رواه البخاري.

 

ويُحِبُّ الصَّلاةَ حَيْثُ أَدْرَكَتْهُ: عن أَنَسِ بنِ مَالِكٍ رضي الله عنه؛ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم: «كَانَ يُحِبُّ أَنْ يُصَلِّيَ حَيْثُ أَدْرَكَتْهُ الصَّلاَةُ» رواه البخاري. وقد أمَرَ أُمَّتَه بذلك؛ كما في قوله: «جُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا؛ فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلاَةُ فَلْيُصَلِّ» رواه البخاري.

 

ويُحِبُّ صَلاةَ السُّنةِ في البَيْتِ: عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعْدٍ رضي الله عنه قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَيُّمَا أَفْضَلُ: الصَّلاَةُ فِي بَيْتِي أَوِ الصَّلاَةُ فِي المَسْجِدِ؟ قَالَ: «أَلاَ تَرَى إِلَى بَيْتِي؟ مَا أَقْرَبَهُ مِنَ المَسْجِدِ! فَلأَنْ أُصَلِّيَ فِي بَيْتِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُصَلِّيَ فِي المَسْجِدِ، إِلاَّ أَنْ تَكُونَ صَلاَةً مَكْتُوبَةً» صحيح - رواه ابن ماجه. وقال أيضًا: «عَلَيْكُمْ بِالصَّلاَةِ فِي بُيُوتِكُمْ؛ فَإِنَّ خَيْرَ صَلاَةِ المَرْءِ فِي بَيْتِهِ إِلاَّ الصَّلاَةَ المَكْتُوبَةَ» رواه البخاري ومسلم.

 

وسُنَّةُ الفَجْرِ أَحَبُّ إليه مِنَ الدُّنيا: عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها؛ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ - فِي شَأْنِ الرَّكْعَتَيْنِ عِنْدَ طُلُوعِ الفَجْرِ: «لَهُمَا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا» رواه مسلم. وقال أيضًا: «رَكْعَتَا الفَجْرِ خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا» رواه مسلم.

 

ويُحِبُّ تَأْخِيرَ صَلاةِ العِشَاءِ: عن أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ؛ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم «كَانَ يَسْتَحِبُّ أَنْ يُؤَخِّرَ العِشَاءَ» رواه البخاري. وقال صلى الله عليه وسلم: «لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي؛ لأَمَرْتُهُمْ أَنْ يُؤَخِّرُوا العِشَاءَ إِلَى ثُلُثِ اللَّيْلِ أَوْ نِصْفِهِ» صحيح - رواه الترمذي.

 

ويُحِبُّ التَّخْفِيفَ على أُمَّتِه: عن عائشةَ رضي الله عنها؛ أنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم «كَانَ يَخَافُ أَنْ يُثَقِّلَ عَلَى أُمَّتِهِ، وَيُحِبُّ مَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ» رواه البخاري. وقالتْ أيضًا: «إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لَيَدَعُ العَمَلَ - وَهْوَ يُحِبُّ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ؛ خَشْيَةَ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ النَّاسُ، فَيُفْرَضَ عَلَيْهِمْ» رواه البخاري ومسلم.

 

ويُحِبُّ أَنْ يَكونَ عَبْدًا شَكُورًا: عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها؛ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ حَتَّى تَتَفَطَّرَ قَدَمَاهُ، فَقَالَتْ عَائِشَةُ: لِمَ تَصْنَعُ هَذَا يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَقَدْ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ؟ قَالَ: «أَفَلاَ أُحِبُّ أَنْ أَكُونَ عَبْدًا شَكُورًا» رواه البخاري.

 

ويُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلُه؛ وهو صَائِمٌ: «تُعْرَضُ الأَعْمَالُ يَوْمَ الاِثْنَيْنِ وَالخَمِيسِ، فَأُحِبُّ أَنْ يُعْرَضَ عَمَلِي؛ وَأَنَا صَائِمٌ» صحيح - رواه الترمذي. وعن أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنَ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ؟ قَالَ: «ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ، بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ العَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي؛ وَأَنَا صَائِمٌ» حسن - رواه النسائي. فأَحَبُّ الشُّهورِ إليه صِيامًا - بعدَ رمضانَ: شعبانُ.

 

الخطبة الثانية

الحمد لله..

 

أيها المسلمون.. ويُحِبُّ النبيُّ صلى الله عليه وسلم الإِكْثارَ مِنْ ذِكْرِ اللهِ: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لأَنْ أَقْعُدَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ تَعَالَى مِنْ صَلَاةِ الغَدَاةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ أَرْبَعَةً مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ، وَلأَنْ أَقْعُدَ مَعَ قَوْمٍ يَذْكُرُونَ اللَّهَ مِنْ صَلَاةِ العَصْرِ إِلَى أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُعْتِقَ أَرْبَعَةً» حسن - رواه أبو داود.

 

وأَرْبَعَةُ أذْكَارٍ أَحَبُّ إليه مِنَ الدُّنيا: قال رسولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: «لأَنْ أَقُولَ سُبْحَانَ اللَّهِ، وَالحَمْدُ لِلَّهِ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ؛ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ» رواه مسلم.

 

ويُحِبُّ الجَوَامِعَ مِنَ الدُّعَاءِ: عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: «كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَحِبُّ الجَوَامِعَ مِنَ الدُّعَاءِ، وَيَدَعُ مَا سِوَى ذَلِكَ» صحيح - رواه أبو دواد. أي: يُحِبُّ الأَدْعِيَةَ الجَامِعَةَ لِخَيرِ الدُّنيا والآخِرَةِ، وهي: ما كان لَفْظُهُ قَلِيلًا، ومَعْنَاهُ كَثِيرًا؛ كما في قوله تعالى: ﴿ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ﴾ [البقرة: 201]. ومِثْلُ الدُّعاءِ بِالعَافِيَةِ في الدُّنيا والآخِرَةِ.

 

ويُحِبُّ الجَمَاعَةَ، ويُبْغِضُ التَّفَرُّقَ: عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ رضي الله عنه قال: خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَرَآنَا حَلَقًا؛ فَقَالَ: «مَا لِي أَرَاكُمْ عِزِينَ». [أي: مُتَفَرِّقينَ؛ جَماعَةً، جَماعَةً، الواحِدَةُ عِزَة]. قَالَ: ثُمَّ خَرَجَ عَلَيْنَا فَقَالَ: «أَلاَ تَصُفُّونَ كَمَا تَصُفُّ المَلاَئِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟». فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَكَيْفَ تَصُفُّ المَلاَئِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟ قَالَ: يُتِمُّونَ الصُّفُوفَ الأُوَلَ، وَيَتَرَاصُّونَ فِي الصَّفِّ» رواه مسلم. وفي روايةٍ: دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم المَسْجِدَ وَهُمْ حِلَقٌ؛ فَقَالَ: «مَا لِي أَرَاكُمْ عِزِينَ». قال الأعمشُ: (كَأَنَّهُ يُحِبُّ الجَمَاعَةَ) صحيح - رواه أبو داود. ففيه: النَّهْيُ عن التَّفَرُّقِ، والأَمْرُ بِالاجْتِماعِ.

 

ويُحِبُّ سَمَاعَ القرآنِ مِنْ غَيرِه: لأنَّه قَالَ - لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ: «اقْرَأْ عَلَيَّ». قَالَ: أَقْرَأُ عَلَيْكَ، وَعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟ قَالَ: «إِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ مِنْ غَيْرِي» رواه مسلم.

 

وسُورَةٌ؛ أَحَبُّ إليه مِمَّا طَلَعَتْ عليه الشَّمْسُ: قال صلى الله عليه وسلم: «لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ اللَّيْلَةَ سُورَةٌ لَهِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ. ثُمَّ قَرَأَ: ﴿ إِنَّا فَتَحْنَا لَكَ فَتْحًا مُبِينًا ﴾ [الفتح: 1]» رواه البخاري.

 

وآيةٌ؛ أَحَبُّ إليه مِنَ الدُّنيا جَمِيعًا: عن أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: لَمَّا نَزَلَتْ: ﴿ لِيَغْفِرَ لَكَ اللَّهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَمَا تَأَخَّرَ ﴾ [الفتح: 2]؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَقَدْ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آيَةٌ هِيَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا» رواه مسلم. وفي روايةٍ: «أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا عَلَى الأَرْضِ» صحيح - رواه الترمذي.

 

ويُحِبُّ الجِهادَ فِي سَبِيلِ الله: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي؛ لأَحْبَبْتُ أَنْ لاَ أَتَخَلَّفَ خَلْفَ سَرِيَّةٍ» رواه مسلم.

 

ويُحِبُّ الشهادةَ فِي سَبِيلِ اللهِ، ويَتَمَنَّاهَا: قال النبيُّ صلى الله عليه وسلم: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ؛ لَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَا، ثُمَّ أُقْتَلُ» رواه البخاري. وقال أيضًا: «لأَنْ أُقْتَلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ؛ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ يَكُونَ لِي أَهْلُ الوَبَرِ وَالمَدَرِ» حسن - رواه النسائي. أي: أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أنْ يكونَ لِي مُلْكُ أَهْلِ الدُّنيا؛ مِنَ البَوَادِي وَالقُرَى، والأَمْصَارِ والمُدُنِ.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • وفاء النبي صلى الله عليه وسلم وعبادته
  • عبادة النبي صلى الله عليه وسلم في الحج
  • تواصل النبي صلى الله عليه وسلم مع الرهط الثلاثة الذين سألوا عن عبادته
  • مفاتيح العبادات

مختارات من الشبكة

  • أمور يحبها النبي صلى الله عليه وسلم (خطبة)(مقالة - موقع د. محمود بن أحمد الدوسري)
  • شرح قول النبي صلى الله عليه وسلم (إن الله يحب العبد التقي الغني الخفي)(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • كيف نجعل النبي - صلى الله عليه وسلم - يحبنا؟(مقالة - مجتمع وإصلاح)
  • وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شيئًا مما يحبه الله ليحبك الناس(مقالة - آفاق الشريعة)
  • ترك النبي للأمر الذي يحبه دفعا للحرج والمشقة(مقالة - ملفات خاصة)
  • من فضائل النبي صلى الله عليه وسلم: كان صلى الله عليه وسلم رحيما بالمؤمنين(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من فضائل النبي: أكرم الله جبريل بأن رآه النبي صلى الله عليه وسلم في صورته الحقيقية(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من فضائل النبي: استأذن ملك القطر ربه ليسلم على النبي صلى الله عليه وسلم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مكانة النبي صلى الله عليه وسلم ومكانة أتباعه في شعر الشاعر الدكتور عبدالرحمن العشماوي(مقالة - حضارة الكلمة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مبادرة أكاديمية وإسلامية لدعم الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي في التعليم بنيجيريا
  • جلسات تثقيفية وتوعوية للفتيات المسلمات بعاصمة غانا
  • بعد خمس سنوات من الترميم.. مسجد كوتيزي يعود للحياة بعد 80 عاما من التوقف
  • أزناكايفو تستضيف المسابقة السنوية لحفظ وتلاوة القرآن الكريم في تتارستان
  • بمشاركة مئات الأسر... فعالية خيرية لدعم تجديد وتوسعة مسجد في بلاكبيرن
  • الزيادة المستمرة لأعداد المصلين تعجل تأسيس مسجد جديد في سانتا كروز دي تنريفه
  • ختام الدورة التاسعة لمسابقة "جيل القرآن" وتكريم 50 فائزا في سلوفينيا
  • ندوة في سارنيتسا تبحث تطوير تدريس الدين الإسلامي وحفظ التراث الثقافي

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1447هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/1/1447هـ - الساعة: 10:44
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب