• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    التحذير من المغالاة في المهور والإسراف في حفلات ...
    سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
  •  
    اشتراط الحول والنصاب في الزكاة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
  •  
    من فضائل الدعاء
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    لا أحد أحسن حكما من الله
    د. عبدالرحمن بن سعيد الحازمي
  •  
    دلالة السنة والنظر الصحيح على أن الأنبياء عليهم ...
    د. أحمد خضر حسنين الحسن
  •  
    تفسير: (فقالوا ربنا باعد بين أسفارنا وظلموا ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    الدرس الثالث والعشرون: لماذا نكره الموت
    عفان بن الشيخ صديق السرگتي
  •  
    الإنفاق على الأهل والأقارب بنية التقرب إلى الله ...
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    الإسلام يدعو إلى المؤاخاة
    الشيخ ندا أبو أحمد
  •  
    خطبة عيد الأضحى: عيدنا طاعة وعبادة
    محمد بن عبدالله بن فياض العلي
  •  
    خطبة عيد الأضحى: الامتثال لأوامر الله
    محمد بن عبدالله بن فياض العلي
  •  
    أقسام المشهود عليه
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    الشهادتان - شهادة: أن لا إله إلا الله
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    تحريم النذر لغير الله تبارك وتعالى
    فواز بن علي بن عباس السليماني
  •  
    تخريج حديث: أن ابن مسعود جاء إلى النبي صلى الله ...
    الشيخ محمد طه شعبان
  •  
    تفسير قوله تعالى: {وما محمد إلا رسول قد خلت من ...
    سعيد مصطفى دياب
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / العبادات
علامة باركود

منحة الرحيم الغفار في التيسير عند اشتداد البرد وهطول الأمطار (خطبة)

منحة الرحيم الغفار في التيسير عند اشتداد البرد وهطول الأمطار (خطبة)
الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 13/11/2019 ميلادي - 16/3/1441 هجري

الزيارات: 9956

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

منحة الرحيم الغفار

في التيسير عند اشتداد البرد وهطول الأمطار

 

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

 

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً ﴾ [النساء: 1].

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

 

أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار. أعاذني الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين.

 

جاء فصل الشتاء بما فيه من رياح وعواصف وبرد وأمطار، بما فيه من رعد وبرق، بما فيه من سيول وفيضانات، والله سبحانه وتعالى يرحم عباده، ويرحم المسلمين في عباداتهم، فيخفف عنهم في الشتاء والبرد، وشرع لهم على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم أذكارًا وعباداتٍ مناسبةً للجوِّ المحيط بهم في تلك الآونة؛ من برد أو رعد، أو ريح أو نحو ذلك.

 

وهذه منحة من الغفار في التيسير على عباد الله عند اشتداد البرد ونزول الأمطار.

 

فالحمد لله.. في الشتاء تهبُّ الرياح، وتتكاثف السحب، وتغطي الغيومُ عين الشمس. فمن السنة أن نذكرَ الله سبحانه وتعالى بذكرٍ خاصٍّ عندما نرى ذلك، بيّنه النبيّ صلى الله عليه وسلم في قوله: عَنْ عَائِشَةَ -رضي الله تعالى عنها-، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؛ أَنَّهَا قَالَتْ: (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا عَصَفَتِ الرِّيحُ)، قَالَ: ("اللهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ خَيْرَهَا، وَخَيْرَ مَا فِيهَا، وَخَيْرَ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّهَا، وَشَرِّ مَا فِيهَا، وَشَرِّ مَا أُرْسِلَتْ بِهِ")، قَالَتْ: (وَإِذَا تَخَيَّلَتِ السَّمَاءُ)، -أي: بدأت الغيوم- (تَغَيَّرَ لَوْنُهُ، وَخَرَجَ وَدَخَلَ، وَأَقْبَلَ وَأَدْبَرَ، فَإِذَا مَطَرَتْ، سُرِّيَ عَنْهُ، فَعَرَفْتُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ)، قَالَتْ عَائِشَةُ: (فَسَأَلْتُهُ؟) فَقَالَ: ("لَعَلَّهُ، يَا عَائِشَةُ كَمَا قَالَ قَوْمُ عَادٍ: ﴿ فَلَمَّا رَأَوْهُ عَارِضًا مُسْتَقْبِلَ أَوْدِيَتِهِمْ قَالُوا هَذَا عَارِضٌ مُمْطِرُنَا ﴾"). [الأحقاف: 24]، رواه مسلم، 15- (899)، وفي رواية عند نزول الغيث أن يقول: «اللهم صيّباً نافعاً». رواه البخاري، (1032)، أي: أسألك اللهم أن يكون هذا الغيث وهذا المطر صَيّباً، أو اجعله صيّباً، والصيِّب: هو المطر الذي يجري ماؤه.

 

وفي الشتاء يلمع البرق، وترعد السماء، وتتحرك السحب الثِّقال، كما قال سبحانه: ﴿ هُوَ الَّذِي يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنْشِئُ السَّحَابَ الثِّقَالَ * وَيُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلَائِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللَّهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ ﴾ [الرعد: 12، 13].

 

وقد ثبت عَنْ رَجُلٍ مِنْ بَنِي غِفَارٍ -رضي الله عنهم- قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: ("إِنَّ اللهَ عز وجل يُنْشِئُ السَّحَابَ، فَيَنْطِقُ أَحْسَنَ الْمَنْطِقِ، وَيَضْحَكُ أَحْسَنَ الضَّحِكِ"). رواه أحمد، (23686).

 

وثبت عَنْ عِكْرِمَةَ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله -تعالى- عنهما إِذَا سَمِعَ صَوْتَ الرَّعْدِ قَالَ: (سُبْحَانَ الَّذِي سَبَّحْتَ لَهُ)، -فالرعد يسبح الله سبحانه وتعالى.

 

أما الصواعق فهذه عذابٌ من عند الله يصيب بها من يشاء من عباده، فعَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ: (أَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِهِ إِلَى رَأسِ الْمُشْرِكِينَ يَدْعُوهُ إِلَى اللهِ تَعَالَى)، فَقَالَ الْمُشْرِكُ: (هَذَا الَّذِي تَدْعُونِي إِلَيْهِ؛ مِنْ ذَهَبٍ، أَوْ فِضَّةٍ، أَوْ نُحَاسٍ؟!) فَتَعَاظَمَ مَقَالَتُهُ فِي صَدْرِ رَسُولِ رَسُولِ اللهِ، فَرَجَعَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ)، فَقَالَ:

 

("ارْجِعْ إِلَيْهِ")، فَرَجَعَ إِلَيْهِ بِمِثْلِ ذَلِكَ، -يعني يدعوه إلى توحيد الله،- وَأَرْسَلَ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَلَيْهِ صَاعِقَةً مِنَ السَّمَاءِ فَأَهْلَكَتْهُ -وَرَسُولُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الطَّرِيقِ لَا يَدْرِي- فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("إِنَّ اللهَ قَدْ أَهْلَكَ صَاحِبَكَ بَعْدَكَ")، وَنَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ﴿ وَيُرْسِلُ الصَّوَاعِقَ فَيُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ وَهُمْ يُجَادِلُونَ فِي اللهِ وَهُوَ شَدِيدُ الْمِحَالِ ﴾ [الرعد: 13]") ، صححه الألباني في ظلال الجنة، (692).

 

وعَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما، قَالَ: (كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ رضي الله عنهما إِذَا سَمِعَ الرَّعْدَ تَرَكَ الْحَدِيثَ)، وَقَالَ: (سُبْحَانَ الَّذِي ﴿ يُسَبِّحُ الرَّعْدُ بِحَمْدِهِ وَالْمَلاَئِكَةُ مِنْ خِيفَتِهِ ﴾، ثُمَّ يَقُولُ: إِنَّ هَذَا لَوَعِيدٌ شَدِيدٌ لأهْلِ الأرْضِ). (صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد)، (560)، و (موطأ مالك) (2839).

 

في الشتاء، عند نزول الأمطار من السنة أن يَعرِضَ المسلمُ جسمه وثيابَه على الأمطار؛ لا أن يسارع النساء والأطفال في جمع الغسيل وما شابه ذلك، هذا ما نراه. الصحابة يفعلون غير ذلك يا عباد الله، كل هذا رجاءَ البركة، روى الإمام مسلم عن أَنَسٍ رضي الله عنه قال: (أَصَابَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَطَرٌ)، قَالَ: (فَحَسَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبَهُ)، حسره عن ساقيه، أو حسره عن صدره صلى الله عليه وسلم، (حَتَّى أَصَابَهُ مِنَ الْمَطَرِ)، فَقُلْنَا: (يَا رَسُولَ اللهِ لِمَ صَنَعْتَ هَذَا؟!) قَالَ: ("لِأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ تَعَالَى"). رواه مسلم، 13- (898).

 

وعَنْ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ قَالَ: كَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله -تعالى- عنهما إِذَا مَطَرَتِ السَّمَاءُ يَقُولُ: (يَا جَارِيَةُ)، -الخادمة التي عنده- (أَخْرِجِي سَرْجِي، أَخْرِجِي ثِيَابِي)، -لا أن تخبئيها من المطر،- (وَيَقُولُ: ﴿ وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً مُبَارَكًا ﴾ [ق: 9])، (صَحْيح الْأَدَبِ الْمُفْرَد)، (936).

 

في الشتاء يكثر طينُ الشوارع، وتتدفَّق مياهُها الجارية، مع شيء من نبع من المجاري التي تجري فيها أشياء من النجاسات ونحوها، فمن تخفيف الشريعة يُعفَى عمَّا أصاب أجسامَنا وثيابَنا منها، جاء عَنْ امْرَأَةٍ مِنْ بَنِي عَبْدِ الْأَشْهَلِ قَالَتْ: (قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ! إِنَّ لَنَا طَرِيقًا إِلَى الْمَسْجِدِ مُنْتِنَةً)، مليئة بالنجاسات والروائح المنتنة (فَكَيْفَ نَفْعَلُ إِذَا مُطِرْنَا؟). رواه أبو داود، (384)، وابن ماجة (533). قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: ("فَبَعْدَهَا طَرِيقٌ أَنْظَفُ مِنْهَا؟!")، قُلْتُ: (نَعَمْ)، قَالَ -صلى الله عليه وسلم-: ("فَهَذِهِ بِهَذِهِ"). رواه ابن ماجة، (533)، وأبو داود، (384)، وأحمد، (27452). وفي رواية: ("إِنَّ هَذِهِ تَذْهَبُ بِذَلِكَ"). رواه أحمد، (27453).

 

في الشتاء نلبس الملابس الثقيلة، فلا تعيقنَّكم عن إتمام الوضوء، فقد قال صلى الله عليه وسلم: ("وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّارِ، أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ"). رواه مسلم، 26- (241).

 

ومن الكفارات: ("وَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِي الْمَكْرُوهَاتِ"). رواه الترمذي، (3235).

وفي رواية: ("وَإِسْبَاغُ الْوُضُوءِ فِي السَّبَرَاتِ"). رواه الطبراني في الأوسط، (5754)، أي: في شدة البرد.

(إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ): [أَيْ: إِتْمَامُهُ وَإِكْمَالُهُ بِاسْتِيعَابِ الْمَحَلِّ بِالْغُسْلِ وَتَطْوِيلِ الْغُرَّةِ وَتَكْرَارِ الْغُسْلِ ثَلَاثًا]. تحفة الأحوذي.

 

و(في المكروهات)؛ أَيْ: فِي مُدَّةِ الْبَرْدِ، و(السَّبَرَات): جمع سَبْرة، وهي شِدَّة البرد، كسَجدة، وسَجَدات. فيض القدير، (3/ 406).

وفي رواية: ("إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ شَطْرُ الْإِيمَانِ"). رواه النسائي، (2437)، وابن ماجة، (280).

 

فالحذر الحذر من بقاء شيء من فرائض الوضوء لا يصله الماء خصوصا بين الأصابع، أصابع اليدين أو أصابع الرجلين ونحوهما، لما ثبت عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("لَتنْهَكُنَّ الْأَصَابِعَ بِالطَّهُورِ، أَوْ لَتَنْهَكَنَّهَا النَّارُ"). رواه الطبراني في الأوسط، (2647).

 

وكأنّ النارَ تُعرض على جسد الإنسان المسلم يوم القيامة، فلا تصل إلى مواضع الوضوء، فإن كان هناك نقص بين الأصابع أو تقصير في الأعقاب ونحو ذلك وصلتها النار.

 

ومعنى هذا؛ أي: لتبالغُنَّ في غسل الأصابع، وإيصال الماء إليها، أو لتبالغَنَّ النارُ في إحراقها، والنَّهْك: المبالغةُ في كل شيء.

 

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رضي الله -تعالى- عنه قَالَ: (خَلِّلُوا الْأَصَابِعَ الْخَمْسَ، لَا يَحْشُوهَا اللهُ نَارًا). رواه الطبراني في الكبير، (9213)، فالتي لا يصلها ماء الوضوء تحشى يوم القيامة بالنار.

 

ولنتفقّد عراقيبَنا ومؤخّر أقدامنا، وأعقابنا حتى لا نقع في قوله صلى الله عليه وسلم عندما رأى رجلاً لم يغسل عقبيه، فقد ثبت عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ (أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى رَجُلًا لَمْ يَغْسِلْ عَقِبَيْهِ)، فَقَالَ: ("وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنَ النَّار"). رواه مسلم، (م) 28- (242).

 

وَعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَإِعْمَالُ الْأَقْدَامِ إِلَى الْمَسَاجِدِ، وَانْتِظَارُ الصَلَاةِ بَعْدَ الصَلَاةِ، يَغْسِلُ الْخَطَايَا غَسْلًا"). رواه الحاكم، (456)، وأبو يعلى، (488)، وهذا يبين ثواب من يسبغ الوضوء.

 

في الشتاء تنتشر الفطرياتُ في الجسم، وخصوصا بين الأصابع، أو أصابع القدمين، فتسبِّب الالتهابات، فخفّف عنَّا ديننا غسلَ الرجلين عند الوضوء للخمس صلوات وفي كل وضوء، بالمسح على الخفين، والمسح على العمامة، فعَنْ بِلَالٍ رضي الله عنه: ("أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ وَالْخِمَارِ"). رواه مسلم، 84- (275)، أي: العمامة، تسمى الخمار للرجال، وما تربطه المرأة على رأسها.

 

وعَنْ بِلَالٍ رضي الله تعالى عنه، قَالَ: (رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَمْسَحُ عَلَى الْمُوقَيْنِ وَالْخِمَارِ). رواه أحمد، (23917).

 

وعَنْ ثَوْبَانَ رضي الله تعالى عنه، قَالَ: (بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَرِيَّةً، فَأَصَابَهُمُ الْبَرْدُ، فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - شَكَوْا إِلَيْهِ مَا أَصَابَهُمْ مِنَ الْبَرْدِ فـأَمَرَهُمْ أَنْ يَمْسَحُوا عَلَى الْعَصَائِبِ وَالتَّسَاخِينِ). رواه أبو داود، (146)، وأحمد، (22383).

 

والعصائب ما يوضع على الرأس من العمائم ونحوها، والتساخين لفائف تلف على الأقدام تجلب السخونة والحرارة للقدمين.

 

وَعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ رضي الله عنه -تعالى- قَالَ: (تَوَضَّأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَسَحَ عَلَى الْجَوْرَبَيْنِ وَالنَّعْلَيْنِ). رواه الأربعة، الترمذي، (99)، والنسائي، (125)، وأبو داود، (159)، وابن ماجة، (559).

 

و[الْخُفُّ: نَعْلٌ مِنْ أَدَمٍ يُغَطِّي الْكَعْبَيْنِ، وَالْجُرْمُوقُ: خُفٌّ كَبِيرٌ يُلْبَسُ فَوْقَ خُفٍّ صَغِيرٍ، وَالْجَوْرَبُ: فَوْقَ الْجُرْمُوقِ، يُغَطِّي الْكَعْبَيْنِ بَعْضَ التَّغْطِيَةِ دُونَ النَّعْلِ، وَهِيَ تَكُونُ دُونَ الْكِعَابِ]. سبل السلام (1/ 81).

 

و[العَصائب: واحدتها عِصابة، وهي كُلّ مَا عَصَبْت بِهِ رَأسَك مِنْ عِمَامَة أَوْ مِنْدِيل أو خِرْقة.

التساخين: كُلّ مَا يُسَخَّن بِهِ الْقَدَم مِنْ خُفّ وَجَوْرَب وَنَحْوهمَا]. عون المعبود وحاشية ابن القيم، (1/ 171).

 

وأما توقيت المسح يا عباد الله فهذا نحتاجه؛ فـعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رضي الله -تعالى- عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: (جَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِلْمُسَافِرِ أَنْ يَمْسَحَ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ وَلَيَالِيَهُنَّ، وَيَوْمًا وَلَيْلَةً لِلْمُقِيمِ). رواه مسلم 85- (276).

 

ويبدأ المسح من أول مسح إلى وقت هذا المسح، وأما من نزع وقت المسح فيبقى وضوؤه على حاله، ويحتاج إلى تجديد المسح مع تجديد الوضوء إن احتاج إليه.

 

وفي الشتاء يشتد البرد، وقد ينعدم الماء وينقطع، أو يوجد الماء شديد البرودة، وبرودته غير محتملة، ولا يوجد ما يسخنه أو يدفئه وربما يصبح بعضنا على جنابة، فشُرِع لنا التيمم بالصعيد الطيب فإنه طَهور، وهو وجه الأرض الحجارة التي عليها، أي شيء عليه تراب، فقد ورد عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: (قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: "يَا أَبَا ذَرٍّ، إِنَّ الصَّعِيدَ الطَّيِّبَ"). رواه أبو داود، (333)، ("طَهُورُ الْمُسْلِمِ وَإِنْ لَمْ يَجِدْ الْمَاءَ إِلَى عَشْرِ سِنِينَ، فَإِذَا وَجَدَ الْمَاءَ فَلْيُمِسَّهُ بَشَرَتَهُ، فَإِنَّ ذَلِكَ خَيْرٌ"). رواه أبو داود، (124)، والترمذي، (332)، والنسائي، (322). فلم يأمرْه صلى الله عليه وسلم بإعادة ما صلى بتيمم دون وضوء.

 

عن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ -رضي الله تعالى عنه-، فَقَالَ: (إِنِّي أَجْنَبْتُ فَلَمْ أُصِبِ الـمَاءَ)، فَقَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ لِعُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ -رضي الله تعالى عنهما-: (أَمَا تَذْكُرُ أَنَّا كُنَّا فِي سَفَرٍ أَنَا وَأَنْتَ، فَأَمَّا أَنْتَ فَلَمْ تُصَلِّ)، يعني أصابته الجنابة والوقت برد ولا ماء، (وَأَمَّا أَنَا فَتَمَعَّكْتُ فَصَلَّيْتُ)، يعني تمرغ في التراب بجميع جسمه، لأنه يظن أن الوضوء فقط مسح الوجه والكفين، إذن الغسل جميع الجسم، قال: فتمعكت فصليت (فَذَكَرْتُ لِلنَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلم)، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: («إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ هَكَذَا»)، (فَضَرَبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَفَّيْهِ الأَرْضَ، وَنَفَخَ فِيهِمَا، ثُمَّ مَسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ وَكَفَّيْهِ). رواه البخاري، (338).

 

وفي الشتاء وعند شدة البرد وهبوب الرياح أو هطول الأمطار، أو الظلمة الشديدة أو كثرة أوحال الشوارع؛ خفَّف الشرع على المصلين الذين يحافظون على صلاة الجماعة في المسجد، بأن يصلُّوا في بيوتهم إذا خافوا من الأذى في هذه الأجواء، فينادي عليهم المؤذن في أذانه بقوله: (صلوا في الرحال). رواه البخاري، (616).

 

عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ أَبِيهِ؛ (أَنَّهُ شَهِدَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَمَنَ الْحُدَيْبِيَةِ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ، وَأَصَابَهُمْ مَطَرٌ لَمْ تَبْتَلَّ أَسْفَلُ نِعَالِهِمْ، فَأَمَرَهُمْ أَنْ يُصَلُّوا فِي رِحَالِهِمْ). رواه أبو داود، (1059).

 

أو يقول المؤذن: («صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ»). رواه البخاري، (901).، أو يقول: ("صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ"). رواه ابن ماجة، (938).

 

وَعَنْ نُعَيْمِ بْنِ النَّحَّامِ رضي الله عنه قَالَ: (نُودِيَ بِالصُّبْحِ)، أي: أذن المؤذن لصلاة الصبح (فِي يَوْمٍ بَارِدٍ، وَأَنَا فِي مِرْطِ امْرَأَتِي)، يعني متلفف هو وزوجته، (فَقُلْتُ: لَيْتَ الْمُنَادِيَ قَالَ: مَنْ قَعَدَ فَلَا حَرَجَ عَلَيْهِ)، فَنَادَى مُنَادِي النَّبِيِّ صلى اللهُ عليه وسلَّم فِي آخِرِ أَذَانِهِ: ("وَمَنْ قَعَدَ فَلَا حَرَجَ عَلَيْهِ"). رواه أحمد، (17934)، والبيهقي، (1734).

 

ومن التيسير في الشتاء كانت مشروعية الجمع بين الصلاتين، فقد أخرج مسلم في صحيحه، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رضي الله تعالى عنهما-، قَالَ: (جَمَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ، وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِالْمَدِينَةِ، فِي غَيْرِ خَوْفٍ، وَلَا مَطَرٍ...). رواه مسلم، 54- (705)، إذن الخوف والمطر من أسباب الجمع.

 

أما إذا جمع الإنسان فيصلي صلوات الرواتب، التي بعد الظهر، وبعد المغرب وبعد العشاء، فـصلاة السنن عند الجمع، تُصلى السنن عِقِبَ الجمع، ولا حرج على من صلى السنن مع الوتر عَقِب صلاتي المغرب والعشاء، حتى ولو لم يدخل الوقت الحقيقي للصلاة الثانية المجموعة؛ لأن وقت العشاء ما دخل، لكن للجمع يجوز أن تقدم سنة العشاء والوتر.

 

وفي الشتاء وعند اشتداد البرد يمكن للمسلم أن يغطي يديه أثناء الصلاة، فعَنْ وَائِلِ بْنِ حُجْرٍ رضي الله عنه، قَالَ: (أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الشِّتَاءِ، فَرَأَيْتُ أَصْحَابَهُ يَرْفَعُونَ أَيْدِيَهُمْ فِي ثِيَابِهِمْ فِي الصَّلَاةِ). رواه أبو داود، (729). يعني ملتفين في الصلاة خشية البرد يجعلون أيديهم داخل ثيابهم، فيصلون ويرفعون ويكبرون تكبيرة الإحرام وغيرها وأيديهم داخل ثيابهم، فهذا تخصيص بالبرد الشديد لضرورة. قال العباد في (شرح سنن أبي داود): [والمقصود من ذلك أن الصلاة تفتتح بالتكبير، ويكون التكبير على حسب الحال، سواء أكانت اليدان داخل الثياب أم خارج الثياب].

 

في الشتاء يقصر نهاره، فيغتنمه بالصيام، ويطول ليلُه فيغتنمه بالقيام، عَنْ عَامِرِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ("الغَنِيمَةُ البَارِدَةُ الصَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ"). رواه الترمذي، (797).

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

 

الخطبة الآخرة

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد:

في الشتاء تكثر السيول والفيضانات، وتحدث الخسائر والأموات، فمن مات غرقا فهو شهيد، كما ثبت في الحديث في تعداد الشهداء: (... وَالْغَرِيقُ شَهِيدٌ). رواه النسائي، (1846).

 

ويُستفاد مِن هذا الحديث في موضوعنا أن مَن غَرِقَ نتيجةَ الفيضانات والسيول الجارفة في الشتاء -أو غيره- وكان على دين وصلاح وحُسن حال يُرجى له الشهادة، كم هو نص حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.

 

في الشتاء يحتاج الناس إلى المدافئ، ولكن لتحذروا من بقاء المدفئة طيلة الليل، جاء عَنْ أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: (احْتَرَقَ بَيْتٌ بِالْمَدِينَةِ عَلَى أَهْلِهِ مِنَ اللَّيْلِ، فَحُدِّثَ بِشَأْنِهِمُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، قَالَ: («إِنَّ هَذِهِ النَّارَ إِنَّمَا هِيَ عَدُوٌّ لَكُمْ، فَإِذَا نِمْتُمْ فَأَطْفِئُوهَا عَنْكُمْ»). متفق عليه، البخاري، (6294)، مسلم، 101- (2016). وعَنْ سَالِمٍ، عَنْ أَبِيهِ، -عبد الله بن عمر- عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: («لاَ تَتْرُكُوا النَّارَ فِي بُيُوتِكُمْ حِينَ تَنَامُونَ»). متفق عليه، البخاري، (6293)، مسلم، 100- (2015).

 

فالحذر الحذر مِن إبقاء المدافئ بأنواعها كافةً مشتعلةً حالةَ النوم، لما في ذلك من خطر الاحتراق، أو الاختناق، وحوادثُ مأساويةٌ كثيرةٌ وقعت بسبب التساهل في ذلك...

 

ومن علامات الساعة وفي آخر الزمان، ستكون هناك أمطارٌ بدون بركات، وهذه من علامات الساعة أن تكون أمطار بلا بركات، فَعَنْ أَنَسٍ رضي الله -تعالى- عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("لَا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يُمْطَرَ النَّاسُ مَطَرًا عَامًّا، وَلَا تَنْبُتَ الْأَرْضُ شَيْئًا"). رواه أحمد، (12429).

 

قال ابن القيم رحمه الله في (حادي الأرواح إلى بلاد الأفراح) (ص: 273): [وقد جعل الله سبحانه وتعالى السحابَ وما يمطِرُه؛ سببا للرحمةِ والحياةِ في هذه الدار -الدنيا-، ويجعله سببا لحياة الخلق في قبورهم؛ حيث يمطَر على الأرض أربعين صباحاً مطراً متداركاً من تحت العرش، -على القبور على الأموات،- فينبتون تحت الأرض كنبات الزرع، ويبعثون يوم القيامة والسماء تطشُّ عليهم، -أهل الجنة المؤمنون محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومن هم على طريقته، الناس في كرب الموقف، والطش من السماء ينزل عليهم،- وكأنه -والله أعلم- أثر ذلك المطر العظيم كما يكون في الدنيا، ويثير لهم سحابا في الجنة يمطِرُهم ما شاؤوا من طيبٍ وغيره، وكذلك -والعياذ بالله- أهل النار ينشئُ لهم سحابًا يمطَر عليهم عذابا إلى عذابهم، كما أنشأ لقوم هود وقوم شعيبٍ سحاباً أمطر عليهم عذاباً أهلكهم، فهو سبحانه ينشئُهُ -أي: السحاب والأمطار- للرحمة والعذاب].

 

فنسأل الله الرحمة، ونعوذ بالله من العذاب.

اللهمّ صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

 

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين.

 

اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين، اللهم اسقنا الغيث ولا تجعلنا من القانطين.

 

اللهم إنا نسألك غيثاً مغيثاً، سحًّا غدقاً طبقاً هنيئاً مريعاً يا رب العالمين، اللهم إنا نسألك سقيا رحمة لا سقيا عذاب، ولا هدم ولا غرق ولا بلاء ولا فتنة.

 

اللهم اغفر لنا وارحمنا، وعافنا واعف عنا، اللهم كن معنا ولا تكن علينا، ووفقنا لما تحبه وترضاه في ديننا وأخرانا، برحمتك يا أرحم الراحمين.

 

﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45]





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • قراءة بين السطور في خبر هطول الأمطار على الحبشة

مختارات من الشبكة

  • كن رحيما تجد الإله رحيما (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الوسائل العشر لنيل رحمة الرحمن الرحيم (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من قطوف المنح: المنح الدراسية السعودية لطلاب الهند وآثارها على أرض الواقع (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مع اسم الله الرحمن الرحيم(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • فيض الرحيم الرحمن في أحكام ومواعظ رمضان (PDF)(كتاب - ملفات خاصة)
  • نبيء عبادي أني أنا الغفور الرحيم(محاضرة - مكتبة الألوكة)
  • الموت الرحيم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • الرحمن الرحيم(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • مخطوطة فتح الرحيم وكشف الكريم (في القصص القرآني)(مخطوط - مكتبة الألوكة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 16/12/1446هـ - الساعة: 18:7
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب