• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: أهمية اللعب والترفيه للشباب
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    عيد الأضحى: فرحة الطاعة وبهجة القربى
    محمد أبو عطية
  •  
    كيف يعلمنا القرآن الكريم التعامل مع الضغط النفسي ...
    معز محمد حماد عيسى
  •  
    أحكام الأضحية (عشر مسائل في الأضاحي)
    د. شريف فوزي سلطان
  •  
    زيف الانشغال
    أ. د. عبدالله بن ضيف الله الرحيلي
  •  
    خطبة الجمعة في يوم الأضحى
    د. صغير بن محمد الصغير
  •  
    الأخذ بالأسباب المشروعة
    الشيخ محمد جميل زينو
  •  
    يوم العيد وأيام التشريق (خطبة)
    الشيخ عبدالله بن محمد البصري
  •  
    المقصد الحقيقي من الأضحية
    عاقب أمين آهنغر (أبو يحيى)
  •  
    خطبة الأضحى 1446 هـ (إن الله جميل يحب الجمال)
    الشيخ عبدالله محمد الطوالة
  •  
    خطبة عيد الأضحى 1446هـ
    عبدالوهاب محمد المعبأ
  •  
    لبس البشت فقها ونظاما
    د. عبدالعزيز بن سعد الدغيثر
  •  
    خطبة: مضت أيام العشر المباركة
    محمد أحمد الذماري
  •  
    خطبة عيد الأضحى المبارك لعام 1446هـ
    د. عبدالرزاق السيد
  •  
    خطبة عيد الأضحى لعام 1446 هــ
    أ. شائع محمد الغبيشي
  •  
    خطبة عيد الأضحى المبارك: تضحية وفداء، صبر وإخاء
    الشيخ الحسين أشقرا
شبكة الألوكة / آفاق الشريعة / منبر الجمعة / الخطب / خطب المناسبات
علامة باركود

إتحاف الكرام ببعض فضائل يوم الجمعة سيد الأيام

إتحاف الكرام ببعض فضائل يوم الجمعة سيد الأيام
الشيخ فؤاد بن يوسف أبو سعيد

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 5/6/2018 ميلادي - 22/9/1439 هجري

الزيارات: 20014

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

إتحاف الكرام

ببعض فضائل يوم الجمعة سيد الأيام

 

إن الحمد لله؛ نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

 

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102].

﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا ﴾ [النساء: 1].

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا ﴾ [الأحزاب: 70، 71].

 

أما بعد؛ فإن أصدق الحديث كتابُ الله، وخيرَ الهديِ هديُ محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمورِ محدثاتُها، وكلَّ محدثةٍ بدعة، وكلَّ بدعة ضلالة، وكلَّ ضلالةٍ في النار.

 

أعاذنا الله وإياكم وسائر المسلمين من النار، ومن كل عمل يقرب إلى النار، اللهم آمين.

 

إخواني في دين الله؛ إخواني في الإسلام؛ إخواني في اتباع سنة النبي محمد عليه الصلاة والسلام؛ لماذا جئتم إلى هذا المكان إلى هذا المسجد؟ لماذا جئتم في هذا الوقت؟ ولمَ لمْ تأتوا بالأمس أو غداً؟

إنه يوم الجمعة وما أدراكم ما يوم الجمعة؟

يوم الجمعة تستعدُّ الخلائق له، الملائكة لهم استعداداتهم الخاصة، المؤمنون يستعدون لهذا اليوم، الخلائق من الكائنات والحيوانات تستعد لهذا اليوم، فما شأن هذا اليوم؟


شأنه عظيم عند الله سبحانه وتعالى، الله سبحانه وتعالى عندما خلق الأيام، والأيام الستة، والأيام السبعة، هو سبحانه وتعالى اختار يوم الجمعة لأمر عظيم، فلنستمع إلى ما رواه مسلم وأحمد في مسنده، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ -رضي الله تعالى عنه-، قَالَ: أَخَذَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِي فَقَالَ: ("خَلَقَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ التُّرْبَةَ يَوْمَ السَّبْتِ، وَخَلَقَ فِيهَا الْجِبَالَ يَوْمَ الْأَحَدِ، وَخَلَقَ الشَّجَرَ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ، وَخَلَقَ الْمَكْرُوهَ") -أي النار- ("يَوْمَ الثُّلَاثَاءِ، وَخَلَقَ النُّورَ يَوْمَ الْأَرْبِعَاءِ، وَبَثَّ فِيهَا الدَّوَابَّ يَوْمَ الْخَمِيسِ، وَخَلَقَ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ بَعْدَ الْعَصْرِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ، فِي آخِرِ الْخَلْقِ، فِي آخِرِ سَاعَةٍ مِنْ سَاعَاتِ الْجُمُعَةِ، فِيمَا بَيْنَ الْعَصْرِ إِلَى اللَّيْلِ"). (م) 27- (2789)، (حم) (8341)، (خز) (1731)، (حب) (6161)، (الصحيحة) (1833)، (المشكاة) (5735)، (مختصر العلو) (111- 113).

 

أرأيتم هذا اليومَ العظيمَ خُلق فيه أبونا آدم.

ولنكمل؛ إنّ الملائكة يستعدون ليوم الجمعةِ من الصباح الباكر، ومعهم السجلات؛ لتسجيل الوافدين لصلاة الجمعة، الأول فالأول، فأين اسمك يا عبد الله؟ وأين سُجِّل؟

والمؤمنون -أيضا- يستعدون لهذا اليوم، فبماذا يستعد هؤلاء المؤمنون؟

يستعدون للصلاة مبكرين، فلننظر إلى ما رواه البخاري ومسلم والنسائي ومالك في الموطأ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله -تعالى- عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، وَقَفَتْ الْمَلَائِكَةُ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ، يَكْتُبُونَ مَنْ جَاءَ إِلَى الْجُمُعَةِ؛ الَأَوَّلَ فَالَأَوَّلَ فَمَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ")، -أي مثل غُسل الجنابة، يعمُّ الماء جميع جسمه- ("ثُمَّ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْأُولَى، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً")، -أي ذبح ناقةً لله عز وجل-، ("وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ، فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ، طَوَتِ الْمَلَائِكَةُ الصُّحُفَ، وَدَخَلَتْ تَسْمَعُ الذِّكْرَ)؛ -أي تستمع- (الْخُطْبَةَ").

 

قَالَ أَبُو غَالِبٍ: (فَقُلْتُ: يَا أَبَا أُمَامَةَ! لَيْسَ لِمَنْ جَاءَ بَعْدَ خُرُوجِ الْإِمَامِ جُمُعَةٌ؟!) قَالَ: (بَلَى!) -له جمعة-، (وَلَكِنْ لَيْسَ مِمَّنْ يُكْتَبُ فِي الصُّحُفِ). الحديث بزوائده (خ) (841)، (887)، (3039)، (م) (850)، (س) (1385)، (س) (1386)، (جة) (1092)، (حم) (7510)، (حم): (22322)، وحسنه الألباني في صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: (710)، (ط) (227).

 

وذلك بعد صعود الإمام، وبعد رفع الأذان فلا كتابة في صحف الملائكة، لكن له جمعة.

 

ألا واعلموا أنه لَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا يَوْمَ جُمُعَة، فيما رواه البخاري ومسلم والترمذي وأبو داود، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله -تعالى- عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الْجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا، وَفِيهِ تِيبَ عَلَيْهِ، وَفِيهِ مَاتَ، وَلَا تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَّا فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ، وَمَا عَلَى الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ إِلَّا وَهِيَ تُصْبِحُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ مُصِيخَةً حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ؛ شَفَقًا مِنْ السَّاعَةِ، إِلَّا الْجِنَّ وَالْإِنْسَ"). الحديث بزوائده: (م) (854)، (ت) (488)، (د) (1046)، (س) (1430).

 

مصيخة أي مستمعة، أي تلقي السمع بعد الفجر من يوم الجمعة، وقبل طلوع الشمس، هل تجد أن هناك أصواتاً تدل على قيام الساعة أم لا؛ إلا الجن والإنس.

 

يوم الجمعة هو من أفضل الأيام، فقد روى أبو داود، عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله -تعالى- عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ عليه السلام، وَفِيهِ قُبِضَ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ، وَفِيهِ النَّفْخَةُ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنْ الصَلَاةِ فِيهِ، فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ")، فَقَالُوا: (يَا رَسُولَ اللهِ! وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلَاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرَمْتَ؟!) -أَيْ: قَدْ بَلِيتَ.- -أكلت الأرض عظامك.-

 

فَقَالَ: ("إِنَّ اللهَ عز وجل قَدْ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَأكُلَ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ"). (د) (1047)، (س) (1374).

إذن فأكثروا من الصلاة والسلام عليه من مغيب شمس يوم الخميس إلى مغيب شمس يوم الجمعة، هذه الأربعُ والعشرون ساعة؛ للإكثار من الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم.

 

هناك ثوابٌ كاملٌ يوم الجمعة، وهناك أقلّ وأقلّ، وبعضهم لا ثواب له، ويأتي يوم الجمعة ويصلي مع الناس، فـ-كيف يتحصَّل المؤمن على كاملِ الثواب يوم الجمعة؟ ومن هو الذي إذا فاته ذلك، تكون صلاته ظهرا في ثوابها؟!


هذا ما رواه البخاري ومسلم وأبو داود وابن ماجة والإمام أحمد، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ رضي الله -تعالى- عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("مَنْ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَأَحْسَنَ غُسْلَهُ، وَتَطَهَّرَ فَأَحْسَنَ طُهُورَهُ، وَاسْتَاكَ") -فنظف فمه وأسنانه بالسواك أو الفرشاة-، ("وَلَبِسَ مِنْ أَحْسَنِ ثِيَابِهِ، وَمَسَّ مِنْ طِيبٍ") -وعطور- ("إِنْ كَانَ عِنْدَهُ، ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ، فَلَمْ يَتَخَطَّ أَعْنَاقَ النَّاسِ")، -فلم يتخطّ أعناق الناس إلا إن كانت فرجة، وجاء فدخل فلا مانع، أمّا أن يتخطى الرقاب ويقف في الصف الأول وهو متأخر ويزاحم الناس فلا، قال:- ("وَلَمْ يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى مَا كَتَبَ اللهُ لَهُ، وَلَمْ يَلْغُ عِنْدَ الْمَوْعِظَةِ")، -أي لم يتكلم مع صاحبه أثناء الخطبة، ولا في الجوال-؛ ("فَأَنْصَتَ إِذَا خَرَجَ إِمَامُهُ")، -أي استمع-،

 

وفي رواية: ("ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الْإِمَامُ، فَلَمْ يَتَكَلَّمْ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْ خُطْبَتِهِ، ثُمَّ يُصَلِّي مَعَهُ")، -هذه كلُّها أفعال الشرط، الجواب ما هو؟

قال:- ("غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الْأُخْرَى)، (وَزِيَادَةُ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ، مَا اجْتُنِبَتْ الْمَقْتَلَةُ") -أي الكبائر، ابتعد عن الكبائر تغفر لك الذنوب في هذه العشرة أيام،- ("وَمَنْ لَغَا")، -أي تكلم- ("وَتَخَطَّى رِقَابَ النَّاسِ، كَانَتْ لَهُ ظُهْرًا"). الحديث بزوائده؛ (خ) (883)، (910)، (م) 26- (857)، (جة) (1097)، (حم) (11785)، صحيح الجامع: (6066)، وقال الأرناؤوط: إسناده حسن، (د) (343)، (347)، انظر صحيح الجامع: (6064)، (6067)، (س) (1403)، (حم) (23761)، (حم) (23769)، انظر صحيح الترغيب: (689)، وقال: حديث صحيح. صحيح الجامع: (6067)، وصحيح الترغيب: (721).

 

-أَيْ: كَانَتْ لَهُ مِثْلَ صَلَاةِ الظُّهْرِ فِي الثَّوَاب، فَيُحْرَمُ هَذَا الْمُصَلِّي بِتَخَطِّي رِقَابِ النَّاس وَاللَّغْوِ عِنْدَ الْخُطْبَةِ عَنْ هَذَا الثَّوَابِ -العظيم- الْجَزِيلِ الَّذِي يَحْصُلُ لِمُصَلِّي صَلَاةِ الْجُمُعَة، وَهُوَ الْكَفَّارَةُ مِنْ هَذِهِ الْجُمُعَةِ الْحَاضِرَةِ، إِلَى الْجُمُعَةِ الْمَاضِيَة، أَوْ الْآتِيَة، -وزيادة ثلاثة أيام،- وَأَجْرِ عِبَادَةِ سَنَةٍ قِيَامُهَا وَصِيَامُهَا. عون المعبود (1/ 394).-

 

كيف تجعل يا عبد الله! الخطوةَ الواحدة إلى جمعتك، إلى مسجدك الذي تصلي فيه كصيام سنة وقيامها؟

هذا ما رواه الترمذي والنسائي وأبو داود، عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("مَنْ غَسَّلَ رَأسَهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَاغْتَسَلَ، وَبَكَّرَ وَابْتَكَرَ") -أَيْ: رَاحَ فِي أَوَّلِ الْوَقْتِ، و(بَكَّرَ) أَتَى الصَّلَاةَ فِي أَوَّلِ وَقْتِهَا، وَكُلُّ مَنْ أَسْرَعَ إِلَى شَيْءٍ فَقَدْ بَكَّرَ إِلَيْهِ. وَأَمَّا (اِبْتَكَرَ) فَمَعْنَاهُ: أَدْرَكَ أَوَّلَ الْخُطْبَةِ، وَأَوَّلُ كُلِّ شَيْءٍ بَاكُورَتُهُ، وَابْتَكَرَ الرَّجُلُ: إِذَا أَكَلَ بَاكُورَةَ الْفَوَاكِهِ.

 

وَقِيلَ: كَرَّرَهُ لِلتَّأكِيدِ، وَبِهِ جَزَمَ اِبْنُ الْعَرَبِيِّ. تحفة الأحوذي (2/ 32).

 

وفي رواية: (وَغَدَا وَابْتَكَرَ، وَمَشَى وَلَمْ يَرْكَبْ")، -إذا كان المسجد قريبا- ("وَدَنَا مِنْ الْإِمَامِ")، -بعض إخواني المصلين هداهم الله، بدل أن يصلي في الأمام يصلي في الخلف ويبقى هناك، لا بل ودنا من الإمام،- ("فَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ")، وفي رواية: ("فَاسْتَمَعَ وَلَمْ يَلْغُ، كَانَ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ يَخْطُوهَا") -الخطوة الواحدة- ("أَجْرُ سَنَةٍ صِيَامُهَا وَقِيَامُهَا"). الحديث بزوائده: (د) (345)، (346)، (حم) (16206)، (ت) (496)، (جة) (1087)، (س) (1381)، (1384)، (س) (1398)، (حم) (6954)، انظر صَحِيح الْجَامِع: (6405)، صَحِيح التَّرْغِيبِ: (690).

 

حسنات كثيرة لكن من يفعل ذلك، من يصل إلى ذلك؟ يصل الناس إن شاء الله.

 

الجمعة كفارة لذنوب عشرة أيام إذا تجنّبْتَ الكبائر، كيف يكون ذلك؟ هذا ما رواه الترمذي، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله -تعالى- عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ أَتَى الْجُمُعَةَ، فَدَنَا، وَاسْتَمَعَ وَأَنْصَتَ، غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ، وَزِيَادَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ"). (ت) (498)، (م) 27- (857)، (د) (1050).

 

وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ)؛ (كَفَّارَاتٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ)، (إِذَا اجْتُنِبَتْ الْكَبَائِرُ"). (م) 15، 16- (233)، (ت) (214)، (حم) (9186).

 

والمسلم الذي يموت يوم الجمعة أول ليلة الجمعة، لا يفتن في قبره، لا يأتيه الفتان فيفتنه بالسؤال والعذاب، هذا ما ثبت عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو -بن العاص- رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("مَا مِنْ مُسْلِمٍ يَمُوتُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَوْ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، إِلَّا وَقَاهُ اللهُ فِتْنَةَ الْقَبْرِ"). (ت) (1074)، (حم) (6582)، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ: (3562)، والمشكاة: (1367)، وأحكام الجنائز، (ص: 35).

 

و-(فِتْنَةَ الْقَبْرِ)، أَيْ: عَذَابَهُ وَسُؤَالَهُ. تحفة الأحوذي (3/ 138).

 

أبشر يا عبد الله؛ إن يوم الجمعة بما فيه من خصائص وفضائلَ خاصٌّ بهذه الأمة المحمدية، لا تشاركها فيها سائر الأمم، روى أحمد وابن خزيمة، عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("إِنَّ الْيَهُود قَوْمٌ حُسَّدٌ، وَإِنَّهُمْ لَا يَحْسُدُونَا عَلَى شَيْءٍ كَمَا يَحْسُدُونَا عَلَى يَوْمِ الْجُمُعَةِ؛ الَّتِي هَدَانَا اللهُ لَهَا وَضَلُّوا عَنْهَا، وَعَلَى الْقِبْلَةِ الَّتِي هَدَانَا اللهُ لَهَا وَضَلُّوا عَنْهَا، وَعَلَى قَوْلِنَا خَلْفَ الْإمَامِ: آمِينَ، وَعَلَى السَّلَامِ"). الحديث بزوائده؛ (خز) (574)، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ: (515)، (حم) (25073)، (جة) (856)، انظر الصَّحِيحَة تحت حديث: (691)، وقال الأرناؤوط: حديث صحيح. (خد) (988)، انظر صَحِيح الْجَامِع: (5613)، صفة الصلاة، (ص: 101)،

 

فهذه يحسدوننا عليها من غيرها.

 

عباد الله؛ من أراد استجابة دعائه فليتحرَّ ما بعد العصر من يوم الجمعة، إلى غروب الشمس، هذا وقت في يوم الجمعة الدعوة فيه جديرة أن تستجاب، وهذا ما ثبت عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ الله رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("يَوْمُ الْجُمُعَةِ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَاعَةً، لَا يُوجَدُ فِيهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللهَ شَيْئًا، إِلَّا آتَاهُ إِيَّاهُ، فَالْتَمِسُوهَا آخِرَ سَاعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ"). (س) (1389)، (د) (1048)، (حم) (7674)، صَحِيح الْجَامِع: (8190)، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: (703).

 

أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم.

 

الخطبة الآخرة

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، المبعوث رحمة مهداة للعالمين كافة، وعلى آله وصحبه ومن والاه، واهتدى بهداه إلى يوم الدين، أما بعد؛

يوم الجمعة يسمى في الآخرة -وتسميه الملائكة-؛ (يوم المزيد)، يوم القيامة يزيد فيه المؤمنون من خيرات الله، ومن الرحمات والبركات، ومن رؤية الله سبحانه وتعالى، هذا ما رواه الطبراني في معجمه الأوسط، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله -تعالى- عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("أَتَانِي جِبْرِيلُ عليه السلام وَفِي كَفِّهِ مِرْآةٌ بَيْضَاءٌ، فِيهَا نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، فَقُلْتُ: مَا هَذِهِ يَا جِبْرِيلُ؟! قَالَ: هَذِهِ الْجُمُعَةُ، يَعْرِضُهَا عَلَيْكَ رَبُّكَ عز وجل لِتَكُونَ لَكَ عِيدًا، وَلِقَوْمِكَ مِنْ بَعْدِكَ، تَكُونُ أَنْتَ الْأَوَّلَ، وَيَكُونُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى مِنْ بَعْدِكَ، قُلْتُ: مَا لَنَا فِيهَا؟! قَالَ: لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ، لَكُمْ فِيهَا سَاعَةٌ مَنْ دَعَا رَبَّهُ عز وجل فِيهَا بِخَيْرٍ هُوَ لَهُ قَسْمٌ، أَعْطَاهُ اللهُ عز وجل أَوْ لَيْسَ لَهُ بِقَسْمٍ؛ إِلَّا ذُخِرَ لَهُ مَا هُوَ أَعْظَمُ مِنْهُ، أَوْ تَعَوَّذَ فِيهَا مِنْ شَرِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَلَيْهِ؛ إِلَّا أَعَاذَهُ اللهُ مِنْ أَعْظَمَ مِنْهُ، وَنَحْنُ") -وهذا قول جبريل ونحن أي الملائكة- ("نَدْعُوهُ فِي الْآخِرَةِ: يَوْمَ الْمَزِيدِ، وَذَلِكَ أَنَّ رَبَّكَ اتَّخَذَ فِي الْجَنَّةِ وَادِيًا أَفْيَحَ"). -أَيْ: واسع.- ("مِنْ مِسْكٍ أَبْيَضَ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ، نَزَلَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مِنْ عِلِّيِّينَ عَلَى كُرْسِيِّهِ،

 

ثُمَّ حَفَّ الْكُرْسِيَّ بِمَنَابِرَ مِنْ نُورٍ، ثُمَّ جَاءَ النَّبِيُّونَ حَتَّى يَجْلِسُوا عَلَيْهَا،

ثُمَّ حَفَّ الْمَنَابِرَ بِكَرَاسِيَّ مِنْ ذَهَبٍ، ثُمَّ جَاءَ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ حَتَّى يَجْلِسُوا عَلَيْهَا،

 

ثُمَّ يَجِيءُ أَهْلُ الْجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسُوا عَلَى الْكَثِيبِ"). -الكَثِيب: الرَّمْل المسْتَطِيل المُحْدَوْدِب-، -وليس كالجبل بل أصغر-، ("وَهُوَ كَثِيبٌ أَبْيَضُ مِنْ مِسْكٍ أَذْفَرَ") -الأذفر: الجيد إلى الغاية رائحته شديدة-، (فَيَتَجَلَّى لَهُمْ رَبُّهُمْ عز وجل حَتَّى يَنْظُرُوا إِلَى وَجْهِهِ عز وجل، وَهو يَقُولُ: أَنَا الَّذِي صَدَقْتُكُمْ وَعْدِي، وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي، وَهَذَا مَحَلُّ كَرَامَتِي، فَاسْأَلُونِي")، -فماذا يسأله المؤمنون؟- ("فَيَسْأَلُونَهُ الرِّضَا")، -أن يرضى عنهم-.

 

("فَيَقُولُ: رِضَايَ أَحَلَّكُمْ دَارِي وَأَنَالَكُمْ كَرَامَتِي، فَسَلُونِي، فَيَسْأَلُونَهُ حَتَّى تَنْتَهِيَ رَغْبَتُهُمْ، فَيُفْتَحُ لَهُمْ عِنْدَ ذَلِكَ مَا لَا عَيْنٌ رَأَتْ، وَلَا أُذُنٌ سَمِعَتْ، وَلَا خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ، إِلَى مِقْدَارِ مُنْصَرَفِهِمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ،

 

ثُمَّ يَرْجِعُ أَهْلُ الْغُرَفِ إِلَى غُرَفِهِمْ")، -وما وصف هذه الغرف؟- ("وَهِيَ زَبَرْجَدَةٌ خَضْرَاءُ") -الزبرجد: الزمرد، وهو حجر كريم.- ("أَوْ يَاقُوتَةٌ حَمْرَاءُ")، -الياقوت: حجر كريم من أجود الأنواع وأكثرها صلابة بعد الماس، خاصة ذو اللون الأحمر.-

 

-والغرف بأكلِمها، والبيت بأكملِه بأبوابِه وسقفه ونوافذه، ودواخله كلُّه من زبرجدة واحدة من ياقوتة واحدة، هذا خلق الله سبحانه وتعالى للمؤمنين، نسأل الله أن نكون منهم-.

 

("مُطَّرِدَةٌ فِيهَا أَنْهَارُهَا، مُتَدَلِّيَةٌ فِيهَا ثِمَارُهَا، فِيهَا أَزْوَاجُهَا وَخَدَمُهَا، فَلَيْسُوا هُمْ فِي الْجَنَّةِ بِأَشْوَقَ إِلَى شَيْءٍ مِنْهُمْ إِلَى يَوْمِ الْجُمُعَةِ")، -ينتظرون هذا اليوم بفارغ الصبر- ("لِيَزْدَادُوا مِنْهُ كَرَامَةً، وَلِيَزْدَادُوا نَظَرًا إِلَى وَجْهِهِ عز وجل وَلِذَلِكَ دُعِيَ يَوْمَ الْمَزِيدِ"). (طس) (6717)، انظر صَحِيح التَّرْغِيبِ: (694)، (3761).

 

كذلك روى الحاكم في مستدركه، عَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ -رضي الله تعالى عنه- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("إِنَّ اللهَ يَبْعَثُ الْأَيَّامَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى هَيْئَتِهَا")، -السبت الأحد الاثنين الخميس على هيئتها- ("وَيَبْعَثُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ زَهْرَاءَ مُنِيرَةً، أَهْلُهَا يَحُفُّونَ بِهَا") -حَفَّ بِه: استدار حوله-، ("كَالْعَرُوسِ تُهْدَى إِلَى كَرِيمِهَا، تُضِيءُ لَهُمْ، يَمْشُونَ فِي ضَوْئِهَا، أَلْوَانُهُمْ كَالثَّلْجِ بَيَاضًا وَرِيحُهُمْ يَسْطَعُ كَالْمِسْكِ يَخُوضُونَ فِي جِبَالِ الْكَافُورِ"). -الكافور: نبات طيب الرائحة.-

 

("يَنْظُرُ إِلَيْهِمُ الثَّقَلَانِ")، -ينظر إليهم الجن والإنس في هذا الموقف- ("لَا يُطْرِقُونَ")، -أَيْ: لا يصرفون أبصارهم عنهم- ("تَعَجُّبًا حَتَّى يَدْخُلُوا الْجَنَّةَ، لَا يُخَالِطُهُمُ أَحَدٌ")، -وهذه خصيصة لأهل الجمعة؛ يدخلون الجنة لا يخالطهم أحد، من دخل قد يدخل قبلهم أو بعدهم لكن أهل الجمعة لا، فنسأل الله أن نكون من أهل الجمعة، فمن يخالطهم فقط؟ قال:- ("إِلَّا الْمُؤَذِّنُونَ الْمُحْتَسِبُونَ"). (ك) (1027)، (خز) (1730)، صَحِيح الْجَامِع: (1872)، الصَّحِيحَة: (706)، صَحِيح التَّرْغِيبِ وَالتَّرْهِيب: (698).

 

مؤذن لوجه الله معهم لأنه أذن لهم يوم الجمعة.

 

إن الذين يحضرون الجمعة ثلاثةُ أصناف، فمن أيّ الأصناف أنت؟ هذا ميزانٌ ضَعْ نفسك أنت في الميزان يا عبد الله؛ ورد أبو داود والإمام أحمد، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو -بن العاص- رضي الله عنهما قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ("يَحْضُرُ الْجُمُعَةَ ثَلَاثَةٌ: فَرَجُلٌ حَضَرَهَا يَلْغُو، فَذَاكَ حَظُّهُ مِنْهَا"). -يتكلم مع صاحبه منها، فهذا حظه منها-.

 

("وَرَجُلٌ حَضَرَهَا بِدُعَاءٍ) ("وَصَلَاةٍ")، -يعني انشغل بالدعاء عن الخطبة حتى منعه من سماع الخطبة،- أَيْ: حَضَرَهَا مُشْتَغِلًا بِالدُّعَاءِ حَالَ الْخُطْبَةِ، حَتَّى مَنَعَهُ ذَلِكَ مِنْ أَصْلِ سَمَاعِهِ، أَوْ كَمَالِهِ، أَخْذًا مِنْ قَوْلِهِ فِي الثَّالِث: ("بِإِنْصَاتٍ وَسُكُوت "). عون (3/ 67).

 

-فهذا ما حاله؟ قال:- ("فَذَلِكَ رَجُلٌ دَعَا رَبَّهُ عز وجل إِنْ شَاءَ أَعْطَاهُ، وَإِنْ شَاءَ مَنَعَهُ").

 

-والثالث؛ قال:- ("وَرَجُلٌ حَضَرَهَا بِسُكُوتٍ وَإِنْصَاتٍ، وَلَمْ يَتَخَطَّ رَقَبَةَ مُسْلِمٍ، وَلَمْ يُؤْذِ أَحَدًا، فَذَلِكَ هُوَ حَقُّهَا، فَهِيَ كَفَّارَةٌ إِلَى الْجُمُعَةِ الَّتِي تَلِيهَا، وَزِيَادَةُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ، وَذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ عز وجل يَقُولُ: ﴿ مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا ﴾ [الأنعام: 160]، الحديث بزوائده: (حم) (6701)، (7002)، (د) (1113)، وقال الأرناؤوط: حسن، صَحِيح الْجَامِع: (8045)، صَحِيح التَّرْغِيبِ: (723).

 

فمع من أنا؟ ومع من أنت يا عبد الله؟ الإنصات وعدم تخطي الرقاب، لكن أرى في هذا المسجد متسعًا ومساحات كثيرة تتسع لسطرين من الخارج، فتخطي الرقاب في هذه الحالة لا يدخل فيه ما في هذه الأحاديث من وعيد، إنما في الصفوف التي تكون متراصّة، فيفرّق بين هذا وهذا، وليس بينهما فرجة، هذا هو المقصود، أما غير ذلك فيجوز إن شاء الله.

 

نسأل الله أن ينفعنا بما علمنا، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبارك لنا فيما علمنا.

اللهم صل وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين.

 

اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات، والمسلمين والمسلمات، الأحياء منهم والأموات، إنك سميع قريب مجيب الدعوات يا رب العالمين.

 

اللهم كن معنا ولا تكن علينا، اللهم أيدنا ولا تخذلنا، اللهم انصرنا ولا تنصر علينا، اللهم وحد صفوفنا، اللهم ألف بين قلوبنا، اللهم أزل الغل والحقد والحسد والبغضاء من صدورنا، اللهم انصرنا على عدوك وعدونا برحمتك يا أرحم الراحمين.

 

اللهم تقبل منا صالح الأعمال، وتجاوز عن سيئها يا رب العالمين، اللهم تقبل منا صيامنا، وقيامنا وسجودنا وركوعنا، وتقبل منا ما قدمناه في صدقات وزكوات، ومن أعمال صالحات، وتجاوز عن جميع السيئات يا رب العالمين.

 

وأقم الصلاة؛ ﴿ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ [العنكبوت: 45].





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • فضل يوم الجمعة
  • خصائص يوم الجمعة
  • الحلق يوم الجمعة (بكسر الحاء لا بالفتح)
  • أحكام يوم الجمعة
  • خطبة عن فضل يوم الجمعة
  • خطبة عن يوم الجمعة
  • تذكير الكرام بأن يوم الجمعة سيد الأيام (خطبة)
  • بشريات عظيمات لأصحاب الأعمال الصالحات في هذه الأيام المباركات
  • إتحاف الراغبين بما نقله الذهبي عن ابن العطار مما ليس في كتابه تحفة الطالبين
  • فضائل يوم الجمعة (بطاقة)
  • خطبة: فضائل يوم الجمعة

مختارات من الشبكة

  • إتحاف الأنام ببعض فضائل وخصائص شهر الصيام(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إتحاف الكرام بشرح لامية شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم بن تيمية (ت 728 هـ) (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • إتحاف الكرام بمشجرة الصيام (PDF)(كتاب - ملفات خاصة)
  • إتحاف الكرام البررة بمهمات عقدية محررة (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • مخطوطة إتحاف الأخصاء في فضائل المسجد الأقصى (النسخة3)(مخطوط - مكتبة الألوكة)
  • إتحاف الأبرار بأربعين حديثا في فضائل الذكر والأذكار (PDF)(كتاب - مكتبة الألوكة)
  • الإتحاف بالهدي النبوي بالقراءة في خطبة الجمعة بسورة (ق)(محاضرة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • الإتحاف بالهدي النبوي بالقراءة في خطبة الجمعة بسورة ق(مقالة - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • الإتحاف بالهدي النبوي بالقراءة في خطبة الجمعة بسورة ق(مادة مرئية - موقع الشيخ د. خالد بن عبدالرحمن الشايع)
  • وقفة عرفة يوم الجمعة وفضائلها العشر(مقالة - ملفات خاصة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • بعد عامين من البناء افتتاح مسجد جديد في قرية سوكوري
  • بعد 3 عقود من العطاء.. مركز ماديسون الإسلامي يفتتح مبناه الجديد
  • المرأة في المجتمع... نقاش مفتوح حول المسؤوليات والفرص بمدينة سراييفو
  • الذكاء الاصطناعي تحت مجهر الدين والأخلاق في كلية العلوم الإسلامية بالبوسنة
  • مسابقة للأذان في منطقة أوليانوفسك بمشاركة شباب المسلمين
  • مركز إسلامي شامل على مشارف التنفيذ في بيتسفيلد بعد سنوات من التخطيط
  • مئات الزوار يشاركون في يوم المسجد المفتوح في نابرفيل
  • مشروع إسلامي ضخم بمقاطعة دوفين يقترب من الموافقة الرسمية

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 10/12/1446هـ - الساعة: 12:20
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب