• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    الأحق بالإمامة في صلاة الجنازة
    عبد رب الصالحين أبو ضيف العتموني
  •  
    فضل الصبر على المدين
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    تفسير قوله تعالى: { والذين إذا فعلوا فاحشة أو ...
    سعيد مصطفى دياب
  •  
    محاسن الإرث في الإسلام (خطبة)
    الشيخ د. إبراهيم بن محمد الحقيل
  •  
    تفسير: (لقد كان لسبإ في مسكنهم آية جنتان عن يمين ...
    تفسير القرآن الكريم
  •  
    علامات الساعة (2)
    تركي بن إبراهيم الخنيزان
  •  
    ما جاء في فصل الصيف
    الشيخ عبدالله بن جار الله آل جار الله
  •  
    أحكام التعاقد بالوكالة المستترة وآثاره: دراسة ...
    د. ياسر بن عبدالرحمن العدل
  •  
    خطبة: أم سليم ضحت بزوجها من أجل دينها (1)
    د. محمد جمعة الحلبوسي
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    فضل من يسر على معسر أو أنظره
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رمضان / مواعظ وخواطر وآداب / مدارسة القرآن في رحاب رمضان / مقالات
علامة باركود

إعانة أولياء الرحمن على ختم آي القرآن

الشيخ د. علي ونيس

المصدر: من فضائل الصيام وشهر رمضان
مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 31/8/2008 ميلادي - 28/8/1429 هجري

الزيارات: 34450

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر
قال الإمام النووي - رحمه الله -:
"فصلٌ: ينبغي أن يحافظ على تلاوته ويُكثر منها، وكان السلف - رضي الله عنهم - لهم عاداتٌ مختلفةٌ في قدر ما يختمون فيه؛ فروى ابن أبي داود عن بعض السلف - رضي الله عنهم - أنهم كانوا يختمون في كلِّ شهرين ختمةً واحدةً، وعن بعضهم في كلِّ شهرٍ ختمةً، وعن بعضهم في كلِّ عشر ليالٍ ختمةً، وعن بعضهم في كلِّ ثمان ليالٍ، وعن الأكثرين في كلِّ سبع ليالٍ، وعن بعضهم في كلِّ ستٍّ، وعن بعضهم في كلِّ خمسٍ، وعن بعضهم في كلِّ أربعٍ، وعن كثيرين في كلِّ ثلاثٍ، وعن بعضهم في كلِّ ليلتين، وختم بعضهم في كلِّ يومٍ وليلةٍ ختمةً، ومنهم مَنْ كان يختم في كلِّ يومٍ وليلةٍ ختمتَيْن، ومنهم مَنْ كان يختم ثلاثًا، وختم بعضهم ثمانيَ ختماتٍ؛ أربعًا بالليل وأربعًا بالنهار... قال الشيخ الصالح أبو عبدالرحمن السُّلمي - رضي الله عنه -: سمعتُ الشيخ أبا عثمان المغربي يقول: كان ابن الكاتب - رضي الله عنه - يختم بالنهار أربع ختماتٍ، وبالليل أربع ختماتٍ، وهذا أكثر ما بلغنا من اليوم والليلة"[1].

عن أحمد بن عبدالله بن يونس قال: "كان معروف بن واصل التَّيْمي إمام مسجد بني عمرو بن سعد، وكان يختم القرآن في كلِّ ثلاثٍ سفرًا وحَضَرًا. أمَّ قومه ستين سنةً، لم يَسْهُ في صلاةٍ قطُّ؛ لأنها كانت تُهِمُّه"[2]. وزاد ابن الجوزي: "وليس في وقت صلاةٍ إلا وهو يصلي، وكان يسبِّح بعد العصر إلى المغرب، ويصوم الدَّهر"[3].

- وعن ابن سعد بن إبراهيم قال: "كان أبي يحتبي، فما يحلُّ حبوته حتى يقرأ القرآن"[4].

- عن أبي المهلب، عن أُبي بن كعب: "أنه كان يختم القرآن في كلِّ ثماني ليالٍ، وكان تميم الدَّاري يختمه في سبعٍ"[5].

- عن مسبح بن سعيد قال: "كان محمد بن إسماعيل البخاري إذا كان في أول ليلةٍ من رمضان يجتمع إليه أصحابه، فيصلي بهم، فيقرأ في كلِّ ركعةٍ عشرين آيةً، وكان يقرأ في السَّحَر ما بين النصف إلى الثُّلُث من القرآن، فيختم عند السَّحَر في كلِّ ثلاث ليالٍ، ويقول عند كلِّ ختمةٍ: دعوةٌ مستجابةٌ"[6].

- قال الحاكم: حدثنا محمد بن خالد المطوعي، حدثنا مسبح بن سعيد قال: "كان محمد ابن إسماعيل يختم في رمضان في النهار كلَّ يوم ختمةً، ويقوم بعد التروايح كلَّ ثلاث ليالٍ بختمةٍ"[7].

- عن علي بن المديني قال: "كان عبدالرحمن بن مهدي يختم في كلِّ ليلتين، وكان وِرْدُه في كلِّ ليلةٍ نصف القرآن"[8].

- عن مهدي بن ميمون قال: "مكثت حفصة بنت سيرين في مصلاَّها ثلاثين سنةً لا تخرج إلا لحاجةٍ أو لقائلةٍ"[9].

- عن عبدالكريم بن معاوية قال: "ذُكِرَ لي عن حفصة أنها كانت تقرأ نصف القرآن في كلِّ ليلةٍ، وكانت تصوم الدَّهر وتُفطر العيدَيْن وأيام التَّشريق"[10].

- عن مسلم بن يَناق المكي قال: "ركع ابن الزبير يومًا ركعةً؛ فقرأتُ البقرة وآل عمران والنساء والمائدة، وما رفع رأسه!!"[11].

- عن محمد بن صالح العِجْلِي، عن أبيه قال: "كان يختم القرآن في بيته كلَّ ليلةٍ: أُمُّهم الثُّلُث، وعليٌّ الثُّلُث، وحسن الثُّلُث، فماتت أمهما فكانا يختمانه، ثم مات عليٌّ فكان حسن يختمه كل ليلة"[12].

- قال الدارقطني: "كان سُلَيْم بن عِتْر يقصُّ وهو قائمٌ، قال: وروي عنه أنه كان يختم كلَّ ليلةٍ ثلاثَ ختماتٍ، ويأتي امرأته ويغتسل ثلاث مرات، وأنها قالت بعد موته: رحمك الله، لقد كنتَ تُرضي ربَّك وتُرضي أهلك"[13].

- عن صالح بن عمر خالي قال: "كان الحسن يقعد مع أصحابه، فلا يقوم حتى يختم منصورُ بن زاذان القرآن".

- عن هشام بن حسان قال: "صليتُ إلى جنب منصور بن زاذان فيما بين المغرب والعشاء الآخرة، فقرأ القرآن وبلغ بالثانية إلى النحل".

- عن مخلد بن حسين قال: "كان منصور بن زاذان يختم القرآن في كلِّ يومٍ وليلة"[14].

قلتُ: لعلَّه فيما بين المغرب والعشاء أكمل ختمةً كان قد أوشك على إنهائها، وشرع في الأخرى، ولعلهم كانوا يؤخِّرون العشاء إلى منتصف الليل، والله أعلم.
لكنَّ الإمام النووي أثبت ذلك في "التِّبيان"، ولم يؤوِّلْه بغير أنهم كانوا يؤخِّرون العشاء في رمضان، فقال: "وروى السيد الجليل أحمد الدوْرقي بإسناده عن منصور بن زاذان - من عُبَّاد التَّابعين رضي الله عنه - أنه كان يختم القرآن فيما بين الظهر والعصر، ويختمه أيضًا فيما بين المغرب والعشاء في رمضان ختمتَيْن وسيأتي، وكانوا يؤخِّرون العشاء في رمضان إلى أن يمضي ربع الليل.
وروى أبو داود بإسناده الصحيح: أن مجاهدًا كان يختم القرآن فيما بين المغرب والعشاء، وعن منصور قال: "كان علي الأزدي يختم فيما بين المغرب والعشاء كلَّ ليلةٍ من رمضان"[15].
ثم قال النووي: "والاختيار أن ذلك يختلف باختلاف الأشخاص، فمَنْ كان يظهر له بدقيق الفكر لطائف ومعارف؛ فليقتصر على قَدْر ما يحصل له كمال فَهْم ما يقرؤه. وكذا مَنْ كان مشغولاً بنشر العلم أو غيره من مُهِمَّات الدِّين ومصالح المسلمين العامة، فليقتصر على قَدْرٍ لا يحصل بسببه إخلالٌ بما هو مُرْصَدٌ له، وإن لم يكن من هؤلاء المذكورين؛ فليستكثر ما أمكنه من غير خروجٍ إلى حدِّ الملل والْهَذْرَمة، وقد كره جماعةٌ من المتقدِّمين الختم في يومٍ وليلة، ويدلُّ عليه الحديث الصحيح عن عبدالله بن عمرو بن العاص - رضي الله عنه - "[16].

- عن محمد بن خالد الضِّبي قال: "لم يكن يُدرَى كيف يقرأ خيثمةَ القرآن حتى مرض، فجاءته امرأته فجلست بين يديه، فبكت فقال لها: ما يُبكيكِ؟ الموت لا بدَّ منه! فقالت له المرأة: الرجال بعدكَ عليَّ حرامٌ، فقال لها خيثمة: ما كلُّ هذا أردتُ منكِ، إنما كنت أخاف رجلاً واحدًا، وهو أخي محمد بن عبدالرحمن، وهو رجلٌ فاسقٌ يتناول الشراب، فكرهتُ أن يشرب في بيتي الشرابَ بعْدُ؛ إذِ القرآنُ يُتلى فيه في كلِّ ثلاثٍ"[17].

- عن شُعبة قال: "كان ثابت البُناني يقرأ القرآن في يومٍ وليلة، ويصوم الدهر"[18].

- عن جعفر قال: سمعتُ ثابتًا يقول: "ما تركتُ في المسجد الجامع ساريةً إلا وقد ختمتُ القرآنَ عندها وبكيتُ عندها"[19].

- عن محمد بن خالد: "أن خيثمة بن عبدالرحمن كان يختم القرآن في ثلاثٍ"[20].

- عن هشام قال: "كان ابن سيرين يحيي الليلَ في رمضان"[21].

- عن محمد بن ذكوان قال: سمعتُ عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود يحدِّث عن أبيه عبدالله: "أنه كان يقرأ القرآن من الجمعة إلى الجمعة، ويقرأه في رمضان في ثلاثٍ"[22].

- عن الهيثم بن خارجة قال: "رأيتُ أبا بكر بن عياش في النوم قدَّامه طبقُ رطبٍ سكَّر؛ فقلتُ: يا أبا بكر، ألا تدعونا إليه! وقد كنتُ شهيًّا على الطعام، فقال لي: يا هيثم، هذا طعام أهل الجنة، لا يأكله أهل الدنيا!! قال: قلتُ: وبم نلت؟ قال: تسألني عن هذا وقد مضى عليَّ ستٌّ وثمانون سنةً أختم في كلِّ ليلة فيها القرآن"[23].

- عن ابن سعد بن إبراهيم قال: "كان أبي سعد بن إبراهيم إذا كانت ليلةُ إحدى وعشرين، وثلاثٍ وعشرين، وخمسٍ وعشرين، وسبع وعشرين، وتسع عشرين - لم يُفطر حتى يختم القرآن، وكان يُفطر فيما بين المغرب والعشاء الآخِرة، وكان كثيرًا إذا أفطر يرسلني إلى مساكين فيأكلون معه - رحمه الله -"[24].

- عن أبي عثمان النَّهْدي قال: "دعا عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - بثلاث قرَّاءٍ فاستقرأهم، فأمر أسرعهم قراءةً أن يقرأ للناس ثلاثين آية، وأمر أوسطهم أن يقرأ خمسًا وعشرين، وأمر أبطأهم أن يقرأ للناس عشرين آية"، وكذلك رواه الثَّوْري عن عاصم[25].

- عن السائب بن يزيد أنه قال: "أمر عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - أُبيَّ بن كعب وتميمًا الدَّاري أن يقوما للناس بإحدى عشرة ركعة، وكان القارئ يقرأ بالمئين، حتى كنا نعتمد على العِصيِّ من طول القيام، وما كنا ننصرف إلا في بزوغ الفجر"[26].

- عن داود بن الحصين عن عبدالرحمن بن هرمز قال: سمعته يقول: "ما أدركت الناس إلا وهم يلعنون الكَفَرَةَ في شهر رمضان، قال: فكان القراء يقومون بسورة البقرة في ثمان ركعات، فإذا قام بها القراء في اثنتي عشرة ركعة رأى الناس أنه قد خفَّفَ عنهم"[27].

- عن الحسن قال: "كان الناس يقومون في رمضان فيصلون العشاء حين يذهب ربع الليل وينصرفون وعليهم ربع آخر"[28].

- عن إبراهيم قال: "كان الأسود يختم القرآن في رمضان في كلِّ ليلتين، وكان ينام بين المغرب والعشاء، وكان يختم القرآن في غير رمضان في كلِّ ستِّ ليالٍ"[29].

- عن إبراهيم النخعي: "أنه كان يختم القرآن في شهر رمضان في كلِّ ثلاث، فإذا دخلت العشر ختم في ليلتين واغتسل كلَّ ليلة"[30].

- قال الذهبي: الزاهد العابد المتأله أبو العباس أحمد بن محمد بن سهل بن عطاء الأدمي البغدادي: "كان له في كلِّ يوم ختمة، وفي رمضان تسعون ختمة، وبقي في ختمة مفردة بضعَ عشْرَةَ سنة يتفهم ويتدبر"[31].
- وفي رواية في صفة الصفوة: "كان له في كلِّ يوم ختمة، وفي شهر رمضان في كلِّ يوم وليلة ثلاثُ ختمات، وبقي في ختمة يستنبط مُودَعَ القرآن بضعَ عشْرَةَ سنة فمات قبل أن يختمها".

- قال الخطيب: "لم أر أحسن قراءة منه (يعني عبدالله بن محمد التيمي ابن العباس) أدرك رمضان ببغداد فصلى التراويح بالناس ثم يحيي بقية الليل صلاة فسمعته يقول:لم أضع جنبي للنوم في هذا الشهر ليلاً ولا نهارًا"[32].
- عن أبي الأشهب قال: "كان أبو رجاء يختم بنا في رمضان كلَّ عشْرَةِ أيام"[33].

- قال الذهبي في ترجمة ابن العفيف أبي الجود حاتم بن المسلم بن أبي العرب الشيخ الإمام المقرئ المحدث أبو الحسن الحارثي المصري الحوفي: "قال المنذري: كان على طريقةٍ حسنةٍ، كثير التلاوة ليلاً ونهارًا، وأبوه أحد المنقطعين المشهورين بالصلاح".

- وقال التقي عبيد: "كان فقيرًا صبورًا له قبول، يختم في الشهر ثلاثين ختمةً، وله في رمضان ستون ختمةً - رحمه الله -"[34].

- وعن المأمون - الخليفة العباسي -: "أنه تلا في رمضان ثلاثًا وثلاثين ختمة"[35].

- عن محمد بن فضيل بن غزوان عن أبيه قال: "دخلت على كرز بن وبرة بيته فإذا عند مصلاه حُفيرة قد ملأها تِبْنًا وبسط عليها كساءً من طول القيام، فكان يقرأ في اليوم والليلة القرآن ثلاثَ مرات"[36].
الظاهر أنه تعمد حَفْرَ هذا المكان ثم ملأه تِبنًا لِيَلِينَ، فإذا قام بعد ذلك خفف عنه لين التبن آلامَ القيام، فانظر كيف كانوا يعدون العدة - رحمهم الله -.

- عن عبدالملك بن حبيب قال: "رحلت من القيروان وما أظن أن أحدًا أخشع من البُهلول بن راشد حتى لقيت وكيعًا، وكان يقرأ في رمضان في الليل ختمة وثُلُثًا، ويصلي ثنتي عشرة من الضحى، ويصلي من الظهر إلى العصر"[37].

- عن سلام بن أبي مطيع عن قتادة: "أنه كان يختم القرآن في كلِّ سبع"[38].

- زاد ابن الجوزي: "فإذا جاء العشر (يعني الأواخر من رمضان) ختم في كلِّ ليلة مرة"[39].

- عن عبدالكريم يقول كان طلق بن حبيب لا يركع إذا افتتح القراءة حتى يبلغ العنكبوت وكان يقول: إني أشتهي أن أقوم حتى يشتكي صلبي"[40].

- قال البغوي: "ما رأيت بَعْدَ أحمد بن حنبل أفضلَ منه (يعني زهير بن محمد بن قُمير) سمعته يقول: أشتهي لحمًا من أربعين سنةً ولا آكله حتى أدخل الروم فآكل من مغانم الروم".

- وحدثني ولده محمد بن زهير قال: "كان أبي يجمعنا في وقت ختْمِهِ للقرآن في شهر رمضان في كلِّ يوم وليلة ثلاث مرات، يختم تسعين ختمة في رمضان"[41].

- عن محمد بن مِسْعَر قال: "كان أبي لا ينام حتى يقرأ نصف القرآن، فإذا فرغ من ورده لفَّ رداءه ثم هَجَعَ عليه هجْعَة خفيفة ثم يَثِبُ كالرجل الذي ضلَّ منه شيْءٌ فهو يطلبه، وإنما هو السواك والطهور، ثم يستقبل المحراب فكذلك إلى الفجر، وكان يجهد على إخفاء ذلك جدًّا"[42].

- حكى أبو طالب بن عبدالسميع عن أبيه: "أن المستظهر بالله طلب من يُصلي به ويلقن أولاده وأن يكون ضريرًا، فوقع اختياره على القاضي أبي الحسن المبارك بن محمد بن الدَّواس مقرئ واسط قبل القلانسي، فكان مُكْرِمًا له حتى إنه من كثرة إعجابه به كان أول رمضان قد شرع في التراويح فقرأ في الركعتين الأُولَيَيْنِ آية آية، فلما سلم قال له المستظهر: زدنا من التلاوة فتلا آيتين آيتين فقال له: زدنا، فلم يزل حتى كان يقوم كل ليلة بجزء، وإنه ليلةً عَطِشَ فناوله الخليفةُ الكوزَ، فقال خادمٌ: ادْعُ لأمير المؤمنين فإنه شرفك بمناولته إياك، فقال: جزى العَمَى عني خيرًا، ثم نهض إلى الصلاة ولم يزد على ذلك"[43].

- قالت أم منصور بن المعتمر لما مات منصور - رحمه الله -: "بُنَيَّ صام رمضان وقامه فما أكل ولا نام حتى صامه وقامه". ورواه غيره عن محمد بن عبدالوهاب، وقال في الحديث: "كان يصوم رمضان ويقومه فما يضع جنبه حتى ينسلخ"[44].

- عن محمد بن ذكوان قال: سمعت عبدالرحمن بن عبدالله بن مسعود يحدث عن أبيه عبدالله: "أنه كان يقرأ القرآن من الجمعة إلى الجمعة ويقرأه في رمضان في ثلاث"[45].

- عن أبي عمار قال: سمعت عطاء بن جبلة يقول: "سألوا أمَّ منصور بن المعتمر عن عمله؟ فقالت: كان ثُلُثَ الليلِ يقرأ، وثلثه يَبْكي وثلثَه يدعو"[46].

- عن عبدالله بن مغيث بن سعدان اليشكري قال: حدثتني ابنة بنت عمران عن أبيها (وكان قد عاهدَ الله أنْ لا ينامَ بليل أبدًا إلا مُستغلَبًا) قالت: قال أبي: جئت إلى طاعة الله طول الحياة ولولا الركوع والسجود وقراءة القرآن ما باليت أن أعيشَ في الدنيا فُواقًا، قال: فلم يزل مجهودًا على ذلك حتى مات - رحمه الله - قالت: فرأيته في منامي فقلت: يا أبت إنه لا عهد بك منذ فارقْتَنَا، قال: يا بنية فكيف تعهدين من فارق الحياة وصار إلى ضيق القبور وظلمتها؟ قالت: فقلت: يا أبت كيف حالك منذ فارقْتَنا؟ قال: خيرُ حالٍ يا بنية بُوِّئنا المنازل ومُهدت لنا المضاجع، نحن ههنا يُغدَى ويُراحُ برزقنا من الجنة، قالت: فقلت: فما الذي بلَّغكم هذا؟ قال: الضمير الصالح وكثرة التلاوة لكتاب الله"[47].

- قال أبو عبدالرحمن السلمي: سمعت الدارقطني سمعت أبا إسحاق إبراهيم بن محمد النسوي المعدل بمصر يقول: سمعت أبا بكر بن الحداد يقول: "أخذت نفسي بما رواه الربيع عن الشافعي أنه كان يختم في رمضان ستين ختمةً سوى ما يقرأ في الصلاة، فأكثر ما قدرت عليه تسعًا وخمسين ختمةً، وأتيت في غير رمضان بثلاثينَ ختمة"[48].

- عن هشام بن حسان قال: "كنت أُصلي أنا ومنصور بن زاذان جميعًا، وأشار مخلد بأُصْبُعَيْهِ السبابة والتي تليها، فكان إذا جاء شهر رمضان ختم القرآن فيما بين المغرب والعشاء ختمتين، ثم يقرأ إلى الطواسين قبل أن تقام الصلاة، قال: وكانوا إذ ذاك يؤخرون العشاء في شهر رمضان إلى أن يذهب ربع الليل، فكان منصور يجيء والحسن جالسٌ مع أصحابه فيقوم إلى عمودٍ يُصلي فيختم القرآن، ثم يأتي الحسن فيجلس قبل أن يفترق أصحابه، وكان يختم القرآن فيما بين الظهر والعصر، ويختمه فيما بين المغرب والعشاء في غير شهر رمضان، وكان يأتي وقد سدل عمامته على عاتقه فيقوم فيصلي ويبكي ويمسح بعمامته عينَيْه فلا يزال حتى يبلها كلها بدموعه ثم يلفها ويضعها بين يديه، قال مخلد: ولو أن غير هشام يُخْبرني بهذا ما صدقته، قال مخلد: وكان هو وهشام يصلِّيانِ جميعًا"[49].
لعله يقصد بختم القرآن هنا: أنه كان إذا أراد أن يختم تربص بختمته هذه الأوقات، لا أنه كان يقرأ القرآن كاملاً في هذا الوقت اليسير، والله أعلم.

- قال ابن رجب: "وكان بعض السلف يختم في قيام رمضان في كلِّ ثلاثِ ليالٍ، وبعضهم   في كلِّ سبع منهم   قتادة،   وبعضهم في كلِّ عشْرة منهم   أبو رجاء العطاردي".

كان السلف يتْلون القرآن في شهر رمضان في الصلاة و غيرها، كان الأسودُ يقرأ في كلِّ ليلتين في رمضان، وكان النخعي يفعل ذلك في العشر الأواخر منه خاصة، و في بقية الشهر   في ثلاث، وكان قتادة يختم في كلِّ سبع دائمًا وفي رمضان في كلِّ ثلاث، وفي العشر الأواخر كل ليلة، وكان للشافعي في رمضان ستُّون ختمةً يقرؤها في غير الصلاة[50]، وعن أبي حنيفة نحوه، وكان قتادة يدرس القرآنَ في شهر رمضان، وكان الزهري إذا دخل رمضان قال: فإنما هو تلاوة القرآنِ و إطعامُ الطَّعَام.

- قال ابن عبدالحكم: "كان مالك إذا دخل رمضان يفر من قراءة الحديث، ومجالسة أهل العلم، وأقبل على تلاوة القرآن من المصحف".

- قال عبدالرزاق: "كان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن".

- وكانت عائشةُ - رضي الله عنها - تقرأ في المصحف أول النهار في شهر رمضان فإذا طَلَعَتْ الشَّمْس نامت.

- وقال سفيان: "كان زبيد اليامي إذا حضر رمضان أحضر المصاحف وجمع إليه أصحابه".

وإنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك، فأمَّا في الأوقات المفضلة كشهر رمضان خصوصًا الليالي التي يُطلب فيها ليلةُ القدر، أو في الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها؛ فيستحب الإكثار فيها من تلاوةِ القرآن اغتنامًا للزمان والمكان، وهو قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة، وعليه يدل عمل غيرهم كما سبق ذكره[51].
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] - "التبيان في آداب حملة القرآن": 32.
[2] - "صفة الصفوة": 2/70.
[3] - "صفة الصفوة": 2/179.
[4] - "صفة الصفوة": 1/420.
[5] - "صفة الصفوة":1/198.
[6] - "صفة الصفوة":2/354.
[7] - "السير" للذهبي: 12/439.
[8] - "صفة الصفوة":2/232.
[9] - "صفة الصفوة": 2/247.
[10] - "صفة الصفوة": 2/247.
[11] - "صفة الصفوة": 1/330.
[12] - "صفة الصفوة": 2/90.
[13] - "السير" للذهبي: 4/132. وانظر "صفة الصفوة": 2/456.
[14] - "الحلية": 3/58.
[15] - "التبيان في آداب حملة القرآن": 32.
[16] - "التبيان في آداب حملة القرآن": 32.
[17] - "الحلية": 4/115.
[18] - "الحلية": 2/321.
[19] - "صفة الصفوة": 2/157.
[20] - "الحلية": 4/115.
[21] - "صفة الصفوة": 2/144.
[22] - "الحلية": 7/166.
[23] - "الحلية": 8/303.
[24] - "صفة الصفوة": 1/420.
[25] - رواه البيهقي برقم4400 باب قدر قراءتهم في قيام شهر رمضان، وعبدالرزاق في "المصنف" برقم7732، وابن أبي شيبة برقم7672.
[26] - رواه البيهقي برقم4392، ورواه مالك في "الموطأ" برقم251، وقال الألباني في "إرواء الغليل" عن حديث "الموطأ" 2/192: "وهذا إسناد صحيح جدًّا ".
[27] - رواه عبدالرزاق في "المصنف" برقم7734، باب في قيام رمضان، ومالك في "الموطأ" برقم253.
[28] - عبدالرزاق في "المصنف" برقم7739، باب في قيام رمضان.
[29] - "الحلية": 2/103.
[30] - "مصنف عبدالرزاق" برقم7705.
[31] - "السير" للذهبي: 14/255، وانظر "صفة الصفوة": 1/60.
[32] - "السير" للذهبي: 17/654.
[33] - "صفة الصفوة": 2/131.
[34] - "السير" للذهبي: 23/12.
[35] - "السير" للذهبي: 10/275.
[36] - "الحلية": 5/79.
[37] - "السير" للذهبي: 12/109.
[38] - "الحلية": 2/338.
[39] - "صفة الصفوة": 2/156.
[40] - "الحلية": 3/64.
[41] - "السير" للذهبي: 12/361.
[42] ـ "الحلية": 7/216.
[43] - "السير" للذهبي: 19/397.
[44] - "شعب الإيمان" للبيهقي برقم3936.
[45] - "الحلية": 7/166.
[46] - "صفة الصفوة": 2/66.
[47] - "الحلية": 6/178، و"صفة الصفوة": 2/189.
[48] - "السير" للذهبي: 15/447.
[49] - "الحلية": 3/58.
[50] - ذكره الذهبي في "السير": 10/36، وقال: "قال الربيع بن سليمان من طريقين عنه بل أكثر: كان الشافعي يختم القرآن في شهر رمضان ستين ختمة، ورواها ابن أبي حاتم عنه فزاد كل ذلك في صلاة ".
[51] ـ "لطائف المعارف": 262.




 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • أهل القرآن
  • يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الكافرين أولياء من دون المؤمنين
  • الصور الصادمة في آي الذكر المحكمة (1) ذكرا وليس حصرا
  • الرحمن على العرش استوى
  • أولياء الرحمن وأولياء الشيطان

مختارات من الشبكة

  • صيام التطوع(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من آداب الصيام: صيام ستة أيام من شوال بعد صيام شهر رمضان(مقالة - آفاق الشريعة)
  • أجوبة مختصرة حول أحكام صيام التطوع(مقالة - ملفات خاصة)
  • أحكام متفرقة في الصيام(مقالة - ملفات خاصة)
  • شرح متن الدرر البهية: كتاب الصيام(مقالة - موقع د. طالب بن عمر بن حيدرة الكثيري)
  • أحكام صيام التطوع(مقالة - ملفات خاصة)
  • من صيام التطوع: صيام الأحد والاثنين والخميس والجمعة(مقالة - ملفات خاصة)
  • من صيام التطوع: صيام السبت(مقالة - ملفات خاصة)
  • من صيام التطوع: صيام أيام البيض(مقالة - آفاق الشريعة)
  • فضل صيام الست من شوال: صيام الدهر كله(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • مدينة روكفورد تحتضن يوما للمسجد المفتوح لنشر المعرفة الإسلامية
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 15/11/1446هـ - الساعة: 15:5
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب