• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اتصل بنا
English Alukah شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور سعد بن عبد الله الحميد
 
الدكتور سعد بن عبد الله الحميد  إشراف  الدكتور خالد بن عبد الرحمن الجريسي
  • الصفحة الرئيسية
  • موقع آفاق الشريعة
  • موقع ثقافة ومعرفة
  • موقع مجتمع وإصلاح
  • موقع حضارة الكلمة
  • موقع الاستشارات
  • موقع المسلمون في العالم
  • موقع المواقع الشخصية
  • موقع مكتبة الألوكة
  • موقع المكتبة الناطقة
  • موقع الإصدارات والمسابقات
  • موقع المترجمات
 كل الأقسام | مقالات شرعية   دراسات شرعية   نوازل وشبهات   منبر الجمعة   روافد   من ثمرات المواقع  
اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة اضغط على زر آخر الإضافات لغلق أو فتح النافذة
  •  
    خطبة: التربية على العفة
    عدنان بن سلمان الدريويش
  •  
    حقوق الأولاد (1)
    د. أمير بن محمد المدري
  •  
    التلاحم والتنظيم في صفوف القتال في سبيل الله...
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    أسس التفكير العقدي: مقاربة بين الوحي والعقل
    الشيخ حذيفة بن حسين القحطاني
  •  
    ابتلاء مبين وذبح عظيم (خطبة)
    د. محمود بن أحمد الدوسري
  •  
    فضل من يسر على معسر أو أنظره
    د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
  •  
    حديث: لا طلاق إلا بعد نكاح، ولا عتق إلا بعد ملك
    الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد
  •  
    كونوا أنصار الله: دعوة خالدة للتمكين والنصرة
    أبو مالك هيثم بن عبدالمنعم الغريب
  •  
    لا تعير من عيرك
    نورة سليمان عبدالله
  •  
    من مائدة التفسير: سورة النصر
    عبدالرحمن عبدالله الشريف
  •  
    أربع هي نجاة الإنسان في الدنيا والآخرة (خطبة)
    د. أحمد بن حمد البوعلي
  •  
    وحدة المسلمين (خطبة)
    د. غازي بن طامي بن حماد الحكمي
  •  
    المسارعة إلى الاستجابة لأمر الله ورسوله صلى الله ...
    د. أمين بن عبدالله الشقاوي
  •  
    فوائد وأحكام من قوله تعالى: { إذ قال الله يا عيسى ...
    الشيخ أ. د. سليمان بن إبراهيم اللاحم
  •  
    نعمة الماء (خطبة)
    الشيخ محمد عبدالتواب سويدان
  •  
    تدبر خواتيم سورة البقرة
    د. محمد بن علي بن جميل المطري
شبكة الألوكة / ملفات خاصة / رمضان / فضائل رمضان
علامة باركود

بين يدي رمضان (2)

بين يدي رمضان (2)
بوعلام محمد بجاوي

مقالات متعلقة

تاريخ الإضافة: 12/6/2017 ميلادي - 17/9/1438 هجري

الزيارات: 6109

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

بين يدي رمضان (2)

 

ب/ الشهر: هو رمضان:

امتاز بـ:

1- تيسير سبيل الطاعة فيه:

لأنَّ الشياطين فيه تُصفَّد وتُسلسل وتغلُّ.

عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا دخل شهر رمضان، فُتحت أبوابُ السماء ("الجنة" - خ/ 1898 ولم يذكر ما بعده، م/ 1 - (1079)، "الرحمة" م/ 2 - (1079))، وغُلِّقتْ أبواب جهنم، وسُلسلت (صفِّدت - م/ 1 - (1079)) الشياطين [خ/ 1898، 1899 - م/ 1، 2 - (1079)].

وفي بعض الروايات: تصفد ((مردة الجن أو الشياطين)).


1- النسائي (4/ 129) أخبرنا بشر بن هلال [الصواف] قال: حدثنا عبدالوارث [بن سعيد] عن أيوب [بن أبي تميمة السختياني] عن أبي قلابة [عبدالله بن زيد الجرمي] عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أتاكم رمضان؛ شهر مبارك، فرَض الله عز وجل عليكم صيامَه، تُفتح فيه أبوابُ السماء، وتُغلق فيه أبواب الجحيم، وتغلُّ فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير مِن ألف شهر، مَن حُرم خيرَها فقد حُرم)).

منقطع بين أبي قلابة وأبي هريرة[1].


وغير عبدالوراث يقول فيه: "تغل فيه الشياطين":

المعتمر بن سليمان: إسحاق بن راهويه (1) ابن أبي شيبة (8951).

إسماعيل بن إبراهيم (المعروف بـ: ابن علية): أحمد (7148، 9497).

حماد بن زيد: أحمد (8991).

 

2- النسائي (4/ 129) أخبرنا محمد بن منصور قال: حدَّثنا سفيان [بن عيينة] عن عطاء بن السائب عن عرفجة قال: عدنا عتبة بن فرقد، فتذاكرنا شهر رمضان، فقال: ما تذكرون؟ قلنا: شهر رمضان، قال: سمعت رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((تفتح فيه أبواب الجنة، وتُغلق فيه أبواب النار، وتغلُّ فيه الشياطين، وينادي منادٍ كلَّ ليلة: يا باغي الخير هلمَّ، ويا باغي الشر أقصِر)).

قال أبو عبدالرحمن [النسائي]: هذا خطأ [الصواب: عرفجة عن رجل من الصحابة].

 

(4/ 130) أخبرنا محمد بن بشار قال: حدثنا محمد [بن جعفر غندر] قال: حدثنا شعبة، عن عطاء بن السائب، عن عرفجة قال: كنت في بيت فيه عتبة بن فرقد، فأردت أن أحدِّث بحديث، وكان رجل من أصحاب صلى الله عليه وسلم كأنه أولى بالحديث مني، فحدث الرجل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((في رمضان، تُفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب النار، ويُصفد فيه كلُّ شيطان مريد، وينادي منادٍ كلَّ ليلة: يا طالب الخير هلم، ويا طالب الشر أمسِك)).

الشاهد: ((ويُصفد فيه كل شيطان مريد)).

 

وأخرجه ابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (2928) حدثنا أبو بكر [بن أبي شيبة، وهو في المصنف (8952)] "نا" محمد بن فضيل، عن عطاء بن السائب، عن عرفجة قال: كنت عند عتبة بن فرقد وهو يحدثنا عن رمضان، فدخل علينا رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال له عتبة: حدِّثنا ممَّا سمعتَ مِن رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان، فقال: سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((يُفتح فيه أبواب الجنة، ويُغلق فيه أبواب النار، فتُصفد فيه الشياطين)).


مسند الحارث (320 - بغية) حدثنا يحيى بن أبي بكير "ثنا" إبراهيم بن طهمان، عن عطاء بن السائب، عن عرفجة قال: كنتُ عند عتبة بن فرقد فدخل رجلٌ من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأمسَك عتبةُ عن الحديث حين رآه هيبة له، فقال عتبة: يا فلان، حَدِّثنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بما سمعتَه يقول في رمضان، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تُفتح فيه أبواب الجنَّة، وتُصفد فيه الشياطين، وينادي منادٍ كلَّ ليلة: يا باغي الخير هلمَّ، ويا باغي الشر أقصِر)).


وأخرجه ابن قانع في معجم الصحابة (2/ 269) حدَّثنا أحمد بن محمد بن حميد المقرئ، "نا" أبو بلال الأشعري، "نا" عبدالسلام بن حرب، عن عطاء بن السائب، عن الشعبي، عن عتبة بن فرقد، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا جاء شهرُ رمضان، فُتحت أبوابُ الجنَّة، وغُلقت أبواب النار، وصُفِّدت الشياطين، ونادى منادٍ: يا باغي الخير هلمَّ)).

 

حدَّثنا عمر بن حفص السدوسي، "نا" أبو بلال الأشعري، "نا" عبدالسلام، عن عطاء بن السائب، عن عرفجة الثقفي، عن عتبة.

قال القاضي: وهو الصواب: عن عتبة عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله؛ اهـ.

وأخرجه الطبراني في الكبير (17/ 132 - حديث: 326) عن عمر بن حفص السدوسي، وفيه "عبدالله بن حرب" بدل "عبدالسلام".

 

وأخرجه في الأوسط (1563) عن أحمد بن محمد بن حميد المقرئ، وقال: لم يرو هذا الحديث عن عطاء عن الشعبي إلا عبدالسلام، تفرد به: أبو بلال؛ اهـ[2].

سبق أن الصواب عرفجة عن رجل من الصحابة.

سفيان بن عُيينة وعبدالسلام بن حرب - مع الخطأ في الإسناد - وإبراهيم بن طهمان ومحمد بن فضيل قالوا: "الشياطين".


عرفجة لم يخرج له في الستة غير النسائي، وليس له عند النَّسائي غيرُ هذا الحديث، وليس فيه إلَّا توثيق العجلي: "كوفيٌّ تابعي ثقة"[3]، وذِكْر ابن حبَّان له في الثقات[4]؛ لهذا قال فيه ابن حجر: مقبول[5]؛ أي: إذا توبِع.

وجاء في رواية: كل شيطان مريد[6].


والمراد بـ "مريد":

قال الطبري أبو جعفر محمد بن جرير (ت: 310): يعني متمردًا على الله في خِلافه فيما أمره به وفيما نهاه عنه، كما حدَّثنا بشر بن معاذ [العقدي] قال: "ثنا" يزيد [بن زريع] قال: "ثنا" سعيد [بن أبي عروبة] عن قتادة: ﴿ وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا ﴾ [النساء: 117] قال: تمرَّد على معاصي الله[7].

أي: استمرَّ على المعاصي، ومنه قوله تعالى في المنافقين: ﴿ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ ﴾ [التوبة: 101]؛ أي: مرنوا واستمروا عليه؛ ومنه يقال: شيطان مريد ومارد، ويقال: تمرد فلان على الله؛ أي: عتا وتجبَّر؛ اهـ.


3- أحمد (7917) حدثنا يزيد [بن هارون]، أخبرنا هشام بن أبي هشام، عن محمد بن الأسود، عن أبي سلمة بن عبدالرحمن، عن أبي هريرة قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ((أُعطيتْ أمَّتي خمس خصال في رمضان، لم تعطَها أمَّة قبلهم: خُلُوفُ فمِ الصائم أطيب عند الله مِن ريح المسك، وتستغفر لهم الملائكةُ حتى يفطروا، ويزين اللهُ عزَّ وجل كلَّ يوم جنَّته، ثم يقول: يوشك عبادي الصالحون أن يُلقوا عنهم المؤونةَ والأذى ويصيروا إليكِ، ويُصفَّد فيه مردةُ الشياطين، فلا يخلصوا فيه إلى ما كانوا يخلصون إليه في غيره، ويغفر لهم في آخر ليلة))، قيل: يا رسولَ الله، أهي ليلة القَدْر؟ قال: ((لا، ولكن العامل إنَّما يوفَّى أجرَه إذا قضى عملَه)).

هشام بن أبي هشام زياد أبو المقدام: ضعيف متروك[8].

وفي روايةٍ الجمع بين الشياطين ومردة الجن.


الترمذي (682) [ومن طريقه البغوي في شرح السنة (1705)] وابن ماجه (1642) حدثنا أبو كريب محمد بن العلاء بن كريب قال: حدَّثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان أول ليلة من شهر رمضان، صُفِّدتِ الشياطين ومردة الجنِّ، وغُلقت أبواب النار، فلم يُفتح منها باب، وفُتِّحت أبوابُ الجنة، فلم يُغلق منها باب، وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشرِّ أقصِر، ولله عتقاء من النار، وذلك كلَّ ليلة)).

 

والحاكم (1532) أخبرنا أبو عمرو عثمان بن أحمد بن السماك - ببغداد - "ثنا" أحمد بن عبدالجبار "ثنا" أبو بكر بن عياش.

وحدثنا أبو محمد أحمد بن عبدالله المزني، "ثنا" أحمد بن نجدة، "ثنا" سعيد بن منصور وأبو كريب، قالا: "ثنا" أبو بكر بن عياش.

 

وأخرجه ابن خزيمة (1883) "ثنا" محمد بن العلاء بن كريب، وابن حبان (3435) أخبرنا أحمد بن علي بن المثنى، حدَّثنا أبو كريب بلفظ: ((الشياطين مردة الجن)) بدون واو، واستدلَّا بها على تخصيص الشياطين بـ "الـمردة" وبَوَّبَا لها:

قال ابن خزيمة أبو بكر محمد بن إسحاق (ت: 311): باب ذكر البيان أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم إنما أراد بقوله: ((وصُفِّدت الشياطين)) مردة الجن منهم، لا جميع الشياطين؛ إذ اسم الشياطين قد يقع على بعضهم؛ اهـ[9].

وقال ابن حبان أبو حاتم محمد بن حبان (ت: 354): ذكر البيان بأن الله جل وعلا إنما يصفِّد الشياطينَ في شهر رمضان مردتهم دون غيرهم؛ اهـ[10].

 

قال الترمذي أبو عيسى محمد بن عيسى (ت: 279): سألت محمدًا [بن إسماعيل البخاري (ت: 256)] قلت: حدَّثنا أبو كريب، حدَّثنا أبو بكر بن عياش، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان أول ليلة من شهر رمضان، صُفِّدت الشياطينُ ومردة الجنِّ...))؛ الحديث؟ فقال: غلطَ أبو بكر بن عياش في هذا الحديث.

قال محمد: حدثنا الحسن بن الربيع، حدَّثنا أبو الأحوص، عن الأعمش، عن مجاهد، قال: إذا كان رمضان صُفِّدت الشياطين.

 

قال: وهذا أصحُّ عندي من حديث أبي بكر؛ اهـ[11].

قال القرطبي أبو العباس أحمد بن عمر (ت: 656): ((وصفِّدت الشياطين)): غُلَّت وقُـيِّدَت، و"الصَّفدُ": الغلُّ؛ وذلك لئلَّا تُفسِد الشياطين على الصائمين.

فإن قيل: فنرى الشرورَ والمعاصي تقع في رمضان كثيرًا، فلو كانت الشياطين مصفَّدةً لما وقع شرٌّ؟!


فالجواب من أوجه:

أحدها: إنما تُغلُّ عن الصائمين الصوم الذي حُوفِظ على شروطه، ورُوعِيتْ آدابه، أمَّا ما لم يحافظ عليه، فلا يغلُّ عن فاعله الشيطان.

 

والثاني: أنَّا لو سلَّمنا أنها صُفِّدتْ عن كلِّ صائم، لكن لا يلزم مِن تصفيد جميع الشياطين ألَّا يقع شرٌّ؛ لأنَّ لوقوع الشرِّ أسبابًا أُخَرَ غير الشياطين، وهي: النفوس الخبيثة، والعادات الركيكة، والشياطين الإنسية.

 

والثالث: أن يكون هذا الإخبار عن غالب الشياطين والـمَرَدَة منهم، وأما مَن ليس من الـمَرَدة، فقد لا يُصفَّد، والمقصود تقليل الشرور، وهذا موجود في شهر رمضان؛ لأنَّ وقوع الشرور والفواحش فيه قليل بالنسبة إلى غيره من الشهور؛ اهـ[12].

 

وأقوى الأوجه: الثاني، فالشرُّ في رمضان من:

النفوس: فإنها بطبعها ميَّالة إلى الشَّهوات، خاصَّة عندما تتهيَّأ لها أسبابها بلا تعَب ولا مشقَّة.

شياطين الإنس: الذين يقوى اجتهادُهم في هذا الشهر جبرًا للنَّقص الحاصل عن تصفيد إخوانهم من الجن، فتحوَّل الشهر بسببهم بالنِّسبة لكثير من المسلمين شهر لهو ولعب وتسلية وتسوُّق.

ومع هذا، فالفرق كبير بين رمضان وغيره، يتجلَّى في عودة كثير مِن الناس إلى ربِّهم.

 

2- غفران الذنوب السابقة:

جزاء الصيام أو القيام.

عن يحيى بن سعيد، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((مَن قام ليلةَ القدر إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه، ومَن صام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه))؛ [خ/ 38 لم يذكر ليلة القَدْر، 1901، 2014 - م/ 175 - (759) من طريق يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة].

 

عن حميد بن عبدالرحمن، عن أبي هريرة: ((مَن قام رمضان إيمانًا واحتسابًا، غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه))؛ [خ/ 37، 2009 - م/ 173 - (759)، وبهذا اللفظ 174 - (759): من طريق الزهري، عن أبي سلمة].

المقصود: مخلصًا لله، لا يريد بصيامه وقيامه إلَّا أن يراه الله صابرًا على الجوع والعطش والتعَب، راجيًا الثوابَ العظيم، والعفوَ عن الذنوب.


3- فيه ليلة القَدْر:

فضلها:

قال تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ  * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ  * تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ  * سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ ﴾ [القدر: 1 - 5].

 

ليلة نزول القرآن إلى السماء الدنيا:

﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ [القدر: 1]:

وفي سورة الدخان: ﴿ حم * وَالْكِتَابِ الْمُبِينِ  * إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ﴾ [الدخان: 1 - 3].

المنزَّل هو "القرآن"؛ ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ﴾ [البقرة: 185]، أُنزل إلى السماء الدنيا جميعه، ثم نزل بعد ذلك مفرَّقًا ومنجَّمًا رحمةً مِن الله تعالى بهذه الأمَّة: ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ﴾ [الفرقان: 32].

يروى عن: ابن عباس رضي الله عنهما.

 

أولًا: رواية سعيد بن جُبير عن ابن عباس:

• النسائي في الكبرى (11689 - ط: الكتب العلمية) "أنا" محمد بن قدامة، "أنا" جرير [بن عبدالحميد]، عن منصور [بن المعتمر]، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس قوله: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ [القدر: 1]، قال: نزل القرآن جملةً واحدةً في ليلة القَدْر، [وكان بموقع النجوم: من رواية: زنيج وأبي بكر وعثمان - ابني أبي شيبة - وإسحاق بن راهويه: عن جرير]، وكان الله عز وجل يُنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعضَه في إثر بعض، قالوا: ﴿ لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلًا ﴾ [الفرقان: 32].


فضائل القرآن لابن الضريس أبي عبدالله محمد بن أيوب (118) رواه عن أبي غسان زُنيج محمد بن عمرو عن جرير، والمستدرك (2878) [ومن طريقه البيهقي في الأسماء والصفات (495 - الحاشدي)[13]] أخرجه من طريق ابني أبي شيبة أبي بكر وعثمان عن جرير، و(3958) من طريق إسحاق بن راهويه عن جرير.

 

• تفسير ابن أبي حاتم (15127، 15140) ذكر عن عبدالرحمن بن عمر بن رستة الأصبهاني، "ثنا" [عبدالرحمن] ابن مهدي، "ثنا" أبو سلمة [سعيد بن بشير له تفسير] عن حكيم بن جبير، عن سعيد بن جُبَير، قلتُ لابن عباس: أخبرني عن قول الله عز وجل: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ [القدر: 1]، و﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ﴾ [الدخان: 3]، وعن ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ﴾ [البقرة: 185]، أكله أم بعضه؟

 

فقال ابن عباس: أَنزل الله القرآن جملةً واحدة مِن السماء السابعة إلى سماء الدنيا في ليلة القَدْر، فجعل عند مواقع النجوم؛ ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ﴾ [الواقعة: 75] إِلَى قَوْلِهِ: ﴿ الْمُطَهَّرُونَ ﴾ [الواقعة: 79]؛ الملائكة، وينزل به جبريل صلى الله عليه وسلم كلَّما أُتي بمَثَل يلتمس عيبه نزل به كتاب الله ناطق[14]... إلخ الحديث.

حكيم بن جبير: ضعيف متروك[15].

أبو سلمة: ضعيف، كان ابن مهدي يحدِّث عنه ثم تركه[16].

فيهما أنَّ القرآن وُضع في مواقع النجوم، ويأتي أنَّ مقصودهم بالنجوم: نجوم القرآن.


♦ النسائي في الكبرى (7991) حدثنا محمد بن عبدالله بن عبدالرحيم قال: ثنا الفريابي [محمد بن يوسف]، عن سفيان [بن سعيد الثوري]، عن الأعمش، عن حسان [بن أبي الأشرس]، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس قال: فصل القرآن من الذكر ("رفع إلى جبريل"؛ رواية عمار بن رزيق عن الأعمش، "أنزل الله القرآن" أو "أنزل القرآن"؛ رواية جرير والحماني وعمرو بن عبدالغفار عن الأعمش)، فوُضع في بيت العزَّة في السماء الدنيا، [فجعل جبريل عليه السلام ينزل على النبيِّ صلى الله عليه وسلم يرتِّله ترتيلًا؛ غير مذكور في رواية الحماني وجرير، وفي رواية عمرو بن عبدالغفار: (ونزله جبريل عليه السلام على محمد صلى الله عليه وسلم بجواب كلام العباد، وأعمالهم)].


قال سفيان: خمس آيات ونحوها.

ومن طريق الفريابي أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 32 - حديث 12381).

وأخرجه الحاكم (2881) [ومن طريقه البيهقي في الأسماء والصفات (496)] من طريق: الحسن بن حفص عن سفيان.

و(4216) من طريق أبي حذيفة موسى بن مسعود - متكلَّم في روايته عن سفيان[17] - عن سفيان.

 

وأخرجه ابن أبي شيبة (30694) حدثنا معاوية بن هشام قال: حدثنا عمار بن رُزَيق عن الأعمش.

وأخرجه ابن أبي حاتم (15129) حدَّثنا أحمد بن سنان، "ثنا" أبو يحيى [عبدالحميد بن عبدالرحمن] الحماني، "ثنا" الأعمش.

أبو يحيى الحماني: ضعيف[18].

 

وأخرجه الطبراني في الكبير (12/ 32 - حديث 12382) حدثنا محمد بن عبدالله الحضرمي، "ثنا" جمهور بن منصور، "ثنا" عمرو بن عبدالغفار، "ثنا" الأعمش.

وأخرجه الطبريُّ أيضًا (3/ 188)، عن أبي كريب محمد بن العلاء، عن أبي بكر بن عياش، عن الأعمش به بلفظ: "أُنزل القرآن جملةً مِن الذِّكر في ليلة أربع وعشرين من رمضان، فجُعل في بيت العزَّة".


أبو بكر بن عياش "رجل صالح، لكنه كثير الوَهم، ومع هذا فقد خرج البخاري حديثه، وأنكر عليه ابن حبان تخريج حديثه وتركه لحماد بن سلمة"[19].

وهذا المتن يُعرف من طريق آخر، يأتي ذكره، ويروى في النصف من رمضان.


وأخرجه الدولابي في الكنى (643) حدثنا أبو خالد يزيد بن سنان قال: حدثنا الحسن بن عمر بن شقيق قال: ثنا جرير [بن عبدالحميد]، عن الأعمش، عن حسان، عن سعيد بن جُبَير قوله، بلفظ: "أُنزل القرآن ليلة القَدْر إلى السماء الدنيا، فوُضع في بيت العزَّة".

 

وأخرجه الطبريُّ (3/ 189) عن عيسى بن عثمان، عن عمِّه يحيى بن عيسى [الرملي]، عن الأعمش، عن حسَّان، عن سعيد بن جُبَير قال: "نزَل القرآن جملةً واحدة في ليلة القَدْر في شهر رمضان، فجُعل في سماء الدُّنيا".

أوقفه جرير، ويحيى بن عيسى - ضعيف[20] - على سعيد بن جُبَير.


ويروى عنهما - يحيى بن عيسى الرملي وجرير - عن الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عبَّاس:

• أخرجه البزَّار (5009) حدَّثنا يوسف بن موسى قال: حدَّثنا جرير، عن الأعمش، عن مسلم البطين والمنهال [بن عمرو]، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما قال: "أَنزل الله القرآنَ إلى سماء الدُّنيا ليلة القَدْر جملةً واحدة، كان جبريل ينزله"، يعني: على النبيِّ صلى الله عليه وسلم.

 

أبو القاسم إسماعيل بن محمد الأصبهاني (ت: 535) في الترغيب والترهيب (1819) 1819- من طريق علي بن الحسن المقري، "ثنا" يحيى بن عيسى الرملي، عن الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عبَّاس قال: "أُنزل القرآن في النِّصف من شهر رمضان إلى سماء الدنيا، فجُعل في بيت العِزَّة، ثم أُنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في عشرين سنة جواب كلام الناس".

ويروى من طريق يحيى بن عيسى: عن سعيد بن جُبَير قوله.


أخرجه ابن الضريس (120) حدثنا ابن نمير، حدَّثنا يحيى بن عيسى، عن الأعمش، عن مسلم البطين - قال يحيى: أحسبه - عن سعيد بن جُبَير، قال: "نزل القرآنُ جملةً واحدة في ليلة القَدْر في رمضان، فجُعل في بيت العِزَّة، ثمَّ أنزل على النبيِّ صلى الله عليه وسلم في عشرين سنة جواب كلام الناس".

المشهور عن جرير: عن منصور بن المعتمر، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عبَّاس.

المشهور عن الأعمش: عن حسان أبي الأشرس، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عبَّاس.


الضياء في المختارة (10/ 365 - حديث: 391) من طريق أحمد بن موسى بن مردويه، "ثنا" محمد بن علي بن دحيم، "ثنا" أحمد بن حازم، "ثنا" علي بن حكيم، "ثنا" شريك [بن عبدالله القاضي]، عن مخول [بن راشد]، عن مسلم البطين عن:

سعيد بن جُبَير، عن ابن عبَّاس.

 

ومسعر عن سماك عن عكرمة، عن ابن عبَّاس: ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ﴾ [الواقعة: 75]، قال: "نزل القرآن جملة إلى السماء الدُّنيا، ثم نزل نجومًا بعدُ إلى النبيِّ عليه السلام".

شريك القاضي: ضعيف[21].


وأخرجه الطبريُّ (24/ 543) حدَّثنا [محمد] ابن حميد [الرازي] قال: "ثنا" مهران [بن أبي عمر العطار]، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن مسلم [البطين]، عن سعيد بن جُبَير: "أُنزل القرآن جملةً واحدة، ثم أَنزل ربنا في ليلة القَدْر: ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾ [الدخان: 4].

مهران: ضعيف، كثير الغلط في حديث سفيان[22].

ابن حميد: متروك، متَّهم[23].


• ابن الضريس (121) حدَّثنا محمد بن عبدالله بن نمير، حدَّثنا محاضر [بن المورع]، عن الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عبَّاس قال: "أُنزل القرآن جملةً واحدة في ليلة واحدة في ليلة القَدْر إلى السماء الدُّنيا، حتى رفع في بيت العِزَّة".

محاضر: كان مغفلًا جدًّا[24]، والمشهور: حسان بن أبي الأشرس بدل حبيب بن أبي ثابت.


• النسائي في الكبرى (11565) أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال: حدَّثنا المعتمر بن سليمان، عن أبي عوانة [الوضاح بن عبدالله اليشكري]، عن حصين [بن عبدالرحمن]، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عباس قال: "نَزل القرآن جميعًا في ليلة القَدْر إلى السماء الدُّنيا، ثمَّ فصل فنزل في السنين؛ وذلك قوله: ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ﴾ [الواقعة: 75]، [قال: نزل متفرقًا؛ من رواية عمرو بن عون عن هشيم عن حصين].

 

وابن منده في الإيمان (705) "أنبأ" الحسن بن يوسف، "ثنا" إبراهيم بن مرزوق، "ثنا" محمد بن كثير، "ثنا" سليمان بن كثير عن حصين...

والحاكم (3781) [ومن طريقه البيهقي في شعب الإيمان (3/ 522 - حديث: 2054)] أخبرني أبو بكر محمد بن المؤمل، "ثنا" الفضل بن محمد الشعراني، "ثنا" عمرو بن عون الواسطي، "ثنا" هشيم [بن بشير] "أنبأ" حصين...

وأخرجه أحمد بن منيع (5897/1) "ثنا" هشيم [بن بشير]، "أنبأ" حصين، عن حكيم بن جبير، عن سعيد، عن ابن عبَّاس.

أدرج حكيم بن جبير بين حصين وسعيد.


هكذا:

أخرجه الحاكم (3959) مِن طريق محمد بن عيسى الواسطي عن عمرو بن عون، "ثنا" هشيم.

والطبري (3/ 191 - 22/ 359 - 24/ 543) من طريق يعقوب بن إبراهيم، عن هشيم [الموضع الأخير سقط منه: سعيد بن جُبَير].

 

ومسند ابن الجعد (2363) حدَّثنا علي [بن جعد] "أنا" شريك [بن عبدالله القاضي] عن حكيم بن جبير، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عبَّاس في قوله عز وجل: ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ﴾ [الواقعة: 75]، قال: "بنجوم القرآن؛ نزل إلى السماء الدُّنيا جملةً، ثم نزل على النبيِّ صلى الله عليه وسلم فِرَقًا قِطَعًا نُجومًا".

 

(2364) حدَّثنا [القائل: راوي المسند: أبو القاسم عبدالله بن محمد بن عبدالعزيز البغوي] عبدالله بن عون الخراز، "نا" شريك، بإسناده مثله.

تفسير مجاهد (ص: 645) "أنا" [القائل: ابن شاذان] عبدالرحمن [أبو القاسم عبدالرحمن بن الحسن الهمذاني] قال: "نا" إبراهيم [بن الحسين بن علي الهمذاني] قال: "نا" آدم [بن أبي إياس] قال: "نا" شريك...

 

والطبراني في الكبير (12/ 44 - حديث: 12426) حدَّثنا عبيد بن غنام، "ثنا" علي بن حكيم الأودي، "ثنا" شريك...

شريك القاضي: سبق أنه ضعيف، ولم ينفرد بالحديث.

والآبنوسي في مشيخته (217) أخبرنا عبيدالله بن عثمان قال: حدَّثنا إسماعيل قال: حدَّثنا محمد بن عثمان قال: حدَّثنا إبراهيم بن محمد بن ميمون قال: حدَّثنا عبدالله بن بكير، عن حكيم بن جبير...

 

ويروى موقوفًا على سعيد بن جُبَير: أخرجه سعيد بن منصور (79، 1958) "نا" خالد بن عبدالله [الواسطي]، عن حصين، عن حكيم بن جبير، عن سعيد بن جُبَير، قال: "نزل القرآن جملةً مِن السماء العليا، إلى السماء الدنيا، ليلة القَدْر، ثم نزَل مفصَّلًا".

و(1959) "نا" سويد بن عبدالعزيز، عن حصين...

 

سويد بن عبدالعزيز: ضعيف متروك[25].

حصين سمعه مِن حكيم بن جبير، وسبق أنه: متروك.

الظَّاهر أن تكون "مواقع النُّجوم" في رواية سُفيان الثَّوري عن الأعمش فما بعدها الأزمنة التي نزل فيها القرآن، أو نزول القرآن منجَّمًا، وسبق أن المقصود بـ "النجوم": نجوم القرآن.


خلاصة رواية سعيد بن جُبَير: أنَّه وُضع في السماء الدُّنيا في بيت العِزَّة، وأن المراد بـ "مواقع النجوم" نزول القرآن منجَّمًا، والروايات التي جاء فيها "بمواقع النجوم" ضعيفة إلَّا رواية واحدة، والظاهر أنها محفوظة، ذكرها غيرُ واحد عن جرير، منهم: إسحاق بن راهويه وأبو بكر بن أبي شيبة، وصحَّ عن سعيد بن جُبَير - كما يأتي - وعليه موضع نجوم القرآن هو بيت العِزَّة: نزل جبريل بالقرآن جملةً واحدة ليلة القَدْر على موضع النجوم من السماء في بيت العِزَّة، فجعل جبريل ينزل به على النبي رتبًا رتبًا.


رواية عكرمة عن ابن عبَّاس:

• النسائي في الكبرى (7989) أخبرنا قتيبة بن سعيد قال: "ثنا" [محمد بن إبراهيم] بن أبي عدي [ومن طريقه أخرجه الطبريُّ (3/ 190)] عن داود - وهو ابن أبي هند - عن عكرمة، عن ابن عباس قال: "نزل القرآن [من اللوح المحفوظ: من رواية عبدالوهاب بن عطاء: ضعيف[26]] [في رمضان ليلة القَدْر: غير مذكور في رواية عبدالوهاب] فكان في السماء الدُّنيا، فكان إذا أراد الله أن يحدث شيئًا (سببًا: رواية عبدالأعلى) نزل ("ثمَّ كان جبريل عليه السلام ينزل به بعد ذلك الأول فالأول إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم"؛ رواية حماد، "ثم أنزله جبريلُ بعدُ على محمد صلى الله عليه وسلم فكان فيه ما قال للمشركين، وردًّا عليهم"؛ رواية عبدالوهاب)، [فكان بين أوله وآخره عشرين سنة؛ لم يذكرها يزيد بن زريع وعباد بن العوام وحماد بن سلمة - ضعيف عن غير ثابت البناني[27] - وعبدالأعلى وعبدالوهاب] [قال: ﴿ وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا ﴾ [الفرقان: 33]، وقرأ: ﴿ وَقُرْآنًا فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنْزِيلًا ﴾ [الإسراء: 106]؛ من رواية يزيد بن هارون].


(7990) أخبرنا إسماعيل بن مسعود قال: "ثنا" يزيد - يعني ابن زريع - قال: "ثنا" داود.

النسائي في الكبرى (11372) "أنا" أحمد بن سليمان، "نا" يزيد بن هارون.

وأخرجه الحاكم (2879) والطبريُّ في التفسير (15/ 115) وابن منده في الإيمان (703) والبيهقيُّ في الأسماء والصفات (497) من طريق يزيد بن هارون، وأخرجه أبو عبيد في فضائل القرآن (820 - ط: المغربية) يزيد، ولم يذكر آية الفرقان.

 

وأخرجه ابن أبي شيبة (30691) حدَّثنا عباد بن العوام عن داود.

وأخرجه أحمد بن منيع (5897/2 - اتحاف الخيرة) "ثنا" عبدالوهاب بن عطاء، "ثنا" داود.

ومن طريق عبدالوهاب: أخرجه ابن منده في الإيمان (704) والطبري (3/ 190).

وأخرجه ابن الضريس (116) أخبرنا موسى بن إسماعيل، حدَّثنا حماد، حدَّثنا داود.

وأخرجه ابن الضريس (117) أخبرنا علي بن الحسن، حدَّثنا عبدالأعلى، عن داود.

ومن طريق عبدالأعلى أخرجه الحاكم (2877) [ومن طريقه البيهقيُّ في الأسماء والصفات (498)] والطبري (3/ 190 - 24/ 542).

 

• طبقات المحدثين بأصبهان (3/ 537 - 538) حدَّثنا عبدالرحمن بن الحسن [الضراب] قال: "ثنا" هارون بن إسحاق قال: "ثنا" وكيع [بن الجراح]، عن سفيان [الثوري]، عن أيوب [بن أبي تميمة السختياني]، عن عكرمة، عن ابن عبَّاس، في قوله تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ﴾ [الدخان: 3]، قال: "نزَل القرآن جملةً إلى السماء الدُّنيا في ليلة القَدْر، وكان الله عز وجل إذا أراد أن يحدث شيئًا أحدَثه".


• المعجم الكبير (11/ 312 - حديث: 11839) حدَّثنا إبراهيم بن نائلة الأصبهاني، "ثنا" عثمان بن طالوت، "ثنا" محمد بن بلال، "ثنا" [أبو العوام] عمران بن [داود] القطان، عن قتادة، عن عكرمة، عن ابن عبَّاس، قال: "أنزل القرآن ليلة القَدْر في رمضان إلى السماء الدُّنيا جملة، ثم أنزل نجومًا".


وفي الأوسط (1479) حدَّثنا أحمد [بن محمد بن صدقة] قال: "نا" إبراهيم بن راشد قال: "نا" محمد بن بلال قال: "نا" عمران القطان...

قال الطبراني أبو القاسم سليمان بن أحمد (ت: 360): لم يَروِ هذا الحديث عن قتادة إلَّا عمران، تفرد به: محمد بن بلال؛ اهـ.

عمران بن داود القطان أبو العوام: ضعيف[28].

ويروى عنه: عن داود عن الشعبي قوله.

ومحمد بن بلال: كثير الوهم والغلط[29].


ويأتي أنَّه يُروى عنه، عن قتادة، عن أبي المليح، عن واثلة أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أُنزلتْ "صحُف إبراهيم" في أول ليلة من رمضان، وأُنزلت "التوراة" لستٍّ مضين من رمضان، وأُنزل "الإنجيل" لثلاث عشرة خلَت من رمضان، وأُنزل "الزبور" لثمان عشرة خلت مِن رمضان، وأُنزل "القرآن" لأربع وعشرين خلَت مِن رمضان)).

 

خلاصة رواية عكرمة: لم تُفصل موضع القرآن في سماء الدنيا، ويروى - كما يأتي - عن عكرمة قوله: "إنَّ القرآن نزل جميعًا، فوُضع بمواقع النجوم، فجعل جبريل يأتي بالسورة، وإنَّما نزل جميعًا في ليلة القَدْر"؛ لكنه من رواية سليمان بن طرخان عنه، ولم يسمعه منه.


رواية مقسم بن بجرة، عن ابن عبَّاس [لا يصح]:

• ابن أبي حاتم في التفسير (1650) والطبري (3/ 191) والبيهقي في الأسماء والصفات (501) من طريق [إسماعيل بن عبدالرحمن] السدي [الكبير]، عن محمد [هو عبدالله] بن أبي المجالد، عن مقسم [بن بجرة]، عن ابن عبَّاس سأله عطيَّة بن الأسود أنَّه وقع في قلبي الشك قوله: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ﴾ [البقرة: 185] وقوله: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ [القدر: 1] وَقَالَ: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ﴾ [الدخان: 3]، وقد أنزل لـ "شوال" و"ذي القعدة" و"ذي الحجة" و"المحرم" و"شهر ربيع"؟

فقال ابن عبَّاس: "إنما نزل في "رمضان"، وفي "ليلة القَدْر" وفي "ليلة مباركة" جملة واحدة، ثم أُنزل على مواقع النجوم من الشهور والأيام".


قال ابن حجر العسقلاني أبو الفضل أحمد بن علي (ت: 852) - في التفاسير الضعيفة، عن ابن عبَّاس -: ومنهم: إسماعيل بن عبدالرحمن السُّدِّي - بضم المهملة وتشديد الدال - وهو كوفي صدوق، لكنَّه جمع التفسير من طرق، منها: عن أبي صالح [مولى أم هانئ] عن ابن عبَّاس، وعن مرة بن شراحيل عن ابن مسعود، وعن ناس من الصحابة وغيرهم، وخلط روايات الجميع، فلم تتميَّز رواية الثقة مِن الضعيف، ولم يلق السدي مِن الصحابة إلا أنسَ بن مالك، وربما الْتبس الصغير الذي تقدم ذكره [السدي الصغير محمد بن مروان: متروك متهم[30]]؛ اهـ[31].

السدي الكبير: الظاهر من كلام النقَّاد أنه ضعيف بالاتفاق، وأن الاختلاف في تركه[32].


وأخرجه الطبراني في الكبير (11/ 391 - حديث: 12095) حدَّثنا محمد بن عثمان [بن أبي شيبة]، "ثنا" إبراهيم بن محمد بن ميمون، "ثنا" مصعب بن سلام، عن سعد بن طريف، عن الحكم [بن عتيبة]، عن مقسم، عن ابن عبَّاس، أنه سئل عن قوله: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ﴾ [البقرة: 185]، وقوله: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ﴾ [الدخان: 3]؟ فقال: "إنَّه قد أُنزل في رمضان في ليلة القَدْر في ليلةٍ مباركة جملة واحدة، ثمَّ أُرسل على مواقع النجوم رسلًا في الشهور والأيام".

سعد بن طريف: متروك[33].

مصعب بن سلام: ضعيف[34].

إبراهيم بن محمد بن ميمون: قال الذهبي: لا أعرفه، وذكر له حديثًا موضوعًا يرويه عنه محمد بن عثمان[35].


ويروى عن سعيد بن جُبَير قوله:

عبدالرزاق (7) "نا" الثوري عن سلمة بن كهيل، عن سعيد بن جُبَير قال: "نزل جبريل بالقرآن جملةً واحدة ليلة القَدْر على موضع النجوم من السماء في بيت العِزَّة، فجعل جبريل ينزل به على النبيِّ رتبًا رتبًا".

الظاهر أن موضع أو موقع النجوم - وهي نجوم القرآن - بيت العِزَّة.


وأخرجه الطبريُّ (24/ 543) حدَّثنا [محمد] بن حميد [الرازي] قال: "ثنا" مهران [بن أبي عمر العطار]، عن سفيان، عن سلمة بن كهيل، عن مسلم [البطين]، عن سعيد بن جُبَير: "أُنزل القرآن جملة واحدة، ثم أَنزل ربنا في ليلة القَدْر: ﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾ [الدخان: 4]".


وأخرجه الدولابي في الكنى (643) حدَّثنا أبو خالد يزيد بن سنان قال: حدَّثنا الحسن بن عمر بن شقيق قال: "ثنا" جرير، عن الأعمش، عن حسان أبي الأشرس، عن سعيد بن جُبَير في قوله تعالى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ [القدر: 1] قال: "أُنزل القرآن ليلة القَدْر إلى السماء الدُّنيا، فوضع في بيت العِزَّة".

وأخرجه الطبريُّ (3/ 189) عن عيسى بن عثمان، عن يحيى بن عيسى، عن الأعمش، عن حسان، عن سعيد بن جُبَير قال: "نزل القرآن جملة واحدة في ليلة القَدْر في شهر رمضان، فجعل في سماء الدنيا".


وأخرجه ابن الضريس (120) حدَّثنا ابن نمير، حدَّثنا يحيى بن عيسى، عن الأعمش، عن مسلم البطين - قال يحيى: أحسبه - عن سعيد بن جُبَير، قال: "نزل القرآن جملة واحدة في ليلة القَدْر في رمضان فجُعل في بيت العِزَّة، ثم أنزل على النبي صلى الله عليه وسلم في عشرين".

وأخرجه سعيد بن منصور (79، 1958) "نا" خالد بن عبدالله [الواسطي]، عن حصين، عن حكيم بن جبير، عن سعيد بن جُبَير، قال: "نزل القرآن جملة من السماء العليا، إلى السماء الدنيا، ليلة القَدْر، ثم نزل مفصلًا".


و(1959) "نا" سويد بن عبدالعزيز عن حصين...

وسبق الكلام عن هذه الروايات - جرير ويحيى بن عيسى عن الأعمش، وخالد الواسطي عن حصين، وسلمة بن كهيل عن مسلم البطين - وأنَّ المشهور بذكر ابن عبَّاس.


ويروى عن عكرمة قوله:

الطبري (22/ 360) حدَّثنا [محمد] بن عبدالأعلى قال: "ثنا" المعتمر [بن سليمان بن طرخان]، عن أبيه، عن عكرمة: "إن القرآن نزل جميعًا، فوضع بمواقع النجوم، فجعل جبريل يأتي بالسورة، وإنما نزل جميعًا في ليلة القَدْر".

قال ابن أبي حاتم أبو محمد عبدالرحمن بن محمد (ت: 327): سمعتُ أبا زرعة يقول: سليمان التيمي لم يسمع من عكرمة شيئًا؛ اهـ[36].

 

ويروى عن الشَّعبي عامر بن شراحيل:

الطبري (3/ 191 - 24/ 543) حدَّثنا يعقوب [بن إبراهيم] قال: "ثنا" [إسماعيل] بن علية، عن داود، عن الشعبي قال: "بلغنا أنَّ القرآن نزل جملة واحدة إلى السماء الدنيا".

وأخرجه (24/ 543) من طريق عمران أبي العوام عن داود بلفظ: "نزل أول القرآن في ليلة القَدْر".


ويروى عن إبراهيم بن يزيد النخعي:

سعيد بن منصور (78، 1957): "نا" خلف بن خليفة، عن أبي هاشم [يحيى بن دينار] عن إبراهيم [بن يزيد النخعي] في قوله عز وجل: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ﴾ [الدخان: 3]، قال: "أُنزل القرآن جملة على جبريل عليه السلام، وكان جبريل يجيء بعدُ إلى محمد صلى الله عليه وسلم".

خلف بن خليفة: اختلط[37].


ويروى عن عبدالرحمن بن زيد بن أسلم:

الطبري (21/6) حدثني يونس [بن عبدالأعلى] قال: أخبرنا [عبدالله] بن وهب قال: قال [عبدالرحمن] بن زيد [بن أسلم[38]]، في قوله عز وجل: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنْذِرِينَ ﴾ [الدخان: 3]، قال: "تلك الليلة ليلة القَدْر، أَنزل اللهُ هذا القرآن من أمِّ الكتاب في ليلة القَدْر، ثمَّ أنزله على الأنبياء في الليالي والأيام، وفي غير ليلة القَدْر".

ويروى عن ابن جريج، لكن قيده بالسَّنة.


الطبري (3/ 191) حدثني المثنى [بن إبراهيم] قال: "ثنا" سويد بن نصر قال: أخبرنا ابن المبارك، قرأه ابن جريج، في قوله: ﴿ شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ ﴾ [البقرة: 185]، قال: قال ابن عبَّاس: "أنزل القرآن جملة واحدة على جبريل في ليلة القَدْر، فكان لا ينزل منه إلا بأمر".

 

قال ابن جريج: "كان ينزل مِن القرآن في ليلة القَدْر كل شيء ينزل مِن القرآن في تلك السَّنة، فنزل ذلك مِن السماء السابعة على جبريل في السماء الدُّنيا، فلا ينزل جبريل من ذلك على محمد إلَّا ما أمره به ربُّه، ومثل ذلك: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ ﴾ [القدر: 1]، و﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ﴾ [الدخان: 3].

ظاهره أنَّه ينزل على جبريل ما قدَّر الله أن ينزل في تلك السَّنة.


الخلاصة: نزل القران جملةً مِن السماء السابعة أو من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا، ثمَّ نزل بعد ذلك مفرَّقًا منجَّمًا، ويبقى الكلام حول موضعه في السماء الدنيا.

ظاهر بعض الروايات أنَّ "مواقع النجوم" في القرآن المقصود بها نجوم القرآن في السَّماء الدنيا، ويحتمل أن يكون المقصود بـ "مواقع":

المكان: كما هو صريح في قول عكرمة، وأنَّه بالجمع بين الروايات بيت العِزَّة.


ويبقى السؤال: هل جميع أنجم القرآن في موقع واحد؟

قال الطبري: واختلفت القرَّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامَّةُ قرَّاء الكوفة: (بمَوْقِع)؛ على التوحيد، وقرأَتْه عامَّة قرَّاء المدينة والبصرة وبعض الكوفيين: ﴿ بِمَوَاقِعِ ﴾ [الواقعة: 75]؛ على الجماع، والصواب مِن القول في ذلك أنهما قراءتان معروفتان بمعنى واحد، فبأيَّتهما قرأ القارئ فمصيب؛ اهـ[39].

الزمان: أي الأزمنة التي نزل فيها القرآن.


قال الطبري أبو جعفر محمد بن جرير (ت: 310): اختلف أهلُ التأويل في معنى ذلك، فقال بعضهم: معناه: فلا أقسم بمنازِل القرآن، وقالوا: أُنزل القرآن على رسول الله صلى الله عليه وسلم نجومًا متفرِّقة؛ اهـ[40].

الطبري (22/ 360) حدَّثنا ابن حميد قال: "ثنا" يحيى بن واضح قال: "ثنا" الحسين، عن يزيد، عن عكرمة في قوله: ﴿ فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ﴾ [الواقعة: 75]، قال: "أَنزل الله القرآنَ نجومًا؛ ثلاث آيات، وأربع آيات، وخمس آيات".


سبق أنَّ ابن حميد: متروك متهم.

قال الطبري: وأَولى الأقوال في ذلك بالصَّواب قول مَن قال: معنى ذلك: فلا أقسم بمساقط النجوم ومغايبها في السماء؛ وذلك أنَّ المواقع جمع موقع، والموقع المفعل مِن وقع يقع موقعًا، فالأغلب مِن معانيه والأظهر من تأويله ما قلنا في ذلك؛ ولذلك قلنا: هو أولى معانيه به؛ اهـ[41].

 

ما يروى أنَّ القرآن نزل لأربع وعشرين خلت من رمضان.

قال الحَليمي أبو عبدالله الحسين بن الحسن (ت: 403) رحمه الله: أي ليلة خمس وعشرين؛ اهـ[42].

أخرجه ابنُ أبي حاتم في التفسير (1649) حدَّثنا أبي، "ثنا" عبدالله بن رجاء، "أنبأ" عمران أبو العوام القطان، عن قتادة، عن أبي المليح، عن واثلة، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((نزلت "صحف إبراهيم" في أول ليلة من رمضان، وأنزلت "التوراة" لستٍّ مضين مِن رمضان، وأُنزل "الإنجيل" لثلاث عشرة خلَتْ من رمضان، وأُنزل "الزبور" لثمان عشرة خلَتْ مِن رمضان، وأُنزل "القرآن" لأربع وعشرين خلَتْ من رمضان)).

 

والبيهقي في السنن الكبرى (19/ 23 - حديث: 18687) والأسماء والصفات (494 - ط: الحاشدي) وشعب الإيمان (3/ 521 - حديث: 2053) والطبراني في الكبير (22/ 75 - حديث: 185) والأوسط (3740) من طُرق، عن ابن رجاء.

وأخرجه الطبريُّ في التفسير (3/ 189) عن أحمد بن منصور، عن ابن رجاء، وليس فيها ذكر "الزبور".

 

وهو في مسند أحمد (16984) حدَّثنا أبو سعيد مولى بني هاشم [عبدالرحمن بن عبدالله] حدَّثنا عمران أبو العوام... ليس فيه ذكر "الزبور".

عمران بن داود أبو العوام: سبق أنه ضعيف.


ويروى عن أبي العالية قوله:

وأخرجه عبدالرزاق في تفسيره (6) "نا" معمر [بن راشد]، عن أبان بن أبي عياش، عن أبي العالية قال: (نزلت "الصحف" في أول ليلة من شهر رمضان، ونزلت "التوراة" لستٍّ، ونزل "الزبور" لاثنتي عشرة ليلة، ونزل "الإنجيل" لثماني عشرة، ونزل "الفرقان" لأربع وعشرين من شهر رمضان).

أبان بن أبي عياش: متروك[43].


ويروى عن أبي قلابة عبدالله بن زيد الجرمي قوله:

ابن أبي شيبة (30692) حدَّثنا [عبدالوهاب بن عبدالمجيد] الثقفي، عن أيوب [بن أبي تميمة السختياني]، عن أبي قلابة، قال: "نزلت التوراة لستٍّ خلون من رمضان، وأنزل القرآن لأربع وعشرين".

ابن أبي شيبة (30693) حدَّثنا يحيى بن يمان، عن سفيان [بن سعيد الثوري]، عن خالد [بن مهران الحذاء]، عن أبي قلابة، قال: "نزلت الكتبُ ليلة أربع وعشرين من رمضان".

يحيى بن يمان: ضعيف، حدَّث عن الثوري بعجائب[44].


ويروى عن قتادة بن دعامة السدوسي قوله:

الطبري (21/5 - 6) حدَّثنا بشر [بن معاذ العقدي] قال: "ثنا" يزيد [بن زريع] قال: "ثنا" سعيد [بن أبي عروبة] عن قتادة: "﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةٍ مُبَارَكَةٍ ﴾ [الدخان: 3]: ليلة القَدْر، ونزلَتْ صحفُ إبراهيم في أول ليلة من رمضان، ونزلت التوراة لستِّ ليالٍ مضت من رمضان، ونزل الزبور لست عشرة مضت من رمضان، ونزل الإنجيلُ لثمان عشرة مضت مِن رمضان، ونزل الفرقان لأربع وعشرين مضت من رمضان".


قال البيهقي: خالفه [ابن رجاء] عبيدالله بن أبي حميد - وليس بالقوي - فرواه: عن أبي المليح عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما من قوله.

ورواه إبراهيم بن طهمان: عن قتادة من قوله، لم يجاوز به إلَّا أنه قال: "لاثنتي عشرة" بدل ثلاث عشرة.

وكذلك وجده جرير بن حازم في كتاب أبي قلابة، دون ذكر صُحف إبراهيم.

قلت: وإنما أراد - والله أعلم - نزول الملَك بالقرآن مِن اللوح المحفوظ إلى سماء الدنيا؛ اهـ[45].

 

رواية عُبيد بن أبي حميد: أخرجها أبو يعلى (2190) عن سفيان بن وكيع، عن أبيه، عن عبيدالله، عن أبي مليح، حدَّثنا جابر بن عبدالله قوله...، وفيه: "وأنزل الزبور على داود في إحدى عشرة ليلة".

سفيان بن وكيع[46] وعبيدالله بن أبي حميد[47]: متروكان.

وإبراهيم بن طهمان عن قتادة: منقطع.

ما يروى أنَّ القرآن نزل في النصف من رمضان.


أبو القاسم إسماعيل بن محمد الأصبهاني (ت: 535) في الترغيب والترهيب (1819) 1819- من طريق علي بن الحسن المقري، "ثنا" يحيى بن عيسى الرملي، عن الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جُبَير، عن ابن عبَّاس قال: "أُنزل القرآن في النصف من شَهر رمضان إلى سماء الدنيا، فجُعل في بيت العِزَّة، ثم أنزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم في عشرين سنة جواب كلام الناس".

سبق الكلام عنه: يحيى بن عيسى الرملي: ضعيف، وقوله "في النصف من شهر رمضان" شاذ، غيره يقول: "ليلة القَدْر".

وقول ثانٍ: أنَّ المقصود ابتداء نزوله[48].

 

والمقصود:

1- بيان فضل ليلة القَدْر؛ بأنَّها الليلة التي أُنزل فيها القرآن، أو التي ابتدئ فيها نزوله.

2- التنبيه إلى اغتنام هذا الشهر في تلاوة القرآن.

ولهذا كان جبريل عليه السلام يذاكِر النبيَّ صلى الله عليه وسلم القرآنَ في شهر رمضان.


عن ابن عبَّاس رضي الله عنهما قال: "كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم أجودَ الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان جبريل عليه السلام يلقاه كل ليلة في رمضان، حتى يَنسلخ، يعرض عليه النبيُّ صلى الله عليه وسلم القرآنَ ("فيدارسه القرآن" خ/ 6، 3220، 3554)، فإذا لقيه جبريلُ عليه السلام كان أجود بالخير من الرِّيح المرسلة"؛ [خ/ 6، 1902، 3220، 3554، 4997 - م/ 50 - (2308)].

 


[1] جامع التحصيل 211، وقال المزي: وقيل: لم يسمع منه؛ تهذيب الكمال (14/ 544).

[2] المعجم الأوسط (2/ 156).

[3] الثقات (2/ 133)، ترجمة: 1228.

[4] الثقات (5/ 273، 274)، ترجمة: 4806

[5] تقريب التقريب ص: (389)، ترجمة: 4556 ط - عوامة.

[6] لا يصح، وينظر تخريجه في تفسير سعيد بن منصور (تعليق المحقق) (8/ 241) - حديث: 2378.

[7] وعزاه السيوطي إلى: ابن أبي حاتم، وعبد بن حميد، والطبري، وابن المنذر؛ الدر المنثور (5/ 21) - ط: مركز هجر.

[8] ميزان الاعتدال (4/ 298)، ترجمة: 9223.

[9] صحيح ابن خزيمة (3/ 188).

[10] صحيح ابن حبان (8/ 221).

[11] العلل الكبير 111 - رقم 190، 191، جامع الترمذي (2/ 60) ط: الغرب.

[12] المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم (3/ 136).

[13] أخرجه في التفسير (24/ 543): قال ثنا جرير... الظاهر سقوط أول الإسناد.

[14] كما في قوله تعالى: ﴿ وَلَا يَأْتُونَكَ بِمَثَلٍ إِلَّا جِئْنَاكَ بِالْحَقِّ وَأَحْسَنَ تَفْسِيرًا ﴾ [الفرقان: 33].

[15] ميزان الاعتدال (1/ 583، 584)، ترجمة: 2215.

[16] ميزان الاعتدال (2/ 128 - 130)، ترجمة: 3143.

[17] شرح علل الترمذي (2/ 762) - ت: همام.

[18] ميزان الاعتدال (2/ 542)، ترجمة: 4784.

[19] شرح علل الترمذي.

[20] ميزان الاعتدال (4/ 401 - 402)، ترجمة: 9600.

[21] ميزان الاعتدال (2/ 270 - 274)، ترجمة: 3697.

[22] ميزان الاعتدال (4/ 196)، ترجمة: 8828.

[23] ميزان الاعتدال (3/ 530، 531)، ترجمة: 7453.

[24] ميزان الاعتدال (3/ 441)، ترجمة: 7079.

[25] ميزان الاعتدال (2/ 251 - 252)، ترجمة: 3623.

[26] ميزان الاعتدال (2/ 681، 682)، ترجمة: 5322.

[27] التمييز؛ لمسلم 171 - ط: ابن حزم.

[28] ميزان الاعتدال (3/ 236، 237)، ترجمة: 6282.

[29] ميزان الاعتدال (3/ 493)، ترجمة: 7284.

[30] ميزان الاعتدال (4/ 32 - 33)، ترجمة: 8154.

[31] العجاب في بيان الأسباب (1/ 211، 212).

[32] ميزان الاعتدال، والظاهر أن الاختلاف في تركه (1/ 236 - 237 - 907).

[33] ميزان الاعتدال (10/ 271 - 275)، ترجمة: 2212.

[34] ميزان الاعتدال (4/ 120)، ترجمة: 8562.

[35] ميزان الاعتدال (1/ 64)، ترجمة: 211.

[36] المراسيل ص: (84) رقم: 307.

[37] ميزان الاعتدال (1/ 659 - 660)، ترجمة 2537.

[38] جُمع تفسيره في خمس رسائل دكتوراه في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض، كما كتبت رسالة ماجستير من الجامعة نفسها بعنوان: "مرويات عبدالرحمن بن زيد بن أسلم في التفسير: جمعًا ودراسة"؛ ملتقى أهل التفسير، ولا معنى للكلام على ضعفه.

[39] تفسير الطبري 22/ 361.

[40] تفسير الطبري 22/ 359.

[41] تفسير الطبري 22/ 361.

[42] المنهاج في شعب الإيمان (2/ 235)، ونقله عنه البيهقي شعب الإيمان (3/ 522).

[43] ميزان الاعتدال (1/ 10 - 15)، ترجمة: 15.

[44] ميزان الاعتدال (4/ 416)، ترجمة: 9661.

[45] الأسماء والصفات (1/ 568).

[46] بسبب ورَّاقه، أَدخل على أصوله أحاديث؛ ميزان الاعتدال (2/ 173)، ترجمة: 3334.

[47] ميزان الاعتدال (3/ 5)، ترجمة: 5354.

[48] تفسير السمعاني (5/ 121).





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر

مقالات ذات صلة

  • مناجاة.. بين يدي رمضان
  • إقبال وتوبة .. بين يدي رمضان (قصيدة)
  • بين يدي رمضان
  • بين يدي رمضان (1) مقدمات
  • بين يدي رمضان (3)
  • نصائح بين يدي رمضان (خطبة)

مختارات من الشبكة

  • تضرع وقنوت(مقالة - آفاق الشريعة)
  • إن الحلال بين وإن الحرام بين وبينهما أمور مشتبهات(مقالة - آفاق الشريعة)
  • من أدعية الاستفتاح: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب(مقالة - موقع الشيخ عبد القادر شيبة الحمد)
  • اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب(مقالة - آفاق الشريعة)
  • بيني وبين فتاة علاقة عاطفية وعرف أهلها ما بيننا(استشارة - الاستشارات)
  • المؤاخاة في العهد النبوي(مقالة - آفاق الشريعة)
  • شيوع الحقد والبغض(مقالة - آفاق الشريعة)
  • رمضان دورة تدريبية رائدة في حسن تدبير العلاقات (2)(مقالة - ملفات خاصة)
  • (مادامت روحك بين جنبيك فها هي أفضل أيام الدنيا بين يديك) (خطبة)(مقالة - آفاق الشريعة)
  • تفسير: (وما نتنزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك)(مقالة - آفاق الشريعة)

 



أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

مرحباً بالضيف
الألوكة تقترب منك أكثر!
سجل الآن في شبكة الألوكة للتمتع بخدمات مميزة.
*

*

نسيت كلمة المرور؟
 
تعرّف أكثر على مزايا العضوية وتذكر أن جميع خدماتنا المميزة مجانية! سجل الآن.
شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • بنر
  • بنر
كُتَّاب الألوكة
  • يوم مفتوح للمسجد يعرف سكان هارتلبول بالإسلام والمسلمين
  • بمشاركة 75 متسابقة.. اختتام الدورة السادسة لمسابقة القرآن في يوتازينسكي
  • مسجد يطلق مبادرة تنظيف شهرية بمدينة برادفورد
  • الدورة الخامسة من برنامج "القيادة الشبابية" لتأهيل مستقبل الغد في البوسنة
  • "نور العلم" تجمع شباب تتارستان في مسابقة للمعرفة الإسلامية
  • أكثر من 60 مسجدا يشاركون في حملة خيرية وإنسانية في مقاطعة يوركشاير
  • مؤتمرا طبيا إسلاميا بارزا يرسخ رسالة الإيمان والعطاء في أستراليا
  • تكريم أوائل المسابقة الثانية عشرة للتربية الإسلامية في البوسنة والهرسك

  • بنر
  • بنر

تابعونا على
 
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة
آخر تحديث للشبكة بتاريخ : 14/11/1446هـ - الساعة: 17:59
أضف محرك بحث الألوكة إلى متصفح الويب